Translate

السبت، 10 يونيو 2023

ج2.مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

 

ج2.مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

مختصرُ إستدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

للعَلاّمة سِرَاج الدّين عُمَر بن علي بن أحمَد المعروف بابن المُلَقن

توفي عَام 804 هـ

تحقيق وَدراسة

عَبد الله بن حمد اللحَيدَان

الجزء الثاني

دَارُ العَاصِمَة

الرياض

(2/578)

كتاب الجهاد

209 - حديث كعب بن عجرة بينما النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالروحاء، إذ هبط عليه أعرابي من [سرف] (1) ... الحديث بطوله.

قال: صحيح. قلت: لا والله فيه إسحاق بن إبراهيم بن [نسطاس] (2) وهو واه.

__________

(1) في (أ) (شدو) وليست في (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2) في (أ)، (ب) (كسطاس) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا من لسان الميزان (1/ 346).

209 - المستدرك (2/ 75): أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، عن داود بن المغيرة، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- بالروحاء إذ هبط عليهم أعرابي من سرف. فقال: من القوم؟ أين تريدون؟. قيل: بدرا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: ما لي أراكم بذة هيئتكم، قليلاً سلاحكم. قالوا: ننتظر إحدى الحسنين، إما أن نقتل فالجنة، وإما أن نغلب، فيجمع الله لنا الظفر، والجنة. قال أين نبيكم. قالوا: ها هو ذا فقال له: يا نبي الله ليست لي مصلحة؟، آخذ مصلحتي ثم ألحق. قال: "اذهب إلى أهلك فخذ مصلحتك" فخرج =

(2/579)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر، وخرج الرجل إلى أهله حتى فرغ من حاجته ثم لحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببدر وهو يصف الناس للقتال في تعبيتهم، فدخل في الصف معهم فاقتتل الناس فكان فيمن استشهده الله، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن هزم الله المشركين، وأظفر المؤمنين، فمر بين ظهراني الشهداء، وعمر بن الخطاب معه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ها يا عمر إنك تحب الحديث، وإن للشهداء سادة، وأشرافاً وملوكاً، وإن هذا يا عمر منهم".

تخريجه:

1 - أورد قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعمر: "ها يا عمر ... الحديث".

السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 858).

وكذا أورده صاحب الكنز (4/ 413) واقتصر على نسبته للحاكم.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس مولى كثير بن الصلت من أهل المدينة، كنيته أبو يعقوب.

قال ابن حبان: كان يخطيء، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

المجروحين (1/ 134، 135).

وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي. وقال العقيلي، وابن الجارود: منكر الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال الطبراني في الأوسط: كان من ثقات المدنيين وذكره ابن عدي في الضعفاء وقال: ليس له كثير رواية.

الميزان (1/ 178، 179)، اللسان (1/ 346).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن إسحاق بن إبراهيم ضعيف فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/580)

210 - حديث ابن جريج قال: قال سليمان بن موسى. حدثنا مالك بن يخامر.

حدثني معاذ أنه سمع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: من قاتل في سبيل الله فواق (ناقة) (1) وجبت له الجنة.

قال: على شرط مسلم (2). قلت: هو منقطع فلعله من الناسخ.

__________

(1) في (ب) (ناقته) وما أثبته من (أ)، والمستدرك وتلخيصه.

(2) في التلخيص أشار أن الحاكم قال: على شرط البخاري ومسلم، لكن في المستدرك قال: على شرط مسلم فقط. وكذا في (أ)، (ب) فالذي يظهر أنها زيادة من بعض النساخ.

210 - المستدرك (2/ 77): أخبرني بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو: ثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جريج قال: قال سليمان بن موسى. حدثنا مالك بن يخامر، أن معاذ بن جبل حدثهم، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقاً ثم مات، أو قتل، فله أجر شهيد".

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بلفظ مقارب" بعضاً من حديث طويل (5/ 230، 231، 244).

2 - ورواه النسائي "بلفظ مقارب للفظ أحمد" كتاب الجهاد، ثواب من قاتل في سبيل الله فواق ناقة (6/ 25).

3 - ورواه الترمذي "بنحوه" متفرقاً بعضاً من حديث طويل. كتاب الجهاد.

فروى طرفه الأول في باب: 21 ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله (4/ 185)، (ح 1657). =

(2/581)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= روى طرفه الثاني في باب من سأل الشهادة (4/ 183)، (ح 1654).

4 - وروى طرفه الأول ابن ماجه "بنحوه" كتاب الجهاد، باب: القتال في سبيل الله (2/ 933، 934)، (ح 2792).

رووه من طريق ابن جريج -قال النسائي، وابن ماجه- حدثنا سليمان بن موسى -وقال الترمذي: عن سليمان بن موسى، وقال أحمد: قال سليمان- حدثنا مالك بن يخامر. أن معاذ بن جبل حدثهم أنه سمع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول به.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث أعله الذهبي بالانقطاع.

قلت: رواة الحديث كلهم صرحوا بالسماع من بعضهم بعضاً، إلا ابن جريج عند الحاكم ومن وافقه، فلم يصرح بالسماع، وقد سبق بيان حاله عند حديث (17) وأنه مدلس، فلا يقبل منه إلا ما صرح بسماعه، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لعنعنة المدلس، لكن ابن جريج قد صرح بالتحديث كما عند النسائي وابن ماجه، وقد عد ابن جريج من الرواة عن سليمان بن موسى. كما في تهذيب الكمال (2/ 855). فعلى هذا تزول شبهة الانقطاع الذي ذكره الذهبي، وتبعه عليه ابن الملقن، فيكون الحديث صحيحاً متصلًا وليس فيه انقطاع، كما أن الذهبي نفسه، الظاهر أنه يقصد بذلك عدم تصريح ابن جريج بالسماع حيث قال: (فلعله من النساخ) يقصد أن عدم ذكر تصريح ابن جريج، أنه من النساخ، وإلا فالأصل أنه غير منقطع -والله أعلم-.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم ضعيف لعنعنة ابن جريج وهو مدلس، لكن قد جاء تصريح ابن جريج بالسماع كما عند النسائي وابن ماجه.

فعليه يكون الحديث صحيحاً متصلًا -والله أعلم-.

(2/582)

211 - حديث أبي مالك الأشعري مرفوعاً: [من أفصل] (1) في سبيل (الله) (2) [فمات] (3) أو قتل فهو شهيد".

قال: على شرط مسلم. قلت: فيه عبد الرحمن بن ثوبان، ولم يحتج به مسلم، وليس بذاك [وبقية ثقة] (4)، وعبد الرحمن بن غَنْم لم يدركه مكحول فيما أظن.

__________

(1) في (أ) (فقد) وفي (ب) (فعل) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا من أخرج الحديث.

(2) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(3) في (أ) (قاتل) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ) (ولقبه بقية) وما أثبته من (ب) والتلخيص.

211 - المستدرك: (2/ 78): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا بقية بن الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، يرده إلى مكحول، إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أن أبا مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد وأن له الجنة".

تخريجه:

1 - رواه أبو داود "بلفظه" كتاب الجهاد، باب: فيمن مات غازياً (3/ 9)، (ح2499).

2 - ورواه البيهقي "بنحوه" كتاب السير، باب: فضل من مات في سبيل الله (9/ 166).

روياه من طريق عبد الوهاب بن نجدة. حدثنا بقية بن الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرد إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أن أبا مالك الأشعري قال: به مرفوعاً.

(2/583)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في إسناده علل.

أولًا: قال الذهبي: عبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن.

قلت: ذكر في تهذيب الكمال أن عبد الرحمن بن غنم من شيوخ مكحول وقد أرخ وفاة مكحول سنة مائة وثلاث عشرة (3/ 1369).

وذكر أيضاً في ترجمة عبد الرحمن أن من تلامذته مكحول.

كما أرخ وفاة عبد الرحمن في سنة ثمان وسبعين (2/ 810).

فعلى هذا فبين وفاة كل منهما خمس وثلاثون سنة، فالذي يظهر أن مكحولًا أدرك عبد الرحمن بن غنم. وقد ذكر الذهبي نفسه في الكاشف أن مكحولًا روى عن عبد الرحمن بن غنم (2/ 181).

ثانياً: بيان حال عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي أبي عبد الله الدمشقي الزاهد.

قال الأثرم عن أحمد أحاديثه مناكير. وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: صالح، وقال مرة: ضعيف. وقال مرة: يكتب حديثه على ضعفه وكان رجلًا صالحاً، وكان علي بن المديني حسن الرأي فيه. وقال: ابن ثوبان رجل صدق لا بأس به، وقد حمل عنه الناس. وقال دحيم: ثقة، يرمى بالقدر، وقال أبو حاتم: ثقة يشوبه شيء من القدر، وتغير حاله في آخر حياته، وهو مستقيم الحديث. وقال أبو داود: كان فيه سلامة وليس به بأس، وكان مجاب الدعوة. وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (6/ 150، 151).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطىء ورُمي بالقدر وتغير حاله بآخره (1/ 474).

وقال الذهبي في الكاشف: قال دحيم وغيره ثقة رمي بالقدر، ولينه بعضهم (2/ 159).

ثالثاً: بيان حال بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز الكلاغي أبي يحمد الحمصي.

(2/584)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال ابن المبارك: كان صدوقاً، ولكنه يكتب عمن أقبل وأدبر. وقال ابن معين: كان شعبة مبجلاً لبقية حين قدم بغداد. وسئل عنه ابن معين فقال: إذا حدث عن الثقات فاقبلوه، وإذا حدث عن أولئك المجهولين فلا.

وقال يعقوب: بقية ثقة حسن الحديث إذا حدث عن المعروفين. وقال ابن سعد: كان ثقة إذا حدث عن الثقات ضعيفاً في روايته عن غير الثقات.

وقال النسائي: إذا قال: حدثنا، وأخبرنا فهو ثقة وإذا قال: عن فلان، فلا يؤخذ عنه.

وقال الخطيب: في حديثه مناكير، إلا أن أكثرها عن المجاهيل، وكان صدوقاً.

تهذيب التهذيب (1/ 473، 474، 475).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء (1/ 105).

وقال الذهبي في الكاشف: وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات، وقال النسائي: إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقة (1/ 160).

الحكم كل الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن مكحولًا روى عن عبد الرحمن بن غنم. وأن عبد الرحمن بن ثوبان صدوق يخطيء ورمي بالقدر وتغير بآخره، كما لخص حاله بذلك ابن حجر، وبقية بن الوليد ثقة في روايته إذا روى عن عبد الرحمن بن ثابت وصرح بالتحديث عنه وهو معروف، ولكنه صدوق تغير حاله بآخره، ولم تتبين رواية بقية عنه أقبل أم بعد الاختلاط؟ فتكون روايته عنه ضعيفة، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

(2/585)

212 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "من لقي الله بغير أثر [من] (1) الجهاد لقيه وفيه ثلمة (2) ".

قلت: فيه إسماعيل بن رافع وهو ضعيف.

__________

(1) ليست في أصل (أ) ومعلقة بهامشها وهي في (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في المستدرك قال: هذا حديث كبير في الباب غير أن الشيخين لم يحتجا بإسماعيل بن رافع.

212 - المستدرك (2/ 79): حدثنا أبو الوليد الفقيه وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارىء، وأبو بكر بن عبيد الله، قالوا ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن مصفى الحمصي، وعلي بن حجر السعدي، وعلي بن سهل الرملي، قالوا ثنا الوليد بن مسلم: ثنا إسماعيل بن رافع، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لقي الله بغير أثر من الجهاد، لقيه وفيه ثلمة".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بلفظ مقارب" كتاب فضائل الجهاد- 26 باب: ما جاء في فضل المرابط (4/ 189)، (ح 1666).

وقال: هذا حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، وإسماعيل بن رافع قد ضعفه بعض أصحاب الحديث. قال: وسمعت محمداً يقول: هو ثقة مقارب الحديث.

2 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" كتاب الجهاد، باب: التغليظ في ترك الجهاد (2/ 923، ح2763).

روياه من طريق الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

3 - ورواه مسلم "بمعناه" كتاب الإِمارة- 47 باب: ذم من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو (3/ 1517)، (ح 158).

رواه من طريق وهيب المكي، عن عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعاً. =

(2/586)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه إسماعيل بن رافع بن عويمر أو ابن أبي عويمر الأنصاري، ويقال: المزني أبو رافع المدني.

قال ابن المبارك: ليس به بأس، ولكنه يحمل عن هذا، وعن هذا، وقال أحمد: ضعيف. وقال مرة: منكر الحديث. وقال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال النسائي: وابن خراش، والدارقطني، وابن الجنيد: متروك، وضعفه أبو حاتم، والعقيلي، وأبو العرب، وابن الجارود، وابن عبد البر، وابن حزم، والخطيب وغيرهم.

تهذيب التهذيب (1/ 294، 295، 296).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف الحفظ (1/ 69).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف واه: (1/ 122).

قلت: مما تقدم يتبين أن إسماعيل ضعيف فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وقد رواه مسلم في صحيحه.

الحكم على الحديث:

مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ومن وافقه ضعيف، لكنه بطريق مسلم صحيح لغيره، لأن ضعفه قابل للانجبار -والله أعلم-.

(2/587)

213 - حديث أبي [هريرة] (1) مرفوعاً: "ثلاث (2) أعين لا تمسها النار: عين فقئت في سبيل الله، وعين (حرست) (3) في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".

قال: صحيح. قلت: فيه [عمر] (4) بن راشد ضعفوه.

__________

(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك.

(2) في المستدرك وتلخيصه (ثلاثة) وما أثبته من (أ)، (ب) وهو الموافق لقواعد اللغة.

(3) في أصل (ب) كلمة مشطوب عليها ومصححة بالهامش (حرست) وأثبتها أيضاً من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ)، (ب) (عمرو) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (7/ 444).

213 - المستدرك (2/ 82): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاء، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان السعدي، ثنا محمد بن القاسم الأسدي، ثنا عمر بن راشد اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".

تخريجه:

أورده السيوطي في الجامع الصغير (1/ 538) ونسبه للحاكم فقط وسكت عنه، لكن ذكره المناوي في الفيض وذكر تخريج الحاكم له وتصحيحه إياه وتعقب الذهبي له بأن فيه عمر ضعفوه (3/ 315).

وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (3/ 63).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عمر بن راشد بن شجرة أبو حفص اليمامي.

قال أحمد: حديثه ضعيف ليس بمستقيم حدث عن يحيى بن أبي كثير =

(2/588)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= بأحاديث مناكير. وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو زرعة: لين الحديث.

وقال البخاري: حديثه عن يحيى مضطرب ليس بالقائم، وقال أبو داود: ضعيف.

تهذيب التهذيب (7/ 445، 446).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 55).

وقال الذهبي في الكاشف: لينه جماعة (2/ 310).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن عمر بن راشد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً، لكن لبعض الحديث شاهداً عن أبي ريحانة.

رواه الحاكم (2/ 83) وقال: صحيح ووافقه الذهبي. فيكون الحديث بسند حديث الأصل صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/589)

214 - حديث صالح بن كيسان قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت (أبا) (1) هريرة يقول: أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "حرم على عينين أن تمسهما (2) النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس [الِإسلام] (3) وأهله من [أهل] (4) الكفر".

قلت: فيه انقطاع.

__________

(1) في (ب) (أبي) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه وهو الموافق لقواعد اللغة.

(2) في المستدرك وتلخيصه (تنالهما).

(3) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم المعنى.

214 - المستدرك (2/ 82، 83): أخبرنا حمزة بن العباس القعنبي ببغداد، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي عن صالح بن كيسان قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم- قال: "حرم على عينين أن تنالهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإِسلام وأهله من الكفر".

تخريجه:

1 - أورده ابن حجر في المطالب العالية عن صالح بن كيسان به ونسبه لعبد بن حميد (2/ 177)، (ح 1991).

2 - وأورده السيوطي في الجامع الصغير (1/ 572) ونسبه للحاكم والبيهقي في شعب الِإيمان، ورمز له بالصحة. وذكره المناوي في الفيض وذكر أن الحاكم سكت عليه فتعقبه الذهبي فقال: فيه انقطاع وسكت على هذا (3/ 380)، وقال الألباني في صحيح الجامع: حسن (3/ 88). =

(2/590)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال الذهبي عنه: فيه انقطاع، والذي يظهر أنه يقصد بذلك أن صالح بن كيسان لم يدرك أبا عبد الرحمن.

قلت: لم أعرف أبا عبد الرحمن هذا فلم يصرح باسمه أحد ممن روى الحديث.

لكن الحديث السابق لهذا الحديث ضعيف قابل للانجبار وله شاهد صحيح فعليه يكون هذا الحديث صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/591)

215 - حديث خريم بن فاتك مرفوعاً: "الناس أربعة، والأعمال ستة ... الحديث".

قلت: الأزدي متهم (1)، ومسلمة تعبت عليه فلم أعرفه.

__________

(1) قوله: (قلت: .. إلخ) في التلخيص قال: (قلت: رواه معاوية بن عمرو الأزدي عنهما) وليس فيه، أن الأزدي متهم كما أن معاوية بن عمرو الأزدي ليس متهماً كما ذكر ابن الملقن بل إنه ثقة كما في تهذيب الكمال (3/ 1347) والتقريب (2/ 260) روى له الجماعة.

215 - المستدرك (2/ 87): حدثنا أبو بكر بن بالويه، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، حدثني معاوية بن عمرو، حدثنا مسلمة بن جعفر -من بجيلة-، عن الركين بن الربيع قال: حدثني عمي، عن أبي يحيى خريم بن فاتك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "الناس أربعة، والأعمال ستة: فموجبات، ومثل بمثل، وعشرة أضعاف، وسبعمائة ضعف، فمن مات كافراً وجبت له النار، ومن مات مؤمناً وجبت له الجنة، والعبد يعمل بالسيئة، فلا يجزي إلا بمثلها، والعبد يهم بالحسنة، فتكتب له عشراً، والعبد ينفق النفقة في سبجل الله، فتضاعف له سبعمائة ضعف، والناس أربعة: فموسع عليه في الدنيا، وموسع عليه في الآخرة، وموسع عليه في الدنيا مقتر عليه في الآخرة، ومقتر عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، وشقي في الدنيا والآخرة".

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" مع تقديم وتأخير (4/ 345).

2 - ورواه أبو نعيم في الحلية "بنحوه" مع تقديم وتأخير (9/ 34، 35).

رواه أبو نعيم من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل. حدثني أبي. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن الركين بن الربيع عن أبيه، عن عمه، عن خريم بن فاتك.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن شيجان بن عبد الرحمن. =

(2/592)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= * الطريق الأول. وهو طريق الحاكم وفيه. مسلمة بن جعفر، ومعاوية بن عمرو.

أولًا: مسلمة بن جعفر البجلي الأحمسي الكوفي.

قال الذهبي في الميزان: يُجهل، وقال الأزدي: ضعيف.

وقال ابن حجر في اللسان: وفي الثقات لابن حبان: مسلمة بن جعفر البجلي الأحمسي روى عن عمرو بن قيس، والركين بن الربيع، روى عنه عمر بن محمد العنقري، وأبو غسان النهدي، فيحتمل أن يكون هو، ثم ظهر أنه هو، فقد ذكره بذلك كله البخاري ولم يذكر فيه جرحاً.

الميزان (4/ 108)، اللسان (6/ 33).

وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 267) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا.

وقد ذكره المزي في تهذيب الكمال من شيوخ معاوية بن عمرو بن الملهب الأزدي (3/ 1347).

فعلى هذا يكون مسلمة معروفاً، لكن قال الأزدي: ضعيف.

ثانياً. معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي أبو عمرو البغدادي ويعرف بابن الكرماني.

قال أحمد: صدوق ثقة. وقال ابن معين: كان شجاعاً، وقال أبو حاتم.

ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات روى له الجماعة. تهذيب التهذيب (10/ 215، 216).

وقال ابن حجر في التقريب: ثقة (2/ 160).

وقال الذهبي في الكاشف: كان شجاعاً لا يبالي بلقاء عشرين، وسكت عنه (3/ 158).

قلت: فالظاهر أن هذا التعقب من ابن الملقن. لأنه غير موجود في التلخيص المطبوع- وليس هو في محله، لأن الرجل موثق كما نرى ومن رجال الصحيح، لكن الحديث ضعيف لضعف مسلمة كما سبق.

* الطريق الثاني: لكن مسلمة لم يتفرد بالحديث بل تابعه شيبان بن =

(2/593)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= عبد الرحمن عند أحمد، وأبي نعيم، وشيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري.

قال ابن حجر في التقريب: ثقة صاحب كتاب (1/ 356).

وقال الذهبي: صاحب حروف وقراءات، حجة (2/ 16) روى له الجماعة.

الحكم على الحديث.

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، لكنه بإسناد أحمد وأبي نعيم صحيح فيكون بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/594)

216 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "كل شيء من اللهو باطل إلا ثلاثة: انتضالك بقوسك، [وتأديبك] (1) لفرسك، وملاعبتك لأهلك ... الحديث".

[قال: على شرط مسلم] (2) قلت: كذا قال [وسويد] (3) بن عبد العزيز متروك.

__________

(1) في (أ) (وماديبك) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في (أ)، (ب) (قال: صحيح) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(3) في (أ)، (ب) (أبو سويد) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (4/ 276).

216 - المستدرك (2/ 95): حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا الحسن بن علي بن بحر بن بري، ثنا أبي، ثنا سويد بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة. انتضالك بقوسك، وتأديبك لفرسك، وملاعبتك أهلك، فإنها من الحق" وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "انتضلوا، واركبوا، وأن تنتضلوا أحب إلي، إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب فيه الخير، والمتنبل، والرامي به".

تخريجه:

1 - أورده صاحب كنز العمال ونسبه للحاكم فقط (4/ 354، ح 10863).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي مولاهم الدمشقي. =

(2/595)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال ابن سعد: روى أحاديث منكرة. وقال البخاري: في حديثه مناكير. وقال مرة: فيه نظر لا يحتمل. وقال أبو حاتم: لين الحديث في حديثه نظر. وقال عثمان الدارمي عن دحيم: ثقة وكانت له أحاديث يغلط فيها، وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال مرة: ضعيف. وقال الترمذي: كثير الغلط في الحديث. تهذيب التهذيب (4/ 276، 277).

وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ فاحش الوهم حتى يجيء في أخباره من المقلوبات أشياء تتخايل إلى من سمعها أنها عملت عمداً. المجروحين (1/ 350).

وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (1/ 599).

وقال الذهبي في الكاشف: قال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل (1/ 411).

وقال في ديوان الضعفاء والمتروكين: قال أحمد: متروك (ص 139).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن سويد الظاهر أنه متروك كما قال الذهبي، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

لكن للحديث شاهداً من حديث عقبة بن عامر بنحو حديث أبي هريرة.

1 - رواه ابن أبي شيبة في مصنفه. كتاب الجهاد (5/ 349، 350).

2 - ورواه الترمذي. كتاب فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله (4/ 174، ح 1637).

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

3 - ورواه ابن ماجه. كتاب الجهاد، باب: في الرمي في سبيل الله (2/ 940)، (2811).

فعليه يكون الحديث صحيحاً، لكنه عند الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/596)

217 - حديث أبي سعيد أن رجلًا هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- من اليمن فقال له: "قد [هجرت] (1) من الشرك، ولكنه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ " قال: أبوان (2) قال: "أذنا لك؟ " (3) قال: لا. قال: "فارجع فاستأذنهما، فإن [أذنا لك] (4) فجاهد، وإلا فبرهما".

قال: صحيح. قلت: فيه دراج وهو واه.

__________

(1) في (أ) (هاجرت) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في المستدرك وتلخيصه (أبواي).

(3) في (أ) (أذناك) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ) (أذناك) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

217 - المستدرك (2/ 103، 104): حدثنا أبو العباس: أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اليمن، فقال: يا رسول الله إني هاجرت، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-؛ "قد هجرت من الشرك، ولكنه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ " قال: أبواي. قال: "أذنا لك". قال: لا. قال: "فارجع، فاستأذنهما، فإن أذنا لك، فجاهد، وإلا فبرهما".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظه" عن الحاكم. كتاب السير، باب: الرجل يكون له أبوان مسلمان أو أحدهما فلا يغزو إلا بإذن أهله (9/ 26).

2 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بلفظ مقارب" موارد الظمآن. كتاب الجهاد- 15 باب: استئذان الأبوين في الجهاد (ح 1622).

- ورواه أحمد " بنحوه" (3/ 75، 76).

4 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب الجهاد، باب. في الرجل يغزو وأبواه كارهان (3/ 17)، (ح 1530). =

(2/597)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه دراج بن سمعان أبو السمح، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (50) وأنه صدوق إلا في حديثه عن أبي الهيثم فضعيف. وهذا الحديث من روايته عن أبي الهيثم فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

لكن للحديث شاهداً عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستأذنه في الجهاد فقال: "أحيُّ والداك؟ " قال: نعم. قال: "ففيهما فجاهد".

رواه البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب الجهاد- 138 باب: الجهاد بإذن الأبوين (6/ 140)، (ح 3004).

فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/598)

218 - حديث ابن عباس كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لواؤه أبيض، ورايته سوداء.

استشهد به الحاكم، وفيه يزيد بن حيان وقد ضعفوه (1).

__________

(1) قوله: (استشهد به الحاكم .. إلخ) تصرف من ابن الملقن، وإلا فالذهبي أورد حديث الأصل وهو حديث جابر كما أورده الحاكم ثم قال: وشاهده يزيد بن حبان ... ثم ذكر بقية المسند والحديث ثم قال. قلت: يزيد ضعيف.

218 - المستدرك (2/ 105). حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا يزيد بن حيان، أخبرني أبو مجلز لاحق بن حميد، عن ابن عباس قال: كان لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- أبيض، ورايته سوداء.

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بلفظ مقارب" مع تقديم وتأخير. كتاب الجهاد- 10 باب: ما جاء في الرايات (4/ 196، 197)، (ح 1681).

وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.

2 - ورواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" مع تقديم وتأخير. كتاب الجهاد- 20 باب: الرايات والألوية (2/ 941)، (ح 2818).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم يزيد بن حيان النبطي البلخي مولى بكر بن وائل نزل المدائن.

قال ابن الجنيد عن ابن معين: ليس به بأس. وقال البخاري: عنده غلط كثير، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء. تهذيب التهذيب (11/ 322).

وقال الذهبي في الميزان: صويلح (4/ 421)، وقال في الكاشف: قال البخاري: عنده غلط كثير (3/ 276). =

(2/599)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء (2/ 364).

الحكم علي الحديث:

قلت. مما تقدم يتبين أن الظاهر من حال يريد أنه ليس به بأس كما قال ابن معين فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً لذاته، وقد حسنه الترمذي كما سبق.

كما أن للحديث شاهد وهو حديث الأصل عند الحاكم وقال عنه: صحيح على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي (المستدرك: 2/ 104، 105) فعليه يكون الشاهد صحيحاً لغيره.

(2/600)

219 - حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه حدثه قال: بينما أنا في الحجر أتاني رجل فسألني عن العاديات ... الحديث.

قال: على شرط البخاري ومسلم (1). قلت: لا والله ولا ذكر لأبي معاوية المذكور في إسناده في الكتب الستة، وهو البجلي (2) ولا احتج البخاري بأبي صخر المذكور، والخبر منكر.

__________

(1) في التلخيص قبل التعقب أورد كلام الحاكم عن الحديث مختصراً فقال: فقد احتجا بأبي صخر حميد بن زياد، وبأبي معاوية والدعمار الدهني.

(2) قوله. (وهو البجلي) ليست في التلخيص. فالظاهر أنها من كلام ابن الملقن ذكره للتوضيح.

219 - المستدرك (2/ 105): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أنه حدثه قال: بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل فسألني عن {وَاَلعَادِيَاتِ ضَبْحًا}.

فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويوقدون نارهم، فانفتل عني، فذهب إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن العاديات. فقال: هل سألت عنها أحداً قبلي؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله. قال. فاذهب فادعه لي. قال: فلما وقف على رأسه قال: تفتى الناس بلا علم لك، والله إن كانت أول غزوة في الِإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان. فرس للزبير، وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات ضبحا؟ إنما {وَاَلعاَدِياتِ ضَبْحًا} من عرفة إلى مزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى {فَأَثَرْنَ به نَقَعًا} وحين تطأها بأخفافها، وحوافرها. قال ابن عباس: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي. =

(2/601)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= تخريجه:

الآية (1) من سورة العاديات.

1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه".

2 - ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره "بنحوه" تفسير ابن كثير (4/ 541، 542).

روياه من طريق ابن وهب. أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس به.

وأورده الشوكاني في فتح القدير ونسبه لا بن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في كتاب الأضداد، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس (5/ 484)، تفسير سورة العاديات.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه أبو معاوية البجلي، وأبو صخر.

أولًا: أبو معاوية البجلي وقد اختلف فيه.

قال في التهذيب: أبو معاوية البجلي يقال: إنه عمار الدهني قاله أبو أحمد الحاكم. ويقال: غيره روى عن سعيد بن جبير، وروى عنه أبو صخر حميد بن زياد. تهذيب التهذيب (12/ 240).

وقال الحافظ في التقريب: أبو معاوية البجلي، هو عمار الدهني، وإلا فمجهول الحال (2/ 474).

وقال الذهبي في الميزان: أبو معاوية البجلي يقال: هو والد عمار الدهني فيه جهالة (4/ 575).

وأبو معاوية، عمار بن معاوية، ويقال ابن أبي معاوية الدهني البجلي الكوفي، قد عد من الرواة عن سعيد بن جبير، وروى عنه حميد بن صخر إلا أنه ذكر عنه أنه سئل هل سمع من سعيد بن جبير فقال: لا. وهو ثقة كما هي أكثر أقوال العلماء كما في تهذيب الكمال (3/ 997)، روى له مسلم والأربعة. وقال في التقريب: صدوق يتشيع (2/ 48). =

(2/602)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قلت: فمن خلال قراءتي لمصادر ترجمة الرجلين لم يتبين لي المقصود في سند الحاكم وأيهما الذي فيه، لتقارب طبقتهما، واتفاقهما في الشيخ سعيد بن جبير، والتلميذ أبي صخر، كما لم أجد الجزم بأنهما واحد أو اثنان.

ثانياً: أبو صخر هو حميد بن زياد أبو صخر بن أبي المخارق الخراط.

قال أحمد: ليس به بأس، وقال يحيى: ليس به بأس، وقال مرة: ضعيف، وكذا قال النسائي. وقال ابن عدي: هو عندي صالح، وقال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (3/ 41، 42).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم (1/ 202).

وقال الذهبي في الكاشف: مختلف فيه، وقال أحمد: ليس به بأس (1/ 256).

وقد روى له البخاري في الأدب المفرد ولم يرو له في صحيحه. كما رمزت له كتب التراجم السابقة.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن أبا معاوية مختلف فيه فإن كان هو عمار الدهني وعمار ثقة كما سبق، فالحديث حسن لأن فيه حميد بن زياد والظاهر أنه لا بأس به كما هي أكثر أقوال العلماء.

وأما إن كان أبو معاوية غير عمار فهو مجهول فالحديث ضعيف لجهالة أبي معاوية -والله أعلم-.

(2/603)

220 - حديث عائشة: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- شعار المهاجرين يوم بدر عبد الرحمن، والأوس عبد الله، والخزرج عبيد الله.

قال: صحيح غريب. قلت: بل يعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة المذكورين في إسناده ضعيفان.

__________

220 - المستدرك (2/ 106): حدثنا أبو علي الحافظ، ثنا القاسم بن زكريا المطرز، ثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شعار المهاجرين يوم بدر عبد الرحمن، والأوس بني عبد الله، والخزرج بني عبيد الله.

تخريجه:

1 - رواه الواقدي في المغازي "بنحوه" (1/ 71).

من طريق ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عروة، عن عائشة.

ولم أجد من أخرجه غيرهما.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه: يعقوب بن محمد الزهري، وإسماعيل بن أبي حبيبة.

أولاً: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عوف الزهري أبو يوسف المدني نزيل بغداد.

قال أحمد: ليس بشيء، ليس يساوي شيئاً. وقال ابن معين: ما حدثكم عن الثقات فاكتبوه، وما لا يعرف من الشيوخ فدعوه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. =

(2/604)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال أبو حاتم. هو عندي عدل أدركته فلم أكتب عنه. وقال حجاج بن الشاعر: ثقة. وقال الساجي: منكر الحديث، وكان المديني يتكلم فيه. وقال العقيلي: في حديثه وهم كثير، ولا يتابعه إلا من هو نحوه، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (11/ 396، 397).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء (2/ 377).

وقال الذهبي في الكاشف: وهاه أبو زرعة وغيره، وقواه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (3/ 294).

ثانياً: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأسهلي مولاهم أبو إسماعيل المدني.

قال أحمد. ثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به منكر الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف.

وقال مرة: متروك. وقال العجلي: حجازي ثقة، وقال الترمذي: يضعف في الحديث. وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل (1/ 104، 105).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 31).

وقال الذهبي في الكاشف: قال الدارقطني وغيره: متروك (1/ 76).

فالذي يظهر مما تقدم أن يعقوب، وإبراهيم ضعيفان كما قال الذهبي، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وللحديث طريق آخر عند الواقدي، لكن الواقدي راوي الحديث قد سبق بيان حاله وأنه متروك عند حديث رقم (31). فعليه يكون الحديث بإسناد الواقدي ضعيف جداً.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، وأما الطريق الثاني فإنه ضعيف جداً فلا يفيد طريق الحاكم بشيء فيبقى الحديث بسند الحاكم ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/605)

221 - حديث ابن عباس وفد على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أربعمائة أهل بيت ... الحديث.

قال: صحيح (1). قلت: بل إسماعيل بن عبد الله بن زرارة المذكور في إسناده منكر الحديث.

__________

(1) قوله: (قال صحيح) ليس في التلخيص، وما أثبته من (أ)، (ب) والمستدرك.

221 - المستدرك (2/ 106): أخبرني الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق: أنبأ محمد بن غالب، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، حدثنا عمر بن صالح ابن أبي الزاهرية، قال سمعت أبا حمزة يقول: سمعت ابن عباس يقول: وفد على النبي- صلى الله عليه وسلَّم- أربعمائة أهل بيت، أو أربعمائة رجل من أزدشنوءة فقال: "مرحباً بالأزد أحسن الناس وجوهاً، وأطيبه أفواهاً، وأشجعه لقاء، وآمنه أمانة، شعاركم يا مبرور".

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسماعيل بن عبد الله بن زرارة أبو الحسن الرقي.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي: منكر الحديث جداً. تهذيب التهذيب (1/ 308، 309).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق تكلم فيه الأزدي بلا حجة (1/ 71).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: قال الأزدي منكر الحديث ص 21.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن إسماعيل صدوق كما لخص حاله بذلك ابن حجر وقد دفع قول الأزدي بأنه تكلم فيه بلا حجة والظاهر أن الذهبي تبع في الحكم عليه بذلك، الأزدي.

فعلى ذلك يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

(2/606)

222 - حديث عبد الواحد بن زياد. حدثنا الحارث بن [حصيرة] (1) حدثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال ابن مسعود: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يوم حنين، فولى عنه الناس وبقيت معه في ثمانين رجلاً ... الحديث.

[قال: صحيح] (2) قلت: الحارث، وعبد الواحد (3) ذو مناكير، هذا منها، و (4) فيه إرسال.

__________

(1) في (أ)، (ب) (حصين)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والتقريب (1/ 140).

(2) قوله: (قال: صحيح)، ليس في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(3) في التلخيص (عبد الله)، وما أثبته من (أ)، (ب)، وكذا هو في السند عند الحاكم وفي سند التلخيص عبد الواحد.

(4) في التلخيص (ثم).

222 - المستدرك (2/ 117): وأخرجه الِإمام أبو بكر ابن خزيمة في باب الرخصة في علامة المبارز بنفسه ليعلم موضعه، فرواه عن محمد بن يحيى، عن النفيلي، حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحارث بن حصيرة، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يوم حنين، فولى عنه الناس، وبقيت معه في ثمانين رجلاً من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا نحواً من ثمانين قدماً، ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة.

قال: ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بغلته يمضي قدماً، فحادت بغلته، فمال عن السرج فسد نحره. فقلت: ارتفع رفعك الله. قال: "ناولني كفاً من تراب" فناولته، فضرب به وجوههم، فامتلأ أعينهم تراباً. =

(2/607)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال: "أين المهاجرون والأنصار؟ " قلت: هم هنا. قال: "اهتف بهم" فجاؤوا وسيوفهم في أيمانهم كأنها الشهب، وولى المشركون أدبارهم.

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" (1/ 453، 454).

2 - ورواه البزار "بنحوه" كشف الأستار (2/ 348)، (ح 1829).

وقال البزار: لا نعلمه عن ابن مسعود إلا بهذا الإِسناد.

روياه من طريق عبد االواحد بن زياد. حدثنا الحارث بن حصيرة. حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال ابن مسعود وقال البزار: عن أبيه، عن ابن مسعود.

3 - وأورده الهيثمي في المجمع "بنحوه" ونسبه لأحمد، والبزار قال: ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة (6/ 180).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الواحد بن زياد، والحارث بن حصيرة.

أولًا: الحارت بن حصيرة الأزدي أبو النعمان الكوفي.

قال جرير: شيخ طويل السكوت يصر على أمر عظيم، وقال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال ابن معين: خشبي ثقة ينسبونه إلى خشبة زيد بن علي التي صلب عليها. وقال النسائي: ثقة. وقال الدارقطني: شيخ للشيعة يغلو في التشيع. وقال أبو داود: شيعي صدوق، ووثقه العجلي وابن نمير. وقال العقيلي: له غير حديث منكر لا يتابع عليه، وقال الأزدي: زائغ، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (6/ 140)، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطىء رمي بالرفض (1/ 140).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء والمتروكين: شيعي، قال العقيلي: له غير حديث منكر ص (48).

ثانياً: عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم أبو بشر البصري أحد الأعلام.

قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة. =

(2/608)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة. وقال العجلي: بصري ثقة حسن الحديث. وقال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن عبد البر: أجمعوا، لا خلاف بينهم أنه ثقة ثبت. تهذيب التهذيب (6/ 434، 435)، وقال ابن حجر في التقريب: ثقة (1/ 26).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحارث بن حصيرة مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً.

فيكون حسن الحديث، وأن عبد الواحد ثقة. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً لذاته، إلا أن الذهبي قال: فيه إرسال يقصد بذلك أن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، لكن سبق بيان ذلك عند حديث رقم (133) وأن الراجح سماعه من أبيه -والله أعلم-.

(2/609)

223 - حديث أبي أيوب مرفوعاً: "من صبر حتى يقتل، أو يغلب لم يفتن في قبره".

قال: صحيح. قلت: فيه معاوية بن يحيى وهو ضعيف.

__________

223 - المستدرك (2/ 119): أخبرني أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي، أن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثهم، قال ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من لقي فصبر، حتى يقتل، أو يغلب، لم يفتن في قبره".

تخريجه:

1 - أورده الهيثمي في المجمع "بلفظ مقارب" عن أبي أيوب ونسبه للطبراني في الأوسط وقال: فيه مصفى بن بهلول والد محمد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات (5/ 327، 328).

2 - وأورده صاحب كنز العمال ونسبه للطبراني والحاكم عن أبي أيوب (4/ 313).

دراسة الاسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن أبي أيوب.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه معاوية بن يحيى الدمشقي أبو مطيع الطرابلسي.

قال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال عثمان الدارمي عن دحيم: لا بأس به، وكذا قال أبو داود، والنسائي، وقال أبو حاتم: صدوق مستقيم الحديث وقال أبو زرعة: ثقة. وقال البغوي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو علي النيسابوري: شامي ثقة. وقال هشام بن عمار: كان ثقة، وذكره الدارقطني في التروكين (10/ 220، 221). =

(2/610)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام (2/ 261).

فالذي يظهر من حال معاوية أنه لا بأس به كما هي أكثر أقوال العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

* الطريق الثاني: وللحديث طريق آخر عند الطبراني في الأوسط، لكن فيه مصفى بن بهلول. قال الهيثمي لم أعرفه. كما سبق.

قلت: وقد بحثت عنه فلم أعرفه، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

الحكم على الحديث:

قلت. مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم حسن لذاته، وأما بإسناد الطبراني فهو ضعيف فيكون بإسناد الطبراني حسناً لغيره- فالله أعلم-.

(2/611)

224 - حديث جابر: فقد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حمزة حين فاء الناس من القتال ... الحديث.

قال: صحيح. قلت: فيه أبو حماد [الفضل] (1) بن صدقة قال النسائي: متروك.

__________

(1) في (أ)، (ب) (الفضل) وما أثبته من التلخيص، والميزان (4/ 168).

224 - المستدرك (2/ 119، 120): أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا محبوب بن موسى، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي حماد الحنفي، عن ابن عقيل قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمزة حين فاء الناس من القتال، فقال رجل: رأيته عند تلك الشجرات وهو يقول: أنا أسد الله، وأسد رسوله، اللهم أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، أبو سفيان وأصحابه، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء بانهزامهم، فحنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحوه، فلما رأى جنبه بكى، ولما رأى ما مثل به شهق ثم قال: "ألا كفن؟ " فقام رجل من الأنصار، فرمى بثوب عليه، ثم قام آخر، فرمى بثوب عليه، فقال: "يا جابر: هذا الثوب لأبيك، وهذا لعمي" ثم جيء بحمزة فصلى عليه، ثم يجاء بالشهداء، فتوضع إلا جانب حمزة فيصلي عليهم، ثم ترفع ويترك حمزة حتى صلى على الشهداء كلهم، قال: فرجعت وأنا مثقل قد ترك أبي علي ديناً وعيالًا، فلما كان عند الليل أرسل إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا جابر إن الله تبارك وتعالى، أحيا أباك، وكلمه كلاماً". قلت: وكلمه كلاماً؟ قال: "قال له: تمن. فقال: أتمنى أن ترد روحي وتنشيء خلقي كما كان، وترجعني إلا نبيك فأقاتل في سبيل الله فأقتل مرة أخرى.

قال: إني قضيت أنهم لا يرجعون" قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيد الشهداء يوم القيامة حمزة".

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (2/ 97). =

(2/612)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

2 - وورد طرف الحديث في الميزان (4/ 168)، واللسان وهو قوله: "لما جرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمزة بكى، فلما رأى ما مثل به شهق" من رواية مفضل بن صدقة.

3 - روى آخر الحديث الترمذي "بنحوه" وهو أن الله أحيا أبا جابر وكلمه ... إلخ.

كتاب تفسير القرآن (5/ 230، 231)، (ح 3010).

وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

رواه من طريق يحيى بن حبيب بن عربي. حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري: قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: به.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم الفضل بن صدقة أبو حماد الحنفي الكوفي.

قال يحيى: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً، وكان أحمد بن محمد بن شعيب يثني عليه ثناء تاماً، وكان عطاء بن مسلم يوثقه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه. وقال البغوي: كوفي صالح الحديث. الميزان (4/ 168، 169)، اللسان (6/ 80، 81).

وقال أبو زرعة: كوفي صالح الحديث. الجرح والتعديل (8/ 316).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن التوسط في حاله ما قاله ابن عدي من أنه ليس بحديثه بأس، وذلك لأن أكثر المضعفين له من التشددين. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

لكن طرفه الأخير روي من طريق آخر عند الترمذي وقال عنه: حسن غريب.

فعليه يكون هذا الجزء من الحديث صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/613)

225 - حديث مصعب بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: افتتح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مكة، ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ... الحديث.

قال: صحيح. قلت: فيه طلحة بن (جبر) (1) وليس بعمدة.

__________

(1) في (ب) (حر) بدون نقط وفي المستدرك وتلخيصه (خير) وما أثبته من (أ) والميزان (2/ 338).

225 - المستدرك (2/ 120، 121): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا طلحة بن خير الأنصاري، عن المطلب بن عبد الله، عن مصعب بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، ثم انصرف إلى الطائف، فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثم أوغل غدوة أو روحة، ثم نزل، ثم هجر، ثم قال: "أيها الناس إنى لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي خيراً، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتون الزكاة، أو لأبعثن عليكم رجلاً مني أو كنفسي، فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم".

قال: فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد علي فقال: "هذا".

تخريجه:

1 - أورده الهيثمي في المجمع "بنحوه" عن عبد الرحمن بن عوف، ونسبه لأبي يعلى وقال: فيه طلحة بن جبير وثقه ابن معين في رواية، وضعفه الجوزجاني، وبقية رجاله ثقات (9/ 134).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم طلحة بن جبير.

وهاه الجوزجاني فقال: غير ثقة، وقال يحيى: لا شيء. وقال مرة: ثقة. =

(2/614)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن جرير الطبري: طلحة هذا مما لا تثبت بنقله حجة.

الميزان (2/ 338)، اللسان (3/ 210).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن طلحة مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً.

(2/615)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب قسم الفيء

226 - حديث ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يوم بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا ... الحديث بطوله".

قال: صحيح. قلت: هو على شرط البخاري.

__________

226 - المستدرك (2/ 131، 132): حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري، ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، ثنا وهب بن بقية الواسطي، ثنا خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: "من فعل كذا وكذا، فله من النفل كذا وكذا" قال: فقدم الفتيان، ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها، فلما فتح الله عليهم، قال المشيخة: كنا ردءاً لكم لو انهزمتم فئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى، فأبى الفتيان وقالوا: جعله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- لنا فأنزل الله تعالى:

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ -إلى قوله- كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ

بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}.

يقول: فكان ذلك خيراً لهم، فكذلك أيضاً فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم.

تخريجه:

الآيات من (1 إلى 5) من سورة الأنفال. =

(2/616)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= 1 - رواه أبو داود "بنحوه" كتاب الجهاد، باب: في النفل (3/ 77)، (ح 2737).

2 - ورواه النسائي في الكبرى. كتاب التفسير، نسبه له المزي في تحفة الأشراف (5/ 132).

3 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد، كتاب التفسير، سورة الأنفال (ص431)، (ح 1743).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: على شرط البخاري.

قلت: الظاهر أنه على شرط مسلم فقط، لأن البخاري لم يخرج لداود بن أبي هند كما في التقريب (1/ 235)، والكاشف (1/ 292).

فعليه يكون الحديث صحيحاً على شرط مسلم فقط.

(2/617)

227 - حديث جابر كنا مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-[في] (1) غزو خيبر [فخرج] (2) سرية فأخذوا إنساناً معه غنم) (3) ... الحديث.

قال: صحيح. قلت: بل فيه شرحبيل وهو متهم. قاله ابن أبي ذئب.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وعليه تستقيم العبارة.

(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم الكلام.

(3) قوله: (فخرجت سرية .. إلخ) ليس في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

227 - المستدرك (2/ 136): أخبرني أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر فخرجت سرية فأخذوا إنساناً معه غنم يرعاها، فجاؤوا به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يكلم: فقال له الرجل: إني قد آمنت بك وبما جئت به، فكيف بالغنم يا رسول الله، فإنها أمانة وهي للناس الشاة والشاتان وأكثر من ذلك قال: "احصب وجوهها ترجع إلى أهلها" فأخذ قبضة من حصباء، أو تراب فرمى بها وجوهها، فخرجت تشتد حتى دخلت على شاة على أهلها، ثم تقدم إلى الصف فأصابه سهم فقتله ولم يصل لله سجدة قط. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أدخلوه الخباء" فأدخل خباء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليه ثم خرج فقال: "لقد حسن إسلام صاحبكم لقد دخلت عليه وإن عنده لزوجتين له من الحور العين". =

(2/618)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= تخريجه:

1 - أورد الواقدي في مغازيه حديثاً بنحو هذا الحديث في إسلام عبد عامر اليهودي (2/ 649).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي، وقد سبق بيان حاله عند حديث (189) وتبين من خلال ذلك أنه ضعيف كما سبق أيضاً قول ابن أبي ذئب من أنه متهم.

الحكم على الحديث:

قلت: مما سبق يتبين أن شرحبيل ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

(2/619)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب قتال البغاة

228 - حديث عبد الله بن [عمرو] (1): أتى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- رجل وهو يقسم تمراً يوم خيبر فقال: يا محمد اعدل ... الحديث.

قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: فيه محمد بن سنان كذبه أبو داود وغيره.

__________

(1) في (أ)، (ب) (عمر)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

228 - المستدرك (2/ 145): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا عبد الله بن حمران، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني أبي، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، وهو يقسم تمراً يوم خيبر. فقال: يا محمد اعدل. قال: "ويحك. ومن يعدل عليك إذا لم أعدل؟، أو عند من تلتمس العدل بعدي؟ " ثم قال: "يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرؤون كتاب الله محلقة رؤوسهم، فإذا خرجوا فاضربوا أعناقهم".

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن سنان بن يزيد القزاز وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (52) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/620)

229 - حديث حذيفة مرفوعاً: "دوروا مع كتاب الله حيثما دار ... "

الحديث بطوله. قلت: فيه مسلم بن كيسان تركه أحمد، وابن معين.

__________

229 - المستدرك (2/ 48): أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي بالكوفة، ثنا محمد بن علي بن عفان العامري، ثنا مالك بن إسماعيل النهدي، أنبأ إسرائيل بن يونس، عن مسلم الأعور، عن خالد العرني قال: دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة، فقلنا: يا أبا عبد الله. حدثنا ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة. قال حذيفة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " دوروا مع كتاب الله حيثما دار" فقلنا: فإذا اختلف الناس فمع من نكون؟ فقال: "انظروا إلى الفئة التي فيها ابن سمية فالزموها، فإنه يدور مع كتاب الله" قال: قلت: ومن ابن سمية؟ قال: أوما تعرفه؟ قلت: بينه لي. قال: "عمار بن ياسر". سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعمار: "يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق".

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم فقط (1/ 165) ورمز له بالصحة، وسكت عنه المناوي في الفيض (3/ 534)، لكن قال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (3/ 156).

وأورده السيوطي أيضاً في الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 524).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم مسلم بن كيسان الضبي الملائي البراد أبو عبد الله الكوفي الأعور.

قال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد، وابن مهدي لا يحدثان عنه، وكان شعبة وسفيان يحدثان عنه، وهو منكر الحديث جداً وقال أبو زرعة ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: يتكلمون فيه وهو ضعيف الحديث. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال الترمذي: =

(2/621)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= يضعف. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أيضاً: متروك. وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال ابن المديني، والعجلي: ضعيف. وقال الدارقطني: متروك. تهذيب التهذيب (10/ 135، 136).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 246).

وقال الذهبي في الكاشف: واه (3/ 142).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين من أقوال العلماء أن الأغلب على أنه ضعيف فقط وقد لخص حاله بذلك ابن حجر. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/622)

230 - حديث ابن عمر قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "يا ابن مسعود أتدري ما حكم الله فيمن [بغى] (1)؟ ... " الحديث.

قلت: فيه كوثر بن حكيم وهو متروك.

__________

(1) في (أ) (بقي) وفي (ب) (نفي) وفي التلخيص (بقي) الحرف الأول بدون نقط، وما أثبته من المستدرك وهو الصواب لأن عنوان الكتاب (قتال أهل البغي).

230 - المستدرك (2/ 155): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي، ببيت المقدس، ثنا عبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار.

وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أحمد بن علي الجزار، ثنا أبو نصر التمار، ثنا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعبد الله بن مسعود: "يا ابن مسعود، أتدري ما حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة"؟ قال ابن مسعود: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن حكم الله فيهم، أن لا يتبع مدبرهم، ولا يقتل أسيرهم، ولا يذفف على جريحهم".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظ مقارب" عن الحاكم. كتاب قتال أهل البغي، باب أهل البغي إذا فاؤا لم يتبع مدبرهم ... إلخ (8/ 182).

وقال: تفرد به كوثر بن حكيم وهو ضعيف.

2 - وأورده الهيثمي في المجمع عن ابن عمر ونسبه للبزار، والطبراني في الأوسط وقال البزار: لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- إلا بهذا الإِسناد. قال الهيثمي: وفيه كوثر بن حكيم وهو ضعيف متروك (6/ 243).

وأورده الزيلعي في النصب (3/ 463)، ونسبه للبزار في مسنده من طريق كوثر.

قال: وذكره عبد الحق في أحكامه وأعله بكوثر بن حكيم وقال: إنه متروك. =

(2/623)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= داسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه كوثر بن حكيم.

قال أبو زرعة: ضعيف، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: أحاديثه بواطيل ليس بشيء. وقال الدارقطني: متروك. وقال الجوزجاني: لا يحل كتب حديثه عندي لأنه متروك. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال الساجي: ضعيف. وقال الدارقطني والبرقاني: متروك الحديث. وذكره العقيلي، والدولابي، وابن شاهين، وابن الجارود في الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات.

الميزان (3/ 416، 417)؛ اللسان (4/ 490، 491).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعيف متروك ص 258، (ت 3492).

وقال المعلق: وثقه ابن سعد وابن معين.

قلت: قد مضى أن ابن معين قال: ليس بشيء.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أنه كما قال الذهبي متروك، لأن أكثر العلماء على تركه. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً. إلا أن للحديث شاهداً موقوفاً على أبي أمامة قال: شهدت صفين وكانوا لا يجهزون على جريح ولا يقتلون مولياً، ولا يسلبون قتيلاً.

وحديث يزيد بن ربيعة الأزدي قال: نادى منادي عمار يوم الجمل وقد ولى الناس ألا لا يذاف على جريح، ولا يقتل مول، ومن ألقى السلاح فهو آمن فشق ذلك علينا.

رواهما الحاكم (2/ 155) على كل منهما صحيح ووافقه الذهبي.

لكن حديث ابن عمر شديد الضعف فلا ينجبر بهذه الشواهد -والله أعلم-.

(2/624)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب النكاح

231 - حديث أبي سعيد مرفوعاً: "ما من صباح إلا ومناديان يناديان، ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال".

قال: صحيح. قلت: فيه خارجة بن مصعب وهو واه.

__________

231 - المستدرك (2/ 159): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد البزار ببغداد، ثنا الحسين أبي معشر، ثنا وكيع بن الجراح، حدثني خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "ما من صباح إلا ومناديان يناديان، ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال".

تخريجه:

1 - رواه ابن عدي في كامله "بلفظه" (ل 318، 319).

2 - رواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" كتاب الفتن- 19 باب: فتنة النساء (2/ 1325)، (ح 3999).

روياه من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

وأورده المنذري في الترغيب ونسبه لابن ماجه والحاكم وسكت عنه (3/ 37).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي بن الحجاج الخراساني السرخسي. =

(2/625)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____________________

= قال الأثرم عن أحمد: لا يكتب حديثه. وقال ابن نمير: ليس بثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: تركه ابن المبارك، ووكيع.

وقال النسائي: متروك الأحاديث. وقال ابن سعد: اتّقى الناس حديثه فتركوه. وذكره ابن الجارود، والعقيلي، وسعيد بن السكن، وأبو زرعة وغيرهم في الضعفاء. تهذيب التهذيب (3/ 76، 77، 78).

وقال ابن حجر في التقريب: متروك وكان يدلس عن الكذابين ويقال: إن ابن معين كذبه (1/ 210، 211).

وقال الذهبي في الكاشف واه (1/ 266).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن خارجة متروك الحديث كما عليه أكثر العلماء. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

(2/626)

232 - حديث محمد بن سعيد عن أبيه مرفوعاً: "ثلاث من السعادة: المرأة تراها تعجبك ... الحديث".

قال: تفرد به محمد بن [بكير] (1) الحضرمي، فإن كان حفظه، فهو على شرطهما. قلت: [محمد] (2) قال أبو حاتم: صدوق يغلط، وقال يعقوب (بن) (3) شيبة: ثقة.

__________

(1) في (أ)، (ب) (بكر) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (9/ 81).

(2) في (أ)، (ب) (أبو محمد) وما أثبته من التلخيص، تهذيب التهذيب (9/ 81).

(3) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والتلخيص.

232 - المستدرك (2/ 162): حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني، ثنا محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بن حفص، عن محمد بن سعد، عن أبيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث من السعادة، وثلاث من الشقاوة: فمن السعادة: المرأة تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطية، فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسؤك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة، قليلة المرافق".

تخريجه:

1 - أورده المنذري في الترغيب ونسبه للحاكم فقط وقال: محمد هذا صدوق وثقة غير واحد (3/ 42).

2 - وأورده العجلوني في كشف الخفا ومزيل الإِلباس. ولم يذكر من أخرجه ولم يتكلم عليه (1/ 327). =

(2/627)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس بن جابر بن ربيعة الحضرمي.

قال أبو حاتم: صدوق عندي يغلط أحياناً، وقال يعقوب بن شيبة شيخ ثقة صدوق وقال محمد بن غالب: حدثنا ابن بكير الثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو نعيم: هو صاحب غرائب. تهذيب التهذيب (9/ 81، 82).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء قيل: إن البخاري روى عنه (2/ 148).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أن محمداً صدوق وعليه أكثر العلماء.

فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

(2/628)

233 - حديث (1) أبي هريرة مرفوعاً: "كرم المؤمن دينه ومروءته عقله، وحسبه خلقه".

قال: على شرط مسلم. قلت: فيه الزنجي وهو ضعيف.

__________

(1) هذا الحديث ليس في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه وقد أخرج الحاكم هذا الحديث في كتاب الإِيمان أيضاً من طريق مسلم بن خالد الزنجي (1/ 123، 124)، وذكره ابن الملقن أيضاً هناك وهو حديث رقم (22) وقد سبق تخريجه ودراسة إسناده هناك. وتبين من خلال ذلك أن مسلم بن خالد مختلف في توثيقه وتجريحه، فهو حسن الحديث. فعليه يكون الحديث حسناً لذاته -والله أعلم-.

233 - المستدرك (2/ 163): حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الفقيه، ثنا الحسين بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى الفراء، ثنا مسلم بن خالد الزنجي، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه".

(2/629)

234 - حديث عائشة مرفوعاً: "تخيروا لنطفكم ... الحديث".

قال: صحيح. قلت: فيه الحارث بن عمران الجعفري وهو متهم، وعكرمة بن إبراهيم ضعفوه (1).

__________

(1) هذا الحديث رواه الحاكم من طريقين. الأول من طريق الحارث بن عمران، والثاني من طريق عكرمة بن إبراهيم، فعكرمة بن إبراهيم متابع للحارث.

وقد أورد الحاكم الطريقين، واختصره الذهبي حيث أورد المسند الأول ثم قال: وتابعه عكرمة بن إبراهيم عن هشام. أما ابن الملقن فإنه اختصره اختصاراً مخلاً، حيث إن المتبادر من اختصاره أنهما في إسناد واحد. وليس كذلك بل على رجل منهما بإسناد مستقل عن الآخر.

234 - المستدرك (2/ 163): حدثنا علي بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا الحارث بن عمران الجعفري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، وأنْكِحوا إليْهِم".

ثم قال: تابعه عكرمة بن إبراهيم، عن هشام بن عروة. ثم ذكر السند الموصل لعائشة.

تخريجه:

1 - رواه الخطيب "بلفظ مقارب" (1/ 264).

2 - ورواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" كتاب النكاح- 46 باب: الأكفاء (1/ 633، ح 1968).

3 - ورواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب النكاح، باب: اعتبار الأكفاء (7/ 133).

4 - ورواه الدارقطني "بلفظ مقارب" كتاب النكاح (3/ 299)، (ح 198).

5 - ورواه ابن حبان في المجروحين "بلفظ مقارب" (1/ 225). =

(2/630)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رووه من طريق الحارث بن عمران الجعفري، عن هشام عن أبيه، عن عائشة. مرفوعاً وهو طريق الحاكم الأول.

- ورواه ابن حبان "بلفظ مقارب" (1/ 225).

- ورواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب النكاح، باب: اعتبار الأكفاء (7/ 133).

- روياه من طريق عكرمة بن إبراهيم، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

- ورواه الدارقطني "بنحوه".

رواه من طريق صالح بن موسى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعاً.

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد مرسلاً.

قال: رواه أبو المقدام هشام بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-. مرسلاً وهو أشبه بالصواب (1/ 264).

- كما رواه ابن الجوزي من طرق أخرى، كلها واهية كما ذكر (2/ 124، 125).

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طرق عن أبي بكر أحمد بن القاسم.

أنبأنا أبو زرعة أنبأنا أبو النظر أنبأنا الحكم بن هشام. حدثني هشام بن عروة به (5/ 120، 2) يراجع السلسلة الصحيحة للألباني (3/ 56).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من خمسة طرق.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم الأول ومن وافقه، وفيه الحارث بن عمران الجعفري المدني.

قال أبو زرعة: ضعيف الحديث، واهي الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، والحديث الذي رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة "تخيروا لنطفكم ... " لا أصل له. وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك. تهذيب التهذيب (2/ 125). =

(2/631)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات -ثم أورد الحديث المذكور وقال-: تابعه عكرمة بن إبراهيم في هذه الرواية عن هشام بن عروة وهما جميعاً ضعيفان المجروحين (1/ 225).

وقال في التقريب: ضعيف رماه ابن حبان بالوضع (1/ 143).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (1/ 196).

قلت: مما مضى يتبين أن الحارث ضعيف فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وهو طريق الحاكم الثاني ومن وافقه وفيه عكرمة بن إبراهيم الأزدي.

قال يحيى، وأبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف، وقال العقيلي: في حديثه اضطراب. وقال النسائي في التمييز: ليس بثقة. وقال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث. وقال البزار: لين الحديث. وذكره ابن الجارود، وابن شاهين في الضعفاء. الميزان (3/ 89، 90)، اللسان (4/ 181، 182).

وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به. المجروحين (2/ 188).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعفوه رقم (2866).

قلت: مما مضى يتبين أن عكرمة بن إبراهيم ضعيف، فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

وكلا الطريقين ضعيف قابل للانجبار فيجبر على منهما الآخر فيكون الحديث بهذين الِإسنادين حسناً لغيره. وهما سندا الحاكم.

* الطريق الثالث: وهو طريق الدارقطني وفيه صالح بن محمد الطلحي.

قال الحافظ في التقريب: متروك (1/ 363).

وقال الذهبي في الضعفاء: ضعفوه (1935).

والراجح من أقوال العلماء أنه متروك كما في التهذيب (4/ 404، 405).

لكن قال الحافظ في التلخيص: مداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام =

(2/632)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أمثلهم صالح بن موسى الطلحي والحارث بن عمران الجعفري وهو حسن (3/ 146).

* الطريق الرابع:

وهو طريق ابن عساكر.

قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 57). وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات من رجال التهذيب غير أحمد بن القاسم وهو التميمي ترجمه ابن عساكر (2/ 42/ 2).

وروى عن عبد العزيز الكناني أنه قال فيه. كان ثقة مأموناً، وفي الحكم بن هشام، وأبي النضر واسمه إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي كلام لا يضر، وقد قال الحافظ في على منهما "صدوق" وزاد في الثاني "ضعف بلا مستند". وهو كذلك كما في التقريب (1/ 193)، (1/ 55).

* الطريق الخامس: وهو طريق الخطيب المرسل. قال عنه الخطيب: وهذا أشبه بالصواب.

لكن فيه هشام بن زياد أبو المقدام. قال في التقريب: متروك (2/ 318).

وقال الذهبي في الضعفاء: قال النسائي وغيره. متروك رقم (4466).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث أقل أحواله أن يكون حسناً لغيره وذلك لكثرة طرقه.

وقد قال الحافظ في التلخيص: مداره على أناس ضعفاء أمثلهم صالح بن موسى، والحارث بن عمران وهو حسن. وقال السخاوي في المقاصد: مداره على أناس ضعفاء وهو حسن (ص 155).

وقال الزرقاني في مختصر المقاصد: حسن (ص 84).

وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: فالحديث بمجموع هذه المتابعات والطرق وحديث عمر -رضي الله عنه- صحيح بلا ريب.

قلت: وحديث عمر هذا رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 115). =

(2/633)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وفيه سليمان بن عطاء. قال ابن الجوزي: يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني أشياء موضوعة. قال ابن حبان: لا أدري أتخليط منه أو من مسلمة.

العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 124، 125).

وقال الحافظ في التقريب: منكر الحديث (1/ 328).

وقال الذهبي في الضعفاء: متهم بالوضع واه رقم (1765).

وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا يحتمل هشام بن عروة هذا. علل الحديث للرازي (2/ 403، 404).

وقال ابن حبان: أصل الحديث مرسل ورفعه باطل. المجروحين (1/ 225).

وقال الخطيب: هو حديث غريب من حديث هشام- ثم أورده من رواه عن هشام، ثم قال. وطرقه واهية، وذكر أنه روى مرسلاً وهو أشبه بالصواب كما سبق في التخريج.

وقال ابن الجوزي في العلل بعد إيراده له من عدة طرق: هذه الأحاديث لا تصح.

قلت: والصواب ما قدمته من كون الحديث حسناً لغيره بناء على دراسة إسنادَيْ الحاكم وتعدد الطرق الأخرى -والله أعلم-.

(2/634)

235 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه، فأَنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض (وفساد عريض) (1) ".

قال: صحيح. قلت: فيه عبد الحميد بن سليمان أخو فليح. قال أبو داود: كان غير ثقة ووثيمة غير معروف.

__________

(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

235 - المستدرك (2/ 164، 165): أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد الحميد بن سليمان، حدثنا محمد بن عجلان، عن وثيمة البصري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب النكاح، باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه (3/ 394، 395)، (ح 1084).

وقال الترمذي: قد خولف عبد الحميد بن سليمان، فرواه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. قال محمد - (يعني البخاري) - وحديث الليث أشبه ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظاً.

2 - ورواه ابن ماجة "بلفظ مقارب" كتاب النكاح- 46 باب: الأكفاء (1/ 632، 633)، (ح 1967).

3 - ورواه الخطيب في تاريخ بغداد "بلفظ مقارب" (11/ 61).

رووه من طريق عبد الحميد بن سليمان أخو فليح، عن ابن عجلان، عن ابن وثيمة البصري، عن أبي هريرة به وهو طريق الحاكم. إلا أن الحاكم قال: عن -وثيمة البصري- والظاهر أنه خطأ لأن على من رواه من هذا الطريق قال: ابن وثيمة. =

(2/635)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريق عبد الحميد بن سليمان الخزاعي أبي عمر المدني الضرير أخي فليح.

قال أحمد: ما كنت أرى به بأساً وكان مكفوفاً. وقال عباس عن ابن معين: ليس بشيء.

وقال ابن المديني: ضعيف. وقال أبو داود: غير ثقة. وقال النسائي: ضعيف.

وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وقال الأسدي: ضعيف. وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. وذكره يعقوب بن سفيان في باب من

يُرغب عن الرواية عنهم. وقال الدارقطني: ضعيف. تهذيب التهذيب (6/ 116) وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 468).

أما قول الذهبي بأن وثيمة لا يعرف، الظاهر أن الحاكم أخطأ في تسميته بوثيمة وإلا فهو ابن وثيمة كما هو ذكر من روى هذا الحديث من هذا الطريق.

وابن وثيمة هذا هو زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النصري الدمشقي. كما في التقريب (1/ 261).

وقال عنه ابن حجر: مقبول. وقال الذهبي في الكاشف: وثق (1/ 323)

وقد وثق ابن معين ودحيم كما في التهذيب (3/ 328).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن عبد الحميد بن سليمان ضعيف كما لخص حاله بذلك ابن حجر. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً. وللحديث طريق آخر ذكرْهَا الترمذي. من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. وقال محمد: -يعني البخاري- وحديث الليث أشبه ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظاً.

كما أن للحديث شاهداً من حديث أبي حاتم الزني قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه =

(2/636)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". قالوا يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه".

1 - رواه الترمذي. كتاب النكاح- 3 باب: ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه (3/ 395)، (ح 1085). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وأبو حاتم المزني له صحبة ولا نعرف له عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث.

2 - ورواه البيهقي (7/ 82).

قلت. مما مضى يتبين أن الحديث بطرقه وشواهده يكون حسناً لغيره -والله أعلم-.

(2/637)

236 - حديث أبي بردة، عن أبي موسى مرفوعاً: "لا نكاح إلا بولي".

قلت: المحفوظ (عنه) (1) مرسل (2).

__________

(1) في (ب) (عنهما) وما أثبته من (أ) أي مرسل عن أبي موسى.

(2) قوله (قلت: ... إلخ) ليس في التلخيص المطبوع والذي فيه السكوت عن هذا الحديث. ولقد أشار ابن الملقن في المقدمة أن قوله: (قلت) للذهبي.

فإن كان هذا التعقب في نسخة ثانية من التلخيص وإلا فهو لابن الملقن.

236 - المستدرك (2/ 169): حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، وأبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي قالا: ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وأخبرني مخلد بن جعفر الباقرمي، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، قالا ثنا سليمان بن داود، ثنا النعمان بن عبد السلام، عن شعبة وسفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا نكاح إلا بولي".

تخريجه.

1 - رواه أبو داود "بلفظه" كتاب النكاح، باب: الولي (2/ 229)، (ح 2085).

2 - ورواه الترمذي "بلفظه" كتاب النكاح- 14 باب: ما جاء لا نكاح إلا بولي (3/ 407)، (ح1101).

3 - ورواه ابن ماجة "بلفظه" كتاب النكاح- 15 باب: لا نكاح إلا بولي (1/ 605)، (ح 1881).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث فيه علتان:

1 - قيل إن المحفوظ عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى مرسلًا. كما قال ابن الملقن.

2 - وقيل إن إسحاق هو السبيعي مشهور بالتدليس وقد اختلط =

(2/638)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فلا يدري أحدث به موصولًا قبل الاختلاط أم بعده كما قال الألباني في الإِرواء (6/ 238).

قلت: أما من ناحية الِإرسال فيرد عليه بما يأتي.

قال الترمذي: وحديث أبي موسى حديث فيه اختلاف. رواه إسرائيل، وشريك بن عبد الله، وأبو عوانة، وزهير بن معاوية، وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- وروى أسباط بن محمد، وزيد بن حباب عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم-.

وروى أبو عبيدة الحداد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه ولم يذكر فيه (عن أبي إسحاق) وروى شعبة، والثوري عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي".

وقد ذكر بعض أصحاب سفيان عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى. ولا يصح.

قال: ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي" عدي أصح. لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة. وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث، فإن رواية هؤلاء عندي أشبه، لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد، ومما يدل على ذلك ما حدثنا به محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود. قال أنبأنا شعبة قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بريدة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا نكاح إلا بولي"؟ فقال: نعم.

- فدل هذا الحديث على أن سماع شعبة والثوري عن مكحول هذا =

(2/639)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الحديث في وقت واحد. وإسرائيل هو ثقة ثبت في أبي إسحاق.

قلت: هذا على فرض أن الذي ثبت عن شعبة والثوري مرسل.

لكن قد رواه الحاكم من طريق النعمان بن عبد السلام عن شعبة، والثوري موصولاً.

وقال: إن النعمان ثقة مأمون ووافقه الذهبي على أن النعمان ثقة.

وقال أيضاً: وقد رواه جماعة من الثقات عن الثوري على حدة، وعن شعبة على حدة فوصلوه وكل ذلك مخرج في الباب الذي سمعه مني أصحابي فأغنى ذلك عن إعادتهما.

ثم أورد تعليلًا لِإرسالهما.

فقال: سمعت أبا الحسن بن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق الإِمام يقول: سألت محمد بن يحيى عن هذا الباب فقال: حديث إسرائيل صحيح عندي. فقلت له: رواه شريك أيضاً. فقال: من رواه؟ فقلت: حدثنا به علي بن حجر، وذكرت له حديث يونس عن أبي إسحاق وقلت له: رواه شعبة، والثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

قال: نعم هكذا روياه. ولكنهم كانوا يحدثون بالحديث فيرسلونه حتى يقال لهم عمن؟ فيسندونه (2/ 169، 170).

أما من ناحية أبي إسحاق السبيعي -عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي- فقد ذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين -وهم الذين لا يقبل منهم إلا ما صرحوا فيه بالسماع- وقال: مشهور بالتدليس، وهو تابعي ثقة وصفه النسائي وغيره بذلك. طبقات المدلسين (ص 16).

وقال أحمد: أبو إسحاق ثقة ولكن هؤلاء الذين حملوا عنه بآخره. تهذيب التهذيب (8/ 64، 65).

وقال ابن معين: سمع منه ابن عيينة بعد ما تغير. تهذيب التهذيب (8/ 67).

قلت: أما من ناحية تدليسه فقد احتمله أكثر العلماء ووصفوه بأنه ثقة. =

(2/640)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أما من ناحية اختلاطه فإن الذين رووا عنه موصولًا جمع. فإن قلنا إن واحداً أو اثنين سمعا منه بعد الاختلاط فلا يمكن أن نجزم بأن الجميع رووا عنه بعد الاختلاط. هذا على فرض تفرده بالحديث.

لكن أبا إسحاق السبيعي لم يتفرد بالحديث بل تابعه ابنه يونس عن أبي بردة، عن أبي موسى عند الحاكم، وقال الحاكم: "لست أعلم بين أئمة هذا العلم خلافاً في عدالة يونس بن أبي إسحاق وأن سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيح". ثم لم يختلف على يونس في وصل هذا الحديث.

ثم وصله أيضاً من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي بردة.

قال الألباني في الإِرواء: وفي إسناده ضعف -يقصد إسناد الحاكم- لكن إذا لم يرتق الحديث بهذه المتابعة إلى درجة الحسن أو الصحة فلا أقل من أن يرتقي إلى ذلك بشواهده الآتية. فهو بها صحيح قطعياً (6/ 238).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بمجموع طرقه صحيح مرسلاً وموصولًا وقد صححه جمع من العلماء.

منهم علي بن الديني، ومحمد بن يحيى الذهلي كما نقله عنهما الحاكم.

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه البخاري. كما ذكر ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (ق 143/ 2) - الإِرواء (6/ 238).

كما أن للحديت شواهد منها:

1 - حديث ابن عباس. وله عنه طريقان مرفوعاً وموقوفاً. أما المرفوع.

فرواه البيهقي (7/ 109، 110).

ورواه أحمد (1/ 250).

ورواه ابن ماجة. كتاب النكاح، باب: لا نكاح إلا بولي رقم (1880).

وقال المعلق: في إسناده الحجاج، وهو ابن أرطاة مدلس وقد رواه بالعنعنة، =

(2/641)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأيضاً لم يسمع من عكرمة وإنما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة. قاله الِإمام أحمد.

وأما الموقوف فرواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 163، 22).

وقال الألباني عن إسناده -في الِإرواء (6/ 239) - وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أحمد وهو ثقة حافظ، لكن قد أعل بالوقف.

2 - حديث أبي هريرة.

رواه ابن حبان في صحيحه. موارد كتاب النكاح، باب: ما جاء في الولي والشهود (ح 1246).

لكن قال الألباني هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير أبي عامر الخزاز واسمه صالح بن رستم المزني مولاهم. قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.

3 - حديث عائشة مرفوعاً "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، وإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي لها".

1 - رواه الترمذي. كتاب النكاح- 14 باب: ما جاء لا نكاح إلا بولي (5/ 407)، (ح 1102).

2 - ورواه أبو داود. كتاب النكاح- 19 باب: في الولي رقم (2085).

3 - ورواه ابن ماجة. كتاب النكاح- 25 باب: لا نكاح إلا بولي (1/ 605)، (ح 1879).

4 - ورواه أحمد (6/ 47).

5 - ورواه ابن حبان. كتاب النكاح، باب: ما جاء في الولي والشهود (ح 1248).

6 - والحاكم (2/ 168)، والبيهقي (7/ 105).

قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وقال الألباني في الِإرواء: صحيح (6/ 243).

(2/642)

237 - حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أخدم النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: "ألا تتزوج" فقلت: ما عندي ما يقيم المرأة ... الحديث.

قال: على شرط مسلم. قلت: لم يحتج مسلم بمبارك بن فضالة المذكور [في سنده] (1).

__________

(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب).

237 - المستدرك (2/ 172 - 174): حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ -إملاء في رجب سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة- ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن علي السدوسي، ومحمد بن إسحاق قالا: ثنا عفان بن مسلم، ثنا المبارك بن فضالة، عن أبي عمران الجوني، عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أخدم النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال لي النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "يا ربيعة ألا تتزوج"؟ فقلت: لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء، فأعرض عني ثم قال لي بعد ذلك: "يا ربيعة ألا تتزوج"؟ قال: فقلت: لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج، وما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء. فأعرض عنه. قال: ثم راجعت نفسي. فقلت: يا رسول الله، والله أنت أعلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة. قال: وأنا أقول في نفسي لئن قال لي الثالثة لأقولن نعم. قال: فقال لي الثالثة: "ألا تتزوج"؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: "انطلق إلى آل فلان، حي من الأنصار فيهم تراخى عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-. فقل لهم إن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقرئكم السلام ويأمركم أن تزوجوا ربيعة فلانة امرأة منهم، فأتيتهم فقلت لهم ذلك فقالوا: مرحباً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبرسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله لا يرجع رسول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا بحاجته، فأكرموني وزوجوني وألطفوني، ولم يسألوني البينة فرجعت حزيناً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: "ما بالك" =

(2/643)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فقلت: يا رسول الله. أتيت قوماً كراماً، فزوجوني وأكرموني لم يسألوني البينة. فمن أين لي الصداق؟. فقال لبريدة الأسلمي: "يا بريدة أجمعوا له وزن نواة من ذهب. قال فجمعوا لي وزن نواة من ذهب. قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اذهب بهذا إليهم. وقل: هذا صداقها" .. فذهبت به إليهم فقلت هذا صداقها. قال: فقالوا: كثير طيب. فقبلوا ورضوا به فقلت: من أين أولم؟ قال فقال: "يا بريدة، أجمعوا له في شاة" قال: فجمعوا لي في كبش فطيم سمين. قال: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اذهب إلى عائشة فقل: انظري المكتل الذي فيه الطعام فابعثي به". قال: فأتيت عائشة -رضي الله عنها- فقلت لها ذلك، فقالت: هو ذلك المكتل فيه سبعة آصع من شعير والله إن أصبح لنا طعام غيره. قال: فأخذته فجئت به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إذهب بها إليهم فقل ليصلح هذا عندكم خبز" فذهبت به وبالكبش قال فقبلوا الطعام. فقالوا: اكفونا أنتم الكبش، وجاء ناس من أسلم فذبحوا وسلخوا وطبخوا. فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت، ودعوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً فاختلفنا في عذق نخلة. قال: وجاءت الدنيا، فقال أبو بكر: هذه في حدي. فقلت: لا بل هي في حدي. فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها، وندم عليها قال فقال لي: يا ربيعة، قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصاً قال: فقلت: لا والله، ما أنا قائل لك إلا خيراً، قال: قل لي وإلا استعديت عليك برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقلت: لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً. قال: فرفض أبو بكر الأرض وأتى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فجعلت أتلوه، فقال أناس من أسلم: يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال، ويستعدي عليك.

فقلت: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر. هذا ثاني اثنين. هذا ذو شيبة المسلمين إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما =

(2/644)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فيهلك ربيعة. فرجعوا عني فانطلقت أتلوه حتى أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقص عليه الذي كان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فلا تقل له مثل ما قال، ولكن قل يغفر الله لك يا أبا بكر" قال: فولى أبو بكر وهو يبكي.

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" (4/ 58).

2 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (2/ 52) (ح 4577).

3 - ورواه أبو داود الطيالسي "بنحوه" منحة العبود. كتاب المناقب، باب: حرف الراء (2/ 143، 144).

رووه من طريق فضالة. حدتنا أبو عمران الجوني، عن ربيعة الأسلمي به.

وأورده الهيثمي في الجمع (4/ 256، 257) ونسبه لأحمد والطبراني وقال: فيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه مبارك بن فضالة بن أبي أمية البصري مولى زيد بن الخطاب. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (92) وتبين من خلال ذلك أنه صدوق يدلس. فلا يحتمل منه إلا ما صرح بسماعه. وقد صرح في هذا الحديث بسماعه من أبي عمران الجوني.

الحكم على الحديث:

قلت: فمما تقدم يتبين أن الحديث بهذا الإِسناد حسن لذاته.

-والله أعلم-.

(2/645)

238 - حديث أبي العجفاء السلمي قال: خطبنا عمر فقال: ألا، لا تغالوا في [صداق] (1) النساء ... الحديث.

قال: أبو العجفاء، هرم بن حيان. قلت: بل هرم بن [نسيب] (2).

قال الحاكم: وله طريق آخر فذكره وفيه عيسى بن ميمون وهو ضعيف (3).

__________

(1) في (أ)، (ب) (صدقات)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا الكتب المخرجة للحديث، وعليه يستقيم المعنى، لأن المقصود بذلك المهور.

(2) في (أ)، (ب) (شبيب)، وما أثبته من التلخيص، وتهذيب التهذيب (11/ 27).

(3) قوله: (قال الحاكم ... إلخ) هذا من اختصار ابن الملقن، وإلا فالذهبي أتى بالسند. فقال بعد تعقبه للحديث السابق (وقد روى هذا من رواية مستقيمة، عن سالم، ونافع عن ابن عمر، رواه شيبان بن فروخ. حدثنا عيسى بن ميمون. حدثنا سالم ونافع. قلت: عيسى ضعيف).

238 - المستدرك (2/ 175 - 176): حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يزيد الآدمي القارىء ببغداد، ثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، ثنا يزيد بن هارون، وأخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا عبد الله بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، عن أبي العجفاء السلمي. قال: خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ألا، لا تغالوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها وأحقكم بها محمد -صلى الله عليه وسلم-، ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من إثنتي عشر أوقية، وإن أحدكم ليغلي بصداق امرأته، حتى يكون لها عداوة في نفسه. ويقول قد كلفت إليك عرق القرية. وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم هذه ومات فلان شهيداً وعسى أن يكون قد =

(2/646)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أثقل عجز دابته، أو أردف راحلته ذهباً وورقاً يبتغي الدنيا، فلا تقولوا ذلك ولكن قولوا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة".

تخريجه:

1 - رواه النسائي "بنحوه" كتاب النكاح، باب القسط في الأصدقة (6/ 117، 118، 119).

2 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد، كتاب النكاح، باب ما جاء في الصداق، ص (307، ح 1259).

3 - وروى طرفه الأول أبو داود. إلى قوله ما أصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة من نسائه أكثر من إثنتي عشرة أوقية، كتاب النكاح، باب الصداق (2/ 235)، (ح 2106).

4 - ورواه الترمذي "بنحو لفظ أبي داود" كتاب النكاح، باب ما جاء في مهور النساء (3/ 422، 423)، (ح 1114). وقال الترمذي: حسن صحيح.

5 - ورواه ابن ماجه: "بنحو لفظ أبي داود والترمذي"، كتاب النكاح، باب صداق النساء (1/ 607)، (ح 1887).

رووه من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء السلمي. قال خطبنا عمر فذكره.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده أبو العجفاء. قال الحاكم: هو هرم بن حيان. وقال الذهبي: قلت: بل هرم بن نسيب.

أقول: قال في التقريب: أبو العجفاء السلمي البصري اسمه هرم بن نسيب وقيل بالعكس وقيل بالصاد بدل السين. وقال عنه ابن حجر: مقبول (2/ 450) وكذا ذكر هذه النسبة له في التهذيب (12/ 165) =

(2/647)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال المزي في تحفة الأشراف: هرم بن نسيب أبو العجفاء السلمي عن عمر (8/ 114).

وقال ابن أبي حاتم: هرم بن نسيب أبو العجفاء السلمي ويقال: نسيب بن هرم بصري روى عن عمر بن الخطاب روى عنه محمد بن سيرين. الجرح والتعديل (9/ 110).

عليه فهو هرم بن نسيب كما قال الذهبي وليس هرم بن حيان.

أما قول ابن حجر مقبول. فليس هو كذلك فإن أكثر العلماء على أنه ثقة كما في التهذيب (12/ 165).

والحديث قد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وابن الملقن عليه، ولكن تعقباه بتسمية أبي العجفاء بهرم بن حيان.

وقد صححه أيضاً الترمذي.

أما الطريق الثاني الذي ذكره الحاكم ففي سنده عيسى بن ميمون المعروف بالواسطي مولى القاسم بن أبي بكر. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (151) وأنه متروك. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً ولا يفيده الطريق الأول لأن هذا شديد الضعف فلا يقبل الانجبار. -والله أعلم-.

(2/648)

239 - حديث أم كلثوم بنت أبي سلمة قالت: لما تزوج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-[أم سلمة] (1) قال لها: "إني أهديت إلى النجاشي (أواقاً من مسك) (2) ... " الحديث.

قال: صحيح. قلت: منكر فيه [مسلم] (3) الزنجي وهو ضعيف.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم الكلام.

(2) ليست في (ب)، وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(3) ليس في (أ)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

239 - المستدرك (2/ 188): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، حدثني مسلم بن خالد الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة، قالت: لما تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة، قال لها: "إني أهديت إلى النجاشي أواقاً من مسك، وحلة وإني لا أراه إلا قد مات، ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد، فإذا ردت إلي فهي لكِ أو لكم" فكان كما قال، هلك النجاشي، فلما ردت إليه الهدية أعطى على امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك وأعطى سائره أم سلمة، وأعطاها الحلة.

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" (6/ 404).

2 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (25/ 81)، (ح 205).

روياه من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن موسى بن عقبة، عن أبيه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة قالت: به مرفوعاً.

وأورده المناوي في الجامع الأزهر ونسبه لأحمد والطبراني في الكبير وقال: فيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة وبقية رجالهما رجال الصحيح (1/ 164ن). =

(2/649)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه مسلم بن خالد الزنجي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (22) وأنه مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً فيكون حديثه حسن.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن مسلماً مختلف في توثيقه وتجريحه. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً لذاته. -والله أعلم-.

(2/650)

240 - حديث أبي سعيد: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بابنة له فقال: هذه ابنتي قد [أبت أن تزوج] (1).

قال: صحيح. قلت: بل منكر، قال أبو حاتم: ربيعة بن عثمان يعني المذكور في إسناده منكر الحديث.

__________

(1) في (أ) (أتت بزوج) وفي (ب) (أبت تزوج)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم الكلام.

240 - المستدرك (2/ 188 - 189): أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، أنبأ جعفر بن عون، ثنا ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن نهار العبدي -وكان من أصحاب أبي سعيد الخدري-، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بابنة له، فقال: يا رسول الله هذه ابنتي قد أبت أن تزوج. فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أطيعي أباك" فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته. قال: "حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب النكاح، باب ما جاء في عظم حق الزوج على المرأة (7/ 291).

2 - ورواه البزار "بلفظ مقارب" كشف الأستار. كتاب النكاح، باب حق الزوج على المرأة (2/ 178)، (ح 1465).

3 - ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه "بنحوه" مطولًا كتاب النكاح، باب ما حق الزوج على زوجته (4/ 303).

4 - ورواه النسائي في الكبرى نسبه له المزي في تحفة الأشراف (3/ 475).

5 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد. كتاب النكاح، باب في حق الزوج على المرأة، (ح 1289). =

(2/651)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رووه من طريق ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حيان، عن نهار العبدي عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً. وهو طريق الحاكم.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم وغيره ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي أبو عثمان المدني.

قال ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: إلى الصدق ما هو وليس بذاك القوي.

وقال أبو حاتم: منكر الحديث يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس.

وذكره ابن حبان في الثقات. وقال. ابن سعد عن الواقدي: وكان ثقة قليل الحديث. وقال ابن الصباح: سمعت ابن نمير يقول: ربيعة بن عثمان ثقة.

وقال الحاكم: كان من ثقات أهل المدينة. تهذيب التهذيب (3/ 259، 260).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام (1/ 247).

وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو زرعة: ليس بذاك (1/ 307).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن التوسط في أمره ما قاله النسائي من أنه ليس به بأس، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.

(2/652)

241 - حديث أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- فقالت: أنا فلانة بنت فلان. قال: "قد عرفتك فما حاجتك ... " الحديث.

قال: صحيح. قلت: بل منكر [سليمان] (1) بن داود اليمامي فيه وهو واه، والقاسم بن الحكم صدوق تُكلِمَ فيه.

__________

(1) في (أ) (ابن سليمان)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

142 - المستدرك (2/ 189): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا محمد بن المغيرة السكري بهمذان، حدثنا القاسم بن الحكم العرني، حدثنا سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، أنا فلانة بنت فلان. قال: "قد عرفتك، فما حاجتك" قالت: حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد عرفته" قالت: يخطبني، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة، فإن كان شيئاً أطيقه تزوجته، وإن لم أطق لا أتزوج. قال: "من حق الزوج على الزوجة أن لو سالت منخراه دماً وقيحاً وصديداً فلحسته بلسانها ما أدت حقه لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها". قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت في الدنيا.

تخريجه:

1 - رواه البزار "بنحوه" كشف الأستار، كتاب النكاح، باب حق الزوج على زوجته (2/ 178، ح 1466).

من طريق القاسم بن الحكم. حدثنا سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، وأبي سلمة، عن أبي هريرة له مرفوعاً.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبزار القاسم بن الحكم وسليمان بن داود اليمامي. =

(2/653)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أولًا: سليمان بن داود اليمامي أبو الجمل صاحب يحيى بن أبي كثير.

قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث -وقد قال البخاري: من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه- وقال ابن حبان: ضعيف. وقال آخر: متروك. وقال أبو حاتم: ضعيف منكر الحديث لا أعلم له حديثاً صحيحاً. الميزان (2/ 202، 203)، لسان الميزان (3/ 83، 84) وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعفوه (130)، (ت 1740).

ثانياً: القاسم بن الحكم بن كثير بن جندب بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن إبراهيم العرفي أبو أحمد الكوفي.

قال أبو نعيم. كانت فيه غفلة. وقال ابن الجارود: سألت أحمد، ويحيى، وأبا خيثمة، وخلف بن سالم، وابن نمير فقالوا: ثقة. وقال النسائي: ثقة.

وقال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به.

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث. وقال العقيلي: في حديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه. تهذيب التهذيب (8/ 311، 312) وقال ابن حجر في التقريب: صدوق فيه لين (2/ 116).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن سليمان بن داود اليمامي، الظاهر أنه ضعيف جداً، وأما القاسم بن الحكم فهو ثقة كما هو قول أكثر العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/654)

242 - حديث عطاء الخرساني عن مالك بن يخامر، عن معاذ مرفوعاً: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ... الحديث".

قال: صحيح. قلت: بل منكر وإسناده منقطع.

__________

242 - المستدرك (2/ 189، 190): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، وأبو عبد الله علي بن عبد الله الحكيمي، قالا ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا شعيب بن رزيق الطائفي، حدثنا عطاء الخراساني، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره، ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه أحداً، ولا تخشن بصدره، ولا تعتزل فراشه، ولا تضربه، فإن كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه، فإن كان قبل فبها ونعمت وقبل الله عذرها، وأفلح حجتها، ولا إثم عليها، وإن هو أبى برضاه عنها فقد أبلغت عند الله عذرها".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب النكاح، باب: ما جاء في حقه عليها (7/ 293).

رواه عن الحاكم.

2 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (20/ 107)، (ح 211).

روياه من طريق شعيب بن رزيق. عن عطاء الخراساني، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل وهو طريق الحاكم.

- ورواه الطبراني أيضاً "بنحوه" (20/ 62)، (ح 114).

من طريق خالد بن عبد الرحمن الدمشقي. عن أبيه، عن الزهري، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل به مرفوعاً.

وأورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات (4/ 313). =

(2/655)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأورده المنذري في الترغيب وقال: رواه الحاكم وقال: صحيح الِإسناد.

كذا قال (3/ 57).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث أعله الذهبي بأنه منكر وإسناده منقطع.

قلت: رواة المسند كلهم صرحوا بأخذ بعضهم من بعض، إلا عطاء الخرساني فإنه لم يصرح بالسماع من مالك، لكنه أدركه كما هو ظاهر من تاريخ الوفاة فقد ولد عطاء سنة خمسين كما في تهذيب التهذيب (2/ 212، 213)، وتوفي مالك بن يخامر سنة اثنتن وسبعين كما في تهذيب التهذيب (10/ 24، 25). كما أن عطاء عد من الرواة عن مالك كما في تهذيب الكمال (3/ 1301) وهما ثقتان كما أشارت بذلك المصادر السابقة.

وكذا مالك بن يخامر السكسكي لم يصرح بالسماع من معاذ، لكن الذي يظهر أنه أدركه فقد عند مالك من الرواة عن معاذ بن جبل، وعد من الرواة عن معاذ مالك بن يخامر كما في تهذيب الكمال (3/ 1301)، وكذا في تهذيب التهذيب عند ترجمة معاذ (10/ 186، 187).

كما أن تاريخ الوفاة يظهر منها أن مالكاً أدرك معاذاً. فقد توفي معاذ سنة ثمان عشرة وتوفي مالك سنة سبعين وقيل اثنتين وسبعين. فعلى ذلك فالإِدراك ممكن بينهما.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن المسند متصل وليس فيه انقطاع فهو صحيح إن شاء الله وقد أشار إلى ذلك الهيثمي حيث صححه بهذا الطريق.

وأما طريق الطبراني الثاني، فلم أجد من ترجم لخالد بن عبد الرحمن الدمشقي ولا لأبيه الذكورين في إسناده -والله أعلم-.

(2/656)

243 - حديث البراء: إني لأطوف على إبل لي ضلت في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ... الحديث.

قلت: إسناده [مليح] (1).

__________

(1) في (أ) (مديح) وفي (ب) (مديج) وما أثبته من التلخيص وعليه يستقيم المعنى.

243 - المستدرك (2/ 192): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا أسباط بن محمد، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: إني لأطوف على إبل لي ضلت في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فبينا أنا أجول في أبيات فإذا أنا بركب وفوارس جاءوا فأطافوا، فاستخرجوا رجلًا، فما سألوه ولا كلموه حتى ضربوا عنقه، فلما ذهبوا سألت عنه قالوا: عرس بامرأة أبيه.

تخريجه:

1 - رواه أبو داود "بنحوه" كتاب الحدود، باب: في الرجل يزني بحريمه (4/ 157)، (ح 4456).

2 - ورواه البيهقي "بنحوه" كتاب الحدود، باب: من وقع على ذات محرم (8/ 237).

روياه من طريق مطرف: عن أبي الجهم، عن البراء بن عازب به وهو طريق الحاكم.

- ورواه أبو داود "بمعناه" (ح4457).

- ورواه الترمذي "بلفظ أبي داود الثاني" كتاب الأحكام- 25 باب: فيمن تزوج بامرأة أبيه (3/ 643)، (ح 1362).

3 - ورواه ابن ماجه "بلفظ أبي داود الثاني" كتاب الحدود، باب: من تزوح بامرأة أبيه (2/ 869)، (ح 1607).

رووه من طريق عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه.

وقال الترمذي. حديث حسن غريب. =

(2/657)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

قلت: إسناد الحاكم رجاله كلهم ثقات كما في التقريب (1/ 322)، (ت 420)، (2/ 253)، (ت 1170)، (1/ 53)، (ت 361)، (1/ 168)، (ت 295).

أما أبو العباس الأصم شيخ الحاكم فلم يترجم في التقريب لأنه ليس من رجاله، لكن ترجمه الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 860) وذكر أنه ثقة.

فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم ومن وافقه صحيح لذاته.

أما الطريق الثاني للحديث وهو طريق الترمذي وغيره. فقد قال عنه الترمذي: حسن.

كما أن للحديث شاهداً عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى رجل تزوج بامرأة أبيه أن أضرب عنقه وأصفي ماله. رواه ابن ماجه (ح 1608).

وقال المعلق: في الزوائد إسناده صحيح.

(2/658)

244 - حديث أحمد بن محمد بن عمر. حدثني أبي. حدثنا [عمر] (1) بن يونس. حدثنا يحيى بن أبي كثير عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن غيلان أسلم وعنده ثمان نسوة، فأمره رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يتخير منهن أربعاً.

قلت: أحمد بن محمد (المذكور) (2) كذاب قاله ابن [صاعد] (3) [وعمر] (4) بن يونس لم يدرك يحيى بن [أبي] (5) كثير، ويحيى قد سمع من تلميذه معمر (6).

__________

(1) في (أ) (عمرو) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) ليست في (ب) وما أثبته من (أ).

(3) في (أ) (ساعد) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(4) في (أ) (عمرو) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(5) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(6) في التلخيص بعد أن ذكر التعقب أورد كلام الحاكم عن الحديث مختصراً فقال: (قال الحاكم: الذي يؤدي إليه اجتهادي أن معمراً حدث به على وجهين: أرسله مرة، ووصله مرة، والدليل على ذلك أن الذين وصلوه من البصرين قد أرسلوه أيضاً).

244 - المستدرك (2/ 193): حدثني الحسين بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، أن أحمد بن محمد بن يونس حدثهم، حدثني أبي، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا يحيى بن أبي كثير، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: أسلم غيلان بن سلمة الثقفي، وله ثمان نسوة، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يتخير منهن أربعاً.

تخريجه:

لم أجد من أخرجه بسند الحاكم لكنه روى من طرق أخرى.

1 - رواه الحاكم (2/ 192، 193)، وسكت عنه الحاكم والذهبي.

ولفظه "عشر نسوة". =

(2/659)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= 2 - رواه الترمذي "بنحوه" وقال عشر نسوة. كتاب النكاح، باب: ما جاء في الرجل يسلم وعده عشر نسوة (3/ 435)، رقم (1128).

وقال أبو عيسى: هكذا رواه معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه.

قال وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري، وحمزة قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان أسلم وعده عشر نسوة. قال أبو عيسى: والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا منهم الشافعي، وأحمد، وإسحاق.

3 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" وقال: عشر نسوة. كتاب النكاح، باب: الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع (1/ 628)، رقم (1953).

4 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" وقال عشر نسوة. موارد كتاب النكاح، باب: فيمن أسلم وتحته أكثر من أربع رقم (1377).

رووه من طرق عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. أن غيلان أسلم وعنده عشر نسوة فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتخير منهن أربعا.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم فيه علل.

أولًا: فيه أحمد بن محمد بن عمر، بن يونس بن القاسم الحنفي أبو سهل اليمامي.

كذبه أبو حاتم، وابن صاعد. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال مرة: متروك.

وقال ابن عدي: حدث عن الثقات بمناكير ونسخ عجائب. وكان قاسم بن المطرز يقول: كتبت عنه خمسمائة حديث ليس عند الناس منها حرف. وقال ابن يونس: قال لنا فلان: كان سلمة بن شبيب يكذبه. وقال الخطيب: كان غير ثقة. =

(2/660)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: كتبت عنه وكان كذاباً ولا أحدث عنه.

الميزان (1/ 142، 143)، اللسان (1/ 282، 283).

وقال ابن حبان: يروى عن عبد الرزاق، وعمر بن يونس وغيرهما أشياء مقلوبة لا يعجبنا الاحتجاج بخبره إذا انفرد. المجروحين (1/ 143).

قلت: مما مضى من أقوال العلماء يتبين أن أحمد بن محمد كذاب. كما هو قول أكثر العلماء.

ثانياً: أما قوله: "وعمر بن يونس لم يدرك يحيى بن أبي كثير". فإن المزي في تهذيب الكمال لم يذكر يحيى من شيوخ عمر (2/ 2025)، ولم يذكر عمر من تلامذة يحيى (3/ 1515)، ولم يتبين ذلك من ناحية تاريخ الوفاة.

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم الذي فيه أحمد بن محمد بن عمر موضوع. لأن فيه أحمد وهو كذاب. كما تبين.

لكن الحديث له طرق أخرى.

صححها الحاكم وأقره الذهبي.

وصححه ابن حبان، والترمذي والبخاري، من غير طريق الترمذي.

لكن كلها بلفظ "عشر نسوة".

قال الترمذي: والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا منهم الشافعي، وأحمد، وإسحاق -والله أعلم-.

(2/661)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب الطلاق

245 - حديث ابن أبي الجوزاء أنه أتى ابن عباس فقال: أتعلم أن ثلاثاً [كن] (1) [يرددن] (2) على عهد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى واحدة. قال: نعم.

قال: صحيح. قلت: فيه عبد الله بن المؤمل وقد ضعفوه.

(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في (ب) (ترددن) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

245 - المستدرك (2/ 196): أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، أن أبا الجوزاء أتى ابن عباس، فقال: أتعلم أن ثلاثاً كن يرددن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى واحدة؟ قال: نعم.

تخريجه:

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (1/ 279، 280).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الله بن المؤمل بن وهب القرشي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (19) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/662)

246 - حديث مُعَرِّف (1) بن واصل، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر مرفوعاً: "ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق".

قال: صحيح. قلت: على شرط مسلم.

__________

(1) في (أ)، (ب) والمستدرك وتلخيصه (معروف) وما أثبته من التقريب (2/ 263)، والتهذيب (10/ 229)، وتهذيب الكمال (3/ 1352).

246 - المستدرك (2/ 196): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا معروف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: "ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب الصلاة. باب: ما جاء في كراهية الطلاق (7/ 322).

من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة. أخبرنا معروف، عن محارب، عن عبد الله بن عمر به مرفوعاً. وقال: رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولًا ولا أراه حفظه.

2 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: كراهية الطلاق (2/ 225)، (ح 2178).

قال أبو داود: حدثنا كثير بن عبيد. حدثنا محمد بن خالد، عن معروف، عن محارب بن دثار عن ابن عمر به مرفوعاً.

3 - ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: من كره الطلاق من غير ريبة (5/ 253).

رواه من طريق وكيع بن الجراح، عن معروف، عن محارب بن دثار به مرسلاً.

- ورواه أبو داود "بلفظه" كتاب الطلاق، باب: كراهية الطلاق (2/ 254)، (ح2177). =

(2/663)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس. حدثنا معروف عن محارب. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً.

- ورواه البيهقي "بنحوه" (7/ 322).

من طريق يحيى بن بكير. أخبرنا معروف. حدثني محارب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به مرسلاً.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طرق موصولًا ومرسلًا.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم والبيهقي قال عنه الحاكم: صحيح.

وقال الذهبي: على شرط مسلم.

قلت: هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبيهقي محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

قال الألباني في الِإرواء -بعد كلام الحاكم والذهبي. عن الحديث-: كذا قالا، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة فيه اختلاف كثير تراه في الميزان للذهبي وفي غيره وحسبك أن الذهبي نفسه أورده في الضعفاء وقال: كذبه عبد الله بن أحمد ووثقه صالح جزرة.

قال الألباني: فمثله كيف يصحح حديثه وقد خالف في وصله أبا داود صاحب السنن وحسبي أن الذهبي لم يتنبه لهذه الخالفة، وإلا لما صححه - الِإرواء (7/ 107) انتهى.

وترجمه الذهبي في الميزان فقال: كان بصيراً بالحديث والرجال له تآليف وثقه صالح جزرة. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به. وقال ابن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى تلقف ما يأفكون. وقال الدارقطني: يقال إنه أخذ كتاب غير محدث. وقال البرقاني: لم أزل أسمعهم يذكرون أنه مقدوح فيه. وقال ابن عقدة: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي، وإبراهيم بن إسحاق الصواف، وداود بن يحيى يقولون: محمد بن عثمان. كذاب. وزادنا داود: قد وضع أشياء على قوم ما حدثوا بها قط. الميزان (3/ 642، 643). =

(2/664)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الحافظ ابن حجر في اللسان: ذكره ابن حبان في الثقات. وقال: كتب عنه أصحابنا. وقال جعفر الطيالسي: كان كذاباً وسئل عنه صالح بن محمد فقال: ثقة. وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به كتب الناس عنه ولا أعلم أحداً تركه (5/ 280، 281).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: كذبه عبد الله بن أحمد ووثقه صالح جزرة (ت 3873).

قلت: الذي يظهر مما تقدم أن محمد بن عثمان بن أبي شيبة كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً.

* الطريق الثاني: وللحديث طريق آخر موصولًا أيضاً عند أبي داود وفيه خالد بن محمد الوهبي الحمصي.

قال ابن حجر في التقريب: صدوق (2/ 157)، (ت 175).

وقد روى الحديث أيضاً من ثلاثة طرق مرسلاً فقد رواه وكيع بن الجراح كما عند ابن أبي شيبة وأحمد بن يونس كما عند أبي داود، ويحيى بن بكير كما عند البيهقي وهم جميعاً ثقات كما في التقريب (2/ 331)، (1/ 19، ت 74)، 2/ 351، 103)، ومن رجال الشيخين أيضاً.

قال البيهقي: رواه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولًا ولا أراه حفظه.

وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن خالد الوهبي عن الوضاح عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أبغض الحلال إلى الله الطلاق".

ورواه أيضاً محمد بن خالد الوهبي عن معروف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله.

قال أبي: إنما هو محارب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل (1/ 431).

وقال الخطابي في معالم السنن المشهور عنه -يعني محارب- مرسل (3/ 92). =

(2/665)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الألباني في الِإرواء: الحديث رواه عن مطرف أربعة من الثقات وهم: محمد بن خالد الوهبي، وأحمد بن يونس: ووكيع بن الجراح، ويحيى بن بكير، وقد اختلفوا عليه: فالأول منهم رواه عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً.

وقال الآخرون عنه عن محارب مرسلاً. ولا يشك عالم بالحديث أن رواية هؤلاء أرجح، لأنهم أكثر عدداً، وأتقن حفظاً، فإنهم جميعاً ممن احتج به الشيخان في صحيحهما ثم ذكر أقوال العلماء في ترجيح الِإرسال كما قدمت.

الِإرواء (7/ 108).

وقال السيوطي في الجامع الصغير: رواه أبو داود مرسلاً، والحاكم موصولًا حديث حسن (2/ 481).

وقال المناوي في الفيض: المرسل أصح فقد قال الدارقطني: المرسل أشبه.

وقال البيهقي: المتصل غير محفوظ (5/ 413، 414).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم موضوع. وأما بإسناد أبي داود المتصل فإنه قد رواه محمد بن خالد وهو صدوق كما سبق، لكن قد خالفه جماعة من الثقات فأرسلوا الحديث وقد رجح العلماء كما سبق أن المتصل غير محفوظ والصواب مرسل. فعليه يكون الحديث مرسلاً أشبه بالصواب -والله أعلم-.

(2/666)

247 - حديث أبي هريرة مرفوعاً "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة".

قال: صحيح. وفيه عبد الرحمن بن [أردك] (1) وهو ثقة.

قلت: فيه لين.

__________

(1) في (أ)، (ب) (أردل) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والتهذيب (6/ 159).

247 - المستدرك (2/ 197، 198): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن حبيب، أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: أخبرني يوسف بن ماهك، أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعه يقول: "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بلفظه" كتاب الطلاق- 9 باب: ما جاء في الجد والهزل في الطلاق (3/ 490)، (ح 1184).

وقال: هذا حديث حسن غريب والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-.

2 - ورواه أبو داود "بلفظه" كتاب الطلاق، باب: في الطلاق على الهزل (2/ 259)، (ح 2194).

3 - ورواه ابن ماجه "بلفظه" كتاب الطلاق، باب: من طلق أو نكح أو رجع لاعباً (1/ 657، 658، ح 2039).

رووه من طريق عبد الرحمن بن حبيب، عن عطاء، عن ابن ماهك، عن أبي هريرة به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

وأورده السيوطي في الجامع الصغير وقال: حسن (1/ 531).

وذكره المناوي ثم ذكر قول الحاكم عليه وتعقب الذهبي له وسكت عليه (3/ 300). =

(2/667)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأورده الحافظ في التلخيص وقال: قال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: صحيح، وأقره صاحب الِإمام وهو من رواية عبد الرحمن بن حبيب بن أردك وهو مختلف فيه قال النسائي: منكر الحديث ووثقه غيره، فهو على هذا حسن (3/ 210).

وقال الألباني في صحيح الجامع: حسن (3/ 62).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الرحمن بن حبيب بن أردك، ويقال حبيب بن عبد الرحمن بن أردك.

قال النسائي: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحاكم: من ثقات المدنيين. تهذيب التهذيب (6/ 159).

وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (1/ 476)، لكن قال في التلخيص: مختلف فيه كما سبق.

وقال الذهبي في الكاشف: فيه لين (2/ 161).

وقال الخزرجي في الخلاصة: وثقه ابن حبان (ص 226).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الرحمن بن حبيب مختلف في توثيقه وتجريحه كما ذكر الحافظ في التلخيص، فعليه يكون حديثه حسناً. فالحديث بهذا الِإسناد حسن. وقد حسنه الترمذي، وابن حجر، والسيوطي، والألباني كما سبق.

(2/668)

248 - حديث عائشة (مرفوعاً) (1): "لا طلاق، ولا عتاق في إغلاق".

قال: على شرط مسلم. قلت: (كذا) (2) قال [و] (3) محمد بن عبيد المذكور في إسناده لم يحتج به مسلم. وقال أبو حاتم: ضعيف.

رواه الحاكم من طريق آخر عن عائشة أيضاً وفيه نعيم بن حماد وهو صاحب مناكير (4).

__________

(1) ليست في (ب)، وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(2) ليست في (ب)، وما أثبته من (أ) والتلخيص.

(3) ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من التلخيص، وذلك لأن ما بعد قوله: قال للذهبي.

(4) قوله: (رواه الحاكم ... إلخ هذا اختصار من ابن الملقن، وإلا فالذهبي أورد المسند، ثم أعقبه بالحديث ثم ذكر التعقب هكذا (نعيم بن حماد. حدثنا أبو صفوان الأموي، عن ثور بن يزيد، عن صفية بنت شيبة عن عائشة مرفوعاً ثم ذكر الحديث وقال: نعيم صاحب مناكير).

248 - المستدرك (2/ 198):

* سند الطريق الطويل: حدثنا الأستاذ الِإمام أبو الوليد حسان بن محمد القرشي، أنبأ الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا أبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن ثور بن يزيد، عن محمد بن عبيد بن أبي صالح قال: بعثني عدي بن عدي إلى صفية بنت شيبة أسألها عن أشياء كانت ترويها عن عائشة فقالت: حدثني عاثشة أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا طلاق، ولا عتاق في إغلاق".

* سند الطريق الثاني: أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا نعيم بن حماد. حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، عن ثور بن يزيد، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة رضي =

(2/669)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الله عنها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا طلاق، ولا عتاق في إغلاق".

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بلفظه" (6/ 276).

2 - ورواه أبو داود "بلفظه" كتاب الطلاق، باب في الطلاق على غلط (2/ 258)، (ح 2193).

3 - ورواه ابن ماجه "بلفظه" كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي (1/ 659، 660)، (ح 2046).

4 - ورواه الدارقطني "بلفظه" كتاب الطلاق (4/ 36)، (ح 98).

5 - ورواه البيهقي "بلفظه" كتاب الطلاق، باب ما جاء في طلاق المكره (7/ 357) رووه من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن يزيد، عن محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي قال: حججت مع عدي بن عدي الكندي، فبعثني إلى صفية بنت شيبة ابنة عثمان صاحب الكعبة أسألها عن أشياء سمعتها من عائشة فكانت فيما حدثتني أنها سمعت عائشة تقول به مرفوعاً.

- ورواه الدارقطني "بلفظه"، (ح 99).

- ورواه البيهقي " بلفظه" (7/ 357).

روياه من طريق قزعة بن سويد. أخبرنا زكريا بن إسحاق، ومحمد بن عثمان جميعاً، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من ثلاثة طرق.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي.

قال أبو حاتم: ضعيف. وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (9/ 330). =

(2/670)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الذهبي في الميزان: مقل جداً (3/ 639)، وقال في الكاشف: ضعفه أبو حاتم (3/ 74).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 188).

قلت: فالذي يظهر مما تقدم أن محمد بن عبيد ضعيف وقد لخص حاله بذلك ابن حجر، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً. وقوله: لم يحتج به مسلم في محله حيث لم ترمز كتب التراجم السابقة لرواية مسلم له.

* الطريق الثاني: ثم ذكر الحاكم لهذا الطريق متابعاً. لكن قال الذهبي: فيه نعيم بن حماد صاحب مناكير.

قلت: نعيم هذا هو ابن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي.

قال أحمد: كان من الثقات، وقال ابن معين: ثقة. وقال العجلي: ثقة.

وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وقال صالح بن محمد الأسدي: كان نعيم يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها. وقال أبو داود: عنده نحو عشرين حديثاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس لها أصل. وقال النسائي: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ ووهم. وقال الأزدي: قالوا: كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة كلها كذب. تهذيب التهذيب (10/ 458، 000، 463).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء كثيراً فقيه عارف بالفرائض (2/ 305).

وقال الذهبي في الكاشف: روى عنه البخاري مقروناً، مختلف فيه (3/ 207) قلت: فالذي يظهر من كل ما تقدم أن نعيماً مختلف في توثيقه وتجريحه، لكن الراوي في هذا الِإسناد عن صفية هو ثور بن يزيد، فأسقط محمد بن عبيد، علة الطريق الأول. والذي يظهر لي أن في المسند انقطاعاً.

حيث إن ثور بن يزيد لم يعد من الرواة عن صفية عند ترجمتها كما في تهذيب =

(2/671)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الكمال (3/ 1687)، وكذا لم تعد صفية من شيوخ ثور بن يزيد عند ترجمته كما في تهذيب الكمال (1/ 176، 177)، وأما من ناحية تاريخ الوفاة فلم يتبين لي.

فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لانقطاعه.

* الطريق الثالث: وقد روى الحديث من طريق ثالث عن عائشة عند الدارقطني وفيه قزعة بن سويد بن حجير بن بيان الباهلي أبو محمد البصري.

وقد أعله به العظيم آبادي وقال: الحديث في إسناده قزعة بن سويد الباهلي البصري. قال البخاري: ليس بذاك القوي. ولابن معين فيه قولان، وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي: ضعيف.

قلت: قد تعددت أقوال العلماء فيه كما في التهذيب (8/ 376، 377).

وقال الذهبي في الكاشف: مختلف فيه (2/ 400).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 126).

وقال الخزرجي في الخلاصة: قال أبو حاتم: محله الصدق ليس بذاك القوي ص 316.

فالذي يظهر مما تقدم أنه مختلف فيه. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً لذاته.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم الأول ضعيف لضعف محمد بن عبيد.

وأما الطريق الثاني ففيه انقطاع، أو أن محمد بن عبيد سقط من السند وهو ضعيف. فعلى أي من الحالين فهو ضعيف، لكنه بطريق الدارقطني حسن لذاته.

فعليه يكون بإسنادي الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/672)

249 - حديث ابن عباس أن رجلًا أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- وقد ظاهر من امرأته فوقع عليها، فأخبره فقال: "ما حملك على ذلك" قال: (رأيت) (1) خلخالها في ضوء القمر. قال: "فلا تقربها حتى تفعل ما أمر الله".

قلت: فيه حفص بن عمر العدني وهو غير ثقة.

ورواه الحاكم من طريق آخر كذلك وفيه إسماعيل بن مسلم وهو واه (2).

__________

(1) في (ب) (رأيتها)، وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(2) قوله: (ورواه الحاكم) هذا اختصار من ابن الملقن وإلا فالذهبي أورد المسند والحديث ثم التعقب عليه فقال: (علي بن هاشم. حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاؤس، عن ابن عباس أن رجلًا ظاهر من امرأته ثم ذكر نحواً من الحديث.

249 - المستدرك (2/ 204): أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ظاهر من امرأته، فوقع عليها، فقال: يا رسول الله، إني ظاهرت من امرأتي، فوقعت عليها من قبل أن أكفر، قال: "وما حملك على ذلك رحمك الله"؟ قال: رأيت خلخالها في ضوء القمر. قال: "فلا تقربها حتى تفعل ما أمر الله".

* نص حديث الطريق الثاني: حدثنا أبو الوليد الفقيه، أنبأ الحسن بن سفيان، ثنا عمار بن خالد، محمد بن معاوية، قالا: ثنا علي بن هاشم: حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاؤس عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن رجلًا ظاهر من امرأته فرأى خلخالها في ضوء القمر فأعجبه، فوقع عليها، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له فقال: قال الله عز وجل: {من قَبلِ أن يَتَمَاسَّا}. فقال: قد كان =

(2/673)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= ذلك. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "امسك حتى تكَفِّر".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب الظهار، باب لا يقربها حتى يُكَفِّر (7/ 386)، رواه عن الحاكم من الطريق الأول.

- ورواه البيهقي "بنحوه" (7/ 386).

من طريق إسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس.

2 - ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب الطلاق، 19، باب: المظاهر يجامع قبل أن يكفِّر (3/ 503)، (ح 1199).

وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.

3 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: المظاهر يجامع قبل أن يكفر (1/ 666، 667)، (ح 2065).

4 - ورواه النسائي "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: الظهار (6/ 167).

رووه من طريق معمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس به مرفوعاً.

5 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: الظهار (2/ 268)، (ح 2221) رواه من طريق سفيان. حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة مرسلاً.

دراسه الإسناد:

هذا الحديث روي من عدة طرق موصولاً ومرسلاً.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم الأول والبيهقي وفيه حفص بن عمر بن ميمون العدني، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (164) وأنه ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وهو طريق الحاكم الثاني، والبيهقي وفيه إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق البصري. =

(2/674)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه. وقال الفلاس: كان ضعيفاً في الحديث يهم فيه وكان صدوقاً. وقال الجوزجاني: واه جداً. وقال البخاري: تركه يحيى وابن مهدي، وتركه ابن المبارك وربما ذكره. وقال النسائي: متروك. تهذيب التهذيب (1/ 331، 332) وقال ابن حجر في التقريب: كان فقيهاً، ضعيفاً في الحديث (1/ 74).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه وتركه النسائي (1/ 74) وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه وتركه النسائي (1/ 128، 129).

فالذي يظهر من كل ما تقدم أن إسماعيل بن مسلم ضعيف وقد لخص حاله ابن حجر بذلك. فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً.

* الطريق الثالث: ولحفص بن عمر -علة الطريق الأول عند الحاكم- متابع وهو معمر فقد تابعه عن الحكم بن أبان كما عند الترمذي -وغيره كما سبق - ومعمر ثقة ثبت كما في التقريب (2/ 266)، (ت 1284).

وقد صحح هذا الطريق أيضاً الترمذي.

* الطريق الرابع: وقد جاء الحديث أيضاً عند أبي داود من طريق سفيان حدثنا الحكم، إلا أن سفيان رواه عنه عن عكرمة مرسلاً. وسفيان ثقة.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسنادي الحاكم صحيح لغيره، لأن كلاً منهما ضعيف قابل للانجبار. وطريق الترمذي ومن وافقه يرفعهما إلى درجة الصحيح لغيره.

وقد أعل الحديث بالإرسال:

قال ابن حجر في التلخيص: رواه أصحاب السنن، وصححه الترمذي والحاكم من حديث ابن عباس ورجاله ثقات، لكن أعله أبو حاتم والنسائي =

(2/675)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= بالِإرسال. وقال ابن حزم: رواته ثقات ولا يضره إرسال من أرسله.

(3/ 221، 222).

فعليه فالحديث صحيح مرسل وموصول -والله أعلم-.

وقال الزيلعي في نصب الراية: قال المنذري في مختصره: قال أبو بكر المعافري: ليس هذا الحديث صحيحاً يعول به. وفيما قاله نظر. فقد صححه الترمذي ورجاله ثقات مشهور سماع بعضهم من بعض، نصب الراية (3/ 226).

(2/676)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب العتق (1)

250 - حديث عائشة أنها أرادت أن تعتق مملوكين زوج، فسألت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فأمرها أن تبدأ بالرجل قبل المرأة.

قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: فيه عبيد الله بن موهب وقد اختلف في توثيقه ولم يخرجا له.

__________

(1) في (ب) والمستدرك وتلخيصه أخر عنوان الكتاب إلى الحديث الذي بعد هذا الحديث من كتاب ابن الملقن، وما أثبته من (أ) وعليه يدل معنى هذا الحديث.

250 - المستدرك (2/ 206): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد بن حاتم، ثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن القاسم، عن عائشة: أنها أرادت أن تعتق مملوكين زوج، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمرها أن تبدأ بالرجل قبل المرأة.

تخريجه:

1 - رواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد. كتاب العتق، باب: عتق العبد المتزوج قبل زوجته (ح 1210).

2 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" كتاب العتق- 10 باب: من أراد عتق رجل وامرأة فليبدأ بالرجل (2/ 846، ح 2532). =

(2/677)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= روياه من طريق عبيد الله بن موهب، عن القاسم بن محمد، عن عائشة به وهو طريق الحاكم.

دراسة الإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب.

قال ابن سعد: ثقة. وقال مرة: ضعيف. وقال أبو حاتم: صالح. وقال يعقوب بن شيبة: فيه ضعف. وقال البخاري: كان ابن عيينة يضعفه. وقال العجلي: ثقة. وقال النسائي: ليس بذاك القوي. وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (7/ 98، 99).

وقال ابن حجر في التقريب: ليس بقوي (1/ 536).

وقال الذهبي في الكاشف: اختلف قول ابن معين فيه. وقال أبو حاتم: صالح الحديث (2/ 229).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن عبيد الله مختلف في توثيقه وتجريحه فهو حسن الحديث. فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد حسناً.

(2/678)

251 - حديث أبي هريرة مرفوعاً "ولد الزنا شر الثلاثة ... الحديث".

قال: على شرط مسلم. قلت: فيه سلمة بن الفضل ولم يحتج به مسلم، وقد وثق وضعفه ابن راهويه (1).

__________

(1) في التلخيص قال بعد قوله قلت: (كذا قال وسلمة لم يحتج به مسلم) فالظاهر أن الزيادة من ابن الملقن.

251 - المستدرك (2/ 215): حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن غالب، ثنا الحسن بن عمر بن شقيق، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: بلغ عائشة -رضي الله عنها- أن أبا هريرة يقول: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا". وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ولد الزنا شر الثلاثة، وإن الميت يعذب ببكاء الحي". فقالت عائشة: رحم الله أبا هريرة أساء سمعاً، فأساء إصابة.

أما قوله: لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أعتق ولد الزنا إنها لما نزلت {فَلَا اَقتَحَمَ اَلعقَبَةَ وَمَاَ أَدراكَ مَا العَقَبَةُ}. قيل يا رسول الله ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له جارية سوداء تخدمه وتسعى عليه فلو أمرناهن فزنين فجئن بالأولاد فأعتقناهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد.

وأما قوله: "ولد الزنا شر الثلاثة" فلم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: "من يعذرني من فلان". قيل يارسول الله: مع ما به ولد زنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هو شر الثلاثة والله عز وجل يقول: {وَلَا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ".

وأما قوله: "إن الميت ليعذب ببكاء الحي". فلم يكن الحديث على هذا ولكن =

(2/679)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه. فقال: "إنهم يبكون عليه وإنه ليعذب والله عز وجل يقول: {لَا يُكِلِّف اَللهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا} ".

تخريجه:

الآيات (11، 12) من سورة البلد، (164) من سورة الأنعام (286) من سورة البقرة.

1 - رواه البيهقي "بلفظ مقارب" كتاب الإِيمان، باب: ما جاء في ولد الزنا (10/ 58).

2 - ورواه الطحاوي في مشكل الآثار "بنحوه" باب: ما روي في ولد الزنا شر الثلاثة (1/ 392).

روياه من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري عن عروة بن الزبير قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول فذكره.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه سلمة بن الفضل الأبرش الأنصاري مولاهم أبو عبد الله الأزرق قاضي الري.

قال البخاري: عنده مناكير وهّنه علي. قال علي: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه. وقال أبو زرعة كان أهل الري لا يرغبون فيه لمعان فيه من سوء رأيه وظلم فيه. وقال أبو حاتم: محله الصدق في حديثه إنكار يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن معين: ثقة.

وروي عنه أنه قال: كتبنا عنه وليس به بأس وكان يتشيع. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً.

وقال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد ولم أجد في حديثه حديثاً قد جاوز الحد في الِإنكار. وأحاديثه متقاربة محتملة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء، ويخالف. وقال أبو داود: ثقة. وسئل أحمد عنه فقال: لا أعلم إلا خيراً. تهذيب التهذيب (4/ 153، 154). =

(2/680)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حجر في التقريب: صدوق كثير الخطأ (1/ 318).

وقال الذهبي في الكاشف: وثقه ابن معين. وقال البخاري: عنده مناكير.

وقال أبو حاتم: محله الصدق (1/ 386).

وقال في ديوان الضعفاء: ضعفه إسحاق بن راهويه وغيره. وقال أبو داود: ثقة (ت 1713).

وأما قول الذهبي لم يحتج به مسلم فهو في محله حيث لم يشر أحد من كتب التراجم إلى أن مسلماً أخرج له.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن سلمة بن الفضل مختلف. فيه توثيقاً وتجريحاً فحديثه حسن. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً -والله أعلم-.

(2/681)

252 - حديث ابن عباس. جاءت جارية إلى عمر فقالت: إن سيدي قد اتهمني فأقعدني على النار حتى احترق فرجي.

قال (1): صحيح. قلت: بل فيه عمر بن عيسى القرشي وهو منكر الحديث.

__________

(1) في المستدرك قال: (قال أبو صالح قال الليث: وهذا القول معمول به. وهذا حديث صحيح الإِسناد) وذكره الذهبي مختصراً.

252 - المستدرك (2/ 215، 216): حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، والفضل بن محمد بن المسيب الشعراني، قالا ثنا أبو صالح المصري عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، عن عمر بن عيسى القرشي ثم الأسدي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقالت: إن سيدي اتهمني، فأقعدني على النار حتى احترق فرجي. فقال لها عمر: هل رأى ذلك عليك؟ قالت: لا. قال: فهل اعترفت له بشيء؟ قالت: لا.

فقال عمر: عليّ به. فلما رأى عمر الرجل قال: أتعذب بعذاب الله. قال: يا أمير المؤمنين اتهمتها في نفسي. قال: رأيت ذلك عليها؟ قال الرجل: لا.

قال: فاعترفت به؟ قال: لا. قال: والذي نفسي بيده لو لم أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يقاد مملوك من مالكه، ولا والد من ولده" لاقدتها منك، فبرزه وضربه مائة سوط. وقال للجارية: اذهبي فأنت حرة لوجه الله، وأنتِ مولاة الله ورسوله.

تخريجه:

1 - رواه ابن عدي في الكامل "بلفظ مقارب" (ل 596) من طريق عمر بن عيسى، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس به.

2 - وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني في الأوسط وقال: فيه عمر بن عيسى القرشي. =

(2/682)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال: وقد ذكره الذهبي في الميزان وذكر له هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحاً وبيض له وبقية رجاله وثقوا (6/ 288).

قلت: الصواب أن الذهبي ذكر بعض أقوال العلماء عنه كما سيأتي ذكره في دراسة الِإسناد.

3 - وأورده الحافظ في اللسان (4/ 322) ونسبه لابن عدي، والعقيلي في الضعفاء، والطبراني في الأوسط. وقال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا عمر بن عيسى تفرد به الليث.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عمر بن عيسى الأسلمي.

قال البخاري: منكر الحديث. وقال العقيلي: مجهول بالنقل. وقال النسائي: ليس بثقة منكر الحديث. الميزان (3/ 216)، اللسان (4/ 320، 321، 322).

وقال ابن حبان في المجروحين: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عن الأثبات بالطامات (2/ 87).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين من أقوال العلماء أن عمر بن عيسى متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

(2/683)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب المكاتب

253 - حديث سهل بن حنيف مرفوعاً: "من أعان مجاهداً ... " الحديث.

قال: صحيح. قلت: بل فيه عمرو بن ثابت وهو رافضي متروك.

__________

253 - المستدرك (2/ 217): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، ثنا عمرو بن ثابت، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف: أن سهلاً حدثه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أعان مجاهداً في سبيل الله، أو غازياً، أو غارماً في عسرته، أو مكاتباً في رقبته، أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله".

تخريجه:

1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب المكاتب، باب: فضل من أعان مكاتباً في رقبته (10/ 320) رواه عن الحاكم.

2 - ورواه أحمد "بلفظه" (3/ 487) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف عن أبيه.

به مرفوعاً.

- ورواه أحمد " بلفظه" (3/ 487).

- ورواه البيهقي "بلفظه" (10/ 320). =

(2/684)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= روياه من طريق زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف أن سهلاً حدثه به مرفوعاً.

وأورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة (2/ 574).

وقال المناوي رواه أحمد، والحاكم في باب المكاتب من حديث عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف وحديثه حسن (6/ 72) لكن قال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (5/ 171).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من ثلاثة طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف، عن سهل بن حنيف.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم والبيهقي وفيه عمرو بن ثابت بن هرمز البكيري أبو محمد ويقال أبو ثابت الكوفي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل.

قال ابن المبارك: لا تحدثوا عنه فإنه كان يسب السلف. وقال الحسن بن عيسى: ترك ابن المبارك حديثه. وقال ابن معين: هو غير ثقة. وقال مرة: ضعيف. وقال أبو زرعة: ضعيف، وكذا قال أبو حاتم وزاد يكتب حديثه كان رديء الرأي شديد التشيع، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم.

وقال أبو داود: رافضي خبيث. وقال النسائي: متروك. وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن عدي: الضعف على روايته بين. وقال أحمد: كان يشتم عثمان ترك ابن المبارك حديثه. وقال الساجي: مذموم. وكان ينال من عثمان ويقدم علياً على الشيخين. وقال العجلي: شديد التشيع غال فيه واهي الحديث. وقال البزار: واهي الحديث ولم يترك. تهذيب التهذيب (8/ 9، 10).

وقال ابن حبان في الضعفاء: كان ممن يروى الموضوعات لا يحل ذكره إلا على سبيل الاعتبار (2/ 76).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف رمي بالقدر (2/ 66). =

(2/685)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الذهبي في الضعفاء: تركوه قال أبو داود رافضي (ت 3163).

قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً، لأن فيه عمرو بن ثابت وهو متروك كما هو الراجح من أقوال العلماء.

* الطريق الثاني: لكن عمرو بن ثابت لم يتفرد بالحديث بل تابعه عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي عند أحمد وهو ثقة كما في التقريب (1/ 537).

* الطريق الثالث: وتابعه أيضاً زهير بن محمد التيمي عند أحمد والبيهقي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (174) وأنه ضعيف في رواية الشاميين عنه. وأما رواية غيرهم فهي حسنة.

قلت: الراوي عنه في هذا الحديث هو يحيى بن أبي بكير كوفي سكن بغداد كما في التهذيب (3/ 190).

الحكم على الحديث:

قلت: لكن مدار الحديث على عبد الله بن محمد بن عقيل وهو لين الحديث كما سبق بيان ذلك عند حديث رقم (174) فيكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل. -والله أعلم-.

(2/686)

254 - حديث عبد الله بن وهب، عن تميم الداري أنه قال: يا رسول الله الرجل من المشركين يسلم على يدي (الرجل المسلم) (1) قال: "هو أولى الناس به في حياته (ومماته) (2) ".

قال: على شرط مسلم وعبد الله بن وهب هو ابن زمعة.

قلت: هذا ما خرج له إلا ابن ماجة [فقط] (3) ثم هو وهم من الحاكم [ثان] (4) فإن ابن زمعة لم يرو عن تميم الداري، وصوابه عبد الله بن موهب، وكذا جاء في النسائي عبد الله بن موهب (5).

__________

(1) في (ب) (رجل من المسلمين) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(2) في (ب) (وفي مماته) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.

(3) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والتلخيص.

(4) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص للتوضيح.

(5) في التلخيص (وهب) وما أثبته من (أ)، (ب) لأن الذهبي ذكر ذلك تأييداً لقوله.

254 - المستدرك (2/ 219): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عبد الله بن وهب، عن تميم الداري، أنه قال: يا رسول الله الرجل من المشركين يسلم على يدي الرجل المسلم، قال: "هو أولى به في حياته ومماته".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب الفرائض- 20 باب: ما جاء في ميراث الذي يسلم على يدي الرجل (4/ 427)، (ح 2112).

وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب -ويقال: ابن موهب- عن تميم الداري وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب وبن تميم الداري قبيصة بن ذؤيب ولا يصح. =

(2/687)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال: والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم وهو عندي ليس بمتصل.

2 - ورواه ابن ماجة "بنحوه" كتاب الفرائض، باب: الرجل يسلم على يدي الرجل (2/ 919)، (ح 2752).

3 - ورواه النسائي في الكبرى. نسبه المزي له في تحفة الأشراف (2/ 116).

رووه من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد الله بن موهب -وقال الترمذي: قال بعضهم: عبد الله بن وهب- عن تميم الداري. وهو طريق الحاكم.

4 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب الفرائض، باب: في الرجل يسلم على يدي الرجل (3/ 127، ح 2918).

- ورواه الحاكم "بنحوه" (2/ 219).

روياه من طريق يحيى بن حمزة. حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب -وقال الحاكم: عبد الله بن وهب- عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري به مرفوعاً.

دراسة الِإسناد:

قال الحاكم: عبد الله بن وهب هو ابن زمعة. وقال الذهبي: هذا ما خرج له إلا ابن ماجة.

قلت: أما قول الحاكم هو ابن زمعة فإنه غير صحيح. لأن ابن زمعة لم يرو عن تميم الداري كما قال الذهبي. كما لم يذكر المزي عند ترجمة ابن زمعة أنه روى عن تميم الداري. كما أنهم لم يذكر أن أبا إسحاق السبيعي روى عنه (2/ 753).

فالذي يروي عن تميم الداري هو عبد الله بن موهب ويقال ابن وهب الهمداني ويقال الخولاني أبو خالد الشامي القاضي.

وقد روى عنه أبو إسحاق السبيعي على خلاف فيه كما في تهذيب الكمال =

(2/688)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= (2/ 746) لكن الذي رجحه الذهبي، وابن حجر أن الصواب أنه ابن موهب. وليس ابن وهب. (ص 218).

قال ابن حجر في التهذيب: عبد الله بن وهب عن تميم الداري. صوابه عبد الله بن موهب وقد مضى (6/ 75).

ثم حول على عبد الله بن موهب الهمداني (6/ 47).

وكذلك قال الخزرجي في الخلاصة: عبد الله بن وهب عن تميم الداري صوابه ابن موهب (ص 218).

وقال المزي في تهذيب الكمال: عبد الله بن وهب عن تميم الداري في الرجل يسلم على يدي الرجل -وهو الحديث الذي معنا- وعنه أبو إسحاق السبيعي.

قال أبو بكر الحنفي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه. وقال عبيد بن عقيل عن يونس بن أبي إسحاق عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب وكذلك قال غير واحد عن عبد العزيز وهو المحفوظ.

تهذيب الكمال (2/ 754).

أما قول الذهبي. أن ابن زمعة لم يرو له إلا ابن ماجة.

فالصواب أنه روى له الترمذي، وابن ماجة، والنسائي في خصائص علي.

قال في تهذيب الكمال: له عند الترمذي، والنسائي في خصائص على حديث فاطمة. وله عند ابن ماجة حديث قصة بيع النعمان لسويبط (2/ 753) بل إن الذهبي نفسه رمز له في الكاشف برواية الترمذي وابن ماجه له الكاشف (2/ 41) أما قول الذهبي. وكذا جاء في النسائي عبد الله بن موهب.

قلت: قد جاء عند النسائي من طرق متعددة فجاء في بعضها عبد الله بن موهب وجاء في بعضها الآخر عبد الله بن وهب. تحفة الأشراف (2/ 116).

وأما عبد الله بن موهب الهمداني فذكره في التهذيب وقال: روى عن تميم الداري وقيل لم يدركه. التهذيب (6/ 47).

وجزم ابن حجر في التقريب بأنه لم يسمع من تميم الداري (1/ 455). =

(2/689)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أقوال العلماء عن هذا الحديث:

اختلفت أقوالهم عن الحديث اختلافاً كثيراً.

قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب.

ويقال: ابن موهب عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب وبين تميم الداري قبيصة بن ذؤيب ولا يصح، والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم وهو عندي ليس بمتصل. (ح 2112).

وقال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن ابن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فذكره فقال: قال أبي: حدثنا أبو نعيم، عن عبد العزيز، عن ابن موهب قال: سمعت تميم الداري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال أبي: أبو نعيم أحفظ وأتقن. قلت لأبي: يحيى بن حمزة أفهم بأهل بلده.

قال: أبو نعيم في على شيء أحفظ وأتقن. علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 52).

وعلقه البخاري في صحيحه فقال: باب إذا أسلم على يديه وكان الحسن لا يرى له ولاية وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الولاء لمن أعتق" ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: هو أولى الناس بمحياه ومماته. واختلفوا في صحة هذا الخبر. صحيح البخاري بشرحه فتح الباري، كتاب الفرائض- 22 باب: إذا أسلم على يديه (12/ 45).

وقال ابن حجر في الفتح: قال البخاري: قال بعضهم عن ابن موهب سمع تميماً ولا يصح. لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الولاء لمن أعتق" وقال الشافعي: هذا الحديث ليس بثابت إنما يرويه عبد العزيز بن عمر عن ابن موهب وابن موهب ليس بالمعروف ولا نعلمه لقي تميماً ومثل هذا لا يثبت.

وقال الخطابي: ضعف أحمد هذا الحديث. وقال ابن حجر: وقد صرح بعضهم بسماع ابن موهب من تميم. =

(2/690)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأشار الشارح إلى أن الرواية التي وقع التصريح فيها بسماعه من تميم خطأ ولكن وثقه بعضهم. وقد أشار ابن حجر إلى أن ابن موهب لم يدرك تميم.

ونقل أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند له صحيح عن الأوزاعي أنه كان يدفع هذا الحديث ولا يرى له وجهاً. وصحح هذا الحديث أبو زرعة الدمشقي وقال: هو حديث حسن المخرج متصل وإلى ذلك أشار البخاري بقوله واختلفوا في صحة هذا الخبر. وجزم في التاريخ بأنه لا يصح لمعارضته حديث "إنما الولاء لمن أعتق". وقال ابن المنذر هذا الحديث مضطرب: هل هو عن ابن موهب عن تميم أو بينهما قبيضة. فتح الباري (12/ 46، 47).

قلت: مما مضى يتبين أن الرواية لعبد الله بن موهب وليست لعبد الله بن وهب لكن عبد الله بن موهب لم يدرك تميم الداري وهو قول أكثر العلماء.

فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيف لانقطاعه. إلا أن الحديث جاء من طريق آخر بينهما قبيصة بن ذوئيب وقد ذكر في التهذيب أن قبيصة روى عن تميم الداري. وروى عنه عبد الله بن موهب وذكر غير واحد وأن بينها قبيصة بن ذؤيب. لكن أكثر العلماء على أنه لا يصح ذكر قبيصة بينهما، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لانقطاعه -والله أعلم-.

(2/691)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب التفسير

255 - حديث أبي ذر: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: يا نبيء الله [فقال] (1): "لست بنبيء الله، ولكني نبي الله". قال: صحيح. قلت: بل منكر لم يصح.

قال النسائي: حمران بن أعين ليس بثقة. وقال أبو داود: رافضي يعني المذكور في إسناده.

__________

(1) في (أ) (فقلت) وعلق عليها بالهامش فقال: (كذا بالأصل ولعله فقال ... إلخ فانظر) وقد نظرت المستدرك وتلخيصه فوجدته (فقال). وكذا في (ب) (فقلت).

255 - المستدرك (2/ 231): حدثني أبو بكر أحمد بن العباس بن الِإمام المقريء، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا خلف بن هشام المقريء، وحدثني علي بن حمزة الكسائي. حدثني حسين بن علي الجعفي، عن حمران بن أعين، عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبيء الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لست بنبيء الله، ولكني نبي الله".

تخريجه:

1 - رواه ابن عدي في الكامل "بنحوه" (ل 294).

من طريق حمران بن أعين، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر به موفوعاً. =

(2/692)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= - وأورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط قال وتعقب (1/ 640).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم حمران بن أعين الكوفي مولى بني شيبة. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: شيخ صالح. وقال أبو داود: كان رافضياً. وقال أحمد: كان يتشيع هو وأخوه، وقال النسائي: ليس بثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: ليس بالساقط. تهذيب التهذيب (3/ 25).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف رمي بالرفض (1/ 198).

وقال الذهبي في الكاشف: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: رافضي (1/ 253).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن حمران بن أعين ضعيف رمي بالرفض كما لخص حاله بذلك ابن حجر. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً فقط، لا سيما وهذا الحديث ليس مؤيداً لبدعته -والله أعلم-.

(2/693)

256 - حديث خارجة بن زيد مرفوعاً: "أنزل القرآن بالتفخيم".

قال: صحيح. قلت: لا والله فيه العوفى وهو مجمع على ضعفه، وبكار بن عبد الله وليس (بعمدة) (1) والحديث واه منكر.

__________

(1) في (ب) (بحجة بعمدة)، وما أثبته من (أ) والتلخيص.

256 - المستدرك (2/ 231): حدثنا أبو علي الحسن بن علي الحافظ، أنبأ محمد بن الحسين بن مكرم، ثنا نصر بن علي الجهضمي، أنبأ بكار بن عبد الله، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، حدثني أبو الزناد، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أنزل القرآن بالتفخيم كهيئة الطير عذراً ونذراً، والصدفين، والِإله الخلق، والأمر أشباه هذا في القرآن".

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم وابن الأنباري في الوقف ورمز له بالصحة (1/ 419).

لكن المناوي أورد الحديث في الفيض ثم ساق كلام الحاكم وتعقب الذهبي له ثم قال: وأنت بعد إذ عرفت حالة علمت أن المصنف في سكوته عليه غير مصيب (3/ 56) وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (2/ 16).

وأورد الحديث صاحب الكنز ونسبه للحاكم وابن الأنباري في الوقف عن زيد بن ثابت (2/ 53).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم بكار بن عبد الله، ومحمد بن عبد العزيز العوفي.

أولًا: محمد بن عبد العزيز العوفي.

قال الحافظ ابن حجر في اللسان: محمد بن عبد العزيز العوفي. قال أبو حاتم: مجهول. قال الحافظ: قلت: يحتمل أن يكون الذي بعده =

(2/694)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وهو محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري. قال البخاري: منكر الحديث.

ويقال: بمشورته جلد الإِمام مالك. وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال أبو حاتم: ليس له حديث مستقيم. وقال ابن عدي: قليل الحديث.

وقال النسائي: منكر الحديث. لسان الميزان (5/ 260).

وقال الذهبي في الضعفاء: ضعفوه، (ت 3849).

ثانياً: بكار بن عبد الله: قال الذهبي: ليس بعمدة.

قلت: لم أعرفه.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن عبد العزيز العوفي إن كان هو ابن عمر الزهري فهو متروك وإلا فهو مجهول. فعلى أي من الحالين فالحديث ضعيف جداً.

وأما بكار فإني لم أعرفه.

(2/695)

257 - حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قرأ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} [الفاتحة: 6] بالصاد.

قال: صحيح. قلت: لم يصح فيه إبراهيم بن سليمان الكاتب متكلم فيه.

__________

257 - المستدرك (2/ 232): أخبرنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا إبراهيم بن سليمان الكاتب، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} [الفاتحة: 6]، بالصاد.

تخريجه:

الآية (6) من سورة الفاتحة.

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (1/ 14).

دراسة الإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إبراهيم بن سليمان الكاتب ولم أجد من ترجمه.

(2/696)

258 - حديث عمران بن حصين أنه سمع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقرأ {وَتَرَى النَّاسَ [سُكَرَى] (1) وَمَا هُمْ [بِسُكَرَى] (2)} [الحج: 2].

__________

(1) في (أ)، (ب) (سكرى)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2) في (أ)، (ب) (سكرى)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

258 - المستدرك (2/ 233): حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، ثنا هشام بن علي السيرافي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير وقد تفاوت بعض أصحابه في السير فرفع بهاتين الآيتين صوته: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.

فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي وعرفوا أنه عنده قول يقوله فقال: "أتدرون أي يوم ذاكم"، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "يوم ينادي آدم ربه، فيقول: يا آدم ابعث بعث النار. قال: يا رب وما بعث النار؟ قال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعون في النار، وواحد في الجنة"، فأبلس أصحابه، فما أوضحوا بضاحكة. فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بأصحابه، قال: "اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني آدم، وبني إبليس". فسرى عن القوم بعض الذي يجدون، ثم قال: "اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة".

تخريجه:

الآية (2) من سورة الحج.

1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب التفسير، كتاب التفسير، (23)، باب: من سورة الحج (5/ 322)، (ح 3169). =

(2/697)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

2 - ورواه النسائي في التفسير في الكبرى. نسبه له المزي في تحفة الأشراف (8/ 3490) روياه من طريق محمد بن بشار. حدثنا يحيى بن سعيد. حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن الحسن عن عمران بن الحصين به مرفوعاً.

- ورواه الترمذي " بنحوه"، (ح 3168).

من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، عن الحسن، عن عمران بن الحصين به مرفوعاً. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من ثلاثة طرق. عن الحسن عن عمران بن حصين.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه الحكم بن عبد الملك القرشي البصري نزل الكوفة.

قال ابن معين: ضعيف ليس بثقة. وليس بشيء. وقال مرة: ضعيف الحديث.

وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث. وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث جداً له أحاديث مناكير. وقال العجلي: ثقة روى عن قتادة. تهذيب التهذيب (2/ 431، 432).

وقال ابن حبان في الضعفاء: ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه حتى أكثر منه.

المجروحين (1/ 248).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 191).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف (1/ 246).

فالذي يظهر من كل ما تقدم من أقوال العلماء أن الحكم ضعيف وقد لخص حاله ابن حجر بذلك. فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: عند الترمذي والنسائي. =

(2/698)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= * الطريق الثالث: عند الترمذي. وقد قال الترمذي عن على واحد منهما حسن صحيح.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، لكن طرقه الأخرى عند الترمذي وقد صححها الترمذي ترفعه إلى درجة الصحيح لغيره.

كما أن للحديث شاهد عن أنس رواه ابن حبان في صحيحه وهو بنحو حديث عمران. موارد. كتاب التفسير، سورة الحج، ص 433، 434، (ح 1752).

(2/699)

259 - حديث خارجة بن زيد عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه

وسلم- قرأ {كيفَ نُنشِزُهَا} بالزاي.

قال: صحيح قلت: فيه إسماعيل بن قيس من ولد زيد بن ثابت وقد ضعفوه.

__________

259 - المستدرك (2/ 234): حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا إسماعيل بن قيس، عن نافع بن أبي نعيم القارىء، حدثني إسماعيل بن أبي حكيم، ثنا خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه زيد بن ثابت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- قرأ {كيفَ نُنشِزُهَا} بالزاي.

تخريجه:

الآية (259) من سورة البقرة.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (1/ 333).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو مصعب.

قال البخاري، والدارقطني: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: ضعيف.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث يحدث بالمناكير، لا أعلم له حديثاً قائماً. الميزان (1/ 245)، اللسان (1/ 429، 430).

وقال ابن حبان: في حديثه من المناكير والمقلوبات التي يعرفها من ليس الحديث صناعته. الضعفاء (1/ 127).

فالذي يظهر أن إسماعيل ضعيف.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن إسماعيل بن قيس ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

(2/700)

260 - حديث ابن عباس أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قرأ: {[و] (1) مَا كاَنَ لِنبيٍّ أَن يَغُلَّ} بفتح الباء.

قال: صحيح. قلت: بل واه.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وهو الصواب، لأن الآية كذلك.

260 - المستدرك (2/ 235): أخبرني محمد بن مؤمل بن الحسن بن عيسى، ثنا الفضل بن محمد بن المسيب، ثنا عيسى بن ميناء بن قالون، حدثنى أبو غزية محمد بن موسى بن القاضي، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ: وما كان لنبي أن يغل بفتح الياء.

تخريجه:

الآية (161) من سورة الأعراف.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (2/ 91).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح وقال الذهبي: قلت: بل واه.

والظاهر أن سببه هو أن في سنده محمد بن موسى أبو غزية القاضي المدني.

قال البخاري: عنده مناكير. وقال أبو حاتم: ضعيف. ووثقه الحاكم.

وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال ابن عدي: روى أشياء ذكرت عليه.

واتهمه الدارقطني بالوضع. الميزان (4/ 49)، اللسان (5/ 398).

وقال ابن حبان: كان ممن يسرق الحديث ويحدث به. ويروى عن الثقات أشياء موضوعات حتى إذا سمعها المبتديء في الصناعة سبق إلى قلبه أنه المتعمد لها. الضعفاء (2/ 289).

وذكره الذهبي في ديوان الضعفاء. وقال: ضعفه أبو حاتم، وقال ابن حبان: يسرق الحديث ويروي عن الثقات الموضوعات. وقال أبو عبد الله الحاكم: ثقة (ص 289)، (ت 4001). =

(2/701)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وفي المسند أيضاً إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (220) وأنه ضعيف.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن موسى الظاهر أنه ضعيف فقط، وكذلك إبراهيم بن إسماعيل فإنه ضعيف أيضاً. فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً فتعقب الذهبي على ذلك في محله -والله أعلم-.

(2/702)

261 - حديث خارجة بن زيد قال: أقرأني أبي، قال: أقرأني رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ (283)} [البقرة: 283] بغير ألف.

قال: صحيح. قلت: فيه إسماعيل بن قيس وهو واه.

__________

261 - المستدرك (2/ 235): حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجانى، ثنا هشام بن خالد، ثنا إسماعيل بن قيس، عن نافع بن أبي نعيم {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ (283)} [البقرة: 283] ثم قال نافع: أقرأني خارجة بن زيد بن ثابت وقال: أقرأني زيد بن ثابت. وقال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ (283)} [البقرة: 283] بغير ألف.

تخريجه:

الآية (282) من سورة البقرة.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (1/ 373).

ولم أجد من أورده غيره.

دراسة الإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (259) وأنه ضعيف.

فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً.

لكن أخرج سعيد بن منصور عن حميد الأعرج، وإبراهيم أنهما قرآ: (فرهن مقبوضة) الدر المنثور (1/ 373).

وقال الشوكاني في فتح القدير: وقرأ عاصم بن أبي النجود (فرهن) بفتح الراء وإسكان الهاء، وقرأ الجمهور (رهان) (1/ 303).

(2/703)

262 - حديث عائشة كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم - يقرأ (1) {[و] (2) الَّذِينَ [يُؤتُونَ] (3) مَآءَاتَوا} ... الحديث (4).

قال: صحيح. قلت: فيه يحيى بن راشد وهو ضعيف.

__________

(1) في المستدرك وتلخيصه (يقرأها) وما أثبته من (أ)، (ب).

(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وهو الصواب، لأن الآية كذلك بإثبات الواو.

(3) في (أ)، والمستدرك وتلخيصه (يؤتون) وما أثبته من (ب) والظاهر أنه الصواب وسيأتي توضيح ذلك.

(4) ليست في (أ)، (ب) وأثبتها دليلاً على أن للحديث بقية.

262 - المستدرك (2/ 235): أخبرني محمد بن يزيد العدل، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا محمد بن يحيى القطيعي، ثنا يحيي بن راشد، حدثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه قال: قلت لعائشة -رضي الله عنها-: يا أم المؤمنين كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذا الحرف (وَالًذِينَ يُؤتوُن مَآ ءاتَوا} قال: أيهما أحب إليك؟ قلت: أحدهما أحب إلي من حمر النعم. قال: أيهما؟ قلت: {والذين يؤتون ما أَتَوْا} قالت: هكذا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأها.

تخريجه:

الآية (60) من سورة المؤمنون.

1 - رواه الإِمام أحمد "بنحوه" (6/ 95، 144).

قال: حدثنا عفان. حدثنا صخر بن جويرية. قال: حدثنا إسماعيل المكي.

قال: حدثني أبو خلف مولى بني جمح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة أم المؤمنين فذكره.

2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لسعيد بن منصور، وأحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن الأنباري، والدارقطني في الأفراد، والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة به (5/ 12). =

(2/704)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= 3 - وأورده ابن كثير في تفسيره ونسبه لأحمد وقال: فيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف (3/ 248).

قلت: قد اختلف في ألفاظ الحديث. فقد ورد عند الحاكم كما سبق وورد عند أحمد هكذا (قال جئت أسألك عن آية في كتاب الله عز وجل كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها. فقالت: أي آية؟ فقال: {اَلَّذِينَ يُؤتوُنَ مَآءَاتَوا} أو (والذين يأتون ما أَتَوا}. فقالت: أيتهما أحب إليك. قال: قلت: والذي نفسي بيده لأحدهما أحب إلي من الدنيا جميعاً، أو الدنيا وما فيها.

قالت: أيتهما. قلت: (والذين يَأتون ما أَتَوْا}. قالت ... الحديث. وهكذا نسبه ابن كثير لأحمد، وذكر بأنها قرئت باللفظين، ولكن قراءة الجمهور السبعة وغيرهم هي الأولى، وهي الأظهر.

وكذا أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأحمد، والحاكم وغيرهما، وذكره بلفظ أحمد. وكذا ورد في نسخة (ب) من كتاب ابن الملقن كما سبق.

فالذي يظهر لي أن عند الحاكم خطأ إما من النساخ أو من غيرهم.

وهو متكرر في التلخيص أيضاً فالصواب ماذكره أحمد ونسبه له ابن كثير والسيوطي.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن عبيد بن عمير.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه يحيى بن راشد المازني أبو سعيد البصري البراء.

قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: شيخ لين الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف في حديثه نكارة وأرجو أن يكون ممن لا يكذب. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء ويخالف. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدوري: صويلح يعتبر به. وقال صالح بن محمد: لا شيء. تهذيب التهذيب (11/ 207).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 347). =

(2/705)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف (3/ 255).

وقال الخزرجي في الخلاصة: ضعفه أبو حاتم (ص 453).

فالذي يظهر أن يحيى ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق آخر عند أحمد، لكن فيه إسماعيل بن مسلم المكي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (249) وأنه ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً. وقد أعله ابن كثير به كما سبق، والهيثمي في المجمع (7/ 72، 73).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد أحمد، والحاكم حسن لغيره، لأن كلا منهما ضعيف قابل للانجبار -والله أعلم-.

(2/706)

263 - حديث البراء: أنه سمع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يقرأ: {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ (40)} [الأعراف: 40] مخفف.

قال: صحيح. قلت: فيه هارون [بن حاتم] (1) تركه أبو زرعة.

__________

(1) في (أ)، (ب) (بن أبي حاتم) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه كما هو في السند، والميزان (4/ 282).

263 - المستدرك (2/ 239): أخبرني الحسين بن علي التميمي، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد السجزي، ثنا هارون بن حاتم المقرىء، حدثنا أبو معاوية ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البرء -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ: {لَا تُفَتَّحُ لَهُم أَبوَابُ اَلسماَء} مخففاً.

تخريجه:

الآية (40) من سورة الأعراف.

لم أجد من أخرجه.

لكن ذكر الشوكاني في فتح القدير أن أبا عمرو، وحمزة، والكسائي قرؤوا (تفتح) بالتخفيف (2/ 205).

دراسة الِإسناد.

هذا الحديث في سنده عند الحاكم هارون بن حاتم الكوفي.

سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم وامتنعا من الرواية عنه، وسئل عنه أبو حاتم فقال: أسأل الله السلامة. وذكره ابن حبان في الثقات. وأورد له الدارقطني خبراً تفرد بوصله ويقال: هو ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وأورد له الذهبي في الميزان حديثاً. فقال: ومن مناكيره -ثم أورد الحديث- وقال: وهذا باطل. الميزان (4/ 282، 283)، اللسان (6/ 177،178).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: قال النسائي وغيره: ليس بشيء (ت 4423). الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن هارون بن حاتم ضعيف جداً، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/707)

264 - حديث ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- قرأ: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا (66)} [الأنفال: 66] رفع.

قال: صحيح. قلت: بل فيه [سلام بن] (1) سليمان المدايني وهو واه.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (4/ 283).

264 - المستدرك (2/ 239): أخبرنا الحسن بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، ثنا سلام بن سليمان المدايني، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قرأ: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا (66)} [الأنفال: 66]. رفع.

تخريجه:

الآية (66) من سورة الأنفال.

1 - رواه ابن عدي في الكامل "بلفظه" (ل406).

من طريق سلام بن سليمان. حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر به.

2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للشيرازي في الألقاب، وابن عدي، والحاكم عن ابن عمر (3/ 201).

دراسة الاسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه سلام بن سليمان بن سوار الثقفي مولاهم أبو العباس المدايني.

قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن عدي: هو عندي منكر الحديث وعامة ما يرويه حسان إلا أنه لا يتابع عليه. وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وسئل عنه. فقال: ليس بالقوي. وقال النسائي: ثقة مدايني. وقال العقيلي: في حديثه مناكير ثم أورد له حديثاً عن أبي سعيد ثم قال: هذا لا أصل له. تهذيب التهذيب (4/ 283، 284). =

(2/708)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حبان: يروي عن أبي عمرو بن العلاء أشياء لا يتابع عليها لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لا يوافق حديثه الثقات، بل يباين حديث الأثبات. الضعفاء (1/ 342).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 342).

وقال الذهبي في الكاشف. له مناكير (1/ 413).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن سلام بن سليمان ضعيف وخاصة ما رواه عن عمرو بن العلاء وهذا الحديث من روايته عنه، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/709)

265 - حديث عائشة كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقرأ: {[إِنَّهُ] (1) عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (46)} [هود: 46].

قال: (صحيح) (2). قلت: إسناده مظلم.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2) التصحيح ليس في المستدرك وتلخيصه المطبوعين. وما أثبته من (أ)، (ب) فلعله سقط من المطبوع.

265 - المستدرك (2/ 241): أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن الزبرقان التيمي، حدثنا أبو زوقة، عن محمد بن جُحادة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (46)} [هود: 46].

تخريجه:

الآية (46) من سورة هود.

1 - رواه الخطيب في تاريخه "بلفظه" مُشَكْلاً هكذا {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (46)} [هود: 46] (2/ 289).

من طريق يحيى بن زياد الفراء. حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن الزبرقان.

قال: حدثني أبو روق، عن محمد بن جحادة، عن أبيه، عن عائشة به مرفوعاً.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم علل:

أولاً: فيه جحادة والد محمد بن جحادة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا (2/ 546).

ثانياً: ذكر الحاكم راوياً باسم (أبي زوقة) في سند الحديث. وقال المعلق: كذا في الأصول، ولعله تصحيف فإنه لم يوجد أبو زوقة عن محمد بن جحادة. =

(2/710)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قلت: وهو كذلك فلم يذكر في تهذيب الكمال أحداً باسم أبي زوقة يروي عن محمد بن جُحادة (3/ 1182).

لكن الحديث جاء عند الخطيب في تاريخه من طريق إبراهيم بن الزبرقان وهو طريق الحاكم. وذكره باسم (أبي روق). والظاهر أن صوابه (أبو روق) كما عند الخطيب، ومما يؤيد ذلك أن (أبا روق) وهو عطية بن الحارث قد عده المزي من الرواة عن محمد بن جُحادة كما في تهذيب الكمال (3/ 1182).

وقال ابن حجر عنه في التقريب: صاحب تفسير صدوق (2/ 24).

ثالثاً: إن في إسناد الحاكم محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أبو جعفر العبسي الكوفي.

قال الذهبي: كان بصيراً بالحديث والرجال، له تواليف مفيدة.

وثقه صالح جزرة وقال ابن عدي لم أر له حديثاً منكراً وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به. وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب. وقال ابن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى تلقف ما يأفكون. وقال الدارقطني: يقال. أنه أخذ كتاب غير محدث وقال البرقاني: لم أزل أسمعهم يذكرون أنه مقدوح فيه. قال الخطيب: له تاريخ كبير، وله معرفة وفهم. وقال أبو نعيم وابن عدي: رأيت كلا منه ومن مطين يخط أحدهما على الآخر. وقال ابن عقدة: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي، وإبراهيم بن إسحاق الصواف، وداود بن يحيى يقولون: محمد بن عثمان كذاب. وزادنا داود: قد وضع أشياء على قوم ما حدثوا بها قط، ثم حكى ابن عقدة نحو هذا عن طائفة في حق محمد وذكره ابن حبان في الثقات. وقال: كتب عنه أصحابنا، وقال جعفر بن محمد الطيالسي: كان كذاباً سمع عن قوم بأحاديث ما حدثوا بها قط من يسمع أنا به عارف.

وقال ابن المنادى: قد أكثر الناس عليه عمل اضطراب فيه.

وقال صالح بن محمد: ثقة.

ومن الطائفة التي ذكر ابن عقدة أنهم كذبوا محمداً جعفر الطيالسي، =

(2/711)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وعبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، وجعفر بن هذيل ومحمد بن أحمد العدوي.

وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به كتب الناس عنه، ولا أعلم أحداً تركه، الميزان (3/ 642، 643)، اللسان (5/ 280، 281).

قلت: فالذي يظهر من على ما تقدم أن أكثر العلماء قال: كذاب. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً.

إلا أن يحيى بن زياد الفراء قد تابع محمد بن عثمان كما عند الخطيب في تاريخه، لكن لم أعرف يحيى بن زياد هذا -والله أعلم-.

(2/712)

266 - حديث جابر سمعت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: "يا علي الناس من شجر شتى، وأنا وأنت من شجرة واحدة".

قال: صحيح. قلت: لا والله فيه هارون بن حاتم هالك.

__________

266 - المستدرك (2/ 241): أخبرني الحسين بن علي التميمي، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد، ثنا هارون بن حاتم، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حماد، حدثني إسحاق بن يوسف، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعلي: "يا علي، الناس من شجر شتى، وأنا وأنت من شجرة واحدة" ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ (4)} [الرعد: 4].

تخريجه:

الآية (4) من سورة الرعد.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم وابن مردويه عن جابر (4/ 440).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم هارون بن حاتم الكوفي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (263) وأنه ضعيف جداً. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-

(2/713)

267 - حديث أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا [اجتمع] (1) أهل النار في النار ... الحديث".

قال: صحيح. قلت: (خالد) (2) بن نافع واه (3).

__________

(1) في (أ)، (ب) (اجتمعت) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم المعنى لموافقته للقواعد اللغوية.

(2) في (ب) قال: (فيه خالد) وما أثبته من (أ).

(3) قوله: (قلت: ... إلخ) ليس في التلخيص المطبوع وفيه موافقة الحاكم على التصحيح، فإن كان في غير المطبوع التعقب وإلا فهو من تعقب ابن الملقن.

وذكر الألباني أن الحاكم أخرجه ووافقه الذهبي كما سيأتي.

267 - المستدرك (2/ 242): أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ علي بن الحسين بن علي بن الجنيد، ثنا أبو الشعثاء، ثنا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- قال: "إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من أهل القبلة من شاء الله، قالوا: ما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها.

فسمع الله ما قالوا فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا. فيقول الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما أخرجوا في قال وقرأ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحجر: 2،1]} مثقلة.

تخريجه:

الآيتان (1، 2) من سورة الحجر.

1 - رواه ابن أبي عاصم في السنة "بنحوه" (2/ 405، 406، ح 843)، تحقيق الألباني.

2 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (14/ 3).

روياه من طريق خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى به مرفوعاً. =

(2/714)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= 3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي عاصم في السنة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في البعث والنشور عن أبي موسى (4/ 92، 93).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم خالد بن نافع الأشعري.

ضعفه أبو زرعة، والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه.

وقال أبو داود: متروك الحديث. وقال الذهبي: وهذا تجاوز في الحد، فإن الرجل قد حدث عنه أحمد بن حنبل، ومسدد فلا يستحق الترك. وذكره ابن حبان في الثقات. الميزان (1/ 643، 644)، اللسان (2/ 388).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الظاهر من حال خالد أنه ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

لكن للحديث شاهد عن أنس "بنحو حديث أبي موسى مختصراً".

رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 406) وقال الألباني: حديث صحيح ورجاله ثقات، لكنه منقطع فإن أبا الخطاب العتكي وهو حرب بن ميمون الأكبر لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة ولذلك ذكر الحافظ في "التقريب" أنه من الطبقة السابعة وهي طبقة أتباع التابعين عنده كمالك والثوري.

وقد ذكر له الألباني طرقاً أخرى.

كما أن له شاهد عن أنس أيضاً وهو الحديث الطويل في الشفاعة وفيه معنى حديث أبي موسى.

1 - رواه أحمد (3/ 144).

2 - والدارمي (1/ 27، 28)، ونسبه الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم (2/ 407)، لابن خزيمة في التوحيد (192، 193).

وقال الألباني: وسندهم صحيح على شرط الشيخين.

فعليه يكون الحديث عند الحاكم بهذه الشواهد صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/715)

268 - حديث ابن عباس: كان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقرأ: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ (صالحة) غَصْبًا (79)} [الكهف: 79].

قال: صحيح. قلت: فيه هارون بن حاتم واه.

__________

268 - المستدرك (2/ 243، 244): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ: أنبأ أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، ثنا هارون بن حاتم، ثنا سليم بن عيسى، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ (صالحة) غَصْبًا (79)} [الكهف: 79].

تخريجه:

الآية (79) من سورة الكهف.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس (4/ 237).

2 - وروى ابن جرير بعضه فقال: وقد ذكر عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأ: "وكان أمامهم ملك" (16/ 2).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم هارون بن حاتم الكوفي، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (263) وأنه ضعيف جداً فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً.

لكن الحديث جاء عند ابن جرير بسند رواته ثقات، إلا أنه موقوف على ابن عباس. =

(2/716)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= كما أن له شاهداً موقوف على قتادة. رواه ابن جرير. قال: حدثنا الحسن بن يحيى. أخبرنا عبد الرزاق. أخبرنا معمر، عن قتادة: {وكان وراءهم ملك}.

قال قتادة: أمامهم. ألا ترى أنه يقول: {من ورائهم جهنم} وهي بين أيديهم. وقال ابن جرير أيضاً: حدثنا بشر. حدثنا يزيد. حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان في القراءة وكان أمامهم ملك يأخذ على سفينة صحيحة غصبا، (16/ 2).

وبشر شيخ ابن جرير لم أعرفه. لكن الذي يظهر أن للحديث أصل -والله أعلم-.

(2/717)

269 - حديث عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن مالك [عن] (1) أبي الرجال أن عائشة كانت ترسل بالصدقة لأهل الصفة ... الحديث.

قال: صحيح. قلت: عبيد الله مختلف في توثيقه، ومالك لا أعرفه، ثم هو منقطع.

__________

(1) في (أ)، (ب) (ابن) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

269 - المستدرك (2/ 244): أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى، أنبأ عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن مالك، عن أبي الرجال، أن عائشة كانت ترسل بالشيء صدقة لأهل الصفة، وتقول: لا تعطوا منهم بربرياً، ولا بربرية، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "هم الخلف الذين قال الله عز وجل: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ (59)} [مريم: 59].

تخريجه:

الآية (59) من سورة مريم.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم وصححه عن عائشة (4/ 277، 278).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم علل أعله بها الذهبي.

أولًا: أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة لم يرو عن عائشة.

فلم يذكره المزي من تلامذة عائشة كما في تهذيب الكمال (3/ 1689).

كما أن عائشة لم تذكر ممن أخذ عنها أبو الرجال كما في تهذيب الكمال (3/ 1230).

فالذي يظهر من هذا أن الِإسناد منقطع وإلى هذا أشار الذهبي. =

(2/718)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= ثانياً: عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (52) وأنه صالح الحديث.

ثالثاً: مالك الظاهر أنه: مالك بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، لأن هذا يروى عن أبي الرجال ومالك هذا هو ابن لأبي الرجال، لكني لم أجد من ترجمه.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن أبا الرجال لم يسمع من عائشة. فهو منقطع، وأن عبيد الله صالح الحديث ولم أجد من ترجم لمالك. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لانقطاعه -والله أعلم-.

(2/719)

270 - حديث ابن عباس: أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يقرأ {مستكَبرِينَ بِهِ سَمِرًا تَهجرُونَ}.

قال: صحيح. قلت: بل فيه يحيى بن سلمة متروك (قاله النسائي) (1).

__________

(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والتلخيص.

270 - المستدرك (2/ 246): أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أبوغسان، ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- كان يقرأ {مُستكَبرِينَ بِهِ سَمِرَاً تَهجُرُونَ}.

قال: كان المشركون يتهجرون برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

تخريجه:

الآية (67) من سورة المؤمنون.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم وصححه (5/ 13).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي أبو جعفر الكوفي.

قال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي. وقال البخاري: في حديثه مناكير. وقال الترمذي: يضعف في الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: متروك. وقال مرة: ضعيف. وقال العجلي: ضعيف وكان يغلو في التشيع. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً جداً. وقال أبو داود: ليس بشيء. تهذيب التهذيب (11/ 224، 225).

وذكره ابن حبان أيضاً في الضعفاء وقال: منكر الحديث جداً. يروي عن أبيه أشياء لا تشبه حديث الثقات. كأنه ليس من حديث أبيه، فلما أكثر عن =

(2/720)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أبيه بما خالف الأثبات بطل الاحتجاج به فيما وافق الثقات (3/ 112، 113)، وقد أشار ابن حجر في التهذيب إلى أنه ذكره في الثقات وذكره في الضعفاء.

وقال ابن حجر في التقريب. متروك وكان شيعياً (2/ 349).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: تركه النسائي وغيره (ت 4637).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين من حال يحيى أنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

(2/721)

271 - حديث [عبد الرحمن] (1) بن غنم. سألت معاذاً عن قول الله {ومَا كانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَتَّخِذَ} [أو نُتخذ] (2) قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-[يقرأ] (3) أن نتخذ بنصب النون، فسألته عن {المَ (غُلبت) (4) الرُّوُم} أو غَلبت.

قال: أقرأني رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- (غُلِبَتِ).

قال الحاكم: محمد بن سعد المذكور في إسناده ليس من شرط الكتاب.

قلت: هو المصلوب هالك، وبكر بن خنيس متروك.

__________

(1) في (أ) (عبد الرحيم) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يدل سياق الكلام.

(3) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم الكلام.

(4) ليست في أصل (ب) ومعلقة بهامشها.

271 - المستدرك (2/ 247): حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، ثنا علي بن الحسين بن الجنيد المالكي بالري، ثنا سويد بن سعيد الأنباري، ثنا الوليد بن جندب، ثنا بكر بن خنيس، عن محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم، قال: سألت معاذاً عن قول الله عز وجل: {مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أن نَتّخَذَ} أو نتخذ. قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ: أن نتخذ من دونك بنصب النون.

- وحدثنا أبو بكر بن داود، ثنا علي بن الحسن بن جنيد، ثنا سويد بن سعيد، ثنا الوليد بن جندب، ثنا بكر بن خنيس، عن محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم، قال: سألت معاذ بن جبل عن قول الله عز وجل {الم غُلِبَتِ اَلرُّوُم}، أو غلبت، فقال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المَ، غُلِبَتِ اَلرُّوُم}.

(2/722)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= تخريجه:

الآية (18) من سورة الفرقان، والآية الثانية (1) من سورة الروم.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم، وابن مردويه وقال: بسند ضعيف عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذا (5/ 65).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم بكر بن خنيس، ومحمد بن سعيد.

أولاً: محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي المصلوب.

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة حديثه حديث موضوع. وقال أبو داود عن أحمد: عمداً كان يضع. وقال ابن معين: منكر الحديث. وقال البخاري: ترك حديثه. وقال النسائي: الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة. وعد منهم محمد بن سعيد هذا.

وقال ابن نمير: هو عدو الله كذاب يضع الحديث. وقال أبو مسهر: هو من كذابي الأردن.

وقال أحمد بن صالح المصري: زنديق ضربت عنقه وضع أربعة آلاف حديث عند هؤلاء الحمقى فأخذوها. وقال النسائي والدارقطني: متروك.

وقال الحاكم: هو ساقط، لا خلاف بين أهل النقل فيه. تهذيب التهذيب (9/ 184، 185، 186).

وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: كان محمد بن سعيد هذا يضع الحديث على الثقات ويروي عن الأثبات ما لا أصل له. لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا الرواية عنه بحال من الأحوال. المجروحين (2/ 247، 248).

وقال ابن حجر في التقريب: بعد أن ذكر ما روي في أسمائه. قيل: إنهم قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى، كذبوه. وقال أحمد بن صالح: وضع أربعة آلاف حديث. وقال أحمد: قتله المنصور على الزندقة وصلبه (2/ 164).

وقال الذهبي في الضعفاء: كذاب صلب في الزندقة (ت 3730)، وقال في =

(2/723)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الخلاصة: قال بعضهم: يقلب اسمه على نحو مائة نوع. قال أحمد: يضع قتله أبو جعفر في الزندقة (ص 338).

ثانياً: بكر بن خنيس الكوفي العابد نزيل بغداد.

قال ابن معين: صالح لا بأس به إلا أنه يروي عن الضعفاء. ويكتب من حديثه الرقاق. وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: سألت ابن المديني عنه فقال: للحديث رجال. وقال: أحمد بن صالح المصري، وابن خراش، والدارقطني: متروك. وقال عمرو بن علي، ويعقوب بن شيبة، والنسائي: ضعيف. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال الجوزجاني: كان يروي على منكر وكان لا بأس به في نفسه. وقال العجلي: كوفي ثقة. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. وقال العقيلي: ضعيف. وقال ابن أبي شيبة: ضعيف الحديث وهو موصوف بالرواية والزهد. تهذيب التهذيب (1/ 481، 482).

وقال ابن حبان في الضعفاء: يروي عن البصريين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها (1/ 195).

وقال ابن حجر في التقريب: كوفي عابد سكن بغداد صدوق له أغلاط أفرط فيه ابن حبان (1/ 105).

وقال الذهبي في الكاشف: واه (1/ 161).

وقال في الضعفاء: قال الدارقطني: متروك برقم (640).

وقال الخزرجي في الخلاصة: قال الدارقطني: متروك. وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي.

قلت: مما مضى يتبين أن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس المصلوب: كذاب وهو قول أكثر العلماء. وإن بكر بن خنيس ضعيف. كما هو قول أكثر العلماء. فيكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً. والحمل فيه على محمد بن سعيد المصلوب -والله أعلم-.

(2/724)

272 - حديث أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول.

فوقف عليه ودعا له ... الحديث.

قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت (1): كذا قال وأنا أحسبه موضوعاً، وقطن بن وهب في إسناده لم يرو له البخاري، وعبد الأعلى ولم يخرجا له.

__________

(1) ليست في التلخيص وما أثبته من (أ)، (ب) والظاهر) أنه الصواب لدلالة سياق الكلام على أن التعقب للذهبي كما في التلخيص. 272 - المستدرك (2/ 248): أخبرنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد القطيعي ببغداد من أصل كتابه، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأوسي، حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن عبيد بن عمير، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير -وهو مقتول على طريقه- فوقف عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-، ودعا له، ثم قرأ هذه الآية {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)} [الأحزاب: 23].

ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه".

تخريجه:

الآية (23) من سورة الأحزاب.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور: أخرجه الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي، ونسبه أيضاً للبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة (5/ 191). =

(2/725)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الأعلى بن أبي فروة، وقطن بن وهب.

أولاً: قطن بن وهب بن عويمر الليثي أو الخزاعي أبو الحسن المدني.

قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (8/ 383).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق (2/ 127).

ولم تشر كتب التراجم التي ترجمت له لرواية البخاري له، وأشارت إلى أنه روى له مسلم والنسائي.

ثاياً: عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني مولى آل عثمان أبو محمد.

قال ابن معين: أولاد عبد الله بن أبي فروة كلهم ثقات، إلا إسحاق.

وذكره ابن حبان في الثقات وذكر ابن سعد أنه كان يفتي. تهذيب التهذيب (6/ 95، 96).

وقال ابن حجر في التقريب: ثقة فقيه (1/ 464).

ولم تشر كتب التراجم التي ترجمت له أن أحداً من أصحاب الكتب الستة أخرج له إلا أبو داود في المراسيل.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن قطن بن وهب صدوق، ولم يخرج له البخاري، وأن عبد الأعلى ثقة عابد، إلا أنه لم يخرج له البخاري ومسلم، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً. ويكون تعقب الذهبي في محله.

(2/726)

273 - حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قرأ {وَلَقَد أَضَلَّ منكم جِبِلًّا كَثِيًرا} مخففة (1).

قلت: في إسناده إسماعيل بن رافع هالك.

__________

(1) في المستدرك قال: رواته كلهم ثقات غير إسماعيل بن رافع، فإنهما لم يحتجا به. وليس هذا لا في التلخيص ولا في (أ)، (ب) وذكرته هنا للتوضيح.

273 - المستدرك (2/ 248): حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا أحمد بن داود بن المسيب الضبي، ثنا أبو عاصم، ثنا إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {وَلَقَد أَضَل مِنكم جبِلاً كَثِيرَا} مخففة.

تخريجه:

الآية (62) من سورة يس.

أورده السيوطي في الدر المنثور واقتصر على تخريج الحاكم له (5/ 267) ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسماعيل بن رافع بن عويمر، أو ابن أبي عويمر الأنصاري ويقال المزني أبو رافع القاضي المدني، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (212) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

إلا أن السيوطي أشار إلى أن عبد بن حميد أخرج عن هذيل أنه قرأ جبلاً مخففة. الدر المنثور (5/ 267).

(2/727)

274 - حديث أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ (1) خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ (2) حِسَانٍ (76)} [الرحمن: 76].

قال: صحيح. قلت: منقطع، وعاصم [الجحدري] (3) لم يدرك أبا بكرة.

__________

(1) في المستدرك وتلخيصه (رفرف، وعبقري) وما أثبته من (أ)، (ب) وكذا معلق بحاشية التلخيص. وأورده السيوطي أيضاً (6/ 152) وقال: رفارف، وعباقرى.

(2) في المستدرك وتلخيصه (رفرف، وعبقري) وما أثبته من (أ)، (ب) وكذا معلق بحاشية التلخيص. وأورده السيوطي أيضاً (6/ 152) وقال: رفارف، وعباقرى.

(3) في (أ)، (ب) (الجدري) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ولسان الميزان (3/ 220).

274 - المستدرك (2/ 250): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا حصين بن محمد المروروزي، ثنا أبو عبد الرحمن الأرطباني ابن عم عبد الله بن عون عن عاصم الجحدري، عن أبي بكرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)} [الرحمن: 76].

تخريجه:

الآية (76) من سورة الرحمن.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن الأنباري في المصاحف، والحاكم وصححه عن أبي بكرة (6/ 152).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث أعله الذهبي بأن عاصماً الجحدري لم يدرك أبا بكرة.

وعاصم هذا هو ابن العجاج الجحدري البصري أبو المجشر المقرىء وهو عاصم بن أبي الصباح أخذ عنه سلام أبو المنذر وجماعة قراءة شاذة فيها ما ينكر.

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من عباد أهل البصرة وقرائهم، يروي =

(2/728)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= عن أبي بكرة إن كان سمع منه وقد أرخت وفاته سنة تسع وعشرين ومائة.

الميزان (3/ 354)، اللسان (3/ 220).

وقد أرخ المزي وفاة أبا بكرة سنة خمسين ولم يعد عاصماً ممن روى عنه كما في تهذيب الكمال (3/ 1423).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الراجح أن عاصماً لم يدرك أبا بكرة. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لانقطاعه -والله أعلم-.

(2/729)

275 - حديث ابن عمر أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قرأ {فَشارِبُونَ شُرْبَ الِهيمِ}.

قال: صحيح. قلت: فيه سلام بن سليمان وهو ضعيف (1).

__________

(1) في التلخيص (ضعف) وما أثبته من (أ)، (ب).

275 - المستدرك (2/ 250): حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا سلام بن سليمان المدايني، ثنا أبو عمرو بن العلاء. عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {فشارِبُونَ شُرب الهيمِ}.

تخريجه:

الآية (55) من سورة الواقعة.

1 - رواه ابن حبان في الضعفاء "بلفظه" (1/ 342).

2 - ورواه ابن عدي في الكامل "بلفظه" (ل406).

روياه من طريق. سلام بن سليمان. حدثنا عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعاً.

3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن عدي، والشيرازي في الألقاب، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والخطيب في تالي التلخيص، وابن عساكر في تاريخه عن ابن عمر (6/ 160).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه سلام بن سليمان بن سوار الثقفي مولاهم أبو العباس المدايني، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (264) وأنه ضعيف وخاصة ما يرويه عن عمرو بن العلاء، وهذا منها.

فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/730)

276 - حديث جابر سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ {وَاَلرجزَ فَاَهجُر} بالرفع. وقال: هي الأوثان. هو في الصحيح، ولكن لم يقيد بالرفع (1).

قلت: فيه محمد بن كثير المصيصي خرج له النسائي وهو صويلح.

__________

(1) قوله (هو في الصحيح، ولكن لم يقيد بالرفع) ليس في المستدرك فالظاهر أنه من كلام الذهبي. وكلامه في محله فقد أخرجه البخاري بشرحه فتح الباري (8/ 679)، (ح 4926) لكنه لم يقيد بالرفع كما قال الذهبي فهو مقيد بالكسر (الرِجز).

276 - المستدرك (2/ 251): أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي، ثنا الأحوص محمد بن الهيثم، ثنا محمد بن كثير المصيصي، ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ: {وَاَلرُجزَ فَاَهجُر} برفع الراء.

وقال. هي الأوثان.

تخريجه:

الآية (5) من سورة المدثر.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم وابن مردويه عن جابر (6/ 281).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده محمد بن كثير بن أبي كثير المصيصي مولاهم أبو أيوب الصنعاني نزيل المصيصة.

قال البخاري: ضعفه أحمد. وقال صالح بن أحمد عن أبيه: لم يكن عندي بثقة.

وقال أبو داود: لم يكن يفهم الحديث. وقال أبو حاتم: كان رجلًا صالحاً وفي حديثه بعض الإِنكار. وقال البخاري: لين جداً وروى عن ابن معين أنه =

(2/731)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال: كان صدوقاً. وقال مرة: ثقة. وقال الحسين بن الربيع: اليوم أوثق الناس. وينبغي لمن يطلب الحديث لله تعالى أن يخرج إليه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء ويغرب، وقال ابن سعد: كان ثقة ويذكرون أنه اختلط في أواخر عمره وقال الساجي: صدوق كثير الغلط. تهذيب التهذيب (9/ 415، 416، 417).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق كثير الغلط (2/ 203).

وقال الذهبي في الكاشف: صدوق اختلط بآخره (3/ 91).

وقال في ديوان الضعفاء: ضعفه أحمد (ص 286)، (ت3943).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن كثير صدوق كثير الغلط اختلط بآخره ولم يتبين رواية محمد بن الهيثم عنه أبعد أو قبل الاختلاط. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً. أما اختصار الذهبي على تخريج النسائي فقط لمحمد بن كثير فهو ليس في محله حيث أخرج له الترمذي وأبو داود، والنسائي كما أشارت إلى ذلك المصادر التي ترجمت له -والله أعلم-.

(2/732)

277 - حديث عائشة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قرأ: {وَمَا هُوَ علي الغَيبِ بِظَنِينِ}. بالظاء.

قال: صحيح. قلت: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.

__________

277 - المستدرك (2/ 252): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أحمد بن علي الجزار، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا المعافى بن عمران، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن عروة عن عائشة، رضي الله عنها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ: {وَمَا هُوَ عَلًى الغَيبِ بِظَنِينٍ}. بالظاء.

تخريجه:

الآية (24) من سورة التكوير.

1 - رواه الخطيب في تاريخه "بلفظه" (4/ 351).

من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عروة عن أبيه، عن عائشة.

2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه الدارقطني في الأفراد، والخطيب في تاريخه والحاكم وصححه، وابن مردويه عن عائشة به مرفوعاً (6/ 321).

دراسة الِإسناد.

هذا الحديث روي من طريقين عن يحيى بن عروة.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (49) وأنه متروك. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عروة عند الخطيب فِي تاريخه، لكن عبد الله هذا لم أعرفه -والله أعلم-.

(2/733)

278 - حديث أبي هريرة عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه سأل جبريل عن هذه الآية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ (68)} [الزمر: 68].

قال: هم شهداء الله.

قال: صحيح. قلت: على شرط البخاري ومسلم (1).

__________

(1) قوله: (قال: صحيح ... إلخ) في التلخيص قال: (قال صحيح على شرط البخاري ومسلم) فكلمة (قلت) في التلخيص المطبوع. فعلى ذلك فالعبارة توحي أنه من كلام الحاكم وليس كذلك فإن ما في المستدرك هو (هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه) ولم يذكر أن الحديث على شرطهما. فعليه فهو من تعقب الذهبي ومما يؤيد ذلك أنه مذكور في النسختين على أنه من تعقب الذهبي -والله أعلم-.

278 - المستدرك (2/ 253): حدثنا علي بن عيسى بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا أبو بكر وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا أبو أسامة، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه سأل جبريل عن هذه الآية؛ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ (68)} [الزمر: 68].

"من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم"؟ قال: هم شهداء الله عز وجل.

تخريجه:

الآية (68) من سورة الزمر.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأبي يعلى، والدارقطني في الأفراد وابن المنذر، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن أبي هريرة (5/ 336). =

(2/734)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال عنه الحاكم صحيح الإِسناد. وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: وهو كذلك كما في التقريب (1/ 64)، (ت 465)، (1/ 272)، (ت157)، (2/ 62)، (ت 505). أي أن الشيخان أخرجا لرواته.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث صحيح على شرط الشيخين. -والله أعلم-.

(2/735)

279 - حديث ابن مسعود مرفوعاً: "ما أحسن محسن إلا أثابه الله".

قال: صحيح. قلت: فيه عتبة بن يقظان وهو واه.

__________

279 - المستدرك (2/ 253): حدثنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، وثنا علي بن الحسين بن الجنيد، ثنا زيد بن أخرم الطائي، ثنا عامر بن مدرك الحارثي، حدثنا عتبة بن يقظان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أحسن محسن من مسلم ولا كافر إلا أثابه الله" قال: فقلنا: يا رسول الله ما إثابة الله الكافر؟ قال: "إن كان قد وصل رحماً، أو تصدق بصدقة، أو عمل حسنة أثابه الله المال والولد والصحة، وأشباه ذلك" قال: فقلنا: ما أثابته في الآخرة؟ فقال: "عذاباً دون العذاب" قال وقرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أدخلواْءَالَ فِرعَون أَشَدَّ العَذَاب} هكذا قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقطوعة الألف.

تخريجه:

الآية (46) من سورة غافر.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للبزار، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الِإيمان عن ابن مسعود (5/ 352).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عتبة بن يقظان الراسبي أبو عمرو البصري.

قال النسائي: غير ثقة. وقال علي بن الجنيد، لا يساوي شيئاً. وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (7/ 103، 104).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 5).

وقال الذهبي في الكاشف: وثقه بعضهم وقال النسائي: غير ثقة (2/ 246). =

(2/736)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال الخزرجي في الخلاصة: قال النسائي: غير ثقة. وقال ابن الجنيد: لا يساوي شيئاً. وذكره ابن حبان في الثقات، ص 259.

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: قال ابن الجنيد: لا يساوي شيئاً، (ت 2745).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الأكثر من العلماء على تضعيف عتبة. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/737)

280 - حديث جابر أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قرأ: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية: 21 - 22]. بالصاد.

قال: صحيح. قلت: على شرط مسلم.

__________

280 - المستدرك (2/ 255): أخبرني أبو بكر محمد بن داود الزاهد، ثنا أبو القاسم العباس بن شاذان المقرىء، ثنا أبي، ثنا محمد بن عيسى المقرئ، ثنا أبو نعيم وقبيصة، قالا: ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية: 22،21]. بالصاد، إلا من تولى وكفر.

تخريجه:

الآية (22) من سورة الغاشية.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (6/ 343).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: على شرط مسلم.

قلت: الظاهر أن كلامه في محله كما في التقريب (1/ 207)، (ت697)، (1/ 311)، (ت312)، (2/ 122، ت75). حيث أخرج مسلم لرواته فعليه فهو صحيح على شرطه كما قال الذهبي.

(2/738)

281 - حديث أنس في سبب نزول: (إِنَّ مع العسرِ يسراً).

قال: لم يحتجا [بعائذ] (1) بن شريح. قلت: تفرد حميد بن حماد، عن [عائذ] (2) وحميد منكر الحديث [كعائذ] (3).

__________

(1) في (أ)، (ب) (عابد)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ولسان الميزان 3/ 226.

(2) في (أ)، (ب) (عابد)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ولسان الميزان 3/ 226.

(3) في (أ)، (ب) (عابد)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ولسان الميزان 3/ 226.

281 - المستدرك (2/ 255): حدثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا محمود بن غيلان، ثنا حميد بن حماد أبو الجهم، حدثنا عائذ بن شريح، سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-، -وبحياله حجر- فقال: "لو جاء فدخل هذا الحجر، لجاء اليسر، فدخل عليه، فأخرجه"، قال: فأنزل الله تعالى:

{إنَّ مع العسر يسراً}.

تخريجه:

الآية (6) من سورة الانشراح.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور، ونسبه للبزار وابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن أنس (6/ 364).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عائذ بن شريح، وحميد بن حماد.

أولًا: عائذ بن شريح. صاحب أنس الذي روى عنه بكر بن بكار. قال أبو حاتم: في حديثه ضعف. وقال ابن طاهر: ليس بشيء. روى حديث الطير.

الميزان (2/ 363)، اللسان (3/ 226).

وقال الذهبي في الضعفاء: مجمع على ضعفه ولم يترك، (ت2065).

ثانياً: حميد بن حماد بن خوار ويقال ابن أبي الخوار التميمي أبو الجهم. =

(2/739)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ليس بالمشهور. وقال أبو داود: ضعيف.

وقال أبو زرعة: شيخ. وقال الدارقطني: يعتبر به. وقال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. وقال ابن قانع: ضعيف. تهذيب التهذيب (3/ 37، 38).

وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (1/ 201).

وقال الذهبي في الكاشف: ضعفه أبو داود وقواه ابن حبان (1/ 256).

وقال في الضعفاء: ضعفه أبو داود، (ت 1164).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن عائذ بن شريح، وحميد بن حماد ضعيفان. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/740)

282 - حديث ابن عباس، عن أُبَيّ: أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: [لْأبَيَّ] (1): "إني أمرت أن أقرأ عليك" ... الحديث (2).

قال: صحيح. قلت: محمد بن يزيد بن سنان ضعفه الدارقطني.

__________

(1) ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2) في المستدرك وتلخيصه (إني أقرؤك سورة فقال له أُبَيّ: أمرت بذلك بأبي أنت وأمي. قال: "نعم".

282 - المستدرك (2/ 256): أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، ثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، أنبأنا معقل بن عبيد الله، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي: "إني أقرؤك سورة" فقال له أبي: أمرت بذلك بأبي أنت؟ قال: "نعم" فقرأ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)} [البينة: 2، 1].

تخريجه:

الآيات (1، 2) من سورة لم يكن.

لم أجد من أخرجه بسند الحاكم إلا أنه روى من طريق آخر.

1 - رواه الترمذي "بنحوه" مطولاً وفيه الآيات التي نسخت من سورة "لم يكن".

كتاب المناقب (65)، باب: من فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه (5/ 711)، (ح 3898)، وقال: حديث حسن.

2 - ورواه الحاكم مختصراً (2/ 531)، وقال: صحيح الإسناد وأقره الذهبي.

روياه من طريق عاصم، عن زر، عن أبيّ به مرفوعاً. =

(2/741)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن أُبَيّ.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد التيمي الجزري أبو عبد الله الرهاوي مولى بني طهية.

قال أبو حاتم: ليس بشيء هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلاً صالحاً من أحلاس الحديث صدوق، وكان النفيلي يرضاه. وقال البخاري: مقارب الحديث.

وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الترمذي: لا يتابع على روايته وهو ضعيف. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال مسلمة: ثقة. وكذا الحاكم وثقه. تهذيب التهذيب (9/ 524، 525).

وقال ابن حجر في التقريب: ليس بالقوي (2/ 219).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعفه الدارقطني (ت4045).

قلت: فالذي يظهر من على ما تقدم هو أن محمد بن يزيد ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق آخر وقد حسنه الترمذي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

الحكم على الحديث:

مما تقدم يتبين أن إسناد الحاكم ضعيفٌ لكن طريق الترمذي صحيح فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره.

كما أن للحديث شاهداً عن أنس بنحو حديث ابن عباس.

رواه البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب مناقب الأنصار (16)، باب: مناقب أُبَيّ (17/ 127)، (ح3809).

(2/742)

283 - حديث أم سلمة أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قرأ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1].

قال: صحيح. قلت: فيه عمرو بن عبيد وهو واه.

__________

(1) في المستدرك وتلخيصه (أعطيناك) وما أثبته من (أ)، (ب) ومن معجم الطبراني في الكبير كما سيأتي.

283 - المستدرك (2/ 256): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أنبأ أبو يعلى الموصلي، ثنا أزهر بن مروان، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن عمرو، عن الحسين عن أمه -أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1].

تخريجه:

الآية (أ) من سورة الكوثر.

1 - رواه الطبراني في الكبير "بلفظه" (23/ 365، ح 862).

من طريق عمرو بن عبيد، عن الحسين، عن أمه -أم سلمة- به مرفوعاً.

2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للطبراني، والحاكم صححه، وابن مردويه عن أم سلمة به (6/ 401).

3 - وأورده الهيثمي في المجمع، ونسبه للطبراني في الكبير والأوسط.

وقال: فيه عمرو بن عبيد وهو ضعيف جداً (7/ 144).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عمرو بن عبيد بن باب، ويقال: ابن كيسان التميمي مولاهم البصري.

قال عمرو بن علي: متروك الحديث صاحب بدعة، وتركه يحيى. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه.

وقال أحمد: ليس بأهل أن يحدث عنه. وقال يونس بن عبيد: كان يكذب في الحديث.

وقال ابن عون: يكذب على الحسن. تهذيب التهذيب (8/ 70، 71، 72، 73). =

(2/743)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حبان: كان من العباد الخشن، وأهل الورع الدقيق ممن جالس الحسن سنين كثيرة ثم أحدث ما أحدث من البدع، واعتزل مجلس الحسن، ومعه جماعة، فسموا المعتزلة. وكان داعية إلى الاعتزال ويشتم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويكذب مع ذلك في الحديث توهماً لا تعمداً. الضعفاء (2/ 69).

وقال ابن حجر في التقريب: المعتزلي المشهور كان داعية بدعة، اتهمه جماعة مع أنه كان عابداً (2/ 74).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: رأس الاعتزال. قال النسائي وغيره: متروك (ت 3194).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن عمرو بن عبيد معتزلي متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/744)

284 - حديث أُبَيّ كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوتر بسبِّح و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ [أَحَدٌ] (1)} [الإخلاص: 1].

قال: صحيح. قلت: فيه محمد بن أنس الرازي تفرد بأحاديث.

__________

(1) في (أ) (الواحد الصمد) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه. وهو لفظ الآية.

284 - المستدرك (2/ 257): أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا أبو أنس محمد بن أنس، ثنا الأعمش، عن طلحة وزبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عن أبي بن كعب، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوتر: {سَبِّحِ أسم رَبكَ الأعلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1].

تخريجه:

1 - رواه أبو داود "بنحوه" كتاب الصلاة، باب: القراءة والوتر (3/ 244، 245).

رواه من طريق محمد بن أنس، وأبي حفص الأبار، عن الأعمش، عن طلحة، وزبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، عن أُبي بن كعب به.

2 - ورواه النسائي "بلفظه" كتاب الصلاة، باب: القراءة في الوتر (3/ 244، 245).

3 - ورواه ابن ماجه "بلفظه" كتاب الصلاة- 115 باب: ما جاء فيما يقرأ في الوتر (1/ 370)، (ح1171).

رواه النسائي من طريق أبي عبيدة، وأبي جعفر الرازي.

ورواه ابن ماجه من طريق أبي حفص الأبار. كلهم عن الأعمش، عن زبيد وطلحة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، عن أُبي بن كعب. =

(2/745)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من عدة طرق عن الأعمش.

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وأبي داود وفيه محمد بن أنس القرشي أبو أنس العدوي مولى عمر بن الخطاب كوفي سكن دينور.

قال أبو حاتم: سمع منه إبراهيم بن موسى فقط وهو صحيح الحديث.

وقال أبو زرعة: ثقة كان إبراهيم بن موسى يثني عليه. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يغرب: وقال العقيلي في الضعفاء: يحدث عن الأعمش بأحاديث لم يتابع عليها (9/ 68).

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يغرب (2/ 146).

وقال الذهبي في الكاشف: وثق (3/ 23). لكن قال في ديوان الضعفاء: تفرد بمناكير (ت3608).

قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن أنس الظاهر أنه ثقة فعليه يكون الحديث صحيحاً. ومحمد بن أنس لم يتفرد بالحديث بل جاء الحديث من طرق أخرى عن الأعمش.

* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث أيضاً من طريق أبي حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن عند أبي داود وابن ماجه وهو صدوق، وكان يحفظ كما في التقريب (2/ 59).

وقال الذهبي في الكاشف: قال أحمد: ما به بأس (2/ 316).

* الطريق الثالث: وقد جاء الحديث أيضاً من طريق أبي عبيدة وهو عبد الملك بن معين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عند النسائي، وهو ثقة كما في التقريب (1/ 523).

وقال الذهبي في الكاشف: ثقة (2/ 215).

* الطريق الرابع: وللحديث طريق رابع عن الأعمش عند النسائي رواه عن الأعمش أبو جعفر الرازي التميمي مولاهم واسمه عيسى بن =

(2/746)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أبي عيسى عبد الله بن ماهان وهو صدوق سيء الحفظ كما في التقريب (2/ 406).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم صحيح وكذا بالطرق الأخرى إلا الطريق الرابع، لكنه يكون صحيحاً لغيره بالطرق الأخرى -والله أعلم-.

كما أن للحديث شاهداً عن عائشة.

رواه الحاكم (1/ 305) وقال على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي.

(2/747)

285 - حديث أبي هريرة مرفوعاً "إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن سورة البقرة".

قال: صحيح، ولم يعقبه الذهبي بشيء وفيه حكيم بن جبير وهو متروك (1).

__________

(1) قوله: (ولم يعقبه الذهبي ... إلخ) من تعقب ابن الملقن كما هو ظاهر. وأما في التلخيص ففيه الموافقة على التصحيح.

285 - المستدرك (2/ 259): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة".

تخريجه:

1 - رواه الترمذي "بلفظ مقارب" مع زيادة في آخره. كتاب فضائل القرآن، باب: ما جاء في فضل سورة القرآن، وآية الكرسي (5/ 157)، (ح2878).

وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم وضعفه. رواه من طريق حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعاً.

2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لسعيد بن منصور، والترمذي، ومحمد بن نصر، وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة به مرفوعاً (1/ 20).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه حكيم بن جبير الأسدي، ويقال: مولى الحكم بن أبي العاص.

قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال يحيى بن سعيد: روى شيئاً كثيراً وتركه شعبة. وقال يعقوب بن شيبة: =

(2/748)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: في رأيه شيء ومحله الصدق إن شاء الله.وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: متروك. وقال البخاري: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وقال الساجي: غير ثبت في الحديث فيه ضعف. وقال أبو داود: ليس بشيء.تهذيب التهذيب (2/ 445، 446).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه وتركه الدارقطني (1/ 248).وقال في ديوان الضعفاء: ضعفوه ولم يترك (ت1098).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف رمي بالتشيع.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الراجح من حال حكيم أنه ضعيف رمي بالتشيع كما لخص حاله بذلك ابن حجر. والحديث ليس له تعلق في معتقده. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً فقط.ثم إن للحديث شاهداً عند ابن حبان في صحيحه عن سهل بن سعد.موارد كتاب التفسير، سورة البقرة (ح1727).فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/749)

286 - حديث (1) معقل بن يسار مرفوعاً: "أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول".قال: صحيح. قلت: فيه عبيد [الله] (2) بن أبي حميد قال أحمد: تركوا حديثه.__________(1) هذا الحديث قد كرره الحاكم هنا فقد سبق أن أخرجه في كتاب فضائل القرآن (1/ 561) وتبعه الذهبي وابن الملقن على تكريره.(2) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.286 - المستدرك (2/ 259): أخبرنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح الهذلي، عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول".تخريجه:قلت: قد سبق تخريج ودراسة إسناد هذا الحديث وهو حديث رقم (163) وتبين من خلال ذلك أنه ضعيف جداً -والله أعلم-.

(2/750)

287 - حديث ابن عباس: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان ... الحديث.قال: أدت الضرورة إلى إخراجه (1). قلت: لا ضرورة (في ذلك) (2) فعبد الملك بن هارون المذكور في إسناده متروك الحديث.__________(1) في المستدرك وتلخيصه قال: (إلى إخراجه في التفسير).(2) في (ب) قال: (إلى إخراجه) وما أثبته من (أ)، والتلخيص.287 - المستدرك (2/ 263): أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن أيوب، ثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان. فكلما التقوا هزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدعاء: اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي، الذي وعدتنا أن تخرجه لنا آخر الزمان، إلا نصرتنا عليهم. قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلَّم- كفروا به، فأنزل الله وقد كانوا يستفتحون بك يا محمد على الكافرين".تخريجه:الآية (89) من سورة البقرة.{وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا ... الآية (89)} [البقرة: 89].1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم والبيهقي في الدلائل وقال: روياه بسند ضعيف (1/ 88).دراسة الاسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه.قال الدارقطني: هما ضعيفان. وقال أحمد: ضعيف. وقال يحيى: كذاب.وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال السعدي: عبد الملك دجال =

(2/751)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= كذاب. وقال صالح بن محمد: عامة حديثه كذب. وضعفه يعقوب بن سفيان.وقال الحربي: غيره أوثق منه، وروي عن الحاكم أنه قال: ذاهب الحديث جداً.وقال في المدخل: روي عن أبيه أحاديث موضوعة -المدخل إلى معرفة الصحيحين (1/ 99، 130) - وذكره الساجي، والعقيلي، وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء. وقال أبو نعيم: يروي عن أبيه مناكير. الميزان (2/ 666، 667)، اللسان (4/ 71، 72).وذكره الذهبي في ديوان الضعفاء وقال: تركوه. وقال السعدي: دجال (ت 2640).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الملك بن هارون الظاهر أنه متروك عند أكثر العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الاسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/752)

288 - حديث جابر: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- في جنازة وأنا [أمشي] (1) إلى جنبه فقال رجل: نعم المرء ما علمنا إن كان لعفيفاً مسلماً ... الحديث.قال: صحيح الإِسناد. قلت: فيه مصعب بن ثابت وليس بالقوي.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.288 - المستدرك (2/ 268): أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمد بن غالب، ثنا عيسى بن إبراهيم البركي، ثنا المعافى بن عمران الموصلي، ثنا مصعب بن ثابت، عن محمد بن كعب القرظي، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة فينا -في بني سلمة- وأنا أمشي إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رجل: نعم المرء ما علمنا إن كان لعفيفاً مسلماً إن كان. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنت الذي تقول؟ " قال: يا رسول الله ذاك بدأ لنا، والله أعلم بالسرائر. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت" قال: وكنا معه في جنازة رجل من بني حارثة أو من بني عبد الأشهل، فقال رجل: بئس المرء ما علمنا إن كان لفَظّاً غليظاً إن كان. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنت الذي تقول"؟ قال: يا رسول الله، الله أعلم بالسرائر، فأما الذي بدأ لنا منه فذاك. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت". ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143)} [البقرة: 143].تخريجه:الآية (143) من سورة البقرة.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم وصححه، وابن المنذر عن جابر (1/ 144). =

(2/753)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي.قال أحمد: أراه ضعيف الحديث لم أر الناس يحمدون حديثه. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الزهري: كان من أعبد أهل زمانه. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يستضعف. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. تهذيب التهذيب (10/ 158، 159).وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث وكان عابداً (2/ 251).الحكم على الحديث:مما مضى يتبين أن مصعب بن ثابت ليس بالقوي كما هو قول الذهبي فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً قابلًا للانجبار.وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الشهادة للجنازة عند البخاري. كتاب الجنائز- 85 باب: ثناء الناس على الميت (ح1367).وعند مسلم كتاب الجنائز- 20 باب: فيمن يثني عليه خيراً أو شراً من الموتى (2/ 655)، (ح949).فيكون الحديث عند الحاكم صحيحاً لغيره -والله تعالى أعلم-.

(2/754)

289 - حديث عبد الكريم [الجزري] (1) عن مجاهد، عن أبي ذر أنه سأل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الإِيمان. فتلا: {لَّيسَ اَلبِرَّ أن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم} حتى فرغ منها.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: كيف وهو منقطع؟.__________(1) في (أ)، (ب) (الجريري) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه. والتقريب (1/ 516).289 - المستدرك (2/ 272): أخبرني الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق -من أصل كتابه-، ثنا موسى بن أعين، ثنا عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد، عن أبي ذر -رضي الله عنه-: أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الِإيمان، فتلا هذه الآية: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (177)} [البقرة: 177] حتى فرغ من الآية.قال: ثم سأله أيضاً. فتلاها، ثم سأله أيضاً، فتلاها، ثم سأله فقال: "إذا عملت حسنة أحبها قلبك، وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك".تخريجه:الآية (177) من سورة البقرة.1 - رواه ابن أبي حاتم "بنحوه" كما نسبه له ابن كثير في تفسيره (1/ 207).رواه من طريق عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن أبي ذر أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به. وقال ابن كثير: وهذا منقطع فإن مجاهداً لم يدرك أبا ذر فإنه مات قديماً.- وأورد ابن كثير حديثاً آخر بنحو حديث مجاهد عن أبي ذر. لكن السائل رجل آخر. ونسبه لابن مردويه. لكن قال ابن كثير وهذا أيضاً منقطع. =

(2/755)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= - وأورد الحديث السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي حاتم عن أبي ذر قال وصححه (1/ 169).وكذا نسبه له الشوكاني في فتح القدير (1/ 173).دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طريقين عن أبي ذر.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وقد أعله الذهبي بالانقطاع، والظاهر أنه يقصد بذلك أن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر.فقد قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: مجاهد عن أبي ذر مرسل.وقال ابن كثير: منقطع فإن مجاهداً لم يدرك أبا ذر فإنه مات قديماً.ولم يعد أبا ذر من شيوخ مجاهد عند ترجمته كما في تهذيب الكمال (3/ 1305).ولم يعد مجاهد من تلامذة أبي ذر عند ترجمته كما في تهذيب الكمال (3/ 1603).أما من ناحية تاريخ الوفاة، فالذي يظهر أن مجاهداً أدرك أبا ذر.فقد أرّخ المزي وفاة أبي ذر سنة اثنتين وثلاثين، وذكر أن مجاهداً ولد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر. فعمر مجاهد حين وفاة أبي ذر إحدى عشرة سنة لكن قد يكون أدركه ولم يسمع منه كما قال أبو حاتم. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لانقطاعه.* الطريق الثاني: وللحديث طريق آخر. كما ذكره ابن كثير ونسبه لابن مردويه، لكن أعله ابن كثير بالانقطاع، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً أيضاً.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بكلا الِإسنادين حسن لغيره، لأن كلا منهما ضعيف قابل للانجبار -والله أعلم-.

(2/756)

295 - حديث [هشام] (1) بن عروة عن أبيه: أن علياً دخل على رجل من بني هاشم وهو مريض يعوده فأراد أن يوصي، فنهاه.فقال: إن الله يقول: {إِن تَرَكَ خيرًا} [مالا] (2). فدع مالك لورثتك.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: فيه انقطاع.__________(1) في (أ)، (ب) (هاشم) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (11/ 48).(2) في (أ)، (ب) (قال) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا هو عند من أخرج الحديث.290 - المستدرك (2/ 273، 274): أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ أبو خالد الأحمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن علياً -رضي الله عنه- دخل على رجل من بني هاشم، وهو مريض يعوده فأراد أن يوحي فنهاه، وقال: إن الله يقول: {إن تَرَكَ خَيرًا} مالا فدع مالك لورثتك.تخريجه:الآية (180) من سورة البقرة.1 - رواه البيهقي "بلفظه" عن الحاكم. كتاب الوصايا، باب: من استحب ترك الوصية إذا لم يترك شيئاً كثيراً (6/ 270).2 - ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه "بنحوه" كتاب الوصايا، في الرجل يكون له المال الجديد أيوصي به وهو قليل (11/ 208)، (ح10992).روياه من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام، عن أبيه، أن علياً دخل على رجل من بني هاشم يعوده فذكره.3 - ورواه عبد الرزاق في مصنفه "بنحوه" كتاب الوصايا، باب: في الرجل يوصي وماله قليل (9/ 63)، (ح16352). =

(2/757)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= رواه من طريق معمر، والثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخل علي على مولى لهم في الموت فذكره.دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بالانقطاع. والذي يظهر أنه يقصد بذلك أن عروة بن الزبير لم يسمع من علي بن أبي طالب، وذلك لأن ابن أبي حاتم قال: سألت أبي عن رواية عروة عن علي. فقال: مرسل. العلل لابن أبي حاتم (1/ 54)، وكذا في المراسيل له (ص 149)، (ت 273)، لكن الذي يظهر من تاريخ الوفاة أن عروة أدرك عليًّا -رضي الله عنه-، فقد أرخت وفاة علي سنة أربعين كما في تهذيب التهذيب (7/ 338)، وأرخت ولادة عروة سنة ثلاث وعشرين، وقيل: لست خلون من خلافة عثمان. وقد عند علي ممن روي عنه عروة عند ترجمته كما في تهذيب التهذيب (7/ 183).ومما يؤيد سماعه منه ما رواه أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام من الطريق يوم الجمل استصغرنا. تهذيب التهذيب (7/ 183).ومما يؤيد عدم وجود انقطاع في السند أن البيهقي قد روى الحديث من طريق الحاكم ولم يعله بالانقطاع.الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عروة الظاهر أنه سمع من علي، فعليه يكون المسند متصلاً وليس فيه انقطاع كما أشار إليه الذهبي. فعليه يكون الحديث صحيحاً -والله أعلم-.

(2/758)

291 - حديث عائشة كان الرجل يطلق امرأته ما شاء الله أن يطلقها وإن طلقها مائة أو أكثر إذا ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، حتى قال الرجل لامرأته: والله لا أطلقك [فتبيني] (1) مني ... الحديث.قال: صحيح ما تكلم أحد في يعقوب بن حميد بن كاسب المذكور في إسناده [بحجة] (2). قلت: قد ضعفه غير واحد.__________(1) (أ) (لتبيني) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (أ)، (ب) (لحجه) وما أثبته من التلخيص وعليه تستقيم العبارة.291 - المستدرك (2/ 279، 280): أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ علي بن الحسين بن الجنيد، ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا يعلى بن شبيب المكي، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان الرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها، وإن طلقها مائة أو أكثر، إذا ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها، حتى قال الرجل لامرأته: والله لا أطلقك فتبيني مني، ولا آويك إلي. قالت: وكيف ذاك؟ قال: أطلقك. وكلما قاربت عدتك أن تنقضي ارتجعتك، ثم أطلقك، وأفعل ذلك، فشكت المرأة ذلك إلى عائشة، فذكرت ذلك عائشة للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فسكت ولم يقل شيئاً، حتى نزل القرآن: {اَلطَّلاقُ مرتَان فَإِمسَاكٌ بِمَعُروفٍ أَو تَسرِيحٌ بِإِحساَنٍ}.تخريجه:الآية (229) من سورة البقرة.1 - رواه البيهقي "بلفظه" عن الحاكم، كتاب الطلاق، باب: ما جاء في إمضاء الطلاق الثلاث وإن كن مجموعات (7/ 333).2 - ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: (16/ 3، 497)، (ح1192).رواه من طريق قتيبة. حدثنا يعلى بن شبيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به مرفوعاً. =

(2/759)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 3 - ورواه البيهقي "بنحوه" كتاب الرجعة (7/ 367).رواه من طريق ابن إسحاق، أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به مرفوعاً.4 - ورواه مالك في الموطأ "بنحوه" كتاب الطلاق- 29 باب: جامع الطلاق (2/ 588)، (ح80).رواه عن هشام بن عروة، عن أبيه به مرسلاً ولم يذكر عائشة.ورواه البيهقي "بنحوه" (7/ 333).من طريق مالك عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً.وقال البيهقي: هذا مرسل وهو الصحيح قاله البخاري وغيره.ورواه الترمذي "بنحوه" متابعة للحديث السابق.من طريق عبد الله بن إدريس، عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً.وقال: هذا أصح من حديث يعلى بن شبيب.دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من عدة طرق عن هشام مرسلاً وموصولًا.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم موصولًا وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب المدني سكن مكة وقد ينسب إلى جده.قال عباس العنبري: يوصل الحديث. وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: ثقة؟ فحرك رأسه. قلت: كان صدوقاً في الحديث؟ قال: لهذا شروط.وقال أيضاً: قلبي لا يسكن إلى ابن كاسب. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.وقال البخاري: لم يزل خيراً، وهو في الأصل صدوق. وقال النسائي: ليس بشيء. وقال في موضع آخر: ليس بثقة. وقال ابن عدي: لا بأس به وبرواياته وهو كثير الحديث. كثير الغرائب. وقال مصعب الزبيري: ثقة مأمون صاحب حديث وكان من أمناء القضاة زماناً. وقال مسلمة: ثقة.تهذيب التهذيب (11/ 384). =

(2/760)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حجر في التقريب: صدوق ربما وهم (2/ 375).وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو حاتم: ضعيف. وقال نميرة: صاحب مناكير. وقال البخاري: لم نر إلا خيراً، هو في الأصل صدوق (3/ 291).قلت: مما تقدم يتبين أن كلام الذهبي في محله حيث ضعفه غير واحد، ولكن الأرجح أنه صدوق ربما وهم كما لخص حاله بذلك ابن حجر.إلا أن له متابعاً، فقد تابعه قتيبة عن يعلى بن شبيب، وقتيبة ثقة ثبت كما في التقريب (2/ 123).لكن يعلى بن شبيب قال عنه الحافظ في التقريب: لين الحديث (2/ 378).إلا أن الذهبي وثقه كما في الكاشف (3/ 295).وذكره في التهذيب ولم يذكر أحداً تكلم عنه إلا ابن حبان فقد ذكره في الثقات (11/ 401، 402).فالذي يظهر أن الحديث بهذا الِإسناد حسن.* الطريق الثاني: موصولًا أيضاً. وقد جاء الحديث من طريق ابن إسحاق قال: أخبرني هشام عند البيهقي.وقد روى الحديث مرسلاً. فقد رواه مالك كما في الموطأ، وعبد الله بن إدريس كما عند الترمذي. روياه عن هشام بن عروة، عن أبيه به.فلم يذكرا عن عائشة. وقد ذكر زكريا الكندهلوي أن يعلى بن شبيب، وابن إسحاق قد خالفا الثقات في رفع الحديث فقد رواه مالك، وعبد الله بن إدريس، وعبدة بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وجعفر بن عون كلهم عن هشام، عن أبيه مرسلاً. أوجز المسالك إلى موطأ مالك (10/ 235، 236).وقد رجح أن المرسل أصح كما عند الترمذي والبيهقي عن البخاري وغيره كما سبق. =

(2/761)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم حسن كما أن له متابعاً عند البيهقي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة وهو ابن إسحاق وقد صرح بالتحديث من هشام، فعليه فهو بهذا الإِسناد صحيح فيكون بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره، لكن يعلى بن شبيب، وابن إسحاق قد خالفا جمعاً من الثقات في رفع الحديث كما تقدم. فعليه يكون المرسل أصح -والله تعالى أعلم-.

(2/762)

292 - حديث معقل بن يسار أن أخته طلقها زوجها، فأراد أن [يراجعها] (1) [فمنعها] (2) معقل، فنزلت: {فَلَا تعضلُوهُنَّ أَن يَنكحنَ أَزوَجَهُنَّ}.قال: صحيح. قلت: الفضل بن دلهم ضعفه ابن معين وقواه غيره.__________(1) في (أ)، (ب) (تراجعه) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وهو الصواب، لأن المراجع هو الزوج.(2) في (أ) (ممتعة) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.292 - المستدرك (2/ 280): أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أنبأ وكيع، ثنا الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن معقل بن يسار، أن أخته طلقها زوجها، فأراد أن يراجعها، فمنعها معقل، فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ (232)} [البقرة: 232].تخريجه:الآية (232) من سورة البقرة.1 - رواه البخاري بشرحه فتح الباري "بنحوه" كتاب التفسير- 40 باب: إذا طلقتم النساء فبلغهن أجلهن ... الآية (8/ 192)، (ح4529).رواه من طرق عن الحسن، عن معقل بن يسار.2 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب النكاح، باب: في العضل (2/ 230)، (ح2087).من طريق عباد بن راشد، عن الحسن، قال: حدثني معقل بن يسار به.3 - ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب التفسير، سورة البقرة (5/ 216)، (ح2981).من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن معقل بن يسار به. =

(2/763)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من عدة طرق.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه الفضل بن دلهم الواسطي ثم البصري القصاب.قال يزيد بن هارون: كان الفضل بن دلهم عندنا قصاباً شاعراً معتزلياً، وكنت أصلي معه في المسجد فلا أسمع ذاك منه. وقال أحمد: كان لا يحفظ، وذكر أشياء أخطأ فيها. وقال ابن معين: صالح الحديث. وسئل ابن معين عن حديثه عن الحسن فقال: ضعيف. وقال أبو داود: ليس بالقوي ولا بالحافظ. وقال ابن الجنيد: في القلب من حديثه شيء. وقال الآجري عن أبي داود: كان معتزلياً له رأي سوء. وقال: زعموا أن له مذهباً رديء.وقال مرة: حديثه منكر وليس هو بمرضي. وقال أبو الفتح الأزدي: ضعيف جداً. ووثقه وكيع. تهذيب التهذيب (8/ 276، 277).وقال ابن حجر في التقريب: لين ورمي بالاعتزال (2/ 110).وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو داود وغيره: ليس بالقوي.وقال في ديوان الضعفاء: ضعفه ابن معين (ت3363).مما تقدم يتبين أن الظاهر من حال الفضل أنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.لكن الحديث قد جاء من طرق أخرى صحيحة فقد رواه البخاري في صحيحه كما سبق. ورواه الترمذي وصححه.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، لكن له طرق أخرى صحيحة، فعليه يكون الحديث عند الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/764)

293 - حديث ابن عباس في قوله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ (243)} [البقرة: 243].قال: كانوا أربعة آلاف خرجوا فراراً من الطاعون ... الحديث.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: فيه ميسرة النهدي ولم يرودا له.__________293 - المستدرك (2/ 281): أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ وكيع، ثنا سفيان، عن ميسرة النهدي، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ (243)} [البقرة: 243]. قال: كانوا أربعة آلاف خرجوا فراراً من الطاعون، وقالوا: نأتي أرضاً ليس بها موت. فقال لهم الله موتوا فماتوا فمر بهم نبي، فسأل الله أن يحييهم، فأحياهم. فهم الذين قال الله عز وجل {وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ (243)}.تخريجه:الآية (243) من سورة البقرة.1 - رواه وكيع بن الجراح في تفسيره "بلفظ مقارب" نسبه له ابن كثير في تفسيره (1/ 298).2 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (5/ 266، 267)، (ح5596) تحقيق أحمد شاكر.روياه من طريق سفيان، عن ميسرة النهدي، عن المنهال بن عمرو الأسدي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لوكيع، والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس به (1/ 310). =

(2/765)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ميسرة بن حبيب النهدي أبو حازم الكوفي. قال أحمد، وابن معين، والعجلي، والنسائي: ثقة. وقال أبو داود: معروف. وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (10/ 386).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق (2/ 291).وقال الذهبي في الكاشف: ثقة (3/ 191)، ولم تشر الصادر التي ترجمت له لرواية البخاري ومسلم له.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن ميسرة ثقة، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد صحيحاً، لكنه ليس على شرط البخاري. ومسلم، لأنهما لم يرويا له -والله أعلم-.

(2/766)

294 - حديث أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل البراء بن عازب فقال (له): يا براء كيف نفقتك على أمك (1)؟ وكان موسعاً على أهله ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه (موسى بن محمد) (2) بن إبراهيم التيمي. وهو متروك (قاله الدارقطني) (3).__________(1) في المستدرك وتلخيصه (أهلك) وما أثبته من (أ)، (ب) وكذا من الدر المنثور للسيوطي (1/ 337).(2) في (ب) (محمد بن موسى) وما أثبته من (أ) والتلخيص، وكذا هو في سند الحاكم (موسى بن محمد).(3) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والتلخيص.294 - المستدرك (2/ 282 - 283): حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، ثنا عبيد بن محمد بن حاتم العجلي، حدثني أبو بكر بن أبي النضر، ثنا أبي، ثنا زياد بن عبد الله بن علاثة، ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- سأل البراء بن عازب فقال:"يا براء كيف نفقتك على أهلك"؟ قال: وكان موسعاً على أهله فقال: يا رسول الله ما أحسبها. قال: "فإن نفقتك على أهلك وولدك وخادمك صدقة، فلا تتبع ذلك منا ولا أذى".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه ابن المنذر، والحاكم وصححه عن أنس (1/ 337).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أبو محمد المدني. =

(2/767)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال مرة: ليس بشيء. ولا يكتب حديثه.وقال البخاري: عنده مناكير. وقال أبو داود: كان أحمد يضعفه. وقال أبو داود: لا يكتب حديثه، وقال الجوزجاني: ينكر الأئمة عليه حديثه.وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، وأحاديث عقبة بن خالد عنه من جناية موسى ليس لعقبة فيها جرم. وقال الدارقطني: متروك. تهذيب التهذيب (10/ 368، 369).وقال ابن حجر في التقريب: منكر الحديث (2/ 287).وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف (3/ 188).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن موسى بن محمد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.لكن لفضل الصدقة على الأهل شاهد أورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني، وأبو يعلى قال: ورجال الطبراني ثقات كلهم (4/ 324، 325). كما تشهد الآية التي تنهي عن المن لبقية الحديث وهو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ .. الآية} [البقرة: 264] رقم (264) من سورة البقرة.

(2/768)

295 - حديث ابن عباس لما نزلت و {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ (284)} [البقرة: 284] هو شق عليهم. فقال لهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "قولوا سمعنا وأطعنا" فألقى الله الِإيمان في قلوبهم فقالوا: سمعنا وأطعنا فأنزل الله {لَا يُكَلِّف اللهُ نَفسًا إِلا وُسعهَا -إلى قوله- أو أَخطَأنَا} (قال: [قد] (1) فعلت إلى آخر البقرة} (2).قال: صحيح. ولم يعقبه الذهبي بشيء ورأيت بخط شيخنا صلاح الدين العلائي مقابلة، أخرجه مسلم من هذا الوجه (3).__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) قوله: {قال قد فعلت ... إلخ} ليس في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(3) هذا التعقب من ابن الملقن عليهما وإلا فالذهبي وافق الحاكم على التصحيح ولم يذكر أنه في مسلم.295 - المستدرك (2/ 286): أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ وكيع، ثنا سفيان، عن آدم بن سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (284)} [البقرة: 284] شق ذلك عليهم ما لم يشق عليهم مثل ذلك. فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: "قولوا سمعنا وأطعنا"، فألقى الله الِإيمان في قلوبهم، فقالوا: سمعنا وأطعنا، فأنزل الله عز وجل: {لَا يُكلِّفُ اللهُ نَفسًا إلًا وُسْعَهَا لَهَا مَا كسَبَت وَعَلَيهَا مَا أكتسبَت} إلى قوله تعالى {أَو أخطَأنا} وقال: قد فعلت إلى آخر البقرة.تخريجه:الآيات (284، 286) من سورة البقرة. =

(2/769)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 1 - رواه مسلم هكذا. قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحاق بن إبراهيم. واللفظ لأبي بكر قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن آدم بن سليمان مولى خالد قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية و {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (284)} [البقرة: 284] قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قولوا سمعنا وأطعنا وأسلمنا" قال: فألقى الله الِإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: قد فعلت - وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا (286)} [البقرة: 286] قال: قد فعلت. كتاب الإيمان - 57 باب: بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق (1/ 116)، (ح 200).فعليه يكون تعقب ابن الملقن في محله، حيث إن الحديث قد رواه مسلم من هذا الوجه.

(2/770)

296 - حديث أبي عقيل، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس قال: [لما نزلت] (1) {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ (285)} [البقرة: 285] قال النبي -صلى الله عليه وسلَّم-: "وحق (2) له أن يؤمن".قال: صحيح. قلت: منقطع.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) في المستدرك وتلخيصه (وأحق) وما أثبته من (أ)، (ب) وعليه تستقيم العبارة.296 - المستدرك (2/ 287): حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، ثنا معاذ بن نجدة القرشي، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو عقيل، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس، قال: لما نزلت هذه الآية على النبي -صلى الله عليه وسلم-: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ (285)} [البقرة: 285] قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحق له أن يؤمن.تخريجه:الآية (285) من سورة البقرة.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب من طريق يحيى بن أبي كثير عن أنس به مرفوعاً (1/ 376).ولم أجد من أخرجه غيرهما.دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بالانقطاع ولم يبين مكان الانقطاع هنا، لكن السيوطي نسب للذهبي أنه قال: منقطع بين يحيى وأنس الدر المنثور (1/ 376).قلت: قال ابن أبي حاتم في المراسيل: أخبرنا علي بن أبي طاهر -فيما كتب إلي- أنبأنا أحمد بن محمد الأشرم قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، يحيى بن أبي كثير سمع من أنس؟ قال: قد رآه -قال =

(2/771)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ابن أبي كثير: رأيت أنساً- ولا أدري سمع منه أم لا؟ وسئل ابن معين هل رأى ابن أبي كثير أنساً. فقال: رآه.وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن ابن أبي كثير هل سمع من أنس؟ قال: رآه. وقال أبو زرعة: رأى يحيى أنساً ولم يسمع منه، وقال أيضاً: يحيى بن أبي كثير بلغه عن أنس وحديثه عنه مرسل أصح. وقال أبو حاتم: جماعة بالبصرة رأوا أنساً ولم يسمعوا منه منهم: يحيى بن أبي كثير. وقال: يحيى بن أبي كثير لم يدرك أحداً من أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- إلا أنساً فإنه رآه رؤيه ولم يسمع منه.المراسيل (ص 243، 244)، (ت 444).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن يحيى لم يسمع من أنس، فعليه فالإِسناد منقطع.فبذلك يكون الحديث بههذا الإِسناد ضعيفاً لانقطاعه -والله أعلم-.

(2/772)

297 - حديث العباس (1). كنا جلوساً مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالبطحاء فمرت سحابة فقال: "أتدرون ما هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "السحاب ... الحديث".قال: صحيح. قلت: فيه يحيى بن العلاء وهو واه.__________(1) هذا الحديث أخرجه الحاكم (2/ 378). وصححه الحاكم وقال الذهبي: قد مر وصحح، ورواه أيضاً (2/ 412) وصححه الحاكم وقال الذهبي قد مر وأن يحيى واه. روى ذلك كله من طريق واحد.297 - المستدرك (2/ 287، 288): أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، أنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، عن سماك بن حرب، وقرأ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)} [آل عمران: 5] فقال: حدثني عبد الله بن عميرة، عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: كنا جلوساً مع رسول الله -صلى الله عليه- وسلم- في البطحاء، فمرت سحابة. فقال: "أتدرون ما هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. فقال: "السحاب" فقلنا: السحاب. فقال: "والمزن" فقلنا: والمزن. فقال: "والعنان" فقلنا: والعنان، ثم قال: "أتدرون كم بين السماء والأرض؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن على سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، وكثف على سماء مسيرة خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله، كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهم وأظلافهم كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش، وبين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك.ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء".تخريجه:الآية (5) من سورة آل عمران.1 - رواه أحمد "بنحوه" (1/ 206، 207). =

(2/773)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= رواه من طريق يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن العباس به.2 - ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب السنة، باب: في الجهمية (4/ 231)، (ح 4723).3 - ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب تفسير القرآن- 68 سورة الحاقة (5/ 424، ح 3320) وقال: حسن غريب.4 - ورواه ابن ابي عاصم في السنة "بنحوه" (1/ 253، ح 577).5 - ورواه ابن خزيمة في التوحيد (68) نسبه له الألباني في تحقيقه لكتاب السنة لابن أبي عاصم (1/ 254).رووه من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الرازي. حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس به.6 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" المقدمة (1/ 69)، (ح 193).- ورواه أبو داود "بنحوه" كتاب السنة، باب: في الجهمية (4/ 231)، (ح4723).7 - ورواه اللالكائي في السنة "بنحوه" (3/ 389، 390)، ح651).رووه من طريق محمد بن الصباح البزاز. حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة عن العباس به.- ورواه أبو داود "بنحوه" (ح4724).- ورواه اللالكائي في السنة "بنحوه" (3/ 389، 390)، (ح650).روياه من طريق محمد بن سعيد. أخبرنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس.دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طرق عن سماك.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وأحمد وفيه يحيى بن العلاء البجلي أبو سلمة. ويقال: أبو عمرو الرازي. =

(2/774)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال أحمد: كذاب يضع الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مرة: ليس بشيء. وقال عمرو بن علي، والنسائي، والدارقطني: متروك الحديث.وقال أبو زرعة: في حديثه ضعف. وقال أبو داود: ضعفوه. وقال مرة: ضعيف.وقال وكيع: كان يكذب. وقال الدولابي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: لا يتابع على رواياته وكلها غير محفوظة، والضعف على رواياته وحديثه بين، وأحاديثه موضوعات. تهذيب التهذيب (11/ 261، 262).وقال ابن حجر في التقريب: رمي بالوضع (2/ 355).وقال الذهبي في الكاشف: تركوه (3/ 265)، وقال في ديوان الضعفاء. قال أحمد: كذاب يضع الحديث (ت4671).وقال الخزرجي في الخلاصة: كذبه وكيع وأحمد (ص427).قلت: مما تقدم يتبين أن يحيى بن العلاء متروك الحديث وهو قول أكثر العلماء.فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الرازي وهو ثقة كما في التقريب (1/ 486)، عن عمرو بن أبي قيس الرازي قال الحافظ: صدوق له أوهام (2/ 77)، وقال الذهبي في الكاشف: وثق وله أوهام (2/ 340).وجاء الحديث من طريق ثالث عن محمد بن الصباح البزاز وهو ثقة حافظ كما في التقريب (2/ 171)، (ت318)، عن الوليد بن عبد الله بن أبي ثور وهو ضعيف كما في التقريب (2/ 333).وجاء أيضاً من طريق رابع عن محمد بن سعيد بن سابق الرازي وهو ثقة كما في التقريب (2/ 164) عن عمرو بن أبي قيس الرازي. وقد سبق القول عنه.لكن مدار الحديث في هذه الطرق على عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس. =

(2/775)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال البخاري: لا يعلم له سماع من الأحنف بن قيس وذكره ابن حبان في الثقات، وحسن الترمذي حديثه. وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة: أدرك الجاهلية وكان قائد الأعشى لا تصح له صحبة ولا رؤية ذكره بعض المتأخرين -يعني ابن مندة- وقال مسلم في الوحدان: تفرد سماك بالرواية عنه. وقال إبراهيم الحربي: لا أعرفه. وقال ابن ماكولا: روى عن جرير وغيره. تهذيب التهذيب (5/ 344).وقال ابن حجر في التقريب: مقبول (1/ 428، 521).وقال الذهبي في الكاشف: حسن له الترمذي حديث الأوعال (2/ 115)، (ت2925).وقال في ديوان الضعفاء: مجهول لا يعرف له سماع من الأحنف (ت2256).وقال في الميزان: فيه جهالة. ثم ساق قول البخاري: لا نعلم له سماع من الأحنف (2/ 469).وقال الألباني: إسناده ضعيف عبد الله بن عميرة قال الذهبي: فيه جهالة، وقال البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف جداً، لكن له طرق أخرى، إلا أن مدارها على عبد الله بن عميرة. قال إبراهيم الحربي: لا أعرفه، وقال الذهبي مجهول، وقال البخاري: لا يصح سماعه من الأحنف بن قيس. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.وأما تحسين الترمذي للحديث فلعله لشواهد أخرى اطلع عليها -والله تعالى أعلم-.

(2/776)

298 - حديث حيوة عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعاً: " [كان] " (1) الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف ... الحديث".قال: صحيح. قلت: منقطع.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.298 - المستدرك (2/ 289): حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي، ثنا همام بن أبي بدر، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولوا الألباب".تخريجه:1 - رواه ابن حبان في صحيحه "بلفظ مقارب" موارد. كتاب التفسير- 1 باب: في أحرف القرآن (ص 441)، (ح 1782).من طريق ابن وهب أنبأنا حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، عن ابن مسعي به مرفوعاً.2 - وأورده ابن حجر في المطالب العالية ونسبه لأبي يعلى (3/ 284)، (ح4388). =

(2/777)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن جرير، والحاكم، وأبو نصر السجزي في الِإبانة عن ابن مسعود (2/ 6).ولم أجده عند ابن جرير -فالله أعلم-.دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بالانقطاع.قلت: والظاهر أنه يقصد أن أبا سلمة لم يسمع من عبد الله بن مسعود، لأن عبد الله بن مسعود لم يعد من شيوخ أبي سلمة عند ترجمة أبي سلمة كما في تهذيب الكمال (3/ 1610، 1611)، وكذا لم يعد أبو سلمة من روى عن عبد الله بن مسعود عند ترجمة ابن مسعود كما يا تهذيب الكمال (740/ 2، 741).أما من ناحية الوفاة فقد أرخت وفاة ابن مسعود كما في تهذيب الكمال عند ترجمته سنة ثلاث وثلاثين.وأما أبو سلمة فقد اختلف في سنة وفاته فقيل سنة أربع وتسعين، وقيل أربع ومائة، وعمره اثنتين وسبعين سنة. فإذا كان توفي سنة أربع ومائة فلا شك أنه لم يدركه. وأما إن كان توفي سنة أربع وتسعين فإدراكه له ممكن -والله أعلم-. لكن الذي يظهر أنه لم يسمع منه لأن ابن مسعود لم يعد من شيوخه ولم يعد أبو سلمة ممن أخذ عن ابن مسعود.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الأرجح أن أبا سلمة لم يسمع من عبد الله بن مسعود. فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً لانقطاعه -والله أعلم-.

(2/778)

299 - حديث ابن عباس: أوحى الله إلى نبيكم أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.استشهد به الحاكم. قلت: منكر جداً، وفيه محمد بن شداد. قال الدارقطني: لا يكتب حديثه وحميد بن الربيع. قال ابن عدي: كان يسرق الحديث (1).__________(1) الظاهر من سياق ابن الملقن هذا القول عن الذهبي أن محمد بن شداد، وحميد بن الربيع كلاهما في سند واحد، ولكن الصواب خلاف ذلك فقد أورد الحاكم الحديث من طريق محمد بن شداد، وحميد بن الربيع عن أبي نعيم. وقد أوضح الذهبي ذلك حيث قال: رواه محمد بن شداد، وحميد بن الربيع، عن أبي نعيم فكل منهما متابع للآخر عن أبي نعيم.وقال الحاكم عنه: غريب الِإسناد والمتن.299 - المستدرك (2/ 290): (حدثنا) أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عمرو البزار ببغداد، ثنا أبو يعلى محمد بن شداد المسمعي، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى نبيكم -صلى الله عليه وسلم- أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وأني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا، وسبعين ألفا.تخريجه:1 - أورده السخاوي في المقاصد (ح 756) وقال: رواه الحاكم في المستدرك مرفوعا بأسانيد متعددة تدل على أن له أصلاً كما قال شيخنا.2 - وورد في التمييز (ص115) وقال: رواه الحاكم بأسانيد متعددة تدل على أن له أصلاً كما قال ابن حجر.3 - وورد في الكشف (2/ 98)، ومختصر المقاصد (ح701). =

(2/779)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طريقين عن أبي نعيم كما عند الحاكم.* الطريق الأول: وفيه محمد بن شداد. المسمعي.قال الدارقطني: لا يكتب حديثه،. وقال مرة: ضعيف، وضعفه البرقاني.وقال الذهبي: قلت: لقبه زرقان، وكان معتزلياً روى أحاديث منكرة.الميزان (3/ 579)، اللسان (5/ 199).وأورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال الدارقطني: لا يكتب حديثه (ت3766).فالذي يظهر من على ما تقدم أن محمد بن شداد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً.* الطريق الثاني: وفيه حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن شحيم أبو الحسن اللخمي الخزاز الكوفي.قال الدارقطني: تكلموا فيه بلا حجة. وقال البرقاني: رأيت الدارقطني يحسن القول فيه. وقال البرقاني: رأيت عامة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث. وقال عثمان بن أبي شيبة: أنا أعلم الناس بحميد بن الربيع وهو ثقة، ولكن شره يدلس. وقال ابن معين: أخزى الله ذاك ومن يسأل عنه، وقال أيضاً: كذابو زماننا أربعة: -وعد منهم حميد بن الربيع- وقال أيضاً: أوَ يُكْتب عن ذاك، كذاب خبيث غير ثقة ولا مأمون يشرب الخمر، ويأخذ دراهم الناس، ويكابرهم عليها حتى يصالحوه، وأحسن القول فيه أحمد بن حنبل وقال: ما علمت إلا ثقة، وكان أبو أسامة يكرمه. وأنكر أحمد على ابن معين طعنه فيه. وقال النسائي: ليس بشيء. وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويرفع الموقوف. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال: حدثنا عنه ابن خزيمة. وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد وتكلم الناس فيه فتركت حديثه. وقال مسلمة بن قاسم: ضعيف. الميزان (1/ 611، 612)، اللسان (2/ 363، 364). =

(2/780)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= فمن كل ما تقدم يتبين أن التوسط في أمر حميد بن الربيع أنه ضعيف فقط.فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بكلا الِإسنادين حسن لغيره، لأن كلا منهما ضعيف قابل للانجبار -والله أعلم-.

(2/781)

300 - حديث عائشة مرفوعاً: "الشرك أخفى من دبيب النمل ... " الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه عبد الأعلى بن أعين. قال الدارقطني: ليس بثقة.__________300 - المستدرك (2/ 291): أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور، وتبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب والبغض". قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ (31)} [آل عمران: 31].تخريجه:الآية (31) من سورة آل عمران.1 - رواه أبو نعيم في الحلية "بلفظ مقارب" (9/ 253).من طريق عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة به وهو طريق الحاكم.2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي حاتم، وأبي نعيم في الحلية، والحاكم عن عائشة (2/ 17).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم وأبي نعيم عبد الأعلى بن أعين الكوفي مولى بني شيبان.قال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن يحيى بن أبي كثير المناكير، لا شيء.وقال الدارقطني: ليس بثقة. وقال العقيلي: جاء بأحاديث منكرة ليس منها شيء محفوظ. تهذيب التهذيب (6/ 93). =

(2/782)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حبان في الضعفاء: يروي عن يحيى بن أبي كثير ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال (2/ 156).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 464).وقال الذهبي في الكاشف: واه (2/ 146).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يظهر من أقوال العلماء أن عبد الأعلى ضعيف جداً. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/783)

301 - حديث علي لما نزلت: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (97)} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله أفي كل عام ... الخ.قلت: فيه مخول بن إبراهيم [وهو] (1) رافضي، وعبد الأعلى بن عامر ضعفه أحمد.__________(1) ليست في أصل (أ) ومعلقة بهامشها ومشار إليها.301 - المستدرك (2/ 293، 294): حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ، حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، حدثنا تحول بن إبراهيم النهدي، حدثنا منصور بن زاذان، حدثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البختري، عن علي -رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (97)} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: أفي كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: أفي كل عام؟ قال: "لا، ولو قلت نعم، لوجبت، فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ٌ (101)} [المائدة: 101].تخريجه:الآية الأولى (97) من سورة آل عمران. والآية الثانية (101) من سورة المائدة.1 - رواه أحمد "بلفظه" كما نسبه له الساعاتي في الفتح الرباني (11/ 14)، (ح4).ولم أجده في المسند -والله أعلم-.2 - ورواه الترمذي "بلفظ مقارب" كتاب الحج، باب: ما جاءكم فرض الحج (3/ 178)، (ح814) وقال: حسن غريب.3 - ورواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" كتاب المناسك، 2 باب: فرض الحج (2/ 963)، (ح 2884).رووه من طريق منصور بن وردان الأسدي. حدثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البختري، عن علي -رضي الله عنه-. وهو طريق الحاكم، =

(2/784)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= إلا أن الحاكم قال: منصور بن زاذان، وتبعه الذهبي في تلخيصه. والظاهر أنه تحريف إما من النساخ أو من الحاكم نفسه، لأن كل من روى الحديث قال: ابن وردان، كما أن ابن زاذان متقدم روى عن أنس قيل مرسل وروى عن التابعين، ولم يعد من الرواة عن عبد الأعلى عند ترجمة ابن زاذان كما في تهذيب التهذيب (10/ 306)، وأما ابن وردان فإنه عد من الرواة عن عبد الأعلى عند ترجمة ابن وردان كما في تهذيب التهذيب (10/ 316).فالذي يظهر على هذا أن الرواية لابن وردان، وليست لابن زاذان.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الأعلى بن عامر، ومخول بن إبراهيم، أما عند غير الحاكم ففيه عبد الأعلى فقط.أولاً: عند الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي.قال عمرو بن علي: كان عبد الرحمن لا يحدث عنه. قال: وكان يحيى يحدثنا عنه. وقال أحمد: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث ربما رفع الحديث وربما وقفه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي.وقال النسائي: ليس بالقوي ويكتب حديثه. وقال ابن عدي: يحدث بأشياء لا يتابع عليها وقد حدث عنه الثقات. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بذاك القوي. وقال الساجي: صدوق يهم. وقال يعقوب بن سفيان: يضعف. وقال في موضع آخر: في حديثه لين وهو ثقة.وقال الدارقطني: يعتبر به. وقال في العلل: ليس بالقوي عندهم. وصحح الطبري حديثه في الكسوف وحسن له الترمذي، وصحح له الحاكم وهو من تساهله. تهذيب التهذيب (6/ 94، 95).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم (1/ 464).وقال الذهبي في الكاشف: لين ضعفه أحمد (2/ 146).وقال في ديوان الضعفاء: تابعي ضعفه أحمد، وأبو زرعة (ت2362).فالذي يظهر من كل ما تقدم أنه حسن الحديث وقد حسن له الترمذي ووثقه يعقوب بن سفيان. وقال ابن عدي: حدث عنه الثقات. =

(2/785)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ثانياً: مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي الكوفي رافضي بغيض صدوق في نفسه.قال أبو نعيم: سمعته ورأى رجلًا من المسودة فقال: هذا عندي أفضل وأخير من أبي بكر وعمر، وذكره العقيلي في الضعفاء، وساق كلام أبي نعيم.وقال ابن عدي: أكثر روايته عن إسرائيل، وقد روى عنه ما لم يروه غيره.وهو من متشيعي الكوفة، وذكره ابن حبان في الثقات. الميزان (4/ 85)، اللسان (6/ 11).وذكره الذهبي في ديوان الضعفاء وقال: كوفي رافضي جلد (ت4066).فالذي يظهر أنه صدوق في نفسه وقد ذكره ابن حبان في الثقات إلا أنه رافضي.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الأعلى حسن الحديث كما هو الأرجح. إلا أنه لم يتفرد بالحديث بل تابعه أحمد، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج كلهم عن منصور، لكن في إسناد الجميع مخول بن إبراهيم وهو صدوق في نفسه إلا أنه رافضي، لكن هذا الحديث ليس فيه ما يؤيد بدعته، فعليه يكون الحديث حسناً لذاته -والله أعلم-.وللحديث شاهد عن ابن عباس "بنحو حديث علي".رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي (2/ 293).فعليه يكون الحديث عند الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/786)

302 - حديث أُبي بن كعب مرفوعاً: "من سره أن [يشرف] (1) له البنيان [وترفع] (2) له الدرجات، فليعف عمن ظلمه، ويعط من حرمه، ويصل من قطعه".قال: صحيح. قلت: فيه أبي أمية بن يعلى ضعفه الدارقطني، وإسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عبادة، عن أُبيّ وإسحاق لم يدرك عبادة.__________(1) في (أ) (يتشيد) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (أ)، (ب) (وترتفع) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.302 - المستدرك (2/ 295): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، ثنا حجاج بن نصير، حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي، قال: سمعت موسى بن عقبة، وتلا قول الله عز وجل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (133)} [آل عمران: 133].فقال: حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة القرشي، عن عبادة بن الصامت، عن أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من سره أن يشرف له البنيان، وترفع له الدرجات، فليعف عمن ظلمه، ويعط من حرمه، ويصل من قطعه.تخريجه:الآية (133) من سورة آل عمران.1 - رواه الطبراني في الكبير "بلفظ مقارب" (1/ 167)، (ح534).من طريق أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن موسى بن عقبة، عن إسحاق بن يحيى الأنصاري، عن عبادة بن الصامت، عن أبيّ بن كعب.2 - وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 179) ونسبه للطبراني في الكبير والأوسط وقال: فيه أبي أمية بن يعلى وهو ضعيف.دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم والطبراني فيه علتان ذكرهما الذهبي. =

(2/787)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= أولاً: أن إسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة. قال ابن أبي حاتم في المراسيل: قيل لأبي زرعة: أحاديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عبادة؟ قال: روى عنه الفضل بن سليمان، وأبو أمية بن يعلى وهي مراسيل (ص13)، (ت).ثانياً: أبو أمية إسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي البصري.قال يحيى: ضعيف ليس حديثه بشيء. وقال مرة: متروك الحديث. وقال النسائي، والدارقطني: متروك. وقال البخاري سكتوا عنه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث أحاديثه منكرة ليس بالقوي. وقال أبو زرعة: واه ضعيف الحديث ليس بقوي. وقال الساجي: ضعيف. وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: متروك (ت459).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن في سند الحديث انقطاعاً وفيه أيضاً أبو أمية إسماعيل بن يعلى وهو متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً جداً، والحمل فيه على أبي أمية -والله أعلم-.

(2/788)

303 - حديث جابر {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} [البقرة: 167] قال: أخبرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم الكفار.قلت: فيه بحر بن [كنيز] (1) وهو هالك.__________(1) في (أ) (كثير) وفي (ب) (كسر) بدون نقط وما أثبته من التلخيص والميزان (1/ 298).303 - المستدرك (2/ 300): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن الجراح القهستاني، ثنا الحارث بن مسلم، عن بحر السقاء، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: قلت له: أخبرني عن قول الله عز وجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا (37)} [المائدة: 37] قال: أخبرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم الكفار. قال: قلت لجابر: قوله: (إِنَّكَ مَن تُدخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخزَيتَهُ}؟ قال: الله قد أخزاه حين أحرقه بالنار، أو دون ذلك الخزي؟.تخريجه:الآية الأولى (37) من سورة المائدة، الآية الثانية (192) من سورة آل عمران.1 - رواه ابن جرير "بنحوه" مختصراً (7/ 478، 479)، (ح8360) تحقيق أحمد شاكر.من طريق بحر بن كنيز، عن عمرو بن دينار قال: قدم علينا جابر به وهو طريق الحاكم.2 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن جرير والحاكم عن جابر (2/ 111).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم بحر بن كنيز الباهلي أبو الفضل البصري المعروف بالسقاء.قال يزيد بن زريع: كان لا شيء. وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. =

(2/789)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال الدارقطني: متروك.وقال ابن سعد: كان ضعيفا. وقال الحربي: ضعيف. وقال الساجي: تروى عنه مناكير وليس هو بالقوي عندهم في الحديث. وقال البخاري: ليس هو عندهم بقوي يحدث عن قتادة بحديث لا أصل له من حديثه، ولا يتابع عليه. وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه وذكره ابن البرقي في طبقة من ترك حديثه. وقال السعدي: ساقط. وقال أبو داود: متروك.تهذيب التهذيب (1/ 419).وقال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى استحق الترك.المجروحين (1/ 192).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 93).وقال الذهبي في الكاشف: وهوه، وقال الدارقطني: متروك (1/ 149).وقال في ديوان الضعفاء: متفق على تركه (ت546).وقال الخزرجي في الخلاصة: ضعفوه جداً (ص46).الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن بحر بن كنيز الظاهر من أقوال العلماء أنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/790)

304 - حديث أنس: كان بين أبي طلحة وبين أم [سليم] (1) كلام فأراد طلاقها، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلَّم- فقال: "إن طلاق أم [سليم] (2) [لحوب] (3).قال: صحيح. قلت: لا والله فيه علي بن عاصم وهو واه.__________(1) في (أ)، (ب) (سلمة) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا من البيهقي كما سيأتي.(2) في (أ)، (ب) (سلمة) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا من البيهقي كما سيأتي.(3) في (أ)، (ب) (سحوب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا من البيهقي أيضاً.304 - المستدرك (2/ 302): حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ببغداد، ثنا يحيى بن جعفر، ثنا علي بن عاصم، ثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: كان بين أبي طلحة، وبين أم سليم كلام، فأراد أبو طلحة أن يطلق أم سليم، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن طلاق أم سليم لحوب".تخريجه:1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب الطلاق، باب: لا كراهية الطلاق (7/ 323). رواه عن الحاكم.2 - وأورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 245) ونسبه لهما فقط.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبيهقي علي بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسن التيمي مولاهم.قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن عاصم. على اختلاف أصحابنا فيه منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالفه فيه الناس ولجاجته فيه وثباته كل الخطأ. ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه =

(2/791)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وتوانيه عن تصحيح ما كتبه الوراقون له ومنهم من قصته أغلظ من هذا وقد كان رحمه الله من أهل الدين والصلاح والخير البارع شديد التوقي.لكن للحديث آفات تفسده. وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير فقال له خلف بن سالم: إنه يغلط في أحاديث. قال: دعوا الغلط وخذوا الصحاح.وقال أحمد: كان يغلط، ويخطيء وكان فيه لجاج ولم يكن متهماً بالكذب.ولم ير بالرواية عنه بأساً. وقال ابن المديني: كان كثير الغلط وكان إذا غلط فرد عليه لم يرجع، وقال أيضاً: أتيته بواسط فذكرت جريراً فقال: لقد رأيته ناعساً ما يعقل ما يقال له ومر ذكر أبي عوانه فقال: وضاع ذاك العبد. ومر ذكر ابن عليه. فقال: ما رأيته يطلب حديثاً قط. وذكر شعبة فقال: ذاك المسكين كنت أكلم له خالد الحذاء حتى يحدثه. وقال يزيد بن هارون: ما زلنا نعرفه بالكذب. وقال الساجي: كان من أهل الصدق ليس بالقوي في الحديث. وقال يزيد بن زريع: حدثنا علي عن خالد الحذاء: بسبعة عشر حديثاً فسألنا خالداً عن حديث فأنكره، ثم آخر فأنكره، ثم ثالث فأنكره فأخبرنا فقال: كذاب فاحذروه. وروى عن شعبة أنه قال: لا تكتبوا عنه.وقال يحيى بن معين: كذاب ليس بشيء. وقال يعقوب بن شيبة عن يحيى بن معين: ليس بشيء ولا يحتج به. قلت: ما أنكرت منه قال: الخطأ والغلط ليس ممن يكتب حديثه. وذكره العجلي فقال: كان ثقة معروفاً بالحديث والناس يظلمونه في أحاديث يسألوا أن يدعها فلم يفعل.وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وقال مرة: يتكلمون فيه. وقال الدارقطني: كان يغلط ويثبت كل غلطه. وقال أبو زرعة: تكلم بكلام سوء.وقال محمود بن غيلان: أسقطه ابن معين وأبو خيثمة. تهذيب التهذيب (7/ 344، 45، 46، 47، 48).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء ويصر، ورمي بالتشيع (2/ 39). =

(2/792)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (2/ 288).وذكره الخزرجي في الخلاصة ونقل كلام يعقوب بن شيبة في اختلاف الناس فيه- المتقدم (ص275).الحكم على الحديث:قك: قد لخص حاله ابن حجر بقوله صدوق يخطيء ويصر ورمي بالتشيع فتلك الأشياء كفيلة بتضعيفه فالظاهر أنه ضعيف وهو قول أكثر العلماء.فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/793)

305 - حديث محمد بن طلحة بن يزيد بن [ركانة] (1) أنه حدث عن عمر قال: لأن [أكون] (2) سألت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن ثلاث أحب إليَّ من حمر النعم: من الخليفة بعده ... وذكر باقي الحديث.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: بل ما خرجا لحمد شيئاً ولا أدرك عمر.__________(1) في (أ) (ركاشة) وفي (ب): بياض قدر كلمة وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (9/ 239).(2) في (أ) (يكون) وفي (ب) (ـكون) بدون نقط وما أثبته من المستدرك وتلخيصه. وعليه يدل سياق الكلام.305 - المستدرك: (2/ 303): (أخبرنا) علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، ثنا الهيثم بن خالد، ثنا أبو نعيم، ثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار. قال: سمعت محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة يحدث عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. قال: لأن أكون سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثلاث أحب إليَّ من حمر النعم: من الخليفة بعده، وعن قوم قالوا: نقر بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك، أيحل قتالهم؟، وعن الكلالة.تخريجه:1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه لعبد الرزاق، والعدني، وابن المنذر، والشيرازي والحاكم (2/ 1102).قلت: قد رواه عبد الرزاق مختصراً على تمني عمر السؤال عن الصدقة فقط.كتاب الزكاة، باب: موضع الصدقة ودفع الصدقة في مواضعها (4/ 43) (ح6915) رواه عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أن عمر بن الخطاب قال: به. =

(2/794)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بأن في سنده محمد بن طلحة ولم يدرك عمر، ولم يرو له الشيخان.قلت: الظاهر أن كلامه في محله. حيث أن المزي في تهذيب الكمال لم يذكر أن عمر من شيوخ محمد بن طلحة (3/ 1214)، وكذا ابن حجر في التهذيب (9/ 239، 240) وقد أُرخت وفاته سنة إحدى عشرة ومائة. وهو ثقة كما هي أقوال العلماء في المصادر التي ترجمت له وقد لخص حاله ابن حجر في التقريب بذلك (2/ 173)، لكن الذي يظهر أنه لم يدرك عمر.فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لانقطاعه.وقد جاء بعض الحديث كما سبق عند عبد الرزاق، لكن عمرو بن دينار لم يسمع من عمر. لأنه مات سنة مائة وست وعشرين. وقال ابن حبان: جاوز السبعين تهذيب التهذيب (8/ 29، 30).وعمرو بن دينار هو راوي الحديث عند الحاكم، ولكن الذي نسبه عند الحاكم لعمر هو محمد بن طلحة فبين عمر وعمرو بن دينار في سند الحاكم محمد بن طلحة.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن طلحة لم يسمع من عمر.وكذا عمرو بن دينار لم يسمع من عمر فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً لانقطاعه.

(2/795)

356 - حديث جعفر بن عون. حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر قال: لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ثم قال: "لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق".قال: [صحيح] (1) على شرط مسلم، فإن إسماعيل هو السدي. قلت: لا والله، ولم يدرك جعفر، السدي وأظن هذا موضوعاً.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.306 - المستدرك (2/ 314 - 315): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل، قالا ثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي: أنبأ جعفر بن عون، أنبأ إسماعيل بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر قال: لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب والإِسماعيلي في معجمه عن جابر (3/ 2).دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح على شرط مسلم فإن إسماعيل هو السدي.ورده الذهبي بأن جعفراً لم يدرك السدي.قلت: والذي يظهر لي أن جعفر أدرك السدي فإن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي توفي عام مائة وسبعة وعشرين كما في تهذيب التهذيب (1/ 314)، وأما جعفر فإنه توفي سنة مائتين وست وهو ابن سبع وثمانين، وقيل سبع وتسعون. تهذيب التهذيب (2/ 101).فعلى أي من التقديرين يكون إدراكه له ممكناً، لأنه على اعتبار سبع وتسعين =

(2/796)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= يكون عمره تسع عشرة سنة. وعلى اعتبار سبع وثمانين يكون عمره تسع سنوات وهي كافية في الإدراك والتحمل. والظاهر أنه على شرط مسلم لأن رجاله رجال مسلم كما في التقريب (2/ 210)، (1/ 71، 72)، (1/ 131).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن إدراك جعفر بن عون لِإسماعيل السدي ممكناً، فعليه يكون المسند متصلاً. وقد أورد الحديث ابن كثير في تفسيره ونسبه للحاكم وذكر قول الحاكم أن الحديث على شرط مسلم وسكت على ذلك والظاهر منه الموافقة على قوله (2/ 122).فالحديث على هذا صحيح متصل على شرط مسلم. فالذي يظهر من على ما تقدم أنه لا وجه لقول الذهبي: وأظن هذا موضوعاً.كما أن للحديث شواهد بنحو حديث جابر أوردها ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس، وعن أسماء وعن ابن مسعود، وعن أنس، وعن ابن عمر (2/ 122).

(2/797)

307 - حديث علي قال: قال أبو جهل: قد نعلم يا محمد أنك تصل الرحم، وتصدق الحديث، فلا نكذبك [ولكن] (1) نكذب الذي جئت به. فأنزل الله {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ (33)} [الأنعام: 33] .. الآية.قال: على شرط البخاري ومسلم (2). قلت: فيه ناجية بن كعب ولم يخرجا له شيئاً.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يدل تعقب ابن الملقن.307 - المستدرك (2/ 315): حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن الجنيد، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا محمد بن سابق، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب الأسدي، عن علي قال: قال أبو جهل للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: قد نعلم يا محمد أنك تصل الرحم، وتصدق الحديث، ولا نكذبك، ولكن نكذب الذي جئت به. فأنزل الله عز وجل: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)} [الأنعام: 33].تخريجه:الآية (33) من سورة الأنعام.1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب التفسير- 7 باب: من سورة الأنعام (5/ 261)، (ح3064).رواه الترمذي من طريقين مرسلاً، وموصولاً.فرواه من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي أن أبا جهل قال للنبي: به.ورواه من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية أن أبا جهل قال للنبي به. وقال الترمذي: وهذا أصح. =

(2/798)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 2 - وأورده الشوكاني في فتح القدير ونسبه للترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والحاكم وصححه، والضياء في المختارة سورة الأنعام (2/ 115).دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم على شرط البخاري ومسلم. وقال الذهبي: لم يخرجا لناجية.قلت: الظاهر أن كلام الذهبي في محله حيث لم يرمز أحد من كتب التراجم رواية البخاري ومسلم له تهذيب التهذيب (10/ 399)، التقريب (2/ 294) وذكر في التقريب أنه ثقة. (2/ 294)، (ت6).إلا أن ابن كثير أقر الحاكم على أنه على شرط البخاري ومسلم فقد أورد ابن كثير الحديث في تفسيره ونسبه للحاكم وأشار إلى أن الحاكم قال: على شرط البخاري ومسلم. وسكت على قوله. فالظاهر منه الموافقة على قوله (2/ 129).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث صحيح، ولكنه ليس على شرطهما -والله أعلم-.

(2/799)

308 - حديث ابن عباس: أنه سئل هل (رأى محمد ربه)؟ قال: نعم ... الحديث.قال: صحيح. قلت: بل فيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك.__________308 - المستدرك (2/ 316): أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ إبراهيم بن الحكم بن أبان. حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أنه سئل هل رأى محمد ربه؟ قال: نعم. رأى كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ. فقلت: يا ابن العباس. أليس يقول الله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ (103)} [الأنعام: 103]؟ قال: يالا أم لك، ذاك نوره، وهو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.تخريجه:الآية (103) من سورة الأنعام.1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب التفسير- 54 سورة النجم (5/ 395)، (ح3279).وقال: حسن غريب من هذا الوجه.2 - ورواه ابن أبي عاصم في السنة "بنحوه" (1/ 190)، (ح437) تحقيق الألباني.وقال الألباني: إسناده ضعيف ورجاله ثقات، لكن الحكم ضعف من قبل حفظه.روياه من طريق مسلم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس به.3 - ورواه النسائي في الكبرى نسبه له المزي في تحفة الأشراف (5/ 124).4 - ورواه اللالكائي في السنة (3/ 521). =

(2/800)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= من طريق يزيد بن أبي حكيم عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس به.دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طرق عن الحكم بن أبان:* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (74) وأنه ضعيف جداً، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.* الطريق الثاني: وجاء الحديث من طريق سلم بن جعفر البكراوي عند الترمذي وابن أبي عاصم وقال عنه الحافظ بن حجر: قال ابن المديني: صدوق تكلم فيه الأزدي بغير حجة (1/ 313). وقد حسنه الترمذي.* الطريق الثالث: وجاء الحديث أيضاً من طريق يزيد بن أبي حكيم العدني عند النسائي واللالكائي في السنة وهو صدوق كما في التقريب (2/ 363).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بالطريقين الأخيرين يكون صحيحاً لغيره وأما طريق الحاكم فإنه شديد الضعف فلا يقبل الانجبار.أما تضعيف الألباني للحديث بسبب الحكم بن أبان فالظاهر أن الحكم ثقة كما عليه أكثر العلماء كما في تهذيب التهذيب (2/ 423). فعلى ذلك فكلام الألباني ليس في محله -والله أعلم-.

(2/801)

309 - حديث جابر: لما مر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح ... الحديث".قال: صحيح (1). قلت: على شرط مسلم (2).__________(1) في التلخيص قال: (صحيح على شرط البخاري ومسلم).(2) قوله: (قلت: ... إلخ) ليس في التلخيص المطبوع. فإن كان في أصل الكتاب وإلا فهو من تعقب ابن الملقن، ولكن الذي يظهر أنه للذهبي حسب ما أشار إليه ابن الملقن في المقدمة من أن قوله: قلت: للذهبي.309 - المستدرك (2/ 320): أخبرني محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: لما مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح، فكانت -يعني- الناقة ترد من هذا الفج، وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فأخذتهم الصيحة، فأهمد الله من تحت السماء منهم إلا رجلًا واحداً، كان في حرم الله" قيل: من هو؟ قال: "أبو رغال، فلما خرج من الحر أصابه ما أصاب قومه".تخريجه:1 - رواه أحمد "بنحوه" (3/ 29).2 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (12/ 537)، (ح14817) تحقيق أحمد شاكر.روياه من طريق عبد الرزاق. حدثنا معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأحمد، والبزار، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، أبي الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن جابر بن عبد الله (3/ 99). =

(2/802)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم صحيح وقال الذهبي: قلت على شرط مسلم.أقول: الظاهر أن كلامه في محله حيث إن رجاله رجال مسلم كما في التقريب: (2/ 207)، (ت697)، (1/ 432)، (2/ 266)، (ت1284)، (1/ 505).كما أن ابن كثير أورده في البداية والنهاية وقال: على شرط مسلم. وأشار الساعاتي إلى قول ابن كثير هذا في الفتح الرباني (20/ 45).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث صحيح على شرط مسلم كما قال الذهبي -والله أعلم-.

(2/803)

310 - حديث ابن عمر قال: استشار رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الأساري أبا بكر ... الحديث.قال: صحيح. قلت: على شرط مسلم.__________310 - المستدرك (2/ 329): أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: استشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأساري أبا بكر فقال: قومك وعشيرتك، فخل سبيلهم، فاستشار عمر فقال: اقتلهم، قال: ففداهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (67)} [الأنفال: 67] ... إلى قوله: فكلوا مما غنمتم حلالًا طيباً}. قال: فلقي النبي -صلى الله عليه وسلم- عمر، فقال: كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء.تخريجه:الآية (67) من سورة الأنفال.1 - رواه أبو نعيم في الحلية "بنحوه" (1/ 43).من طريق عبيد الله بن موسى. حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر به. وهو طريق الحاكم.ولم يشر الألباني إلى أن أحداً رواه غير الحاكم كما في الِإرواء (5/ 47).دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم صحيح وقال الذهبي: على شرط مسلم.قلت: الظاهر أن كلام الذهبي في محله حيث إن رجاله رجال مسلم كما في التقريب (2/ 229، ت 922)، (1/ 44، ت 284)، (1/ 64، ت 460)، (1/ 539، ت540).كما أن الألباني قال: هو كما قال: -يعني أن الحديث على شرط مسلم كما قال الذهبي. =

(2/804)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث رجاله رجال مسلم، فهو صحيح على شرطه.كما أن للحديث شاهداً عن عمر بنحو حديث ابن عمر مطولاً.1 - رواه مسلم. كتاب الجهاد والسير- 18 باب: الإمداد بالملائكة وإباحة الغنائم (3/ 1383، 1385)، (ح1763).2 - وأحمد (1/ 30، 31).

(2/805)

311 - حديث [أنس] (1) مرفوعاً: "من فارق الدنيا على الإِخلاص لله وحده لا شريك له، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فارقها والله عنه راض ... إلخ".قال: صحيح. قلت: صدر الحديث مرفوع وسائره مدرج فيما أرى.__________(1) في (أ) (ابن عمر) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.311 - المستدرك (2/ 331، 332): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ أبو جعفر الرازي، وأخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا إسحاق بن أحمد الخزاز، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من فارق الدنيا على الإِخلاص لله وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فارقها والله عنه راض، وهو دين الله الذي جاءت به الرسل، وبلّغوه عن ربهم قبل مرج الأحاديث واختلاف الأهواء وتصديق ذلك في كتاب الله {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ (5)} [التوبة: 5] وقوله عز وجل فإن تابوا يقول: خلعوا الأوثان وعبادتها. وقال عز وجل في آية أخرى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ (11)} [التوبة: 11].تخريجه:الآيتان (5) و (11) من سورة التوبة.1 - روى ابن ماجه طرفه الأول إلى قوله: "والله عنه راض" مرفوعاً. ثم ذكر باقي الحديث وأنه من قول أنس -رضي الله عنه-.المقدمة (1/ 27)، (ح 70).2 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بلفظ ابن ماجه" صدره مرفوع وسائره موقوف على أنس. (14/ 135، 136)، (ح16475) تحقيق أحمد شاكر.روياه من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك به. =

(2/806)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن ماجه، ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، والبزار، وأبي يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الِإيمان من طريق الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك (3/ 213).دراسة الِإسناد:هذا الحديث صححه الحاكم وقال الذهبي صدر الحديث مرفوع، وسائره مدرج.قلت: الظاهر أن كلامه في محله حيث إن على من أخرج الحديث، أو أورده رفع صدره وباقيه أشار إلى أنه من كلام أنس.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث كما قال الذهبي: صدره مرفوع وسائره مدرج. والظاهر منه الموافقة على تصحيح الحاكم للحديث، لكن في الِإسناد أبا جعفر الرازي قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق سيء الحفظ خصوصاً عن مغيرة (2/ 406)، وهذا الحديث ليس عن مغيرة، إلا أن أكثر العلماء على أن أقل أحواله لأن يكون حسن الحديث كما في تهذيب التهذيب (12/ 56، 57)، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً -والله أعلم-.

(2/807)

312 - حديث أبي سعيد: تلاحى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: (هو) (1) مسجد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقال الآخر: هو مسجد قباء. فتساوقا إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: "هو مسجدي هذا".قلت: إسناده جيد.__________(1) في (ب) (هذا) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.312 - المستدرك (2/ 334): أخبرنا أحمد بن عبيد الله بن إبراهيم الحافظ بهمذان، حدثنا عمير بن مرداس، حدثنا مطرف بن عبد الله، حدثنا سحبل عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري قال: تلاحى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى. فقال أحدهما: هو مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال الآخر: هو مسجد قباء، فتساوقا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألاه عن ذلك. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المسجد الذي أسس على التقوى، هو مسجدي هذا".تخريجه:1 - رواه أحمد "بنحوه" (3/ 8).2 - ورواه النسائي "بنحوه" كتاب المساجد، باب: ذكر المسجد الذي أسس على التقوى (2/ 36).3 - ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب التفسير، التوبة (5/ 280)، (ح3099). وقال: حسن صحيح غريب من حديث عمران بن أبي أنس.4 - ورواه مسلم "بمعناه" كتاب الحج- 96 باب: بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- (2/ 1015)، (ح514). =

(2/808)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= رووه من طريق الليث، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري به.- ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب الصلاة- 241 باب: ما جاء في المسجد الذي أسس على التقوى (2/ 144، 145، 323).من طريق قتيبة. حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد. وقال: هذا حديث حسن صحيح.دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من ثلاثة طرق عن أبي سعيد.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وقد سكت عنه الحاكم وقال الذهبي: إسناده جيد.والظاهر أن كلامه في محله حيث إن رجال الِإسناد ثقات وبعضهم صدوق كما في التقريب (1/ 333، 529)، (2/ 218، ت820)، (1/ 448، ت616)، (2/ 253، ت1172)، لسان الميزان (4/ 381، ت1139).إلا أن شيخ الحاكم لم أجد من ترجمه، ولكنه حافظ كما صرح بذلك الحاكم.فعليه فالحديث بهذا الإِسناد حسناً.* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق آخر رواه منه مسلم في صحيحه وقال الترمذي: حسن صحيح.* الطريق الثالث: كما أنه جاء الحديث من طريق ثالث عند الترمذي وقال عنه: حسن صحيح غريب.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم حسن لكن طرقه الأخرى صحيحة، فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/809)

313 - حديث ابن مسعود قال: خرج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- ينظر في المقابر وخرجنا معه، فأمرنا [فجلسنا] (1) ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين.__________(1) في (أ) (بالجلوس) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.313 - المستدرك (2/ 336): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا عبد الله بن وهب، أنبأ ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- ينظر في المقابر، وخرجنا معه، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطأ القبور، حتى انتهى إلى قبر منها، فناجاه طويلًا، ثم ارتفع نحيب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- باكياً، فبكينا لبكائه ثم أقبل إلينا، فتلقاه عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقد أبكانا وأفزعنا. فجاء فجلس إلينا فقال: "أفزعكم بكائي؟ " فقلنا: نعم يا رسول الله. فقال: "إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر أمي آمنة بنت وهب، وإني استأذنت ربي في زيارتها، فأذن لي فيه، فاستأذنته في الاستغفار لها، فلم يأذن لي، ونزل علي: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ (113)} [التوبة: 113] ختم الآية. {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا (114)} [التوبة: 114] فأخذني ما يأخذ الولد لوالده من الرقة، فذلك الذي أبكاني".تخريجه:الآيتان (113، 114) من سورة التوبة.1 - رواه ابن أبي حاتم "بلفظ مقارب" نسبه له ابن كثير في تفسيره (2/ 393).من طريق ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود به. =

(2/810)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي حاتم، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود (2/ 284).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم وابن أبي حاتم أيوب بن هانيء الكوفي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (88) وأنه صدوق، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً لذاته.لكن الحاكم قال: أخرجه مسلم عن أبي هريرة مختصراً.قلت: وهو كذلك فقد أخرجه مسلم عن أبي هريرة مختصراً. كتاب الجنائز- 36 باب: استئذان النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه عز وجل في زيارة قبر أمه (2/ 671، ح108)، فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/811)

314 - حديث على أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أراد أن يغزو، فدعا جعفراً، فأمره أن يتخلف على المدينة فقال: "لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبداً، فدعاني، فعزم علي لما تخلفت ... الحديث بطوله وفيه "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي ... " وفيه "إن المدينة لا تصلح إلا بي [أو بك] (1) ... ".قال: صحيح. قلت: (أنى) (2) له الصحة والوضع لائح عليه، وفي إسناده عبد الله بن بكير الغنوي منكر الحديث، عن حكيم بن جبير، وهو ضعيف يترفض.__________(1) في (أ)، (ب) (وبك) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم المعنى.(2) في (ب) (أين) وما أثبته من (أ) والتلخيص.314 - المستدرك (2/ 337): حدثني الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرايني، ثنا عمير بن مرداس، ثنا عبد الله بن بكير الغنوي، حدثنا حكيم بن جبير، عن الحسن بن سعد -مولى علي-، عن علي -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يغزو غزوة له، قال: فدعا جعفراً، فأمره أن يتخلف على المدينة، فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبداً. قال: فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم قال: فبكيت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما يبكيك يا علي"؟ قلت: يا رسول الله يبكيني خصال غير واحدة. تقول قريش غداً: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، ويبكيني خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله، لأن الله يقول: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا (120)} [التوبة: 120] ... إلى آخر الآية. فكنت أريد أن أتعرض لفضل الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما قولك تقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، =

(2/812)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= فإن لك بي أسوة، قد قالوا: ساحر، وكاهن، وكذاب، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي، وأما قولك أتعرض لفضل الله فهذه أبهار من فلفل جاءنا من اليمن، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكم الله من فضله، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك".تخريجه:الآية (120) من سورة التوبة.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم وابن مردويه عن علي (3/ 292).دراسه الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الله بن بكير الغنوي، وحكيم بن جبير.أولًا: حكيم بن جبير الأسدي، ويقال: مولى الحكم بن أبي العاص. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (285) وأنه ضعيف رُمي بالتشيع.ثانياً: عبد الله بن بكير الغنوي الكوفي.قال أبو حاتم: كان من عتق الشيعة. وقال الساجي: من أهل الصدق، وذكر له ابن عدي مناكير، وذكره ابن حبان في الثقات، الميزان (2/ 399)، اللسان (3/ 264).وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: منكر الحديث (ت2134).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن حكيم بن جبير ضعيف، رمي بالتشيع، وأن عبد الله بن بكير صدوق، لكنه شيعي أيضاً. فالذي يظهر من ذلك أن الحديث يكون ضعيفاً جداً. وذلك لأن هذا الحديث فيه ما يؤيد بدعتهما -والله أعلم-.إلا أن لبعض الحديث شواهد، وهي قوله: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى =

(2/813)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= إلا أنه لا نبوة بعدي" منها حديث سعد بن أبي وقاص مطولاً وفيه هذه القطعة من الحديث.رواه الترمذي. كتاب المناقب-21باب: (5/ 638، ح3724) وقال: حسن صحيح غريب.ورواه أيضا عن جابر بن عبد الله. كتاب المناقب (5/ 640، ح3730) وقال: حسن غريب.فبذلك يكون هذا الجزء من الحديث صحيحاً لكنه عند الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/814)

315 - حديث عائشة مرفوعاً: "لو رحم الله أحداً من قوم نوح لرحم أم الصبي ... " الحديث بطوله.قال: صحيح. قلت: إسناده مظلم، وموسى بن يعقوب المذكور في إسناده ليس [بذاك] (1)._________(1) في (أ) (بذلك) وما أثبته من (ب) والتلخيص.315 - المستدرك (2/ 342): أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي، حدثني فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة أخبره، أن عائشة -زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-- أخبرته: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو رحم الله أحداً من قوم نوح لرحم أم الصبي". قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان نوح مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، يدعوهم حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب، ثم قطعها، ثم جعل يعملها سفينة ويمرون فيسألونه. فيقول: أعملها سفينة، فيسخرون منه، ويقولون: تعمل سفينة في البر وكيف تجري؟ قال: سوف تعلمون، فلما فرغ منها فار التنور، وكثر الماء في السكك، خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حباً شديداً. فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلمة، فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت على الجبل، فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيدها، حتى ذهب بهما الماء، فلو رحم الله منهم أحداً لرحم أم الصبي".تخريجه:1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (15/ 310، 311 ح18133) تحقيق أحمد شاكر.رواه ابن جرير من طريق موسى بن يعقوب الزمعي. قال: حدثني فائد -مولى عبيد الله بن علي- أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة أخبره =

(2/815)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرته به مرفوعاً.وهو طريق الحاكم.2 - وأورده الشوكاني في فتح القدير ونسبه لابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والحاكم، وابن مردويه عن عائشة، سورة هود (2/ 501).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم: موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب ابن زمعة بن الأسود المطالبي الزمعي أبو محمد المدني.قال عنه ابن معين: ثقة، وقال ابن المديني: ضعيف الحديث منكر الحديث.وقال أبو داود: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: لا بأس به عندي. وقال الأثرم: سألت أحمد عنه. فكأنه لم يعجبه. وقال ابن القطان: ثقة. تهذيب التهذيب (10/ 378، 379).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق لين الحفظ (2/ 289).وقال الذهبي في الكاشف: فيه لين (3/ 190).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن موسى بن يعقوب أوسط أحواله أنه لا بأس به، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً.قال أحمد شاكر في تعليقه على ابن جرير: هذا إسناد حسن. ثم أورد كلام الذهبي في تعقبه على الحاكم وقال: هذا شديد وأقرب منه ما قاله ابن كثير في تفسيره (4/ 367، 368) حيث قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. فقد أورده من طريق ابن جرير. وقد روى عن كعب الأحبار ومجاهد بن جبر قصة هذا الصبي وأمه بنحو هذا. -والله أعلم-.

(2/816)

316 - حديث أبي ذر مرفوعاً: "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق".قال: على شرط مسلم. قلت: في سنده مفضل بن صالح (أخرج (1) له الترمذي (فقط) (2) (و) (3) ضعفو__________(1) في (ب)، والتلخيص (خرج) وما أثبته من (أ).(2) ليست في أصل (ب) ومعلقة بهامشها.(3) ليست في (ب). وما أثبته من (أ).316 - المستدرك (2/ 343): أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، ثنا المفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول -وهو آخذ بباب الكعبة-: أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:- "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق".تخريجه:1 - رواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (3/ 37، 38، ح2637).ورواه في الصغير "بنحوه" (1/ 139).من طريق عبد الله بن داهر الرازي. حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حنش بن المعتمر قال: رأيت أبا ذر آخذ بعضاد الكعبة، به مرفوعاً.ورواه الطبراني في الكبير أيضاً "بنحوه" (3/ 37، ح2636).من طريق الحسن بن أبي جعفر. حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر، به مرفوعاً.2 - وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه للبزار والطبراني في الثلاثة قال: وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر، وفي إسناد البزار: الحسن بن أبي جعفر وهما متروكان (9/ 168). =

(2/817)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 3 - وأورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم والبزار وقال: حسن (2/ 533) لكن المناوي في الفيض ذكر تصحيح الحاكم ورد الذهبي عليه وسكت عليه. والظاهر منه الموافقة على قول الذهبي (5/ 517).وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (5/ 131).دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من ثلاثة طرق عن أبي ذر.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم، وفيه المفضل بن صالح الأسدي أبو جميلة ويقال: أبو علي النحاس.قال البخاري، وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال الترمذي: ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ. وقال ابن عدي: أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي، وسائره أرجو أن يكون مستقيماً. تهذيب التهذيب (10/ 271، 272).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 271).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (3/ 170).فالذي يظهر أن المفضل بن صالح ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.* الطريق الثاني: عند الطبراني، وفيه عبد الله بن داهر. قال الهيثمي: متروك.* الطريق الثالث: عند الطبراني، وفيه الحسن بن أبي جعفر. قال الهيثمي: -أيضاً- متروك.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، وأما طرقه الأخرى فهي شديدة الضعف فلا تفيد طريق الحاكم. -والله أعلم-.

(2/818)

317 - ذكر الحاكم حديثاً (1) ذكر في إسناده خلاد بن مسلم الصفّار [قلت] (2): وصوابه خلاد أبو مسلم.__________(1) قد اختصر ابن الملقن هنا ما في التلخيص، فلم يورد إلا العلة التي ذكر الذهبي، وإلا فالذهبي أورد الحديث مع المسند ثم تعقبه.(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص على أن التعقب للذهبي.317 - المستدرك (2/ 345): أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأ عمرو بن محمد القرشي، ثنا خلاَّد بن مسلم الصفار، عن عمرو بن قيس الملائي، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص -في قول الله عز وجل-: {نَحنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحسَنَ اَلقَصَصِ} ... الآية. قال: نزل القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتلا عليهم زماناً. فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا. فأنزل الله عز وجل: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)} [يوسف: 1] ... فتلا إلى قوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (3)} [يوسف: 3] ... الآية فتلا عليهم زماناً، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله عز وجل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا (23)} [الزمر: 23] ... الآية. فكل ذلك يؤمر بالقرآن.تخريجه:الآيات من (1 - 3) من سورة يوسف، والآية الأخيرة (23) من سورة الزمر.1 - رواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه". موارد. سورة يوسف (ح1746).2 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (12/ 90) تفسير سورة يوسف.روياه من طريق خلاَّد الصفار، عن عمرو بن قيس، عن مصعب بن سعد، عن سعد به.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور، ونسبه لابن راهويه، والبزار، وأبي يعلى، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان، =

(2/819)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وأبي الشيخ، والحاكم -وصححه- وابن مردويه عن سعد (4/ 3).4 - وأورده ابن حجر في المطالب العالية ونسبه للبزار. وقال الحافظ: إسناده حسن. (3/ 343).دراسة الِإسناد:هذا الحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي، إلا أنه اعترض على الحاكم بتسمية خلاَّد بابن مسلم. وهو أن صوابه (أبو مسلم).قلت: قال في تهذيب التهذيب: خلاَّد بن عيسى الصفار، ويقال: خلاَّد بن مسلم العبدي أبو مسلم الكوفي. تهذيب التهذيب (3/ 173).وقال الذهبي في الميزان: خلاَّد بن عيسى الصفار، ويقال: خلاَّد بن مسلم كوفي.وقال الخزرجي في الخلاصة: خلاَّد بن عيسى، أو ابن مسلم العبدي أبو مسلم الكوفي الصفار (ص107).قلت: مما تقدم يتبين أنه اختلف في نسبته هل هو ابن مسلم، أو ابن عيسى.فالذي يظهر أن تعقب الذهبي في محله، وأما كنيته فقد جُزم بأنه أبو مسلم كما قال الذهبي -والله أعلم-.

(2/820)

318 - حديث ابن عباس عثر يوسف ثلاث عثرات حين هم بها فسجن ... إلخ.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: كذا قال، وهو خبر منكر، وفيه خصيف. وقد ضعفه أحمد، ومشاه غيره، ولم يخرجا له.__________318 - المستدرك (2/ 346): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: عثر يوسف ثلاث عثرات: حين هم بها فسجن، وقوله للرجل: {اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين فأنساه الشيطان ذكر ربه} وقوله لهم {إِنَّكم لَسَارِقُونَ}.تخريجه:الآية (42) من سورة يوسف ({اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)} [يوسف: 42] من سورة يوسف.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأبي الشيخ فقط عن ابن عباس (4/ 14).دراسة الإسناد:هذا الحديث كما سنده عند الحاكم خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحضرمي الحراني مولاهم.قال أحمد: ضعيف، وقال مرة: ليس بحجة، ولا قوي في الحديث. وقال مرة: ليس بقوي في الحديث. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال مرة: ثقة.وقال أبو حاتم: صالح يخلط، وتُكُلِّم في سوء حفظه. وقال النسائي: ليس بقوي. وقال مرة: صالح. وقال ابن عدي: له نسخ وأحاديث كثيرة. فإذا =

(2/821)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= حدث عنه ثقة فلا بأس بحديثه، إلا أن يروي عنه عبد العزيز بن عبد الرحمن، فإن روايته عنه بواطيل. وقال ابن سعد: كان ثقة، وكان يحيى بن سعيد يضعفه. وقال الدارقطني: يعتبر به. وقال ابن معين: إنا كنا نتجنب حديثه. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. تهذيب التهذيب (3/ 143، 144).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق سيء الحفظ، خلط بآخره بالإِرجاء (1/ 224).وقال الذهبي في الكاشف: صدوق، سيء الحفظ، ضعفه أحمد (1/ 280).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن خُصيفاً صدوق سيء الحفظ، ورمي بالِإرجاء كما لخص حاله بذلك ابن حجر، وكذا الذهبي، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/822)

319 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "إن ربكم يقول: لو أن عبادي أطاعوني [لأسقيتهم] (1) المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد".قال: صحيح. قلت: فيه صدقة بن موسى وهو واه.__________(1) في (أ) (لأوسعتهم) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه، وعليه يستقيم المعنى.319 - المستدرك (2/ 349): حدثني علي بن حمشاد العدل، ثنا اسماعيل بن إسحاق القاضي، وهشام بن علي السدوسي، قالا: ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا صدقة بن موسى، عن محمد بن واسع، عن سمير، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن ربكم تعالى يقول: لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد".تخريجه:1 - رواه أحمد "بلفظ مقارب" (2/ 395).من طريق صدقة بن موسى السلمي الدقيقي. حدثنا محمد بن واسع، عن شتير بن نهار، عن أبي هريرة به مرفوعاً.2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأحمد، والحاكم عن أبي هريرة (4/ 51).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند أحمد والحاكم: صدقة بن موسى الدقيقي أبو المغيرة، ويقال: أبو محمد السلمي البصري.قال مسلم بن إبراهيم: كان صدوقاً، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء وقال أيضاً هو، وأبو داود، والنسائي، والدولابي: ضعيف. وقال ابن عدي: ما أقر به، وبعض حديثه يتابع عليه، وبعضه لا يتابع عليه.وقال الترمذي: ليس عندهم بذاك القوي. وقال أبو حاتم: لين الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال البزار: ليس بالحافظ عندهم. وقال في =

(2/823)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= موضع آخر: ليس به بأس. وقال الساجي: ضعيف الحديث. تهذيب التهذيب (4/ 418، 419).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام (1/ 366).وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف (2/ 27)، وقال في ديوان الضعفاء: ضعفوه (ت1959).وقال الخزرجي في الخلاصة: ضعفه النسائي (ص 173).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين من أقوال العلماء أن صدقة ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.لكن قول الله تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} [الجن: 16] تشهد لهذا الحديث. آية (16) من سورة الجن.

(2/824)

320 - حديث عكرمة [عن ابن عباس] (1) لما أنزل الله على نبيه {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا (6)} [التحريم: 6] تلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه محمد بن يزيد. قال أبو حاتم: شيخ صالح كتبنا حديثه.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا من الدر المنثور للسيوطي (4/ 72).320 - المستدرك (2/ 351): أخبرني الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن شاذان الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما أنزل الله عز وجل على نبيه -صلى الله عليه وسلم- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا (6)} [التحريم: 6] تلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه ذات ليلة، أو قال: يوم، فخر فتى مغشياً عليه. فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده على فؤاده فإذا هو يتحرك، فقال: "يا فتى، قل لا إله إلا الله" فقالها، فبشره بالجنة، فقال أصحابه: يا رسول الله أمن بيننا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما سمعتم قول الله عز وجل {ذَلكَ لِمَن خَافَ مَقَامى وَخَافَ وَعيدِ}.تخريجه:الآية (6) من سورة التحريم، والثانية (14) من سورة إبراهيم.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس (4/ 72).دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي مولاهم أبو عبد الله المكي. =

(2/825)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً، كتبنا عنه بمكة، وكان ممتنعاً من التحديث أدخلني عليه ابنه، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من خيار الناس ربما أخطأ، يجب أن يعتبر بحديثه إذا بيّن السماع في خبره. تهذيب التهذيب (9/ 523، 524).وقال ابن حجر في التقريب: مقبول، وكان من العباد (2/ 219).وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو حاتم: شيخ صالح، كتبنا عنه (3/ 108).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن يزيد الظاهر أنه صالح كما قال أبو حاتم: إلا أن ابن حبان قال: يجب أن يعتبر بحديثه إذا بين السماع، فهو مدلس. ولم يبين السماع هنا. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لعنعنة المدلس.وللحديث شاهد عن عبد العزيز بن أبي رواد -رضي الله عنه-، أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم، وابن أبي الدنيا (4/ 72، 73).أما قوله: "قل لا إله إلا الله" فقالها فبشره بالجنة. فله شاهد عن معاذ بن جبل مرفوعاً "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار" رواه البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب العلم- 49 باب: من خص بالعلم قوماً دون قوم (1/ 126، 128).

(2/826)

321 - حديث البراء في قوله: {تحيَّتُهُم (يَومَ يَلقَونَهُ (1) سَلَم} قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه.قال: صحيح. قلت: فيه عبد الله بن واقد الخراساني. قال ابن عدي: مظلم الحديث. ومحمد بن مالك قال أبو حاتم: لا يحتج به.__________(1) ليست في أصل (ب) ومعلقة بهامشها.321 - المستدرك (2/ 351، 352): حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي، ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، ثنا عبد الله بن واقد، حدثني محمد بن مالك، عن البراء بن عازب: {تَحيتهُم يومَ يَلقَوْنَهُ سَلَامٌ} قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه.تخريجه:الآية (44) من سورة الأحزاب.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وعبد بن حميد، وأبي يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان عن البراء بن عازب (5/ 206) قد نسبه السيوطي لابن جرير ولم أجده فيه -فالله أعلم-.دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في سنده عبد الله بن واقد الخراساني، ومحمد بن مالك.أولاً: محمد بن مالك الجوزجاني أبو المغيرة مولى البراء ويقال خادمه. =

(2/827)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: لم يسمع من البراء شيئاً. وذكره أيضاً في الضعفاء، وقال: كان يخطيء كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لسلوكه غير مسلك الثقات وهو في الضعفاء (2/ 259).وقال ابن حجر في التهذيب: روى له أحمد حديثاً في مسنده قال: رأيت على البراء خاتماً من ذهب فقيل له إنك تلبسه وقد نهى عنه. قال بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر قصة فهذا ينفي قول ابن حبان أنه لم يسمع من البراء إلا أن يكون عنده غير صادق فما كان له أن يورده في كتاب الثقات.تهذيب التهذيب (9/ 422، 423).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء كثيراً (2/ 204).وقال الذهبي في الضعفاء: قال ابن حبان: لا يحتج به (ت3950).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن حبان: لم يسمع من البراء (ص57).ثانياً: عبد الله بن واقد بن الحارث بن أرقم بن زياد بن مطرف بن النعمان أبو رجاء الهروي الخراساني.قال أحمد، وابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: لم يكن به بأس. وقال أبو داود: ليس به بأس. وقال في موضع آخر: ثقة. وقال النسائي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: هو مظلم الحديث، ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً. وقال مالك بن سليمان: كان أبو رجاء ذكياً تقياً يتجر ويتعزز، ويحج، ويتعبد، ويتورع، جمع الخير كله. وقال الحاكم: فقيه صدوق عالم مقبول. وقيل لِإسحاق بن منصور: كان أبو رجاء ثقة؟ فقال: فوق الثقة.تهذيب التهذيب (6/ 64، 65).وقال ابن حجر في التقريب: ثقة، موصوف بخصال من الخير (1/ 458).وقال الذهبي في الكاشف: وثقه أحمد (2/ 140). =

(2/828)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال الخزرجي في الخلاصة: وثقه أحمد، وابن معين (ص218).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن محمد بن مالك. صدوق يخطيء كثيراً كما لخص حاله بذلك ابن حجر وقد ضعفه بعضه. وأما عبد الله بن واقد فإنه ثقة كما هو قول أكثر العلماء، وقد لخص حاله ابن حجر بذلك أيضاً.فيكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً. والحمل فيه على محمد بن مالك -والله أعلم-.

(2/829)

322 - حديث ابن عباس في قوله تعالى: {كَمَآ أَنزَلنَا عَلَى المُقتسَمِينَ آلَّذِينَ جَعَلُوْا اَلقُرءَانَ عِضِينَ} قال: المقتسمون اليهود والنصارى. جعلوا القرآن عضين آمنوا ببعض وكفروا ببعض.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: أخرجه البخاري.__________322 - المستدرك (2/ 355): أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا أسحاق بن إبراهيم، أنبأ جرير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس- في قوله عز وجل- {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)} [الحجر: 91]} [الحجر: 90] قال: المقتسمون: اليهود، والنصارى. وقوله: جعلوا القرآن عضين. قال: آمنوا ببعض، وكفروا ببعض.تخريجه:الآية (90 - 91) من سورة الحجر.1 - رواه البخاري بسند الحاكم هكذا قال: عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- (كما أنزلنا على المقتسمين) قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض اليهود، والنصارى.صحيح البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب التفسير- 4 باب: الذين جعلوا القرآن عضين (8/ 382)، (ح4706).

(2/830)

323 - حديث طاؤس [قال] (1): كان حِجْر بن قيس (المدري) (2) من خدمة (3) علي. فقال له يوماً: يا حِجْر إنك تقام بعدي، فتؤمر بلعني ... إلخ.قلت: فيه يحيى الحماني، وهو ضعيف، وسمعه منه عبيد بن قنفذ البزار، ولا أدري من هو؟.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك والتلخيص زيادة في التوضيح.(2) ليست في (ب)، وبمكانها بياض قدر كلمة، وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(3) في (أ) (تخمدمة) وفي (ب) (ـحمدمه) بدون نقط. وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.323 - المستدرك (2/ 358): حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو -من أصل كتابه- ثنا أبو محمد عبيد بن قنفذ البزار، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاؤس، عن أبيه قال: كان حِجْر بن قيس المدري من المختصين بخدمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال له علي يوماً: يا حِجْر إنك تقام بعدي فتؤمر بلعني، فالعني، ولا تبرأ مني. قال طاؤس: فرأيت حجر المدري وقد أقامه أحمد بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع، ووكل به ليلعن علياً أو يقتل. فقال حِجْر: أما إن الأمير أحمد بن إبراهيم أمرني أن ألعن علياً فالعنوه لعنه الله، فقال طاؤس: فلقد أعمى الله قلوبهم حتى أيقف أحد منهم على ما قال.تخريجه:1 - أورده ابن حجر في اللسان وقال. خبر باطل، وقال أيضاً: ما أعلم في عصر التابعين أحداً اسمه أحمد لا في العلماء، ولا في الأمراء، وقد أحمع المحققون على أنه لم يسم أحد أحمد بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل أحمد، والد الخليل بن أحمد. اللسان (4/ 122). =

(2/831)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد.هذا الحديث في سنده عبيد بن قنفذ، ويحيى الحماني.أولًا: يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون الحماني أبو زكريا، وقد سبق بيان حاله عنه حديث رقم (104) وأنه متروك.ثانياً: عبيد بن قنفذ البزار أبو محمد.قال الحافظ في اللسان: مجهول روى عن يحيى الحماني خبراً باطلاً، ثم ذكر حديثنا هذا (4/ 122).وقد سبق قول الحافظ عن الحديث.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن يحيى الحماني متروك، وأن عبيد بن قنفذ مجهول.وقال الحافظ عن حديثه هذا: خبر باطل.فالذي يظهر من كل ما تقدم أنه كما قال الحافظ: خبر باطل -والله أعلم-.

(2/832)

324 - حديث ابن مسعود [قال] (1): جاء ابنا مليكة وهما من الأنصار فقلا: يا رسول الله إن أمنا تحفظ على [البعل] (2)، [وتكرم] (3) الضيف، وقد أودت في الجاهلية، فأين أمنا.قال: "في النار" ... الحديث.قال: صحيح. قلت: لا. والله فيه عثمان بن [عمير] (4) ضعفه الدارقطني. والباقون ثقات (5).__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) في (أ) (العل) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(3) في (أ) (وتلزم) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(4) في (أ)، (ب) (عمر) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (7/ 145).(5) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص.324 - المستدرك (2/ 364، 365): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا عبد الرحمن بن المبارك العبسي، ثنا الصعق بن حزن، عن علي بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أبي وائل، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: جاء ابنا مليكة وهما من الأنصار فقالا: يا رسول الله، إن أمنا تحفظ على البعل، وتكرم الضيف، وقد وأدت في الجاهلية، فأين أمنا؟. قال: "أمكما في النار" فقاما وقد شق ذلك عليهما فدعاهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجعا فقال: "إن أمي مع أمكما". فقال منافق من الناس: لي: ومما يغني هذا عن أمه إلا ما يغني ابنا مليكة عن أمهما ونحن نطأ عقبيه. فقال رجل -شاب من الأنصار-: لم أر رجلاً كان أكثر سؤالًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - منه: يا رسول الله أرى أبويك في النار. فقال: "ما سألتهما ربي فيعطيني فيهما، وإني لقائم يومئذ المقام المحمود". قال: فقال المنافق للشاب الأنصاري: سله وما المقام المحمود؟ قال: يا رسول الله وما المقام المحمود؟ قال: "يوم ينزل الله فيه على كرسيه، يئط به كما يئط الرجل من تضايقه كسعة =

(2/833)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ما بين السماء والأرض. ويجاء بكم حفاة عراة غرلاً فيكون أول من يكسى إبراهيم. يقول الله عز وجل: اكسوا خليلي ريطين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره، فأقوم عن يمين الله عز وجل مقاماً يغبطني فيه الأولون والآخرون ويشق لي نهر من الكوثر إلى حوضي". قال: يقول المنافق: لم أسمع كاليوم قط لقل ما جرى نهر قط إلا وكان في فخارة أو رضراض فسله فيما يجري النهر، قال: "في حالة من المسك ورضراض". قال: يقول المنافق: لم أسمع كاليوم قط لقل ما جرى نهر قط إلا كان له نبات. قال: "نعم". قال: ما هو؟ قال: "قضبان الذهب" قال: يقول المنافق: لم أسمع كاليوم قط، والله ما نبت قضيب إلا كان له ثمر فسله هل لتلك القضبان ثمار؟ قال: "نعم، اللؤلؤ والجوهر". قال: فقال المنافق: لم أسمع كاليوم قط. فسله عن شراب الحوض. فقال الأنصاري: وما شراب الحوض؟ قال: "أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من سقاه الله منه شربة لم يظمأ بعدها، ومن حرمه لم يرو بعدها".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور، ونسبه لابن المنذر، والطبراني، والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن ابن عباس (3/ 284).قلت: لم أجده في المطبوع من الكبير للطبراني، ولا في الصغير -فالله أعلم-.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عثمان بن عمير البجلي أبو اليقظان الكوفي الأعمى: ويقال: ابن قيس.قال أحمد: ضعيف الحديث. كان ابن مهدي ترك حديثه. وقال عمرو بن علي: لم يرض يحيى، ولا عبد الرحمن أبا اليقظان. وقال الدوري عن ابن معين: ليس حديثه بشيء، وضعفه ابن نمير. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، كان شعبة لا يرضاه. وقال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن =

(2/834)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= بالرجعة، ويقال: كان يغلو في التشيع. وقال البخاري: منكر الحديث.وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك الحديث. وقال الحاكم عن الدارقطني: زائغ لا يحتج به. وقال ابن عبد البر: كلهم ضعفوه. وقال ابن عدي: رديء المذهب غال في التشيع يؤمن بالرجعة ويكتب حديثه مع ضعفه.تهذيب التهذيب (7/ 145، 146).وقال ابن حبان في الضعفاء: كان ممن اختلط، حتى لا يدري ما يحدث به، فلا يجوز الاحتجاج بخبره الذي وافق الثقات ولا الذي انفرد به عن الأثبات. لاختلاط البعض بالبعض (2/ 95).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف واختلط، وكان يدلس ويغلو في التشيع (2/ 13).وقال الذهبي في الكاشف: كان شيعياً ضعفوه (2/ 254).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عثمان بن عمير متروك، كما عليه أكثر العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.أما قول الذهبي: ضعفه الدارقطني. فالظاهر مما تقدم أنه تركه -والله أعلم-.

(2/835)

325 - حديث علي: انطلق بي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى أتى الكعبة فقال (لي) (1): "اجلس" فجلست إلى باب الكعبة ... الحديث.قال: صحيح. قلت: إسناده نظيف، والمتن منكر.__________(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.325 - المستدرك (2/ 366، 367): حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي -إملاء- ثنا عبد الله بن رواح المدائني، ثنا شبابة بن سوار، حدثنا نعيم بن حكيم، حدثنا أبو مريم، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: انطلق بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتى الكعبة، فقال لي: "اجلس" فجلست إلى جنب الكعبة، فصعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي ثم قال: "انهض" فنهضت. فلما رأى ضعفي تحته، قال لي: "اجلس" فنزلت وجلست. ثم قال لي: "يا علي اصعد على منكبي" فصعدت على منكبيه، ثم نهض بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما نهض بي خيل إلي لو شئت نلت أفق السماء فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله -صلَّى اللَه عليه وسلم-، فقال لي: "الق صنمهم الأكبر صنم قريش" وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض. فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: "عالجه" ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لي: "إيه إيه ({جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} " فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال: "اقذفه" فقذفته فتكسر وترديت من فوق الكعبة، فانطلقت أنا والنبي -صلى الله عليه وسلَّم- نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم.قال علي: فما صعد به حتى الساعة.تخريجه:الآية (8) من سورة الإِسراء.1 - رواه أحمد "بنحوه" (1/ 84) من طريق أسباط بن محمد. حدثنا =

(2/836)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي به، وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند: إسناده صحيح (2/ 644).2 - وأورده الهيثمي في المجمع (6/ 23) ونسبه لأحمد، وأبي يعلى، والبزار وقال: ورجال الجميع ثقات.دراسة الِإسناد:هذا الحديث رواته كلهم ثقات. كما في التقريب (2/ 305)، (1/ 245)، اللسان (3/ 286)، (1/ 249) إلا أبو مريم فقد اختلف في اسمه فقيل اسمه إياس، وقيل: قيس، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: مجهول. تهذيب التهذيب (12/ 232، 233).وقال الذهبي في الكاشف: ثقة (3/ 376)، (ت379).وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: أبو مريم الثقفي، اسمه قيس المدائني، مجهول (2/ 471)، (ت52).وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند: ثقة (2/ 644).وقال الهيثمي: رجال الجميع ثقات.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن أبا مريم الظاهر أنه ثقة كما عليه أكثر العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد صحيحاً -والله أعلم-.

(2/837)

326 - حديث أبي ذر مرفوعاً: "يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أفواج: طاعمين كاسين ... " الحديث.قال: صحيح. قلت: على شرط مسلم، ولكنه منكر. فيه الوليد بن عبد الله بن جميع. قال ابن حبان: فحش تفرده حتى بطل الاحتجاج به.__________326 - المستدرك (2/ 367، 368): أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد أبي شريحة الغفاري، سمع أبا ذر الغفاري، وتلا هذه الآية: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا (97)} [الإسراء: 97] فقال: حدثني الصادق المصدوق -صلَّى ألله عليه وسلَّم-: "أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج: طاعمين، كاسين، راكبين، وفوج يمشون ويسعون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم" قلنا: قد عرفنا هذين، فما تلك الذين يمشون ويسعون؟. قال: "يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا تبقى ذات ظهر، حتى إن الرجل ليعطي الحديقة المعجبة بالشاردة ذات القتب".تخريجه:الآية (97) من سورة الِإسراء.1 - رواه أحمد "بنحوه" (5/ 164، 165).2 - ورواه النسائي "بنحوه" كتاب الجنائز، باب: البعث (4/ 116، 117).روياه من طريق الوليد بن جميع القرشي. قال: حدثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد عن أبي ذر، به مرفوعاً.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأحمد، والنسائي، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن أبي ذر (4/ 203). =

(2/838)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث صححه الحاكم. وقال الذهبي. على شرط مسلم، ولكنه منكر ... إلخ.قلت. أما قوله: على شرط مسلم. فهو في محله كما في التقريب (2/ 333)، (2/ 372) وبقية الرواة صحابة كما في التقريب (1/ 156)، (1/ 389، ت69).أما الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري المكي الذي أعله به الذهبي.فقال عنه أحمد، وأبو داود. ليس به بأس، وقال ابن معين والعجلي: ثقة.وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.وقال عمرو بن علي: كان يحيى لا يحدثنا عنه، فلما كان قبل موته بقليل حدثنا عنه، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن سعد. كان ثقة له أحاديث.وقال البزار: احتملوا حديثه وكان فيه تشيع. وقال العجلي: في حديثه اضطراب. وقال الحاكم. لو لم يخرج له مسلم لكان أولى. تهذيب التهذيب (11/ 138، 139).وذكره ابن حبان في الضعفاء، ونسبه إلى جده وقال: كان ممن يمفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به (3/ 78، 79).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم، ورمي بالتشيع (2/ 333).وقال الذهبي في الكاشف: وثقوه. وقال أبو حاتم. صالح الحديث (3/ 239).الحكم على الحديث.قلت. مما تقدم يتبين أن الوليد قد اختلف فيه توثيقاً وتجريحاً، ولكن أوسط أقوال العلماء فيه ما قاله أحمد وأبو داود: من أنه لا بأس به. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً. خاصة وأن هذا الحديث ليس فيه ما يؤيد بدعته -والله أعلم-.

(2/839)

327 - حديث (أبي) (1) سعيد مرفوعاً: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".قال: صحيح. قلت: فيه نعيم بن حماد وهو ذو مناكير.__________(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.327 - المستدرك (2/ 368): حدثنا أبو بكر محمد بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا نعيم بن حماد، حدثنا هشيم، أنبأنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- قال: "إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين".تخريجه:1 - رواه البيهقي "بلفظه" من طريق الحاكم. كتاب الجمعة، باب: ما يؤمر في ليلة الجمعة ويومها ... (3/ 249).وقال البيهقي: ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد عن هشيم، وقال في متنه: "أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق".ورواه سعيد بن منصور عن هشيم فوقفه على أبي سعيد. وقال: "ما بينه وبين البيت العتيق".وبمعناه رواه الثوري عن أبي هاشم موقوفاً. ورواه يحيى بن كثير، عن شعبة، عن أبي هاشم بإسناده أن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- قال: "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نوراً يوم القيامة".2 - ورواه الدارمي "بنحوه" وقال فيه: "أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق". كتاب فضائل القرآن، باب: في فضل سورة الكهف (2/ 454).رواه من طريق أبي النعمان. حدثنا هشيم. حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد عن أبي سعيد، فذكره موقوفاً.3 - ورواه الحاكم (1/ 564). من طريق أبي قلابة عبد الملك بن =

(2/840)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= محمد حدثنا يحيى بن كثير. حدثنا شعبة، عن أبي هاشم، عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من قرأ سورة الكهف كما أنزل كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة".وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبيهقي نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن مالك الخزاعي أبو عبد الله الموزي الفارض وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (248) وتبين من خلال ذلك أنه مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً.فيكون حديثه حسن. فيكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.قلت: لكنه لم يتفرد به فقد رواه يزيد بن مخلد عن هشيم.ورواه أيضاً سعيد بن منصور عن هشيم فوقفه على أبي سعيد.ورواه الثوري عن أبي هاشم موقوفاً.ورواه يحيى بن كثير عن شعبة عن أبي هاشم.ورواه الدارمي من طريق أبي النعمان، حدثنا هشيم. حدثنا أبو هاشم.قال الألباني عن سند الدارمي. وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين وأبو النعمان وإن كان تغير بآخره فقد تابعه سعيد بن منصور كما تقدم ثم هو وإن كان موقوفاً فله حكم الرفوع لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر. ويؤيده رواية يحيى بن كثير التي علقها البيهقي فإنها صريحة في الرفع وقد وصلها الحاكم من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد حدثنا يحيى بن كثير حدثنا شعبة به. وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. الِإرواء (3/ 93، 94).قلت: مما مضى يتبين أنه بسند الحاكم حسن لذاته.لكنه قد توبع وهذه التابعات تبين من خلال ما مضى أنها صحيحة، فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره.

(2/841)

328 - حديث أبي الدرداء مرفوعاً: {وكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لهُمَا} قال: "كان (1) ذهباً وفضة".قال: صحيح. قلمت: بل فيه يزيد بن يوسف متروك، وإن كان حديثه أشبه بمسمى الكنز (2).__________(1) ليس في المستدرك وما أثبته من (أ)، (ب).(2) قوله: (أشبه بمسمى الكنز) يقصد بذلك أنه قليل الحديث ويأتي بأحاديث غرائب.328 - المستدرك (2/ 369): حدثنا الأستاذ الِإمام أبو الوليد -رضي الله عنه املاء- ثنا حسام بن بشر، والحسن بن سفيان بن عامر الشيباني، قالا ثنا صفوان بن صالح الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا يزيد بن يوسف، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- في قوله عز وجل: {وكان تحته كنز لهما} قال: "ذهب، وفضة".تخريجه:الآية (82) من سورة الكهف.1 - رواه الترمذي "بلفظه" كتاب التفسير، سورة الكهف (5/ 313 (ح3152).من طريق يزيد بن يوسف الصنعاني، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به مرفوعاً.2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للترمذي، والبزار، وحسنه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وابن مردويه، والحاكم وصححه (4/ 234).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم والترمذي يزيد بن يوسف الرحبي أبو يوسف الصنعاني الدمشقي.قال أحمد. رأيته ولم أكتب عنه شيئاً. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال =

(2/842)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= مرة: ليس بثقة. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث.وقال صالح بن محمد. تركوا حديثه. وقال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال الدارقطني: متروك. وقال مرة: يحيى بن معين يغمز عليه وليس يستحق الترك عندي. وقال أبو حاتم: لم يكن بالقوي. وقال البزار: لا بأس به. وقال الأزدي. متروك. وقال ابن شاهين في الضعفاء: قال ابن معين. كان كذاباً. تهذيب التهذيب (11/ 373).وقال ابن حبان في الضعفاء: كان سيء الحفظ كثير الوهم ممن يرفع المراسيل ولا يعلم، ويسند الموقوف ولا يفهم، فلما كثر ذلك منه في حديثه صار ساقط الاحتجاج به إذا انفرد (3/ 106).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 372).وقال الذهبي في الكاشف: واه (3/ 288)، لكن قال في ديوان الضعفاء: تركوه (ت4754).الحكم علي الحديث.قلت: مما تقدم يتبين أن أكثر العلماء على أن يزيد متروك، الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

(2/843)

329 - حديث [ابن أبي] (1) مليكة سئل ابن عباس عن الولدان [أ] (2) في الجنة هم؟ قال: حسبك ما اختصم فيه موسى والخضر.قال: صحيح. قلت: (على شرط البخاري ومسلم) (3).__________(1) في (أ) (ابن لأبي مليكة) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(3) في (ب) (على شرطهما) وما أثبته من (أ) والتلخيص.329 - المستدرك (2/ 369، 370): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، قال: سئل ابن عباس عن الوالدان: أفي الجنة هم؟ قال: حسبك، ما اختصم فيه موسى والخضر.تخريجه:أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي حاتم، والحاكم عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس به (4/ 237).دراسة الِإسناد:هذا الحديث صححه الحاكم وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم.قلت: الظاهر أن كلامه في محله كما في التقريب (1/ 431)، (ت452)، (2/ 296)، (ت24)، (2/ 319، ت91) فقد أشار إلى أنهما أخرجا لرواته.الحكم على الحديث:مما تقدم يتبين أن البخاري ومسلماً أخرجا لرواة هذاً الحديث، فعليه يكون الحديث صحيحاً على شرطهما كما قال الذهبي -والله أعلم-.

(2/844)

330 - حديث أبي أمامة مرفوعاً: "سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة" (1).قلت: فيه جعفر بن الزبير هالك.__________(1) في المستدرك قال الحاكم -بعد أن أخرج الحديث-: (هذا حديث لم نكتبه إلا من هذا الِإسناد ولم نجد بداً من إخراجه).330 - المستدرك (2/ 371): أخبرني أبو أحمد محمد بن إسحاق الصفار، ثنا أحمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة، وتلا قول الله عز وجل: {كاَنَت لَهُم جَنَّاتُ الفِردوسِ نُزُلاً} قال عمرو: أنبأ إسرائيل بن يونس، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سلوا الله الفردوس، فإنها سرة الجنة".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم وصححه عن أبي أمامة (4/ 254) سورة الكهف.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم جعفر بن الزبير الحنفي وقيل الباهلي الدمشقي نزيل البصرة.قال ابن معين: شامي لا يكتب حديثه. وقال مرة: ليس بثقة. وفي رواية: ليس بشيء. وقال يزيد بن هارون: كان جعفر بن الزبير، وعمران بن جدير في مسجد واحد مصلاهما وكان الزحام على جعفر وليس عند عمران أحد وكان شعبة يمر بهما فيقول. يا عجباً للناس اجتمعوا على أكذب الناس وتركوا أصدق الناس. قال يزيد: فما أتى إلا القليل حتى رأيت ذلك الزحام على عمران وتركوا جعفراً وليس عنده أحد. وقال غندر رأيت شعبة راكباً على حمار فقيل له أين تريد؟ قال. أذهب فأستعدي على هذا يعني جعفر بن الزبير وضع على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أربعمائة حديث كذب. =

(2/845)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال أحمد: اضطرب عليَّ حديث جعفر وقال الجوزجاني: نبذوا حديثه.وقال أبو زرعة: ليس بشيء لست أحدث عنه وأمر أن يضرب على حديثه.وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث متروك الحديث. وقال النسائي، والدارقطني: متروك الحديث وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة.وقال البخاري: أدركه وكيع ثم تركه. وقال ابن المديني: ضعفه يحيى جداً. وقال أبو داود: من خيار النالس ولكن لا أكتب حديثه. وقال ابن الجنيد، والأزدي: متروك. ونقل ابن الجوزي الإِجماع على أنه متروك.تهذيب التهذيب (2/ 90، 91، 92).وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: يروي عن القاسم مولى معاوية وغيره أشياء كأنها موضوعة وكان ممن غلب عليه التقشف حتى صار وهمه شبيهاً بالوضع تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين (1/ 212).وقال ابن حجر في التقريب: متروك الحديث وكان صالحاً في نفسه (1/ 130).وقال الذهبي في الكاشف: عابد ساقط الحديث (1/ 184).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن جعفر بن الزبير هالك كما قال الذهبي. وقد قال شعبة: وضع أربعمائة حديث. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً.إلا أن الحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً مطولاً وفيه "فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة" رواه البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب التوحيد- 22 باب. وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم (13/ 404) (ح7423).

(2/846)

331 - حديث [عمر] (1) مرفوعاً: إنه قد أوحي إليَّ أنه {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} الآية. كان له نوراً [من أبين] (2) مكة.قال: صحيح. قلت: فيه (قرة) (3) الأسدي وفيه جهالة، ولم يضعف.__________(1) في (أ)، (ب) (ابن عمر) وما أتبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا الدر المنثور للسيوطي (4/ 258).(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا من الدر المنثور.(3) في (ب) (مروة) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.331 - المستدرك (2/ 371). أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق، أنبأ النضر بن شميل، حدثني أبو قرة الأسدي، قال. سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنه قد أوحى إلي أنه {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} كان له نوراً من أبين إلى مكة حشه الملائكة".تخريجه:الآية (110) من سورة الكهف.1 - رواه البزار "بلفظ مقارب".من طريق النضر بن شميل. حدثنا أبو قرة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب به مرفوعاً. نسبه له ابن كثير في تفسيره وقال: غريب جداً (3/ 110).2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن راهوية، والبزار، وابن مردويه، والحاكم وصححه والشيرازي في الألقاب عن عمر بن الخطاب (4/ 258). =

(2/847)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم أبو قرة الأسدي الصيداوي من أهل البادية. أخرج له الترمذي، وأخرج له ابن خزيمة في صحيحه وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح. تهذيب التهذيب (12/ 206، 207).وقال ابن حجر في التقريب: مجهول (2/ 464).وذكره الذهبي في الكاشف وسكت عنه (3/ 368، 369)، لكن قال في الميزان: مجهول (4/ 564).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن أبا قرة مجهول، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً، وقد قال ابن كثير: غريب جداً كما سبق -والله أعلم-.

(2/848)

332 - حديث محمد بن شجاع، عن محمد بن زياد [اليشكري] (1) عن ميمون بن مرهان أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال: أخبرني عن قول الله: {وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكبَرِ عِتِيًّا} ما المعنى؟ قال: البؤس من الكبر. قال الشاعر:إنما يعذر الوليد ولا ... يعذر من كان في الزمان عتياقلت: قال أحمد بن حنبل: محمد بن [زياد] (2) [اليشكري] (3) الطحان كذاب [خبيث يضع الحديث] (4) وابن شجاع من ضعفاء المراوزة.__________(1) في (أ)، (ب) (السكري) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والتقريب (2/ 162).(2) في (أ) (المزناد) كلمة ليس لها معنى، ومكتوب فوقها (كذا) إشارة إلى شك الكاتب منها. وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(3) في (أ)، (ب) (السكري) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والتقريب (2/ 162).(4) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والتلخيص.332 - المستدرك (2/ 372): حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة الروزي، ثنا أبو صالح هدية بن عبد الوهاب، أنبأ محمد بن شجاع، عن محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهران، أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال: أخبرني عن قول الله عز وجل: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)} [مريم: 8] قال: البؤس من الكبر، قال الشاعر:إنما يعذر الوليد ولا ... يعذر من كان في الزمان عتياتخريجه:الآية (8) من سورة مريم. =

(2/849)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن الأنباري في الوقف والابتداء، والحاكم عن ميمون بن مهران أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس. سورة مريم (4/ 260).دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن شجاع، ومحمد بن زياد اليشكري.أولًا: محمد بن زياد اليشكري الطحان الكوفي ويقال الجندي الأعور الفافا المعروف بالميموني الرقي.قال أحمد: كذاب خبيث أعور يضع الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء كذاب، وقال أيضاً: كان ببغداد قوم كذابون يضعون الحديث منهم محمد بن زياد كان يضع الحديث. وقال علي بن المديني: ضعيف جداً. وقال عمرو بن علي: متروك الحديث كذاب. وقال الجوزجاني وأبو زرعة، والنسائي والدارقطني: كذاب. وقال الحاكم روى عن ميمون بن مهران وغيره الموضوعات. -قلت: فلماذا أوردت هذا الحديث في المستدرك- تهذيب التهذيب (9/ 170، 171، 172) مختصر.وقال ابن حجر في التقريب: كذبوه (2/ 162).وقال الذهبي في الضعفاء: قال أحمد وغيره كذاب خبيث يضع الحديث رقم (3718).ثانياً: محمد بن شجاع بن نبهان النبهاني المروزي مولى قريش سكن المدائن.قال ابن المبارك: ليس بشيء ولا يعرف الحديث. وقال نعيم بن حماد: ضعيف أخذ ابن المبارك كتبه وأراد أن يسمع منه فرأى منكرات فلم يسمع منه.وقال البخاري وأبو حاتم: سكتوا عنه. وذكره العقيلي في الضعفاء ونقل كلام ابن المبارك، ونعيم بن حماد والبخاري. تهذيب التهذيب (9/ 219). =

(2/850)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 169).وذكره الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن المبارك: ليس بشيء رقم (3765).وفيل الخزرجي في الخلاصة: قال ابن المبارك: ليس بشيء (ص 341).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن محمد بن زياد اليشكري كذاب.أن محمد بن شجاع ضعيف، فيكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً والحمل فيه على ابن زياد اليشكري.

(2/851)

333 - حديث علي {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)} [مريم: 85] قال: أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم، ولا يساقون سوقاً، ولكنهم يؤتون بنوق ... الحديث.قال: على شرط مسلم. قلت: [بل عبد الرحمن هذا لم يرو له مسلم، ولا لخاله النعمان وضعفوه] (1).__________(1) في (أ)، (ب) (بل عبد الرحمن هذا لم يرو له مسلم، والنعمان بن سعد وقد ضعفوه) وما أثبته من التلخيص وهو الصواب، لأن المضعف هو عبد الرحمن بن إسحاق، وليس النعمان -كما سيأتي-.333 - المستدرك (2/ 377): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية، وثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا يعلى بن عبيد، قالا ثنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي: عن النعمان بن سعد، عن علي -رضي الله عنه- في هذه الآية: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)} [مريم: 85] قال علي: أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا، ولكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها عليها رحل الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها، حتى يضربوا أبواب الجنة".تخريجه:الآية (85) من سورة مريم.1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (16/ 96).2 - ورواه ابن الِإمام أحمد في زوائد المسند "بنحوه" المسند (1/ 155).روياه من طريق عبد الرحمن بن إسحاق. حدثنا النعمان بن سعد. قال: كنا جلوساً عند علي -رضي الله عنه- فذكره وهو طريق الحاكم.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن الِإمام أحمد في زوائد المسند، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم وصححه، والبيهقي في البعث عن علي -رضي الله عنه- به (4/ 285). =

(2/852)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وذكر ابن كثير أن ابن جرير، وابن أبي حاتم روياه من طريق عبد الرحمن بن إسحاق (3/ 137).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الرحمن بن إسحاق، والنعمان بن سعد.أولاً: النعمان بن سعد بن حبنة، وقيل: حبتر الأنصاري الكوفي.قال أبو حاتم: لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق ابن أخته، وذكره ابن حبان في الثقات. قال الحافظ ابن حجر: قلت: والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره. تهذيب التهذيب (10/ 304).وقال ابن حجر في التقريب: مقبول (2/ 304).وقال الذهبي في الكاشف: وثق (3/ 206)، وقال في ديوان الضعفاء مجهول (ص318)، (ت4391).ثانياً: عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبو شيبة الواسطي الأنصاري ويقال: الكوفي ابن أخت النعمان.قال أحمد: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن معين: ضعيف ليس بشيء. وقال ابن سعد، ويعقوب بن سفيان، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. تهذيب التهذيب (6/ 136، 137).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 472).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (2/ 155).الحكم على الحديث:قلت. مما تقدم يتبين أن النعمان بن سعد مقبول كما لخص حاله بذلك ابن حجر، وأن عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/853)

334 - حديث ابن مسعود رفعه: "يوم كلم الله موسى (كانت) (1) عليه جبة صوف، وكساء صوف، وسراويل صوف وكمة صوف، (ونعلاه) (2) من جلد حمار غير ذكي".قال: على شرط البخاري. قلت: بل ليس على (شرطه) (3) وإنما غره أن في إسناده حميد بن قيس كذا. وهو خطأ. إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي أو ابن عمار أحد المتروكين (فظن أنه) (4) المكي الصادق.__________(1) في (ب) (كانت) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (ب) (ونعلاه صوف) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(3) في (ب) والتلخيص (شرط البخاري) وما أثبته من (أ).(4) في (ب) (فظن هو) وفي التلخيص (فظنه) وما أثبته من (أ).334 - المستدرك (2/ 379): أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبأ محمد بن غالب، ثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي، وخلف بن خليفة، عن حميد بن قيس، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "يوم كلم الله موسى، كانت عليه جبة صوف، وكساء صوف، وسراويل صوف، وكمه صوف، ونعلاه من جلد حمار غير ذكي".تخريجه:1 - رواه الترمذي "بنحوه" مع تقديم وتأخير كتاب اللباس- 10 باب: ما جاء في لبس الصوف (4/ 224، 225)، (ح1734).وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج وحميد هو ابن علي الكوفي.قال الترمذي: سمعت محمداً يقول: حميد بن علي الأعرج منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة.2 - ورواه ابن حبان في الضعفاء "بنحوه" (1/ 262) وقال عن حميد =

(2/854)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الأعرج: منكر الحديث جداً يروى عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج بخبره إذا انفرد، وليس هذا بصاحب الزهري ذاك حميد بن قيس الأعرج.3 - وأورده ابن الجوزي في الموضوعات "بنحوه" وزاد في آخره "قال موسى: من ذا العبراني الذي يكلمني من هذه الشجرة". وقال: هذا حديث لا يصح.فإن كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين، والمتهم به حميد واختلف في اسم أبيه.فقيل: علي، وقيل: عطاء، وقيل: عمار، وليس بحميد بن قيس الأعرج صاحب الزهري، فإنه مخرج عنه في الصحيحين. الموضوعات لابن الجوزي (1/ 192، 193).رووه من طريق حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود به.4 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لسعيد بن منصور، وابن المنذر، والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود (3/ 115، 116).دراسة الِإسناد:هذا الحديث صححه الحاكم على شرطهما ورده الذهبي بأن حميد الأعرج هو ابن علي أحد المتروكين وليس بحميد بن قيس الثقة.قلت: الظاهر مما تقدم من أقوال العلماء، البخاري، والترمذي، وابن حبان، وابن الجوزي أن هناك من خلط بين حميد بن علي الأعرج وحميد بن قيس الأعرج -ومنهم الحاكم- وأن الراوي لهذا الحديث هو حميد بن علي الأعرج. ويقال: ابن عطاء، ويقال: ابن عبد الله، ويقال: ابن عبيد.وحميد الأعرج هذا قال عنه أحمد: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشيء.وقال البخاري، والترمذي: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. =

(2/855)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث قد لزم عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، ولا نعلم لعبد الله عن ابن مسعود شيئاً. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، واهي الحديث. وقال الدارقطني: متروك، وأحاديثه تشبه الموضوعة، وذكره العقيلي، والساجي، وابن الجارود، وغيرهم في الضعفاء. تهذيب التهذيب (3/ 53).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 204).وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو زرعة: واهي الحديث (1/ 258).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن حميد بن علي الأعرج ضعيف على أكثر أقوال العلماء، وقد لخص حاله ابن حجر بذلك، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.وأما قول ابن الجوزي أنه موضوع فذلك لأجل الزيادة التي عنده وليست عند غيره وهي قوله: من ذا العبراني الذي يكلمني من هذه الشجرة، فإن كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين.

(2/856)

335 - حديث أبي أمامة: لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-.قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (مِنهَا خلَقناكُم} ... الحديث".قلت: لم يتكلم عليه وهوخبر واه، لأن علي بن يزيد (1) فيه وهو متروك.__________(1) في (أ)، (ب) (زيد) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والميزان (3/ 161).335 - المستدرك (2/ 379): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، حدثني أبي، ثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة قال: لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- في القبر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)} [طه: 55] بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله" فلما بنى عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول: "سدوا خلال اللبن" ثم قال: "أما هذا ليس بشيء ولكنه يطيب بنفس الحي".تخريجه:الآية (55) من سورة طه.1 - روأه أحمد "بنحوه" (5/ 254).2 - ورواه البيهقي "بلفظ مقارب" من طريق الحاكم. كتاب الجنائز، باب: الأذخر للقبور وسد الفرج (3/ 409).وقال البيهقي: وهذا إسناد ضعيف.روياه من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة.

(2/857)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم ومن وافقه فيه علي بن يزيد بن أبي هلال الِإلهاني ويقال الهلالي أبو عبد الملك ويقال أبو الحسن الدمشقي.قال حرب عن أحمد: هو دمشقي كأنه ضعفه. وقال ابن معين: ضعيف.وقال يعقوب: علي بن يزيد واهي الحديث. وقال أبو مسهر: ما أعلم إلا خيراً. وقال الجوزجاني: رأيت غير واحد من الأئمة ينكر أحاديثه التي يرويها عنه عبيد الله بن زحر وابن أبي العاتكة. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.وقال أبو حاتم: ضعيف أحاديثه منكرة. وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف. وقال الترمذي، والحسن الطوسي: يضعف في الحديث.وقال النسائي: ليس بثقة. وقال في موضع آخر: متروك الحديث. وقال الأزدي، والدارقطني، والبرقي: متروك. وقال الحاكم أبو أحمد، ذاهب الحديث وقال ابن عدي: هو في نفسه صالح إلا أن يروى عنه ضعيف فيؤتى من قبل ذلك الضعيف. وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه.تهذيب التهذيب (7/ 396، 397).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 46).ذكره الذهبي في ديوان الضعفاء وقال: قال النسائي، والدارقطني: متروك رقم (2977).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال البخاري: منكر الحديث (ص 278).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن علي بن يزيد ضعيف وهو قول أكثر العلماء فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/858)

336 - حديث عائشة مرفوعاً: "فتنة القبر فيّ، فإذا سئلتم فلا تشكوا".قال: صحيح. قلت: فيه محمد بن [عبد الله بن عبيد] (1) بن عمير وهو مجمع على ضعفه.__________(1) في (أ)، (ب) (عبيد الله) وما أثبته من المستدرك، وتلخيصه، واللسان (5/ 216).336 - المستدرك (2/ 382): أخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبأ الحسن بن علي بن زياد، ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "فتنة القبر في، فإذا سئلتم فلا تشكوا".تخريجه:أورده السيوطي في الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 584).وكذا أورده في الصغير (2/ 209) وقال: حسن.وذكره المناوي في الفيض وسكت عنه (4/ 424)، لكن قال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف جداً (4/ 89).دراسة الِإسناد.هذا الحديث عند الحاكم في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي ويقال له: محمد المحرم.ضعفه يحيى بن معين، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال الدراقطني: متروك. وقال ابن عمار: ضعيف، وقال أبو داود: ليس بثقة وقال: قال مصعب. زعم المكيون أنه رجل صالح، وكان يحيى وأبو خيثمة لا يرضونه.الميزان (3/ 590، 591)، اللسان (5/ 216، 217).وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: تركوه وأجمعوا على ضعفه (ت2787). =

(2/859)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن عبيد متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.لكن سؤال الملكان للميت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد ثبت من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.رواه البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب الجنائز- 86 باب: ما جاء في عذاب القبر (3/ 232)، (ح1374).إلا أن الحديث عند الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/860)

337 - حديث ابن عباس {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا (30)} [الأنبياء: 30]. قال: فتقت السماء بالغيث، والأرض بالنبات.قال: صحيح (1). قلت: فيه طلحة بن عمرو الراوي عن عطاء وهو واه.__________(1) ليست في التلخيص وما أثبته من (أ)، (ب) والمستدرك.337 - المستدرك (2/ 382): أخبرنا محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان، ثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا (30)} [الأنبياء: 30]. قال: فتقت السماء بالغيث، وفتقت الأرض بالنبات.تخريجه:الآية (30) من سورة الأنبياء.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه الفريابي، وعبد بن حميد، والحاكم وصححه، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس -رضي الله عنهما- (4/ 317).دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في سنده طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي.وقد سبق له ترجمة مختصرة عند حديث رقم (23).قال عمرو بن علي: كان يحيى، وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وقال أحمد: لا شيء متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء ضعيف. وقال الجوزجاني: غير مرضي في حديثه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي لين عندهم. وقال البخاري: ليس بشيء كان يحيى بن معين سيء الرأي فيه. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: متروك. وقال أيضاً ليس بثقة وروى له ابن عدي أحاديث، وقال: روى عنه قوم ثقات، وعامة ما يرويه لا =

(2/861)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= يتابع عليه، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ضعيفاً جداً. وقال علي بن المديني عن ابن مهدي: قدم طلحة بن عمرو فقعد على مصطبة واجتمع الناس فخلوت به أنا وحسين بن عربي وذكرنا له الأحاديث المنكرة. فقال: أستغفر الله، وأتوب فقلنا له: اقعد على مصطبة وأخبر الناس فقال: أخبروهم. وقال البزار: ليس بالقوي، وليس بالحافظ. وقال ابن الجنيد: متروك. وقال ابن المديني: ضعيف ليس بشيء. وقال أبو زرعة والعجلي، والدارقطني: ضعيف. وذكره الفسوي في باب من يرغب عن الرواية عنه.تهذيب التهذيب (5/ 23، 24).وقال ابن حبان في الضعفاء: كان ممن يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب (1/ 382).وقال ابن حجر في التقريب: متروك (1/ 379).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه، كان واسع الحفظ (2/ 44).وذكره في الضعفاء وقال: قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: وأبو زرعة، والدارقطني ضعيف رقم (2014).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال أحمد: متروك (ص180).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين من أقوال العلماء أن الأرجح في طلحة بن عمرو أنه متروك الحديث وقد لخص حاله ابن حجر بذلك فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/862)

338 - حديث ابن عباس {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90)} [الأنبياء: 90] قال: كان [في] (1) لسان امرأة زكريا طول، فأصلحه الله.قال: صحيح. قلت: فيه طلحة المذكو [ر] (2) قبله.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) ليست في (أ) وما أتبته من (ب).338 - المستدرك (2/ 383): حدثنا محمد بن صالح بن هانيء، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أبو نعيم، ثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، في قول الله تعالى: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90)} قال: كان في لسان امرأة زكريا طول، فأصلحه الله تعالى.تخريجه:الآية (90) من سورة الأنبياء.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (4/ 334).ولم أجد من أخرجه عن ابن عباس.إلا أن السيوطي في الدر المنثور أورد الحديث موقوفاً على عطاء ونسبه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والخرائطي في مساويء الأخلاق (4/ 334، 335) ولم أجده عند ابن جرير -فالله أعلم-.وذكر ابن كثير في تفسيره أن عبد الرحمن بن مهدي رواه عن طلحة بن عمرو، عن عطاء به فهو موقوف على عطاء (3/ 193).دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في سنده طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي.وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (337) وأنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

(2/863)

339 - عبد الله بن حكيم (1) قال: خطبنا أبو بكر الصديق، فحمد الله وأثنى عليه كما هو أهله، ثم قال: أوصيكم بتقوى (الله) (2) ... الحديث.قال: صحيح (3). قلت: فيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو كوفي ضعيف.__________(1) في المستدرك وتلخيصه (عكيم) وما أثبته من (أ)، (ب) والدر المنثور للسيوطي (4/ 335).(2) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(3) التصحيح ليس في التلخيص المطبوع.339 - المستدرك (2/ 383، 384): أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا موسى بن إسحاق القاضي، أنبأ عبد الله ابن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن عبيد القرشي، عن عبد الله بن عكيم قال: خطبنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له من أهل، قال: أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)} [الأنبياء: 90] ثم اعلموا عباد الله، أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم لا يطفأ نوره ولا تنقضي عجائبه، فاستضيئوا بنوره، وانتصحوا كتابه، واستضيئوا منه ليوم الظلمة، فإنه إنما خلقكم لعبادته ووكل بكم كراماً كاتبين، يعلمون ما تفعلون. ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله. فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى سوء أعمالكم، فإن قوماً جعلوا آجالهم لغيرهم، ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم، فالوحا الوحا، ثم النجا للنجا، فإن وراءكم طالب حثيث مره سريع. =

(2/864)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= تخريجه:1 - رواه ابن أبي حاتم "بنحوه" مختصراً نسبه له ابن كثير في تفسيره (3/ 193، 194) محمد بن فضيل. حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله القرشي، عن عبد الله بن حكيم قال: خطبنا أبو بكر فذكره.2 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الِإيمان عن عبد الله بن حكيم (4/ 335).دراسة الاسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث الواسطي الأنصاري. ويقال: الكوفي ابن أخت النعمان ابن سعد وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (333) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/865)

340 - حديث إسحاق بن عيسى بن عاصم عن أبيه قال: أتى ابن عمر عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير إياك وإلحاداً في حرم الله، فإني سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت".قال: صحيح. قلت: فيه محمد بن كناسة. قال أبو حاتم: لا يحتج به (1).__________(1) في التلخيص قال: (قلت: أبو حاتم بن كناسة لا يحتج به) وما أثبته من (أ)، (ب) وهو الصواب، لأن ابن كناسة لا يلقب بأبي حاتم. كما أن أبا حاتم قال في ابن كناسة: لا يحتج به. كما سيأتي والظاهر أن عبارة التلخيص هكذا: (قلت: قال أبو حاتم: ابن كناسة لا يحتج به).340 - المستدرك (2/ 388): حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن علي بن بكر العدل، أنبأ إبراهيم بن هانئ، ثنا الحسين بن الفضل البجلي، ثنا محمد بن كناسة، ثنا إسحاق بن عيسى بن عاصم، عن أبيه، قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير، فقال: يا ابن الزبير، إياك والإِلحاد في حرم الله، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت".تخريجه:1 - رواه أحمد "بلفظه" وزاد في آخره: "وانظر لا تكونه" -أي لا تكون أنت المقصود في هذا الحديث- (2/ 136).وأورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 302) واقتصر على عزوه لأحمد، والحاكم.رواه أحمد من طريق محمد بن كناسة. حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير. به وهو سند الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند أحمد، والحاكم في سندهما محمد بن عبد الله بن =

(2/866)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نفيلة بن معاوية بن مازن الأسدي أبو يحيى ويقال أبو عبد الله المعروف بابن كناسة وهو لقب أبيه، وقيل لقب جده.قال ابن معين، وأبو داود، والعجلي: ثقة. وقال ابن المديني: شيخاً ثقة صدوقاً. وقال أبو حاتم: كان صاحب أخبار يكتب حديثه ولا يحتج به.وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات.وقال ابن قانع: كوفي صالح. تهذيب التهذيب (9/ 259).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق عارف بالآداب (2/ 178).وقال الخزرجي في الخلاصة: وثقه ابن معين وجماعة وقال أبو حاتم: لا يحتج به.وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صالح الحديث. ص345.وقال الذهبي في الضعفاء: صدوق قال أبو حاتم: لا يحتج به. رقم (3792).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن محمد بن عبد الله بن كناسة. ثقة على قول أكثر العلماء. فيكون الحديث صحيحاً.قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله ثقات.وللحديث شاهد رواه أحمد (2/ 156)، عن عبد الله بن عمرو قال: أشهد بالله لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها.وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (3/ 284).ورواه أحمد أيضاً من طريق سعيد بن عمرو قال: أتى عبد الله بن عمرو، ابن الزبير وهو جالس فقال: يا ابن الزبير إياك والِإلحاد في حرم الله، فذكر نحواً من حديثه الأول (2/ 219).وقال الهيثمي: رواه ورجاله رجال الصحيح (3/ 284، 285).

(2/867)

341 - حديث زيد بن أرقم. قلنا: يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: "سنة أبيكم إبراهيم" قلنا: فما لنا منها؟ قال: "بكل شعرة حسنة" قلنا: يا رسول الله فالصوف؟ قال: "بكل شعرة من الصوف حسنة".قال: صحيح. قلت: فيه [عائذ الله] (1) قال أبو حاتم: منكر الحديث.__________(1) في (أ)، (ب) (عبد الله)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ميزان الاعتدال (2/ 364).341 - المستدرك (2/ 389): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزار ببغداد، ثنا محمد بن سلمة الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ سلام بن مسكين، عن عائذ الله بن عبد الله المجاشعي، عن أبي داود السبيعي، عن زيد بن أرقم قال: قلنا: يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: "سنة أبيكُم إبراهيم". قال: قلنا فما لنا منها؟ قال: "بكل شعرة حسنة". قلنا: يا رسول الله. فالصوف. قال: "فكل شعرة من الصوف حسنةً".تخريجه:1 - رواه أحمد "بلفظه" (4/ 368).2 - ورواه ابن ماجه "بلفظ مقارب" كتاب الأضاحي، 3، باب ثواب الأضحية (2/ 1045)، (ح3127).3 - ورواه ابن حبان في الضعفاء "بلفظ مقارب" (2/ 55).رووه من طريق عائذ الله بن عبد الله المجاشعي، عن أبي داود السبيعي، عن زيد بن أرقم به. وهو طريق الحاكم.دراسه الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عائذ الله بن عبد الله المجاشعي.قال البخاري: لا يصح حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال =

(2/868)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= أبو حاتم: منكر الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء، وأورد له حديث الأضاحي. تهذيب التهذيب (5/ 87، 88)قلت: وقد ذكره ابن حبان أيضاً في الضعفاء وقال: منكر الحديث على قلته (2/ 192).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 390).وقال الذهبي في الكاشف: لا يصح حديثه (2/ 59)، وقال في الضعفاء: جرحه ابن حبان، (ت2067).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عائذاً ضعيف على قول أكثر العلماء، فعليه يكون الحديث بإسناد أحمد، وابن حبان ضعيفاً فقط.أما سند الحاكم ففيه نفيع أبو داود الأعمى. وقد سبق أن الحاكم صحح حديثاً فيه نفيع وتعقبه الذهبي بأن فيه نفيعاً وهو متروك وهو حديث رقم (142) ولم يتعقبه الذهبي به هنا وهو كما قال الذهبي هناك: متروك، فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم ضعيفاً جداً -والله أعلم-.قال المنذري في الترغيب: صححه الحاكم وفيه عائذ الله هو المجاشعي، وأبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى وكلاهما ساقط (2/ 154).

(2/869)

342 - حديث عائشة أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (78)} [الحج: 78] قال: "الضيق".قال: صحيح. قلت: بل فيه الحكم بن عبد الله وقد تركوه.__________342 - المستدرك (2/ 391): حدثنا عبد الله بن سعد الحافظ: ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي، وحسام بن بشر بن العنبر، قالا: ثنا الحكم بن موسى القنطري، ثنا يحيى بن حمزة، ثنا الحكم بن عبد الله أنه سمع القاسم بن محمد يحدث عن عائشة أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلَّم- عن هذه الآية: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (78)}.قال: "الضيق".تخريجه:الآية (78) من سورة الحج.1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بلفظه" (17/ 143).من طريق يحيى بن حمزة، عن الحكم بن عبد الله. قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة به مرفوعاً. وهو طريق الحاكم.2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن جرير، وابن مردويه، والحاكم وصححه عن عائشة (4/ 371).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم وغيره. الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلِى أبو عبد الله، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (139) وأنه متروك.فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً.

(2/870)

343 - حديث أبي رافع أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه زهير (1) بن محمد وهو ذو مناكير، وابن عقيل وليس بالقوي.__________(1) في التلخيص (سهيل)، وما أثبته من (أ)، (ب) وهو الموجود في سند الحاكم، وليس في المسند من اسمه سهيل.343 - المستدرك2/ 391حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن يونس الضبي، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا زهير بن محمد العنبري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أبي طالب، عن علي بن الحسين -رضي الله عنهما-: {لكُلٍّ أُمَةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُم نَاسِكُوهُ} قال: ذبح هم ذابحوه. حدثني أبو رافع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين، فإذا خطب وصلى ذبح أحد الكبشين بنفسه بالمدية ثم يقول: "اللهم هذا عن أمتي جميعاً من شهد لك بالتوحيد، وشهد لي بالبلاغ" ثم أتى بالآخر فذبحه وقال: "اللهم هذا عن محمد وآل محمد" ثم يطعمهما المساكين، ويأكل هو وأهله منهما، فمكثنا سنين قد كفانا الله الغرم والمؤنة ليس أحد من بني هاشم يضحي.تخريجه:الآية (67) من سورة الحج.1 - رواه أحمد "بلفظ مقارب" (6/ 391، 392).2 - ورواه البزار "بلفظ مقارب" كشف الأستار. باب أضحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (2/ 61)، (ح1208).روياه من طريق زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع وهو طريق الحاكم. =

(2/871)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه زهير بن محمد، وعبد الله بن محمد بن عقيل.أولًا: عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني وأمه زينب الصغرى وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (174) وأنه ضعيف.ثانياً: زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخرساني المروزي، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (174) وأنه ذو مناكير في رواية الشاميين عنه، وحسن الحديث في رواية غيرهم عنه. وفي هذا الحديث روى عنه أبو عامر العقدي. وهو عبد الملك بن عمرو القيسي البصري، فهو بصري لا شامي.تهذيب التهذيب (6/ 409).الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الله بن محمد بن عقيل لين الحديث، وأما زهير بن محمد فرواية غير الشاميين عنه حسنة، وقد روى الحديث هنا عنه بصري. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً والحمل فيه على عبد الله بن محمد بن عقيل.إلا أن للحديث شواهد منها حديث ابن أبي سلمة عن عائشة وأبي هريرة وهو بنحو حديث أبي رافع.1 - رواه ابن ماجه. كتاب الأضاحي، باب أضاحي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (2/ 1043)، (ح3123).وقال المعلق: في الزوائد في إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه.2 - ورواه الحاكم (4/ 227، 28)، وسكت عنه هو والذهبي.وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وقد سبق بيان حاله وأنه لين الحديث.ومنها حديث جابر بنحو حديث أبي رافع.1 - رواه أبو داود. كتاب الضحايا، باب ما يستحب من الضحايا (3/ 95)، (ح2795). =

(2/872)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 2 - ورواه ابن ماجه. كتاب الأضاحي، باب في أضاحي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (2/ 1043)، (ح3121).لكن قال الحافظ في التلخيص هذا الحديث من رواية أبي عياش عن جابر، وأبو عياش لا يعرف (4/ 143).إلا أن الهيثمي قال: رواه أبو يعلى وإسناده حسن.ومنها حديث أبي سعيد الخدري "بنحو حديث أبي رافع" نسبه الهيثمي لأبي يعلى، والطبراني في الأوسط. وقال: فيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة، ولكنه مدلس.ومنها حديث أبي طلحة "بنحو حديث أبي رافع" نسبه الهيثمي لأبي يعلى والطبراني في الأوسط. قال: من رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن جده ولم يدركه ورجاله رجال الصحيح. المجمع (4/ 22، 23).فالذي يظهر من كل هذه الشواهد أن الحديث صحيح. وبإسناد الحاكم يكون صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/873)

344 - حديث [عمر] (1) كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي سمع عنده دوي كدوي النحل ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه يونس بن سليم شيخ عبد الرزاق، وسئل عبد الرزاق عنه. فقال: أظنه لا شيء.__________(1) في (أ)، (ب) (ابن عمر)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا ممن أخرج الحديث.344 - المستدرك (2/ 392): أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، وأخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق. أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا يونس بن سليم. قال: أملا عليَّ يونس بن يزيد الأيلي صاحب الزهري، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي سمع عنده دوي كدوي النحل، فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، واعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وارضنا"، ثم قال: "لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن، دخل الجنة" ثم قرأ:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2، 1] .. الآيات.تخريجه:الآيات (1 - 10) من سورة الؤمنون.1 - رواه أحمد "بلفظ مقارب" (1/ 34).2 - ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب تفسير القرآن، 24، باب: من سورة المؤمنون (5/ 326)، (ح3173).3 - ورواه النسائي في السنن الكبرى. نسبه له المزي في تحفة الأشراف (8/ 3396). =

(2/874)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال النسائي: هذا حديث منكر لا نعرف أحداً رواه غير يونس بن سليم، ويونس لا نعرفه.رووه من طريق عبد الرزاق، عن يونس بن سليم، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاريء قال: سمعت عمر. به وهو طريق الحاكم.وقد روى الحديث الترمذي قال: حدثنا يحيى بن موسى وعبد بن حميد وغير واحد قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن يونس بن سليم، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القارىء قال: سمعت عمر.فذكره. ولم يذكر في إسناده هذا يونس بن يزيد، وقد قال: عن الطريق الأول: وهذا أصح -يعني ذكر يونس بن يزيد أصح من عدم ذكره- وقد أعل الطريق الذي ليس فيه يونس بن يزيد بالِإرسال.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم يونس بن سليم الصنعاني.قال أحمد: سألت عبد الرزاق عنه فقال: أظنه لا شيء. وقال يحيى بن معين: لا أعرفه يروي عنه غير عبد الرزاق. وقال النسائي: لا أعرفه.وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به -يعني حديث عمر هذا-. تهذيب الكمال (3/ 1567)، تهذيب التهذيب (11/ 439، 440).وقال الحافظ بن حجر: مجهول (2/ 384).وقال الذهبي في الكاشف: واه (3/ 304)، وقال في ديوان الضعفاء: شيخ لعبد الرزاق ينفرد بحديث منكر (ت4830).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن يونس بن سليم مجهول وقد لخص حاله ابن حجر بذلك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.أما طريق الترمذي الثاني -الذي ليس فيه يونس بن يزيد- فقد أعله الترمذي بأن فيه إرسال وهذا زيادة على إعلاله بيونس بن سليم -والله أعلم-.

(2/875)

345 - حديث أنس مرفوعاً: "خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده- فقال لها: (تكلمي). فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ اَلمُؤمنُونَ} ".قال: صحيح. قلت: بل ضعيف.__________345 - المستدرك (2/ 392): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري. حدثنا علي بن عاصم، أنبأنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده، فقال لها تكلمي، فقالت: قد {قَد أفلَحَ المؤمِنُونَ}.تخريجه:الآية (1) من سورة المؤمنون.1 - رواه ابن عدي في الكامل "بلفظ مقارب" (ل651).2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن عدي، والحاكم، والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس (5/ 2).وأورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم فقط وقال: صحيح (1/ 606) لكن المناوي ذكر تصحيح الحاكم للحديث وتعقب الذهبي له وسكت عليه والظاهر منه موافقة الذهبي على ذلك وذكر أيضاً أن الذهبي قال عن الحديث في الميزان باطل. الفيض (3/ 444، 445).وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف (3/ 124).دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بالضعف ولم يبين سبب تضعيفه له. والظاهر أن سبب تضعيفه له أن في إسناده علي بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسن التيمي، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (304) وأنه ضعيف.فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/876)

346 - حديث أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] فطاطأ رأسه.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: الصحيح مرسل.__________346 - المستدرك (2/ 393): حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا أبو شعيب الحراني، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} فطأطا رأسه.تخريجه:1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب الصلاة، باب: لا يجاوز بصره موضع سجوده (2/ 283).رواه البيهقي عن الحاكم موصولاً.2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور لابن مردويه، والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه: ورواه حماد بن سيرين عن أبي هريرة (5/ 3).وقال البيهقي: ورواه حماد بن زيد عن أيوب مرسلاً وهو المحفوظ.ورواه البيهقي أيضاً من طريق آخر عن إسماعيل بن إبراهيم -هو ابن علية- عن أيوب مرسلاً وقال: هذا هو المحفوظ مرسل.3 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (18/ 3).من طريق يعقوب بن إبراهيم. حدثنا ابن علية أخبرنا أيوب مرسلاً.ورواه البيهقي أيضاً من طريق يونس بن بكير، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين به مرسلاً.قال: وروى أيضاً عن أبي زيد سعيد بن أوس، عن ابن عون، عن ابن سيرين عن أبي هريرة موصولًا والصحيح هو المرسل.وقال الألباني في الِإرواء: وقد تبين لي أخيراً أن هذا القول هو الصواب =

(2/877)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= -يعني المرسل- وذلك لأن أبا شعيب -واسمه عبد الله بن الحسن بن أحمد- وإن وثقه الدارقطني وغيره فقد قال فيه ابن حبان: يخطيء ويهم.قال الألباني: قلت: فمثله لا يحتمل تفرده ومخالفته للجماعة الذين رووا عن أيوب مرسلاً.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أن الحديث الصحيح أنه مرسل، كما قال الذهبي، فعليه يكون تعقبه في محله -والله أعلم-.وللحديث شواهد ذكرها الألباني في الإِرواء:منها حديث سليمان بن عبد الله الخولاني، عن أبي قلابة الجرمي قال: حدثني عشرة من أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن صلاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قيامه وركوعه وسجوده بنحو من صلاة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته فكان بصره إلى موضع سجوده ... الحد يث.ونسبه الألباني لابن عساكر في تاريخه (7/ 302، 2).ورواه البيهقي (2/ 283).ومنها حديث عائشة قالت: دخل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الكعبة وما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها. أخرجه الحاكم (1/ 479) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.وقال الألباني في الإِرواء: وهو كما قالا (2/ 73).ورواه البيهقي (5/ 185).

(2/878)

347 - حديث عائشة مرفوعاً: " [لا تنزلوهن] (1) الغرف، [ولا تعلموهن] (2) الكتابة -يعني النساء- وعلموهن [المغزل] (3) وسورة النور".قال: صحيح. قلت: بل موضوع وآفته عبد الوهاب بن الضحاك. قال أبو حاتم: كذاب.__________(1) في (أ) (لا تنزلون) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه، وعليه يستقيم المعنى.(2) في (أ) (ولا تعلمون) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه، وعليه يستقيم المعنى.(3) في (أ) (الغزل) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.347 - المستدرك (2/ 396): حدثنا أبو علي الحافظ، أنبأ محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنزلوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة -يعني النساء-، وعلموهن المغزل، وسورة النور".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم، والبيهقي في شعب الِإيمان، وابن مردويه عن عائشة (5/ 18).دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في سنده عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان السلمي العرض أبو الحارث الحمصي سكن سلمية.قال البخاري: عنده عجائب. وقال أبو داود: كان يضع الحديث قد رأيته.وقال النسائي: ليس بثقة متروك. وقال الدارقطني، والعقيلي، والبيهقي: متروك. وقال صالح بن محمد الحافظ: منكر الحديث عامة حديثه كذب. =

(2/879)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال الحاكم وأبو نعيم: روى أحاديث موضوعة. تهذيب التهذيب (6/ 446،447،448) مختصر.وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بالسلمية وترك حديثه والرواية عنه وقال: كان يكذب. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه قال محمد بن عوف وقيل لي: أنه أخذ فوائد أبي اليمان فكان يحدث بها عن إسماعيل بن عياش وحدث بأحاديث كثيرة موضوعة. فخرجت إليه فقلت: ألا تخاف الله عز وجل فضمن لي أن لا يحدث بها. فحدث بها. الجرح والتعديل (6/ 2، 74).وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: كان يسرق الحديث ويرويه، ويجيب فيما يسأل ويحدث بما يقرأ عليه لا يحل الاحتجاج به، ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار. الضعفاء (2/ 147، 148).وقال ابن حجر في التقريب: متروك وكذبه أبو حاتم. (1/ 527، 528).وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: تركوه وكذبه أبو حاتم (ت2674).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال الدارقطني: متروك (ص 248).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن عبد الوهاب بن الضحاك كذاب فقد كذبه عدة من العلماء وتركه آخرون. فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/880)

348 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه طيب مبارك".قلت: فيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو واه.__________348 - المستدرك (2/ 398): حدثنا أبو العباس محمد بن بعقوب، ثنا بكار بن قتيبة القاضي بمصر، ثنا صفوان بن عيسى القاضي، عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال: سمعت جدي، يحدث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه طيب مبارك".تخريجه:1 - رواه ابن ماجة "بلفظ مقارب" كتاب الأطعمة- 34 باب: الزيت (2/ 1103)، (ح3320).من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة به مرفوعاً.وقال المعلق: في الزوائد في إسناده عبد الله بن سعيد المقبري: قال في التقريب: متروك.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم وابن ماجة عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو عباد الليثي. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (23) وأنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً.لكن الحديث جاء عن عمر، وأبي سعيد من طرق صحيحة.(أ) حديث عمر مرفوعاً "ايتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة".1 - رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي (4/ 122).2 - وأورد الحديث المنذري في الترغيب وقال: رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين وهو كما قال (3/ 132). =

(2/881)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 3 - ورواه الترمذي. كتاب الأطعمة- 43 باب: ما جاء في أكل الزيت (4/ 285)، (ح1851).وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق، عن معمر، وكان عبد الرزاق يضطرب في روايته، فربما ذكر عن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وربما رواه على الشك، وربما رواه مرسلًا.4 - ورواه ابن ماجة. كتاب الأطعمة، باب: الزيت (2/ 1103)، (ح3319).(ب) حديث أبي سعيد الأنصاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة".1 - رواه الترمذي. كتاب الأطعمة، باب: ما جاء في أكل الزيت (4/ 285، 286) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى.2 - ورواه الحاكم وقال: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي (2/ 397، 398).فعليه فالحديث صحيح، لكن حديث أبي هريرة عند الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/882)

349 - حديث ابن عباس {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا (10)} [القصص: 10] قال: فارغاً من على شيء (غير موسى) (1) ... الحديث.قال: على شرط البخاري ومسلم. وحسان بن أبي [عباد] (2) الذي رواه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس احتجا به جميعاً.قلت: كذا قال، وحسان هذا لا ندري من هو، وإنما يروي الأعمش عن حسان بن [أبي] (3) الأشرس، عن ابن جبير ثقة خرج له النسائي فقط.__________(1) في (ب) (سوى موسى) وفي المستدرك وتلخيصه (غير ذكر موسى) وما أثبته من (أ). وعلى كل العبارات يستقيم الكلام.(2) في (أ) (عيار) وما أثبته من (ب)، والمستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (2/ 248).(3) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه، واللسان (2/ 188).349 - المستدرك (2/ 406): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن حسان، عن سعيد بن جبير، عن أبي عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا (10)} [القصص: 10] قال: فارغاً من كل شيء غير ذكر موسى {إن كادت لَتُبْدِي به} قال: أن تقول: يا بنياه.{وَقَالَت لِأختِهِ قُصِّيهِ} ابتغي أثره. {وَحَرمْنَا عَلَيهِ اَلمَرَاضِعَ مِن قَبلُ} قال: لا يؤتي بمرضع فيقبلها.تخريجه:الآيات (10، 11، 12) من سورة القصص.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس (5/ 121). =

(2/883)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 2 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" متفرقاً (20/ 23، 24، 25).من طريق الأعمش، عن حسان بن أبي الأشرس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به وهو طريق الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده حسان. قال الحاكم: هو ابن أبي عباد وقد احتجا به جميعاً. وقال الذهبي: حسان لا ندري من هو ... إلخ.قلت: قد ذكر المزي في تهذيب الكمال حسان بن أبي عباد ورمز لرواية البخاري له فقط لكن لم يذكر المزي أن سليمان الأعمش روى عنه، أو أنه روى عن سعيد بن جبير. تهذيب الكمال (1/ 249).وقد ذكر المزي حسان بن أبي الأشرس. وقال: روى له النسائي ووثقه، وهو يروي عن سعيد بن جبير ويروي عنه سليمان الأعمش. تهذب الكمال (1/ 247).وقال الحافظ في التقريب: صدوق (1/ 161).وقال الذهبي في الكاشف: ثقة (1/ 216).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن حساناً: هو ابن أبي الأشرس كما قال الذهبي.ومما يؤيد أنه ابن أبي الأشرس أن ابن جرير قد رواه من هذا الطريق وصرح باسمه فقال: حسان بن أبي الأشرس. وابن أبي الأشرس ثقة كما سبق؛ لكنهما لم يخرجا له شيئاً، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد صحيحاً فقط -والله أعلم-.

(2/884)

350 - حديث ابن عباس أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- سأل جبريل: أي الأجلين قضى موسى؟ ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه إبراهيم بن يحيى لا يعرف.__________350 - المستدرك (2/ 407، 408): (حدثنا) محمد بن صالح بن هانئ، ثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، ثنا محمد بن الوليد الفحام، ثنا سفيان بن عيينة، حدثني إبراهيم بن يحيى -رجل من أهل عدن-. حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل جبريل: "أي الأجلين قضى موسى؟ " قال: أتمهما.

(2/885)

351 - ثم رواه الحاكم من طريق آخر (1)، وفيه حفص بن عمر العدني وهو واه.__________(1) قوله: (ثم رواه الحاكم ... إلخ) من اختصار ابن الملقن وإلا فالذهبي أتى بالحديث مع المسند.351 - المستدرك (2/ 407): حدثني بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: "أبعدهما وأطيبهما".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه البزار، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس (5/ 126) سورة القصص.2 - أورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. غير الحكم بن أبان وهو ثقة. وقال: ورواه البزار إلا أنه قال عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل.فالمسؤول هو الرسول. وهو الحديث الثاني. كما هو المذكور سالفاً (7/ 87).دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم روي من طريقين.* الطريق الأول: وفيه إبراهيم بن يحيى العدني. قال الذهبي في الميزان: أتى بخبر منكر -وهو حديثنا هذا- والرجل نكره. الميزان (1/ 73، 74).وقال ابن حجر في اللسان: هذا الرجل ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الأزدي: لا يتابع على حديثه. وأخرج الحاكم حديثه المذكور في المستدرك.اللسان (1/ 124).* الطريق الثاني: وفيه حفص بن عمر العدني أبو إسماعيل الملقب بالفرخ =

(2/886)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= مولى عمرو ويقال له الصنعاني. وقد سبق بيان حاله بأنه ضعيف عند حديث رقم (164).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن سند الحاكم الأول فيه إبراهيم بن يحيى، وثقه ابن حبان وإن كان خولف في ذلك كما ذكر الأزدي، والذهبي، فأقل الأحوال أن يكون ضعيفاً، وأنه بسنده الثاني ضعيف أيضاً، فعليه يكون الحديث بكلا الإِسنادين حسناً لغيره لأن كلا منهما ضعيف قابل للانجبار -والله أعلم-.

(2/887)

352 - حديث ابن عباس في سبب نزول قوله تعالى: {ما جَعَلَ اَللهُ لِرَجُلٍ مِّن قلبِين في جَوفِهِ}.قال: صحيح. قلت: فيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ضعيف.__________352 - المستدرك (2/ 415): حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد، ثنا زهير بن معاوية، حدثنا قابوس بن أبي ظبيان. أن أباه حدثه قال: قلت لابن عباس -رضي الله عنهما-: قول الله عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (4)} [الأحزاب: 4] ما عني بذلك؟ قال: قام نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه، ألا ترون له قلبان: قلب معهم، وقلب معكم فأنزل الله عز وجل: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (4)}.تخريجه.الآية (4) من سورة الأحزاب.1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب التفسير- 34 باب: سورة الأحزاب (5/ 348)، (ح3199). وقال: حديث حسن.2 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (12/ 106، 107)، (ح12610).3 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (21/ 118).رووه من طريق قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال: قلنا لابن عباس به. وهو طريق الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه قابوس بن أبي ظبيان الجنبي الكوفي، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (159) وأنه لا بأس به، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً وقد حسنه الترمذي -والله أعلم-.

(2/888)

353 - حديث عائشة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لأبي بكر: "أنت عتيق الله من النار ... الحديث".قال: صحيح. قلت: بل فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة متروك قاله أحمد.__________353 - المستدرك (2/ 415 - 416): أخبرني أبو الحسن محمد بن علي بن بكر العدل، ثنا الحسين بن الفضل البجلي، ثنا شبابة بن سوار، حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة قال: بينا عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر، أبي خير من أبيك. قالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما، إن أبا بكر دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار" قالت: فمن يومئذ سمي عتيقاً، ودخل طلحة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه".تخريجه:1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب المناقب- 17 باب: في مناقب أبي بكر (5/ 616)، (ح3679). وقال: غريب.2 - ورواه الطبراني "بنحوه" (1/ 6، ح9).روياه من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عائشة -رضي الله عنها- به.- ورواه الطبراني في الكبير "بمعناه" (1/ 6، ح 10).رواه من طريق صالح بن موسى الطلحي، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة -رضي الله عنها-.وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه لأبي يعلى وقال: فيه صالح الطلحي وهو ضعيف (9/ 41). =

(2/889)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طريقين عن عائشة.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي.قال علي بن المديني: سألت يحيى بن سعيد. فقال: ذاك شبه لا شيء.قال علي: نحن لا نروي عنه شيئاً. وقال أحمد: منكر الحديث ليس بشيء.وقال مرة: متروك الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: ضعيف ليس بشيء ولا يكتب حديثه. وقال عمرو بن علي: متروك الحديث غير منكر الحديث. وقال البخاري: يتكلمون في حفظه. وقال النسائي: ليس بثقة.وقال في موضع آخر: متروك. وقال أبو زرعة: واهي الحديث.وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بقوي ولا بمكان أن يعتبر به. وقال يعقوب بن شيبة: لا بأس به وحديثه مضطرب جداً. وقال البخاري: يهم بالشيء بعد الشيء إلا أنه صدوق. وقال أبو موسى: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وضعفه العجلي، والساجي، وأبو داود والعقيلي، وأبو العرب، والدارقطني، وغيرهم. وقال عمار الموصلي: صالح. تهذيب التهذيب (1/ 254، 255).وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ سيء الفهم، يخطيء ولا يعلم ويروي ولا يفهم. وقال: قال ابن معين: ضعيف (1/ 133).وقال في التهذيب: قال ابن حبان في الثقات. يخطيء ويهم وقد أدخلناه في الضعفاء كما كان فيه من الأبهام ثم سبرت أخباره فأدى الاجتهاد إلى أن يترك ما لم يتابع عليه ويحتج بما وافق الثقات (1/ 255).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 62).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (1/ 144).وقال في الضعفاء: قال أحمد: متروك رقم (358).مما مضى يتبين أن إسحاق ضعيف فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً. =

(2/890)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= * الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق آخر عند الطبراني وأبي يعلى وفيه صالح بن موسى الطلحي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (227) وأنه متروك فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف وأما بإسناد الطبراني وأبي يعلى فإنه ضعيف جداً -فلا يفيد طريق الحاكم بشيء لشدة ضعفه.

(2/891)

354 - حديث العباس وعلي يا رسول الله أي أهلك أحب إليك؟ قال: "فاطمة ... " الحديث بطوله.قال: صحيح. قلت: فيه عمر بن أبي سلمة (وهو) (1) ضعيف.__________(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ).354 - المستدرك (2/ 417): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن عدل السدوسي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة، أخبرني عمر بن أبي سلمة، عن أبيه قال: حدثني أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال:كنت في المسجد فأتاني العباس وعلي فقالا لي: يا أسامة استأذن لنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم - فاستأذنته. فقلت له: إن العباس وعلي يستأذنان. قال: "هل تدري ما حاجتهما" قلت: لا والله ما أدري. قال: "لكني أدري ائذن لهما" فدخلا عليه فقالا: يا رسول الله جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك، قال: "أحب أهلي فاطمة بنت محمد" فقالا: يا رسول الله ليس نسألك عن فاطمة.قال: "فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للبزار، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال جاء العباس وعلي. به (5/ 201).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.قال ابن سعد: كان كثير الحديث وليس يحتج بحديثه. وقال ابن المديني عن يحيى بن سعيد: كان شعبة يضعف عمر. وقال أبو خيثمة: صالح إن شاء الله. وقال أحمد: لم يسمع منه شعبة شيئاً. وقال ابن معين: ليس به بأس. =

(2/892)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وفي رواية ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: هو عندي صالح صدوق في الأصل ليس بذاك القوي. يكتب حديثه ولا يحتج به يخالف في بعض الشيء. وقال العجلي: لا بأس به. وقال الجوزجاني: ليس بقوي في الحديث. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه وذكره ابن حبان في الثقات.وقال ابن شاهين في الثقات. قال أحمد: هو صالح ثقة إن شاء الله. وقال البخاري: صدوق ألا أنه يخالف في بعض حديثه. وذكره ابن البرقي في باب من احتمل حديثه من المعروفين قال: وأكثر أهل العلم بالحديث يثبتونه.وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به.وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء (2/ 56).وقال الذهبي في الكاشف: قال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به ووثقه غيره (2/ 312).وقال في الميزان: صحح له الترمذي حديث زائرات القبور. فناقشه عبد الحق وقال: عمر ضعيف عندهم. قال الذهبي: فأسرف عبد الحق.وقال أيضاً: ولعمر عن أبيه مناكير (3/ 201، 202)الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عمر بن أبي سلمة أوسط أحواله أنه لا بأس به وقد لخص حاله ابن حجر بأنه صدوق يخطيء في بعض الشيء، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً -والله أعلم-.

(2/893)

355 - حديث ابن مسعود مرفوعاً: "أكثروا عليَّ الصلاة (في) يوم الجمعة، فإنه ليس يصلي علي أحد يوم الجمعة إلا عرضت علي".قال: صحيح [وأبو رافع هو إسماعيل بن رافع. قلت: ضعفوه] (1).__________(1) في (أ)، (ب) قال: (قلت: فيه أبو رافع إسماعيل بن رافع ضعفوه) فذكر أن الذي عرف أبا رافع هو الذهبي وليس كذلك بل هو الحاكم كما في المستدرك وتلخيصه.355 - المستدرك (2/ 421): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، حدثني أبو رافع، عن سعيد المقبري، عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكثروا علي الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يصلي علي يوم الجمعة إلا عرضت على صلاته".تخريجه.1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 138) وقال: رواه الحاكم والبيهقي في الشعب.دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في سنده إسماعيل بن رافع بن عويمر أو ابن أبي عويمر الأنصاري ويقال المزني القاضي المدني. وقد سبق بيان حاله وأنه ضعيف عند حديث رقم (206).فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً:1 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء، واليوم الأزهر فإن صلاتكم تعرض عليّ". أورده الهيثمي في المجمع وقال: =

(2/894)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشير الأنصاري وهو ضعيف (2/ 169).2 - حديث أبي الدرداء. بنحو حديث ابن مسعود. وقال المعلق عنه: في الزوائد هذا الحديث صحيح إلا أنه منقطع في موضعين لأن عبادة روايته عن أبي الدرداء مرسلة قاله العلاء.وزيد بن أيمن عن عبادة مرسلة قاله البخاري (ح 1636).3 - حديث أوس بن أوس الأنصاري. بنحو حديث أبي مسعود (ح1637).ورجاله ثقات كما في التقريب الثاني والثالث رواهما ابن ماجه.كتاب الجنائز، باب: ذكر وفاته ودفنه -صلى الله عليه وسلم- (1/ 524).والثالث رواه البيهقي من طريق الحسن بن علي وهو طريق ابن ماجه (3/ 248، 249).قلت: فمما مضى يكون الحديث عند الحاكم صحيحاً لغيره بهذه الشواهد -والله أعلم-.

(2/895)

356 - حديث ابن عباس في تفسير {وَقَدِّر في السَّرْدِ}.قال: غريب، وفيه عبد الوهاب بن مجاهد ولم يخرجا له.قلت: لضعفه.__________356 - (2/ 423): حدثنا أبو محمد المزني، أنبأ أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أخبرني عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله: {وَقَدِّر في السَّردِ}.قال: لا تدق السامير وتوسع، فتسلس، ولا تغلظ السامير، وتضيق الحلق، فتنفصم واجعله قدراً.تخريجه:الآية (11) من سورة سبأ.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه عبد الرزاق، والحاكم عن ابن عباس (5/ 227).ولم أجده في المصنف- فالله أعلم-.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي مولى عبد الوهاب بن السائب المخزومي.كذبه سفيان الثوري. وقال وكيع: كانوا يقولون: إنه لم يسمع من أبيه.وقال أحمد: ليس بشيء، ضعيف الحديث. وقال الجوزجاني: غير مقنع.وقال ابن معين، وأبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. ولا يكتب حديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال ابن المديني، وابن معين: لا يكتب حديثه وليس بشيء. وقال الدارقطني: ليس بشيء ضعيف. وقال الأزدي: لا تحل الرواية عنه. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث. وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعه. وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ترك حديثه. تهذيب التهذيب (6/ 453). =

(2/896)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حجر في التقريب: متروك. وكذبه الثوري (1/ 528).وذكره الذهبي في الضعفاء وقال: قال النسائي وغيره متروك (ت 2679).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن عبد الوهاب متروك كما هو قول أكثر العلماء وقد كذبه بعضهم. ولقد لخص حاله ابن حجر بأنه متروك. وكذلك قال الذهبي في الضعفاء. فيكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/897)

357 - حديث عائشة في تفسير: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ (32)} [فاطر: 32] ... الآية.قال: صحيح. قلت: فيه الصلت بن عبد الرحمن قال النسائي: ليس بثقة، وقال أحمد: ليس بالقوي.__________357 - المستدرك (2/ 426): أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق في مسند مسدد بن مسرهد، أنا أبو المثنى، ثنا مسدد، ثنا المعتمر بن سليمان، حدثني أبو شعيب الصلت بن عبد الرحمن، حدثني عقبة بن صهبان الحراني قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين أرأيت قول الله عز وجل:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)} [فاطر: 32].فقالت عائشة -رضي الله عنها-: أما السابق فمن مضى في حياة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، فشهد له بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن اتبع آثارهم فعمل بأعمالهم حتى يلحق بهم، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا وكل في الجنة.تخريجه:الآية (32) من سورة فاطر.1 - رواه أبو داود الطيالسي "بنحوه" منحة المعبود. كتاب التفسير، باب: ما جاء في سورة فاطر (2/ 22، ح1968).من طريق الصلت بن دينار. قال: حدثنا عقبة بن صهبان الهنائي. قال: سألت عائشة. به.2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه الطيالسي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط، والحاكم وابن مردويه، عن عقبة بن صهبان. قلت لعائشة به (5/ 251).3 - وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 96، 97)، ونسبه للطبراني وقال: فيه الصلت بن دينار وهو متروك.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه الصلت بن دينار. =

(2/898)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= لكن قال الحاكم: أبو شعيب الصلت بن عبد الرحمن. وكذلك قال الذهبي فنساباه لعبد الرحمن ولم أجد الصلت يروي عن عقبة بن صهبان ويروي عنه معتمر بن سليمان ويكنى بأبي شعيب غير الصلت بن دينار. تهذيب الكمال (2/ 611، 612).كما أن الطيالسي روى هذا الحديث وقال: الصلت بن دينار. ولكن هذا لم يقل فيه أحمد ليس بقوي وإنما قال: متروك.وأورده الذهبي في الضعفاء- وقال الصلت بن دينار. قال النسائي: ليس بثقة.وقال الدارقطني: ليس بالقوي (ت1970).فعلى هذا يتبين أن الصلت ليس بابن عبد الرحمن وإنما هو ابن دينار.كما أن أحمد لم يقل فيه ليس بقوي وإنما قال ذلك الدارقطني. كما هو المذكور في الضعفاء للذهبي، وكما هو مذكور أيضاً في الميزان (2/ 318).ومما يؤيد أنه ابن دينار أن الهيثمي في المجمع نسبه للطبراني في الأوسط (7/ 96، 97)، وقال: فيه الصلت بن دينار وهو متروك.والصلت هو ابن دينار الأزدي الهنائي البصري أبو شعيب.قال أحمد: متروك الحديث ترك الناس حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال عمرو بن علي: كثير الغلط متروك الحديث. كان يحيى، وعبد الرحمن لا يحدثان عنه. وقال الجوزجاني: ليس بقوي. وقال أبو زرعة: لين. وقال أبو حاتم: لين الحديث إلى الضعف ما هو مضطرب الحديث.وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال يعقوب بن سفيان: مرجىء ضعيف ليس بشيء.وقال يحيى بن سعيد: ذهبت أنا وعوف نعوده فذكر علياً فنال منه فقال عوف لا شفاك الله. وقال عبد الله بن إدريس: عاب شعبة على الثوري روايته عن أبي شعيب. وقال البخاري في التاريخ: لا يحتج بحديثه.وقال ابن سعد: ضعيف ليس بشيء. وقال ابن الجنيد: متروك. تهذيب التهذيب (4/ 434). =

(2/899)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حبان: كان أبو شعيب ممن يشتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ويبغض علي بن أبي طالب وينال منه ومن أهل بيته على كثرة المناكير في روايته. تركه أحمد، ويحيى. الضعفاء (1/ 375).وقال ابن حجر في التقريب: متروك، وناصبي (1/ 369).وقال الذهبي في الكاشف: قال أحمد: تركوا حديثه (2/ 31).الحكم على الحديث:قلت مما مضى يتبين أن أبا شعيب الصلت بن دينار مترك. فيكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً جداً.وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الأوسط وفيه الصلت بن دينار وهو متروك (7/ 96، 97).

(2/900)

358 - حديث عبد الله: [لما] (1) قال صاحب ياسين: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)} [يس: 20] خنقوه ليموت، فالتفت إلى الأنبياء فقال: {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)} [يس: 25] [أي] (2) فاشهدوا لي.قال صحيح. قلت: فيه عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف.__________(1) ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه. وعليه بستقيم الكلام.(2) ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.358 - المستدرك (2/ 429): حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، ثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، ثنا أبو حفص عامر بن سعيد، ثنا القاسم بن مالك المزني، عن عبد الرحمن إسحاق، عن يسار أبي الحكم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما قال صاحب ياسين {يا قوم اتبعوا المرسلين} قال: خنقوه ليموت، فالتفت إلى الأنبياء، فقال: {إني ءامنت بربكم فاسمعون} أي فاشهدوا لي.تخريجه:الآيتان (20، 25) من سورة يس.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط عن ابن مسعود (5/ 262)، وكذا أورده الشوكاني في الفتح القدير ونسبه للحاكم فقط عن ابن مسعود (4/ 366).دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد أبو شيبة الواسطي ويقال: الكوفي ابن أخت النعمان بن سعد. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (333) وإنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً.

(2/901)

359 - حديث أبي الدرداء مرفوعاً: "قال داود: [رب] (1) أسألك حبك وحب من يحبك ... " الحديث.قال: صحيح. قلت: بل فيه عبد الله بن يزيد الدمشقي.قال أحمد: أحاديثه موضوعة.__________(1) ليست في (أ)، (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.359 - المستدرك (2/ 433): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا محمد بن فضيل، حدثنا محمد بن سعد الأنصاري، عن عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا عائذ الله أبو إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال داود عليه السلام رب أسألك حبك وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، رب اجعل حبك أحب إليَّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد" وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر داود وحدث عنه قال: كان أعبد البشر.تخريجه:1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب الدعوات، باب: 73 (5/ 522، ح3490).وقال: حسن غريب.2 - رواه البخاري في التاريخ الكبير "بنحوه" (3/ 1/ 229).روياه من طريق عبد الله بن يزيد الدمشقي. وقال الترمذي: عبد الله بن ربيعة الدمشقي.حدثنا عائذ الله أبو إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء. به وهو طريق الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي. وقيل ابن يزيد بن ربيعة. =

(2/902)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال ابن حجر في التقريب: مجهول (1/ 414).وقد ذكر الاختلاف في اسمه كما في التهذيب (5/ 207، 208).قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة عند حديث رقم (707).قلت: هو عبد الله بن ربيعة بن يزيد ووقع في المستدرك: "عبد الله بن يزيد" نسب إلى جده وانقلب على بعضهم فقال: عبد الله بن يزيد بن ربيعة. وهو مجهول كما قال الحافظ في التقريب، ولم أر أحداً ذكر قول أحمد المذكور في ترجمته حتى ولا الذهبي. وإنما أورده في الميزان في ترجمة عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي. روى عن واثلة وأبي أمامة وهذا كما ترى غير الترجم فإنه أعلى طبقة منه. هذا تابعي وذاك من أتباع التابعين مع اختلاف اسم جدهما -والله أعلم-.وبالجملة فالِإسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن ربيعة.الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن عبد الله هذا مجهول، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً، وأما تحسين الترمذي للحديث فلعله لشواهد أخرى اطلع عليها -والله أعلم-.أما قوله في آخر الحديث: "كان أعبد البشر" فله شاهد عند مسلم في ذكر صيام داود عليه السلام. فقال: -لعبد الله بن عمرو بن العاص- "صم صوم داود نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه كان أعبد الناس".كتاب الصيام: 35، باب: النهي عن صوم الدهر لمن تضرّر به ... الخ (2/ 812)، (ح180).

(2/903)

360 - حديث جابر أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تلا: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} [فصلت: 3].قال: ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاماً.قال: صحيح. قلت: حقه أن يقول على شرط مسلم. لكن مدار الحديث على إبراهيم بن إسحاق الغسيل (1) وكان ممن يسرق الحديث.__________(1) في المستدرك (العقيلي)، وفي التلخيص (العسيلي)، وما أثبته من (أ)، (ب) والميزان (1/ 18)، اللسان (1/ 30).360 - المستدرك (2/ 439): حدثني أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق العقيلي، حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، حدثنا عمي، حدثني أبي، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلا: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} [فصلت: 3] ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ "ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاماً".تخريجه:الآية (3) من سورة فصلت.أورده صاحب كنز العمال وقال: أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإِيمان عن جابر (11/ 490).دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن حنظلة الغسيل، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (179) وأنه ضعيف جداً، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/904)

361 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه".قال: صحيح عند جماعة. قلت: بل أجمع على ضعفه.__________361 - المستدرك (2/ 439): أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان الشيباني، ثنا جدي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، حدثني عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه".تخريجه:1 - رواه ابن أبي شيبة في المصنف "بلفظه" كتاب فضائل القرآن، ما جاء في إعراب القرآن (10/ 456)، (9961).2 - ورواه ابن منيع في مسنده "بلفظه" نسبه له ابن حجر في المطالب العالية (3/ 298)، (ح 3521).روياه من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة به موفوعاً.3 - وأورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه لابن أبي شيبة، والحاكم، والبيهقي في شعب الِإيمان (1/ 173)، ورمز له بالضعف.وأورده المناوي في الفيض ثم ذكر كلام الحاكم وتعقب الذهبي له، وزاد أن العراقي قال: سنده ضعيف وقال الهيثمي: فيه متروك (1/ 558) لكن قال الألباني ضعيف جداً (1/ 298).4 - وقال الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك (7/ 163).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الله بن سعيد أبو عباد الليثي، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (23) وأنه متروك - فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/905)

362 - حديث ابن عمر مرفوعاً: لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه".قال: صحيح. قلت: فيه كثير بن زيد ضعفه النسائي ومشاه غيره.__________362 - المستدرك (2/ 443): وأخبرني أبو جعفر محمد بن علي الشيباني، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر، ثنا كثير بن ريد، عن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنظب، عن عبد الله بن عمر أنه كان واقفاً بعرفات، فنظر إلى الشمس حين تدلت مثل الترس للغروب فبكى واشتد بكاؤه وتلا قول الله عز وجل {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18) اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)} [الشورى: 19،18،17].فقال له عبدة: يا أبا عبد الرحمن قد وقفت معك مراراً لم تصنع هذا فقال: ذكرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو واقف بمكاني هذا فقال: "أيها الناس لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه".تخريجه:الآيات (17، 18، 19) من سورة الشورى.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (6/ 4، 5) ولم أجد من أخرجه.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم كثير بن زيد الأسلمي السهمي مولاهم المدني أبو محمد وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (32) وأنه لا بأس به، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.كما أن البغوي في تفسيره روى حديثاً بنحو حديث ابن عمر عن أبي سعيد. معالم التنزيل. مطبوع بهامش تفسير الخازن المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل (1/ 118).

(2/906)

363 - حديث جابر مرفوعاً: (وَإِنَّهُ لعلمٌ للسَّاعَةِ) فقال: النجوم أمان لأهل [السماء] (1) فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون، وأنا أمان لأصحابي فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ... " الحديث.قلت: أظنه موضوعاً وفيه [عبيد] (2) بن كثير العامري.وهو متروك والآفة منه.__________(1) في (أ) (الأرض)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (أ) (عبيد الله)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه، والميزان (3/ 22).363 - المستدرك (2/ 448): حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني بالكوفة، حدثنا عبيد بن كثير العامري، حدثنا يحيى بن محمد بن عبد الله الدارمي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وإنَّه لعلم للساعة}.فقال: "النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون، وأنا أمان لأصحابي ما كنت، فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون".تخريجه:الآية (61) من سورة الزخرف.لم أجد من أخرجه عن جابر، ولكن ورد عن أبي موسى كما سيأتي في الشواهد.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبيد بن كثير بن عبد الواحد بن كثير بن العباس العامري الكوفي التمار أبو سعيد. =

(2/907)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال ابن حبان في الضعفاء: روى عن الحسن بن الفرات، عن أخيه زياد بن الحسن، عن أبان بن تغلب نسخة مقلوبة ليس يحفظ من حديث أبان أدخلت عليه فحدث بها، ولم يرجع حيث بُيّن له، فاستحق ترك الاحتجاج به. الضعفاء (2/ 176).وقال الأزدي، والدارقطني: متروك الحديث. الميزان (3/ 22، 23)، اللسان (4/ 123).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عبيد متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً.إلا أن الحديث ورد عن أبي موسى الأشعري "بنحو حديث جابر".رواه مسلم. كتاب فضائل الصحابة: (51)، باب: أن بقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة (4/ 1991)، (ح207).وأحمد (4/ 399). فعليه فالحديث صحيح، لكنه بطريق الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/908)

364 - حديث ابن عباس في تفسير: {فِيهَا يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حكَيمٍ}.يعني ليلة القدر.قال: صحيح. قلت: على شرط مسلم.__________364 - المستدرك (2/ 448): حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني، ثنا أبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثني أبي، حدثنا عثمان بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنك لترى الرجل يمشي في الأسواق وقد وقع اسمه في الموتى ثم قرأ:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)} [الدخان: 4،3].يعني ليلة القدر. ففي تلك الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها من قابل.تخريجه:الآيتان (3، 4) من سورة الدخان.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الِإيمان عن ابن عباس (6/ 25).2 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (25/ 65).من طريق عثمان بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وهو طريق الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث صححه الحاكم وقال الذهبي: على شرط مسلم.قلت: الظاهر أن كلام الذهبي في محله، كما في التقريب (1/ 292)، (2/ 7)، (ت47)، (2/ 348)، (ت69)، (1/ 308)، (ت279).الحكم على الحديث:مما تقدم يتبين أن رجال الِإسناد رجال مسلم، فعليه يكون الحديث صحيحاً على شرط مسلم -والله أعلم-.

(2/909)

365 - حديث أبي حاتم. حدثنا محمد بن يزيد بن سنان. حدثني جدي سنان بن يزيد قال: خرجنا على حين توجه إلى معاوية، وجرير بن سهم [التميمي] (1) يقول: فذكر أبياتاً، ثم قال: فلما وصلنا إلى المدائن قال جرير:عفت [الرياح] (2) على رسوم ديارهم ... فكأنهم كانوا على ميعاد... إلخ.قال: صحيح. قلت: ما أبعده عن الصحة، محمد ضعفه الدارقطني، وجده زعم أنه صحب علياً وبقي إلى أيام المنصور.__________(1) في (أ)، (ب) (التيمي)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والتقريب (1/ 127).(2) في (أ)، (ب) (الديار)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يدل معنى البيت.365 - المستدرك (2/ 365): أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثني جدي سنان بن يزيد قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب حين توجه إلى معاوية، وجرير بن سهم التميمي أمامه يقول:يا فرسي سيري وأمي الشاما ... واقطعي الأحقاف والأعلاماوقاتلي من خالف الإماما ... إني لأرجو إن لقينا العاماجمع بني أمية الطغاما ... أن نقتل القاضي والهماماوأن نزيل من رجال هاما =

(2/910)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال: فلما وصلنا إلى المدائن، قال جرير:عفت الرياح على رسوم ديارهم ... فكأنهم كانوا على ميعادقال: فقال علي: كيف قلت يا أخا بني تميم، فرد عليه البيت، فقال علي: ألا قلت:{كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)} [الدخان:28،27،26،25].ثم قال: أي أخي هؤلاء كانوا وارثين، فأصبحوا موروثين، إن هؤلاء كفروا النعم، فحلت بهم النقم، ثم قال: إياكم وكفر النعم فتحل بكم النقم.تخريجه:الآية (25) من سورة الدخان.1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير (2/ 169)، وعزاه لابن أبي الدنيا والخطيب.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده محمد بن يزيد بن سنان عن جده سنان بن يزيد.أولاً: سنان بن يزيد التميمي أبو حكيم الرهاوي والد أبي فروة. روى عن علي رضي الله عنه. قال أبو حاتم الرازي: قلت لمحمد بن يزيد: كان جدك كبير السن أدرك علياً. ما كانت كنيته وكم أنت عليه من سنه؟ قال: جدي يكنى أبا حكيم أتت عليه ست وعشرون ومائة سنة يوم مات وأخبرني أنه غزا ثمانين غزوة. تهذيب التهذيب (4/ 243).وقال الذهبي في الميزان: سمع علياً (2/ 236).وقال ابن حجر في التقريب: مجهول رأى علياً ثم عمر حتى بلغ ستاً وعشرين ومائة سنة (1/ 334).قلت: قد جزم الذهبي في الميزان بأنه سمع علياً وكذلك ابن حجر وزاد بأنه بلغ ستاً وعشرين ومائة سنة، ولكنه قال مجهول. =

(2/911)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ثانياً: محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد التميمي أبو عبد الله الرهاوي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (282) وأنه ضعيف.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن سنان بن يزيد مجهول كما لخص حاله ابن حجر وأن محمد بن يزيد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/912)

366 - حديث طاؤس: جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو يسأله مما خلق الخلق؟ قال: من الماء، والنور، والظلمة، والريح والتراب ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه عمر بن حبيب المكي فتشت عنه فلم أعرفه والخبر منكر.__________366 - المستدرك (2/ 452): أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرزاق، عن عمر بن حبيب المكي، عن حميد بن قيس الأعرج، عن طاؤس قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص يسأله: مما خلق الخلق؟ قال: من الماء، والنور، والظلمة، والريح، والتراب. قال الرجل: فمم خلق هؤلاء؟ قال: لا أدري. ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير فسأله، فقال: كقول عبد الله بن عمرو، فأتى الرجل عبد الله بن العباس فسأله فقال: مما خلق الخلق؟ قال: من الماء، والنور، والظلمة، والريح، والتراب. قال: فمم خلق هؤلاء، فقرأ: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ (13)} [الجاثية: 13] فقال الرجل: ما كان لنا بهذا إلا رجل من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلَّم-.تخريجه:الآية (13) من سورة الجاثية.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن طاؤس -رضي الله عنه- (6/ 34).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عمر بن حبيب المكي قال الذهبي: فتشت عنه فلم أعرفه.قلت: الظاهر أنه عمر بن حبيب المكي القاص وسكن اليمن. =

(2/913)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= فإن هذا روى عنه عبد الرزاق. ولم أجد أحداً بهذا الاسم ومن هذه الطبقة غيره.قال أحمد: ثقة. وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن حيان في الثقات: كان حافظاً متقناً. وقال ابن عيينة: كان صاحبنا وكان حافظاً. وقال أبو بكر المقري: ثقة. تهذيب التهذيب (7/ 431).وقال الذهبي في الميزان: وثَّقه أحمد وابن معين وأورد له حديثاً وقال: صحيح (3/ 185).وقال ابن حجر في التقريب: ثقة حافظ (2/ 52).الحكم علي الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن عمر بن حبيب المكي ثقة. فيكون الحديث صحيحاً.

(2/914)

367 - حديث عمر أنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهماً فقال: ما هذا الدرهم؟قال: أريد أن أشتري به لأهلى [لحماً] (1) ... الحديث.قلت: فيه القاسم بن [عبد الله] (2) وهو واه.__________(1) في (أ) كلمة ليست واضحة وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (أ)، (ب) (عمر) والصواب (عبد الله) كما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (8/ 320).367 - المستدرك (2/ 455): (حدثنا) أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا عبد الله بن الجراح، حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن عمر- رضي الله عنه- رأى في يد جابر بن عبد الله درهماً، فقال: ما هذا الدرهم؟ فقال: أريد أن أشتري لأهلي بدرهم لحماً فرموا إليه، فقال عمر: أكُلُّ ما اشتهيتم اشتريتموها، ما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لابن عمه، وجاره، أين تذهب عنكم هذه الآية؟ {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}.تخريجه:الآية (20) من سورة الأحقاف.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والحاكم، والبيهقي في شعب الِإيمان عن ابن عمر (6/ 42).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني أخو عبد الرحمن.قال أحمد: أف أف ليس بشيء. وقال أبو طالب عن أحمد: كذاب كان يضع الحديث ترك الناس حديثه. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال =

(2/915)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= أحمد: كان يكذب. وقال ابن معين: ضعيف ليس بشيء. وقال أبو حاتم، وسعيد بن أبي مريم، والنسائي: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف لا يساوي شيئاً متروك الحديث منكر الحديث. وقال ابن المديني: ليس بشيء. وقال يعقوب بن سفيان، والعجلي، والأزدي: متروك الحديث.تهذيب التهذيب (8/ 320، 321).وقال ابن حجر في التقريب: متروك رماه أحمد بالكذب (2/ 118).وقال الذهبي في الكاشف: تركوه (2/ 391).الحكم علي الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن القاسم بن عبد الله متروك الحديث فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً وليس كما قال الذهبي بأنه واه فإن الذهبي نفسه قال في الكاشف تركوه.إلا أن الحديث جاء عن سعد "بنحو حديث ابن عمر".رواه الحاكم (2/ 455) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي- وهو حديث الأصل الذي استشهد له بحديث ابن عمر. إلا أن حديث ابن عمر شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/916)

368 - حديث مجمع بن يعقوب عن أبيه سمعت مجمع بن جارية يقول: أقبلنا مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الحديبية حتى بلغ كراع (الغميم) (1) ... الحديث. وفيه سبب نزول {إِنَّا فتَحْنَا لَكَ (2)} ... الآية.قال: على شرط مسلم. قلت: لم يرو مسلم لمجمع، ولا لأبيه وهما ثقتان.__________(1) في (ب) (الغنم) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(2) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.368 - المستدرك (2/ 459): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ إسماعيل بن إسحاق القاضي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني مجمع بن يعقوب، عن أبيه قال: سمعت مجمع بن جارية -رضي الله عنه- يقول: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية، حتى بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كراع الغميم، فإذا الناس يرسمون نحو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحركنا حتى وجدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند كراع الغميم واقفاً، فلما اجتمع عليه الناس قرأ عليهم (إنا فتَحنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} فقال بعض الناس: أو فتح هو؟ قال: "والذي نفسي بيده، إنه لفتح".تخريجه:الآية (1) من سورة الفتح.1 - رواه أحمد "بنحوه" (3/ 430).2 - ورواه أبو داود "بنحوه" مطولًا. كتاب الجهاد، باب: فيمن أسهم له سهماً (2/ 76)، (ح2736)روياه من طريق مجمع بن يعقوب. قال: سمعت أبي يعقوب بن مجمع يذكر عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن عمه مجمع بن جارية. به. =

(2/917)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأحمد وأبي داود، وابن المنذر، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن مجمع بن جارية الأنصاري (6/ 68).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد، وأبوه.أولاً: يعقوب بن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري المدني.ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (11/ 395).وقال ابن حجر في التقريب: مقبول (2/ 377).وقال الذهبي في الكاشف: وثق (3/ 293).وقال الخزرجي في الخلاصة: وثقه ابن حبان (ص437).ثانياً: مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري القبائي المدني.قال ابن معين: ليس به بأس، وكذا قال النسائي: وقال أبو حاتم: لا بأس به. تهذيب التهذيب (10/ 48، 49).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق (2/ 230).وقال الذهبي في الكاشف: وثق (3/ 122).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن يعقوب الظاهر أن أقل أحواله أن يكون حسن الحديث، فقد وثقه ابن حبان، والذهبي، وأما مجمع بن يعقوب، فهو لا بأس به كما هي أقوال العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.وهما ليسا من رجال مسلم لعدم إشارة كتب التراجم لرواية مسلم لهما. كما قال الذهبي وقد ذكر أحمد، وأبو داود (عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري) بين يعقوب بن مجمع، وبين مجمع بن جارية، والظاهر أن هذا من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، وإلا فالسند عند الحاكم متصلاً فقد صرح يعقوب بالسماع من مجمع. كما أن يعقوب عند من الرواة عن مجمع كما في تهذيب الكمال (3/ 1306) -والله أعلم-.

(2/918)

369 - حديث أنس لما رجعنا من الحديبية وأصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد خالطوا الحزن والكآبة حيث ذبحوا هديهم في أمكنتهم فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعاً" ثلاثا.قلنا: ما هي يا رسول الله؟ فقرأ: " {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ ... } " الآيتين.قلت: فيه الحكم بن عبد الملك ضعيف أخرجه استشهاداً.__________369 - المستدرك (2/ 460): (حدثنا) علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن غالب، وعلي بن عبد العزيز، قالا ثنا الحسن بن بشر بن سالم، ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما رجعنا من الحديبية وأصحاب محمد -صلَّى الله عليه وسلم- قد خالطوا الحزن والكآبة حيث ذبحوا هديهم في أمكنتهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنزلت علي آية هي أحب إليَّ من الدنيا جميعاً ثلاثاً".قلنا: ما هي يا رسول الله؟ قال فقرأ: " {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)} [الفتح: 2،1] إلى آخر الآيتين. قلنا: هنيئاً لك يا رسول الله. فما لنا؟ فقرأ: " {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)} [الفتح: 5] ". فلما أتينا خيبر فأبصروا خميس رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يعني جيشه - أدبروا هاربين إلى الحصن، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين".تخريجه:الآيات (1 - 5) من سورة الفتح. =

(2/919)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن جرير، وابن المنذر، والحاكم، وابن مردويه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.2 - وقد روى الحديث الحاكم وهو حديث الأصل المستشهد له بهذا الحديث (2/ 459) وقد قال الحاكم عنه: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.3 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (26/ 43، 44).من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أنس به.دراسة الاسناد:هذا الحديث روي من ثلاثة طرق، عن قتادة.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه الحكم بن عبد الملك القرشي البصري نزل الكوفة وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (258) وأنه ضعيف فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.* الطريق الثاني: وهو عند الحاكم أيضاً وهو حديث الأصل وقد صححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.* الطريق الثالث: وقد تابع الحكم وشعبة عند الحاكم سعيد بن أبي عروبة عند ابن جرير وهو ثقة كما في التقريب (1/ 302).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم الأول ضعيف، لكن الحكم لم يتفرد بالحديث بل تابعه شعبة عند الحاكم، وابن أبي عروبة عند ابن جرير وهما ثقتان، فعليه يكون الحديث باسناد الحاكم الأول صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/920)

370 - حديث ابن عباس في [قوله تعالى] (1) {وَتُعَزِّرُوُه} (2) قال: الضرب بين يديه [بالسيف] (3).قال: صحيح. قلت: فيه مبشر بن عبيد قال أحمد: كان يضع الحديث.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) في (ب) (وتعزرونه) وما أثبته من (أ)، والمستدرك وتلخيصه وهو الصواب.(3) في (أ)، (ب) (بالسيوف) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.370 - المستدرك (2/ 460): أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا محمد بن إسحاق، أنبأ بقية بن الوليد، حدثني مبشر بن عبيد، عن الحجاج بن أرطاة، عن عكرمة، قال: قلت لابن عباس -رضي الله عنهما-: ما قوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ}؟ قال: الضرب بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسيف.تخريجه:الآية (9) من سورة الفتح.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه ابن أبي حاتم، والحاكم وابن مردويه، والضياء في المختارة عن ابن عباس (6/ 71).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم مبشر بن عبيد القرشي أبو حفص الحمصي كوفي الأصل.قال أحمد: روى عنه بقية، وأبو المغيرة أحاديث موضوعة كذب. وقال مرة: ليس بشيء يضع الحديث. وقال مرة: مبشر شغله القرآن عن الحديث، أحاديثه بواطيل. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن عدي: هو بيّن الأمر في الضعف وعامة ما يرويه غير محفوظ. =

(2/921)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن معين: ضعيف. وقال الدارقطني أيضاً: متروك الحديث يضع الأحاديث ويكذب. تهذيب التهذيب (10/ 33).وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: يروى عن الثقات الموضوعات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب (3/ 30).وقال ابن حجر في التقريب: متروك ورماه أحمد بالوضع (2/ 228).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن مبشر بن عبيد وضاع. فيكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/922)

371 - حديث أبي الدرداء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل: أرأيت (ما نعمل) (1) أشيء قد فرغ منه أو شيء نستأنفه؟ ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه سليمان بن عتبة الدمشقي. قال ابن معين: لا شيء.__________(1) في (ب) (ما يعمل) وما أثبته من (أ)، والمستدرك وتلخيصه.371 - المستدرك (2/ 462): أخبرني أبو النضر الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا سليمان بن عتبة، قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يحدث عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل، فقيل: يا رسول الله، أرأيت ما نعمله، أشيء قد فرغ منه؟ أوشيء نستأنفه؟. قال: "كل امرىء مهيأ لما خلق له" ثم أقبل يونس بن ميسرة على سعيد بن عبد العزيز، فقال له: إن تصديق هذا الحديث في كتاب الله عز وجل. فقال له سعيد: وأين يا ابن حلبس؟ قال: أما تسمع الله يقول في كتابه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)} [الحجرات: 7] أرأيت يا سعيد، لو أن هؤلاء أهملوا كما يقول الأخابث، أين كانوا يذهبون؟ حيث حبب إليهم وزين لهم، أو حيث كره لهم وبغض إليهم.تخريجه:الآية (7، 8) من سورة الحجرات.1 - رواه الإِمام أحمد "بنحوه" (6/ 441).من طريق سليمان بن عتبة، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء. وهو طريق الحاكم. =

(2/923)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 2 - وأورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه لأحمد، والطبراني، والحاكم (2/ 277). مختصراً وقال: صحيح.وأورده المناوي في الفيض وقال: قال الهيثمي: سليمان بن عتبة وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات، وقال ابن حجر بعدما عزاه لأحمد: سنده حسن (5/ 12).وقال الألباني في صحيح الجامع: حسن (4/ 170).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم وأحمد سليمان بن عتبة بن ثور بن يزيد بن الأخنس السلمي ويقال: الغساني أبو الربيع الداراني.قال أحمد: لا أعرفه. وقال ابن معين: لا شيء. وقال دحيم ثقة قد روى عن المشايخ. وقال أبو حاتم: ليس به بأس وهو محمود عند الدمشقيين.وقال أبو زرعة عن أبي مسهر: ثقة. وقال صالح بن محمد: روى أحاديث مناكير، وكان الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار يوثقانه، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (4/ 210).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له غرائب (1/ 328).وقال الذهبي في الكاشف: صدوق. وقال ابن معين: لا شيء. وقال دحيم: ثقة (1/ 398).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن سليمان مختلف في توثيقه وتجريحه، ولكن التوسط في حاله ما لخصه ابن حجر والذهبي من أنه صدوق، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.وقد حسَّن الحديث بعض العلماء كما سبق.إلا أن طرف الحديث الأول وهو السؤال عن العمل وقول الرسول -صلَّى الله عليه وسلم-: "كل ميسر لما خلق له" له شواهد منها.1 - حديث علي بن أبي طالب بنحو حديث أبي الدرداء. =

(2/924)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= رواه مسلم. كتاب القدر (46/ 1) باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله ... إلخ (4/ 2036) (ح7).ورواه أيضاً "بنحوه" عن جابر (4/ 2036)، (ح7).2 - حديث ذي اللحية الكلابي "بنحو حديث أبي الدرداء".رواه أحمد (4/ 67) وقال الهيثمي: رجاله ثقات (7/ 194، 195).3 - وحديث أبي هريرة "بنحو حديث علي أيضاً" أورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (7/ 194).فعليه يكون هذا الجزء من الحديث صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/925)

372 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "إن الله يقول يوم القيامة: أمرتكم [فضيعتم] (1) ... " الحديث.قال: غريب. قلت: فيه [محمد بن الحسن] (2) المخزومي ساقط.__________(1) في (أ)، (ب) (فعصيتم) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والدر المنثور (6/ 98).(2) في (أ)، (ب) (الحسن بن محمد) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.المجروحين لابن حبان (2/ 274).372 - المستدرك (2/ 463، 464): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، ثنا محمد بن الحسن المخزومي بالمدينة، حدثتني أم سلمة بنت العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيها، عن جدها، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم أنسابكم، فاليوم أرفع نسبي، وأضع أنسابكم، أين المتقون، أين المتقون، {إنَّ أَكرَمَكُم عِندَ الله أتقاكم}.تخريجه:الآية (13) من سورة الحجرات.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي، عن أبي هريرة (6/ 98).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن الحسن بن زبالة ويقال لجده أبو الحسن المخزومي، مدني.قال ابن معين: كذاب خبيث لم يكن بثقة ولا مأمون يسرق. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال أحمد بن صالح المصري: كتبت عنه مائة ألف حديث ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث فتركت حديثه. وقال الجوزجاني: لم يقنع =

(2/926)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الناس بحديثه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وكذا قال أبو حاتم. وزاد ذاهب الحديث ضعيف الحديث عنده مناكير منكر الحديث وليس بمتروك الحديث.وقال أبو داود: كذابا المدينة محمد بن الحسن بن زبالة ووهب بن وهب أبو البختري. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال مسلم بن الحجاج: محمد بن زبالة غير ثقة.وقال الساجي: وضع حديثاً على مالك. وقال الدارقطني: متروك. وقال الحاكم: يروي عن مالك والدراوردي المعضلات. وقال الخليلي: روى عن مالك مناكير وهو ضعيف.وقال ابن حبان: كل ممن يسرق الحديث ويروي عن الثقات ما لم يسمع منهم من غير تدليس عنهم. الضعفاء (2/ 274، 275).وقال ابن حجر في التقريب: كذبوه (2/ 154).وقال الخزرجي في الخلاصة: كذبه أبو داود وقال النسائي: متروك (ص332).وذكره الذهبي في الضعفاء وقال: قال أبو داود: كذاب (ت 3657).الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن الحسن كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/927)

373 - حديث ابن عمر مرفوعاً: "أنا أول من تنشق عنه الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر ... " الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف.__________373 - المستدرك (2/ 465 - 466): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ومحمد بن أحمد الداربردي، قالا: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا شريح بن النعمان الجوهري، ثنا عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن أبيه، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا أول من تنشق الأرض عنه، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع، فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة" وتلا عبد الله بن عمر {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)} [ق: 44].تخريجه:الآية (44) من سورة ق.1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب المناقب- 18 باب: مناقب عمر (5/ 622)، (ح3692).وقال: هذا حديث غريب وعاصم بن عمر ليس بذاك.2 - ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 432، 433)، وقال: هذا حديث لا يصح وذكر أن فيه عبد الله بن نافع قال يحيى: ليس بشيء.وقال علي: يروي أحاديث منكرة، وقال النسائي: متروك، وذكر أيضاً أن فيه عاصم بن عمر ضعفه أحمد ويحيى وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.روياه من طريق عبد الله بن نافع الصائغ. حدثنا عاصم بن عمر العمري، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. =

(2/928)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد الله بن نافع، وعاصم بن عمر.أولاً: عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري أبو عمر المدني وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (208) وأنه ضعيف.ثانياً: عبد الله بن نافع بن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني.قال أحمد: لم يكن صاحب حديث كان ضعيفاً فيه. وقال ابن سعد: كان قد لزم مالكاً وكان لا يقدم عليه أحداً وهو دون معن. وقال أبو زرعة: لا بأس به.وقال أبو حاتم: ليس بالحافظ هو لين في حفظه وكتابه أصح. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال مرة: ثقة. وقال ابن عدي: هو في روايته مستقيم الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ. وقال ابن معين -لما سئل من الثبت في مالك-؟ فذكرهم ثم قال: وعبد الله بن نافع ثبت فيه. وقال العجلي: ثقة. وقال الآجري عن أبي داود: قال أحمد: كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه، وكان يحفظ حديث مالك كله، ثم دخله بآخره شك. وقال أبو داود: كان عبد الله عالماً بمالك، وكان صاحب فقه، وكان ربما دل على مالك. وقال الدارقطني: يعتبر به. وقال الخليلي: لم يرضوا حفظه وهو ثقة أثنى عليه الشافعي. وقال ابن قانع: مدني صالح. وقال البخاري: في حفظه شيء. تهذيب التهذيب (6/ 51، 52).وقال ابن حجر في التقريب: ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين (1/ 456).وقال الذهبي: قال البخاري: في حفظه شيء، وقال ابن معين: ثقة (2/ 136). =

(2/929)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عاصم بن عمر ضعيف، وأما عبد الله بن نافع مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً فعليه فحديثه حسن. فالحديث بهذا الإسناد ضعيفاً والحمل فيه على عاصم بن عمر وليس على عبد الله بن نافع كما قال الذهبي.أما قول ابن الجوزي أن النسائي قال: متروك، وقال ابن معين: ليس بشيء فالظاهر أنه ليس في محله لما سبق قولهما. والظاهر أنه اختلط عليه هذا بعبد الله بن نافع مولى ابن عمر فإن فيه كلام ابن الجوزي كما في تهذيب التهذيب (6/ 53).

(2/930)

374 - حديث ابن عباس {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)} [الذاريات: 17] قال: لا تمر بهم ليلة (ينامون) (1) حتى [يصبحوا] (2) [يصلون] (3) فيها.قال: على شرط البخاري ومسلم.__________(1) في (ب) (لا ينامون) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم المعنى.(2) في (أ) (يصبحون) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه وهو الموافق للقواعد اللغوية.(3) في (أ)، (ب) (فيصلون) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.374 - المستدرك (2/ 467): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله عز وجل: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)} [الذاريات: 17] قال: لا تمر بهم ليلة ينامون حتى يصبحوا يصلون فيها.تخريجه:الآية (17) من سورة الذاريات.أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن نصر في كتاب الصلاة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإِيمان (6/ 112).دراسة الِإسناد:هذا الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وابن الملقن، ولكن الذهبي، وابن الملقن أورداه. لتوضيح الشاهد الذي سيأتي بعد.

(2/931)

375 - وشاهده. قلت: حديث واه مرفوع.__________375 - المستدرك (2/ 467): وهو حديث جابر. فبعد أن ذكر الحاكم حديث ابن عباس السابق قال: وله شاهد مسند من وجه آخر أخبرناه عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي. حدثنا أبو يحيى بن أبي مرة. حدثنا يحيى بن محمد الجاري .. حدثني عبد الله بن الحارث بن فضيل الخطمي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- "اللهم إني أعوذ بك من شر الريح ومن شر ما تجيء به الريح، ومن ريح الشمال، فإنها الريح العقيم" فقد أطلق الحاكم والذهبي وابن الملقن على هذا الحديث أنه شاهد لحديث ابن عباس المتقدم.أقول: والظاهر أن في هذا وهم أو خطأ طباعي. والصواب أن حديث جابر ليس شاهداً لحديث ابن عباس. فحديث ابن عباس في تفسير {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)} [الذاريات: 17]، وحديث جابر في التعوذ من الريح وهي الريح العقيم معنى لآية أخرى.ولعل حديث جابر مع التعقب عليه متقدم عن موضعه، لأن الحديث التالي لحديث جابر وهو حديث عكرمة عن ابن عباس {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41)} [الذاريات: 41] قال: التي لا تلقح شيئاً. يعد شاهداً لحديث جابر فهو الذي في معناه. وقد صححه الحاكم وأقره الذهبي عليه.وعلى كل فقول الذهبي وابن الملقن: حديث واه مرفوع مراد به حديث جابر.تخريج حديث جابر:أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 381).دراسه الِإسناد:هذا الحديث سكت عنه الحاكم وقال الذهبي: حديث واه مرفوع.قلت: لم تتبين لي العلة التي أعل الذهبي وابن الملقن الحديث بها.فالحارث بن فضيل الخطمي. ثقة كما في التقريب (1/ 143). =

(2/932)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وابنه عبد الله بن الحارث ثقة أيضاً كما في الجرح والتعديل (5/ 32، 33) ويحيى بن محمد الجاري صدوق يخطيء كما في التقريب (2/ 357) (ت167) وأبو يحيى بن أبي مرة محله الصدق. كما في الجرح والتعديل (5/ 6) وأما شيخ الحاكم فلم أجد من ترجمه- فالله أعلم-.لكن حديث ابن عباس وهو حديث الأصل صححه الحاكم وأقره الذهبي عليه -والله أعلم-.

(2/933)

376 - حديث ابن عباس [في قوله تعالى] (1) {مَا زَاغَ اَلْبَصرُ} قال: ما ذهب يميناً ولا شمالاً {وَمَا طَغَى} (2) [قال] (3): ما جاوز.قال: على شرط البخاري. قلت: ومسلم.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (ب) (ولا طغى) وما أتبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(3) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.376 - المستدرك (2/ 469): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: {مَا زَاغَ اَلبَصرُ} قال: ما ذهب يميناً ولا شمالًا، {وَمَا طَغىَ} قال: ما جاوز.تخريجه:الآية (17) من سورة النجم.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس (6/ 126).2 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بلفظ مقارب" (27/ 34).رواه من طريق سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين، عن ابن عباس.ومسلم البطين هذا هو ابن عمران ثقة أخرج له الجماعة كما في التقريب (2/ 246).دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح على شرط البخاري. وقال الذهبي: ومسلم.قلت: وهو كما قال فقد أخرجا جميعاً لرواته كما في التقريب (2/ 229، ت 922)، (2/ 276، 277، ت1392)، (1/ 311، 312).الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث صحيح على شرط البخاري ومسلم -والله أعلم-.

(2/934)

377 - حديث [عنبسة] (1) عن الزهري أنه تلا قول الله تعالى: {إِنَّ المُجرِمِينَ في ضَلالٍ وَسُعُرٍ ... }، إلى قوله: {بِقَدَرٍ}.فقال: حدثنا سعيد، عن أبي هريرة مرفوعاً: "آخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمة".قال: على شرط البخاري. قلت: [عنبسة] (2) ثقة، لكن لم يرويا له.__________(1) في (أ) (عينيه) وليست في أصل (ب) ومعلقة بهامشها. وأثبتها أيضاً من المستدرك وتلخيصه.(2) في (أ) (عينية)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.377 - المستدرك (2/ 473): حدثنا محمد بن أحمد بن تميم القنطري، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، حدثنا عنبسة، عن الزهري أنه تلا قول الله تعالى: (إِنَّ المجرِمينَ في ضَلَلٍ وَسُعر} ... الآية إلى قوله: {بِقَدَرٍ}. فقال: حدثنا سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: "آخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمة".تخريجه:الآيات (47، 48، 49) من سورة القمر.1 - رواه ابن أبي عاصم في السنة "بنحوه" (1/ 155)، (ح350) تحقيق الألباني.2 - وأورده الألباني في سلسلة الصحيحة ونسبه لابن الأعرابي في المعجم (3/ 1، 37/ 2) والدولابي (2/ 38) والبزار في مسنده (ص230زوائده) والحاكم، والجرجاني في الفوائد (160/ 2) عن عنبسة الحداد عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.ورواه البزار والعقيلي في الضعفاء (277).من طريق نعيم بن حماد، حدثنا عمر بن أبي خليفة، عن هشام، عن محمد، عن أبى هريرة. =

(2/935)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال العقيلي: عمر هذا منكر الحديث، ونقل عن موسى بن هارون أنه قال: وهذا الحديث منكر.وأما البزار فقال: إسناده حسن.3 - وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 202) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار في أحد الِإسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة.- وأورده ابن حجر في اللسان من رواية عمر بن أبي خليفة (4/ 300) وذكر قول العقيلي وموسى بن هارون.دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طريقين عن أبي هريرة.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه عنبسة بن مهران البصري الحداد عن الزهري.قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال البخاري: لا يتابع على حديثه حكاه العقيلي. وقال ابن معين: لا أعرفه. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. الميزان (3/ 302)، اللسان (4/ 384، 385) وذكره الذهبي في الضعفاء وقال: قال أبو حاتم: منكر الحديث، (ت3247).* الطريق الثاني: عند العقيلي، والبزار وفيه عمرو بن أبي خليفة وقد سبقت أقوال العلماء فيه وأنه مختلف فيه فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً وقد حسنه البزار والألباني كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 116).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم تبين أن عنبسة منكر الحديث كما قال أبو حاتم، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً وليس كما قال الذهبي من أن عنبسة ثقة، إلا أن الحديث جاء من طريق حسن كما سبق ذكره، فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم حسناً لغيره -والله أعلم-.

(2/936)

378 - حديث ابن عباس {كُلَّ يَوْمٍ هو في شَأْنٍ} قال: إن مما خلق الله [لوحاً] (1) ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه أبو حمزة [الثمالي] (2) واسمه ثابت وهو واه بمرة.__________(1) في (أ)، (ب) (ألواحاً)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) في (أ)، (ب) (اليماني)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والمجروحين لابن حبان (1/ 206).378 - المستدرك (2/ 474): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد، ثنا جدي، ثنا أحمد بن حرب، ثنا سفيان، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله عز وجل: {كل يَومٍ هُوَ فى شَأن} قال: إن مما خلق الله لوحاً محفوظاً من درة بيضاء، دفتاه من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، ينظر فيه على يوم ثلاث مائة وستين نظرة أو مرة، ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى: {كُل يَوم هُوَ في شَأن}.تخريجه:الآية (29) من سورة الرحمن.1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (27/ 79).من طريق أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. به وهو طريق الحاكم.وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وأبي الشيخ في العظمة، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس (6/ 143).دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في سنده أبي حمزة الثمالي. ثابت بن أبي صفية دينار وقيل سعيد أبو حمزة الثمالي الأزدي، الكوفي مولى المهلب. =

(2/937)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال أحمد: ضعيف ليس بشيء. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به.وقال الجوزجاني: واهي الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال عمر بن حفص بن غياث: ترك أبي حديثه. وقال ابن عدي: وضعفه بين على رواياته وهو إلى الضعف أقرب. وقال الدارقطني: متروك. وقال في موضع آخر: ضعيف. وقال الفلاس: ليس بثقة. وعده السليماني: في قوم من الرافضة، وذكره العقيلي، والدولابي، وابن الجارود، وغيرهم في الضعفاء.تهذيب التهذيب (2/ 7، 8).وقال ابن حبان في الضعفاء: كثير الوهم في الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد مع غلوه في تشيعه (1/ 206).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف رافضي (1/ 116).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (1/ 171).وقال في الضعفاء: متفق على ضعفه (ت684).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال النسائي: ليس بثقة، ص56.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن أبا حمزة الثمالي ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/938)

379 - حديث أبي بكر بن موسى عن أبيه: {وَلِمَن خَافَ مَقَامَ رَبهِ جَنَّتَانِ} قال: [جنتان] (1) من ذهب للسابقين، وجنتان من فضة للتابعين.قلت: على شرط مسلم.__________(1) ليست في (أ)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.379 - المستدرك (2/ 474 - 475): أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل، ثنا إسماعيل بن قتيبة، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن أبى عمران الجوني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه: {وَلمَن خَافَ مَقَامَ رَبهِ جَنَّتَانِ} قال: جنتان من ذهب للسابقين، وجنتان من فضة للتابعين.تخريجه:الآية (46) من سورة الرحمن.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري (6/ 146، 147).دراسة الِإسناد:هذا الحديث سكت عنه الحاكم وقال الذهبي: على شرط مسلم.قلت: والظاهر أن كلام الذهبي في محله حيث إن مسلماً أخرج لرواته كما في التقريب (2/ 400، 74)، (1/ 518، ت1302)، (1/ 197، 542).الحكم على الحديث:مما تقدم يتبين أن رجال الِإسناد رجال مسلم، فعليه يكون الحديث صحيحاً على شرط مسلم كما قال الذهبي. -والله أعلم-.

(2/939)

380 - حديث أبي سعيد مرفوعاً في قوله تعالى: (كأنهن الياقوت [والمرجان] (1).قال: ينظر إلى وجهه ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه درّاج وهو صاحب عجائب.__________(1) ليست في (أ)، وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.380 - المستدرك (2/ 475): حدثني أبو علي الحسن بن محمد المصري، الحافظ بمكة، ثنا علان بن أحمد بن سليمان، ثنا عمرو بن سواد الرقي، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله عز وجل:{كأنَّهُنَّ الياقُوتُ والَمَرجَانُ}.قال: ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، وإنها يكون عليها سبعون ثوباً ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك.تخريجه:الآية (48) من سورة الرحمن.1 - رواه الِإمام أحمد في مسنده "بنحوه" (3/ 75).2 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد ص654 (ح2631).روياه من طريق دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأحمد، وابن حبان، والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد (6/ 118).دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم درّاج بن سمعان أبي السمح وقد سبق =

(2/940)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= بيان حاله عند حديث رقم (50) وأنه صدوق إلا في حديثه عن أبي الهيثم فضعيف وهذا من حديثه عنه، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً.لكن الحديث له شاهد عن ابن مسعود "بنحو حديث أبي سعيد".1 - رواه الترمذي مرفوعاً وموقوفاً وقال عن الموقوف: وهذا أصح.كتاب صفة الجنة، باب: في صفة نساء أهل الجنة (4/ 676)، (ح2533، 2534).2 - ورواه ابن حبان في صحيحه. موارد (كتاب صفة الجنة)، باب: في نساء أهل الجنة (ح2632).فعليه يكون الحديث عند الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/941)

381 - حديث محمد بن ميمون، عن بلال بن عبد الله مؤذن بيت المقدس. رأيت عبادة بن الصامت في مسجد بيت المقدس مستقبل المشرق، والسور وهو يبكي وهو يتلو: {فَضُرِبَ بَينَهُم بِسُورٍ لهُ بَابٌ} ثم قال: ها هنا أرانا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- جهنم.قال: صحيح. قلت: بل منكر وآخره باطل، لأنه ما اجتمع عبادة برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هناك ثم من هو ابن ميمون وشيخه، وفي نسخة أبي مسهر عن سعيد، عن زياد بن أبي سودة قال: [رئي] (1) عبادة على سور بيت المقدس يبكي وقال: من ها هنا أخبرنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه رأى جهنم، فهذا المرسل أجود.__________(1) في (أ) (رقي)، وفي (ب) بياض قدر كلمة، وما أثبته من التلخيص.381 - المستدرك (2/ 478 - 479): حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، ثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم، ثنا أحمد بن هاشم الرملي، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن محمد بن ميمون، عن بلال بن عبد الله -مؤذن بيت المقدس- قال: رأيت عبادة بن الصامت في مسجد بيت المقدس مستقبل الشرق، أو السور، -أنا أشك- وهو يبكي، وهو يتلو هذه الآية: {فَضُرِبَ بَينَهُم بِسُورٍ لهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فيهِ اَلرَّحْمَةُ} ثم قال: ها هنا أرانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جهنم.تخريجه:الآية (13) من سورة الحديد.لم أجد من أخرج الحديث الموصول أما الحديث المرسل الذي ذكره الذهبي فقد أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد (6/ 174).دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بمحمد بن ميمون، وشيخه بلال بن عبد الله وأنه لم يعرفهما.قلت: وقد بحثت عنهما فلم أجد من ترجمهما -والله أعلم-.

(2/942)

382 - حديث ابن مسعود {وَجَعَلنَا في قُلُوبِ الَّذِينَ اتبًّعُوهُ رأفَةً ... } الآية.قال: قال لي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "يا عبد الله". قلت: لبيك يا رسول الله [ثلاث مرات] (1) قال: "هل تدري أي عرى الإِيمان أوثق؟ ". قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "أوثق الإِيمان الولاية في الله بالحب فيه والبغض فيه ... الحديث بطوله".قال: صحيح. قلت: [ليس بصحيح] (2) فإن فيه الصعق بن حرب، عن عقيل بن يحيى والصعق وإن كان موثقاً، فإن شيخه قال فيه البخاري: منكر الحديث.__________(1) في (أ) (قلت مراراً) وفي المستدرك (ثلاث مرار) وما أثبته من (ب) والتلخيص.(2) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والتلخيص.382 - المستدرك (2/ 480): حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، ثنا عبد الرحمن بن المبارك، ثنا الصعق بن حزن، عن عقيل بن يحيى، عن أبي إسحاق الهمداني، عن سويد بن غفلة، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)} [الحديد: 27] قال ابن مسعود: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلَّم-: "يا عبد الله بن مسعود" فقلت: لبيك يا رسول الله ثلاث مرار. قال: "هل تدري أي عرى الإِيمان أوثق؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "أوثق الإِيمان الولاية في الله بالحب فيه والبغض فيه. يا عبد الله بن مسعود" قلت: لبيك يا رسول الله ثلاث مرار. قال: "هل تدري أي الناس أفضل؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن أفضل الناس أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم. =

(2/943)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= يا عبد الله بن مسعود" قلت: لبيك وسعديك ثلاث مرار. قال: "هل تدري أي الناس أعلم؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلفت الناس، وإن كان مقصراً في العمل، وإن كان يزحف على أسته، واختلف من كان قبلنا على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها فرقة وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله ودين عيسى ابن مريم حتى قتلوا، وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك فأقاموا بين ظهراني قومهم فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم فقتلتهم الملوك ونشرتهم بالمناشير، وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بالمقام بين ظهراني قومهم فدعوهم إلى الله وإلى دين عيسى ابن مريم فساحوا في الجبال وترهبوا فيها فهم الذين قال الله: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا (27)} [الحديد: 27] إلى قوله: {فَاسِقُونَ} فالمؤمنون الذين آمنوا بي وصدقوني والفاسقون الذين كفروا بي وجحدوا بي.تخريجه:الآية (27) من سورة الحديد.1 - رواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (10/ 271، 272)، (ح10531).2 - ورواه في الصغير "بنحوه" (1/ 223، 224)، وقال: لم يروه عن أبي إسحاق إلا عقيل تفرد به الصعق.3 - ورواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (27/ 239، 240).4 - ورواه أبو يعلى في مسنده. نسبه له ابن كثير في تفسيره (4/ 315، 316).5 - ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده "بنحوه" منحة المعبود. كتاب الِإيمان، باب: ما جاء في شعب الإيمان (1/ 23)، (ح 25).رووه من طريق الصعق بن حزن عن عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة عن عبد الله بن مسعود. وهو طريق الحاكم.- ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (10/ 211)، (ح10357). =

(2/944)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 6 - ورواه ابن أبي حاتم "بنحوه" نسبه له ابن كثير في تفسيره (4/ 315).روياه من طريق بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه عن عبد الله بن مسعود. به مرفوعاً.وأورده الهيثمي في الجمع وقال: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف (7/ 260، 261).دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طريقين عن ابن مسعود.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه الصعق بن حرب، وعقيل بن يحيى الجعدي.أولاً: عقيل بن يحيى الجعدي.قال البخاري: منكر الحديث. الميزان (3/ 88)، اللسان (4/ 180).وقال ابن حبان: منكر الحديث يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فبطل الاحتجاج به بما روى وإن وافق الثقات. المجروحين (2/ 192).ثانياً: الصعق بن حزن بن قيس البكري البصري أبو عبد الله.قال ابن معين: ثقة. وقال مرة: لا بأس به وقال أبو زرعة، وأبو داود، والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: ما به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات.وقال موسى بن إسماعيل: كان صدوقاً. وقال العجلي: ثقة. وقال الدارقطني: ثقة (4/ 424).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم وكان زاهداً (1/ 367).وقال الذهبي في الكاشف: ثقة عابد (2/ 29).قلت: فالذي يظهر مما تقدم أن الصعق ثقة، وأما عقيل فإنه ضعيف جداً فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.* الطريق الثاني: عند الطبراني، وابن أبي حاتم. وفيه بكير بن معروف الأسدي أبو معاذ الدامغاني. =

(2/945)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال ابن حجر في التقريب: صدوق فيه لين (1/ 108).وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: قال ابن المبارك: ارم به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به (ت659).وقد سبق قول الهيثمي من أن أحمد وثقه.قلت: فالظاهر أن التوسط في أمره ما قاله ابن عدي من أنه لا بأس به.فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً.الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أنه بإسناد الحاكم ضعيف جداً، وأما بإسناد الطبراني وابن أبي حاتم فإنه حسن، لكنه شديد الضعف عند الحاكم فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/946)

383 - حديث ابن عمر قال: أُهْدِيَ لرجل من أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- رأس شاة فقال: إن أخي فلان وعياله أحوج إلى هذا منا ... الحديث.قال: صحيح. قلت: عبيد الله بن الوليد ضعفوه.__________383 - المستدرك (2/ 484): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا محمد بن المغيرة السكري بهمدان، حدثنا القاسم بن الحكم العرني، حدثنا عبيد الله بن الوليد، عن محارب بن دثار. عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أُهْدِيَ لرجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأس شاة، فقال: إن أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا منا، قال: فبعث إليه. فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأول. فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلىَ أَنفُسِهِم وَلَوْ كانَ بهِمِ خَصَاصَة ... } الآية.تخريجه:الآية (9) من سورة الحشر.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر -رضي الله عنهما- (6/ 195).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبيد الله بن الوليد الوصافي أبو إسماعيل الكوفي. قال البخاري: هو من ولد الوصافي بن عامر العجلي.قال أحمد: ليس بمحكم الحديث يكتب حديثه للمعرفة. وقال ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن معين مرة: ليس بشيء.وقال عمرو بن علي، والنسائي: متروك الحديث. وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال العقيلي: في حديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه. وقال ابن عدي: ضعيف جداً. وقال الحاكم: يروى =

(2/947)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= عن محارب أحاديث موضوعة. وقال الساجي: عنده مناكير ضعيف الحديث جداً.وقال أبو نعيم: يحدث عن محارب بالمناكير لا شيء. تهذيب التهذيب (7/ 55، 56).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 540).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (2/ 234).وقال الخزرجي في الخلاصة: ضعفه أبو زرعة، والدارقطني، وابن حبان (ص254).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن عبيد الله بن الوليد ضعيف فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً، كما قال الذهبي -والله أعلم-.

(2/948)

384 - حديث أبي قتادة مرفوعاً: "من ترك الجمعة ثلاث [مرات] (1) من غير عذر (2) طبع الله على قلبه".قال: صحيح. قلت: فيه [يعقوب بن محمد] (3) الزهري وهو واه.__________(1) في (أ)، (ب) (مرار) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) في المستدرك وتلخيصه (ضرورة) وما أثبته من (أ)، (ب).(3) في (أ)، (ب) (محمد بن يعقوب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والميزان (4/ 454).384 - المستدرك (2/ 488): أخبرنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أسيد بن أبي أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة، طبع على قلبه".تخريجه:1 - رواه الإِمام أحمد "بلفظ مقارب" (5/ 300).من طريق أبي سعيد. حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.2 - وأورده الهيثمي في الجمع ونسبه لأحمد وقال: إسناده حسن (2/ 192).دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طريقين عن عبد العزيز بن محمد.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أبو يوسف الزهري المدني. وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (220) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً. =

(2/949)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث من طريق آخر عن عبد العزيز بن محمد رواه عنه أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان وهو ثقة كما في التقريب (2/ 348).وقال الهيثمي عن هذا الطريق: رواه أحمد وإسناده حسن (2/ 192).وقال المنذري في الترغيب: رواه المنذري بإسناد حسن (1/ 58).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، لكنه بإسناد أحمد حسن.كما أن للحديث شواهد منها:1 - حديث جابر "بلفظ مقارب لحديث أبي قتادة".رواه ابن ماجه كتاب الصلاة، باب: فيمن ترك الجمعة (1/ 357)، (ح1125).ورواه الحاكم (1/ 292) وصححه ووافقه الذهبي.2 - ومنها حديث أبي الجعد الضمري "بنحو حديث أبي قتادة".رواه الترمذي. كتاب الصلاة، باب: ترك الجمعة من غير عذر (2/ 373)، (ح500).وقال: حسن.ورواه أبو داود. كتاب الصلاة، باب: التشديد في ترك الجمعة (1/ 357)، (ح1126).ورواه ابن ماجه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: فيمن ترك الجمعة (1/ 357)، (ح1126).ورواه الحاكم وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي (1/ 292).3 - ومنها حديث ابن عباس. "بنحو حديث أبي قتادة أيضاً".أورده الهيثمي في المجمع ونسبه لأبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح (2/ 192).فعليه يكون الحديث صحيحاً ويكون بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/950)

385 - حديث ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة أم [ر] (1) كانة ثم نكح امرأة من مزينة. فجاءت إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقالت: يا رسول الله ما يغني عني [إلا ما تغني عني] (2) هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها.فأخذت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم - حمية عند ذلك.فدعا ركانة وأخوته فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلَّم-[لعبد يزيد] (3): "طلقها" ففعل. فقال لأبي ركانة "ارتجعها" فقال: يا رسول الله إني طلقتها. قال: "قد علمت ذلك فارتجعها" فنزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ (1)} [الطلاق: 1].قال: صحيح. قلت: فيه محمد بن عبد الله بن أبي رافع وهو واه، والخبر خطأ عبد يزيد لم يدرك الإِسلام.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبتها من المستدرك وتلخيصه.(3) في (أ)، (ب) (ابن يزيد) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.385 - المستدرك (2/ 491): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا علي بن المبارك الصنعاني، ثنا يزيد بن المبارك، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبور كانة أمَّ ركانة، ثم نكح امرأة من مزينة، فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، ما يغني عني إلا ما تغني هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها، فأخذت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمية عند ذلك، فدعا ركانة وأخوته، ثم قال: لجلسائه: "أترون كذا من كذا؟ " فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعبد يزيد: =

(2/951)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= "طلقها". ففعل، فقال لأبي ركانة: "ارتجعها". فقال: يا رسول الله إني طلقتها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد علمت ذلك، فارتجعها". فنزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ (1)} [الطلاق: 1].تخريجه:الآية (1) من سورة الطلاق.1 - رواه أبو داود "بنحوه" كتاب الطلاق، باب: نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث (2/ 259)، (ح1296).وقال أبو داود: وحديث نافع بن عجير، وعبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده أن ركانة طلق امرأته البتة فردها إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-. أصح، لأن ولد الرجل وأهله أعلم به. إن ركانة إنما طلق امرأته البتة فجعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- واحدة.2 - ورواه البيهقي "بنحوه" كتاب الخلع والطلاق، باب: من جعل الثلاث واحدة ... إلخ (7/ 339).روياه من طريق ابن جريج. أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- به.دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بعلتين وهما أن محمداً واه، وعبد يزيد لم يدرك الِإسلام.أولاً: أما عبد يزيد أبو ركانة فإني بحثت عنه في كتب التراجم فلم أجده -فالله أعلم-.ثانياً: وأما محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم الكوفي.فقال عنه البخاري: منكر الحديث، وسئل ابن معين أيما أمثل العزرمي أو ابن أبي رافع؟ فقال: ما فيهما ماثل. وقال أيضاً: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً ذاهب. وقال ابن عدي: هو في عداد شيعة الكوفة يروى من الفضائل أشياء لا يتابع عليها. وذكره =

(2/952)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ابن حبان في الثقات. وقال البرقاني، عن الدارقطني: متروك وله معضلات.تهذيب التهذيب (9/ 321).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 187).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (3/ 73).وأما طريق أبي داود والبيهقي فإنه لم يبين ابن أبي رافع.قال الخطابي: في إسناد هذا الحديث مقال، لأن ابن جريج إنما رواه عن بعض بني أبي رافع ولم يسمه، فالمجهول لا تقوم به حجة. وحكى أيضاً أن الإِمام أحمد كان يضعف طرق هدا الحديث كلها.وقال ابن القيم: وأما قول أبي داود إنه أصح من حديث ابن جريج -يعني حديث يزيد بن ركانة- فلأن ابن جريج رواه عن بعض بني أبي رافع مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عكرمة، عن ابن عباس ولأبي رافع بنون ليس فيهم من يحتج به إلا عبيد الله ولا نعلم هل هو هذا أو غيره؟ ولهذا -والله أعلم- رجح أبو داود حديث رافع بن عجير عليه.مختصر سنن أبي داود بذيله معالم السنن، وتهذيب ابن القيم (3/ 120، 121، 122).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف لضعف محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وكذا لأن أبا ركانة لم يدرك الإِسلام كما قال الذهبي. فهو منكر أيضاً.أما سند أبي داود فقد أعل بأن فيه مجهول وهو أحد بني أبي رافع.قلت: وقد يكون هو محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الذي صرح به الحاكم -والله أعلم-.

(2/953)

386 - حديث ابن عمر {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ (1)} [الطلاق: 1] قال: خروجها من بيتها فاحشة مبينة.قال: صحيح. قلت: فيه كامل قال أبو داود: رميت بكتبه.وقال أحمد: ما أعلم أحداً يدفعه بحجة.__________386 - المستدرك (2/ 491): أخبرني الأستاذ أبو الوليد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا كامل بن طلحة، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع عن ابن عمر: {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ (1)} [الطلاق: 1] قال: خروجها من بيتها فاحشة مبينة.تخريجه:الآية (1) من سورة الطلاق.1 - رواه البيهقي "بلفظه" عن الحاكم. كتاب العدد، باب: مقام المطلقة في بيتها (7/ 431).2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن المنذر، والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر (6/ 231).دراسة الِإسناد.هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه كامل بن طلحة الجُحدري أبو يحيى الأنصاري.قال أحمد: كان مقارب الحديث. وقال الآجري عن أبي داود: سمعت أحمد يثني عليه. وقال أحمد أيضاً: ما أعلم أحداً يدفعه بحجة. وقال أبو داود: رميت بكتبه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: لا بأس به.وقال الدارقطني: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (8/ 408، 409).وقال ابن حجر في التقريب: لا بأس به (2/ 131).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن كاملًا لا بأس به كما لخص حاله ابن حجر بذلك فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً.

(2/954)

387 - حديث جابر قال: نزلت هذه الآية {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يجعَل لَّه مخَرَجًا ويرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يحَتسِبُ} في رجل من أشجع ... الحديث.قال: صحيح. قلت: بل منكر فيه عباد بن يعقوب رافضي جَبلْ، وعبيد بن كثير العامري وهو متروك قاله الأزدي.__________387 - المستدرك (2/ 492): أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن عقبة بن خالد السكوني بالكوفة، حدثنا عبيد بن كثير العامري، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، حدثنا عمار بن أبي معاوية، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: نزلت هذه الآية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)} [الطلاق: 3،2] في رجل من أشجع كان فقيراً خفيفاً ذات اليد كثير العيال. فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأله، فقال: "اتق الله واصبر" فرجع إلى أصحابه، فقالوا: ما أعطاك رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-؟ فقال: ما أعطاني شيئاً وقال لي: "اتق الله واصبر" فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء ابن له بغنم له كان العدو أصابوه، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- فسأله عنها وأخبره خبرها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كلها" فنزلت {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)} [الطلاق: 3].تخريجه:الآية (2) من سورة الطلاق.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (6/ 232).وكذا الشوكاني في فتح القدير للحاكم فقط (5/ 243).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبيد بن كثير العامري، وعبّاد بن يعقوب. =

(2/955)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= أولًا: عبّاد بن يعقوب الرواجني الأسدي أبو سعيد الكوفي.قال الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عبّاد بن يعقوب. وقال أبو حاتم: شيخ ثقة. وقال ابن عدي: فيه غلو في التشيع روى أحاديث أنكرت عليه في الفضائل. وقال صالح بن محمد: كان يشتم عثمان وذكر الخطيب أن ابن خزيمة ترك الرواية عنه آخراً. وقال الدارقطني: شيعي صدوق. وقال ابن حبان: كان رافضياً داعيه ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. تهذيب التهذيب (5/ 109، 110).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، رافضي حديثه في البخاري مقرون.بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك (2/ 395).وقال الذهبي في الكاشف: شيعي جلد. وثقه أبو حاتم (2/ 63).ثانياً: عبيد بن كثير بن عبد الواحد بن كثير بن العباس العباسي العامري التمار.قال ابن حبان: روى عن الحسن بن الفرات، عن أخيه زياد بن الحسن، عن أبان بن تغلب نسخة مقلوبة ليس يحفظ من حديث أبان أدخلت عليه، فحدث بها، ولم يرجع حيث بين له، فاستحق ترك الاحتجاج به.المجروحين (2/ 176).وقال الأزدي، والدارقطني: متروك الحديث. الميزان (3/ 22، 23)، اللسان (4/ 123).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عبّاد بن يعقوب شيعي رافضي صدوق، وأما عبيد بن كثير العامري فإنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً، والحمل فيه على عبيد -والله أعلم-.

(2/956)

388 - حديث سهل بن سعد أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار، فكان يبكي عند ذكرها حتى حبسه ذلك في البيت ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه محمد بن حمزة البخاري [وأبوه] (1) ولا ندري من هما، والخبر شبه الموضوع.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص، وعليه تدل بقية العبارة.388 - المستدرك (2/ 494): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن إسحاق بن حمزة البخاري، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا محمد بن مطرف، عن أبي حازم -أظنه- سهل بن سعد: أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار. فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه في البيت، فلما دخل عليه اعتنقه الفتى وخر ميتاً.فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "جهزوا صاحبكم فإن الفرق فلذ كبده".تخريجه:1 - أورده الحافظ ابن حجر في اللسان ونسبه لابن أبي الدنيا في الخوف.اللسان (1/ 360، 361).وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة ونسبه للحاكم فقط وقال: ضعيف (1/ 367)، (ح365).دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بإسحاق بن حمزة البخاري، وابنه محمد بأنه لا يدري من هما.أولاً: إسحاق بن حمزة البخاري.قال الحافظ في اللسان -بعد أن أورد الحديث- قال الذهبي في غير الميزان: الحديث شبه الوضوع وإسحاق وابنه لا يدري منهما. قال الحافظ: =

(2/957)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قلت: بل إسحاق ذكره ابن حبان في الثقات فقال: إسحاق بن حمزة بن يوسف بن فروخ أبو محمد من أهل بخارى روى عن أبي حمزة السكري وغنجار، روى عنه أبو بكر بن حريث، وأهل بلده، وذكره الخليلي في الإِرشاد وقال: كان من المكثرين من أصحاب غنجار. روى عنه البخاري، وإسحاق بن إبراهيم بن عمار وعلي بن الحسين البخاريان، وأعاده في موضع آخر فقال: إسحاق بن حمزة الحافظ البخاري الراوي عن غنجار، رضيه محمد بن إسماعيل البخاري، وأثنى عليه، لكنه لم يخرجه في تصانيفه. اللسان (1/ 360، 361).ثانياً: وأما ابنه محمد بن إسحاق فقد أقر الحافظ ابن حجر الذهبي على أنه مجهول.الحكم على الحديث.قلت: مما تقدم يتبين أن إسحاق بن حمزة معروف وليس مجهول كما قال الذهبي وقد ذكره ابن حبان في الثقات فأقل أحواله أنه حسن الحديث.وأما الابن محمد بن إسحاق فإنه مجهول، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لجهالة محمد -والله أعلم -.

(2/958)

389 - حديث عباية الأسدي قال ابن مسعود: التوبة النصوح تكفر على سيئة وهو في القرآن ثم قرأ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا .... (8)} [التحريم: 8] الآية.قال: (صحيح) (1) على شرط البخاري ومسلم. قلت: عبابة لا ذكر له في الكتب الستة.__________(1) ليست في (ب) والتلخيص من (أ)، والمستدرك.389 - المستدرك (2/ 495): حدثني علي بن عيسى الحيري، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا أبي عمر، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية الأسدي قال: قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: التوبة النصوح تكفر كل سيئة، وهو في القرآن، ثم قرأ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ (8)} [التحريم: 8]، الآية.تخريجه:الآية (8) من سورة التحريم.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (1/ 245).دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عباية الأسدي ولم أجد من ترجمه.لكن للحديث شاهد عن أبي هريرة في قبول توبة الله للعبد وإن تكررت الذنوب. رواه مسلم. كتاب التوبة - 5 باب: قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة (4/ 2112، ح29).

(2/959)

395 - حديث ابن عباس {يَومَ لَا يخُزِى اللَّهُ النبىَّ ... } الآية.قال: ليس أحد من المؤمنين إلا يعطي نوراً يوم القيامة ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه عتبة بن يقظان واه.__________390 - المستدرك (2/ 495، 496): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو يحيى الحماني، ثنا عتبة بن يقظان، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قول الله عز وجل: {يَومَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا (8)} [التحريم: 8] قال: ليس أحد من الموحدين إلا يعطي نورًا يوم القيامة، فأما المنافق فيطفيء نوره والمؤمن مشفق مما رأى من إطفاء نور المنافق، فهو يقول: {رَبنَآ أَتمِم لَنَا نوُرَنَا}.تخريجه:الآية (8) من سورة التحريم.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم والبيهقي في البعث (6/ 245).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عتبة بن يقظان الراسبي أبو عمرو ويقال أبو زحاره البصري.قال النسائي: غير ثقة. وقال ابن الجنيد: لا يساوي شيئاً. وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (7/ 103، 104).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 5).وقال الذهبي في الكاشف: وثقه بعضهم وقال النسائي: غير ثقة.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الظاهر من حال عتبة أنه ضعيف وقد لخص حاله ابن حجر بذلك، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/960)

391 - حديث علي مرفوعاً: "خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة".قال: أخرجاه. قلت: فلماذا أوردته.__________391 - المستدرك (2/ 497): (حدثنا) أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، وحدثنا أبو العباس السياري، ثنا أبو الموجه، أنبأ صدقة بن محمد، ثنا سليمان، عن هشام بن عروة.وأخبرني محمد بن عبد الله بن قريش، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير، وأبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن عمه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة".تخريجه:1 - رواه البخاري "بلفظه" صحيح البخاري بشرحه فتح الباري.كتاب مناقب الأنصار- 20 باب: تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة وفضلها (7/ 133)، (ح3815).2 - ورواه مسلم "بلفظه" كتاب فضائل الصحابة- 12 باب: فضائل خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها- (4/ 1886)، (ح80).روياه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول، به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

(2/961)

392 - حديث ابن مسعود نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يستطيب أحد بعظم أو روث.قلت: صحيح عند جماعة.__________392 - المستدرك (2/ 503 - 504): (حدثنا) أبو الحسين عبيد الله بن محمد البلخي من أصل كتابه، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي وكان رجلاً من أهل الشام أنه سمع عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يقول: إن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال لأصحابه وهو بمكة: "من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل، فلم يحضر منهم أحد غيري.فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطاً، ثم أمرني أن أجلس فيه ثم انطلق، حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقيت منهم رهط، وفرغ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- مع الفجر، وانطلق، فبرز ثم أتاني فقال: "ما فعل الرهط"؟ فقلت: هم أولئك فأخذ عظماً وروثاً فأعطاهم إياه زاداً ثم فهى أن يستطيب أحد بعظم أو بروث.تخريجه:1 - رواه أبو نعيم في الدلائل "بنحوه" نسبه له ابن كثير في تفسيره (4/ 164).2 - وروى النهي عن الاستطابة بعظم أو روث النسائي في سننه كتاب الطهارة، النهي عن الاستطابة بالعظم (1/ 37).روياه من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنة الخزاعي وكان من أهل الشام عن عبد الله بن مسعود به.3 - ورواه أحمد "بنحوه" (1/ 399).من طريق معتمر قال: قال أبي: حدثني أبو تميمة، عن عمرو -ولعله قد =

(2/962)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= يكون قال: البكالي- يحدثه عمرو عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- به.4 - وأورده ابن كثير في تفسيره (4/ 164) ونسبه لإِسحاق بن راهوية، وأبي نعيم.5 - وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 260، 261) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابة.دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طريقين عن ابن مسعود:* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم ومن وافقه وفيه أبو عثمان بن سنة الخزاعي الدمشقي.قال أبو زرعة: لا أعرف اسمه. الجرح والتعديل (9/ 408).وقال ابن حجر في التقريب: مقبول (2/ 449).وقال الحاكم: قد رُوي حديث تداوله الأئمة الثقات عن رجل مجهول عن عبد الله بن مسعود المستدرك (2/ 503).فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث عند أحمد من طريق آخر.قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عمرو البكالي وذكره العجلي في ثقات التابعين وابن حبان وغيره في الصحابة (8/ 260، 261).وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند إسناده صحيح (5/ 298، 299) (ح3788).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بإسناد الحاكم ضعيف، إلا أن طريقه الثاني عند أحمد صحيح فعليه يكون بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/963)

393 - حديث عائشة لما أنزل على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} [المزمل: 2،1] قاموا [سنة] (1) حتى (تورمت) (2) أقدامهم فأنزلت {فاقرءوا ما تيسر [من القرآن] (3)}.قال: صحيح. قلت: فيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف.__________(1) في (أ) (منه) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (ب) والمستدرك وتلخيصه (ورمت) وما أثبته من (أ).(3) في (أ)، (ب) (منه) مقطع من الآية آخر وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.393 - المستدرك (2/ 504): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا الحسن بن بشر الهمداني، ثنا الحكم بن عبد الملك القرشي، حدثنا قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن سعد بن هشام، قال: قلت لعائشة: أخبريني عن قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: لما أنزل عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} قاموا سنة، حتى ورمت أقدامهم، فأنزل الله عز وجل: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} [المزمل: 20].تخريجه:1 - رواه أبو داود "بنحوه" بعضاً من حديث طويل. كتاب الصلاة، باب: في صلاة الليل (2/ 40، 41، ح1342).2 - ورواه البيهقي "بنحوه" بعضاً من حديث طويل. كتاب الصلاة، باب: في قيام الليل (2/ 499).3 - ورواه مسلم "بمعناه" بعضاً من حديث طويل. كتاب صلاة المسافرين- 18 باب: صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض (1/ 512) (ح139). =

(2/964)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= رووه من طريق قتادة. حدثنا زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام عن عائشة.دراسة الِإسناد:وهذا الحديث روي من طرق عن قتادة:* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه الحكم بن عبد الملك القرشي البصري نزيل الكوفة، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (258) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.* الطريق الثاني: وقد جاء الحديث أيضاً من طريق همام بن منبه عند أبي داود وهو ثقة كما في التقريب (2/ 321).* الطريق الثالث: وقد جاء الحديث أيضاً من طريق سعيد بن أبي عروبة عند مسلم والبيهقي.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث عند الحاكم ضعيف. لكن طرقه الأخرى صحيحة، فعليه يكون الحديث عند الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/965)

394 - حديث ابن عباس {وَطَعَاماً ذَا غُصَّة} قال: شوك يأخذ الحلق ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه [شبيب بن شيبة] (1) ضعفوه.__________(1) في (أ)، (ب) (شيبة بن سنية) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والميزان (2/ 262).394 - المستدرك (2/ 505، 506): أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، عن شبيب بن شيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- {(وَطَعَاماً ذا غُصَّةٍ} قال: شوكاً يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج. وفي قوله تعالى: {كَثِيباً مَّهِيلاً} قال: المهيل الذي إذا أخذت منه شيئاً تبعك آخره، والكثيب من الرمل.تخريجه:الآيتان (13، 14) من سورة المزمل.1 - أورد تفسير الآية (13) السيوطي في الدر المنثور. وقال: أخرجه عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في صفة النار، وعبد الله في زوائد الزهد. عن ابن عباس (6/ 279).ثم أورد تفسير الآية الثانية عن ابن عباس واقتصر على تخريج الحاكم له (6/ 279).دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في مسنده شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم واسمه سنان بن شمر بن سنان بن خالد بن منقر التميمي المنقري الأهتمي أبو معمر البصري الخطيب.قال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: ليس بالقوي.وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي، والدارقطني، والبرقاني: ضعيف. وقال صالح بن محمد البغدادي: صالح الحديث. وقال الساجي: صدوق يهم. وقال ابن المبارك: خذوا عنه فإنه أشرف من أن =

(2/966)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= يكذب. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا يعتمد الكذب بل لعله يهم في بعض الشيء. وقال الأصمعي: كان شبيب رجلًا شريفاً يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم. له عند الترمذي حديث وقال عنه: حسن غريب. تهذيب التهذيب (4/ 307، 308).وقال ابن حبان في الضعفاء: كان من فصحاء الناس ودهاتهم في زمانه وكان يهم في الأخبار ويخطيء إذا روى غير الأشعار. لا يحتج بما انفرد به من الأخبار ولا يشتغل بما لم يتابع عليه من الآثار. وكان يقال: أعقل من بالبصرة. المجروحين (1/ 363).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم في الحديث (1/ 346).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (2/ 4).وقال في ديوان الضعفاء أيضاً: ضعفوه (ت1864).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن شبيباً ضعيف كما عليه أكثر العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

(2/967)

395 - حديث ابن عمر مرفوعاً: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة ... " الحديث.قال: [ثوير] (1) وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع.قلت: بل هو واهي الحديث.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.395 - المستدرك (2/ 509 - 510): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الملك بن أبحر، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه. ينظر في أزواجه وخدمه وسرره، وإن أفضل أهل الجنة منزلة لمن ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين".وقال: تابعه إسرائيل، عن ثوير، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أدنى أهل الجنة لمن يرى في ملكه ألفي سنة، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين". ثم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22] قال البياض والصفاء {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 23] قال: ينظر كل يوم في وجه الله عز وجل.تخريجه:الآيتان (22، 23) من سورة القيامة.1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب صفة الجنة- 17 باب: ما جاء في رؤية الرب (4/ 688)، (ح2553).ورواه أيضاً في كتاب التفسير- 72 سورة القيامة (5/ 431)، (ح3330).رواه من طريق إسرائيل، عن ثوير قال سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وقال عنه هذا حديث غريب وقد رواه غير واحد عن إسرائيل مثل هذا مرفوعاً.وروى عبد الله بن أبحر عن ثوير عن ابن عمر قوله ولم يرفعه. =

(2/968)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وروى الأشجعي عن سفيان، عن ثوير، عن مجاهد عن ابن عمر قوله ولم يرفعه. وما نعلم أحداً ذكر فيه عن مجاهد غير الثوري.2 - ورواه أحمد "بنحوه" من دون ذكر الآية وما بعدها.من طريق عبد الملك بن أبحر، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر مرفوعاً (2/ 13).ورواه أحمد أيضاً "بنحوه" (2/ 64)من طريق إسرائيل، عن ثوير، عن ابن عمر رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد، والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، والآجري في الشريعة، والدارقطني في الرؤية، والحاكم وابن مردويه، واللالكائي في السنة، والبيهقي عن ابن عمر (6/ 390).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه ثوير بن أبي فاختة سعيد بن علاقة الهاشمي أبو الجهم الكوفي مولى أم هانئ وقيل مولى زوجها جعدة.قال عمرو بن علي: كان يحيى، وعبد الرحمن لا يحدثان عنه وكان سفيان يحدث عنه. وروى عن سفيان الثوري أنه قال: كان ثوير من أركان الكذب.وقال أحمد: ما أقر به. وقال يونس بن أبي إسحاق: كان رافضياً. وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء. وروى عن ابن معين أنه قال أيضاً: ضعيف. وقال إبراهيم الجوزجاني: ضعيف. وقال أبو زرعة: ليس بذاك القوي. وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: قد نسب إلى الرفض ضَعَّفه جماعة وأثر الضعف على رواياته بيّن وهو إلى الضعف أقرب منه إلى غيره. وقال البزار: حدث عنه شعبة، وإسرائيل وغيرهما واحتملوا حديثه. كان يرمي بالرفض. وقال ابن الجنيد: متروك. وذكره العقيلي، وابن الجارود، وأبو العرب الصقلي وغيرهم في الضعفاء. تهذيب التهذيب (2/ 36، 37). =

(2/969)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد حتى يجيء في رواياته أشياء كأنها موضوعة. المجروحين (1/ 205).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف رمي بالرفض (1/ 121).وقال الذهبي في الكاشف: واه (1/ 175).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن ثويراً ضعيف فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.وكل الطرق جاءت من طريقه.قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني وفي أسانيدهم ثوير بن أبي فاختة وهو مجمع على ضعفه (10/ 401).

(2/970)

396 - حديث ابن عباس أنه ذكر مراكب أهل الجنة ثم تلا: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً}.قال: صحيح. قلت: فيه (حفص بن عمر) (1) وهو واه.__________(1) في (ب) (ابن عمر العدني) وما أثبته من (أ).396 - المستدرك (2/ 511): أخبرني بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل، ثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه ذكر مراكب أهل الجنة، ثم تلا: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)} [الإنسان: 20].تخريجه:الآية (20) من سورة الدهر.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس (6/ 301).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم حفص بن عمر بن ميمون العدني أبو إسماعيل الملقب بالفرخ مولى عمرو ويقال له: الصنعاني وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (164) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/971)

397 - حديث ابن عباس قال: لما أراد الله أن يخلق الخلق أرسل الريح ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه طلحة بن عمرو ضعفوه.__________397 - المستدرك (2/ 512): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا حامد بن أبي حامد المقرىء، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس قال: لما أراد الله أن يخلق الخلق أرسل الريح فتسحبت الماء حتى أبدت عن حشفة، وهي التي تحت الكعبة، ثم مد الأرض حتى بلغت ما شاء الله من الطول والعرض. قال: وكانت هكذا تمتد، وأراني ابن عباس بيده هكذا وهكذا قال: فجعل الله الجبال أوتاداً فكان أبو قبيس من أول جبل وضع في الأرض.تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (6/ 306).ولم أجد من أخرجه.دراسة الإِسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (337) وأنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/972)

398 - حديث ابن عباس أيضاً في تفسير {وكأسًا دِهَاقًا}.قال: صحيح. قلت: على شرط البخاري.__________398 - المستدرك (2/ 512): حدثنا يحيى بن منصور القاضي، ثنا أبو عبد الله البوشنجي، ثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل، حدثنا هشيم، أنبأنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله عز وجل: {كأسًا دِهَاقًا}. قال: هي المتتابعة الممتلئة. قال: وربما سمعت العباس يقول: أسقنا وأدهق لنا.تخريجه:الآية (34) من سورة النبأ.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن ابن عباس (6/ 309).2 - رواه ابن جرير "بنحوه مختصراً" (30/ 13).من طريق حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس وهو طريق الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: على شرط البخاري.قلت. الظاهر أنه على شرطهما، لأن رجاله رجال الشيخين كما في التقريب (2/ 30، ت277)، (1/ 182، ت411)، (2/ 320، ت1030)، (1/ 24، ت110).

(2/973)

399 - حديث الأعرج. رأيت ابن عمر يقرأ: {وَيلٌ لِّلمُطَفِّفِينَ} وهو يبكي. قال: هو الرجل يستأجر الرجل أو الكيال وهو يعلم أنه يحيف في كيله، فوزره عليه.قلت: فيه إبراهيم بن يزيد وهو واه.__________399 - المستدرك (2/ 517): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا حامد بن أبي حامد، حدثنا إسحاق بن سليمان، قال سمعت إبراهيم بن يزيد، عن عبد الرحمن الأعرج قال: رأيت ابن عمر يقرأ: (وَيلٌ للمطففين} وهو يبكي قال: هو الرجل يستأجر الرجل، أو الكيال، وهو يعلم أنه يحيف في كيله فوزره عليه.تخريجه:الآية (1) من سورة المطففين.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (6/ 324).ولم أجد من أخرجه.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم إبراهيم بن يزيد القرشي الأموي أبو إسماعيل المكي مولى عمر بن عبد العزيز يعرف بالخوزي.قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بثقة، وليس بشيء.وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال الدولابي: تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أبو أحمد بن عدي: هو في عداد من يكتب حديثه وإن كان قد ينسب إلى الضعف.وقال ابن المديني: ضعيف لا أكتب عنه شيئاً. وقال ابن سعد: له أحاديث وهو ضعيف. وقال البرقاني: كان يتهم بالكذب. وقال ابن الجنيد: متروك.وقال الدارقطني: منكر الحديث. وقال ابن حبان: روى المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها. تهذيب التهذيب (1/ 179، 180). =

(2/974)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حجر في التقريب: متروك (1/ 46).وقال الذهبي في الكاشف: مكي واه. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال أحمد: متروك (1/ 97).الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن إبراهيم بن يزيد متروك الحديث، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

(2/975)

400 - حديث أبي هريرة مرفوعاً: "ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً، وأدخله الله الجنة [برحمته] (1): تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك". قال: فإذا فعلت ذلك فما لي يا رسول الله؟ قال: "أن تحاسب حساباً يسيراً، ويدخلك الله الجنة برحمته".قال: صحيح. قلت: فيه سليمان بن داود اليماني ضعيف.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.400 - المستدرك (2/ 518): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن شاذان الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيرا وأدخله الجنة برحمته"، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: "تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك". قال: فإذا فعلت ذلك فما لي يا رسول الله؟ قال: "أن تحاسب حساباً يسيرا، ويدخلك الله الجنة برحمته".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للبزار، والطبراني، والحاكم عن أبي هريرة (6/ 329).- وأورده في الجامع الصغير ونسبه للطبراني في الأوسط، والحاكم في مستدركه ورمز له أنه حديث حسن (1/ 524) عن أبي هريرة.وقال المناوي في الفيض: قال الذهبي في المهذب: سليمان واه، وقال العلائي: فيه سليمان ضعفه غير واحد. وقال الهيثمي: فيه سليمان متروك (3/ 288).وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف. =

(2/976)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه سليمان بن داود اليمامي أبو الجمل صاحب يحيى بن أبي كثير، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (241) وأنه ضعيف جداً، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/977)

401 - حديث عبد الله {ولَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} وقال: السماء.قال: [صحيح] (1) على شرط البخاري ومسلم. قلت: فيه الحسن بن عطية ولم يخرجا له شيئاً وفيه ضعف.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.401 - المستدرك (2/ 518): أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد القرشي بالكوفة، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري، ثنا الحسن بن عطية، عن حمزة بن حبيب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله -رضي الله عنه- في قوله عز وجل: {لَتَركَبن طَبَقًا عَن طَبَقِ}. قال: السماء.تخريجه:الآية (19) من سورة الانشقاق.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد الرزاق وسعيد بن منصور، والفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن ابن مسعود (6/ 330).2 - ورواه ابن جرير "بنحوه" (3/ 79).من طريق ابن حميد. قال: حدثنا مهران، عن سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود.دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم الحسن بن عطية بن نجيح القرشي أبو علي الكوفي البزاز، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (129) وأنه صدوق- فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً. إلا أن سنيداً لم يتفرد بالحديث بل تابعه مهران، عن سفيان، عن الأعمش. عند ابن جرير.ومهران قد لخص حاله ابن حجر بأنه صدوق له أوهام سيء الحفظ التقريب (2/ 279، ت1419).وقال الذهبي في الكاشف: فيه لين ووثقه أبو حاتم (3/ 179).فأقل أحواله أنه حسن الحديث.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أنه بإسناد الحاكم حسن وكذا بإسناد ابن جرير.فعليه يكون الحديث صحيحاً لغيره -والله أعلم-.

(2/978)

402 - حديث ابن عباس [أُرِيَ] (1) رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يفتح على أمته [من بعده] (2) فسر بذلك، فأنزل الله: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)} [الضحى:2،1] ... } إلى قوله {وَلَسَوفَ يُعطيك رَبُّكَ فَتَرضى}.قال: صحيح. قلت: تفرد به عصام (بن داود) (3) عن أبيه وقد ضعفا (4).__________(1) في (أ)، (ب) (أراد) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه. وهو الموافق لمعنى الحديث.(2) في (أ)، (ب) (بعد) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(3) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(4) في التلخيص (وقد ضعف) وما أثبته من (أ)، (ب)، وتهذيب التهذيب على أن رواداً أيضاً مضعف (2/ 288).402 - المستدرك (2/ 526): حدثني أبو عمرو محمد بن إسحاق العدل، ثنا محمد بن الحسن العقلاني، ثنا عصام بن رواد بن الجراح، حدثني أبي، حدثنا الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله. قال: حدثني علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: أُرِيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يفتح على أمته من بعده، فسر بذلك، فأنزل الله عز وجل: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) ... } إلى قوله (وَلَسَوفَ يعطِيك ربك فترضى} قال: فأعطاه ألف قصر في الجنة من لؤلؤ ترابه المسك في على قصر منها ما ينبغي له.تخريجه:الآيات (من 1 إلى 5) من سورة الضحى.1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (30/ 149).2 - ورواه ابن أبي حاتم "بنحوه" نسبه له ابن كثير في تفسيره (4/ 522، 523). =

(2/979)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= روياه من طريق أبي عمرو الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر المخزومي، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: به.3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، وابن جرير، والحاكم وصححه، والبيهقي في الدلائل وابن مردويه عن ابن عباس (6/ 361).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه رواد بن الجراح وابنه عصام.أولًا: رواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني أصله من خراسان.قال الدولابي عن ابن معين: لا بأس به، إنما غلط في حديث سفيان. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: صاحب سنة لا بأس به، إلا أنه حدث عن سفيان أحاديث مناكير. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة. وقال معاوية عن ابن معين: ثقة مأمون. وقال البخاري: كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه ليس له كثير حديث قائم. وقال أبو حاتم: تغير حفظه بآخره وكان محله الصدق. وقال النسائي: ليس بالقوي روى غير حديث منكر وكان قد اختلط. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء ويخالف. وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال الساجي: عنده مناكير. وقال الحفاظ: كثيراً ما يخطيء ويتفرد بالحديث.تهذيب التهذيب (3/ 288، 289، 290).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق اختلط بآخره فترك (1/ 253).وقال الذهبي في الكاشف: وثقه ابن معين: له مناكير، ضعف (1/ 313).ثانياً: عصام بن رواد الجراح العسقلاني.لينه أبو أحمد الحاكم، وذكره ابن حبان في الثقات. الميزان (3/ 66)، اللسان (4/ 167).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن رواداً صدوق اختلط بآخره ولم تتبين الرواية عنه هل هي قبل أو بعد الاختلاط وأن عصام بن رواد لين الحديث. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/980)

403 - حديث عبد الله بن عمرو قال: أتى رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- فقال: أقرئني يا رسول الله. [قال: "اقرأ] (1) ثلاثاً من ذوات (الراء) (2) ... الحديث".[قال: صحيح على شرط الشيخين. قلت: بل صحيح] (3) وصححه النسائي.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك. وتلخيصه.(2) في (ب) (السر) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(3) في (أ)، (ب) (قال: صحيح. قلت: على شرط البخاري ومسلم بل وصححه النسائي) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه. وقد أشار الساعاتي إلى قول الذهبي والحاكم في الفتح الرباني (18/ 333).403 - المستدرك (2/ 532): حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، والحسن بن يعقوب قالا: ثنا السري بن خزيمة، ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثنا عياش بن عباس القتباني، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: أتى رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أقرئني يا رسول الله. فقال له رسول الله: "اقرأ ثلاثاً من ذوات الراء" فقال الرجل: كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني. قال: "اقرأ ثلاثاً من ذوات حم" فقال مثل مقالته الأولى. فقال: "اقرأ ثلاثاً من المسبحات، فقال مثل مقالته. فقال الرجل: يا رسول الله اقرئني: سورة جامعة. فأقرأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا زلزلت حتى فرغ منها. فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليه أبداً. ثم أدبر الرجل. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفلح الرويجل". ثم ذكر ما يقيمه.تخريجه:1 - رواه أبو داود "بلفظ مقارب" كتاب الصلاة، باب: تحزيب القرآن (2/ 57)، (ح1399). =

(2/981)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 2 - ورواه أحمد "بنحوه" (2/ 169).3 - ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة "بنحوه" (437، 438)، (ت 720).4 - ورواه النسائي أيضاً في فضائل القرآن "بنحوه" (ص81/ 52).5 - ورواه النسائي في الكبرى. كما نسبه له المزي في تحفة الأشراف (6/ 374).رووه من طرق عن سعيد بن أبي أيوب. حدثني عياش بن عباس القتباني عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو، وهو طريق الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح على شرط البخاري ومسلم. وقال الذهبي: بل صحيح. قال الساعاتي: يزيد -يعني الذهبي- أنه صحيح، ولكن ليس على شرطهما، فإن عياش بن عباس روى له مسلم فقط وعيسى بن هلال، لم يرو له واحد منهما. الفتح الرباني (18/ 333).قلت: وهو كذلك كما في التقريب (2/ 95) فمسلم لم يخرج لعياش، وكذا فيه عيسى بن هلال ولم يخرجا له شيئاً كما في التقريب (2/ 103) وهو صدوق.ووثقه ابن حبان. تهذيب التهذيب (8/ 236).وقال الذهبي في الكاشف: وثق (2/ 372، 373).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن في الِإسناد عيسى بن هلال والظاهر أنه صدوق كما لخص حاله ابن حجر. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد حسناً وليس هو على شرط واحد منهما كما سبق.

(2/982)

404 - حديث أبي هريرة قال: قرأ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)} [الزلزلة: 4] فقال: "أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ... الحديث".قال: صحيح. قلت: فيه يحيى بن أبي سليمان وهو منكر الحديث قاله البخاري.__________404 - المستدرك (2/ 532): حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، والحسن بن يعقوب قالا: ثنا السري بن خزيمة، ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني يحيى بن أبي سليمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)} [الزلزلة: 4] قال: "أتدرون ما أخبارها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا فذلك أخبارها".تخريجه:الآية (2) من سورة الزلزلة.1 - رواه أحمد "بلفظ مقارب" (2/ 374).2 - ورواه الترمذي "بلفظ مقارب" كتاب صفة القيامة- 7 باب: ما جاء في العرض (4/ 619، 620)، (ح2429).3 - ورواه النسائي في الكبرى. نسبه له المزي في تحفة الأشراف (9/ 501).وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. لكن المزي نسب للترمذي أنه قال: حسن غريب صحيح. تحفة الأشراف (9/ 501، 502)، كما أن السيوطي قال في الدر المنثور: أخرجه الترمذي وصححه (6/ 380).فالظاهر أن التصحيح للترمذي سقط من المطبوع -والله أعلم-.إلا أن الساعاتي في الفتح الرباني لم يذكر التصحيح من الترمذي بل اقتصر =

(2/983)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= على قوله: حسن غريب كما هو الموجود في جامع الترمذي (18/ 334).رووه من طريق سعيد بن أبي أيوب. حدثني يحيى بن أبي سليمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- به مرفوعاً.4 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لأحمد، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، والترمذي وصححه والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الِإيمان عن أبي هريرة (6/ 380).ولم أجده في ابن جرير- فالله أعلم-.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه يحيى بن أبي سليمان أبو صالح المدني.قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في الثقات. وأخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه وقال: في القلب شيء من هذا الِإسناد فإني لا أعرف يحيى بن أبي سليمان بعداله ولا جرح، وإنما خرجت خبره لأنه لم يختلف فيه العلماء. وقال الحاكم في المستدرك: هو من ثقات المصريين، ثم قال في موضع آخر منه يحيى مدني سكن مصر لم يذكر بعدالة ولا جرح. تهذيب التهذيب (11/ 228).وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (2/ 349).وقال الذهبي في الكاشف: قال البخاري: منكر الحديث (3/ 258).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال البخاري: منكر الحديث ووثقه ابن حبان والحاكم (ص424).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن يحيى بن أبي سليمان الظاهر أنه لين الحديث كما لخص حاله ابن حجر بذلك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.وأما ما نسب إلى الترمذي أنه صححه فلم أجده في المطبوع من الجامع ولعله صححه أو حسنه لما له من شواهد أخرى -والله أعلم-.

(2/984)

405 - حديث أبي أسماء الرحبى. بينما أبو بكر (يتغدى) (1) مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أنزلت {[فَمَن] (2) يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَره ... إلخ ... الحديث.قال: صحيح. قلت: مرسل.__________(1) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (أ)، (ب) (ومن) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وهو الصواب لأن الآية كذلك.405 - المستدرك (2/ 532): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، وأبو بكر الشافعي قالا: ثنا محمد بن مسلمة الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ سفيان بن حسين، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبى قال: بينا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يتغدى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- إذ نزلت هذه الآية: {فَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرًة خَيراً يرهُ وَمَن يَعمَل مثقَالَ ذَرَةٍ شَراً يَرهُ} فأمسك أبو بكر، وقال: يا رسول الله أكل ما عملنا من سوء رأيناه؟ فقال: "ما ترون مما تكرهون، فذلك ما تجزون.يؤخر الخير لأهله في الآخرة".تخريجه.الآية (7) من سورة الزلزلة.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لِإسحاق بن راهوية، وعبد بن حميد، والحاكم وابن مردويه، عن أبي أسماء (6/ 380).2 - وأورده ابن حجر في المطالب العالية ونسبه لِإسحاق بن راهوية. وقال المعلق: في الزوائد إسناده صحيح إن كان أبو أسماء سمعه من أبي بكر (3/ 397).دراسة الِإسناد:هذا الحديث. قال عنه الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: مرسل.قلت: الظاهر أنه يقصد بذلك أن أبا أسماء الرحبى عمرو بن مرثد =

(2/985)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الدمشقي لم يسمع من أبي بكر، فلم يذكر أبو بكر ممن أخذ عنه أبو أسماء الرحبى كما في التهذيب (8/ 99)، كما أن أبا أسماء الرحبى ذكر أنه توفي في خلافة مروان كما في التهذيب أيضاً (8/ 99) لكنه ثقة كما هي أقوال العلماء.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن أبا أسماء الرحبى لم يسمع من أبي بكر فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لانقطاعه. وعليه فتعقب الذهبي في محله -والله أعلم-.

(2/986)

406 - حديث أم هانىء مرفوعاً: "فضل الله قريشاً [بسبع خلال: إني فيهم] (1) ... " الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه يعقوب بن محمد الزهري ضعيف، وإبراهيم بن محمد بن ثابت صاحب مناكير هذا أنكرها.__________(1) في (أ)، (ب) (بسبع إني منهم) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وكذا من الدر المنثور (6/ 396، 397).406 - المستدرك (2/ 536): حدثنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل. حدثني عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق، عن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة، عن أبيه، عن جدته أم هانئ بنت أبي طالب -رضي الله عنها-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فضل الله قريشاً بسبع خلال: إني فيهم، وإن النبوة فيهم، والحجابة فيهم، والسقاية فيهم، وإن الله نصرهم على الفيل، وإنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده غيرهم، وإن الله أنزل فيهم سورة من القرآن. ثم تلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {بسم الله الرحمن الرحيم. لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.تخريجه:سورة قريش.1 - رواه البيهقي في الخلافيات "بلفظ مقارب" من طريق الحاكم نسبه له ابن كثير في تفسيره (4/ 553) وقال ابن كثير: غريب.2 - ورواه ابن عدي في الكامل "بنحوه" (ل89) وقال: وأحاديثه صالحة محتملة، ولعله أتى ممن قد رواه عنه من طريق يعقوب بن محمد الزهري.حدثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل. حدثني عثمان بن عبد الله ابن عتيق، عن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة، عن أبيه، عن جدته أم هانئ به مرفوعاً وهو طريق الحاكم. =

(2/987)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور، ونسبه للحاكم وصححه، والطبراني وابن مردويه، والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ بنت أبي طالب (6/ 396).- ولم أجده في المطبوع من الكبير ولا في الصغير فلعله في الأوسط -والله أعلم-.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبيهقي يعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن محمد بن ثابت.أولًا: إبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري.روى مناكير. ذكره ابن عدي فقال: مدني روى عنه مناكير. وأحاديثه صالحة، ولعله أتى ممن قد رواه عنه -يعني الضعف-.وقال الحافظ ابن حجر: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات.الميزان (1/ 56)، اللسان (1/ 98).وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: له مناكير (ت 248).ثانياً: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (220) وأنه ضعيف.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن إبراهيم بن محمد صاحب مناكير، وأن يعقوب ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.وللحديث شاهد مرسل عن سعيد بن المسيب "بنحو حديث أم هانئ".1 - رواه الخطيب في تاريخه (7/ 195).2 - وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 297).لكن قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مرسل وعتيبة مجهول الحال، وإبراهيم التيمي ضعيف.فهذا الطريق شديد الضعف فلا يجبر حديث أم هانئ -والله أعلم-.

(2/988)

407 - حديث علي لما نزلت {فَصَلِ لِرَبِّكَ وَاَنحَر} قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لجبريل: "ما هذه [النحيرة] (1) التي أمرني بها ربي؟ " قال: إنها ليست [بنحيرة] (2)، ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت ... الحديث.قلت: فيه إسرائيل بن حاتم وهو صاحب عجائب، لا يعتمد عليه، وأصبغ بن نباتة وهو شيعي (متروك عند النسائي) (3).__________(1) في (أ) (النحرة) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(2) في (أ) (بنحره) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.(3) ليس في (ب) وما أثبته من (أ) والتلخيص.407 - المستدرك (2/ 537، 538): حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، حدثنا وهب بن أبي مرحوم، حدثنا إسرائيل بن حاتم، عن مقاتل بن حيان، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)} [الكوثر: 2،1] قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "يا جبريل ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ " قال: أنها ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت الصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت، وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السموات السبع. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رفع الأيدي من الاستكانة التي قال الله عز وجل: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)} [المؤمنون: 76].تخريجه:الآية (1، 2) من سورة الكوثر والآية (76) من سورة المؤمنون.1 - رواه البيهقي "بلفظه" كتاب الصلاة، باب: رفع اليدين عند الركوع وعند رفع الرأس فيه (2/ 75، 76) من طريق الحاكم.2 - ورواه ابن أبي حاتم "بنحوه" ذكره ابن كثير في تفسيره (4/ 558، 559). =

(2/989)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال: غريب جداً.3 - ورواه ابن حبان في المجروحين "بنحوه" (1/ 177، 178).رووه من طريق إسرائيل بن حاتم. حدثنا مقاتل بن حيان، عن الأصبغ بن نباته، عن علي مرفوعاً.4 - وأورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه ابن أبي حاتم، والحاكم، وابن مردويه، البيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب (6/ 403).دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم ومن وافقه في سنده. إسرائيل بن حاتم، والأصبغ بن نباتة.أولاً: أضبغ بن نباتة التميمي ثم الحنظلي أبو القاسم الكوفي.قال جرير: كان مغيرة لا يعبأ بحديثه. وقال عمرو بن علي: ما سمعت عبد الرحمن، ولا يحيى حدثنا عنه بشيء. وقال أبو بكر بن عياش: من الكذابين. وقال ابن معين: ليس يساوي حديثه شيئاً. وقال أيضاً: ليس بثقة. وقال مرة: ليس حديثه بشيء. وقال النسائي: متروك الحديث.وقال مرة: ليس بثقة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لين الحديث. وقال العقيلي: كان يقول بالرجعة. وقال ابن حبان: فتن بحب علي فأتى بالطامات فاستحق الترك. وقال الدارقطني: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه عن علي لا يتابعه أحد عليه وهو بين الضعف، ثم قال: وإذا حدث عنه ثقة فهو عندي لا بأس بروايته وإنما أتى الإنكار من جهة من روى عنه.وقال العجلي: كوفي تابعي، ثقة. وقال ابن سعد: كان شيعياً وكان يضعف في روايته وكان على شرطة علي. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.وقال الساجي: منكر الحديث. وقال الآجري: قيل لأبي داود أصبغ بن نباته ليس بثقة؟ فقال: بلغني هذا. وقال محمد بن عمار: ضعيف. وقال =

(2/990)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الجوزجاني: زائغ. وقال البزار: أكثر حديثه عن علي لا يرويها غيره.تهذيب التهذيب (1/ 362، 363).وقال ابن حجر في التقريب: متروك رمي بالرفض (1/ 81).وقال الذهبي في الكاشف: تركوه (1/ 136).وقال في الضعفاء: قال ابن معين وغيره: ليس بشيء (ت483).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال أبو بكر بن عياش: كذاب. وقال العقيلي: يقول بالرجعة (ص39).ثانياً: قال ابن حبان. إسرائيل المروزي أبو عبد الله. شيخ يروي عن مقاتل بن حيان الموضوعات وعن غيره من الثقات الأوابد والطامات. يروي عن مقاتل بن حيان ما وضعه عليه عمر بن صبح كأنه كان يسرقها منه.المجروحين (1/ 177، 178).وقال الأزدي: لا يقوم إسناد حديثه وإسرائيل هذا ذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحاً. لسان الميزان (1/ 385، 386).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن أصبغ بن نباته وأن إسرائيل أيضاً متروك.فيكون الحديث بهذا إلِإسناد ضعيفاً جداً.قال الأزدي: لا يقوم إسناد حديثه.وقال ابن حبان: هذا متن باطل إلا ذِكْرُ رفع اليدين فيه. وهذا خبر رواه عمر بن صبح، عن مقاتل بن حبان وعمر بن صبح يضع الحديث فظفر عليه إسرائيل بن حاتم فحدث به عن مقاتل.وقال ابن كثير: غريب جداً.

(2/991)

408 - حديث ابن عباس {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)} [المسد: 2] قال: كسبه ولده.قلت: فيه عمر بن حبيب وهو واه.__________408 - المستدرك (2/ 539): أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن، ثنا الفضل بن محمد، ثنا أحمد بن حنبل، قال: قريء على سفيان بن عيينة -وأنا شاهد- عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)} [المسد: 2] قال: كسبه ولده.تخريجه:1 - أورده الشوكاني في فتح القدير ونسبه لعبد الرزاق، والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس (5/ 513).2 - ورواه الحاكم "بنحوه" مع قصة اختصام بني أبي لهب عند ابن عباس عن أبي الطفيل عن ابن عباس (2/ 539).وسكت عنه الحاكم وقال الذهبي: قلت: على شرط البخاري.أقول: والظاهر أنه على شرط مسلم لأن فيه ابن خثيم لم يخرج له البخاري وإنما أخرج له مسلم وهو ثقة كما في التهذيب (5/ 314) وسيأتي الكلام عليه عند حديث رقم (508).دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بعمر بن حبيب.قلت: لم أجد من يقال له: عمر بن حبيب يروي عن الزهري ويروي عنه ابن عيينة غير عمر بن حبيب المكي القاص وسكن اليمن وهو ثقة كما هي أقوال العلماء كما في تهذيب التهذيب (7/ 431).وقال ابن حجر في التقريب: ثقة حافظ (2/ 52).كما أن الحديث جاء من طريق آخر عن ابن عباس وهو صحيح على شرط مسلم كما سبق ذكره. =

(2/992)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عمر بن حبيب، ثقة، فعليه يكون الحديث صحيحاً كما أن طريقه الآخر صحيح على شرط مسلم.وللحديث أيضاً شواهد.فقد أورد السيوطي حديثاً عن عائشة ونسبه لابن أبي حاتم، وأورد حديثاً آخر وذكر أنه موقوف على عطاء ونسبه لعبد الرزاق (6/ 409).وقال ابن كثير في تفسيره: قال ابن عباس وغيره: (ما كسب) يعني ولده وروى عن عائشة، ومجاهد، وعطاء، والحسن، وابن سيرين (4/ 564).

(2/993)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب أخبار الأنبياء ومناقبهم عليهم السلام

409 - حديث ابن عباس أن اليهود أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألته عن خلق السموات والأرض ... الحديث بطوله.

قال: صحيح. قلت: فيه أبو [سعد] (1) البقال قال ابن معين: لا يكتب حديثه.

__________

(1) في (أ)، (ب) والمستدرك وتلخيصه (سعيد) وما أثبته من التهذيب (4/ 79، 80)، والتقريب (1/ 305)، والكاشف (1/ 372).

409 - المستدرك (2/ 543): أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأخمسي

بالكوفة، ثنا الحسين بن الربيع، ثنا حماد بن السري، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن اليهود أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألته عن خلق السموات والأرض.

فقال: "خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الله الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب فهذه أربعة. فقال الله عز وجل:

{أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} وخلق =

(2/994)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه فخلق في أول ساعة من هذه الثلاث ساعات الآجال حين يموت من مات وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس، وفي الثالثة آدم أسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة". ثم قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: "ثم استوى على العرش" قالوا: قد أصبت لو أتممت. قالوا: ثم استراح. قال: فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- غضباً شديداً فنزلت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ (39)} [ق: 39،38].

تخريجه:

الآيتان الأوليان (8، 9) من سورة فصلت. والآيتان الأخريان (38، 39) من سورة ق.

1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (24/ 21).

من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي سعد البقال، عن عكرمة، عن ابن عباس، به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.

2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه ابن جرير، والنحاس في ناسخه، وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء، والصفات عن ابن عباس (5/ 360).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم سعيد بن المرزبان العبسي أبو سعد البقال الكوفي الأعور مولى حذيفة.

قال عمر بن حفص بن عياش: ترك أبي حديثه. وقال أحمد: ما رأيت ابن عيينة أملا علينا عنه إلا حديثاً واحداً قيل له لماذا؟ قال: لضعفه عنده.

وقال أبو هشام الرفاعي: كان ثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه.

وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث، متروك الحديث. وقال أبو زرعة: لين الحديث مدلس، قيل: هو صدوق؟ قال: نعم كان لا يكذب. وقال =

(2/995)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه. وقال ابن عدي: هو في جملة ضعفاء الكوفة الذين يجمع حديثهم ولا يترك. وقال الدارقطني: متروك. وقال الساجي: صدوق فيه ضعف. وقال العجلي: ضعيف، وقال أبو داود: كان من أقرأ الناس. تهذيب التهذيب (4/ 79، 80).

وقال ابن حبان في الضعفاء: كثير الوهم فاحش الخطأ (1/ 317).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف مدلس (1/ 305).

وقال الذهبي في الكاشف: قال أحمد: منكر الحديث (1/ 372).

وقال الذهبي في الضعفاء: قال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال الفلاس: متروك. وقال أبو زرعة: صدوق مدلس (ت1649).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن أبا سعد البقال ضعيف كما لخص حاله بذلك ابن حجر. فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

(2/996)

410 - حديث ابن عباس مرفوعاً: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني [بعرفة] (1) فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ... " الحديث.

قال: صحيح. قلت: على شرط البخاري ومسلم (2).

__________

(1) في (أ) (أجرفة) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(2) قوله: (قلت: على شرط البخاري ومسلم) ليس في التلخيص المطبوع فإن كان في غير المطبوع وإلا فهو من تعقب ابن الملقن، لكن الذي يظهر أنه للذهبي لأن فيه (قلت) وقد أشار ابن المقلن في المقدمة إلى قوله: أن (قلت) للذهبي -والله أعلم-.

410 - المستدرك (2/ 544): أخبرنا عبد الصمد بن علي بن مكرم ببغداد، ثنا جعفر بن محمد الصائغ، ثنا الحسن بن محمد الروروذي، ثنا جرير بن حازم، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم عليه الصلاة والسلام بنعمان يعني يعرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلاً وقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ (172)} [الأعراف: 172] إلى قوله: {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} [الأعراف: 173].

تخريجه:

الآية (172) من سورة الأعراف.

1 - رواه أحمد "بلفظ مقارب" (1/ 272).

2 - ورواه ابن جرير "بلفظ مقارب" (13/ 222)، (ح15338). تحقيق أحمد شاكر.

3 - ورواه النسائي في الكبرى في التفسير. نسبه له المزي في تحفة الأشراف (4/ 440).

رووه من طريق جرير بن حازم، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به مرفوعاً. وهو طريق الحاكم. =

(2/997)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= 4 - وأورده الشوكاني في فتح القدير ونسبه لأحمد، والنسائي، وابن جرير، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس (2/ 263).

5 - وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه لأحمد قال: ورجاله رجال الصحيح (7/ 25).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث قال عنه الحاكم صحيح. وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: الظاهر أنه على شرط مسلم فقط، لأن كلثوم لم يخرج له البخاري في صحيحه وإنما أخرج له في الأدب. وقد أخرج له مسلم في الصحيح كما في التقريب (2/ 136).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث صحيح على شرط مسلم فقط -والله أعلم-.

(2/998)

نوح عليه السلام

411 - حديث ابن مسعود أن نوحاً اغتسل فرأى ابنه ينظر إليه فقال: تنظر إليَّ وأنا أغتسل خار الله لونك. قال: فاسود، فهو أبو السودان.

قال: صحيح. قلت: فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ضعفوه.

__________

411 - المستدرك (2/ 546): حدثني علي بن عيسى الحيري، ثنا مسدد بن قطن، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن ابن أبي لبيبة -وهو محمد بن عبد الرحمن- عن جده، عن ابن مسعود، أنه ذكر قول الله عز وجل: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ (1)} [نوح: 1] فذكر أن نوحاً اغتسل، فرأى ابنه ينظر إليه، فقال: تنظر إلي، وأنا أغتسل. خار الله لونك. قال: فاسودّ، فهو أبو السودان.

تخريجه:

أورده السخاوي في المقاصد ونسبه للحاكم فقط (ح259).

وورد أيضاً في التمييز (ص46)، والكشف (1/ 256)، ومختصر المقاصد (ح237).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة ويقال: ابن أبي لبيبة ويقال: إن لبيبة أمه، وأبا لبيبة أبوه واسمه وردان.

قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال =

(2/999)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= ابن سعد: كان قليل الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال أبو زرعة: حديثه عن علي مرسل. تهذيب التهذيب (9/ 301).

وقال ابن حجر في التقريب: كثير الِإرسال (2/ 184).

وقال الذهبي في الكاشف: قال ابن معين: ليس بشيء (3/ 68).

وقال في ديوان الضعفاء: ضعفوه (ت3831).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الظاهر أن محمداً ضعيف فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1000)

412 - حديث ابن عباس مرفوعاً: "إن الله يدعو نوحاً وقومه يوم القيامة أول الناس فيقول: (ماذا أجبتم ... الحديث) ".

قلت: إسناده واه.

__________

412 - المستدرك (2/ 547 - 548): أخبرنا الحسين بن محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد النعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: ذكر الحسن بن أبي الحسن عن سبعة رهط شهدوا بدراً. قال وهب: وقد حدثني عبد الله بن عباس كلهم رفعوا الحديث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن الله يدعو نوحاً وقومه يوم القيامة أول الناس فيقول: {ماذا أجبتم نوحاً؟} فيقولون: ما دعانا، وما بلغنا، ولا نصحنا، ولا أمرنا، ولا نهانا.

فيقول نوح: دعوتهم يا رب دعاء فاشياً في الأولين والآخرين أمة بعد أمة حتى انتهى إلى خاتم النبيين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه. فيقول الله للملائكة: (اُدعوا أحمد وأمته) فيأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمته يسعى نورهم بين أيديهم. فيقول نوح لمحمد وأمته: هل تعلمون أني بلغت قومي الرسالة واجتهدت لهم بالنصيحة وجهدت أن أستنقذهم من النار سراً وجهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً؟ فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمته: "فإنا نشهد بما نشدتنا به أنك في جميع ما قلت من الصادقين". فيقول قوم نوح: وأين علمت هذا يا أحمد أنت وأمتك ونحن أول الأمم وأنت وأمتك آخر الأمم. فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" (بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)} [نوح: 1] قرأ السورة حتى ختمها فإذا ختمها قالت أمته: نشهد أن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم. فيقول الله عز وجل عند ذلك: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)} [يس: 59] فهم أول من يمتاز في النار.

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور واقتصر على تخريج الحاكم له (6/ 267). =

(2/1001)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد المنعم بن إدريس اليماني.

مشهور قصاص ليس يعتمد عليه تركه غير واحد. وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه. وقال البخاري: ذاهب الحديث.

ونقل ابن أبي حاتم عن إسماعيل بن عبد الكريم. مات إدريس وعبد المنعم رضيع، وكذا قال أحمد. إذا سئل عنه. لم يسمع من أبيه شيئاً. وقال يحيى بن معين: الكذاب الخبيث. قيل له: بما عرفته. قال: حدثني شيخ صدوق أنه رآه في زمن أبي جعفر يطلب هذه الكتب من الوراقين وهو اليوم يدعيها. فقيل له: إنه يروي عن معمر. فقال: كذاب.

وقال الفلاس: متروك.

أخذ كتب أبيه فحدث بها ولم يسمع من أبيه شيئاً. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال الساجي: كان يشتري كتب السيرة فيرويها ما سمعها من أبيه، ولا بعضها.

الميزان (2/ 668)، اللسان (4/ 73، 74).

وقال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره من الثقات لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه. المجروحين (2/ 157).

وقال الذهبي في الضعفاء: قال أحمد: يكذب على وهب، وقال غيره: متروك (647).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن عبد المنعم بن إدريس يضع الحديث. فيكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً. وخاصة ما كان عن أبيه عن وهب بن منبه كما قال الإِمام أحمد وهذا منها -والله أعلم-.

(2/1002)

إدريس عليه السلام

413 - حديث وهب: أنه سأل عن إدريس من هو وفي أي زمن هو؟

فقال: هو جد نوح الذي يقال له: خنوخ وهو في الجنة حي.

قلت: فيه عبد المنعم بن إدريس كذبه أحمد.

__________

413 - المستدرك (2/ 549): أخبرنا الحسن بن محمد الاسفرائيني، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، أنبأ عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه: أنه سئل عن إدريس من هو؟ وفي أي زمان هو؟ قال: هو جد نوح الذي يقال له: خنوخ وهو في الجنة حي. وقال محمد بن إسحاق بن يسار: كان إدريس أول بني آدم أعطي النبوة وهو أخنوخ بن يزيد بن أهلاليل بن قينان بن ناشر بن شيت بن آدم.

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عبد المنعم بن إدريس اليماني وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (412) وأنه يضع الحديث وخاصة على وهب بن منبه وهذا منها. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1003)

414 - حديث الحسن، عن سمرة أن إدريس رفعه الله إلى السماء السادسة، فهو حيث يقول {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)} [مريم: 57].

قلت: إسناده مظلم لا تقوم به حجة.

__________

414 - المستدرك (2/ 549): أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا مروان بن جعفر السمري، حدثنا حميد بن معاذ اليشكري، حدثنا مدرك بن عبد الرحمن العنزي، حدثنا الحسن بن ذكوان، عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب قال: ثم كان نبي الله إدريس رجلاً أبيض طويلًا ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس، وكانت إحدى عينيه أعظم من الأخرى.

وكانت في صدره نكتة بياض من غير برص، فلما رأى الله من أهل الأرض ما رأى من جورهم واعتدائهم في أمر الله رفعه الله إلى السماء السادسة فهو حيث يقول {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)} [مريم: 57].

تخريجه:

الآية (57) من سورة مريم.

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (4/ 273).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي الخزاز.

كذبه مطين وذكره ابن عدي، واتهمه. وقد ذكر عن مطين أنه قال: هذا كذاب ابن كذاب ابن كذاب. وقال الأعمش: متهم. الميزان (1/ 533)، اللسان (2/ 280).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحسين بن حميد بن الربيع كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1004)

إسماعيل عليه السلام

415 - حديث ابن عباس: أول من نطق بالعربية، ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه إسماعيل.

قال: صحيح. قلت: عبد العزيز بن عمران واه.

__________

415 - المستدرك (2/ 552): أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني عبد العزيز بن عمران، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أول من نطق بالعربية، ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعل كتاباً واحداً مثل بسم الله الرحمن الرحيم الموصول، حتى فرق بينه ولده إسماعيل بن إبراهيم -صلوات الله عليهما-.

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب (4/ 273).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج المعروف بابن أبي ثابت.

قال يحيى بن معين: كان صاحب نسب ولم يكن من أصحاب الحديث، =

(2/1005)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال مرة: ليس بثقة، إنما كان صاحب شعر. وقال مرة: قد رأيته ببغداد كان يشتم الناس ويطعن في أحسابهم ليس حديثه بشيء. وقال محمد بن يحيى الذهلي: ضعيف جداً. وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً. قيل له يكتب حديثه؟ قال: على الاعتبار. وقال ابن حاتم: امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه وترك الرواية عنه. وقال الترمذي، والدارقطني: ضعيف. وقال عمر بن شبة في أخبار المدينة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدث من حفظه. تهذيب التهذيب (6/ 350، 351).

وقال ابن حجر في التقريب: متروك احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه وكان عارفاً بالأنساب (1/ 511).

وقال الذهبي في الكاشف: تركوه (2/ 201).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن عبد العزيز بن عمران متروك. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/1006)

416 - حديث كعب: في صفة إسماعيل.

قلت: إسناده ضعيف.

__________

416 - المستدرك (2/ 553 - 554): أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد، حدثنا مروان بن جعفر السمري، حدثنا حميد بن معاذ، حدثني مدرك بن عبد الرحمن، حدثنا الحسين بن ذكوان، عن الحسن، عن سمرة، عن كعب قال: كان إسماعيل بن إبراهيم نبي الله الذي سماه الله صادق الوعد وكان رجلاً فيه حدة يجاهد أعداء الله ويعطيه الله النصر عليهم والظفر، وكان شديد الحرب على الكفار، لا يخاف في الله لومة لائم، صغير الرأس غليظ العنق طويل اليدين والرجلين، يضرب بيديه ركبتيه وهو قائم، صغير العينين طويل الأنف عريض الكتف طويل الأصابع بارز الخلق قوي، شديد عنيف على الكفار، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً. قال: وكانت زكاته القربان إلى الله من أموالهم، وكان لا يعد أحداً شيئاً إلا أنجزه. فسماه الله صادق الوعد وكان رسولاً نبياً.

تخريجه:

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (4/ 273).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي الخزاز وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1007)

417 - حديث ابن عمر {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات: 107] قال: إنه إسماعيل.

قلت: فيه [ثوير] (1) بن أبي فاختة واه.

__________

(1) في (أ)، (ب) (ثور) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والميزان (1/ 375).

417 - المستدرك (2/ 554): حدثنا أبو محمد المزني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسن بن حماد، ثنا عبد الرحمن بن سليمان، عن إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن مجاهد، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات: 107] قال: إسماعيل عند ذبح إبراهيم الكبش.

تخريجه:

الآية (107) من سورة الصافات.

1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بلفظ مقارب" (23/ 53).

من طريق ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر به.

2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه عن ابن عمر (5/ 281).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ثوير بن أبي فاختة سعيد بن علاقة الهاشمي أبو الجهم الكوفي مولى أم هانئ وقيل مولى زوجها جعدة، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (395) وأنه ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1008)

418 - حديث معاوية مرفوعاً في تفسيره: "أنا ابن الذبيحين". قلت: إسناده واه.

__________

418 - المستدرك (2/ 554): حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عبيد بن حاتم الحافظ العجلي، ثنا إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة الحراني، ثنا عبد الرحيم الخطابي، حدثنا عبد الله بن محمد العتبي، حدثنا عبد الله بن سعيد الصنابحي قال: حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق بن إبراهيم، فقال بعضهم: الذبيح إسماعيل. وقال بعضهم: بل إسحاق الذبيح. فقال معاوية: سقطتم على الخبير. كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتاه الأعرابي فقال: يا رسول الله خلفت البلاد يابسة، والماء يابساً، هلك المال، وضاع العيال، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين. فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينكر عليه. فقلنا: يا أمير المؤمنين، وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم. وقالوا: أرض ربك وافد ابنك.

قال: ففداه بمائة ناقة. قال: فهو الذبيح، وإسماعيل الثاني.

تخريجه:

1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (23/ 54).

من طريق عبد الرحيم الخطابي، عن عبيد الله بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان عن أبيه قال: حدثني عبد الله بن سعيد، عن الصنابحي قال: كنا عند معاوية. به مرفوعاً.

2 - وأورده السخاوي في المقاصد (ص14) وذكر أنه من رواية عبد الله بن سعيد عن الصنابحي ونسبه للحاكم. وورد أيضاً في الكشف (1/ 200)، والتمييز (ص7).

3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن جرير، والآمدي في =

(2/1009)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= مغازيه، والخلعي في فوائده، والحاكم وابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن سعيد عن الصنابحي (5/ 281).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم في المطبوع من رواية عبد الله بن سعيد الصنابحي وهو خطأ والصواب عبد الله بن سعيد، عن الصنابحي. فابن جرير رواه من نفس طريق الحاكم وذكر لفظة "عن" وكذا الذين أوردوا الحديث كالسخاوي وغيره ذكروا أنه من رواية عبد الله بن سعيد عن الصنابحي ونسبوه للحاكم فالظاهر أن لفظة "عن" سقطت من المطبوع. وعبد الله بن سعيد هذا قال عنه الذهبي في ديوان الضعفاء: مجهول (ت2181). ونقل الألباني عن الحلبي، عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف.

سلسلة الضعيفة (2/ 336، 337).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لأن فيه عبد الله بن سعيد وهو مجهول.

قال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً (4/ 18).

قال السخاوي في الكشف: (1/ 199) نقلاً عن المواهب وشرحها للزرقاني.

والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقويته بتعدد طرقه. انتهى.

قال في الكشف: فحينئذ لا ينافيه ما نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف. وفيه دليل على أن الذبيح إسماعيل وهو الصحيح. وفي الهدى لابن القيم إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق فمردود بأكثر من عشرين وجهاً. ونقل عن الإِمام ابن تيمية أن هذا القول متلقاً من أهل الكتاب مع أنه باطل في كتابهم فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره وفي لفظ وحيده، وقد حرفوا ذلك في التوراة التي في أيديهم "اذبح ابنك إسحاق".

قال الألباني رداً على ما في الكشف: (وأما ما في الكشف نقلاً عن شرح =

(2/1010)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الزرقاني على المواهب) "والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقويه بتعدد طرقه".

فوهم فاحش. فإنما قال الزرقاني هذا في حديث "الذبيح إسحاق" وفيه مع ذلك نظر. ثم أن صاحب الكشف عقب على ماسبق بقوله: وأقول: فحينئذ لا ينافيه الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف.

قال الألباني. قلت: وقد عرفت أن الطرق المشار إليها في كلام الزرقاني ليست لهذا الحديث فقد اتفق قول الذهبي والسيوطي على تضعيفه. سلسلة الضعيفة (2/ 336، 337).

وقال ابن كثير في تفسيره: ذكر الآثار الواردة بأنه إسماعيل عليه الصلاة والسلم وهو الصحيح المقطوع به. وقد ذكر أقول العلماء من الصحابة وغيرهم وأن القول بأنه إسحاق مأخوذ من اليهود الذين يريدون أن يكون هذا الاختصاص العظيم لأبيهم حسداً وبغضاً للعرب. لأن أباهم هو إسماعيل. (4/ 17، 18).

(2/1011)

419 - وأسند الحاكم (1) عن الواقدي أن الذبيح [إسماعيل] (2).

قلت: (ما للواقدي قال الذهبي) (3): ما للواقدي وللصحاح.

__________

(1) هذا الاختصار من ابن الملقن وإلا فالذهبي أورد الحديث مع المسند ثم ذكر التعقب.

(2) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(3) ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والظاهر أن هذا من ابن الملقن تأكيداً منه على إعلال الحديث بالواقدي.

419 - المستدرك (2/ 555 - 556): (حدثنا) أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني، ثنا الحسن، ثنا الحسين بن الفرج، ثنا أبو عبد الله الواقدي قال: قد اختلف علينا في إسماعيل وإسحاق أيهما أراد إبراهيم أن يذبح، وأين أراد ذبحه بمنى أم ببيت المقدس؟ فكتبت على ما سمعت من ذلك من أخبار الحديث فحدثني ابن أبي سبرة، عن أبي مالك من ولد مالك الدار وكان مولى لعثمان بن عفان، عن عطاء بن يسار قال: سألت خوات بن جبير الأنصاري عن ذبيح الله أيهما كان؟ فقال: إسماعيل. لما بلغ إسماعيل سبع سنين رأى إبراهيم في النوم في منزله بالشام أن يذبح إسماعيل فركب إليه على البراق حتى جاءه فوجده عند أمه. فأخذ بيده ومضى به لما أمر به. وجاءه الشيطان في صورة رجل يعرفه فقال: يا إبراهيم أين تريد؟ قال إبراهيم: في حاجتي. قال: تريد أن تذبح إسماعيل. قال إبراهيم: أرأيت والداً يذبح ولده. قال: نعم أنت. قال إبراهيم: ولم؟ قال: تزعم أن الله أمرك بذلك. قال إبراهيم: فإن كان الله أمرني أطعنا لله وأحسنت. فانصرف عنه، وجاء إبليس إلى هاجر فقال: أين ذهب إبراهيم بابنك. قالت: ذهب في حاجته. قال: فإنه يريد أن يذبحه. قالت: وهل رأيت والداً يذبح ولده. قال: هو يزعم أن الله أمر به بذلك. قالت: فقد أحسن حيث أطاع الله. ثم أدرك إسماعيل، فقال: يا إسماعيل أين يذهب بك أبوك؟ قال: لحاجته. قال: فإنه يذهب بك ليذبحك. قال: وهل رأيت =

(2/1012)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= والداً قط يذبح ولده. قال: نعم هو. قال: ولم قال: يزعم أن الله أمره بذلك.

قال إسماعيل: فقد أحسن حيث أطاع ربه. قال: فخرج به حتى انتهى به إلى منى، حيث أمر ثم انتهى إلى منحر البدن اليوم. فقال: يا بني إن الله أمرني أن أذبحك. قال إسماعيل: فأطع فإن طاعة ربك على خير. ثم قال إسماعيل: هل أعلمت أمي بذلك. قال: لا. قال: أصبت، إني أخاف أن تحزن ولكن إذا قربت السكين من حلقي فأعرض عني فإنه أجدر أن تصبر ولا تراني. ففعل إبراهيم فجعل يحز في حلقه فإذا الحز في نحاس ما يحتك الشفرة فشحذها مرتين أو ثلاثة بالحجر على ذلك لا يستطيع أن يحز. قال إبراهيم: إن هذا الأمر من الله فرفع رأسه فإذا بوعل واقف بين يديه. فقال إبراهيم: قم يا بني فقد نزل فداءك. فذبحه هناك بمنى. قال الواقدي: وحدثني ربيعة بن عثمان عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن سلام أنه قال: الذبيح هو إسماعيل.

تخريجه:

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط قال. وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي (5/ 381).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسدي مولاهم أبو عبد الله المدني القاضي أحد الأعلام، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (31) وأنه متروك. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

إلا أن الذي ثبت وعليه أكثر العلماء أن الذبيح هو إسماعيل وقد سبقت أقوال العلماء عند الحديث السابق لهذا الحديث.

(2/1013)

إسحاق عليه السلام

420 - حديث ابن عباس: أن إسحاق هو الذبيح.

قلت: صحيح.

__________

420 - المستدرك (2/ 558): حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي ببغداد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا موسى بن إسماعيل، وحجاج بن منهال قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: هو إسحاق، يعني الذبيح.

تخريجه:

1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (23/ 51).

2 - ورواه الحاكم "بنحوه" (2/ 558).

روياه من طريق داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس.

3 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس (5/ 282).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين عن ابن عباس. =

(2/1014)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= * الطريق الأول: وهو طريق الحاكم الأول وسكت عنه الحاكم وقال الذهبي: صحيح.

قلت: الظاهر أن كلامه في محله فرواته ثقات كما في التقريب (1/ 292)، (1/ 432)، (1/ 197).

وكذا الطريق الثاني فإن رواته عند ابن جرير ثقات كما في التقريب (2/ 30، ت277)، (1/ 235)، (2/ 411، 11)، (2/ 204، ت666).

لكن الحديث معارض بما سبق من أقوال العلماء في الأحاديث التي تدل على أن إسماعيل هو الذبيح -والله أعلم-.

(2/1015)

421 - حديث عبد الله مثله (1).

قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: فيه سنيد ولم يكن بذاك.

__________

(1) يعني بذلك الحديث السابق وهذا من اختصار ابن الملقن، وإلا فالذهبي أورد الحديث مع المسند ثم ذكر التعقب عليه.

421 - المستدرك (2/ 559): حدثنا إسماعيل بن الفضل بن محمد الشعراني، ثنا جدي، ثنا سنيد بن داود، حدثنا حجاج بن محمد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: الذبيح إسحاق.

تخريجه:

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد الرزاق والحاكم وصححه عن ابن مسعود (5/ 282).

ولم أجده في المصنف -والله أعلم-.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم سنيد بن داود المصيصي أبو علي المحتسب واسمه الحسين وسنيد لقب.

قال أحمد: لزم حجاجاً وأرجو أن لا يكون حدث إلا بصدق. وقال أبو داود: لم يكن بذاك. وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان قد صنف التفسير وربما خالف. وقال الخطيب: كان له معرفة بالحديث وما أدرى أي شيء غمصوا عليه وقد ذكره أبو حاتم في جملة شيوخه وقال: صدوق. تهذيب التهذيب.

(4/ 444، 445).

وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف مع إمامته وحفظه لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه (2/ 335).

وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ضعفه أبو داود (ت1802).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن سنيداً ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً وقد سبقت أقوال العلماء في أن الراجح أن إسماعيل هو الذبيح -والله أعلم-.

(2/1016)

422 - حديث وهب: أن إسحاق لما أمر بالذبح كان ابن سبع سنين.

قلت: فيه عبد المنعم لا شيء. وهب (1) إن صح، وهب من أين له هذه الخرافات إلا من كتب تداول نقلها اليهود الذين بدلوا التوراة فما ظنك بغيرها.

__________

(1) في التلخيص (ووهب) وما أثبته من (أ)، (ب) وعليه يستقيم المعنى.

422 - المستدرك (2/ 559 - 560): أخبرنا الحسن بن محمد الأسفرايني، ثنا أبو الحسن بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: حديث إسحاق، حين أمر الله إبراهيم أن يذبحه وهب الله لإِبراهيم إسحاق في الليلة التي فارقته الملائكة، فلما كان ابن سبع أوحى الله إلى إبراهيم أن يذبحه ويجعله قرباناً، وكان القربان يومئذ يتقبل ويرفع.

فكتم إبراهيم ذلك إسحاق وجميع الناس وأسره إلى خليل له: فقال: الغازر الصديق -وهو أول من آمن بإبراهيم وقوله-: فقال له الصديق: إن الله لا يبتلي بمثل هذا مثلك، ولكنه يريد أن يجربك ويختبرك فلا تسوءن بالله ظنك، فإن الله يجعلك للناس إماماً ولا حول ولا قوة لِإبراهيم وإسحاق إلا بالله الرحمن الرحيم. فذكر وهب حديثاً طويلاً إلى أن قال وهب: وبلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد سبق إسحاق الناس إلى دعوة ما سبقها إليه أحد ويقومن يوم القيامة فليشفعن لأهل هذه الدعوة وأقبل الله على إبراهيم في ذلك القام فقال: (اسمع مني يا إبراهيم أصدق الصادقين) وقال لإِسحاق: (اسمع مني يا أصبر الصابرين فإني قد ابتليتكما اليوم ببلاء عظيم لم أبتل به أحداً من خلقي ابتليتك يا إبراهيم بالحريق فصبرت صبراً لم يصبر مثله أحد من العالمين وابتليتك بالجهاد فيَّ وأنت وحيد وضعيف فصدقت وصبرت صبراً وصدقاً، لم يصدق مثله أحد من العالمين، وابتليتك يا إسحاق بالذبح فلم تبخل بنفسك ولم تعظم ذلك في طاعة أبيك، ورأيت ذلك هنيئاً صغيراً في الله كما يرجو من أحسن ثوابه ويسر به حسن لقائه وإني أعاهدكما اليوم عهداً، لا أحسن به. أما أنت يا إبراهيم فقد وجبت لك الجنة علي. فأنت خليلي من بين أهل الأرض دون =

(2/1017)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= رجال العالمين، وهي فضيلة لم ينلها أحد قبلك ولا أحد بعدك) فخر إبراهيم ساجداً تعظيماً لما سمع من قول الله متشكراً لله. (وأما أنت يا إسحاق فتمن علي بما شئت، وسلني واحتكم أوتك سؤلك). قال: أسألك يا إلهي أن تصطفيني لنفسك وأن تشفعني في عبادك الموحدين فلا يلقاك عبد لا يشرك بك شيئاً إلا أجرته من النار. قال له ربه: (أوجبت لك ما سألت وضمنت لك ولايتك ما وعدتكما على نفسي وعداً لا أخلفه وعهداً لا أحبسن به وعطاء هنيئاً ليس بمردود).

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

دراسة الإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد المنعم بن إدريس اليماني وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (412) وأنه يضع الحديث، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1018)

هود عليه السلام

423 - حديث كعب. هود النبي أشبه الناس بآدم.

قلت: إسناده واه.

__________

423 - المستدرك (2/ 564): أخبرنا أبو سعيد الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدثني مروان بن جعفر، حدثني حميد بن معاذ، حدثني مدرك، حدثنا الحسن بن ذكوان، عن الحسن، عن سمرة، عن كعب قال: كان نبي الله هود أشبه الناس بآدم- عليهما السلام-.

تخريجه:

لم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم الحسين بن حميد بن محمد بن الربيع وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً.

(2/1019)

صالح عليه السلام424 - حديث عمرو بن خارجة مرفوعاً في قصة قوم صالح.قلت: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو واه.__________424 - المستدرك (2/ 566): حدثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل، ثنا جدي، ثنا مسدد، ثنا حجاج بن محمد، عن أبي بكر بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن خارجة، قلنا له: حدثنا حديث ثمود، فقال: أحدثكم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ثمود، وكانت ثمود قوم صالح، أعمرهم الله في الدنيا، فطالت أعمارهم حتى جعل أحدهم يبني المسكن من المدر فينهدم والرجل منهم حي، فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتاً فرهن فنحتوها وجابوها وجوفوها، وكانوا في سعة من معايشهم ... الحديث. وقد تركت ذكره كاملاً لطوله، فاكتفيت بهذا القدر منه.تخريجه:1 - رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه" (15/ 374، .... ، 377).من طريق حجاج بن محمد، عن أبي بكر بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن خارجة قال: قلنا له: حدثنا فذكره وهو طريق الحاكم.2 - وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لسنيد، وابن جرير، والحاكم =

(2/1020)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= من طريق حجاج عن أبي بكر بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن خارجة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (3/ 97).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (12) وأنه ضعيف.فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1021)

يعقوب عليه السلام425 - حديث السدي: تزوج إسحاق بن إبراهيم امرأة، فحملت بغلامين، فلما أرادت أن تضع اقتتل الغلامان في بطنها، فأراد يعقوب أن يخرج قبل عيصا، فقال عيصا: والله إن خرجت قبلي فلأعترض في بطن أمي فلأقتلنها فتأخر يعقوب، وخرج عيصا، وأخذ يعقوب يعقب عيصا، فخرج، فسمي، عيصا، لأنه عصى، وسمي يعقوب، لأنه خرج آخذاً [بعقب] (1) عيصا، وكان أكبرهما في البطن، ولكنه عصى وخرج قبله.وذكر حديثاً طويلًا.قلت: سنده واه.__________(1) في (أ) (يعقب) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.425 - المستدرك (2/ 570): حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الغسلي، ثنا الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، ثنا أبي، ثنا إسباط، عن السدي قال: تزوج إسحاق بن إبراهيم الخليل امرأة، فحملت بغلامين في بطن، فلما أرادت أن تضع، اقتتل الغلامان في بطنها، فأراد يعقوب أن يخرج قبل عيصا، فقال عيصا: والله إن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي، فلأقتلنها فتأخر يعقوب، وخرج عيصا قبله، وأخذ يعقوب بعقب =

(2/1022)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= عيصا فخرج، فسمي عيصا، لأنه عصى، وسمي يعقوب، لأنه خرج آخذاً بعقب عيصا، وكان أكبرهما في البطن، لكنه عصا، وخرج قبله، فكبر الغلامان، وكان عيصا أحبهما إلى أبيه، وكان يعقوب أحبهما إلى أمه، وكان عيصا صاحب صيد، فلما كبر إسحاق عمي، وذكر حديثاً طويلًا.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن حنظلة الغسيل، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (179) وأنه ضعيف جداً، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جدا -والله أعلم-.

(2/1023)

426 - حديث جعفر بن محمد قال: كان علم الله وحكمته في ورثة إبراهيم، فعند ذلك آتى الله [يوسف] (1) ملك الأرض المقدسة، فملك اثنين وسبعين سنة {قال: رَب قدءَاتيتَنِى مِنَ المُلكَ ... } الآية.قلت: لم يصح.__________(1) في (أ) (برسول) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.426 - المستدرك (2/ 572): أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدثني الحسين بن علي السلمي، حدثني محمد بن حسان، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: كان علم الله وحكمته في ورثة إبراهيم، فعند ذلك آتى الله يوسف بن يعقوب ملك الأرض المقدسة، فملك اثنين وسبعين سنة، وذلك قوله: فلما أنزل من كتابه {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ (101)} [يوسف: 101] الآية.تخريجه:الآية (101) من سورة يوسف.لم أجد من أخرجه.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم الحسين بن حميد بن الربيع، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1024)

موسى وهارون عليهما السلام427 - حديث ابن عباس قال: إن الله يقول في كتابه: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)} [الأعراف: 144 - 145] قال: فكان يرى أن جميع الأشياء (أثبتت) له ... الحديث.قال: صحيح. قلت: فيه عبد الله بن داهر الرازي، عن أبيه وهما رافضيان.__________427 - المستدرك (2/ 573، 574): حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، ثنا عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن عباية الأسدي قال: سمعت عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يقول: إن الله يقول في كتابه لموسى بن عمران: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)} قال: وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ مَّوعِظةً} قال: فكان موسى يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا لكم على شيء كما يثبتوه. فلما انتهى موسى إلى ساحل البحر لقي العالم فاستنطقه فأقر له بفضل علمه ولم يحسده قال له موسى ورغب إليه: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)} [الكهف: 66] فعلم العالم أن موسى لا يطيق صحبته ولا يصبر على علمه، فقال له =

(2/1025)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= العالم: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)} [الكهف:67،68] فقال له موسى وهو يعتذر: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)} [الكهف: 69] فعلم أن موسى لا يطيق صحبته ولا يصبر على علمه فقال له: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)} [الكهف: 70] فركبا في السفينة فخرقها العالم. وكان خرقها لله رضا ولموسى سخطا، ولقي الغلام فقتله وكان قتله لله رضا ثم ذكر بعض القصة والكلام ولم يجاوز ابن عباس.تخريجه:الآيتان (144، 145) من سورة الأعراف.1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (3/ 121) وقال: صححه الحاكم وضعفه الذهبي.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الله بن داهر الرازي وأبوه داهر.أولًا: داهر بن يحيى الرازي.قال الذهبي: رافضي بغيض لا يتابع على بلاياه ثم أورد له حديثاً في مناقب علي. وقال: فهذا باطل ولم أر أحداً ذكر داهراً هذا حتى ولا ابن أبي حاتم. قال ابن حجر في اللسان: وإنما لم يذكروه لأن البلاء كله من ابنه عبد الله وقد ذكروه واكتفوا به، وقد ذكره العقيلي وقال: كان يغلو في الرفض. ثم ساق حديث علي. وقال، قوله: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" صحيح وأما سائر الحديث فليس بمعروف. وقال ابن حجر في اللسان في ترجمة ابنه عبد الله (3/ 282، 283). وقال الخطيب: إن داهراً لقب والده محمد وقد قال فيه صالح بن محمد إنه شيخ صدوق. قال ابن حجر: قلت: فلعل الآفة من غيره. الميزان (2/ 3)، اللسان (2/ 413، 414).وقال الذهبي في الضعفاء: قال العقيلي: كان يغلو في الرفض رقم (1307). =

(2/1026)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ثانياً: عبد الله بن داهر بن يحيى بن داهر الرازي أبو سليمان المعروف بالأحمري.قال أحمد، ويحيى: ليس بشيء. قال: وما يكتب حديثه إنسان فيه خير.وقال العقيلي: رافضي خبيث. وقيل اسمه عبد الله بن محمد. ثم أورد له أحاديثاً في فضائل علي وقال: قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل علي وهو متهم في ذلك. قال الذهبي: قلت: قد أغنى الله علياً عن أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل. وقد اتهمه ابن الجوزي بهذا الحديث -وهو الحديث الذي أورده في مناقب علي- في الموضوعات.الميزان (2/ 416)، اللسان (3/ 282، 283).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن داهراً رافضي بغيض، وأن ابنه رافضي متروك.فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً.

(2/1027)

428 - حديث وهب قال: ذكر موسى وفرعون.قلت (1): ذكر قصة طويلة واهية.__________(1) قوله: (قلت) ليست في التلخيص. لكن ما بعدها من كلام الذهبي، لأنه مذكور في التلخيص.428 - المستدرك (2/ 574. 575): أخبرنا الحسن بن محمد الأسفرائيني، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان اليماني، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: ذكر مولد موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وحديث عدو الله فرعون حين كان يستعبد بني إسرائيل في أعماله بمصر، وأمر موسى والخضر.قال وهب: ولما حملت أم موسى بموسى كتمت أمرها جميع الناس فلم يطلع على حملها أحد من خلق الله وذلك شيء أسرها الله به لما أراد أن يمن به على بني إسرائيل ... الحديث إلى قوله: فآمنت طائفة من بني إسرائيل ثم ذكر القصة بطولها.تخريجه:لم أجد من أخرجه.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد المنعم بن إدريس اليماني وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (412) وأنه يضع الحديث، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1028)

429 - حديث أبي [معشر] (1) عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية.قال: مكث موسى بعد أن كلمه الله أربعين يوماً لا يراه أحد إلا مات.قلت: إسناده لين.__________(1) في (أ) (مسعر) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.429 - المستدرك (2/ 576): حدثني أبو بكر محمد بن أحمد الجلاب، ثنا أحمد بن بشر المرثدي، ثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج، عن أبي معشر، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قال: مكث موسى بعد أن كلمه الله أربعين يوماً لا يراه أحد إلا مات.تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية (3/ 115).- وأورده الذهبي في الميزان من رواية أبي معشر نجيح، عن أبي الحويرث فذكره (2/ 591) ولم ينسبه لأحد.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم أبو معشر، وأبو الحويرث.أولًا: أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري الزرقي المدني.قال بشر بن عمر عن مالك: ليس بثقة. وقال عبد الله بن أحمد: أنكر أبي ذلك من قول مالك وقال: قد روي عنه شعبة وسفيان. وقال الدوري عن ابن معين: ليس يحتج بحديثه وقال أبو داود: قال مالك: قدم علينا سفيان فكتب عن قوم يذمون بالتخنيث. يعني أبا الحويرث منهم. قال: أبو داود: =

(2/1029)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وكان يخضب رجليه، وكان مرجىء أهل المدينة. وقال النسائي: ليس بذاك، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال سعيد بن أبي مريم عن يحيى: ثقة. وكذا قال عثمان الدارمي عن يحيى. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال العقيلي: وثقه ابن معين: وقال ابن عدي: ليس له كثير حديث ومالك أعلم به لأنه مدني ولم يرو عنه شيئاً. تهذيب التهذيب (6/ 272، 273).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق سيء الحفظ رمي بالإِرجاء (1/ 498).وقال الذهبي في الضعفاء: قال مالك: ليس بثقة. وقال ابن معين وغيره: لا يحتج به (ت 2491).وقال الخزرجي في الخلاصة: قال مالك: ليس بثقة (ص235).ثانياً: نجيح بن عبد الرحمن السندي أبو معشر المدني مولى بني هاشم يقال أصله من حمير.قال هشيم: ما رأيت مدنياً يشبهه ولا أكيس منه. وقال نعيم: كان كيساً حافظاً. وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه ويضعفه ويضحك إذا ذكره. وكان ابن مهدي يحدث عنه. وقال عبيد بن علي يعرف وينكر.وقال الأثرم عن أحمد: حديثه عندي مضطرب لا يقيم الإسناد، ولكن أكتب حديثه أعتبر به. وعن يحيى بن معين: كان أمياً ليس بشيء. وقال ابن معين أيضاً: ليس بقوي في الحديث. وقال أبو حاتم: كان أحمد يرضاه ويقول كان بصيراً بالمغازي. قال: وكنت أهاب حديثه حتى رأيت أحمد يحدث عن رجل عنه فتوسعت بعد فيه. قيل له: فهو ثقة؟ قال: صالح في الحديث. محله الصدق. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي، وأبو داود: ضعيف. وقال الترمذي: تكلم بعض أهل العلم فيه من قبل حفظه. وقال علي بن المديني: كان ضعيفاً ضعيفاً. وقال ابن عدي: حدث =

(2/1030)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= عنه الثقات ومع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ضعيفاً. وقال الساجي: منكر الحديث وكان أمياً صدوقاً إلا أنه يغلط. وقال ابن نمير: كان لا يحفظ الأسانيد. وقال الدارقطني: ضعيف.وقال الخليلي: له مكان في العلم والرواية والتاريخ واحتج به الأئمة وضعفوه في الحديث وكان ينفرد بأحاديث أمسك الشافعي عن الرواية عنه وتغير قبل أن يموت بسنتين تغيراً شديداً. تهذيب التهذيب (10/ 419، 422).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 298).وقال الذهبي في الضعفاء: قال ابن نمير: كان لا يحفظ الأسانيد. وقال النسائي، والدارقطني: ضعيف رقم (4352).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن أبا الحويرث وأبا معشر كليهما ضعيف. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1031)

430 - حديث ابن مسعود قال: ذكرت لي الشجرة التي أوى إليها موسى نبي الله فسرت إليها يومين وليلتين ... الحديث.قال: [صحيح. قلت:] (1) على شرط البخاري ومسلم.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص. وقوله: (صحيح) مذكور في المستدرك.430 - المستدرك (2/ 576، 577): حدثنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل، ثنا خلف بن الوليد الجوهري، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: ذكرت لي الشجرة التي أوى إليها موسى نبي الله، فسرت إليها يومين وليلتين، ثم صبحتها فإذا هي خضراء ترف، فصليت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلمت، فأهوى إليها بعيري وهو جائع فأخذ منها ملأ فيه وهو جائع فلاكه، فلم يستطع أن يسيغه فلفظه فصليت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وانصرفت.تخريجه:1 - أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن المنذر، والحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود (5/ 128).دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم صحيح وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم.قلت: والظاهر أن كلام الذهبي في محله فقد أخرج الشيخان لرواته كما في التقريب (2/ 80)، (2/ 73، ت623)، (1/ 64، ت460).فعليه يكون الحديث صحيحاً على شرط البخاري ومسلم كما قال الذهبي -والله أعلم-.

(2/1032)

431 - حديث وهب في ذكر وفاة موسى ذكر قصة طويلة تركتها لضعفها.__________431 - المستدرك (2/ 580): أخبرنا الحسن بن محمد الأسفراييني، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: ذكر لي أنه كان من أمر وفاة صفي الله موسى -صلَّى الله عليه وسلم- أنه إنما كان يستظل في عريش، ويأكل ويشرب في نقير من حجر، كما يكرع الدابة في ذلك النقير تواضعاً لله حتى أكرمه الله بما أكرمه به من كلامه، فكان من أمر وفاته أنه خرج يوماً من عريشه ذلك لبعض حاجته ولا يعلم أحد من خلق الله فمر برهط من الملائكة يحفرون قبراً، فعرفهم فأقبل إليهم حتى وقف عليهم فإذا هم يحفرون قبراً ولم ير شيئاً قط أحسن منه مثل ما فيه من الخضرة والنظرة والبهجة، فقال لهم: يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر. قالوا: نحفره والله لعبد كريم على ربه فقال: إن هذا العبد من الله بمنزل ما رأيت كاليوم مضجعاً ولا مدخلًا وذلك حين حضر من الله ما حضر في قبضه. فقالت له الملائكة: يا صفي الله أتحب أن تكون ذلك قال: وددت. قالوا: فأنزل، فاضطجع فيه وتوجه إلى ربك، ثم تنفس أسهل تنفس تنفسه قط فنزل فاضطجع فيه وتوجه إلى ربه ثم تنفس، فقبض الله روحه ثم صلت عليه الملائكة. وكان صفي الله موسى -صلى الله عليه وسلم- زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة.تخريجه.1 - أورده الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية "بنحوه" (1/ 318، 319) من دون سند فقال: وذكر وهب بن منبه، ثم ذكره.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد المنعم بن إدريس اليماني، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (412) وأنه يضع الحديث وخاصة ما رواه عن أبيه عن وهب بن منبه وهذا منها، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد موضوعاً.

(2/1033)

أيوب عليه السلام432 - حديث وهب: عاش أيوب ثلاثاً وتسعين سنة وأوصى عند موته إلى ابنه ... الحديث.قلت: في إسناده عبد المنعم وقد كُذِّبْ.__________432 - المستدرك (2/ 582، 583): أخبرنا الحسن بن محمد الأسفراييني، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: كان عمر أيوب ثلاثاً وتسعين سنة، وأوصى عند موته إلى ابنه حومل وقد بعث الله بعده إلى ابنه بشر بن أيوب نبياً وسماه ذا الكفل وأمره بالدعاء إلى توحيده وأنه كان مقيماً بالشام عمره، حتى مات وكان عمره خمساً وسبعين سنة، وأن بشراً أوصى إلى ابنه عبدان، ثم بعث الله بعدهم شعيباً.تخريجه:لم أجد من أخرجه.دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد المنعم بن إدريس اليماني وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (412) وأنه يضع الحديث، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1034)

433 - حديث علي مرفوعاً: "لن يعمر ملك في أمة نبي مضى قبله ما بلغ ذلك النبي من العمر في أمته".قلت: لم يصح (1).__________(1) هذا التعقب ليس في التخليص المطبوع، ولكن قوله: (قلت) تدل على أن هذا التعقب للذهبي كما هو اصطلاح ابن الملقن، كما في المقدمة.433 - المستدرك (2/ 587، 588): حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الفضل بن محمد بن المسيب إملاء بإمضاء أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا حسين بن زيد بن علي، حدثني شهاب بن عبد ربه، عن عمر بن علي بن الحسين، قال: مشيت مع عمي محمد بن علي بن الحسين، فقلت: زعم الناس أن سليمان بن داود سأل ربه أن يهب له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فقال: ما أدري ما أحاديث الناس، ولكن حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لم يعمر الله ملكاً في أمة نبي مضى قبله، ما بلغ ذلك النبي من العمر في أمته".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 660) ونسبه للحاكم فقط.وكذا أورده صاحب الكنز ونسبه للحاكم فقط (11/ 479).دراسة الِإسناد:هذا الحديث سكت عنه الحاكم وقال الذهبي: لم يصح ولم يبين علته.قلت: رواة السند هم:1 - علي بن الحسين بن أبي طالب ثقة كما في التقريب (2/ 35).2 - محمد بن علي بن الحسين ثقة فاضل كما في التقريب (2/ 192).3 - عمر بن علي بن الحسين صدوق فاضل كما في التقريب (2/ 61).4 - شهاب بن عبد ربه لم أجد من ترجمه.5 - إبراهيم بن المنذر الحزامي صدوق كما في التقريب (1/ 44).

(2/1035)

434 - حديث جعفر بن محمد [عن أبيه] (1) قال: أعطى سليمان ملك مشارق الأرض ومغاربها فملك [سليمان] (2) سبعمائة سنة وستة أشهر ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والأنس والدواب والطير ... الحديث.قلت: هذا باطل.__________(1) ليستا في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) ليستا في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.434 - المستدرك (2/ 588): أخبرنا أبو سعيد الأخمسي، ثنا الحسين بن حميد، حدثنا الحسين بن علي السلمي، حدثني محمد بن حسان، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: أعطى سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها، فملك سليمان بن داود سبعمائة سنة وستة أشهر ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والِإنس والشياطن والدواب والطير والسباع، وأعطى علم كل شيء، ومنطق على شيء، وفي زمانه صنعت المعجبة التي ما سمع بها الناس وسخرت له، فلم يزل مدبراً بأمر الله ونوره وحكمته، حتى إذا أراد الله أن يقبضه أوحى الله أن استودع علم الله وحكمته أخاه وولد داود وكانوا أربعمائة وثمانين رجلاً بلا رسالة.تخريجه:لم أجد من أخرجه.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم الحسين بن حميد بن الربيع وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1036)

435 - حديث ابن عباس: كان سليمان يوضع له ستمائة كرسي ... الحديث.قلت: صحيح.__________435 - المستدرك (2/ 589): حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا مسلم بن جنادة القرشي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان سليمان بن داود يوضع له ستمائة كرسي، ثم يجيء أشراف الأنس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي أشراف الأنس، ثم يدعو الطير فتظلهم، ثم يدعو الريح فتحملهم قال: فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر.تخريجه:أورده السيوطي ونسبه لابن أبي شيبة، والحاكم وصححه (4/ 326).1 - رواه ابن أبي شيبة "بنحوه" كتاب الفضائل، ما أعطي سليمان بن داود عليه السلام (11/ 536)، (ح11901).2 - ورواه ابن جرير الطبري "بنحوه" (19/ 81).روياه من طريق أبي معاوية. حدثنا الأعمش، عن المنهال بن خليفة، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، به وهو طريق الحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث سكت عنه الحاكم وقال الذهبي: صحيح.قلت. الظاهر أن كلامه في محله حيث إن رجاله ثقات كما في التقريب (1/ 292)، (2/ 278)، (1/ 331، ت500)، (2/ 157، 167).فعليه يكون الحديث صحيحاً كما قال الذهبي -والله أعلم-.

(2/1037)

يحيى بن زكريا عليهما السلام436 - حديث ابن عباس. ما من آدمي إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة إلا [أن يكون] (1) يحيى بن زكريا لم يهم بخطيئة ولم يعملها.قلت: إسناده جيد.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.436 - المستدرك (2/ 591): حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن غالب، ثنا عفان وأبو سلمة، قالا ثنا حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، ويونس بن عبيد، وحميد، عن الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلي بن يزيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من آدمي إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة، أو عملها إلا أن يكون يحيى بن زكريا لم يهم بخطيئة ولم يعلمها".تخريجه:1 - رواه أحمد "بنحوه" (1/ 254، 320).من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس مرفوعاً.2 - وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 209) ونسبه لأحمد، وأبي يعلى، والبزار والطبراني وقال: وفيه علي بن زيد ضعفه الجمهور وقد وثق وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. =

(2/1038)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم روي من طريق ابن عباس ومن طريق الحسن.أما طريق ابن عباس فقد رواه أحمد وفيه علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة التيمي أبو الحسن البصري أصله من مكة.قال ابن سعد: كان كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به. وقال أحمد: ليس بالقوي وقد روى عنه الناس. وقال مرة: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بذاك بالقوي.وقال مرة: ضعيف في كل شيء. وقال مرة: ليس بذاك، وقال مرة: ليس بحجة، وقال مرة: ليس بشيء. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صالح الحديث وإلى اللين ما هو. وقال الجوزجاني. واهي الحديث ضعيف، وفيه ميل عن القصد لا يحتج بحديثه. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال أبو حاتم. ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به وكان يتشيع. وقال النسائي: ضعيف. وقال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. وقال الدارقطني: فيه لين. وقال ابن قانع: خلط في آخر عمره وترك حديثه روى له مسلم مقروناً بغيره. تهذيب التهذيب (7/ 322، 323، 324).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 37).وقال الذهبي في الضعفاء: حسن الحديث صاحب غرائب احتج به بعضهم.وقال أبو زرعة ليس بقوي وقال أحمد: ليس بشيء رقم (2926).وقال الهيثمي: ضعفه الجمهور وقد وثق مجمع الزوائد (8/ 209).الحكم على الحديث:قلت: مما مضى يتبين أن علي بن زيد حسن الحديث كما لخص حاله بذلك الذهبي. وكما هو قول أكثر العلماء. =

(2/1039)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= فيكون الحديث بهذا الإِسناد حسناً.كما أن علي بن زيد لم يتفرد بالحديث.فقد جاء الحديث عند الحاكم من طريق حماد بن سلمة، ويونس وحبيب وحميد عن الحسن مرفوعاً.وحماد بن سلمة ثقة كما في التقريب (1/ 197).فيكون الحديث صحيحاً -والله أعلم-.وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو بنحو حديث ابن عباس، والحسن.أورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه البزار ورجاله ثقات (8/ 209).كما أن للحديث شاهداً أيضاً عن عمرو بن العاص.رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي (2/ 373).

(2/1040)

عيسى عليه السلام437 - حديث زيد العمِّي: ولد عيسى يوم عاشوراء.قلت: إسناده واه (1).__________(1) هذا الحديث ورد هكذا في المستدرك وتلخيصه بدون سند.437 - المستدرك (2/ 593): حدثني علي بن محمد القاضي، ثنا الحسين بن محمد بن زياد، ثنا الحسين بن عمرو العنقزي، حدثني أبي، ثنا إسرائيل، عن جابر، عن زيد العمي، قال: ولد عيسى بن مريم يوم عاشوراء.تخريجه:أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (4/ 266).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (28) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1041)

438 - حديث وهب قال: النصارى تزعم أن الله توفى عيسى سبع ساعات ثم أحياه ... الحديث.قلت: فيه عبد المنعم وهو ساقط.__________438 - المستدرك (2/ 596): حدثنا الحسن بن محمد الأسفراييني، ثنا محمد بن أحمد البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: توفى الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من نهار حين رفعه إليه، والنصارى تزعم أنه توفاه سبع ساعات من النهار ثم أحياه. قال وهب: وزعمت النصارى أن مريم ولدت عيسى لمضي ثلاثمائة سنة وثلاث وستين من وقت ولادة الِإسكندر وزعموا أن مولد يحيى بن زكريا كان قبل مولد عيسى بستة أشهر وزعموا أن مريم حملت بعيسى ولها ثلاث عشر سنة وأن عيسى عاش إلى أن رفع ابن اثنين وثلاثين سنة وأن مريم بقيت بعد رفعه ست سنين فكان جميع عمرها ستاً وخمسين سنة وكان زكريا بن برخيا أبا يحيى بن زكريا زعموا ابن مائتين وأم مريم حامل بمريم فلما ولدت مريم كفلها زكريا بعد موت أمها بأن خالتها أخت أمها كانت عنده واسم أم مريم حنة بنت فاقوذ بن قيل.تخريجه:لم أجد من أخرجه.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد المنعم بن إدريس اليماني وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (412) وأنه يضع الحديث وخاصة ما رواه عن أبيه، عن وهب وهذا منها، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -والله أعلم-.

(2/1042)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

نبينا محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-

439 - حديث أبي ذر مرفوعاً: "الصلاة خير موضوع من شاء أقل، ومن شاء أكثر ... " الحديث.

قلت: فيه يحيى بن سعيد السعدي [البصري] (1) وليس بثقة.

__________

(1) في (أ) (المصري) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، واللسان (6/ 257).

439 - المستدرك (2/ 597): حدثنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري ببغداد، حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، حدثني يحيى بن سعيد السعدي البصري، حدثنا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد فاغتنمت خلوته فقال لي: "يا أبا ذر إن للمسجد تحية" قلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: "ركعتان" فركعتهما ثم التفت إلي. فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟ قال: "خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر" قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "الإِيمان بالله" ثم ذكر الحديث إلى أن قال: فقلت: يا رسول الله كم النبيون؟. قال: "مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي" قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: "ثلاثمائة وثلاثة عشر." وذكر باقي الحديث.

تخريجه:

1 - رواه ابن حبان في الضعفاء أورد طرفه الأول ثم قال: وذكر باقي =

(2/1043)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الحديث الطويل في وصية أبي ذر. (3/ 129) وقال: ليس من حديث ابن جريج، ولا عطاء، ولا عبيد بن عمير.

2 - ورواه ابن عدي في الكامل، ذكر طرفه الأول ثم قال وذكر باقي الحديث (ل 976) وقال: منكر.

3 - ورواه البيهقي "بلفظه" كتاب السير، باب: مبتدأ الخلق (9/ 4).

رووه من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر وهو طريق الحاكم.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبيهقي، وابن حبان يحيى بن سعيد القرشي العبشمي السعدي وقيل السعيدي. الشهيد.

قال العقيلي: لا يتابع على حديثه الطويل -حديث أبي ذر- وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وهو منكر من هذا الوجه. الميزان (4/ 377، 378)، اللسان (6/ 257، 258).

وقال ابن حبان: شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات وعن غيره من الثقات الملزقات لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد. المجروحين (3/ 129).

وأورده الذهبي في ديوان الضعفاء وذكر قول ابن حبان عنه (ت 4631).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن يحيى بن سعيد السعدي ضعيف جداً. فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.

قال ابن عدي: منكر.

وقال ابن حبان في الضعفاء: ليس من حديث ابن جريج، ولا عطاء، ولا عبيد بن عمير.

قال: وأشبه ما فيه رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر.

لكن قال الذهبي في الميزان: ذكر ابن حبان طرفاً من حديث أبي ذر ثم قال: وأشبه ما روى فيه حديث عبد الرحمن بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه، عن جده عن أبي إدريس، عن أبي ذر.

كذا قال: والصواب إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشاهم ابن جان فلم يصب. الميزان (4/ 378).

(2/1044)

440 - حديث أنس: بعث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- بعد ثمانية آلاف من الأنبياء (منهم) (1) أربعة آلاف من بني إسرائيل.

قلت: فيه إبراهيم بن مهاجر ويزيد الرقاشي وهما واهيان.

__________

(1) في (ب) (منه) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم المعنى.

440 - المستدرك (2/ 597): حدثنا أبو عون محمد بن أحمد بن ماهان الجزار بمكة، ثنا على الصفار، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ثمانية آلاف من الأنبياء، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.

تخريجه:

1 - أورده الهيثمي في المجمع (4/ 210) ونسبه للطبراني في الأوسط.

وقال: وفيه إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف ووثقه ابن معين، ويزيد الرقاشي وثق على ضعفه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم يزيد بن أبان، وإبراهيم بن مهاجر.

أولاً: يزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاص الزاهد وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (33) وأنه ضعيف.

ثانياً: إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي أبو إسحاق الكوفي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (195) وأنه صدوق لين الحفظ.

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن يزيد بن أبان ضعيف، وأن إبراهيم بن مهاجر صدوق لين الحفظ، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لضعف يزيد.

-والله أعلم-.

(2/1045)

441 - حديث أبي سعيد مرفوعاً "إني خاتم ألف نبي أو أكثر".

قلت: فيه مجالد وهو ضعيف.

__________

441 - المستدرك (2/ 597): حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو المثنى العنبري، ثنا يحيى بن معين، ثنا مروان بن معاوية، عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إني خاتم ألف نبي أو أكثر".

تخريجه:

1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 315) ونسبه للحاكم فقط (1/ 315).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام بن ذي مران بن شرحبيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم الهمداني أبو عمرو ويقال أبو سعيد الكوفي.

قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه. وكان ابن مهدي لا يروي عنه. وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئاً. وقال يحيى بن سعيد في نفسي منه شيئاً. وقال أيضاً لرجل يريد الذهاب إلى مجالد ليكتب عنه السيرة تكتب كذباً كثيراً. وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه. وقال مرة: ضعيف واهي الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. ووثقه مرة. وقال يعقوب بن سفيان: تكلم الناس فيه وهو صدوق. وقال الدارقطني: لا يعتبر به. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث. وقال العجلي: جائز الحديث. وقال البخاري: صدوق. روى له مسلم مقروناً بغيره. تهذيب التهذيب (10/ 39، 40، 41).

وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به. المجروحين (3/ 10). =

(2/1046)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وقال ابن حجر في التقريب: ليس بقوي وقد تغير في آخره (2/ 229).

وقال الذهبي في الضعفاء: قال أحمد: ليس بشيء. وقال غير واحد: ضعيف. (ت3546).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن مجالداً ضعيف، فيكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1047)

442 - حديث أنس مرفوعاً: "كان فيما خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى، ثم كنت بعده.

قلت: سنده واه.

__________

442 - المستدرك (2/ 598): حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، ثنا محمد بن ثابت، حدثنا معبد بن خالد الأنصاري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "كان فيما خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى بن مريم، ثم كنت أنا بعده".

تخريجه:

1 - رواه ابن عدي في الكامل "بنحوه" (ل772).

من طريق محمد بن ثابت. حدثنا معبد بن خالد الأنصاري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، به مرفوعاً. وهو طريق الحاكم.

2 - وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 211) ونسبه لأبي يعلى قال: وفيه محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف.

3 - وأورده ابن حجر في المطالب العالية ونسبه لأبي يعلى (3/ 270) وقال المعلق: قال الهيثمي: فيه محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف. وقال البوصيري: مداره على يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.

4 - وأورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 616).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن ثابت العبدي، ويزيد الرقاشي.

أولًا: يزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاص الزاهد وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (33) وأنه ضعيف.

ثانياً: محمد بن ثابت العبدي أبو عبد الله البصري.

قال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء. وقال عثمان الدارمي عن =

(2/1048)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين يكتب حديثه. وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه.

وقال الدوري عن ابن معين: ضعيف وقال: فقلت له: أليس قد قلت مرة ليس به بأس؟ قال: ما قلت هذا قط. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال العجلي، ومحمد بن سليمان الوليد: ثقة. تهذيب التهذيب (9/ 85).

وقال ابن حجر في التقريب: مقبول (2/ 149).

وقال الذهبي في الكاشف: قال غير واحد: ليس بالقوي (3/ 26).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن يزيد الرقاشي ضعيف، وأما محمد بن ثابت فقد اختلف فيه توثيقاً وتجريحاً فحديثه حسن. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً والحمل فيه على يزيد بن أبان الرقاشي -والله أعلم-.

(2/1049)

443 - حديث العرباض بن سارية سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إني [عند الله] (1) في أول الكتاب [لخاتم] (2) النبيين ... " الحديث.

قال: صحيح. قلت: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.

__________

(1) في (أ)، (ب) (عبد الله) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا مجمع الزوائد وغيره كما سيأتي في التخريج.

(2) في (أ)، (ب) (وخاتم) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا من المجمع وغيره ممن أخرج أو أورد الحديث.

443 - المستدرك (2/ 600): أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قلت لأبي اليمان، حدثك أبو بكر بن أبي مريم الغساني، عن سعيد بن سويد، عن العرباض بن سارية السلمي قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إني عند الله في أول الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنها خرج منها نور أضاءت له قصور الشام". قال: نعم.

تخريجه:

1 - رواه أحمد "بنحوه" (4/ 127، 128).

2 - ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد. كتاب علامات النبوة، باب: في أول أمره (ح2093).

3 - ورواه الحاكم "بنحوه" (2/ 418) وقال: صحيح الِإسناد ووافقه الذهبي.

4 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (18/ 252، 253، ح630).

رووه من طريق معاوية بن صالح. حدثني سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العرباض بن سارية به مرفوعاً. =

(2/1050)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من طريقين:

* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم المتعقب عليه وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (12) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.

* الطريق الثاني: ولم يتفرد ابن أبي مريم بالرواية عن سعيد بل تابعه معاوية بن صالح بن حدير الحمصي عند الحاكم وغيره وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (101) وأنه مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً فحديثه حسن، لكن مدار الطريقين على سعيد بن سويد.

قال البخاري: لا يتابع في حديثه، وذكره ابن حبان في الثقات.

الميزان (2/ 145)، اللسان (3/ 33).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث مداره في هذا الإِسناد على سعيد بن سويد، وقد قال البخاري عنه: لا يتابع على حديثه، أما ابن حبان فهو معروف بالتساهل في التوثيق، فعليه يكون الحديث ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1051)

444 - حديث ابن عباس عن أبيه قال عبد المطلب: قدمنا اليمن في رحلة الشتاء [فنزلنا] (1) على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة ... الحديث.قلت: فيه يعقوب بن محمد الزهري. حدثنا عبد العزيز بن عمران وهما ضعيفان.__________(1) في (أ)، (ب) (فنزلت) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يدل باقي الحديث.444 - المستدرك (2/ 601): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ثنا هاشم بن مرشد الطبراني، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي عون، عن المسور بن مخرمة، عن ابن عباس، عن أبيه قال: قال عبد المطلب: قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود، فقال لي رجل من أهل الزبور: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة. قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال: أشهد أن في إحدى يديك مُلْكاً وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك. فقلت: لا أدري. قال: هل لك من شاعة. قال: قلت وما الشاعة. قال: زوجة. قلت: أما اليوم فلا. قال: إذا قدمت فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه.تخريجه:1 - أورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني عن العباس وقال: فيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك (8/ 230، 231). =

(2/1052)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم يعقوب بن محمد الزهري، وعبد العزيز بن عمران.أولاً: عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (415) وأنه متروك الحديث.ثانياً: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أبو يوسف الزهري، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (220) وأنه ضعيف.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عبد العزيز بن عمران متروك، وأن يعقوب بن محمد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً والحمل فيه على عبد العزيز بن عمران -والله أعلم-.

(2/1053)

445 - حديث "وهل ترك لنا عقيل من رباع".أخرجه وقد أخرجاه (1).__________(1) هذا التعقب من الذهبي، لأنه مذكور في التلخيص وليس فيه لفظة قلت أيضاً.445 - المستدرك (2/ 602): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا بحر بن نصر الخولاني، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن يزيد، عن ابن شهاب، أخبرني علي بن الحسين أن عمرو بن عثمان أخبره، عن أسامة بن زيد أنه قال: يا رسول الله، أتنزل في دارك بمكة؟ قال: "وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور" وكان عقيل ورث أبا طالب، ولم يرثه علي، لأنهما كانا مسلمين.تخريجه:1 - رواه البخاري هكذا:عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أنه قال: يا رسول الله: أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك عقيل من رباع أو دور؟ " وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه جعفر، ولا علي -رضي الله عنهما- شيئاً لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين فكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: لا يرث المؤمن الكافر.صحيح البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب الحج- 44 باب: توريث دور مكة وبيعها وشرائها (3/ 450)، (ح1588).2 - ورواه مسلم هكذا.عن أسامة بن زيد بن حارثة أنه قال: يا رسول الله: أتنزل في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟ " وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرث جعفر، ولا على شيئاً لأنهما كانا مسلمين. وكان عقيل وطالب كافرين.كتاب الحج- 80 باب: النزول بمكة للحاج وتوريث دورها (2/ 984)، (ح439).روياه من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- وهو طريق الحاكم.

(2/1054)

446 - قال الحاكم: وقد تواترت الأخبار أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولد مسروراً مختوناً.قلت: ما أعلم صحة ذلك فكيف يكون متواتراً.__________446 - المستدرك (2/ 602): أورده الحاكم بدون سند حيث قال: (وقد توارتت الأخبار ... إلخ).تخريجه:1 - رواه الطبراني في الصغير "بنحوه" (2/ 59) مختصراً على ذكر الختان وقال: تفرد به سفيان بن محمد الفزاري.من طريق هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك به مرفوعاً.2 - ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بنحوه" (ص110) مختصراً على ذكر الختان.من طريق نوح بن محمد الأيلي. قال: حدثنا الحسن بن عرفة. قال: حدثنا هشيم بن بشير عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس به مرفوعاً.3 - ورواه أبو نعيم "بنحوه" موقوفاً على ابن عباس (ص110، 111).من طريق يونس بن عطاء. قال: حدثني الحكم بن أبان. قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس به موقوفاً.4 - وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني في الصغير والأوسط وقال: فيه سفيان بن الفزاري وهو متهم به (8/ 224).5 - وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة نوح بن محمد الأيلي وقال: روى عن الحسن بن عرفة حديثاً شبه موضوع (4/ 279).وقد أورد الحافظ ابن حجر الحديث في اللسان وذكر قول الذهبي ثم قال عن رواته: كلهم ثقات، إلا نوح فلم أجد من وثقه. وقد أورد هذا الحديث الحافظ ضياء الدين في المختارة من هذا الوجه ومقتضاه على طريقته أنه حديث حسن (6/ 174، 175). =

(2/1055)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= دراسة الِإسناد:لم يبين الحاكم الطريق التي روى الحديث منها، ولكنه اكتفى بقوله: قد تواتر.وقد روي عند غيره من طرق.* الطريق الأول: وهو طريق الطبراني في الصغير والأوسط وفيه سفيان بن محمد الفزاري.قال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويسوي الأسانيد. وقال ابن أبي حاتم: تركه أبي وأبو زرعة، وقال أبي: هو ضعيف الحديث.وقال الحاكم: روي عن ابن وهب وابن عيينة أحاديث موضوعة. وقال صالح جزرة: ليس بشيء. وقال الدارقطني: كان ضعيفاً سيء الحال في الحديث. وقال مرة: لا شيء.وقال ابن عدي أيضاً: ليس من الثقات وله أحاديث لا يتابعه عليها الثقات وفيها موضوعات. الميزان (2/ 172)، اللسان (3/ 54، 55).* الطريق الثاني: وفيه نوح بن محمد الأيلي عند أبي نعيم.قال الذهبي: روى حديثاً شبه موضوع -وهو الحديث الذي معنا-.وقال الحافظ ابن حجر: -بعد أن ساق الحديث- رواته ثقات إلا نوح فلم أجد من وثقه، ثم ذكر أن الضياء ذكره في المختارة ومقتضاه على طريقته أنه حسن. وقد سبق ذكر هذا عن الذهبي وابن حجر. في التخريج.* الطريق الثالث: وقد جاء الحديث عن ابن عباس عند أبي نعيم وفيه يونس بن عطاء الصدائي.قال ابن حبان: يروي العجائب لا يجوز الاحتجاج بخبره. وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش: روي عن حميد الطويل الموضوعات، وكذا قال أبو نعيم.الميزان (4/ 482)، اللسان (6/ 333).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن على هذه الطرق شديدة الضعف، فيكون الحديث بهذه الأسانيد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/1056)

447 - حديث ابن عباس: أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولد يوم الفيل.قال: تفرد به حميد بن الربيع. قلت: وهو واه (1).__________(1) هذا الحديث مع التعقب عليه ليس في التلخيص والظاهر أنه سقط من المطبوع بدلالة أن التعقب للذهبي كما هو اصطلاح ابن الملقن.447 - المستدرك (2/ 603): (حدثنا) أبو سعيد أحمد بن محمد الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا أبي، حدثنا حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الفيل.تخريجه:لم أجد من أخرج الحديث، ولكن الذي ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد عام الفيل. واختلف في اليوم الذي ولد فيه من الفيل كما سيأتي. فقد رواه أبو نعيم في دلائل النبوة عن قباث بن أشيم -رضي الله عنه- (ص100) وروى أن ولادته عام الفيل أيضاً ابن كثير في البداية والنهاية من طرق. (2/ 260، 261).دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم: تفرد به حميد بن الربيع وقال الذهبي: واه.قلت: حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن شحيم أبو الحسن اللخمي الخراز الكوفي، قد سبق بيان حاله عند حديث رقم (299) وأنه ضعيف، لكن الراوي عنه هنا ابنه حسين بن حميد الربيع وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد موضوعاً.ومما يؤيد أن الحديث غير صحيح ما ذكره ابن كثير في تاريخه حيث قال: والمقصود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولد عام الفيل على قول الجمهور فقيل: بعده بشهر، وقيل: بأربعين يوماً، وقيل: بخمسين يوماً.وقيل: خمسة وخمسين. وقيل: غير ذلك. البداية والنهاية لابن كثير (2/ 262) فلم يذكر ابن كثير أحداً قال: بأنه ولد يوم الفيل -والله أعلم-.

(2/1057)

448 - حديث جابر: صعد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على المنبر ثم قال: "من أنا"؟ قلنا: رسول الله. قال: "نعم، ولكن من أنا"؟ قلنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ... الحديث.قال: صحيح. قلت: لا والله فيه عبد بن إسحاق ضعفه غير واحد ومشاه أبو حاتم. حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن عقيل وهو متروك تالف (1).__________(1) في التلخيص قال: (قلت: لا والله القاسم متروك تالف وعبيد ضعفه غير واحد ومشاه أبو حاتم).448 - المستدرك (2/ 604، 605): حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، ثنا عبيد بن إسحاق العطار، حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل، حدثني أبي، عن جابر بن عبد الله قال: صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "من أنا"؟ قلنا: رسول الله. قال: "نعم، ولكن من أنا"؟ قلنا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.قال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر".تخريجه:1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط عن جابر (1/ 326).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبيد بن إسحاق، والقاسم بن محمد بن عبد الله.أولًا: القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي الطالبي.قال أبو حاتم: متروك. وقال أحمد: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: أحاديثه منكرة. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال ابن عدي: روى عن جده =

(2/1058)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= أحاديث غير محفوظة، وذكره ابن حبان في الثقات. الميزان (3/ 379)، اللسان (4/ 465).ثانياً: عبيد بن إسحاق العطار، ويقال له: عطار المطلقات.ضعفه يحيى. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال الأزدي: متروك الحديث.وقال الدارقطني: ضعيف، وأما أبو حاتم فرضية. وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر ولفظ أبي حاتم: ما رأينا إلا خيراً، وما كان بذاك الثبت، في حديثه بعض الِإنكار. وقال النسائي: متروك الحديث، وذكره العقيلي وابن شاهين في الضعفاء، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب. وقال ابن الجارود: يعرف بعطار المطلقات، والأحاديث التي يحدث بها باطلة.وقال البخاري: منكر الحديث. الميزان (3/ 18)، اللسان (4/ 117، 118).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن القاسم متروك، وأما عبيد بن إسحاق فإنه ضعيف، عليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً والحمل فيه على القاسم بن محمد. إلا أن طرف الحديث الأخير وهو قوله: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر".قد رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة في حديث طويل.كتاب الفضائل- 2 باب: تفضيل نبينا- صلى الله عليه وسلم- على جميع الخلائق (4/ 1782)، (ح3).لكن طريق الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.

(2/1059)

449 - حديث جابر: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- لا يضحك إلا تبسماً.قال: صحيح. قلت: فيه حجاج بن أرطاة وهو لين الحديث.__________449 - المستدرك (2/ 606): أخبرني أبو سعيد الأخمسي، ثنا الحسين بن حميد، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا حجاج، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- لا يضحك إلا تبسماً، وكان في سياقه حموشة، وكنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل.تخريجه:1 - رواه ابن أبي شيبة "بنحوه" كتاب الفضائل (11/ 513، 514)، (ح11855) من طريق عباد بن العوام، عن حجاج، عن سماك، عن جابر بن عبد الله به.2 - ورواه أحمد "بلفظ مقارب" (5/ 97، 105).من طريق عبد الله. قال: حدثني شجاع بن مخلد أبو الفضل. حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة به.3 - ورواه الترمذي "بلفظ مقارب" كتاب المناقب- 12 باب: في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (5/ 603)، (ح3645).قال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا عباد بن العوام. أخبرنا الحجاج عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة به وقال عنه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه صحيح.دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بحجاج بن أرطاة. وهو في سند الحاكم وغيره.وحجاج هو ابن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل النخعي أبو أرطاة الكوفي القاضي. =

(2/1060)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال الثوري: عليكم به فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه.وقال العجلي: كان فقيهاً وكان أحد مفتي الكوفة، وكان فيه تيه، وكان يقول: أهلكني حب الشرف، وكان جائز الحديث إلا أنه صاحب إرسال وكان يدلس.وقال أبو طالب عن أحمد: كان من الحفاظ، قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة. وقال ابن معين: صدوق ليس بالقوي يدلس عن عمرو بن شعيب. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه، وأما إذا قال: حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وغيره، وربما أخطأ في بعض الروايات فأما أن يتعمد الكذب فلا وهو ممن يكتب حديثه. وقال البزار: كان حافظاً مدلساً وكان معجباً بنفسه. تهذيب التهذيب (2/ 196، 197، 198).وقال ابن حجر في التقريب: أحد الفقهاء، صدوق كثير الخطأ والتدليس (1/ 125).وقال الذهبي في الكاشف: أحد الأعلام على لين فيه. قال الثوري: ما بقي أحد أعلم منه. وقال حماد بن زيد: كان أفهم لحديثه من سفيان. وقال أحمد: كان من حفاظ الحديث. وقال القطان: هو وابن إسحاق عندي سواء. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس، فإذا قال حدثنا فهو صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي (1/ 205).وقد عده ابن حجر في الطبقة الرابعة الذين لا يقبل منهم إلا ما صرحوا بسماعه طبقات المدلسين (ص19).قلت: وفي سند الحديث أيضاً عند الحاكم الحسين بن حميد بن الربيع وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب. =

(2/1061)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم موضوع، لأن فيه الحسين بن حميد وهو كذاب، إلا أن الحديث جاء من طرق أخرى كما عند الترمذي وأحمد، لكن مدارها على حجاج بن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس كما لخص حاله بذلك ابن حجر وفي هذا الحديث لم يصرح بالسماع. فعليه يكون الحديث بإسناد أحمد والترمذي ضعيفاً لعنعنة المدلس وأما تصحيح الترمذي فلعله لشواهد عنده -والله أعلم-.

(2/1062)

450 - حديث [حريز] (1) قال: قلت لعبد الله بن بشر: رأيت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- أكان شيخاً؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض.قال: صحيح ولم يخرجاه. قلت: ذا من ثلاثيات البخاري.__________(1) في (أ)، (ب) (جرير) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (2/ 237).450 - المستدرك (2/ 607): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا علي بن عياش، ثنا حريز بن عثمان، قلت لعبد الله بن بشر السلمي: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان شيخاً، قال: كان في عنفقته شعرات بيض.تخريجه:أخرجه البخاري هكذا قال: حدثنا عصام بن خالد. حدثنا حريز بن عثمان أنه سأل عبد الله بن بشر صاحب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: أرأيت النبي -صلى الله عليه وسلَّم- كان شيخاً؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض. صحيح البخاري بشرحه فتح الباري، كتاب المناقب- 23 باب صفة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- (6/ 564)، (ح3546).فعليه يكون تعقب الذهبي في محله -والله أعلم-.

(2/1063)

451 - حديث علي كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- فرس يقال له: المرتجز ... الحديث.قلت: فيه [حبان] (1) بن علي ضعفوه.__________(1) في (أ) (حبان) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.451 - المستدرك (2/ 608): (حدثنا) أحمد بن يحيى المقرىء بالكوفة، ثنا عبد الله بن غنام، ثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، ثنا حبان بن علي، عن إدريس الأودي، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن علي قال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرس يقال له: المرتجز، وناقته القصوى، وبغلته دلدل، وحماره عفير، ودرعه الفضول، وسيفه ذو الفقار.تخريجه:أورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم والبيهقي عن علي وسكت عنه (2/ 355).وكذا سكت عنه المناوي في الفيض (5/ 173)، لكن الألباني قال في ضعيف الجامع: ضعيف (4/ 206).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم حبان بن علي العنزي الكوفي.قال ابن معين: صدوق. وقال مرة: فيه ضعف. وقال مرة: ليس به بأس.وقال مرة: ليس حديثه بشيء. وقال أبو داود: لا أحدث عنه. وقال عبد الله بن علي بن المديني سألت أبي عنه فضعفه، وقال: لا أكتب حديثه.وقال محمد بن عبد الله بن نمير: في حديثهما غلط. وقال أبو زرعة: لين.وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال البخاري: ليس عندهم بالقوي. وقال ابن سعد، والنسائي: ضعيف. وقال الدارقطني: متروك.وقال مرة: ضعيف ويخرج حديثه. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة وعامة حديثه إفرادات وغرائب وهو ممن يحتمل حديثه ويكتب. وقال أبو بكر الخطيب: كان صالحاً ديناً. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان يتشيع. =

(2/1064)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال العجلي: كوفي صدوق. وقال الجوزجاني: واهي الحديث. وقال البزار: صالح. وقال ابن قانع: ضعيف. وقال ابن ماكولا: ضعيف الحديث. تهذيب التهذيب (2/ 173، 174).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف وكان له فقه وفضل (1/ 147).وقال الذهبي في الكاشف: فقيه صالح الحديث (1/ 201).وقال في الضعفاء: ضعفوه رقم (817).وقال في الميزان -بعد أن ذكر أقوال العلماء- قلت: لكنه لم يترك (1/ 449).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن حبان الظاهر من أقوال العلماء أنه ضعيف، وقد لخص حاله بذلك ابن حجر وكذا الذهبي هنا في الضعفاء، ولكنه خالف ذلك في الكاشف والميزان، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

(2/1065)

452 - حديث قباث بن أُشَيْم الكناني قال: تنبأ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- على رأس أربعين من الفيل.قال: صحيح. قلت: فيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو واه.__________452 - المستدرك (2/ 610): أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، ثنا جدي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، ثنا الزبير بن موسى، عن أبي الحويرث، عن قباث بن أُشَيْم الكناني ثم الليثي قال: تنبأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأس أربعين من الفيل.تخريجه:1 - رواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بلفظة" لكنه بعضاً من حديث طويل يتضمن لفظ الحاكم (ص100) باب: ما جرى على أصحاب الفيل عام مولده -صلى الله عليه وسلم-.2 - ورواه البيهقي في الدلائل "بنحوه" بعضاً من حديث يتضمن لفظ الحاكم نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 261، 262) باب: مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.روياه من طريق عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، عن الزبير بن موسى، عن أبي الحويرث، عن قباث بن أُشَيْم الليثي. وهو طريق الحاكم.دراسة الإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (415) وأنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً. =

(2/1066)

453 - حديث ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن المسيب، عن ابن عباس.أوحى الله تعالى، إلى عيسى أن آمن بمحمد، ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ... الحديث.قال: صحيح. قلت: أظنه موضوعاً على سعيد.__________453 - المستدرك (2/ 614، 615): حدثنا علي بن حمشاذ العدل إملاء، حدثنا هارون بن العباس الهاشمي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا عمرو بن أوس الأنصاري، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى عيسى- عليه السلام- (يا عيسى آمن بمحمد وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن).تخريجه:1 - أورده الذهبي في الميزان (3/ 246)، والحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 354) ونسباه للحاكم فقط.2 - وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 297، 298)، (ح280) وقال: لا أصل له مرفوعاً ونسبه للحاكم.دراسة الِإسناد:هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: أظنه موضوعاً على سعيد.قلت: قال الألباني: والمتهم به الراوي عنه عمرو بن أوس الأنصاري.قال الذهبي في الميزان: يجهل حاله وأتى بخبر منكر أخرجه الحاكم في مستدركه وأظنه موضوعاً وهو حديث ابن عباس هذا. وقال في كتاب الفضائل -بعد قول الحاكم: صحيح- قلت: كلا والله ما تفوه به ابن أبي عروبة. =

(2/1067)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= من رسالة صغيرة خرجت بها الأحاديث الموضوعة من كتاب الفضائل لأبي عبد الله الذهبي (ص1).وقد أورد الحافظ ابن حجر ترجمة عمرو بن أوس وذكر الحديث وأقر الذهبي على أنه موضوع. اللسان (4/ 354).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عمرو بن أوس مجهول وقد أتى بهذا الخبر المنكر وقد اتفق: الذهبي، وابن حجر، والألباني على أن الحديث موضوع -والله أعلم.

(2/1068)

454 - حديث عمر مرفوعاً: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ... " الحديث.قال: صحيح. قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن بن [زيد] (1) بن أسلم المذكور في إسناده واه.قال الحاكم: وهو أول حديث ذكرته له في هذا الكتاب.[قلت] (2): وفيه عبد الله بن [مسلم] (3) الفهري ولا أدري من هو.__________(1) في (أ) (يزيد) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه، والتقريب فقد غفرت لك. ولولا محمد ما خلقتك) ".(2) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص.(3) في (أ)، (ب) (مسيلمة) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، واللسان (3/ 359).454 - المستدرك (2/ 615): حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل، ثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري، حدثنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله: (يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟) قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: (صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) ".تخريجه:1 - أورده الألباني في سلسلة الضعيفة ونسبه للحاكم، وابن عساكر =

(2/1069)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= (2/ 323، 2) والبيهقي في الدلائل باب: ما جاء فيما تحدث به -صلى الله عليه وسلم- بنعمة ربه.من طريق أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري. حدثنا إسماعيل بن سلمة. أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده عن عمر بن الخطاب مرفوعاً.وقال الألباني: موضوع (1/ 38)، (ح25).2 - ورواه الطبراني في الصغير "بنحوه" (2/ 82، 83) وقال: لم يرو عن عمرو إلا بهذا الِإسناد تفرد به أحمد بن سعيد.رواه من طريق أحمد بن سعيد المدني الفهري. حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- به مرفوعاً.3 - وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني في الصغير والأوسط وقال: وفيه من لم أعرفهم (8/ 253).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد الله بن مسلم الفهري.أولًا: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني.قال أحمد: ضعيف. وقال مرة: ضعيف وروي حديثاً منكراً -قلت: الظاهر أنه هذا الحديث- وقال يحيى: ليس حديثه بشيء. وقال البخاري: وأبو حاتم: ضعفه علي بن المديني جداً. وقال أبو داود: ضعيف. وقال: أنا لا أحدث عن عبد الرحمن. وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً. وقال ابن عدي في له أحاديث حسان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم، وهو ممن يكتب حديثه. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً جداً.وقال ابن خزيمة: ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه. وقال الحاكم، وأبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة. وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه (6/ 177، 178، 179). =

(2/1070)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك. الضعفاء (2/ 57).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 480).وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (2/ 164).وقال في ديوان الضعفاء: ضعفه أحمد بن حنبل والدارقطني (ت2446).ثانياً: عبد الله بن مسلم أبو الحارث الفهري.قال الذهبي في الميزان: عبد الله بن مسلم أبو الحارث الفهري روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبراً باطلًا فيه: يا آدم لولا محمد ما خلقتك. رواه البيهقي في دلائل النبوة -وهو الحديث الذي معنا- (2/ 504).وقال الحافظ ابن حجر في اللسان: قلت: لا أستبعد أن يكون هو الذي قبله فإنه من طبقته.قلت: والذي قبله هو عبد الله بن مسلم بن رشيد. وذكره ابن حبان متهماً بوضع الحديث وقال: حدثنا عنه جماعة. يضع على الليث ومالك وابن لهيعة لا يحل كتب حديثه. وبقية كلام ابن حبان وهذا شيخ لا يعرفه أصحابنا وإنما ذكرته لئلا يحتج به أحد من أصحاب الرأي، لأنهم كتبوا عنه فيتوهم من لم يتبحر في العلم أنه ثقة وهو الذي روى عن ابن هدبة نسخة كأنها معمولة الميزان (2/ 503، 504)، اللسان (3/ 359،360)، الضعفاء لابن حبان (2/ 44).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الرحمن بن زيد ضعيف. وأما عبد الله بن مسلم فالظاهر أنه ابن رشيد متهم بوضع الحديث، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً.لكن عبد الله بن مسلم لم يتفرد بالحديث بل جاء الحديث من طريق آخر عند الطبراني. =

(2/1071)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.لكن الحديث قال عنه الذهبي هنا: موضوع. وقال في الفضائل له: أظنه موضوعاً. وقال في الميزان: خبر باطل ووافقه الحافظ في اللسان.وقال شيخ الِإسلام ابن تيمية في القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة (ص69): ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه فإنه نفسه قد قال في كتاب المدخل: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روي عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفي على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه. وقال الألباني: قلت: ولعل هذا الحديث من الأحاديث التي أصلها موقوف ومن الِإسرائيليات أخطأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فرفعها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. السلسلة الضعيفة (1/ 40).فالذي يظهر من على ما تقدم من أقوال العلماء أن الحديث موضوع -والله أعلم-.

(2/1072)

455 - حديث ابن عباس يرفعه كان إذا جاءه جبريل فقال: بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة.قال: صحيح. قلت: لا. قال جامعه: سببه أن فيه [المثنى] (1) بن الصباح (2).__________(1) في (أ)، (ب) (المعلى) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) هذا الحديث قد سبق تخريجه ودراسة إسناده وهو حديث رقم (43) وقد كرره الحاكم وتبعه في ذلك الذهبي، وابن الملقن هنا، وإلا فالحاكم قد رواه في كتاب الصلاة (1/ 231) من نفس طريقه هنا وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: مثنى. قال النسائي: متروك، وقد تبين من خلال دراستي لمثنى أنه ضعيف، وأن الحديث بهذا الِإسناد ضعيف، لكن له طريقاً آخر صحيحاً على شرط الشيخين، فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.455 - المستدرك (2/ 611): أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا علي بن حكيم، ثنا معتمر بن سليمان، عن مثنى بن الصباح، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا نزل جبريل -عليه السلام-، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة.

(2/1073)

456 - حديث أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- ... الحديث بطوله.قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: أظنه موضوعاً وبعضه باطل.__________456 - المستدرك (2/ 615، 616): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا قراد أبو نوح، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحولوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال وهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش وما علمك بذلك قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ولا تسجد إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاماً ثم أتاهم وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رعية الِإبل قال: فأرسلوا إليه. فأقبل وعليه غمامة تظله. قال: انظروا إليه غمامة تظله. فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة مال عليه. فبينما هو قائم عليه وهو يناشدهم أن لا تذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم. قالوا: جئنا فإن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا بعثنا إلى طريقه هذا. فقال لهم الراهب: هل خلفتم خلفكم أحداً هو خير منكم. قالوا: لا، قالوا: إنما =

(2/1074)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا. قال: أفرأيتم أمراً أراده الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه. قال: فأتاهم الراهب فقال: أنشدكم الله أيكم وليه. قال أبو طالب: فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالًا وزوده الراهب من الكعك والزيت.تخريجه:1 - رواه ابن أبي شيبة في مصنفه "بنحوه" كتاب الفضائل (11/ 479)، (ح11782).2 - ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بنحوه" (ص129، 130، 131).3 - ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب المناقب، باب: ما جاء في بدء نبوته -صلَّى الله عليه وسلم- (5/ 590)، (ح3620).رووه من طريق عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح -قراد- أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، وهو طريق الحاكم.وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.دراسة الِإسناد:هذا الحديث. قال عنه الحاكم صحيح على شرط البخاري ومسلم.وقال الذهبي: قلت: أظنه موضوعاً وبعضه باطل.لكنه قال في كتاب الفضائل -من رسالة صغيرة خرجت من كتاب الفضائل للذهبي-: صححه الحاكم وأنا أحسبه غير صحيح، فإن فيه ما يعلم بطلانه وهو قوله: وبعث معه أبو بكر بلالًا وزوده من الكعك والزيت.فأبو بكر كان إذ ذاك أصغر من النبي -صلى الله عليه وسلم-. وكان صبياً. وكان بلال لم يولد بعد (ص2).قلت: أما من ناحية الِإسناد فإني لم أجد في إسناد الترمذي إلا يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبا إسرائيل الكوفي. وهو صدوق يهم قليلاً كما في التقريب (2/ 384). =

(2/1075)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بهذا الِإسناد حسن لأن فيه يونس وهو صدوق. وقد حسنه الترمذي كما سبق. كما سبق أيضاً قول الذهبي في كتاب الفضائل السابق ذكره، وأنا أحسبه موضوعاً ... إلخ فإن فيه ما يدل على عدوله عن هذا القول. وقد يكون ما ذكره الذهبي قاصداً به الموضعين المنكرين.

(2/1076)

457 - حديث أنس كنا مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في سفر فنزلنا منزلًا فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة ... الحديث.قال: صحيح. قلت: بل موضوع قبح الله من وضعه وما كنت أحسب ولا أجوز الجهل يبلغ [با] (1) لحاكم إلى أن يصحح مثل هذا وآفته إما من محمد بن يزيد العلوي، وأما من عبدان بن سيار فأحدهما افتراه.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص وعليه تستقيم العبارة.457 - المستدرك (2/ 617): حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني ببخارى، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا عبدان بن سيار، حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي، حدثنا يزيد بن يزيد البلوي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فنزلنا منزلًا، فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمه محمد المرحومة المغفورة المثاب لها، قال: فأشرفت على الوادي فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فقال لي: من أنت؟ قال: قلت أنس بن مالك خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: أين هو؟. قلت: هو ذا يسمع كلامك. قال: فأته واقرأه مني السلام، وقل له: أخوك إلياس يقرئك السلام، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فجاء حتى لقيه، فعانقه، وسلم عليه، ثم قعدا يتحدثان. فقال له: يا رسول الله إني إنما آكل في كل سنة يوماً، وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس. فأكلا وأطعماني وصلينا العصر ثم ودعه ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء. =

(2/1077)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= تخريجه:1 - رواه البيهقي في الدلائل "بلفظ مقارب" نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 338) من طريق الحاكم.وقال ابن كثير: قد كفانا البيهقي أمره -يعني هذا الحديث- وقال: -يعني البيهقي- هذا حديث ضعيف بمرة والعجيب أن الحاكم أبا عبد الله النيسابوري أخرجه في مستدركه على الصحيحين وهذا مما يستدرك به على المستدرك فإنه حديث موضوع مخالف للأحاديث الصحاح من وجوه. ثم ذكر بعض الوجوه الدالة على بطلان هذا الحديث وأنه معارض للأحاديث الثابتة في الصحيحين.2 - وأورده الكناني في تنزيه الشريعة "بنحوه" (1/ 236) كتاب الأنبياء والقدماء (ح20) ونسبه لابن أبي الدنيا وقال: فيه يزيد البلوي الموصلي، وأبو إسحاق الجرشي ولا يعرفان.- وكذا أورده السيوطي في اللآليء المصنوعة ونسبه لابن أبي الدنيا وذكر أنه رواه من طريق يزيد بن يزيد. حدثنا أبو إسحاق الجرشي، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس به (1/ 168، 169).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم يزيد بن يزيد، وعبدان بن سيار.أولًا: قال الذهبي: يزيد بن يزيد البلوي الموصلي عن أبي إسحاق الفزاري بحديث باطل أخرجه الحاكم في مستدركه -وهو حديث أنس هذا- وقال: فما استحى الحاكم من الله أن يصحح مثل هذا.وكذا أورده الحافظ في اللسان ووافق الذهبي على قوله.الميزان (4/ 441)، اللسان (6/ 295، 296).ثانياً: قال الذهبي: عبدان بن سيار عن أحمد بن البرقي خبراً موضوعاً.لا أعرفه.قال ابن حجر: والخبر المذكور أورده الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن يزيد البلوي. =

(2/1078)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال الذهبي في التلخيص: آفته من البلوى أو عبدان.الميزان (2/ 685)، اللسان (4/ 94).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أن الحديث بهذا الإسناد موضوع.كما نسب الحديث أيضاً لابن عساكر عن واثلة بن الأسقع كما في كنز العمال وقال: هذا حديث منكر ليس بالقوي (15/ 14، 16، 17).وكذا أورده ابن كثير في البداية والنهاية من رواية واثلة بن الأسقع وقال: وهذا موضوع (1/ 338، 339).وقد نسبه الكناني أيضاً لابن شاهين من طريق خير بن عرفة وقال: مجهول تنزيه الشريعة (1/ 236).

(2/1079)

458 - حديث سالم عن أبيه قال. كنا جلوساً عند رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذ دخل أعرابي جهوري بدوي على ناقة حمراء، فأناخ بباب المسجد فسلم [فقالوا] (1): يا رسول الله إن الناقة سرقت ... الحديث.قال: رواته ثقات، ويحيى بن عبد الله المصري لست أعرفه بتعديل ولا جرح.قلت: هو الذي اختلقه، والخبر كذب.__________(1) في (أ)، (ب) (فقال) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يدل بقية الحديث.458 - المستدرك (2/ 619، 620): حدثني أبو محمد الحسن بن إبراهيم الأسلمي الفارسي -من أصل كتابه- ثنا جعفر بن درستويه، ثنا اليمان بن سعيد المصيصي، ثنا يحيى بن عبد الله المصري، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر قال: كنا جلوساً حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ دخل أعرابي جهوري بدوي يماني على ناقة حمراء فأناخ بباب المسجد فدخل، فسلم ثم قعد فلما قضى نحبه.قالوا: يا رسول الله إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة. قال: "أثم بينة؟ ".قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "يا علي، خذ حق الله من الأعرابي، إن قامت عليه البينة وإن لم تقم فرده إلي" قال: فأطرق الأعرابي ساعة. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قم يا أعرابي لأمر الله وإلا فادل بحجتك". فقالت الناقة من خلف الباب: والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله، إن هذا ما سرقني، ولا ملكني أحد سواه. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك، ما الذي قلت؟ " قال: قلت: اللهم إنك لست برب استحدثناك ولا معك إله أعانك على خلقنا ولا معك رب فنشك في ربوبيتك، أنت ربنا كما نقول وفوق ما يقول القائلون، أسألك أن تصلي على محمد وأن تبرأني ببراءتي. فقال له =

(2/1080)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك فأكثر الصلاة علي".تخريجه:قال الذهبي في الميزان عند ترجمة يحيى بن عبد الله: ذكر حديثاً باطلًا بيقين فلعله افتراه.وقال الحافظ في اللسان: والحديث المذكور أورده الحاكم في المستدرك في علامات النبوة وهو من طريق اليمان بن سعيد المصيصي، عن يحيى، عن عبد الرزاق، عن موسى الزهري، عن سالم، عن أبيه. قال: وهذا موضوع على الإِسناد المذكور.ونسبه الحافظ ابن حجر أيضاً للطبراني في الدعاء من طريق سعيد بن موسى الأزدي الحمصي، عن الثوري، عن عمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- فذكر نحوه بطوله وقال: وسعيد: تقدم أنه متهم بالوضع الميزان (4/ 390)، اللسان (6/ 265).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم يحيى بن عبد الله شيخ مصري. وقد سبق قول الذهبي من أنه أتى بخبر باطل ووافقه الحافظ في اللسان على أنه موضوع.وقد جاء الحديث من طريق آخر عند الطبراني كما نسبه له الحافظ في اللسان لكن قال: فيه سعيد بن موسى متهم.الحكم على الحديث.قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أن يحيى بن عبد الله يضع الحديث فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً، وكذا الطريق الثاني فإنه موضوع.وقد أورد الحديث الذهبي في الفضائل وقال بعد قول الحاكم -يحيى لا أعرفه-: قلت: هو الذي وضعه هذا لا نجاه الله. وذلك نقلًا عن رسالة صغيرة خرجت فيها موضوعات من الفضائل للذهبي (ص3). =

(2/1081)

459 - حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: كان فلان يجلس إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فإذا تكلم النبي -صلى الله عليه وسلَّم- بشيء اختلج بوجهه فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كن كذلك" فلم يزل يختلج حتى مات.قال: صحيح. قلت: فيه ضرار بن [صرد] (1) وهو واه.__________(1) في (أ) (ضرد) بالضاء المعجمة وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.459 - المستدرك (2/ 621): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، ثنا ضرار بن صرد، حدثنا عائذ بن حبيب، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله المزني، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: كان فلان يجلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بشيء اختلج بوجهه، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كن كذلك". فلم يزل يختلج حتى مات.تخريجه:1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه لأبي نعيم، وابن عساكر (2/ 557).دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم ضرار بن صرد التيمي أبو نعيم الطحان الكوفي.قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت يحيى بن معين يقول: بالكوفة كذابان. أبو نعيم النخعي، وأبو نعيم ضرار بن صرد. وقال البخاري، والنسائي: متروك الحديث. وقال حسين بن محمد القبابي: تركوه. وقال أبو حاتم: صدوق صاحب قرآن وفرائض يكتب حديثه ولا يحتج به روى حديثاً في فضيلة بعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة. وقال الدارقطني: ضعيف. =

(2/1082)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقال ابن عدي: هو من المعروفين بالكوفة وله أحاديث كثيرة وهو من جملة من ينسب إلى التشيع بالكوفة. وقال الساجي: عنده مناكير. وقال ابن قانع: ضعيف. تهذيب التهذيب (4/ 456).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام وخطىء ورمي بالتشيع وكان عارفاً بالفرائض (1/ 374).وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: قال النسائي وغيره: متروك (ت1989).الحكم علي الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن ضرار بن صرد متروك وهو قول أكثر العلماء.فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

(2/1083)

460 - حديث موسى إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد.حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمد بن علي [عن أبيه] (1) عن جده الحسين عن أبيه على أن يهودياً يقال له: [جريجره] (2) كان له على رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- دنانير فتقاضى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: لا أفارقك حتى تعطيني قال: "إذاً أجلس معك" فجلس معه ... الحديث وفي آخره أن اليهودي أسلم.قلت: حديث منكر بمرة وآفته من موسى أو ممن بعده.__________(1) ليست في (أ) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.(2) في (أ) (جريجه) وفي (ب) بياض قدر كلمة.460 - المستدرك (2/ 622): حدثني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، ثنا أبو علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي بمصر، حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن يهودياً كان يقال له: جريجره، كان له على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دنانير، فتقاضى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: "يا يهودي ما عندي ما أعطيك، قال: فإني لا أفارقك يا محمد، حتى تعطيني. فقال -صلَّى الله عليه وسلم- في ذلك الموضع: الظهر، والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة والغداة. وكان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتهددونه ويتوعدونه. ففطن رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-. فقال: "ما الذي تصنعون به" فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "منعني ربي أن أظلم معاهداً ولا غيره" فلما ترحل النهار. قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وقال: شطر مالي في سبيل الله. أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في =

(2/1084)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= التوراة محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا متزي بالفحش ولا قول الخنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله وكان اليهودي كثير المال.تخريجه:1 - أورد قوله: "منعني ربي أن أظلم معاهداً ولا غيره" السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم فقط (2/ 657) ورمز له بالصحة. وسكت عنه المناوي في الفيض (6/ 245)، لكن الألباني قال في ضعيف الجامع: ضعيف (5/ 259).وقد أورد الحديث الذهبي في الفضائل له وقال: لعله من وضع موسى.من رسالة صغيرة خرجت بها الأحاديث الموضوعة التي في مستدرك الحاكم (ص3).وقد أورده السيوطي أيضاً في الجامع الكبير ونسبه للحاكم قال: وتعقب (1/ 848).دراسة الِإسناد:لم أجد من ترجم لموسى بن إسماعيل.لكن في الإِسناد محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي أبو الحسن نزيل مصر.قال ابن عدي: كتبت عنه بها وحمله شدة تشيعه أن أخرج إلينا نسخة قريباً من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده، عن آبائه بخط طري عامتها مناكير فذكرنا ذلك للحسين بن علي بن الحسين بن عمر بن علي بن الحسين بن علي العلوي شيخ أهل البيت بمصر فقال: كان موسى هذا جاري بالمدينة أربعين سنة ما ذكر قط أن عنده رواية لا عن أبيه، ولا عن غيره. وقال الذهبي: وساق له ابن عدي جملة موضوعات وتبعه الحافظ في اللسان.قال السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: آية من آيات الله وضع ذاك =

(2/1085)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= الكتاب -يعني العلويات-. الميزان (4/ 27، 28)، اللسان (5/ 362).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن في سند الحاكم محمد بن محمد بن الأشعث وهو وضاع فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -وقد أشار إلى هذا الذهبي حيث قال: وآفته من موسى أو ممن بعده- وأما موسى بن إسماعيل فلم أجد من ترجمه -والله أعلم-.

(2/1086)

461 - حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي. فأسكني في أحب البلاد إليك" فأسكنه المدينة.قال: رواته [مدنيون] (1). قلت: لكنه موضوع وفيه سعد بن سعيد المقبري ليس بثقة وقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة.__________(1) في (أ) (يدمون) كلمة ليست واضحة ومعلق بهامشها (كذا في الأصل) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.461 - المستدرك (3/ 3): أخبرنا الأستاذ أبو الوليد وأبو بكر بن عبد الله، قالا أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا موسى الأنصاري، ثنا سعيد بن سعيد المقبري، حدثني أخي، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي، فأسكني أحب البلاد إليك". فأسكنه الله المدينة.تخريجه:1 - رواه البيهقي "بلفظه" في دلائل النبوة نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 205)، حيث رواه من طريق الحاكم وقال ابن كثير: وهذا حديث غريب جداً والمشهور عن الجمهور أن مكة أفضل من المدينة إلا المكان الذي ضم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.2 - وأورده ابن تيمية في الفتاوي (27/ 36) وقال: كذب موضوع.3 - وورد في المقاصد (ص 89) ونسبه للحاكم وابن سعد في شرف المصطفى، وقال السخاوي: عبد الله ضعيف جداً وهذا الحديث من منكراته.وكذا قال ابن عبد البر: لا يختلف أحد في نكارته ووضعه.وورد في الكشف (1/ 186)، والتمييز (ص33). وورد في مختصر المقاصد وقال الزرقاني: ضعيف (ص65). =

(2/1087)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وقد أورد الحديث الذهبي في الفضائل له وقال: قلت: سعد: ليس بثقة وصح أن أحب البلاد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة. من رسالة خرجت بها الأحاديث الموضوعة في مستدرك الحاكم (ص3).دراسة الِإسناد:هذا الحديث أعله الذهبي بسعد بن سعيد المقبري.قلت: سعد هو ابن سعيد بن أبي سعيد المقبري المدني أبو سهل.قال ابن عيينة: كان سعد قدرياً. وقال أبو حاتم: هو في نفسه مستقيم وبليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله، وعبد الله ضعيف، ولا يحدث عن غيره.وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال البزار: فيه لين. تهذيب التهذيب (3/ 469، 470).وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (1/ 287).وقال الذهبي في الكاشف: قدري لين (1/ 350).فلم يقل أحد بأنه ليس بثقة كما قال الذهبي. والظاهر أن هذا القول منه على أخيه فإنه هو الذي تركه أكثر العلماء وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (23) وأنه متروك الحديث. وقد سبق أن السخاوي أعل الحديث بعبد الله بن سعيد.الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن سعد بن سعيد لين الحديث، وأما عبد الله بن سعيد فإنه متروك، كما أن الحديث معارض بحديث عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري مرفوعاً "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني خرجت منك ما خرجت" يعني مكة.1 - رواه الترمذي. كتاب المناقب، باب: فضل مكة (5/ 722)، (ح3925) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. =

(2/1088)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= 2 - ورواه ابن ماجه. كتاب المناسك- 102 باب: فضل مكة (2/ 137، ح3108).3 - ونسبه المزي في تحفة الأشراف (5/ 316) للنسائي في الكبرى.4 - ورواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي (3/ 7).وقال ابن تيمية: قد ثبت عن ابن حمراء -يعني هذا الحديث-.فمما تقدم يتبين أن الحديث موضوع وقد سبقت أقوال العلماء في أن الحديث موضوع -والله تعالى أعلم-.

(2/1089)

462 - حديث سراقة بن جعشم قال: جاءت رسل قريش ... الحديث.قال (1): على شرط البخاري ومسلم.__________(1) في (أ)، (ب) (قلت) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه حيث أن الذهبي وافق الحاكم على أن الحديث على شرط البخاري ومسلم وليس فيه تعقب من الذهبي -والله أعلم-.462 - المستدرك (3/ 7،6): أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، ثنا الحسن بن الجهم بن جبلة اليمني، ثنا موسى بن المشاور، ثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر بن راشد الزهري قال: أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن جعشم: أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول: جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر دية لكل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي من بني مدلج أقبل منهم رجل حتى قام علينا فقال: يا سراقة إني رأيت آنفاً أسودة بالساحل أراها محمداً وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم. فقلت لهم: إنهم ليسوا بهم ولكني رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بغاة، قال: ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت فدخلت بيتي فأمرت جارتي أن تخرج إلى فرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه إلى الأرض، وحففت عالية الرمح حتى أتيت فرسي، فركبتها، فرفعتها تقرب بي حتى رأيت أسودتهما، فلما دنوت منهم حيث أسمعهم الصوت عثرت بي فرسي. فخررت عنها فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت الأزلام فاستقسمت بها، فخرج الذي أكره أن لا أضرهم فعصيت الأزلام فركبت فرسي فرفعتها تقرب بي حتى إذا دنوت منهم سمعت قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات فساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة =

(2/1090)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= إذا لأثر يديها عنان ساطع في السماء قال عبد الله: يعني الدخان الذي يكون من غير نار ثم أخرجت الأزلام فاستقسمت بها فخرج الذي أكره أن لا أضرهما فناديتهما بالأمان فوقفا فركبت فرسي حتى جئتهما فوقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عليهم أن سيظهر أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم من أخبار سفرهم وما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزؤني شيئاً ولم يسألوني إلا أن قالوا: أخف عنا، فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به فأمر عامر بن فهيرة مولى أبي بكر فكتب لي في رقعة من أدم ثم مضيا.تخريجه:1 - رواه البخاري بشرحه فتح الباري "بلفظ مقارب" كتاب مناقب الأنصار- 45 باب: هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه (7/ 238، 239)، (ح3906).من طريق ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي -وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم- أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول: به. وهو طريق الحاكم.2 - ورواه أحمد أيضاً "بنحوه" (4/ 175، 176).من طريق عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي ... بإسناد الحاكم والبخاري. فعليه يكون الحديث في صحيح البخاري -والله أعلم-.

(2/1091)

463 - حديث أبي معبد الخزاعي قال: خرج رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- ليلة ... الحديث بطوله.قلت: ما في طرقه شيء على شرط الصحيح، ذكره معترضاً على قول الحاكم أن ذلك متواتراً لوجوه ذكرها. نعم له طريق على شرط البخاري ومسلم أقره الذهبي عليه وهو أول طرقه (1).__________(1) قوله: (ذكره معترضاً على قول الحاكم ... إلخ) من كلام ابن الملقن ذكره معترضاً على قول الذهبي: ما في طرقه شيء على شرط الصحيح.463 - المستدرك (3/ 9، 10): حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز، حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن بشار الخزاعي، حدثنا أخي أيوب بن الحكم، وسالم بن محمد الخزاعي جميعاً، عن حزام بن هشام، عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة، وأبو بكر -رضي الله عنه-، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تختبيء بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى شاة في كسر الخيمة. فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد"؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم قال: "هل بها من لبن"؟ قالت: هي أجهد من ذلك قال: "أتأذنين لي أن أحلبها"؟ قالت: بأبي وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها. فدعا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شأنها فتفاجت عليه ودرت فاجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجاً حتى علاة البهاء ثم سقاها حتى رويت ... الحديث. (ولطوله اكتفيت بهذا القدر منه). =

(2/1092)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= * طريق الحاكم الثاني: قال الحاكم: حدثناه أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب عوداً على بدء. حدثنا الحسين بن مكرم البزار حدثني أبو أحمد بشر بن محمد السكري. حدثنا عبد الملك بن وهب المذحجي. حدثنا الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد الخزاعي قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهاجراً فذكر الحديث بطوله مثل حديث سليمان بن الحكم.ورواه أيضاً من طرق عن مكرم بن محرز، عن أبيه.تخريجه:1 - رواه البيهقي في الدلائل "بنحوه" نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 192، 193).عن الحاكم من طريقه الثاني.2 - ورواه ابن سعد في الطبقات "بنحوه" (1/ 230، 231، 232).من طريق بشر بن محمد السكري. أخبرنا عبد الملك بن وهب المذحجي.حدثنا الحر بن الصباح النخعي، عن أبي معبد الخزاعي. وهو طريق الحاكم الثاني.3 - ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (4/ 55، 58)، (ح3605).4 - ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بنحوه" (ص 282، 283، 284).روياه من طريق مكرم بن محرز الكعبي الخزاعي. قال: حدثني أبو محرز بن مهدي، عن حزام بن هشام، عن أبيه هشام، عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.دراسة الِإسناد:هذا الحديث روي من طرق.* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم الأول. قال الحاكم: أن هذه القصة متواترة ... إلخ.وقال الذهبي: قلت: ما في هذه الطرق شيء على شرط الصحيح. وقال ابن الملقن: الطريق الأول على شرط البخاري ومسلم.قلت: الطريق الأول فيه الحسن بن حميد بن الربيع الخزاز وقد سبق بيان =

(2/1093)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً.* الطريق الثاني: وهو طريق الحاكم الثاني والبيهقي، وابن سعد.وفيه الحسين بن مكرم البزار، وعبد الملك بن وهب المزحجي ولم أجد من ترجم لهما.* الطريق الثالث: وهو طريق الحاكم الثالث، وأبي نعيم، والطبراني.ومداره على مكرم بن محرز الكعبي الخزاعي ولم أجد من ترجم له. أيضاً.وقد أورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني وقال: فيه جماعة لم أعرفهم إلا أن للحديث شاهداً مختصراً عن قيس بن النعمان في نزول الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أبي معبد. نسبه الهيثمي للبزار وقال: رجاله رجال الصحيح (6/ 58).كما أن الحاكم روى حديثاً أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر.نزلا في طريقهما إلى المدينة على راعي غنم. فذكر قصة أم معبد عن قيس بن النعمان (3/ 8) وقال الحاكم: صحيح ووافقه الذهبي عليه.

(2/1094)

464 - حديث ابن عمر أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- آخى بين أصحابه ... الحديث.قلت: فيه جميع بن عمير وهو متهم وإسحاق بن بشر الكاهلي وهو هالك.__________464 - المستدرك (3/ 14): حدثنا أبو سهل أحمد بن زياد النحوي ببغداد، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- آخى بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف. فقال علِى: يا رسول الله إنك قد آخيت بين أصحابك، فمن أخي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما ترضى يا علي أن أكون أخاك" قال ابن عمر: وكان علي -رضي الله عنه- جلداً شجاعاً. فقال علي: بلى يا رسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنت أخي في الدنيا والآخرة".تخريجه:1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب المناقب، مناقب علي -رضي الله عنه- (5/ 636) (ح3720) وقال: هذا حديث حسن غريب.2 - ورواه ابن عدي في الكامل "بنحوه" (ل222). وقال: عن جميع: وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه غيره.روياه من طريق حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر به مرفوعاً.دراسة الِإسناد:هذا الحديث عند الحاكم في سنده إسحاق بن بشر، وجميع بن عمير.أولاً: جميع بن عمير التيمي أبو الأسود الكوفي من بني تيم الله بن ثعلبة =

(2/1095)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= وهذا في سند الحاكم وغيره.قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: كوفي تابعي من عتق الشيعة محله الصدق صالح الحديث. وقال ابن عدي: هو كما قاله البخاري في أحاديثه نظر وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد وقد حسن الترمذي بعض أحاديثه.وقال ابن نمير: كان من أكذب الناس. كان يقول: إن الكراكي تفرخ في السماء ولا يقع فراخها. وقال الساجي: له أحاديث مناكير وفيه نظر وهو صدوق.وقال العجلي: تابعي ثقة. تهذيب التهذيب (2/ 111، 112).وقال ابن حبان: كان رافضياً يضع الحديث. الضعفاء (1/ 218).وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء ويتشيع (1/ 133).وقال الذهبي في الكاشف: واه وقال البخاري: فيه نظر (1/ 187).وقال في ديوان الضعفاء: اتهم بالكذب (ت780).ثانياً: إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو أيوب الكاهلي الكوفي.قال مطين: ما سمعت أبا بكر بن أبي شيبة كذب أحداً إلا إسحاق بن بشر الكاهلي، وكذا كذبه موسى بن هارون، وأبو زرعة، وقال الفلاس، وغيره: متروك. وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. الميزان (1/ 186)، اللسان (1/ 355، 356).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن في إسناد الحاكم إسحاق بن بشر وهو كذاب.فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً، إلا أن الحديث جاء من طرق أخرى كما عند الترمذي وابن عدي لكن مدارها على جميع بن عمير وهو ضعيف. فعليه يكون الحديث بإسناد الترمذي وابن عدي ضعيف ولعل تحسين الترمذي له لما له من شواهد عنده. -والله أعلم-.

(2/1096)

465 - حديث أبي هريرة: كان أهل الصفة أضياف الإِسلام ... الحديث.[قال] (1): على شرط البخاري ومسلم.__________(1) في (أ)، (ب) (قلت) على أن التعقب للذهبي، ولكن قوله: (على شرط البخاري ومسلم) مذكور في المستدرك وفي التلخيص الموافقة على أنه على شرط البخاري ومسلم.465 - المستدرك (3/ 15، 16): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، حدثني عمر بن ذر، حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان أهل الصفة أضياف الإسلام، يأوون إلى أهل ولا مال، ووالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي إلى الأرض من الجوع، وأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على ظهر طريقهم الذي يخرجون فيه، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى، ما أسأله إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل، ثم مر أبو القاسم -صلَّى الله عليه وسلم- فتبسم حين رآني وقال: "أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله. فقال: "إلحق" ومضى، فأتبعته، ودخل منزله فاستأذنته فأذن لي فوجد لبناً في قدح، فقال: "من أين لكم هذا اللبن"؟ فقيل: أهداه لنا فلان. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أبا هريرة" فقلت: لبيك قال: إلحق أهل الصفة فأدعهم فهم أضياف الِإسلام لا يأوون على أهل ولا على مال إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت ما هذا القدح بين أهل الصفة وأنا رسوله إليهم فيأمرني أن أدوره عليهم فما عسى أن يصيبني منه وقد كنت أرجو أن يصيبني منه ما يغنيني، ولم يكن بد من طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فأتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم قال: "أبا هريرة خذ القدح فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أناوله لرجل فيشرب حتى يروي =

(2/1097)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= ثم يرده وأناوله الآخر فيشرب حتى انتهيت به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد روى القوم كلهم فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القدح فوضعه على يديه ثم رفع رأسه إلي فتبسم وقال: "يا أبا هر" فقلت: لبيك يا رسول الله فقال: "أقعد فاشرب" فشربت ثم قال: "إشرب" فشربت ثم قال: "إشرب" فشربت، فلم أزل أشرب ويقول: "إشرب، حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً فأخذ القدح فحمد الله وسمى ثم شرب.تخريجه:1 - رواه الترمذي "بنحوه" كتاب صفة القيامة، باب: 36 (4/ 648، 649)، (ح2477) وقال: هذا حديث حسن صحيح.2 - ونسبه الحافظ ابن حجر في فتح الباري للإسماعيلي (11/ 283).روياه من طريق يونس بن بكير. حدثني عمر بن ذر. حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة به وهو طريق الحاكم.3 - ورواه البخاري في صحيحه "بنحوه".هكذا قال: حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث. حدثنا عمر بن ذر. حدثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول: به.كتاب الرقاق- 17 باب: كيف كان عيش النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه (11/ 281، 282)، (ح6452).وقد روى طرفاً منه البخاري أيضاً من الطريق الأول. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: دخلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدنا لبناً في قدح فقال: "أبا هر الحق أهل الصفة فادعهم إلي". قال: فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا.كتاب الاستئذان- 14 باب: إذا دعى الرجل فجاء هل يستأذن (11/ 31)، (ح6246).وقد اختلف العلماء -رحمهم الله تعالى- في قول البخاري: حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث. =

(2/1098)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= قال الحافظ ابن حجر: قال الكرماني: يستلزم أن يكون الحديث بغير إسناد- يعني غير موصول لأن النصف الأول مبهم لا يدري أهو الأول أو الثاني.قال الحافظ: قلت: يحتمل أيضاً أن يكون قدر النصف الذي حدثه به أبو نعيم ملفقاً من الحديث المذكور. والذي يتبادر من الِإطلاق أنه النصف الأول. قال: وقد جزم مغلطاي وبعض شيوخنا أن القدر المسموع له منه هو الذي ذكره في "باب إذا دعى الرجل فجاء هل يستأذن" من كتاب الاستئذان حيث قال: حدثنا أبو نعيم ... إلخ قال مغلطاي: فهذا هو القدر الذي سمعه البخاري من أبي نعيم، واعترضه الكرماني فقال: ليس هذا ثلث الحديث ولا ربعه فضلاً عن نصفه ... إلخ الأقوال.قال ابن حجر: بل يحتمل أن البخاري حدث به عن أبي نعيم بطريق الوجادة أو الِإجازة، أو حمله عن شيخ آخر عن أبي نعيم، أو سمع بقية الحديث من شيخ سمعه من أبي نعيم. فعلى هذا فابن حجر يرجح أن الحديث كله موصولاً وليس فيه محذور من عدم اتصال الِإسناد.4 - ورواه النسائي في الكبرى من طريق أبي نعيم نسبه له المزي في تحفة الأشراف (10/ 315).دراسة الِإسناد:قال الحاكم عن هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي عليه. قلت: بل قد رواه البخاري كما سبق ذكره من نفس طريق الحاكم.

(2/1099)

466 - حديث عياض بن سليمان مرفوعاً: "خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى ... " الحديث.[قلت: هذا حديث عجيب منكر] (1) وحماد بن أبي حميد المذكور في سنده ضعيف، ولكن لا يحتمل هذا، وأحسبه دخل على ابن السماك ولا وجه لذكره في هذا الكتاب.__________(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص.466 - المستدرك (3/ 17 - 18): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله الزاهد بن السماك ببغداد، حدثنا يحيى بن جعفر الزبرقان، حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، حدثنا الوليد بن مسلم وضمرة بن ربيعة، عن حماد بن أبي حميد، عن مكحول، عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهراً في سعة رحمة ربهم عز وجل، ويبكون سراً من خوف شدة عذاب ربهم عز وجل يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة المساجد ويدعونه بألسنتهم رغباً ورهباً، ويسألونه بأيديهم خفضاً ورفعاً ويقبلون بقلويهم عوداً وبداً فمؤونتهم على الناس خفيفة، وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبون في الأرض حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا بذخ يمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة، ويقرأون القرآن، ويقربون القربان، ويلبسون الخلقان، عليهم من الله تعالى شهود حاضرة، وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد، أرواحهم في الدنيا، وقلوبهم في الآخرة، ليس لهم هم إلا أمامهم أعدوا الجهاز لقبورهم والجواز لسبيلهم، والاستعداد لمقامهم، ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)} [إبراهيم: 14].تخريجه:الآية (14) من سورة إبراهيم.1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه لأبي نعيم في الحلية، =

(2/1100)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .__________= والحاكم وتعقب، والبيهقي في شعب الإِيمان وضعفه، وابن النجار عن عياض بن سليمان. وقال ابن النجار: عياض ذكره أبو موسى في الصحابة (1/ 514) ولم أجده عند أبي نعيم -والله أعلم-.2 - وكذا أورده السيوطي في الدر المنثور (4/ 73) ونسبه للحاكم فقط.دراسة الِإسناد:هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن أبي حميد واسمه إبراهيم الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني يلقب بحماد.قال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال ابن معين: ضعيف ليس حديثه بشيء.وقال الجوزجاني: واهي الحديث، ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث وقال أبو حاتم: كان رجلاً ضريراً وهو منكر الحديث ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: ضَعْفُه بيّن على ما يرويه وحديثه مقارب وهو مع ضعفه يكتب حديثه.وقال أبو داود، والدارقطني: ضعيف. وقال أحمد بن صالح: ثقة لا شك فيه حسن الحديث. تهذيب التهذيب (9/ 132، 133، 134).وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 156).وقال الذهبي في الضعفاء: ضعفوه (ت3681).الحكم على الحديث:قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن أبي حميد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً، وقد سبقت أقوال العلماء في تضعيفه -والله أعلم-.==ج3=

=التالي من اول المغازي ب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي الشهير بابن رجبِ   ...