Translate

السبت، 10 يونيو 2023

ج2.مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

 

ج2.مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

مختصرُ إستدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

للعَلاّمة سِرَاج الدّين عُمَر بن علي بن أحمَد المعروف بابن المُلَقن

توفي عَام 804 هـ

تحقيق وَدراسة

عَبد الله بن حمد اللحَيدَان

الجزء الثاني

دَارُ العَاصِمَة

الرياض

(2/578)

كتاب الجهاد

209 - حديث كعب بن عجرة بينما النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالروحاء، إذ هبط عليه أعرابي من [سرف] (1) ... الحديث بطوله.

قال: صحيح. قلت: لا والله فيه إسحاق بن إبراهيم بن [نسطاس] (2) وهو واه.

__________

(1) في (أ) (شدو) وليست في (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2) في (أ)، (ب) (كسطاس) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا من لسان الميزان (1/ 346).

209 - المستدرك (2/ 75): أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، عن داود بن المغيرة، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- بالروحاء إذ هبط عليهم أعرابي من سرف. فقال: من القوم؟ أين تريدون؟. قيل: بدرا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: ما لي أراكم بذة هيئتكم، قليلاً سلاحكم. قالوا: ننتظر إحدى الحسنين، إما أن نقتل فالجنة، وإما أن نغلب، فيجمع الله لنا الظفر، والجنة. قال أين نبيكم. قالوا: ها هو ذا فقال له: يا نبي الله ليست لي مصلحة؟، آخذ مصلحتي ثم ألحق. قال: "اذهب إلى أهلك فخذ مصلحتك" فخرج =

(2/579)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر، وخرج الرجل إلى أهله حتى فرغ من حاجته ثم لحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببدر وهو يصف الناس للقتال في تعبيتهم، فدخل في الصف معهم فاقتتل الناس فكان فيمن استشهده الله، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن هزم الله المشركين، وأظفر المؤمنين، فمر بين ظهراني الشهداء، وعمر بن الخطاب معه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ها يا عمر إنك تحب الحديث، وإن للشهداء سادة، وأشرافاً وملوكاً، وإن هذا يا عمر منهم".

تخريجه:

1 - أورد قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعمر: "ها يا عمر ... الحديث".

السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 858).

وكذا أورده صاحب الكنز (4/ 413) واقتصر على نسبته للحاكم.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس مولى كثير بن الصلت من أهل المدينة، كنيته أبو يعقوب.

قال ابن حبان: كان يخطيء، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

المجروحين (1/ 134، 135).

وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي. وقال العقيلي، وابن الجارود: منكر الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال الطبراني في الأوسط: كان من ثقات المدنيين وذكره ابن عدي في الضعفاء وقال: ليس له كثير رواية.

الميزان (1/ 178، 179)، اللسان (1/ 346).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن إسحاق بن إبراهيم ضعيف فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/580)

210 - حديث ابن جريج قال: قال سليمان بن موسى. حدثنا مالك بن يخامر.

حدثني معاذ أنه سمع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: من قاتل في سبيل الله فواق (ناقة) (1) وجبت له الجنة.

قال: على شرط مسلم (2). قلت: هو منقطع فلعله من الناسخ.

__________

(1) في (ب) (ناقته) وما أثبته من (أ)، والمستدرك وتلخيصه.

(2) في التلخيص أشار أن الحاكم قال: على شرط البخاري ومسلم، لكن في المستدرك قال: على شرط مسلم فقط. وكذا في (أ)، (ب) فالذي يظهر أنها زيادة من بعض النساخ.

210 - المستدرك (2/ 77): أخبرني بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو: ثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جريج قال: قال سليمان بن موسى. حدثنا مالك بن يخامر، أن معاذ بن جبل حدثهم، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقاً ثم مات، أو قتل، فله أجر شهيد".

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بلفظ مقارب" بعضاً من حديث طويل (5/ 230، 231، 244).

2 - ورواه النسائي "بلفظ مقارب للفظ أحمد" كتاب الجهاد، ثواب من قاتل في سبيل الله فواق ناقة (6/ 25).

3 - ورواه الترمذي "بنحوه" متفرقاً بعضاً من حديث طويل. كتاب الجهاد.

فروى طرفه الأول في باب: 21 ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله (4/ 185)، (ح 1657). =

(2/581)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= روى طرفه الثاني في باب من سأل الشهادة (4/ 183)، (ح 1654).

4 - وروى طرفه الأول ابن ماجه "بنحوه" كتاب الجهاد، باب: القتال في سبيل الله (2/ 933، 934)، (ح 2792).

رووه من طريق ابن جريج -قال النسائي، وابن ماجه- حدثنا سليمان بن موسى -وقال الترمذي: عن سليمان بن موسى، وقال أحمد: قال سليمان- حدثنا مالك بن يخامر. أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول به.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث أعله الذهبي بالانقطاع.

قلت: رواة الحديث كلهم صرحوا بالسماع من بعضهم بعضاً، إلا ابن جريج عند الحاكم ومن وافقه، فلم يصرح بالسماع، وقد سبق بيان حاله عند حديث (17) وأنه مدلس، فلا يقبل منه إلا ما صرح بسماعه، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لعنعنة المدلس، لكن ابن جريج قد صرح بالتحديث كما عند النسائي وابن ماجه، وقد عد ابن جريج من الرواة عن سليمان بن موسى. كما في تهذيب الكمال (2/ 855). فعلى هذا تزول شبهة الانقطاع الذي ذكره الذهبي، وتبعه عليه ابن الملقن، فيكون الحديث صحيحاً متصلًا وليس فيه انقطاع، كما أن الذهبي نفسه، الظاهر أنه يقصد بذلك عدم تصريح ابن جريج بالسماع حيث قال: (فلعله من النساخ) يقصد أن عدم ذكر تصريح ابن جريج، أنه من النساخ، وإلا فالأصل أنه غير منقطع -والله أعلم-.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم ضعيف لعنعنة ابن جريج وهو مدلس، لكن قد جاء تصريح ابن جريج بالسماع كما عند النسائي وابن ماجه.

فعليه يكون الحديث صحيحاً متصلًا -والله أعلم-.

(2/582)

211 - حديث أبي مالك الأشعري مرفوعاً: [من أفصل] (1) في سبيل (الله) (2) [فمات] (3) أو قتل فهو شهيد".

قال: على شرط مسلم. قلت: فيه عبد الرحمن بن ثوبان، ولم يحتج به مسلم، وليس بذاك [وبقية ثقة] (4)، وعبد الرحمن بن غَنْم لم يدركه مكحول فيما أظن.

__________

(1) في (أ) (فقد) وفي (ب) (فعل) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا من أخرج الحديث.

(2) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(3) في (أ) (قاتل) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ) (ولقبه بقية) وما أثبته من (ب) والتلخيص.

211 - المستدرك: (2/ 78): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا بقية بن الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، يرده إلى مكحول، إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أن أبا مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد وأن له الجنة".

تخريجه:

1 - رواه أبو داود "بلفظه" كتاب الجهاد، باب: فيمن مات غازياً (3/ 9)، (ح2499).

2 - ورواه البيهقي "بنحوه" كتاب السير، باب: فضل من مات في سبيل الله (9/ 166).

روياه من طريق عبد الوهاب بن نجدة. حدثنا بقية بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرد إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أن أبا مالك الأشعري قال: به مرفوعاً.

(2/583)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في إسناده علل.

أولًا: قال الذهبي: عبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن.

قلت: ذكر في تهذيب الكمال أن عبد الرحمن بن غنم من شيوخ مكحول وقد أرخ وفاة مكحول سنة مائة وثلاث عشرة (3/ 1369).

وذكر أيضاً في ترجمة عبد الرحمن أن من تلامذته مكحول.

كما أرخ وفاة عبد الرحمن في سنة ثمان وسبعين (2/ 810).

فعلى هذا فبين وفاة كل منهما خمس وثلاثون سنة، فالذي يظهر أن مكحولًا أدرك عبد الرحمن بن غنم. وقد ذكر الذهبي نفسه في الكاشف أن مكحولًا روى عن عبد الرحمن بن غنم (2/ 181).

ثانياً: بيان حال عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي أبي عبد الله الدمشقي الزاهد.

قال الأثرم عن أحمد أحاديثه مناكير. وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: صالح، وقال مرة: ضعيف. وقال مرة: يكتب حديثه على ضعفه وكان رجلًا صالحاً، وكان علي بن المديني حسن الرأي فيه. وقال: ابن ثوبان رجل صدق لا بأس به، وقد حمل عنه الناس. وقال دحيم: ثقة، يرمى بالقدر، وقال أبو حاتم: ثقة يشوبه شيء من القدر، وتغير حاله في آخر حياته، وهو مستقيم الحديث. وقال أبو داود: كان فيه سلامة وليس به بأس، وكان مجاب الدعوة. وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (6/ 150، 151).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطىء ورُمي بالقدر وتغير حاله بآخره (1/ 474).

وقال الذهبي في الكاشف: قال دحيم وغيره ثقة رمي بالقدر، ولينه بعضهم (2/ 159).

ثالثاً: بيان حال بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز الكلاغي أبي يحمد الحمصي.

(2/584)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال ابن المبارك: كان صدوقاً، ولكنه يكتب عمن أقبل وأدبر. وقال ابن معين: كان شعبة مبجلاً لبقية حين قدم بغداد. وسئل عنه ابن معين فقال: إذا حدث عن الثقات فاقبلوه، وإذا حدث عن أولئك المجهولين فلا.

وقال يعقوب: بقية ثقة حسن الحديث إذا حدث عن المعروفين. وقال ابن سعد: كان ثقة إذا حدث عن الثقات ضعيفاً في روايته عن غير الثقات.

وقال النسائي: إذا قال: حدثنا، وأخبرنا فهو ثقة وإذا قال: عن فلان، فلا يؤخذ عنه.

وقال الخطيب: في حديثه مناكير، إلا أن أكثرها عن المجاهيل، وكان صدوقاً.

تهذيب التهذيب (1/ 473، 474، 475).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء (1/ 105).

وقال الذهبي في الكاشف: وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات، وقال النسائي: إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقة (1/ 160).

الحكم كل الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن مكحولًا روى عن عبد الرحمن بن غنم. وأن عبد الرحمن بن ثوبان صدوق يخطيء ورمي بالقدر وتغير بآخره، كما لخص حاله بذلك ابن حجر، وبقية بن الوليد ثقة في روايته إذا روى عن عبد الرحمن بن ثابت وصرح بالتحديث عنه وهو معروف، ولكنه صدوق تغير حاله بآخره، ولم تتبين رواية بقية عنه أقبل أم بعد الاختلاط؟ فتكون روايته عنه ضعيفة، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

(2/585)

212 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "من لقي الله بغير أثر [من] (1) الجهاد لقيه وفيه ثلمة (2) ".

قلت: فيه إسماعيل بن رافع وهو ضعيف.

__________

(1) ليست في أصل (أ) ومعلقة بهامشها وهي في (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في المستدرك قال: هذا حديث كبير في الباب غير أن الشيخين لم يحتجا بإسماعيل بن رافع.

212 - المستدرك (2/ 79): حدثنا أبو الوليد الفقيه وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارىء، وأبو بكر بن عبيد الله، قالوا ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن مصفى الحمصي، وعلي بن حجر السعدي، وعلي بن سهل الرملي، قالوا ثنا الوليد بن مسلم: ثنا إسماعيل بن رافع، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لقي الله بغير أثر من الجهاد، لقيه وفيه ثلمة".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بلفظ مقارب" كتاب فضائل الجهاد- 26 باب: ما جاء في فضل المرابط (4/ 189)، (ح 1666).

وقال: هذا حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، وإسماعيل بن رافع قد ضعفه بعض أصحاب الحديث. قال: وسمعت محمداً يقول: هو ثقة مقارب الحديث.

2 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" كتاب الجهاد، باب: التغليظ في ترك الجهاد (2/ 923، ح2763).

روياه من طريق الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

3 - ورواه مسلم "بمعناه" كتاب الإِمارة- 47 باب: ذم من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو (3/ 1517)، (ح 158).

رواه من طريق وهيب المكي، عن عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعاً. =

(2/586)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه إسماعيل بن رافع بن عويمر أو ابن أبي عويمر الأنصاري، ويقال: المزني أبو رافع المدني.

قال ابن المبارك: ليس به بأس، ولكنه يحمل عن هذا، وعن هذا، وقال أحمد: ضعيف. وقال مرة: منكر الحديث. وقال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال النسائي: وابن خراش، والدارقطني، وابن الجنيد: متروك، وضعفه أبو حاتم، والعقيلي، وأبو العرب، وابن الجارود، وابن عبد البر، وابن حزم، والخطيب وغيرهم.

تهذيب التهذيب (1/ 294، 295، 296).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف الحفظ (1/ 69).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف واه: (1/ 122).

قلت: مما تقدم يتبين أن إسماعيل ضعيف فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وقد رواه مسلم في صحيحه.

الحكم على الحديث:

مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ومن وافقه ضعيف، لكنه بطريق مسلم صحيح لغيره، لأن ضعفه قابل للانجبار -والله أعلم-.

(2/587)

213 - حديث أبي [هريرة] (1) مرفوعاً: "ثلاث (2) أعين لا تمسها النار: عين فقئت في سبيل الله، وعين (حرست) (3) في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".

قال: صحيح. قلت: فيه [عمر] (4) بن راشد ضعفوه.

__________

(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك.

(2) في المستدرك وتلخيصه (ثلاثة) وما أثبته من (أ)، (ب) وهو الموافق لقواعد اللغة.

(3) في أصل (ب) كلمة مشطوب عليها ومصححة بالهامش (حرست) وأثبتها أيضاً من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ)، (ب) (عمرو) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (7/ 444).

213 - المستدرك (2/ 82): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاء، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان السعدي، ثنا محمد بن القاسم الأسدي، ثنا عمر بن راشد اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".

تخريجه:

أورده السيوطي في الجامع الصغير (1/ 538) ونسبه للحاكم فقط وسكت عنه، لكن ذكره المناوي في الفيض وذكر تخريج الحاكم له وتصحيحه إياه وتعقب الذهبي له بأن فيه عمر ضعفوه (3/ 315).

وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (3/ 63).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عمر بن راشد بن شجرة أبو حفص اليمامي.

قال أحمد: حديثه ضعيف ليس بمستقيم حدث عن يحيى بن أبي كثير =

(2/588)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= بأحاديث مناكير. وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو زرعة: لين الحديث.

وقال البخاري: حديثه عن يحيى مضطرب ليس بالقائم، وقال أبو داود: ضعيف.

تهذيب التهذيب (7/ 445، 446).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 55).

وقال الذهبي في الكاشف: لينه جماعة (2/ 310).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن عمر بن راشد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً، لكن لبعض الحديث شاهداً عن أبي ريحانة.

رواه الحاكم (2/ 83) وقال: صحيح ووافقه الذهبي. فيكون الحديث بسند حديث الأصل صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/589)

214 - حديث صالح بن كيسان قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت (أبا) (1) هريرة يقول: أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "حرم على عينين أن تمسهما (2) النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس [الِإسلام] (3) وأهله من [أهل] (4) الكفر".

قلت: فيه انقطاع.

__________

(1) في (ب) (أبي) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه وهو الموافق لقواعد اللغة.

(2) في المستدرك وتلخيصه (تنالهما).

(3) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم المعنى.

214 - المستدرك (2/ 82، 83): أخبرنا حمزة بن العباس القعنبي ببغداد، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي عن صالح بن كيسان قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم- قال: "حرم على عينين أن تنالهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإِسلام وأهله من الكفر".

تخريجه:

1 - أورده ابن حجر في المطالب العالية عن صالح بن كيسان به ونسبه لعبد بن حميد (2/ 177)، (ح 1991).

2 - وأورده السيوطي في الجامع الصغير (1/ 572) ونسبه للحاكم والبيهقي في شعب الِإيمان، ورمز له بالصحة. وذكره المناوي في الفيض وذكر أن الحاكم سكت عليه فتعقبه الذهبي فقال: فيه انقطاع وسكت على هذا (3/ 380)، وقال الألباني في صحيح الجامع: حسن (3/ 88). =

(2/590)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال الذهبي عنه: فيه انقطاع، والذي يظهر أنه يقصد بذلك أن صالح بن كيسان لم يدرك أبا عبد الرحمن.

قلت: لم أعرف أبا عبد الرحمن هذا فلم يصرح باسمه أحد ممن روى الحديث.

لكن الحديث السابق لهذا الحديث ضعيف قابل للانجبار وله شاهد صحيح فعليه يكون هذا الحديث صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/591)

215 - حديث خريم بن فاتك مرفوعاً: "الناس أربعة، والأعمال ستة ... الحديث".

قلت: الأزدي متهم (1)، ومسلمة تعبت عليه فلم أعرفه.

__________

(1) قوله: (قلت: .. إلخ) في التلخيص قال: (قلت: رواه معاوية بن عمرو الأزدي عنهما) وليس فيه، أن الأزدي متهم كما أن معاوية بن عمرو الأزدي ليس متهماً كما ذكر ابن الملقن بل إنه ثقة كما في تهذيب الكمال (3/ 1347) والتقريب (2/ 260) روى له الجماعة.

215 - المستدرك (2/ 87): حدثنا أبو بكر بن بالويه، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، حدثني معاوية بن عمرو، حدثنا مسلمة بن جعفر -من بجيلة-، عن الركين بن الربيع قال: حدثني عمي، عن أبي يحيى خريم بن فاتك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "الناس أربعة، والأعمال ستة: فموجبات، ومثل بمثل، وعشرة أضعاف، وسبعمائة ضعف، فمن مات كافراً وجبت له النار، ومن مات مؤمناً وجبت له الجنة، والعبد يعمل بالسيئة، فلا يجزي إلا بمثلها، والعبد يهم بالحسنة، فتكتب له عشراً، والعبد ينفق النفقة في سبجل الله، فتضاعف له سبعمائة ضعف، والناس أربعة: فموسع عليه في الدنيا، وموسع عليه في الآخرة، وموسع عليه في الدنيا مقتر عليه في الآخرة، ومقتر عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، وشقي في الدنيا والآخرة".

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" مع تقديم وتأخير (4/ 345).

2 - ورواه أبو نعيم في الحلية "بنحوه" مع تقديم وتأخير (9/ 34، 35).

رواه أبو نعيم من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل. حدثني أبي. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن الركين بن الربيع عن أبيه، عن عمه، عن خريم بن فاتك.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن شيجان بن عبد الرحمن. =

(2/592)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= * الطريق الأول. وهو طريق الحاكم وفيه. مسلمة بن جعفر، ومعاوية بن عمرو.

أولًا: مسلمة بن جعفر البجلي الأحمسي الكوفي.

قال الذهبي في الميزان: يُجهل، وقال الأزدي: ضعيف.

وقال ابن حجر في اللسان: وفي الثقات لابن حبان: مسلمة بن جعفر البجلي الأحمسي روى عن عمرو بن قيس، والركين بن الربيع، روى عنه عمر بن محمد العنقري، وأبو غسان النهدي، فيحتمل أن يكون هو، ثم ظهر أنه هو، فقد ذكره بذلك كله البخاري ولم يذكر فيه جرحاً.

الميزان (4/ 108)، اللسان (6/ 33).

وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 267) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا.

وقد ذكره المزي في تهذيب الكمال من شيوخ معاوية بن عمرو بن الملهب الأزدي (3/ 1347).

فعلى هذا يكون مسلمة معروفاً، لكن قال الأزدي: ضعيف.

ثانياً. معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي أبو عمرو البغدادي ويعرف بابن الكرماني.

قال أحمد: صدوق ثقة. وقال ابن معين: كان شجاعاً، وقال أبو حاتم.

ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات روى له الجماعة. تهذيب التهذيب (10/ 215، 216).

وقال ابن حجر في التقريب: ثقة (2/ 160).

وقال الذهبي في الكاشف: كان شجاعاً لا يبالي بلقاء عشرين، وسكت عنه (3/ 158).

قلت: فالظاهر أن هذا التعقب من ابن الملقن. لأنه غير موجود في التلخيص المطبوع- وليس هو في محله، لأن الرجل موثق كما نرى ومن رجال الصحيح، لكن الحديث ضعيف لضعف مسلمة كما سبق.

* الطريق الثاني: لكن مسلمة لم يتفرد بالحديث بل تابعه شيبان بن =

(2/593)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= عبد الرحمن عند أحمد، وأبي نعيم، وشيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري.

قال ابن حجر في التقريب: ثقة صاحب كتاب (1/ 356).

وقال الذهبي: صاحب حروف وقراءات، حجة (2/ 16) روى له الجماعة.

الحكم على الحديث.

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، لكنه بإسناد أحمد وأبي نعيم صحيح فيكون بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/594)

216 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "كل شيء من اللهو باطل إلا ثلاثة: انتضالك بقوسك، [وتأديبك] (1) لفرسك، وملاعبتك لأهلك ... الحديث".

[قال: على شرط مسلم] (2) قلت: كذا قال [وسويد] (3) بن عبد العزيز متروك.

__________

(1) في (أ) (وماديبك) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في (أ)، (ب) (قال: صحيح) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(3) في (أ)، (ب) (أبو سويد) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (4/ 276).

216 - المستدرك (2/ 95): حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا الحسن بن علي بن بحر بن بري، ثنا أبي، ثنا سويد بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة. انتضالك بقوسك، وتأديبك لفرسك، وملاعبتك أهلك، فإنها من الحق" وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "انتضلوا، واركبوا، وأن تنتضلوا أحب إلي، إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب فيه الخير، والمتنبل، والرامي به".

تخريجه:

1 - أورده صاحب كنز العمال ونسبه للحاكم فقط (4/ 354، ح 10863).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي مولاهم الدمشقي. =

(2/595)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال ابن سعد: روى أحاديث منكرة. وقال البخاري: في حديثه مناكير. وقال مرة: فيه نظر لا يحتمل. وقال أبو حاتم: لين الحديث في حديثه نظر. وقال عثمان الدارمي عن دحيم: ثقة وكانت له أحاديث يغلط فيها، وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال مرة: ضعيف. وقال الترمذي: كثير الغلط في الحديث. تهذيب التهذيب (4/ 276، 277).

وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ فاحش الوهم حتى يجيء في أخباره من المقلوبات أشياء تتخايل إلى من سمعها أنها عملت عمداً. المجروحين (1/ 350).

وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (1/ 599).

وقال الذهبي في الكاشف: قال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل (1/ 411).

وقال في ديوان الضعفاء والمتروكين: قال أحمد: متروك (ص 139).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن سويد الظاهر أنه متروك كما قال الذهبي، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

لكن للحديث شاهداً من حديث عقبة بن عامر بنحو حديث أبي هريرة.

1 - رواه ابن أبي شيبة في مصنفه. كتاب الجهاد (5/ 349، 350).

2 - ورواه الترمذي. كتاب فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله (4/ 174، ح 1637).

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

3 - ورواه ابن ماجه. كتاب الجهاد، باب: في الرمي في سبيل الله (2/ 940)، (2811).

فعليه يكون الحديث صحيحاً، لكنه عند الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/596)

217 - حديث أبي سعيد أن رجلًا هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- من اليمن فقال له: "قد [هجرت] (1) من الشرك، ولكنه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ " قال: أبوان (2) قال: "أذنا لك؟ " (3) قال: لا. قال: "فارجع فاستأذنهما، فإن [أذنا لك] (4) فجاهد، وإلا فبرهما".

قال: صحيح. قلت: فيه دراج وهو واه.

__________

(1) في (أ) (هاجرت) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في المستدرك وتلخيصه (أبواي).

(3) في (أ) (أذناك) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ) (أذناك) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

217 - المستدرك (2/ 103، 104): حدثنا أبو العباس: أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اليمن، فقال: يا رسول الله إني هاجرت، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-؛ "قد هجرت من الشرك، ولكنه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ " قال: أبواي. قال: "أذنا لك". قال: لا. قال: "فارجع، فاستأذنهما، فإن أذنا لك، فجاهد، وإلا فبرهما".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظه" عن الحاكم. كتاب السير، باب: الرجل يكون له أبوان مسلمان أو أحدهما فلا يغزو إلا بإذن أهله (9/ 26).

2 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بلفظ مقارب" موارد الظمآن. كتاب الجهاد- 15 باب: استئذان الأبوين في الجهاد (ح 1622).

- ورواه أحمد " بنحوه" (3/ 75، 76).

4 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب الجهاد، باب. في الرجل يغزو وأبواه كارهان (3/ 17)، (ح 1530). =

(2/597)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه دراج بن سمعان أبو السمح، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (50) وأنه صدوق إلا في حديثه عن أبي الهيثم فضعيف. وهذا الحديث من روايته عن أبي الهيثم فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

لكن للحديث شاهداً عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستأذنه في الجهاد فقال: "أحيُّ والداك؟ " قال: نعم. قال: "ففيهما فجاهد".

رواه البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب الجهاد- 138 باب: الجهاد بإذن الأبوين (6/ 140)، (ح 3004).

فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/598)

218 - حديث ابن عباس كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لواؤه أبيض، ورايته سوداء.

استشهد به الحاكم، وفيه يزيد بن حيان وقد ضعفوه (1).

__________

(1) قوله: (استشهد به الحاكم .. إلخ) تصرف من ابن الملقن، وإلا فالذهبي أورد حديث الأصل وهو حديث جابر كما أورده الحاكم ثم قال: وشاهده يزيد بن حبان ... ثم ذكر بقية المسند والحديث ثم قال. قلت: يزيد ضعيف.

218 - المستدرك (2/ 105). حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا يزيد بن حيان، أخبرني أبو مجلز لاحق بن حميد، عن ابن عباس قال: كان لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- أبيض، ورايته سوداء.

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بلفظ مقارب" مع تقديم وتأخير. كتاب الجهاد- 10 باب: ما جاء في الرايات (4/ 196، 197)، (ح 1681).

وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.

2 - ورواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" مع تقديم وتأخير. كتاب الجهاد- 20 باب: الرايات والألوية (2/ 941)، (ح 2818).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم يزيد بن حيان النبطي البلخي مولى بكر بن وائل نزل المدائن.

قال ابن الجنيد عن ابن معين: ليس به بأس. وقال البخاري: عنده غلط كثير، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء. تهذيب التهذيب (11/ 322).

وقال الذهبي في الميزان: صويلح (4/ 421)، وقال في الكاشف: قال البخاري: عنده غلط كثير (3/ 276). =

(2/599)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء (2/ 364).

الحكم علي الحديث:

قلت. مما تقدم يتبين أن الظاهر من حال يريد أنه ليس به بأس كما قال ابن معين فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً لذاته، وقد حسنه الترمذي كما سبق.

كما أن للحديث شاهد وهو حديث الأصل عند الحاكم وقال عنه: صحيح على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي (المستدرك: 2/ 104، 105) فعليه يكون الشاهد صحيحاً لغيره.

(2/600)

219 - حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه حدثه قال: بينما أنا في الحجر أتاني رجل فسألني عن العاديات ... الحديث.

قال: على شرط البخاري ومسلم (1). قلت: لا والله ولا ذكر لأبي معاوية المذكور في إسناده في الكتب الستة، وهو البجلي (2) ولا احتج البخاري بأبي صخر المذكور، والخبر منكر.

__________

(1) في التلخيص قبل التعقب أورد كلام الحاكم عن الحديث مختصراً فقال: فقد احتجا بأبي صخر حميد بن زياد، وبأبي معاوية والدعمار الدهني.

(2) قوله. (وهو البجلي) ليست في التلخيص. فالظاهر أنها من كلام ابن الملقن ذكره للتوضيح.

219 - المستدرك (2/ 105): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أنه حدثه قال: بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل فسألني عن {وَاَلعَادِيَاتِ ضَبْحًا}.

فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويوقدون نارهم، فانفتل عني، فذهب إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن العاديات. فقال: هل سألت عنها أحداً قبلي؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله. قال. فاذهب فادعه لي. قال: فلما وقف على رأسه قال: تفتى الناس بلا علم لك، والله إن كانت أول غزوة في الِإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان. فرس للزبير، وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات ضبحا؟ إنما {وَاَلعاَدِياتِ ضَبْحًا} من عرفة إلى مزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى {فَأَثَرْنَ به نَقَعًا} وحين تطأها بأخفافها، وحوافرها. قال ابن عباس: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي. =

(2/601)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= تخريجه:

الآية (1) من سورة العاديات.

1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه".

2 - ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره "بنحوه" تفسير ابن كثير (4/ 541، 542).

روياه من طريق ابن وهب. أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس به.

وأورده الشوكاني في فتح القدير ونسبه لا بن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في كتاب الأضداد، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس (5/ 484)، تفسير سورة العاديات.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه أبو معاوية البجلي، وأبو صخر.

أولًا: أبو معاوية البجلي وقد اختلف فيه.

قال في التهذيب: أبو معاوية البجلي يقال: إنه عمار الدهني قاله أبو أحمد الحاكم. ويقال: غيره روى عن سعيد بن جبير، وروى عنه أبو صخر حميد بن زياد. تهذيب التهذيب (12/ 240).

وقال الحافظ في التقريب: أبو معاوية البجلي، هو عمار الدهني، وإلا فمجهول الحال (2/ 474).

وقال الذهبي في الميزان: أبو معاوية البجلي يقال: هو والد عمار الدهني فيه جهالة (4/ 575).

وأبو معاوية، عمار بن معاوية، ويقال ابن أبي معاوية الدهني البجلي الكوفي، قد عد من الرواة عن سعيد بن جبير، وروى عنه حميد بن صخر إلا أنه ذكر عنه أنه سئل هل سمع من سعيد بن جبير فقال: لا. وهو ثقة كما هي أكثر أقوال العلماء كما في تهذيب الكمال (3/ 997)، روى له مسلم والأربعة. وقال في التقريب: صدوق يتشيع (2/ 48). =

(2/602)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قلت: فمن خلال قراءتي لمصادر ترجمة الرجلين لم يتبين لي المقصود في سند الحاكم وأيهما الذي فيه، لتقارب طبقتهما، واتفاقهما في الشيخ سعيد بن جبير، والتلميذ أبي صخر، كما لم أجد الجزم بأنهما واحد أو اثنان.

ثانياً: أبو صخر هو حميد بن زياد أبو صخر بن أبي المخارق الخراط.

قال أحمد: ليس به بأس، وقال يحيى: ليس به بأس، وقال مرة: ضعيف، وكذا قال النسائي. وقال ابن عدي: هو عندي صالح، وقال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (3/ 41، 42).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم (1/ 202).

وقال الذهبي في الكاشف: مختلف فيه، وقال أحمد: ليس به بأس (1/ 256).

وقد روى له البخاري في الأدب المفرد ولم يرو له في صحيحه. كما رمزت له كتب التراجم السابقة.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن أبا معاوية مختلف فيه فإن كان هو عمار الدهني وعمار ثقة كما سبق، فالحديث حسن لأن فيه حميد بن زياد والظاهر أنه لا بأس به كما هي أكثر أقوال العلماء.

وأما إن كان أبو معاوية غير عمار فهو مجهول فالحديث ضعيف لجهالة أبي معاوية -والله أعلم-.

(2/603)

220 - حديث عائشة: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- شعار المهاجرين يوم بدر عبد الرحمن، والأوس عبد الله، والخزرج عبيد الله.

قال: صحيح غريب. قلت: بل يعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة المذكورين في إسناده ضعيفان.

__________

220 - المستدرك (2/ 106): حدثنا أبو علي الحافظ، ثنا القاسم بن زكريا المطرز، ثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شعار المهاجرين يوم بدر عبد الرحمن، والأوس بني عبد الله، والخزرج بني عبيد الله.

تخريجه:

1 - رواه الواقدي في المغازي "بنحوه" (1/ 71).

من طريق ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عروة، عن عائشة.

ولم أجد من أخرجه غيرهما.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه: يعقوب بن محمد الزهري، وإسماعيل بن أبي حبيبة.

أولاً: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عوف الزهري أبو يوسف المدني نزيل بغداد.

قال أحمد: ليس بشيء، ليس يساوي شيئاً. وقال ابن معين: ما حدثكم عن الثقات فاكتبوه، وما لا يعرف من الشيوخ فدعوه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. =

(2/604)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال أبو حاتم. هو عندي عدل أدركته فلم أكتب عنه. وقال حجاج بن الشاعر: ثقة. وقال الساجي: منكر الحديث، وكان المديني يتكلم فيه. وقال العقيلي: في حديثه وهم كثير، ولا يتابعه إلا من هو نحوه، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (11/ 396، 397).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء (2/ 377).

وقال الذهبي في الكاشف: وهاه أبو زرعة وغيره، وقواه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (3/ 294).

ثانياً: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأسهلي مولاهم أبو إسماعيل المدني.

قال أحمد. ثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به منكر الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف.

وقال مرة: متروك. وقال العجلي: حجازي ثقة، وقال الترمذي: يضعف في الحديث. وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل (1/ 104، 105).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 31).

وقال الذهبي في الكاشف: قال الدارقطني وغيره: متروك (1/ 76).

فالذي يظهر مما تقدم أن يعقوب، وإبراهيم ضعيفان كما قال الذهبي، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وللحديث طريق آخر عند الواقدي، لكن الواقدي راوي الحديث قد سبق بيان حاله وأنه متروك عند حديث رقم (31). فعليه يكون الحديث بإسناد الواقدي ضعيف جداً.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، وأما الطريق الثاني فإنه ضعيف جداً فلا يفيد طريق الحاكم بشيء فيبقى الحديث بسند الحاكم ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/605)

221 - حديث ابن عباس وفد على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أربعمائة أهل بيت ... الحديث.

قال: صحيح (1). قلت: بل إسماعيل بن عبد الله بن زرارة المذكور في إسناده منكر الحديث.

__________

(1) قوله: (قال صحيح) ليس في التلخيص، وما أثبته من (أ)، (ب) والمستدرك.

221 - المستدرك (2/ 106): أخبرني الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق: أنبأ محمد بن غالب، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، حدثنا عمر بن صالح ابن أبي الزاهرية، قال سمعت أبا حمزة يقول: سمعت ابن عباس يقول: وفد على النبي- صلى الله عليه وسلَّم- أربعمائة أهل بيت، أو أربعمائة رجل من أزدشنوءة فقال: "مرحباً بالأزد أحسن الناس وجوهاً، وأطيبه أفواهاً، وأشجعه لقاء، وآمنه أمانة، شعاركم يا مبرور".

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسماعيل بن عبد الله بن زرارة أبو الحسن الرقي.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي: منكر الحديث جداً. تهذيب التهذيب (1/ 308، 309).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق تكلم فيه الأزدي بلا حجة (1/ 71).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: قال الأزدي منكر الحديث ص 21.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن إسماعيل صدوق كما لخص حاله بذلك ابن حجر وقد دفع قول الأزدي بأنه تكلم فيه بلا حجة والظاهر أن الذهبي تبع في الحكم عليه بذلك، الأزدي.

فعلى ذلك يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

(2/606)

222 - حديث عبد الواحد بن زياد. حدثنا الحارث بن [حصيرة] (1) حدثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال ابن مسعود: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يوم حنين، فولى عنه الناس وبقيت معه في ثمانين رجلاً ... الحديث.

[قال: صحيح] (2) قلت: الحارث، وعبد الواحد (3) ذو مناكير، هذا منها، و (4) فيه إرسال.

__________

(1) في (أ)، (ب) (حصين)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والتقريب (1/ 140).

(2) قوله: (قال: صحيح)، ليس في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(3) في التلخيص (عبد الله)، وما أثبته من (أ)، (ب)، وكذا هو في السند عند الحاكم وفي سند التلخيص عبد الواحد.

(4) في التلخيص (ثم).

222 - المستدرك (2/ 117): وأخرجه الِإمام أبو بكر ابن خزيمة في باب الرخصة في علامة المبارز بنفسه ليعلم موضعه، فرواه عن محمد بن يحيى، عن النفيلي، حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحارث بن حصيرة، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يوم حنين، فولى عنه الناس، وبقيت معه في ثمانين رجلاً من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا نحواً من ثمانين قدماً، ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة.

قال: ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بغلته يمضي قدماً، فحادت بغلته، فمال عن السرج فسد نحره. فقلت: ارتفع رفعك الله. قال: "ناولني كفاً من تراب" فناولته، فضرب به وجوههم، فامتلأ أعينهم تراباً. =

(2/607)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال: "أين المهاجرون والأنصار؟ " قلت: هم هنا. قال: "اهتف بهم" فجاؤوا وسيوفهم في أيمانهم كأنها الشهب، وولى المشركون أدبارهم.

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" (1/ 453، 454).

2 - ورواه البزار "بنحوه" كشف الأستار (2/ 348)، (ح 1829).

وقال البزار: لا نعلمه عن ابن مسعود إلا بهذا الإِسناد.

روياه من طريق عبد االواحد بن زياد. حدثنا الحارث بن حصيرة. حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال ابن مسعود وقال البزار: عن أبيه، عن ابن مسعود.

3 - وأورده الهيثمي في المجمع "بنحوه" ونسبه لأحمد، والبزار قال: ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة (6/ 180).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الواحد بن زياد، والحارث بن حصيرة.

أولًا: الحارت بن حصيرة الأزدي أبو النعمان الكوفي.

قال جرير: شيخ طويل السكوت يصر على أمر عظيم، وقال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال ابن معين: خشبي ثقة ينسبونه إلى خشبة زيد بن علي التي صلب عليها. وقال النسائي: ثقة. وقال الدارقطني: شيخ للشيعة يغلو في التشيع. وقال أبو داود: شيعي صدوق، ووثقه العجلي وابن نمير. وقال العقيلي: له غير حديث منكر لا يتابع عليه، وقال الأزدي: زائغ، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (6/ 140)، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطىء رمي بالرفض (1/ 140).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء والمتروكين: شيعي، قال العقيلي: له غير حديث منكر ص (48).

ثانياً: عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم أبو بشر البصري أحد الأعلام.

قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة. =

(2/608)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة. وقال العجلي: بصري ثقة حسن الحديث. وقال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن عبد البر: أجمعوا، لا خلاف بينهم أنه ثقة ثبت. تهذيب التهذيب (6/ 434، 435)، وقال ابن حجر في التقريب: ثقة (1/ 26).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحارث بن حصيرة مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً.

فيكون حسن الحديث، وأن عبد الواحد ثقة. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً لذاته، إلا أن الذهبي قال: فيه إرسال يقصد بذلك أن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، لكن سبق بيان ذلك عند حديث رقم (133) وأن الراجح سماعه من أبيه -والله أعلم-.

(2/609)

223 - حديث أبي أيوب مرفوعاً: "من صبر حتى يقتل، أو يغلب لم يفتن في قبره".

قال: صحيح. قلت: فيه معاوية بن يحيى وهو ضعيف.

__________

223 - المستدرك (2/ 119): أخبرني أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي، أن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثهم، قال ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من لقي فصبر، حتى يقتل، أو يغلب، لم يفتن في قبره".

تخريجه:

1 - أورده الهيثمي في المجمع "بلفظ مقارب" عن أبي أيوب ونسبه للطبراني في الأوسط وقال: فيه مصفى بن بهلول والد محمد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات (5/ 327، 328).

2 - وأورده صاحب كنز العمال ونسبه للطبراني والحاكم عن أبي أيوب (4/ 313).

دراسة الاسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن أبي أيوب.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه معاوية بن يحيى الدمشقي أبو مطيع الطرابلسي.

قال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال عثمان الدارمي عن دحيم: لا بأس به، وكذا قال أبو داود، والنسائي، وقال أبو حاتم: صدوق مستقيم الحديث وقال أبو زرعة: ثقة. وقال البغوي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو علي النيسابوري: شامي ثقة. وقال هشام بن عمار: كان ثقة، وذكره الدارقطني في التروكين (10/ 220، 221). =

(2/610)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام (2/ 261).

فالذي يظهر من حال معاوية أنه لا بأس به كما هي أكثر أقوال العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

* الطريق الثاني: وللحديث طريق آخر عند الطبراني في الأوسط، لكن فيه مصفى بن بهلول. قال الهيثمي لم أعرفه. كما سبق.

قلت: وقد بحثت عنه فلم أعرفه، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

الحكم على الحديث:

قلت. مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم حسن لذاته، وأما بإسناد الطبراني فهو ضعيف فيكون بإسناد الطبراني حسناً لغيره- فالله أعلم-.

(2/611)

224 - حديث جابر: فقد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حمزة حين فاء الناس من القتال ... الحديث.

قال: صحيح. قلت: فيه أبو حماد [الفضل] (1) بن صدقة قال النسائي: متروك.

__________

(1) في (أ)، (ب) (الفضل) وما أثبته من التلخيص، والميزان (4/ 168).

224 - المستدرك (2/ 119، 120): أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا محبوب بن موسى، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي حماد الحنفي، عن ابن عقيل قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمزة حين فاء الناس من القتال، فقال رجل: رأيته عند تلك الشجرات وهو يقول: أنا أسد الله، وأسد رسوله، اللهم أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، أبو سفيان وأصحابه، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء بانهزامهم، فحنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحوه، فلما رأى جنبه بكى، ولما رأى ما مثل به شهق ثم قال: "ألا كفن؟ " فقام رجل من الأنصار، فرمى بثوب عليه، ثم قام آخر، فرمى بثوب عليه، فقال: "يا جابر: هذا الثوب لأبيك، وهذا لعمي" ثم جيء بحمزة فصلى عليه، ثم يجاء بالشهداء، فتوضع إلا جانب حمزة فيصلي عليهم، ثم ترفع ويترك حمزة حتى صلى على الشهداء كلهم، قال: فرجعت وأنا مثقل قد ترك أبي علي ديناً وعيالًا، فلما كان عند الليل أرسل إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا جابر إن الله تبارك وتعالى، أحيا أباك، وكلمه كلاماً". قلت: وكلمه كلاماً؟ قال: "قال له: تمن. فقال: أتمنى أن ترد روحي وتنشيء خلقي كما كان، وترجعني إلا نبيك فأقاتل في سبيل الله فأقتل مرة أخرى.

قال: إني قضيت أنهم لا يرجعون" قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيد الشهداء يوم القيامة حمزة".

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (2/ 97). =

(2/612)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

2 - وورد طرف الحديث في الميزان (4/ 168)، واللسان وهو قوله: "لما جرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمزة بكى، فلما رأى ما مثل به شهق" من رواية مفضل بن صدقة.

3 - روى آخر الحديث الترمذي "بنحوه" وهو أن الله أحيا أبا جابر وكلمه ... إلخ.

كتاب تفسير القرآن (5/ 230، 231)، (ح 3010).

وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

رواه من طريق يحيى بن حبيب بن عربي. حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري: قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: به.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم الفضل بن صدقة أبو حماد الحنفي الكوفي.

قال يحيى: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً، وكان أحمد بن محمد بن شعيب يثني عليه ثناء تاماً، وكان عطاء بن مسلم يوثقه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه. وقال البغوي: كوفي صالح الحديث. الميزان (4/ 168، 169)، اللسان (6/ 80، 81).

وقال أبو زرعة: كوفي صالح الحديث. الجرح والتعديل (8/ 316).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن التوسط في حاله ما قاله ابن عدي من أنه ليس بحديثه بأس، وذلك لأن أكثر المضعفين له من التشددين. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

لكن طرفه الأخير روي من طريق آخر عند الترمذي وقال عنه: حسن غريب.

فعليه يكون هذا الجزء من الحديث صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/613)

225 - حديث مصعب بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: افتتح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مكة، ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ... الحديث.

قال: صحيح. قلت: فيه طلحة بن (جبر) (1) وليس بعمدة.

__________

(1) في (ب) (حر) بدون نقط وفي المستدرك وتلخيصه (خير) وما أثبته من (أ) والميزان (2/ 338).

225 - المستدرك (2/ 120، 121): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا طلحة بن خير الأنصاري، عن المطلب بن عبد الله، عن مصعب بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، ثم انصرف إلى الطائف، فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثم أوغل غدوة أو روحة، ثم نزل، ثم هجر، ثم قال: "أيها الناس إنى لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي خيراً، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتون الزكاة، أو لأبعثن عليكم رجلاً مني أو كنفسي، فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم".

قال: فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد علي فقال: "هذا".

تخريجه:

1 - أورده الهيثمي في المجمع "بنحوه" عن عبد الرحمن بن عوف، ونسبه لأبي يعلى وقال: فيه طلحة بن جبير وثقه ابن معين في رواية، وضعفه الجوزجاني، وبقية رجاله ثقات (9/ 134).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم طلحة بن جبير.

وهاه الجوزجاني فقال: غير ثقة، وقال يحيى: لا شيء. وقال مرة: ثقة. =

(2/614)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن جرير الطبري: طلحة هذا مما لا تثبت بنقله حجة.

الميزان (2/ 338)، اللسان (3/ 210).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن طلحة مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً.

(2/615)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب قسم الفيء

226 - حديث ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يوم بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا ... الحديث بطوله".

قال: صحيح. قلت: هو على شرط البخاري.

__________

226 - المستدرك (2/ 131، 132): حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري، ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، ثنا وهب بن بقية الواسطي، ثنا خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا" قال: فقدم الفتيان، ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها، فلما فتح الله عليهم، قال المشيخة: كنا ردءاً لكم لو انهزمتم فئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى، فأبى الفتيان وقالوا: جعله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- لنا فأنزل الله تعالى:

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ -إلى قوله- كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ

بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}.

يقول: فكان ذلك خيراً لهم، فكذلك أيضاً فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم.

تخريجه:

الآيات من (1 إلى 5) من سورة الأنفال. =

(2/616)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= 1 - رواه أبو داود "بنحوه" كتاب الجهاد، باب: في النفل (3/ 77)، (ح 2737).

2 - ورواه النسائي في الكبرى. كتاب التفسير، نسبه له المزي في تحفة الأشراف (5/ 132).

3 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد، كتاب التفسير، سورة الأنفال (ص431)، (ح 1743).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: على شرط البخاري.

قلت: الظاهر أنه على شرط مسلم فقط، لأن البخاري لم يخرج لداود بن أبي هند كما في التقريب (1/ 235)، والكاشف (1/ 292).

فعليه يكون الحديث صحيحاً على شرط مسلم فقط.

(2/617)

227 - حديث جابر كنا مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-[في] (1) غزو خيبر [فخرج] (2) سرية فأخذوا إنساناً معه غنم) (3) ... الحديث.

قال: صحيح. قلت: بل فيه شرحبيل وهو متهم. قاله ابن أبي ذئب.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وعليه تستقيم العبارة.

(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم الكلام.

(3) قوله: (فخرجت سرية .. إلخ) ليس في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

227 - المستدرك (2/ 136): أخبرني أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر فخرجت سرية فأخذوا إنساناً معه غنم يرعاها، فجاؤوا به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يكلم: فقال له الرجل: إني قد آمنت بك وبما جئت به، فكيف بالغنم يا رسول الله، فإنها أمانة وهي للناس الشاة والشاتان وأكثر من ذلك قال: "احصب وجوهها ترجع إلى أهلها" فأخذ قبضة من حصباء، أو تراب فرمى بها وجوهها، فخرجت تشتد حتى دخلت على شاة على أهلها، ثم تقدم إلى الصف فأصابه سهم فقتله ولم يصل لله سجدة قط. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أدخلوه الخباء" فأدخل خباء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليه ثم خرج فقال: "لقد حسن إسلام صاحبكم لقد دخلت عليه وإن عنده لزوجتين له من الحور العين". =

(2/618)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= تخريجه:

1 - أورد الواقدي في مغازيه حديثاً بنحو هذا الحديث في إسلام عبد عامر اليهودي (2/ 649).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي، وقد سبق بيان حاله عند حديث (189) وتبين من خلال ذلك أنه ضعيف كما سبق أيضاً قول ابن أبي ذئب من أنه متهم.

الحكم على الحديث:

قلت: مما سبق يتبين أن شرحبيل ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

(2/619)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب قتال البغاة

228 - حديث عبد الله بن [عمرو] (1): أتى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- رجل وهو يقسم تمراً يوم خيبر فقال: يا محمد اعدل ... الحديث.

قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: فيه محمد بن سنان كذبه أبو داود وغيره.

__________

(1) في (أ)، (ب) (عمر)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

228 - المستدرك (2/ 145): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا عبد الله بن حمران، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني أبي، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، وهو يقسم تمراً يوم خيبر. فقال: يا محمد اعدل. قال: "ويحك. ومن يعدل عليك إذا لم أعدل؟، أو عند من تلتمس العدل بعدي؟ " ثم قال: "يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرؤون كتاب الله محلقة رؤوسهم، فإذا خرجوا فاضربوا أعناقهم".

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن سنان بن يزيد القزاز وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (52) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/620)

229 - حديث حذيفة مرفوعاً: "دوروا مع كتاب الله حيثما دار ... "

الحديث بطوله. قلت: فيه مسلم بن كيسان تركه أحمد، وابن معين.

__________

229 - المستدرك (2/ 48): أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي بالكوفة، ثنا محمد بن علي بن عفان العامري، ثنا مالك بن إسماعيل النهدي، أنبأ إسرائيل بن يونس، عن مسلم الأعور، عن خالد العرني قال: دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة، فقلنا: يا أبا عبد الله. حدثنا ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة. قال حذيفة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " دوروا مع كتاب الله حيثما دار" فقلنا: فإذا اختلف الناس فمع من نكون؟ فقال: "انظروا إلى الفئة التي فيها ابن سمية فالزموها، فإنه يدور مع كتاب الله" قال: قلت: ومن ابن سمية؟ قال: أوما تعرفه؟ قلت: بينه لي. قال: "عمار بن ياسر". سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعمار: "يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق".

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم فقط (1/ 165) ورمز له بالصحة، وسكت عنه المناوي في الفيض (3/ 534)، لكن قال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (3/ 156).

وأورده السيوطي أيضاً في الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 524).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم مسلم بن كيسان الضبي الملائي البراد أبو عبد الله الكوفي الأعور.

قال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد، وابن مهدي لا يحدثان عنه، وكان شعبة وسفيان يحدثان عنه، وهو منكر الحديث جداً وقال أبو زرعة ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: يتكلمون فيه وهو ضعيف الحديث. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال الترمذي: =

(2/621)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= يضعف. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أيضاً: متروك. وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال ابن المديني، والعجلي: ضعيف. وقال الدارقطني: متروك. تهذيب التهذيب (10/ 135، 136).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 246).

وقال الذهبي في الكاشف: واه (3/ 142).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين من أقوال العلماء أن الأغلب على أنه ضعيف فقط وقد لخص حاله بذلك ابن حجر. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/622)

230 - حديث ابن عمر قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "يا ابن مسعود أتدري ما حكم الله فيمن [بغى] (1)؟ ... " الحديث.

قلت: فيه كوثر بن حكيم وهو متروك.

__________

(1) في (أ) (بقي) وفي (ب) (نفي) وفي التلخيص (بقي) الحرف الأول بدون نقط، وما أثبته من المستدرك وهو الصواب لأن عنوان الكتاب (قتال أهل البغي).

230 - المستدرك (2/ 155): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي، ببيت المقدس، ثنا عبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار.

وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أحمد بن علي الجزار، ثنا أبو نصر التمار، ثنا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعبد الله بن مسعود: "يا ابن مسعود، أتدري ما حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة"؟ قال ابن مسعود: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن حكم الله فيهم، أن لا يتبع مدبرهم، ولا يقتل أسيرهم، ولا يذفف على جريحهم".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظ مقارب" عن الحاكم. كتاب قتال أهل البغي، باب أهل البغي إذا فاؤا لم يتبع مدبرهم ... إلخ (8/ 182).

وقال: تفرد به كوثر بن حكيم وهو ضعيف.

2 - وأورده الهيثمي في المجمع عن ابن عمر ونسبه للبزار، والطبراني في الأوسط وقال البزار: لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- إلا بهذا الإِسناد. قال الهيثمي: وفيه كوثر بن حكيم وهو ضعيف متروك (6/ 243).

وأورده الزيلعي في النصب (3/ 463)، ونسبه للبزار في مسنده من طريق كوثر.

قال: وذكره عبد الحق في أحكامه وأعله بكوثر بن حكيم وقال: إنه متروك. =

(2/623)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= داسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه كوثر بن حكيم.

قال أبو زرعة: ضعيف، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: أحاديثه بواطيل ليس بشيء. وقال الدارقطني: متروك. وقال الجوزجاني: لا يحل كتب حديثه عندي لأنه متروك. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال الساجي: ضعيف. وقال الدارقطني والبرقاني: متروك الحديث. وذكره العقيلي، والدولابي، وابن شاهين، وابن الجارود في الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات.

الميزان (3/ 416، 417)؛ اللسان (4/ 490، 491).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعيف متروك ص 258، (ت 3492).

وقال المعلق: وثقه ابن سعد وابن معين.

قلت: قد مضى أن ابن معين قال: ليس بشيء.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أنه كما قال الذهبي متروك، لأن أكثر العلماء على تركه. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً. إلا أن للحديث شاهداً موقوفاً على أبي أمامة قال: شهدت صفين وكانوا لا يجهزون على جريح ولا يقتلون مولياً، ولا يسلبون قتيلاً.

وحديث يزيد بن ربيعة الأزدي قال: نادى منادي عمار يوم الجمل وقد ولى الناس ألا لا يذاف على جريح، ولا يقتل مول، ومن ألقى السلاح فهو آمن فشق ذلك علينا.

رواهما الحاكم (2/ 155) على كل منهما صحيح ووافقه الذهبي.

لكن حديث ابن عمر شديد الضعف فلا ينجبر بهذه الشواهد -والله أعلم-.

(2/624)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب النكاح

231 - حديث أبي سعيد مرفوعاً: "ما من صباح إلا ومناديان يناديان، ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال".

قال: صحيح. قلت: فيه خارجة بن مصعب وهو واه.

__________

231 - المستدرك (2/ 159): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد البزار ببغداد، ثنا الحسين أبي معشر، ثنا وكيع بن الجراح، حدثني خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "ما من صباح إلا ومناديان يناديان، ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال".

تخريجه:

1 - رواه ابن عدي في كامله "بلفظه" (ل 318، 319).

2 - رواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" كتاب الفتن- 19 باب: فتنة النساء (2/ 1325)، (ح 3999).

روياه من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

وأورده المنذري في الترغيب ونسبه لابن ماجه والحاكم وسكت عنه (3/ 37).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي بن الحجاج الخراساني السرخسي. =

(2/625)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____________________

= قال الأثرم عن أحمد: لا يكتب حديثه. وقال ابن نمير: ليس بثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: تركه ابن المبارك، ووكيع.

وقال النسائي: متروك الأحاديث. وقال ابن سعد: اتّقى الناس حديثه فتركوه. وذكره ابن الجارود، والعقيلي، وسعيد بن السكن، وأبو زرعة وغيرهم في الضعفاء. تهذيب التهذيب (3/ 76، 77، 78).

وقال ابن حجر في التقريب: متروك وكان يدلس عن الكذابين ويقال: إن ابن معين كذبه (1/ 210، 211).

وقال الذهبي في الكاشف واه (1/ 266).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن خارجة متروك الحديث كما عليه أكثر العلماء. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

(2/626)

232 - حديث محمد بن سعيد عن أبيه مرفوعاً: "ثلاث من السعادة: المرأة تراها تعجبك ... الحديث".

قال: تفرد به محمد بن [بكير] (1) الحضرمي، فإن كان حفظه، فهو على شرطهما. قلت: [محمد] (2) قال أبو حاتم: صدوق يغلط، وقال يعقوب (بن) (3) شيبة: ثقة.

__________

(1) في (أ)، (ب) (بكر) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (9/ 81).

(2) في (أ)، (ب) (أبو محمد) وما أثبته من التلخيص، تهذيب التهذيب (9/ 81).

(3) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والتلخيص.

232 - المستدرك (2/ 162): حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني، ثنا محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بن حفص، عن محمد بن سعد، عن أبيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث من السعادة، وثلاث من الشقاوة: فمن السعادة: المرأة تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطية، فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسؤك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة، قليلة المرافق".

تخريجه:

1 - أورده المنذري في الترغيب ونسبه للحاكم فقط وقال: محمد هذا صدوق وثقة غير واحد (3/ 42).

2 - وأورده العجلوني في كشف الخفا ومزيل الإِلباس. ولم يذكر من أخرجه ولم يتكلم عليه (1/ 327). =

(2/627)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس بن جابر بن ربيعة الحضرمي.

قال أبو حاتم: صدوق عندي يغلط أحياناً، وقال يعقوب بن شيبة شيخ ثقة صدوق وقال محمد بن غالب: حدثنا ابن بكير الثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو نعيم: هو صاحب غرائب. تهذيب التهذيب (9/ 81، 82).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء قيل: إن البخاري روى عنه (2/ 148).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أن محمداً صدوق وعليه أكثر العلماء.

فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

(2/628)

233 - حديث (1) أبي هريرة مرفوعاً: "كرم المؤمن دينه ومروءته عقله، وحسبه خلقه".

قال: على شرط مسلم. قلت: فيه الزنجي وهو ضعيف.

__________

(1) هذا الحديث ليس في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه وقد أخرج الحاكم هذا الحديث في كتاب الإِيمان أيضاً من طريق مسلم بن خالد الزنجي (1/ 123، 124)، وذكره ابن الملقن أيضاً هناك وهو حديث رقم (22) وقد سبق تخريجه ودراسة إسناده هناك. وتبين من خلال ذلك أن مسلم بن خالد مختلف في توثيقه وتجريحه، فهو حسن الحديث. فعليه يكون الحديث حسناً لذاته -والله أعلم-.

233 - المستدرك (2/ 163): حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الفقيه، ثنا الحسين بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى الفراء، ثنا مسلم بن خالد الزنجي، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه".

(2/629)

234 - حديث عائشة مرفوعاً: "تخيروا لنطفكم ... الحديث".

قال: صحيح. قلت: فيه الحارث بن عمران الجعفري وهو متهم، وعكرمة بن إبراهيم ضعفوه (1).

__________

(1) هذا الحديث رواه الحاكم من طريقين. الأول من طريق الحارث بن عمران، والثاني من طريق عكرمة بن إبراهيم، فعكرمة بن إبراهيم متابع للحارث.

وقد أورد الحاكم الطريقين، واختصره الذهبي حيث أورد المسند الأول ثم قال: وتابعه عكرمة بن إبراهيم عن هشام. أما ابن الملقن فإنه اختصره اختصاراً مخلاً، حيث إن المتبادر من اختصاره أنهما في إسناد واحد. وليس كذلك بل على رجل منهما بإسناد مستقل عن الآخر.

234 - المستدرك (2/ 163): حدثنا علي بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا الحارث بن عمران الجعفري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، وأنْكِحوا إليْهِم".

ثم قال: تابعه عكرمة بن إبراهيم، عن هشام بن عروة. ثم ذكر السند الموصل لعائشة.

تخريجه:

1 - رواه الخطيب "بلفظ مقارب" (1/ 264).

2 - ورواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" كتاب النكاح- 46 باب: الأكفاء (1/ 633، ح 1968).

3 - ورواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب النكاح، باب: اعتبار الأكفاء (7/ 133).

4 - ورواه الدارقطني "بلفظ مقارب" كتاب النكاح (3/ 299)، (ح 198).

5 - ورواه ابن حبان في المجروحين "بلفظ مقارب" (1/ 225). =

(2/630)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رووه من طريق الحارث بن عمران الجعفري، عن هشام عن أبيه، عن عائشة. مرفوعاً وهو طريق الحاكم الأول.

- ورواه ابن حبان "بلفظ مقارب" (1/ 225).

- ورواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب النكاح، باب: اعتبار الأكفاء (7/ 133).

- روياه من طريق عكرمة بن إبراهيم، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

- ورواه الدارقطني "بنحوه".

رواه من طريق صالح بن موسى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد مرسلاً.

قال: رواه أبو المقدام هشام بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-. مرسلاً وهو أشبه بالصواب (1/ 264).

- كما رواه ابن الجوزي من طرق أخرى، كلها واهية كما ذكر (2/ 124، 125).

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طرق عن أبي بكر أحمد بن القاسم.

أنبأنا أبو زرعة أنبأنا أبو النظر أنبأنا الحكم بن هشام. حدثني هشام بن عروة به (5/ 120، 2) يراجع السلسلة الصحيحة للألباني (3/ 56).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من خمسة طرق.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم الأول ومن وافقه، وفيه الحارث بن عمران الجعفري المدني.

قال أبو زرعة: ضعيف الحديث، واهي الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، والحديث الذي رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة "تخيروا لنطفكم ... " لا أصل له. وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك. تهذيب التهذيب (2/ 125). =

(2/631)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات -ثم أورد الحديث المذكور وقال-: تابعه عكرمة بن إبراهيم في هذه الرواية عن هشام بن عروة وهما جميعاً ضعيفان المجروحين (1/ 225).

وقال في التقريب: ضعيف رماه ابن حبان بالوضع (1/ 143).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (1/ 196).

قلت: مما مضى يتبين أن الحارث ضعيف فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وهو طريق الحاكم الثاني ومن وافقه وفيه عكرمة بن إبراهيم الأزدي.

قال يحيى، وأبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف، وقال العقيلي: في حديثه اضطراب. وقال النسائي في التمييز: ليس بثقة. وقال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث. وقال البزار: لين الحديث. وذكره ابن الجارود، وابن شاهين في الضعفاء. الميزان (3/ 89، 90)، اللسان (4/ 181، 182).

وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به. المجروحين (2/ 188).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعفوه رقم (2866).

قلت: مما مضى يتبين أن عكرمة بن إبراهيم ضعيف، فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

وكلا الطريقين ضعيف قابل للانجبار فيجبر على منهما الآخر فيكون الحديث بهذين الِإسنادين حسناً لغيره. وهما سندا الحاكم.

* الطريق الثالث: وهو طريق الدارقطني وفيه صالح بن محمد الطلحي.

قال الحافظ في التقريب: متروك (1/ 363).

وقال الذهبي في الضعفاء: ضعفوه (1935).

والراجح من أقوال العلماء أنه متروك كما في التهذيب (4/ 404، 405).

لكن قال الحافظ في التلخيص: مداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام =

(2/632)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أمثلهم صالح بن موسى الطلحي والحارث بن عمران الجعفري وهو حسن (3/ 146).

* الطريق الرابع:

وهو طريق ابن عساكر.

قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 57). وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات من رجال التهذيب غير أحمد بن القاسم وهو التميمي ترجمه ابن عساكر (2/ 42/ 2).

وروى عن عبد العزيز الكناني أنه قال فيه. كان ثقة مأموناً، وفي الحكم بن هشام، وأبي النضر واسمه إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي كلام لا يضر، وقد قال الحافظ في على منهما "صدوق" وزاد في الثاني "ضعف بلا مستند". وهو كذلك كما في التقريب (1/ 193)، (1/ 55).

* الطريق الخامس: وهو طريق الخطيب المرسل. قال عنه الخطيب: وهذا أشبه بالصواب.

لكن فيه هشام بن زياد أبو المقدام. قال في التقريب: متروك (2/ 318).

وقال الذهبي في الضعفاء: قال النسائي وغيره. متروك رقم (4466).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث أقل أحواله أن يكون حسناً لغيره وذلك لكثرة طرقه.

وقد قال الحافظ في التلخيص: مداره على أناس ضعفاء أمثلهم صالح بن موسى، والحارث بن عمران وهو حسن. وقال السخاوي في المقاصد: مداره على أناس ضعفاء وهو حسن (ص 155).

وقال الزرقاني في مختصر المقاصد: حسن (ص 84).

وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: فالحديث بمجموع هذه المتابعات والطرق وحديث عمر -رضي الله عنه- صحيح بلا ريب.

قلت: وحديث عمر هذا رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 115). =

(2/633)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وفيه سليمان بن عطاء. قال ابن الجوزي: يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني أشياء موضوعة. قال ابن حبان: لا أدري أتخليط منه أو من مسلمة.

العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 124، 125).

وقال الحافظ في التقريب: منكر الحديث (1/ 328).

وقال الذهبي في الضعفاء: متهم بالوضع واه رقم (1765).

وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا يحتمل هشام بن عروة هذا. علل الحديث للرازي (2/ 403، 404).

وقال ابن حبان: أصل الحديث مرسل ورفعه باطل. المجروحين (1/ 225).

وقال الخطيب: هو حديث غريب من حديث هشام- ثم أورده من رواه عن هشام، ثم قال. وطرقه واهية، وذكر أنه روى مرسلاً وهو أشبه بالصواب كما سبق في التخريج.

وقال ابن الجوزي في العلل بعد إيراده له من عدة طرق: هذه الأحاديث لا تصح.

قلت: والصواب ما قدمته من كون الحديث حسناً لغيره بناء على دراسة إسنادَيْ الحاكم وتعدد الطرق الأخرى -والله أعلم-.

(2/634)

235 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه، فأَنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض (وفساد عريض) (1) ".

قال: صحيح. قلت: فيه عبد الحميد بن سليمان أخو فليح. قال أبو داود: كان غير ثقة ووثيمة غير معروف.

__________

(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

235 - المستدرك (2/ 164، 165): أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد الحميد بن سليمان، حدثنا محمد بن عجلان، عن وثيمة البصري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب النكاح، باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه (3/ 394، 395)، (ح 1084).

وقال الترمذي: قد خولف عبد الحميد بن سليمان، فرواه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. قال محمد - (يعني البخاري) - وحديث الليث أشبه ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظاً.

2 - ورواه ابن ماجة "بلفظ مقارب" كتاب النكاح- 46 باب: الأكفاء (1/ 632، 633)، (ح 1967).

3 - ورواه الخطيب في تاريخ بغداد "بلفظ مقارب" (11/ 61).

رووه من طريق عبد الحميد بن سليمان أخو فليح، عن ابن عجلان، عن ابن وثيمة البصري، عن أبي هريرة به وهو طريق الحاكم. إلا أن الحاكم قال: عن -وثيمة البصري- والظاهر أنه خطأ لأن على من رواه من هذا الطريق قال: ابن وثيمة. =

(2/635)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريق عبد الحميد بن سليمان الخزاعي أبي عمر المدني الضرير أخي فليح.

قال أحمد: ما كنت أرى به بأساً وكان مكفوفاً. وقال عباس عن ابن معين: ليس بشيء.

وقال ابن المديني: ضعيف. وقال أبو داود: غير ثقة. وقال النسائي: ضعيف.

وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وقال الأسدي: ضعيف. وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. وذكره يعقوب بن سفيان في باب من

يُرغب عن الرواية عنهم. وقال الدارقطني: ضعيف. تهذيب التهذيب (6/ 116) وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 468).

أما قول الذهبي بأن وثيمة لا يعرف، الظاهر أن الحاكم أخطأ في تسميته بوثيمة وإلا فهو ابن وثيمة كما هو ذكر من روى هذا الحديث من هذا الطريق.

وابن وثيمة هذا هو زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النصري الدمشقي. كما في التقريب (1/ 261).

وقال عنه ابن حجر: مقبول. وقال الذهبي في الكاشف: وثق (1/ 323)

وقد وثق ابن معين ودحيم كما في التهذيب (3/ 328).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن عبد الحميد بن سليمان ضعيف كما لخص حاله بذلك ابن حجر. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً. وللحديث طريق آخر ذكرْهَا الترمذي. من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. وقال محمد: -يعني البخاري- وحديث الليث أشبه ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظاً.

كما أن للحديث شاهداً من حديث أبي حاتم الزني قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه =

(2/636)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". قالوا يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه".

1 - رواه الترمذي. كتاب النكاح- 3 باب: ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه (3/ 395)، (ح 1085). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وأبو حاتم المزني له صحبة ولا نعرف له عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث.

2 - ورواه البيهقي (7/ 82).

قلت. مما مضى يتبين أن الحديث بطرقه وشواهده يكون حسناً لغيره -والله أعلم-.

(2/637)

236 - حديث أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعاً: "لا نكاح إلا بولي".

قلت: المحفوظ (عنه) (1) مرسل (2).

__________

(1) في (ب) (عنهما) وما أثبته من (أ) أي مرسل عن أبي موسى.

(2) قوله (قلت: ... إلخ) ليس في التلخيص المطبوع والذي فيه السكوت عن هذا الحديث. ولقد أشار ابن الملقن في المقدمة أن قوله: (قلت) للذهبي.

فإن كان هذا التعقب في نسخة ثانية من التلخيص وإلا فهو لابن الملقن.

236 - المستدرك (2/ 169): حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، وأبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي قالا: ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وأخبرني مخلد بن جعفر الباقرمي، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، قالا ثنا سليمان بن داود، ثنا النعمان بن عبد السلام، عن شعبة وسفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا نكاح إلا بولي".

تخريجه.

1 - رواه أبو داود "بلفظه" كتاب النكاح، باب: الولي (2/ 229)، (ح 2085).

2 - ورواه الترمذي "بلفظه" كتاب النكاح- 14 باب: ما جاء لا نكاح إلا بولي (3/ 407)، (ح1101).

3 - ورواه ابن ماجة "بلفظه" كتاب النكاح- 15 باب: لا نكاح إلا بولي (1/ 605)، (ح 1881).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث فيه علتان:

1 - قيل إن المحفوظ عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى مرسلًا. كما قال ابن الملقن.

2 - وقيل إن إسحاق هو السبيعي مشهور بالتدليس وقد اختلط =

(2/638)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فلا يدري أحدث به موصولًا قبل الاختلاط أم بعده كما قال الألباني في الإِرواء (6/ 238).

قلت: أما من ناحية الِإرسال فيرد عليه بما يأتي.

قال الترمذي: وحديث أبي موسى حديث فيه اختلاف. رواه إسرائيل، وشريك بن عبد الله، وأبو عوانة، وزهير بن معاوية، وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- وروى أسباط بن محمد، وزيد بن حباب عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم-.

وروى أبو عبيدة الحداد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه ولم يذكر فيه (عن أبي إسحاق) وروى شعبة، والثوري عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي".

وقد ذكر بعض أصحاب سفيان عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى. ولا يصح.

قال: ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي" عدي أصح. لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة. وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث، فإن رواية هؤلاء عندي أشبه، لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد، ومما يدل على ذلك ما حدثنا به محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود. قال أنبأنا شعبة قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بريدة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي"؟ فقال: نعم.

- فدل هذا الحديث على أن سماع شعبة والثوري عن مكحول هذا =

(2/639)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الحديث في وقت واحد. وإسرائيل هو ثقة ثبت في أبي إسحاق.

قلت: هذا على فرض أن الذي ثبت عن شعبة والثوري مرسل.

لكن قد رواه الحاكم من طريق النعمان بن عبد السلام عن شعبة، والثوري موصولاً.

وقال: إن النعمان ثقة مأمون ووافقه الذهبي على أن النعمان ثقة.

وقال أيضاً: وقد رواه جماعة من الثقات عن الثوري على حدة، وعن شعبة على حدة فوصلوه وكل ذلك مخرج في الباب الذي سمعه مني أصحابي فأغنى ذلك عن إعادتهما.

ثم أورد تعليلًا لِإرسالهما.

فقال: سمعت أبا الحسن بن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق الإِمام يقول: سألت محمد بن يحيى عن هذا الباب فقال: حديث إسرائيل صحيح عندي. فقلت له: رواه شريك أيضاً. فقال: من رواه؟ فقلت: حدثنا به علي بن حجر، وذكرت له حديث يونس عن أبي إسحاق وقلت له: رواه شعبة، والثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

قال: نعم هكذا روياه. ولكنهم كانوا يحدثون بالحديث فيرسلونه حتى يقال لهم عمن؟ فيسندونه (2/ 169، 170).

أما من ناحية أبي إسحاق السبيعي -عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي- فقد ذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين -وهم الذين لا يقبل منهم إلا ما صرحوا فيه بالسماع- وقال: مشهور بالتدليس، وهو تابعي ثقة وصفه النسائي وغيره بذلك. طبقات المدلسين (ص 16).

وقال أحمد: أبو إسحاق ثقة ولكن هؤلاء الذين حملوا عنه بآخره. تهذيب التهذيب (8/ 64، 65).

وقال ابن معين: سمع منه ابن عيينة بعد ما تغير. تهذيب التهذيب (8/ 67).

قلت: أما من ناحية تدليسه فقد احتمله أكثر العلماء ووصفوه بأنه ثقة. =

(2/640)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أما من ناحية اختلاطه فإن الذين رووا عنه موصولًا جمع. فإن قلنا إن واحداً أو اثنين سمعا منه بعد الاختلاط فلا يمكن أن نجزم بأن الجميع رووا عنه بعد الاختلاط. هذا على فرض تفرده بالحديث.

لكن أبا إسحاق السبيعي لم يتفرد بالحديث بل تابعه ابنه يونس عن أبي بردة، عن أبي موسى عند الحاكم، وقال الحاكم: "لست أعلم بين أئمة هذا العلم خلافاً في عدالة يونس بن أبي إسحاق وأن سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيح". ثم لم يختلف على يونس في وصل هذا الحديث.

ثم وصله أيضاً من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي بردة.

قال الألباني في الإِرواء: وفي إسناده ضعف -يقصد إسناد الحاكم- لكن إذا لم يرتق الحديث بهذه المتابعة إلى درجة الحسن أو الصحة فلا أقل من أن يرتقي إلى ذلك بشواهده الآتية. فهو بها صحيح قطعياً (6/ 238).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بمجموع طرقه صحيح مرسلاً وموصولًا وقد صححه جمع من العلماء.

منهم علي بن الديني، ومحمد بن يحيى الذهلي كما نقله عنهما الحاكم.

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه البخاري. كما ذكر ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (ق 143/ 2) - الإِرواء (6/ 238).

كما أن للحديت شواهد منها:

1 - حديث ابن عباس. وله عنه طريقان مرفوعاً وموقوفاً. أما المرفوع.

فرواه البيهقي (7/ 109، 110).

ورواه أحمد (1/ 250).

ورواه ابن ماجة. كتاب النكاح، باب: لا نكاح إلا بولي رقم (1880).

وقال المعلق: في إسناده الحجاج، وهو ابن أرطاة مدلس وقد رواه بالعنعنة، =

(2/641)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأيضاً لم يسمع من عكرمة وإنما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة. قاله الِإمام أحمد.

وأما الموقوف فرواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 163، 22).

وقال الألباني عن إسناده -في الِإرواء (6/ 239) - وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أحمد وهو ثقة حافظ، لكن قد أعل بالوقف.

2 - حديث أبي هريرة.

رواه ابن حبان في صحيحه. موارد كتاب النكاح، باب: ما جاء في الولي والشهود (ح 1246).

لكن قال الألباني هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير أبي عامر الخزاز واسمه صالح بن رستم المزني مولاهم. قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.

3 - حديث عائشة مرفوعاً "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، وإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي لها".

1 - رواه الترمذي. كتاب النكاح- 14 باب: ما جاء لا نكاح إلا بولي (5/ 407)، (ح 1102).

2 - ورواه أبو داود. كتاب النكاح- 19 باب: في الولي رقم (2085).

3 - ورواه ابن ماجة. كتاب النكاح- 25 باب: لا نكاح إلا بولي (1/ 605)، (ح 1879).

4 - ورواه أحمد (6/ 47).

5 - ورواه ابن حبان. كتاب النكاح، باب: ما جاء في الولي والشهود (ح 1248).

6 - والحاكم (2/ 168)، والبيهقي (7/ 105).

قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وقال الألباني في الِإرواء: صحيح (6/ 243).

(2/642)

237 - حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أخدم النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: "ألا تتزوج" فقلت: ما عندي ما يقيم المرأة ... الحديث.

قال: على شرط مسلم. قلت: لم يحتج مسلم بمبارك بن فضالة المذكور [في سنده] (1).

__________

(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب).

237 - المستدرك (2/ 172 - 174): حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ -إملاء في رجب سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة- ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن علي السدوسي، ومحمد بن إسحاق قالا: ثنا عفان بن مسلم، ثنا المبارك بن فضالة، عن أبي عمران الجوني، عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أخدم النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال لي النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "يا ربيعة ألا تتزوج"؟ فقلت: لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء، فأعرض عني ثم قال لي بعد ذلك: "يا ربيعة ألا تتزوج"؟ قال: فقلت: لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج، وما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء. فأعرض عنه. قال: ثم راجعت نفسي. فقلت: يا رسول الله، والله أنت أعلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة. قال: وأنا أقول في نفسي لئن قال لي الثالثة لأقولن نعم. قال: فقال لي الثالثة: "ألا تتزوج"؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: "انطلق إلى آل فلان، حي من الأنصار فيهم تراخى عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-. فقل لهم إن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقرئكم السلام ويأمركم أن تزوجوا ربيعة فلانة امرأة منهم، فأتيتهم فقلت لهم ذلك فقالوا: مرحباً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبرسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله لا يرجع رسول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا بحاجته، فأكرموني وزوجوني وألطفوني، ولم يسألوني البينة فرجعت حزيناً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: "ما بالك" =

(2/643)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فقلت: يا رسول الله. أتيت قوماً كراماً، فزوجوني وأكرموني لم يسألوني البينة. فمن أين لي الصداق؟. فقال لبريدة الأسلمي: "يا بريدة أجمعوا له وزن نواة من ذهب. قال فجمعوا لي وزن نواة من ذهب. قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اذهب بهذا إليهم. وقل: هذا صداقها" .. فذهبت به إليهم فقلت هذا صداقها. قال: فقالوا: كثير طيب. فقبلوا ورضوا به فقلت: من أين أولم؟ قال فقال: "يا بريدة، أجمعوا له في شاة" قال: فجمعوا لي في كبش فطيم سمين. قال: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اذهب إلى عائشة فقل: انظري المكتل الذي فيه الطعام فابعثي به". قال: فأتيت عائشة -رضي الله عنها- فقلت لها ذلك، فقالت: هو ذلك المكتل فيه سبعة آصع من شعير والله إن أصبح لنا طعام غيره. قال: فأخذته فجئت به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إذهب بها إليهم فقل ليصلح هذا عندكم خبز" فذهبت به وبالكبش قال فقبلوا الطعام. فقالوا: اكفونا أنتم الكبش، وجاء ناس من أسلم فذبحوا وسلخوا وطبخوا. فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت، ودعوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً فاختلفنا في عذق نخلة. قال: وجاءت الدنيا، فقال أبو بكر: هذه في حدي. فقلت: لا بل هي في حدي. فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها، وندم عليها قال فقال لي: يا ربيعة، قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصاً قال: فقلت: لا والله، ما أنا قائل لك إلا خيراً، قال: قل لي وإلا استعديت عليك برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً. قال: فرفض أبو بكر الأرض وأتى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فجعلت أتلوه، فقال أناس من أسلم: يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال، ويستعدي عليك.

فقلت: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر. هذا ثاني اثنين. هذا ذو شيبة المسلمين إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما =

(2/644)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فيهلك ربيعة. فرجعوا عني فانطلقت أتلوه حتى أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقص عليه الذي كان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فلا تقل له مثل ما قال، ولكن قل يغفر الله لك يا أبا بكر" قال: فولى أبو بكر وهو يبكي.

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" (4/ 58).

2 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (2/ 52) (ح 4577).

3 - ورواه أبو داود الطيالسي "بنحوه" منحة العبود. كتاب المناقب، باب: حرف الراء (2/ 143، 144).

رووه من طريق فضالة. حدتنا أبو عمران الجوني، عن ربيعة الأسلمي به.

وأورده الهيثمي في الجمع (4/ 256، 257) ونسبه لأحمد والطبراني وقال: فيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه مبارك بن فضالة بن أبي أمية البصري مولى زيد بن الخطاب. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (92) وتبين من خلال ذلك أنه صدوق يدلس. فلا يحتمل منه إلا ما صرح بسماعه. وقد صرح في هذا الحديث بسماعه من أبي عمران الجوني.

الحكم على الحديث:

قلت: فمما تقدم يتبين أن الحديث بهذا الإِسناد حسن لذاته.

-والله أعلم-.

(2/645)

238 - حديث أبي العجفاء السلمي قال: خطبنا عمر فقال: ألا، لا تغالوا في [صداق] (1) النساء ... الحديث.

قال: أبو العجفاء، هرم بن حيان. قلت: بل هرم بن [نسيب] (2).

قال الحاكم: وله طريق آخر فذكره وفيه عيسى بن ميمون وهو ضعيف (3).

__________

(1) في (أ)، (ب) (صدقات)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا الكتب المخرجة للحديث، وعليه يستقيم المعنى، لأن المقصود بذلك المهور.

(2) في (أ)، (ب) (شبيب)، وما أثبته من التلخيص، وتهذيب التهذيب (11/ 27).

(3) قوله: (قال الحاكم ... إلخ) هذا من اختصار ابن الملقن، وإلا فالذهبي أتى بالسند. فقال بعد تعقبه للحديث السابق (وقد روى هذا من رواية مستقيمة، عن سالم، ونافع عن ابن عمر، رواه شيبان بن فروخ. حدثنا عيسى بن ميمون. حدثنا سالم ونافع. قلت: عيسى ضعيف).

238 - المستدرك (2/ 175 - 176): حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يزيد الآدمي القارىء ببغداد، ثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، ثنا يزيد بن هارون، وأخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا عبد الله بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، عن أبي العجفاء السلمي. قال: خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ألا، لا تغالوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها وأحقكم بها محمد -صلى الله عليه وسلم-، ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من إثنتي عشر أوقية، وإن أحدكم ليغلي بصداق امرأته، حتى يكون لها عداوة في نفسه. ويقول قد كلفت إليك عرق القرية. وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم هذه ومات فلان شهيداً وعسى أن يكون قد =

(2/646)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أثقل عجز دابته، أو أردف راحلته ذهباً وورقاً يبتغي الدنيا، فلا تقولوا ذلك ولكن قولوا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة".

تخريجه:

1 - رواه النسائي "بنحوه" كتاب النكاح، باب القسط في الأصدقة (6/ 117، 118، 119).

2 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد، كتاب النكاح، باب ما جاء في الصداق، ص (307، ح 1259).

3 - وروى طرفه الأول أبو داود. إلى قوله ما أصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة من نسائه أكثر من إثنتي عشرة أوقية، كتاب النكاح، باب الصداق (2/ 235)، (ح 2106).

4 - ورواه الترمذي "بنحو لفظ أبي داود" كتاب النكاح، باب ما جاء في مهور النساء (3/ 422، 423)، (ح 1114). وقال الترمذي: حسن صحيح.

5 - ورواه ابن ماجه: "بنحو لفظ أبي داود والترمذي"، كتاب النكاح، باب صداق النساء (1/ 607)، (ح 1887).

رووه من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء السلمي. قال خطبنا عمر فذكره.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده أبو العجفاء. قال الحاكم: هو هرم بن حيان. وقال الذهبي: قلت: بل هرم بن نسيب.

أقول: قال في التقريب: أبو العجفاء السلمي البصري اسمه هرم بن نسيب وقيل بالعكس وقيل بالصاد بدل السين. وقال عنه ابن حجر: مقبول (2/ 450) وكذا ذكر هذه النسبة له في التهذيب (12/ 165) =

(2/647)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال المزي في تحفة الأشراف: هرم بن نسيب أبو العجفاء السلمي عن عمر (8/ 114).

وقال ابن أبي حاتم: هرم بن نسيب أبو العجفاء السلمي ويقال: نسيب بن هرم بصري روى عن عمر بن الخطاب روى عنه محمد بن سيرين. الجرح والتعديل (9/ 110).

عليه فهو هرم بن نسيب كما قال الذهبي وليس هرم بن حيان.

أما قول ابن حجر مقبول. فليس هو كذلك فإن أكثر العلماء على أنه ثقة كما في التهذيب (12/ 165).

والحديث قد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وابن الملقن عليه، ولكن تعقباه بتسمية أبي العجفاء بهرم بن حيان.

وقد صححه أيضاً الترمذي.

أما الطريق الثاني الذي ذكره الحاكم ففي سنده عيسى بن ميمون المعروف بالواسطي مولى القاسم بن أبي بكر. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (151) وأنه متروك. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً ولا يفيده الطريق الأول لأن هذا شديد الضعف فلا يقبل الانجبار. -والله أعلم-.

(2/648)

239 - حديث أم كلثوم بنت أبي سلمة قالت: لما تزوج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-[أم سلمة] (1) قال لها: "إني أهديت إلى النجاشي (أواقاً من مسك) (2) ... " الحديث.

قال: صحيح. قلت: منكر فيه [مسلم] (3) الزنجي وهو ضعيف.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم الكلام.

(2) ليست في (ب)، وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(3) ليس في (أ)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

239 - المستدرك (2/ 188): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، حدثني مسلم بن خالد الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة، قالت: لما تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة، قال لها: "إني أهديت إلى النجاشي أواقاً من مسك، وحلة وإني لا أراه إلا قد مات، ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد، فإذا ردت إلي فهي لكِ أو لكم" فكان كما قال، هلك النجاشي، فلما ردت إليه الهدية أعطى على امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك وأعطى سائره أم سلمة، وأعطاها الحلة.

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" (6/ 404).

2 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (25/ 81)، (ح 205).

روياه من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أبيه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة قالت: به مرفوعاً.

وأورده المناوي في الجامع الأزهر ونسبه لأحمد والطبراني في الكبير وقال: فيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة وبقية رجالهما رجال الصحيح (1/ 164ن). =

(2/649)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه مسلم بن خالد الزنجي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (22) وأنه مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً فيكون حديثه حسن.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن مسلماً مختلف في توثيقه وتجريحه. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً لذاته. -والله أعلم-.

(2/650)

240 - حديث أبي سعيد: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بابنة له فقال: هذه ابنتي قد [أبت أن تزوج] (1).

قال: صحيح. قلت: بل منكر، قال أبو حاتم: ربيعة بن عثمان يعني المذكور في إسناده منكر الحديث.

__________

(1) في (أ) (أتت بزوج) وفي (ب) (أبت تزوج)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم الكلام.

240 - المستدرك (2/ 188 - 189): أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، أنبأ جعفر بن عون، ثنا ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن نهار العبدي -وكان من أصحاب أبي سعيد الخدري-، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بابنة له، فقال: يا رسول الله هذه ابنتي قد أبت أن تزوج. فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أطيعي أباك" فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته. قال: "حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب النكاح، باب ما جاء في عظم حق الزوج على المرأة (7/ 291).

2 - ورواه البزار "بلفظ مقارب" كشف الأستار. كتاب النكاح، باب حق الزوج على المرأة (2/ 178)، (ح 1465).

3 - ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه "بنحوه" مطولًا كتاب النكاح، باب ما حق الزوج على زوجته (4/ 303).

4 - ورواه النسائي في الكبرى نسبه له المزي في تحفة الأشراف (3/ 475).

5 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد. كتاب النكاح، باب في حق الزوج على المرأة، (ح 1289). =

(2/651)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رووه من طريق ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حيان، عن نهار العبدي عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً. وهو طريق الحاكم.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم وغيره ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي أبو عثمان المدني.

قال ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: إلى الصدق ما هو وليس بذاك القوي.

وقال أبو حاتم: منكر الحديث يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس.

وذكره ابن حبان في الثقات. وقال. ابن سعد عن الواقدي: وكان ثقة قليل الحديث. وقال ابن الصباح: سمعت ابن نمير يقول: ربيعة بن عثمان ثقة.

وقال الحاكم: كان من ثقات أهل المدينة. تهذيب التهذيب (3/ 259، 260).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام (1/ 247).

وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو زرعة: ليس بذاك (1/ 307).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن التوسط في أمره ما قاله النسائي من أنه ليس به بأس، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

(2/652)

241 - حديث أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- فقالت: أنا فلانة بنت فلان. قال: "قد عرفتك فما حاجتك ... " الحديث.

قال: صحيح. قلت: بل منكر [سليمان] (1) بن داود اليمامي فيه وهو واه، والقاسم بن الحكم صدوق تُكلِمَ فيه.

__________

(1) في (أ) (ابن سليمان)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

142 - المستدرك (2/ 189): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا محمد بن المغيرة السكري بهمذان، حدثنا القاسم بن الحكم العرني، حدثنا سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، أنا فلانة بنت فلان. قال: "قد عرفتك، فما حاجتك" قالت: حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد عرفته" قالت: يخطبني، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة، فإن كان شيئاً أطيقه تزوجته، وإن لم أطق لا أتزوج. قال: "من حق الزوج على الزوجة أن لو سالت منخراه دماً وقيحاً وصديداً فلحسته بلسانها ما أدت حقه لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها". قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت في الدنيا.

تخريجه:

1 - رواه البزار "بنحوه" كشف الأستار، كتاب النكاح، باب حق الزوج على زوجته (2/ 178، ح 1466).

من طريق القاسم بن الحكم. حدثنا سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، وأبي سلمة، عن أبي هريرة له مرفوعاً.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبزار القاسم بن الحكم وسليمان بن داود اليمامي. =

(2/653)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أولًا: سليمان بن داود اليمامي أبو الجمل صاحب يحيى بن أبي كثير.

قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث -وقد قال البخاري: من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه- وقال ابن حبان: ضعيف. وقال آخر: متروك. وقال أبو حاتم: ضعيف منكر الحديث لا أعلم له حديثاً صحيحاً. الميزان (2/ 202، 203)، لسان الميزان (3/ 83، 84) وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعفوه (130)، (ت 1740).

ثانياً: القاسم بن الحكم بن كثير بن جندب بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن إبراهيم العرفي أبو أحمد الكوفي.

قال أبو نعيم. كانت فيه غفلة. وقال ابن الجارود: سألت أحمد، ويحيى، وأبا خيثمة، وخلف بن سالم، وابن نمير فقالوا: ثقة. وقال النسائي: ثقة.

وقال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به.

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث. وقال العقيلي: في حديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه. تهذيب التهذيب (8/ 311، 312) وقال ابن حجر في التقريب: صدوق فيه لين (2/ 116).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن سليمان بن داود اليمامي، الظاهر أنه ضعيف جداً، وأما القاسم بن الحكم فهو ثقة كما هو قول أكثر العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/654)

242 - حديث عطاء الخرساني عن مالك بن يخامر، عن معاذ مرفوعاً: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ... الحديث".

قال: صحيح. قلت: بل منكر وإسناده منقطع.

__________

242 - المستدرك (2/ 189، 190): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، وأبو عبد الله علي بن عبد الله الحكيمي، قالا ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا شعيب بن رزيق الطائفي، حدثنا عطاء الخراساني، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره، ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه أحداً، ولا تخشن بصدره، ولا تعتزل فراشه، ولا تضربه، فإن كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه، فإن كان قبل فبها ونعمت وقبل الله عذرها، وأفلح حجتها، ولا إثم عليها، وإن هو أبى برضاه عنها فقد أبلغت عند الله عذرها".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب النكاح، باب: ما جاء في حقه عليها (7/ 293).

رواه عن الحاكم.

2 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (20/ 107)، (ح 211).

روياه من طريق شعيب بن رزيق. عن عطاء الخراساني، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل وهو طريق الحاكم.

- ورواه الطبراني أيضاً "بنحوه" (20/ 62)، (ح 114).

من طريق خالد بن عبد الرحمن الدمشقي. عن أبيه، عن الزهري، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل به مرفوعاً.

وأورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات (4/ 313). =

(2/655)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأورده المنذري في الترغيب وقال: رواه الحاكم وقال: صحيح الِإسناد.

كذا قال (3/ 57).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث أعله الذهبي بأنه منكر وإسناده منقطع.

قلت: رواة المسند كلهم صرحوا بأخذ بعضهم من بعض، إلا عطاء الخرساني فإنه لم يصرح بالسماع من مالك، لكنه أدركه كما هو ظاهر من تاريخ الوفاة فقد ولد عطاء سنة خمسين كما في تهذيب التهذيب (2/ 212، 213)، وتوفي مالك بن يخامر سنة اثنتن وسبعين كما في تهذيب التهذيب (10/ 24، 25). كما أن عطاء عد من الرواة عن مالك كما في تهذيب الكمال (3/ 1301) وهما ثقتان كما أشارت بذلك المصادر السابقة.

وكذا مالك بن يخامر السكسكي لم يصرح بالسماع من معاذ، لكن الذي يظهر أنه أدركه فقد عند مالك من الرواة عن معاذ بن جبل، وعد من الرواة عن معاذ مالك بن يخامر كما في تهذيب الكمال (3/ 1301)، وكذا في تهذيب التهذيب عند ترجمة معاذ (10/ 186، 187).

كما أن تاريخ الوفاة يظهر منها أن مالكاً أدرك معاذاً. فقد توفي معاذ سنة ثمان عشرة وتوفي مالك سنة سبعين وقيل اثنتين وسبعين. فعلى ذلك فالإِدراك ممكن بينهما.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن المسند متصل وليس فيه انقطاع فهو صحيح إن شاء الله وقد أشار إلى ذلك الهيثمي حيث صححه بهذا الطريق.

وأما طريق الطبراني الثاني، فلم أجد من ترجم لخالد بن عبد الرحمن الدمشقي ولا لأبيه الذكورين في إسناده -والله أعلم-.

(2/656)

243 - حديث البراء: إني لأطوف على إبل لي ضلت في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ... الحديث.

قلت: إسناده [مليح] (1).

__________

(1) في (أ) (مديح) وفي (ب) (مديج) وما أثبته من التلخيص وعليه يستقيم المعنى.

243 - المستدرك (2/ 192): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا أسباط بن محمد، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: إني لأطوف على إبل لي ضلت في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فبينا أنا أجول في أبيات فإذا أنا بركب وفوارس جاءوا فأطافوا، فاستخرجوا رجلًا، فما سألوه ولا كلموه حتى ضربوا عنقه، فلما ذهبوا سألت عنه قالوا: عرس بامرأة أبيه.

تخريجه:

1 - رواه أبو داود "بنحوه" كتاب الحدود، باب: في الرجل يزني بحريمه (4/ 157)، (ح 4456).

2 - ورواه البيهقي "بنحوه" كتاب الحدود، باب: من وقع على ذات محرم (8/ 237).

روياه من طريق مطرف: عن أبي الجهم، عن البراء بن عازب به وهو طريق الحاكم.

- ورواه أبو داود "بمعناه" (ح4457).

- ورواه الترمذي "بلفظ أبي داود الثاني" كتاب الأحكام- 25 باب: فيمن تزوج بامرأة أبيه (3/ 643)، (ح 1362).

3 - ورواه ابن ماجه "بلفظ أبي داود الثاني" كتاب الحدود، باب: من تزوح بامرأة أبيه (2/ 869)، (ح 1607).

رووه من طريق عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه.

وقال الترمذي. حديث حسن غريب. =

(2/657)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

قلت: إسناد الحاكم رجاله كلهم ثقات كما في التقريب (1/ 322)، (ت 420)، (2/ 253)، (ت 1170)، (1/ 53)، (ت 361)، (1/ 168)، (ت 295).

أما أبو العباس الأصم شيخ الحاكم فلم يترجم في التقريب لأنه ليس من رجاله، لكن ترجمه الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 860) وذكر أنه ثقة.

فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم ومن وافقه صحيح لذاته.

أما الطريق الثاني للحديث وهو طريق الترمذي وغيره. فقد قال عنه الترمذي: حسن.

كما أن للحديث شاهداً عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى رجل تزوج بامرأة أبيه أن أضرب عنقه وأصفي ماله. رواه ابن ماجه (ح 1608).

وقال المعلق: في الزوائد إسناده صحيح.

(2/658)

244 - حديث أحمد بن محمد بن عمر. حدثني أبي. حدثنا [عمر] (1) بن يونس. حدثنا يحيى بن أبي كثير عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن غيلان أسلم وعنده ثمان نسوة، فأمره رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يتخير منهن أربعاً.

قلت: أحمد بن محمد (المذكور) (2) كذاب قاله ابن [صاعد] (3) [وعمر] (4) بن يونس لم يدرك يحيى بن [أبي] (5) كثير، ويحيى قد سمع من تلميذه معمر (6).

__________

(1) في (أ) (عمرو) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) ليست في (ب) وما أثبته من (أ).

(3) في (أ) (ساعد) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ) (عمرو) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(5) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(6) في التلخيص بعد أن ذكر التعقب أورد كلام الحاكم عن الحديث مختصراً فقال: (قال الحاكم: الذي يؤدي إليه اجتهادي أن معمراً حدث به على وجهين: أرسله مرة، ووصله مرة، والدليل على ذلك أن الذين وصلوه من البصرين قد أرسلوه أيضاً).

244 - المستدرك (2/ 193): حدثني الحسين بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، أن أحمد بن محمد بن يونس حدثهم، حدثني أبي، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا يحيى بن أبي كثير، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: أسلم غيلان بن سلمة الثقفي، وله ثمان نسوة، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يتخير منهن أربعاً.

تخريجه:

لم أجد من أخرجه بسند الحاكم لكنه روى من طرق أخرى.

1 - رواه الحاكم (2/ 192، 193)، وسكت عنه الحاكم والذهبي.

ولفظه "عشر نسوة". =

(2/659)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= 2 - رواه الترمذي "بنحوه" وقال عشر نسوة. كتاب النكاح، باب: ما جاء في الرجل يسلم وعده عشر نسوة (3/ 435)، رقم (1128).

وقال أبو عيسى: هكذا رواه معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه.

قال وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري، وحمزة قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان أسلم وعده عشر نسوة. قال أبو عيسى: والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا منهم الشافعي، وأحمد، وإسحاق.

3 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" وقال: عشر نسوة. كتاب النكاح، باب: الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع (1/ 628)، رقم (1953).

4 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" وقال عشر نسوة. موارد كتاب النكاح، باب: فيمن أسلم وتحته أكثر من أربع رقم (1377).

رووه من طرق عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. أن غيلان أسلم وعنده عشر نسوة فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتخير منهن أربعا.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم فيه علل.

أولًا: فيه أحمد بن محمد بن عمر، بن يونس بن القاسم الحنفي أبو سهل اليمامي.

كذبه أبو حاتم، وابن صاعد. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال مرة: متروك.

وقال ابن عدي: حدث عن الثقات بمناكير ونسخ عجائب. وكان قاسم بن المطرز يقول: كتبت عنه خمسمائة حديث ليس عند الناس منها حرف. وقال ابن يونس: قال لنا فلان: كان سلمة بن شبيب يكذبه. وقال الخطيب: كان غير ثقة. =

(2/660)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: كتبت عنه وكان كذاباً ولا أحدث عنه.

الميزان (1/ 142، 143)، اللسان (1/ 282، 283).

وقال ابن حبان: يروى عن عبد الرزاق، وعمر بن يونس وغيرهما أشياء مقلوبة لا يعجبنا الاحتجاج بخبره إذا انفرد. المجروحين (1/ 143).

قلت: مما مضى من أقوال العلماء يتبين أن أحمد بن محمد كذاب. كما هو قول أكثر العلماء.

ثانياً: أما قوله: "وعمر بن يونس لم يدرك يحيى بن أبي كثير". فإن المزي في تهذيب الكمال لم يذكر يحيى من شيوخ عمر (2/ 2025)، ولم يذكر عمر من تلامذة يحيى (3/ 1515)، ولم يتبين ذلك من ناحية تاريخ الوفاة.

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم الذي فيه أحمد بن محمد بن عمر موضوع. لأن فيه أحمد وهو كذاب. كما تبين.

لكن الحديث له طرق أخرى.

صححها الحاكم وأقره الذهبي.

وصححه ابن حبان، والترمذي والبخاري، من غير طريق الترمذي.

لكن كلها بلفظ "عشر نسوة".

قال الترمذي: والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا منهم الشافعي، وأحمد، وإسحاق -والله أعلم-.

(2/661)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب الطلاق

245 - حديث ابن أبي الجوزاء أنه أتى ابن عباس فقال: أتعلم أن ثلاثاً [كن] (1) [يرددن] (2) على عهد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى واحدة. قال: نعم.

قال: صحيح. قلت: فيه عبد الله بن المؤمل وقد ضعفوه.

(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في (ب) (ترددن) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

245 - المستدرك (2/ 196): أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، أن أبا الجوزاء أتى ابن عباس، فقال: أتعلم أن ثلاثاً كن يرددن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى واحدة؟ قال: نعم.

تخريجه:

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (1/ 279، 280).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الله بن المؤمل بن وهب القرشي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (19) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/662)

246 - حديث مُعَرِّف (1) بن واصل، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر مرفوعاً: "ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق".

قال: صحيح. قلت: على شرط مسلم.

__________

(1) في (أ)، (ب) والمستدرك وتلخيصه (معروف) وما أثبته من التقريب (2/ 263)، والتهذيب (10/ 229)، وتهذيب الكمال (3/ 1352).

246 - المستدرك (2/ 196): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا معروف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: "ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب الصلاة. باب: ما جاء في كراهية الطلاق (7/ 322).

من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة. أخبرنا معروف، عن محارب، عن عبد الله بن عمر به مرفوعاً. وقال: رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولًا ولا أراه حفظه.

2 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: كراهية الطلاق (2/ 225)، (ح 2178).

قال أبو داود: حدثنا كثير بن عبيد. حدثنا محمد بن خالد، عن معروف، عن محارب بن دثار عن ابن عمر به مرفوعاً.

3 - ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: من كره الطلاق من غير ريبة (5/ 253).

رواه من طريق وكيع بن الجراح، عن معروف، عن محارب بن دثار به مرسلاً.

- ورواه أبو داود "بلفظه" كتاب الطلاق، باب: كراهية الطلاق (2/ 254)، (ح2177). =

(2/663)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس. حدثنا معروف عن محارب. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً.

- ورواه البيهقي "بنحوه" (7/ 322).

من طريق يحيى بن بكير. أخبرنا معروف. حدثني محارب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به مرسلاً.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طرق موصولًا ومرسلًا.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم والبيهقي قال عنه الحاكم: صحيح.

وقال الذهبي: على شرط مسلم.

قلت: هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبيهقي محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

قال الألباني في الِإرواء -بعد كلام الحاكم والذهبي. عن الحديث-: كذا قالا، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة فيه اختلاف كثير تراه في الميزان للذهبي وفي غيره وحسبك أن الذهبي نفسه أورده في الضعفاء وقال: كذبه عبد الله بن أحمد ووثقه صالح جزرة.

قال الألباني: فمثله كيف يصحح حديثه وقد خالف في وصله أبا داود صاحب السنن وحسبي أن الذهبي لم يتنبه لهذه الخالفة، وإلا لما صححه - الِإرواء (7/ 107) انتهى.

وترجمه الذهبي في الميزان فقال: كان بصيراً بالحديث والرجال له تآليف وثقه صالح جزرة. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به. وقال ابن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى تلقف ما يأفكون. وقال الدارقطني: يقال إنه أخذ كتاب غير محدث. وقال البرقاني: لم أزل أسمعهم يذكرون أنه مقدوح فيه. وقال ابن عقدة: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي، وإبراهيم بن إسحاق الصواف، وداود بن يحيى يقولون: محمد بن عثمان. كذاب. وزادنا داود: قد وضع أشياء على قوم ما حدثوا بها قط. الميزان (3/ 642، 643). =

(2/664)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الحافظ ابن حجر في اللسان: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال: كتب عنه أصحابنا. وقال جعفر الطيالسي: كان كذاباً وسئل عنه صالح بن محمد فقال: ثقة. وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به كتب الناس عنه ولا أعلم أحداً تركه (5/ 280، 281).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: كذبه عبد الله بن أحمد ووثقه صالح جزرة (ت 3873).

قلت: الذي يظهر مما تقدم أن محمد بن عثمان بن أبي شيبة كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً.

* الطريق الثاني: وللحديث طريق آخر موصولًا أيضاً عند أبي داود وفيه خالد بن محمد الوهبي الحمصي.

قال ابن حجر في التقريب: صدوق (2/ 157)، (ت 175).

وقد روى الحديث أيضاً من ثلاثة طرق مرسلاً فقد رواه وكيع بن الجراح كما عند ابن أبي شيبة وأحمد بن يونس كما عند أبي داود، ويحيى بن بكير كما عند البيهقي وهم جميعاً ثقات كما في التقريب (2/ 331)، (1/ 19، ت 74)، 2/ 351، 103)، ومن رجال الشيخين أيضاً.

قال البيهقي: رواه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولًا ولا أراه حفظه.

وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن خالد الوهبي عن الوضاح عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أبغض الحلال إلى الله الطلاق".

ورواه أيضاً محمد بن خالد الوهبي عن معروف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله.

قال أبي: إنما هو محارب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل (1/ 431).

وقال الخطابي في معالم السنن المشهور عنه -يعني محارب- مرسل (3/ 92). =

(2/665)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الألباني في الِإرواء: الحديث رواه عن مطرف أربعة من الثقات وهم: محمد بن خالد الوهبي، وأحمد بن يونس: ووكيع بن الجراح، ويحيى بن بكير، وقد اختلفوا عليه: فالأول منهم رواه عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً.

وقال الآخرون عنه عن محارب مرسلاً. ولا يشك عالم بالحديث أن رواية هؤلاء أرجح، لأنهم أكثر عدداً، وأتقن حفظاً، فإنهم جميعاً ممن احتج به الشيخان في صحيحهما ثم ذكر أقوال العلماء في ترجيح الِإرسال كما قدمت.

الِإرواء (7/ 108).

وقال السيوطي في الجامع الصغير: رواه أبو داود مرسلاً، والحاكم موصولًا حديث حسن (2/ 481).

وقال المناوي في الفيض: المرسل أصح فقد قال الدارقطني: المرسل أشبه.

وقال البيهقي: المتصل غير محفوظ (5/ 413، 414).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم موضوع. وأما بإسناد أبي داود المتصل فإنه قد رواه محمد بن خالد وهو صدوق كما سبق، لكن قد خالفه جماعة من الثقات فأرسلوا الحديث وقد رجح العلماء كما سبق أن المتصل غير محفوظ والصواب مرسل. فعليه يكون الحديث مرسلاً أشبه بالصواب -والله أعلم-.

(2/666)

247 - حديث أبي هريرة مرفوعاً "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة".

قال: صحيح. وفيه عبد الرحمن بن [أردك] (1) وهو ثقة.

قلت: فيه لين.

__________

(1) في (أ)، (ب) (أردل) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والتهذيب (6/ 159).

247 - المستدرك (2/ 197، 198): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن حبيب، أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: أخبرني يوسف بن ماهك، أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعه يقول: "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بلفظه" كتاب الطلاق- 9 باب: ما جاء في الجد والهزل في الطلاق (3/ 490)، (ح 1184).

وقال: هذا حديث حسن غريب والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-.

2 - ورواه أبو داود "بلفظه" كتاب الطلاق، باب: في الطلاق على الهزل (2/ 259)، (ح 2194).

3 - ورواه ابن ماجه "بلفظه" كتاب الطلاق، باب: من طلق أو نكح أو رجع لاعباً (1/ 657، 658، ح 2039).

رووه من طريق عبد الرحمن بن حبيب، عن عطاء، عن ابن ماهك، عن أبي هريرة به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

وأورده السيوطي في الجامع الصغير وقال: حسن (1/ 531).

وذكره المناوي ثم ذكر قول الحاكم عليه وتعقب الذهبي له وسكت عليه (3/ 300). =

(2/667)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأورده الحافظ في التلخيص وقال: قال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: صحيح، وأقره صاحب الِإمام وهو من رواية عبد الرحمن بن حبيب بن أردك وهو مختلف فيه قال النسائي: منكر الحديث ووثقه غيره، فهو على هذا حسن (3/ 210).

وقال الألباني في صحيح الجامع: حسن (3/ 62).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الرحمن بن حبيب بن أردك، ويقال حبيب بن عبد الرحمن بن أردك.

قال النسائي: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحاكم: من ثقات المدنيين. تهذيب التهذيب (6/ 159).

وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (1/ 476)، لكن قال في التلخيص: مختلف فيه كما سبق.

وقال الذهبي في الكاشف: فيه لين (2/ 161).

وقال الخزرجي في الخلاصة: وثقه ابن حبان (ص 226).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الرحمن بن حبيب مختلف في توثيقه وتجريحه كما ذكر الحافظ في التلخيص، فعليه يكون حديثه حسناً. فالحديث بهذا الِإسناد حسن. وقد حسنه الترمذي، وابن حجر، والسيوطي، والألباني كما سبق.

(2/668)

248 - حديث عائشة (مرفوعاً) (1): "لا طلاق، ولا عتاق في إغلاق".

قال: على شرط مسلم. قلت: (كذا) (2) قال [و] (3) محمد بن عبيد المذكور في إسناده لم يحتج به مسلم. وقال أبو حاتم: ضعيف.

رواه الحاكم من طريق آخر عن عائشة أيضاً وفيه نعيم بن حماد وهو صاحب مناكير (4).

__________

(1) ليست في (ب)، وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(2) ليست في (ب)، وما أثبته من (أ) والتلخيص.