Translate

الجمعة، 9 يونيو 2023

ج4.المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح{من اول كِتَاب الْأَطْعِمَةِ الي ما قبل كتاب المناقب/ حديث رقم 3498) }


 

ج4. من اول ك الاطعمة الي

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

48 - كِتَاب الْأَطْعِمَةِ

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} , وقوله {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} , وَقَوْلِهِ {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}.

[1679] (5174) (7173) خ نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، (عَنْ سُفْيَانَ) (1) عن مَنْصُورٍ.

و (5373) نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، عَنْ أبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَطْعِمُوا الْجَائِعَ, وَعُودُوا الْمَرِيضَ, وَفُكُّوا الْعَانِيَ».

زَادَ يَحْيَى: «وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ».

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: وَالْعَانِي الْأَسِيرُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب وُجُوبِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ (5649) , وفِي بَابِ فَكَاكِ الْأَسِيرِ (3046) , وفِي بَابِ إِجَابَةِ الأمير الدَّعْوَةَ (7173)، قَالَ: وَقَدْ أَجَابَ عُثْمَانُ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.

بَاب التَّسْمِيَةِ عَلَى الطَّعَامِ وَالْأَكْلِ بِالْيَمِينِ

[1680] (5376) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا سُفْيَانُ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أبِي سَلَمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي

_________

(1) سقط من الناسخ، واستدركته من الصحيح.

(3/251)

رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلَامُ، سَمِّ الله, وَكُلْ بِيَمِينِكَ, وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» , فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْأَكْلِ مِمَّا يَلِيهِ (5377) (5378).

بَاب مَنْ تَتَبَّعَ حَوَالَيْ الْقَصْعَةِ مَعَ صَاحِبِهِ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ كَرَاهِيَةً

[1681] (5436) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, و (5437) أَبُونُعَيْمٍ، عن مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بن أبِي طلحةَ، أنه سمع أَنَسَ بنَ مالكٍ.

و (5420) نَا عَبْدُ الله بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ أَبَا حَاتِمٍ والنَّضْرَ، نا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غُلَامٍ لَهُ خَيَّاطٍ.

قَالَ مَالِكٌ: لِطَعَامٍ صَنَعَهُ, فَذَهَبْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَرَّبَ خُبْزَ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ, رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّبِعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيْ الْقَصْعَةِ.

زَادَ أَبُونُعَيْمٍ: يَأْكُلُهَا.

قَالَ ابْنُ مُنِيرٍ: قَالَ فَجَعَلْتُ أَتَّبِعُهُ فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.

قَالَ: وَأَقْبَلَ الْغُلَامُ عَلَى عَمَلِهِ.

قَالَ أَنَسٌ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مَا صَنَعَ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الثَّرِيدِ (5420) لِقَوْلِ أبِي حَاتِمٍ فِيهِ: فَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَصْعَةً فِيهَا ثَرِيدٌ.

(3/252)

وفي باب الدباء (5433)، وفِي بَابِ الْقَدِيدِ (5437) , وفِي بَابِ الْمَرَقِ (5436) , وفِي بَابِ مَنْ أَضَافَ رَجُلًا إِلَى طَعَامٍ وَأَقْبَلَ هُوَ عَلَى عَمَلِهِ (5435) , وفِي بَابِ مَنْ نَاوَلَ أَوْ قَدَّمَ إِلَى صَاحِبِهِ عَلَى الْمَائِدَةِ شَيْئًا (5439)، وقَالَ فيه: وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنَاوِلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا, وَلَا يُنَاوِلُ مِنْ هَذِهِ الْمَائِدَةِ إِلَى مَائِدَةٍ أُخْرَى.

وفِي بَابِ الخياط (2092).

بَاب التَّيَمُّنِ فِي الْأَكْلِ وَغَيْرِهِ

[1682] (5380) خ نَا عَبْدَانُ، نا عَبْدُ الله، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي طُهُورِهِ وَنَعَلِهِ (1) وَتَرَجُّلِهِ.

وَكَانَ قَالَ بِوَاسِطٍ قَبْلَ هَذَا: فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ.

بَاب مَنْ أَكَلَ حَتَّى شَبِعَ

[1683] (5450) خ نا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْجَعْدِ أبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ, (وَعَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ) (2)، وَعَنْ سِنَانٍ أبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ أُمَّهُ.

[1684] و (422) (3578) نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُوطَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ:

_________

(1) كذا في الأصل، وهي رواية مشهورة صحيحة، انظر المشارق 2/ 31.

(2) هذا ثابت في الصحيح وفي تحفة الأشراف ولم يثبت في النسخة.

(3/253)

لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ, فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ.

قَالَ حَمَّادٌ: فعَمَدَتْ إِلَى مُدٍّ مِنْ شَعِيرٍ جَشَّتْهُ وَجَعَلَتْ مِنْهُ خَطِيفَةً.

وقَالَ مَالِكٌ: فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا, فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ, ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ, ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ, وَمَعَهُ النَّاسُ, فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ, فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آرْسَلَكَ أَبُوطَلْحَةَ» , فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «بِطَعَامٍ؟» , فَقُلْتُ: نَعَمْ, فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا» , فَانْطَلَقَ, وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ, حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أَبُوطَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَانْطَلَقَ أَبُوطَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ حَمَّادٌ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُوطَلْحَةَ فقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ صَنَعَتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ.

قَالَ مَالِكٌ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ» , فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ, فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتَّ, وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ الله فِيهِ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» , فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا, ثُمَّ خَرَجُوا, ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» , فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا, ثُمَّ خَرَجُوا, ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» , فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا, ثُمَّ

(3/254)

خَرَجُوا, ثُمَّ قَالَ: «ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» , فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ حتى شَبِعُوا, وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا.

قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ هَلْ نَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ (3578) , وفِي بَابِ مَنْ أَدْخَلَ الضِّيفَانَ عَشَرَةً عَشَرَةً (5450) وفِي بَابِ مَنْ دَعَا إلى طَعَامٍ من الْمَسْجِدِ وَمَنْ أَجَابَ منه (1) (422).

[1685] (5382) خ ونَا مُوسَى، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُوعُثْمَانَ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي بَكْرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» , فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ, ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ» , أَوْ قَالَ: «هِبَةٌ» , قَالَ: لَا بَلْ بَيْعٌ، قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَني النَبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوَادِ الْبَطْنِ يُشْوَى, وَأيْمُ الله مَا بَيْنَ (2) الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا, إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا, وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَهَا لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَوْ كَمَا قَالَ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْحَرْبِ (2216)، وفِي بَابِ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (2618).

_________

(1) وترجمته في الصحيح: بَاب مَنْ دَعَا لِطَعَامٍ فِي الْمَسْجِدِ وَمَنْ أَجَابَ فِيهِ.

(2) كذا في النسخة، وفي الصحيح: من، وهو الصحيح.

(3/255)

[1686] (5383) خ ونَا مُسْلِمٌ، نا وُهَيْبٌ، نا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ شَبِعْنَا مِنْ الْأَسْوَدَيْنِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ.

وَخَرَّجَهُ في: باب الرطب والتمر (5442).

بَاب الْخُبْزِ الْمُرَقَّقِ وَالْأَكْلِ عَلَى الْخِوَانِ وَالسُّفْرَةِ

[1687] (5386) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ, قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ الْإِسْكَافُ، عَنْ قَتَادَةَ.

و (5421) (6457) نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، نا قَتَادَةُ.

و (5385) نا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، نا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أَنَسٍ، وَعِنْدَهُ خَبَّازٌ لَهُ.

و (6450) نا أَبُومَعْمَرٍ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، عن سَعِيدِ بْنِ أبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ قَالَ: لَمْ يَأْكُلْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ.

زَادَ الإسْكَافُ: ومَا عَلِمْتُ أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ.

قُلْتُ لِقَتَادَةَ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ.

قَالَ سَعِيدٌ: وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ.

وقَالَ هَمَّامٌ: ما رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِالله، وَلَا رَأَى شَاةً مصلية بِعَيْنِهِ قَطُّ.

وَخَرَّجَهُ في: عَيْشِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ (6457) , وفِي بَابِ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ (5415).

بَاب طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ

[1688] (5392) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ وإِسْمَاعِيلُ، نا مَالِكٌ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الْأَرْبَعَةِ».

(3/256)

بَاب الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ

[1689] (5393) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَأَدْخَلْتُ رَجُلًا يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا فَقَالَ: يَا نَافِعُ لَا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ».

[1690] (5395) ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَبُونَهِيكٍ رَجُلًا أَكُولًا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ» , فَقَالَ: فَأَنَا أُومِنُ بِالله وَرَسُولِهِ.

[1691] (5397) خ ونَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا, فَأَسْلَمَ فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ».

بَاب الْأَكْلِ مُتَّكِئًا

[1692] (5398) خ نا أَبُونُعَيْمٍ، نا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا آكُلُ مُتَّكِئًا».

بَاب مَا عَابَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا

[1693] (5409) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا عَابَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إِنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ.

(3/257)

وَخَرَّجَهُ في: باب صفة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3563).

بَاب النَّهْسِ وَانْتِشَالِ اللَّحْمِ

[1694] (5404) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا حَمَّادٌ، نا أَيُّوبُ وَعَاصِمٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: انْتَشَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرْقًا مِنْ قِدْرٍ, فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

بَاب مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ

[1695] (5413) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا يَعْقُوبُ، عَنْ أبِي حَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَقُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّقِيَّ؟ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّقِيَّ مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ الله، فَقُلْتُ: فهَلْ كَانَتْ لَكُمْ على عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَاخِلُ؟ قَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْخُلًا مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ الله، قَالَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مَا طَارَ وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ فَأَكَلْنَاهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بابِ النَّفْخِ فِي الشَّعِيرِ مُخْتَصَرًا (5410).

[1696] (5414) خ ونا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ، وَقَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ.

(3/258)

[1697] (5416) خ نَا قُتَيْبَةُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ الْبُرِّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَخَرَّجَهُ في: باب كيف كان عَيْشُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ (6454).

بَاب التَّلْبِينَةِ

[1698] (5417) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقْنَ، إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: (كُلْنَ مِنْهَا) , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ, تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب التَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ (5689) (5690).

بَاب الثَّرِيدِ

[1699] (5418) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا غُنْدَرٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ, وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب فَضْلِ عَائِشَةَ (3769).

(3/259)

بَاب الْأَكْلِ فِي إِنَاءٍ مُفَضَّضٍ

[1700] (5632) خ نا حَفْصٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ ابْنِ أبِي لَيْلَى.

خ, و (5837) نا عَلِيٌّ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا أبِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ أبِي لَيْلَى.

و (5426) نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا سَيْفُ بْنُ أبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي لَيْلَى أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيْفَةَ.

زَادَ الْحَكَمُ: بِالْمَدَايِنِ فَاسْتَسْقَى فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ.

وقَالَ مُجَاهِدٌ: فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ, قَالَ الْحَكَمُ: بِقَدَحِ فِضَّةٍ.

قَالَوا: فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ.

قَالَ مُجَاهِدٌ: غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ فَلَمْ يَنْتَهِ, وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ».

زَادَ وُهَيْبٌ: «ونهى أَنْ يَجْلِسُوا عَلَيْهِ».

«وَلَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ والذَّهَبِ وَلَا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا, فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ (5632) , وفِي بَابِ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَافْتِرَاشِهِ لِلرِّجَالِ وَقَدْرِ مَا يَجُوزُ مِنْهُ (5831).

بَاب الْحَلْوَاءِ وَالْعَسَلِ

[1701] (5614) (5682) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، و (5599) عَبْدُ الله بْنُ أبِي شَيْبَةَ، نا أَبُوأُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيه، ِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.

(3/260)

وقَالَ عَبْدُاللهِ: يُحِبُّ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْبَاذَقِ وَمَنْ نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ مِنْ الْأَشْرِبَةِ (5599) , وبَاب شُرْبِ الْحَلْوَاءِ وَالْعَسَلِ (5614) , وقَالَ فيه: قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَحِلُّ شُرْبُ بَوْلِ النَّاسِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ لِأَنَّهُ رِجْسٌ، قَالَ الله (أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ)

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي السَّكَرِ: إِنَّ الله لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) (5682).

بَاب الرَّجُلِ يَتَكَلَّفُ الطَّعَامَ لِإِخْوَانِهِ

[1702] (5461) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ أبِي الْأَسْوَدِ، نا أَبُوأُسَامَةَ، نا الْأَعْمَشُ، نا شَقِيقٌ، نا أَبُومَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُكْنَى بِأَبَي شُعَيْبٍ, وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَعَرَفَ الْجُوعَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ إِلَى غُلَامِهِ اللَّحَّامِ فَقَالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا يَكْفِي خَمْسَةً، لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَصَنَعَ لَهُ طعامًا ثُمَّ أَتَاهُ فَدَعَاهُ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا شُعَيْبٍ, إِنَّ رَجُلًا تَبِعَنَا, فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ» , قَالَ: بَلْ أَذِنْتُ لَهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ والرَّجُلِ يُدْعَى إِلَى طَعَامٍ فَيَقُولُ وَهَذَا مَعِي، وَقَالَ أَنَس: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مُسْلِمٍ لَا يُتَّهَمُ فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ (5461) , وَخَرَّجَهُ في: باب ما قيل في اللحام والجزار (2081).

(3/261)

بَاب الرُّطَبِ بِالْقِثَّاءِ

[1703] (5440) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبِي طَالِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ.

وَخَرَّجَهُ في: باب القثاء (5447)، وفِي بَابِ جَمْعِ اللَّوْنَيْنِ والطَّعَامَيْنِ (5449).

[1704] (5441) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أبِي عُثْمَانَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا تَمْرًا، أَصَابَنِي مِنْهُ خَمْسٌ أَرْبَعُ تَمَرَاتٍ وَحَشَفَةٌ, ثُمَّ رَأَيْتُ الْحَشَفَةَ هِيَ أَشَدُّهُنَّ لِضِرْسِي.

(5441) خ ونا مُسَدَّدٌ، نا حَمَّادٌ، عن الْجُرَيْرِيِّ، (عَنْ أبِي عُثْمَانَ)، السَّنَدَ: فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ.

(5411) زَادَ أَبُوالنُّعْمَانِ، نا حَمَّادٌ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أبِي عُثْمَانَ، وقَالَ: فَلَمْ يَكُنْ فِيهِنَّ تَمْرَةٌ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْهَا شَدَّتْ فِي مَضَاغِي.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ (5411).

بَاب الرُّطَبِ وَالتَّمْرِ

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}.

(3/262)

بَاب الْعَجْوَةِ

[1705] (5445) خ نا جُمْعَةُ بْنُ عَبْدِ الله، نا مَرْوَانُ، نا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ».

بَاب الْقِرَانِ فِي التَّمْرِ

[1706] (5446) خ نا آدَمُ، نَا شُعْبَةُ، نا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ: أَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَزَقَنَا تَمْرًا، فَكَانَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ وَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْإِقْرَانِ, ثُمَّ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ.

قَالَ شُعْبَةُ: الْإِذْنُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِذَا أَذِنَ إِنْسَانٌ لِآخَرَ شَيْئًا جَازَ (2455) , وفِي بَابِ الْإِقْرَانِ فِي التَّمْرِ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ (2489) (2490).

بَاب الْكَبَاثِ وَهُوَ ثَمَرُ الْأَرَاكِ

[1707] (3406) خ نا ابْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ.

و (5453) نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ الزهري قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الْكَبَاثَ، فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ» , قَالَ الْلَّيْثُ: «فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ».

وَخَرَّجَهُ في: الأنبياء (3406).

(3/263)

بَاب لَعْقِ الْأَصَابِعِ وَمَصِّهَا قَبْلَ أَنْ تُمْسَحَ بِالْمِنْدِيلِ

[1708] (5456) خ نا عَلِيُ بْنُ عَبْدِ الله، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا».

بَاب الْمِنْدِيلِ

[1709] (5457) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله: أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ، فَقَالَ: لَا، قَدْ كُنَّا زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ الطَّعَامِ إِلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لَمْ تَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلَّا أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا، ثُمَّ نُصَلِّي وَلَا نَتَوَضَّأُ.

بَاب مَا يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ

[1710] (5459) خ نا أَبُوعَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ, و (5458) نا أَبُونُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ, غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا».

زَادَ أَبُوعَاصِمٍ: إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَآوَانَا غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ».

بَاب الْأَكْلِ مَعَ الْخَادِمِ

[1711] (5460) خ نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ

(3/264)

بِطَعَامِهِ فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ, أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ, فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلَاجَهُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فِي كِتَابِ العتق (2557).

بَاب الطَّعَامِ عِنْدَ الْقُدُومِ

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفْطِرُ لِمَنْ يَغْشَاهُ.

[1712] (3089) خ نا مُحَمَّدٌ، نا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَحَرَ جَزُورًا أَوْ بَقَرَةً.

وزَادَ مُعَاذٌ عَنْ شُعْبَةَ: فَلَمَّا قَدِمَ صِرَارًا أَمَرَ بِبَقَرَةٍ فَذُبِحَتْ فَأَكَلُوا مِنْهَا.

وَخَرَّجَهُ في: آخِرِ الْجِهَادِ (3089).

(3/265)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

49 - كِتَاب الْأَشْرِبَةِ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} الآية.

[1713] (5575) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ».

[1714] (5576) خ ونا أَبُوالْيَمَانِ، أنا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا ثُمَّ أَخَذَ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ وَلَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ».

وَخَرَّجَهُ في: تفسير بني إسرائيل (4709) وفِي كِتَابِ الأنبياء باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} الباب (3394) , وفي حديث الإسْرَاءِ (؟) (1).

بَاب الْخَمْرُ مِنْ الْعِنَبِ

[1715] (5580) خ نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُوشِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الْخَمْرُ حِينَ حُرِّمَتْ وَمَا نَجِدُ خَمْرَ الْأَعْنَابِ إِلَّا قَلِيلًا، وَعَامَّةُ خَمْرِنَا الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ.

_________

(1) بل فِي بَابِ ذكر بني إسرائيل (3437).

(3/266)

بَاب نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ

[1716] (2464) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، ح، و (5582) نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله، و (7253) يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَابًا مِنْ فَضِيخِ زَهْوٍ وَتَمْرٍ.

(5600) خ ونا مُسْلِمٌ، نا هِشَامٌ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: إِنِّي لَأَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا دُجَانَةَ وَسُهَيْلَ بْنَ الْبَيْضَاءِ خَلِيطَ بُسْرٍ وَتَمْرٍ وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ وَإِنَّا نَعُدُّهَا يَوْمَئِذٍ الْخَمْرَ إِذْ حُرِّمَتْ الْخَمْرُ.

قَالَ مَالِكٌ: فَجَاءَهُمْ آتٍ قَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ أَبُوطَلْحَةَ: يَا أَنَسُ قُمْ إِلَى هَذِهِ الْجِرَارِ فَاكْسِرْهَا، قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى مِهْرَاسٍ لَنَا فَضَرَبْتُهَا بِأَسْفَلِهِا حَتَّى انْكَسَرَتْ.

زَادَ إِسْمَاعِيلُ: فَأَهْرِقْهَا, فَأَهْرَقْتُهَا.

زَادَ حَمَّادٌ: فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ, فَأَنْزَلَ الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الْآيَةَ.

(4617) خ نا يَعْقُوبُ، نا ابْنُ عُلَيَّةَ، نا ابْنُ صُهَيْبٍ، عن أَنَسٍ قَالَ: فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ.

خرجه في التفسير قوله {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية (4617)، وفِي بَابِ قبول خَبَرِ الْوَاحِدِ (7253) , وفِي بَابِ صَبِّ الْخَمْرِ فِي الطَّرِيقِ (2464) , وَخَرَّجَهُ

(3/267)

في: بَاب مَنْ رَأَى أَنْ لَا يَخْلِطَ الْبُسْرَ وَالتَّمْرَ وَأَنْ لَا يَجْعَلَ إِدَامَيْنِ فِي إِدَامٍ (5600) , وفِي بَابِ خِدْمَةِ الصِّغَارِ الْكِبَارَ (5622) , وقَالَ فيه:

نا مُسَدَّدٌ نا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ أَنَسًا: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ عُمُومَتِي (وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ) (1) الْفَضِيخَ.

بَاب الْخَمْرُ مِنْ الْعَسَلِ وَهُوَ الْبِتْعُ

وَقَالَ مَعْنٌ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ البتع فَقَالَ: إِذَا لَمْ يُسْكِرْ فَلَا بَأْسَ، وَقَالَ ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ: سَأَلْنَا عَنْهُ فَقَالَوا: لَا يُسْكِرُ لَا بَأْسَ بِهِ.

[1717] (4343) خ نا إِسْحَاقُ، نا خَالِدٌ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا فَقَالَ: «وَمَا هِيَ؟» , قَالَ: الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ، فَقُلْتُ لِأَبِي بُرْدَةَ: مَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ، فَقَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ».

بَاب مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْخَمْرَ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ مِنْ الشَّرَابِ

[1718] (4616) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَإِنَّ بالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ لَخَمْسَةَ أَشْرِبَةٍ مَا منها شَرَابُ الْعِنَبِ.

وَخَرَّجَهُ في: باب {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية (4616).

[1719] (5588) خ وحَدَّثَني أَحْمَدُ بْنُ أبِي رَجَاءٍ، نا يَحْيَى، عَنْ أبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_________

(1) زيادة من الصحيح، وهي محل الشاهد سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ.

(3/268)

فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ، وَثَلَاثٌ وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا، الْجَدُّ، وَالْكَلَالَةُ، وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا.

قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، فَشَيْءٌ يُصْنَعُ بِالسِّنْدِ مِنْ الرُّزِّ؟ قَالَ: ذَلكَ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: عَلَى عَهْدِ عُمَرَ.

خ: وَقَالَ حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أبِي حَيَّانَ: مَكَانَ الْعِنَبِ الزَّبِيبَ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْخَمْرُ مِنْ الْعِنَبِ (5581) , وفي التفسير باب قوله {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية (4619).

بَاب مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ

[1720] (5590) خ وَقَالَ هِشَامٌ بْنُ عَمَّارٍ (1): نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، نا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوعَامِرٍ أَوْ (2) أَبُومَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَالله مَا كَذَبَنِي، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي قومٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ لِحَاجَةٍ، فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ غَدًا فَيُبَيِّتُهُمْ الله، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

_________

(1) هذا الحديث مشهور في معلقات البخاري، وقد أخرجه البيهقي موصولا في السنن 10/ 221 ثم قَالَ: اخرجه البخاري في الصحيح فقَالَ: وقَالَ هِشَامٌ بن عمار أهـ.

(2) في الأصل: وأبو مالك.

(3/269)

بَاب الِانْتِبَاذِ فِي الْأَوْعِيَةِ وَالتَّوْرِ

[1721] (5182) خ نا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ، نا أَبُوغَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوحَازِمٍ.

و (6685) نا عَلِيٌّ، سَمِعَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَسَ، فَدَعَا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُرْسِهِ، فَكَانَتْ الْعَرُوسُ خَادِمَهُمْ.

قَالَ أَبُوغَسَّانَ: فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ لَهُ، فَسَقَتْهُ تُحْفَةً بِذَلِكَ (1).

وقَالَ عَلِيٌ، وَ (5176) قُتَيْبَةُ، عَنْ عَبْدِالعَزِيزِ: فَلَمَّا أَكَلَ سَقَتْهُ إِيَّاهُ.

وَلَمْ يَذْكُرْ: «أَمَاثَتْهُ لَهُ» (2) غَيْرُ أبِي غَسَّانَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قِيَامِ الْمَرْأَةِ عَلَى الرِّجَالِ فِي الْعُرْسِ وَخِدْمَتِهِمْ بِالنَّفْسِ (5182) , وفِي بَابِ النَّقِيعِ وَالشَّرَابِ الَّذِي لَا يُسْكِرُ فِي الْعُرْسِ (5183) , وفِي بَابِ إِنْ حَلَفَ أَنْ لَا يَشْرَبَ نَبِيذًا فَشَرِبَ طِلَاءً أَوْ سَكَرًا أَوْ عَصِيرًا لَمْ يَحْنَثْ فِي قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ وَلَيْسَتْ هَذِهِ بِأَنْبِذَةٍ عِنْدَهُ (6685) , وبَاب نَقِيعِ التَّمْرِ مَا لَمْ يُسْكِرْ (5597).

_________

(1) قَالَ الحافظ: كَذَا لِلْمُسْتَمْلِي وَالسَّرَخْسِيّ تُحْفَة بِوَزْنِ لُقْمَة، وَلِلْأَصِيلِيّ مِثْله، وَعَنْهُ بِوَزْنِ تَخُصّهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ لِابْنِ السَّكَن بِالْخَاءِ وَالصَّاد الثَّقِيلَة، وَكَذَا هُوَ لِمُسْلِمٍ، وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ أَتْحَفَتْهُ بِذَلِكَ، وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ تُتْحِفهُ بِذَلِكَ.

(2) قَالَ اِبْن التِّين: كَذَا وَقَعَ رُبَاعِيًّا، وَأَهْل اللُّغَة يَقُولُونَهُ ثُلَاثِيًّا " مَاثَتْهُ " بِغَيْرِ أَلِف أَيْ مَرَسَتْهُ بِيَدِهَا، يُقَالَ مَاثَهُ يَمُوثهُ وَيَمِيثهُ بِالْوَاوِ وَبِالْيَاءِ، وَقَالَ الْخَلِيل: مَثَّتْ الْمِلْح فِي الْمَاء مَيْثًا أَذَبْته وَقَدْ اِنْمَاثَ هُوَ أهـ.

وَقَدْ أَثْبَتَ غَيْرُهُ الثُّلاَثِيَّ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

(3/270)

بَاب تَرْخِيصِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَوْعِيَةِ وَالظُّرُوفِ بَعْدَ النَّهْيِ

[1722] (5595) خ نا عُثْمَانُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن الْأَسْوَدِ، عن عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَنْ نَنْتَبِذَ فِي الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ.

[1723] (3492) خ نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ، نا كُلَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ وَائِلٍ, حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَظُنُّهَا زَيْنَبَ، قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالمُقَيَّرِِ أوْ الْمُزَفَّتِ.

[1724] (5592) خ ونا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله أَبُوأَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بنِ الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الظُّرُوفِ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْهَا، قَالَ: «فَلَا إِذًا».

[1725] (5595) خ ونا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, و (5594) عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ عَبْدُاللهِ: عَنْ الْأَوْعِيَةِ، وقَالَ عَلِيٌّ: عَنْ الْأَسْقِيَةِ، قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً، فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ.

بَاب الْبَاذَقِ وَمَنْ نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ مِنْ الْأَشْرِبَةِ

وَرَأَى عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٌ شُرْبَ الطِّلَاءِ عَلَى الثُّلُثِ، وَشَرِبَ الْبَرَاءُ وَأَبُو جُحَيْفَةَ عَلَى النِّصْفِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اشْرَبْ الْعَصِيرَ مَا دَامَ طَرِيًّا، وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْتُ مِنْ عُبَيْدِ الله رِيحَ شَرَابٍ وَأَنَا سَائِلٌ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ يُسْكِرُ جَلَدْتُهُ.

(3/271)

[1726] (5598) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أبِي الْجُوَيْرِيَةِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ الْبَاذَقِ فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَاذَقَ، فَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ، قَالَ: الشَّرَابُ الْحَلَالُ الطَّيِّبُ، قَالَ: لَيْسَ بَعْدَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ إِلَّا الْحَرَامُ الْخَبِيثُ.

بَاب مَنْ رَأَى أَنْ لَا يَخْلِطَ الْبُسْرَ وَالتَّمْرَ وَأَنْ لَا يَجْعَلَ إِدَامَيْنِ فِي إِدَامٍ

[1727] (5602) خ نا مُسْلِمٌ، نا هِشَامٌ، نا يَحْيَى بْنُ أبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي، قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ التَّمْرِ وَالزَّهْوِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَلْيُنْبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ.

بَاب شُرْبِ اللَّبَنِ

وَقَوْلِ الله عز وجل (يخرج مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ) (1) الآية.

[1728] (5605) خ نا قُتَيْبَةُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أبِي صَالِحٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: جَاءَ أَبُوحُمَيْدٍ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ مِنْ البَقِيعِ (2) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا».

_________

(1) هكذا وقع في النسخة، وليس في التنزيل: يخرج من بين فرث ودم، قال الحافظ: ووقع بلفظ (يخرج) في أوله في معظم النسخ، والذي في القرآن (نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم)، وأما لفظ: يخرج، فهو في الآية الأخرى من السورة (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)، ووقع في بعض النسخ وعليه جرى الإسماعيلي وابن بطال وغيرهما بحذف: يخرج، من أوله، وأول الباب عندهم: وقول الله (من بين فرث ودم) فكأن زيادة لفظ " يخرج " ممن دون البخاري أهـ.

(2) هَكَذَا وَقَعَ في النُّسْخَةِ مِنْ رِوَايةِ الأَصِيلِيِّ وَالْقَابِسِيِّ، قَالَ الْحَافِظُ: مِنْ النَّقِيع، بِالنُّونِ، قِيلَ هُوَ الْمَوْضِع الَّذِي حُمِيَ لِرَعْيِ النِّعَم وَقِيلَ: غَيْره.

وَقَالَ اِبْن التِّين: رَوَاهُ أَبُوالْحَسَن يَعْنِي الْقَابِسِيّ بِالْمُوَحَّدَةِ، وَكَذَا نَقَلَهُ عِيَاض عَنْ أبِي بَحْر بْن الْعَاصِ، وَهُوَ تَصْحِيف، فَإِنَّ الْبَقِيع مَقْبَرَة بِالْمَدِينَةِ.

وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: الْأَكْثَر عَلَى النُّون وَهُوَ مِنْ نَاحِيَة الْعَقِيق عَلَى عِشْرِينَ فَرْسَخًا مِنْ الْمَدِينَة.

(3/272)

بَاب شُرْبِ (1) اللَّبَنِ بِالْمَاءِ

[1729] (2352) خ نا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ.

و (2571) نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدثني سُلَيْمَانُ، بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوطُوَالَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أَتَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِنَا هَذِهِ فَاسْتَسْقَى، فَحَلَبْنَا شَاةً لَنَا، ثُمَّ شُبْتُهُ مِنْ مَاءٍ من بِئْرِنَا هَذِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ وَعُمَرُ تُجَاهَهُ وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ عُمَرُ: هَذَا أَبُوبَكْرٍ.

زَادَ الزُّهْرِيُّ: وَخَافَ أَنْ يُعْطِيَهُ الْأَعْرَابِيَّ, أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ يَا رَسُولَ الله عِنْدَكَ.

قَالَ ابْنُ بِلاَلٍ: فَأَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ ثُمَّ قَالَ: «الْأَيْمَنُونَ فالْأَيْمَنُونَ أَلَا فَيَمِّنُوا»، قَالَ أَنَسٌ: فَهِيَ سُنَّةٌ فَهِيَ سُنَّةٌ فَهِيَ سُنَّةٌ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ اسْتَسْقَى (2571) , وفِي بَابِ ما جاء فِي الشُّرْبِ (2352).

بَاب الشُّرْبِ قَائِمًا

[1730] (5616) خ نَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الْكُوفَةِ حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فَشَرِبَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قائمًا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ.

_________

(1) فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ بِالْوَاوِ بَدَل الرَّاء.

(3/273)

بَاب هَلْ يَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ فِي الشُّرْبِ لِيُعْطِيَ الْأَكْبَرَ

[1731] (5620) خ نَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ: «أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ» فَقَالَ الْغُلَامُ: وَالله يَا رَسُولَ الله لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ.

وَخَرَّجَهُ في: باب هدية الواحد للجماعة (2602) , وفِي بَابِ الهدية المقبوضة وغير المقبوضة والمقسومة وغير المقسومة (2605) , وفِي بَابِ ما جاء فِي الشُّرْبِ (2351) , وفِي بَابِ مَنْ قَالَ أَنَّ صَاحِبَ الْحَوْضِ وَالْقِرْبَةِ أَحَقُّ بِمَائِهِ (2366) , وبَاب إِذَا أَذِنَ لَهُ أَوْ حَلَّلَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْ كَمْ هُوَ (2451).

بَاب الْكَرْعِ فِي الْحَوْضِ

[1732] (5621) خ نَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ، فَرَدَّ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَهِيَ سَاعَةٌ حَارَّةٌ، وَهُوَ يُحَوِّلُ فِي حَائِطٍ لَهُ، يَعْنِي الْمَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ معك مَاءٌ بَاتَ فِي شَنَّةٍ وَإِلَّا كَرَعْنَا» , وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ الله عِنْدِي مَاءٌ بَاتَ، فَانْطَلَقَ إِلَى الْعَرِيشِ فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ مَاءً ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ثُمَّ أَعَادَ فَشَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب شُرْبِ اللَّبَنِ بِالْمَاءِ (5613).

(3/274)

بَاب تَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ

[1733] (3280) خ نا مُسَدَّدٌ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ.

و (5623) نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهِ شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ».

زَادَ حَمَّادٌ: «عِنْدَ الرُّقَادِ, فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ».

(5624) ونا مُوسَى، نا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءٍ, الحديث، قَالَ: «وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ» , وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب مِنْ أَبوابِ ذِكْرِ الجن (3280).

بَاب اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ

[1734] (5627) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا سُفْيَانُ، نا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةُ، نا أَبُوهُرَيْرَةَ: نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ الْقِرْبَةِ أَوْ السِّقَاءِ.

[1735] (5625) خ نَا آدَمُ، نا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ, يَعْنِي أَنْ تُكْسَرَ أَفْوَاهُهَا فَيُشْرَبَ مِنْهَا.

(3/275)

وخرج الأول فِي بَابِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ (5627).

بَاب التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ

[1736] (5630) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ».

بَاب الشُّرْبِ بِنَفَسَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ

[1737] (5631) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: نا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حدثني ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ الله، قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا.

بَاب آنِيَةِ الْفِضَّةِ

[1738] (5634) خ نَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ».

[1739] (6235) خ ونَا قُتَيْبَةُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ.

و (5849) نَا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ.

و (5635) نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ أَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ

(3/276)

الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ، أَوْ قَالَ: آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَعَنْ الْمَيَاثِرِ، وَالْقَسِّيِّ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ.

وقَالَ قُتَيْبَةُ: وَعَنْ رُكُوبِ الْمَيَاثِرِ، زَادَ سُفْيَانُ: الْحُمْرِ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ (5849)، وفِي بَابِ حق إجابة الدعوة (5175) , وفِي بَابِ وجوب عيادة المريض (5650) , وفِي بَابِ إِفْشَاءِ السَّلَامِ (6235) , وباب نصر المظلوم (2445) , وباب تشميت العاطس (6222).

بَاب الشُّرْبِ مِنْ قَدَحِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآنِيَتِهِ

[1740] (7342) خ نا أَبُوكُرَيْبٍ، نا أَبُوأُسَامَةَ، نا بُرَيْدٌ، عَنْ أبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَنِي عَبْدُ الله بْنُ سَلَامٍ، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ فَأَسْقِيَكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ فِيهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَأَسْقَانِي سَوِيقًا وَأَطْعَمَنِي تَمْرًا وَصَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِهِ.

وزَادَ:

[1741] (3814) نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، نا سَعِيدُ بْنُ أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، الحديث، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ بِأَرْضٍ الرِّبَا فِيهَا فَاشٍ، إِذَا كَانَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ حَقٌّ فَأَهْدَى إِلَيْكَ حِمْلَ تِبْنٍ أَوْ حِمْلَ شَعِيرٍ أَوْ حِمْلَ قَتٍّ فَلَا تَأْخُذْهُ فَإِنَّهُ رِبًا.

وَخَرَّجَهُ في: باب مَشَاهِدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة (7342) , وبَاب مَنَاقِبُ عَبْدِ الله بْنِ سَلَامٍ (3814).

(3/277)

[1742] (5637) خ ونَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ، نا أَبُوغَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوحَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: «اسْقِنَا يَا سَهْلُ» , فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَحِ فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ، فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ فَشَرِبْنَا مِنْهُ، قَالَ: ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ فَوَهَبَهُ لَهُ.

[1743] (5638) خ ونَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَدْ انْصَدَعَ (1) فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، قَالَ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ، قَالَ: قَالَ أَنَس: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُوطَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَتَرَكَهُ.

بَاب شُرْبِ الْبَرَكَةِ وَالْمَاءِ الْمُبَارَكِ

[1744] (5639) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَضَرَتْ الْعَصْرُ.

[1745] (4152) ونَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، نا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_________

(1) في رواية حماد بن شاكر: تصدع، أخرجه البيهقي من طريقه في الدلائل 3270.

(3/278)

بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ؟» , قَالَوا: يَا رَسُولَ الله، لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا من رَكْوَتِكَ، قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ.

قَالَ الأَعْمَشُ: وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى أَهْلِ الْوُضُوءِ الْبَرَكَةُ مِنْ الله» , فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْفَجِرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ.

قَالَ حُصَيْنٌ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، قَالَ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا.

قَالَ الأَعْمَشُ: فَجَعَلْتُ لَا آلُوا مَا جَمَعْتُ مِنْهُ فِي بَطْنِي, فَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ.

قَالَ حُصَيْنٌ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا, كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.

وقَالَ الأَعْمَشُ: أَلْف وَأَرْبَع مِائَةٍ.

وَخَرَّجَهُ في: علامات النبوة (3576) , وفِي بَابِ عمرة الحديبية (4152).

(3/279)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

50 - كِتَاب الْمَرْضَى

بَاب مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ الْمَرَضِ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}.

[1746] (5641) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، نا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

[1747] (7466) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، نا فُلَيْحٌ، نا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ، تَفِيءُ وَرَقُهُ، مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تُكَفِّيهَا (1) , فَإِذَا سَكَنَتْ اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ، صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً، حَتَّى يَقْصِمَهَا الله عَزَّ وَجَلَّ إِذَا شَاءَ».

[1748] (5643) ونا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، نا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالْأَرْزَةِ لَا تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً».

(5644) وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ، عن أَبِيهِ: «مَثَلُ الْفَاجِرِ».

_________

(1) الأكثر رووه بهمز: تكفئها، وَنَقَلَ اِبْن التِّين أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ رَوَاهُ بِغَيْرِ هَمْز ثُمَّ قَالَ: كَأَنَّهُ سَهَّلَ الْهَمْز، قَالَ الحافظ: وَهُوَ كَمَا ظَنَّ، وَالْمَعْنَى أَمَالَتْهَا أهـ.

(3/280)

وَخَرَّجَهُ في: بَاب فِي الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ (7466).

[1749] (5645) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدْ الله بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ».

بَاب شِدَّةِ الْمَرَضِ

[1750] (5646) خ نَا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْوَجَعُ عَلَيْهِ أَشَدَّ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[1751] (5648) خ نا عَبْدَانُ، عَنْ أبِي حَمْزَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ.

و (5660) نَا قُتَيْبَةُ، عن جَرِيرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجَلْ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ».

قَالَ أَبُوحَمْزَةَ: «شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ الله بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا».

(3/281)

وَخَرَّجَهُ في: بَاب أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَوَّل فَالْأَوَّل (1) ثم الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ (5648) , وفِي بَابِ وَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْمَرِيضِ (5660) , وفِي بَابِ مَا يُقَالَ لِلْمَرِيضِ وَمَا يُجِيبُ (5661) , وفِي بَابِ قَوْلِ الْمَرِيضِ إِنِّي وَجِعٌ، الباب (5667).

بَاب فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ مِنْ الرِّيحِ

[1752] (5652) خ نَا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ أبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ الله لِي، قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ الله أَنْ يُعَافِيَكِ» فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ الله ألاَّ أَنْكَشِفْ، فَدَعَا لَهَا.

خ ونا مُحَمَّدٌ (2)، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ المْرَأَة، طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ.

بَاب فَضْلِ مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

[1753] (5653) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَني اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ ثُمَّ صَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ» يُرِيدُ عَيْنَيْهِ.

_________

(1) كذا ورد في النسخة، ووافقه المستملي، وللأكثر بحذف الأول فالأول.

(2) هكذا في الصحيح، أهمل محمدا ولم ينسبه، ومثله في رواية حماد بن شاكر أخرجها البيهقي في الدلائل 2404.

(3/282)

بَاب عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرِّجَالَ

وَعَادَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ الْأَنْصَارِ

بَاب عِيَادَةِ الصِّبْيَانِ

[1754] (6655) خ نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نا شُعْبَةُ، حدثني عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ.

و (1284) نا عَبْدَانُ وَمُحَمَّدٌ قَالَا: نا عَبْدُ الله، نا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أبِي عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَرْسَلَتْ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ.

وقَالَ شُعْبَةُ: قَدْ احْتُضِرَ فَاشْهَدْنَا.

قَالَ عَبْدُاللهِ: فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْئٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَحْتَسِبْ ولْتَصْبِرْ»، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَقامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ.

زَادَ شُعْبَةُ: قَالَ: وَقُمْنَا مَعَهُ.

قَالَ عَبْدُاللهِ: فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّبِيُّ فَأَقْعَدَهُ فِي حَجْرِهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ.

قَالَ عَبْدُاللهِ: أحْسِبُهُ قَالَ: كَأَنَّهَا شَنٌّ, فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا الله فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ فَإِنَّمَا يَرْحَمُ الله مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» (1284) , وفِي بَابِ قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}

(3/283)

(6655) , وفِي بَابِ {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} (6602) , وفِي بَابِ قَوْلِ عَزَّ وَجَلَّ {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (7377) , وفِي بَابِ قوله {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (7448).

بَاب عِيَادَةِ الْأَعْرَابِ

[1755] (3616) (5656) خ نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، نا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ, فقَالَ لَهُ: «لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله» , قَالَ: قُلْتَ طَهُورٌ، كَلَّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ أَوْ تَثُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَعَمْ إِذًا».

وَخَرَّجَهُ في: باب علامات النبوة (3616) , وفِي بَابِ المشيئة والإرادة (7470) , وفِي بَابِ ما يقَالَ للمريض وما يجيب (5662).

بَاب عِيَادَةِ الْمَرِيضِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا وَرِدْفًا عَلَى الْحِمَارِ

[1756] (5664) خ نَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا سُفْيَانُ, عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي لَيْسَ بِرَاكِبِ بَغْلٍ وَلَا بِرْذَوْنٍ.

بَاب تَمَنِّي الْمَرِيضِ الْمَوْتَ

[1757] (5673) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ، نا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، نا أَبُوعُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.

(3/284)

[1758] و (5671) نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، نا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ (كَانَ) (1) لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ: اللهمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي».

قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ فِيهِ: «إِمَّا مُحْسِنٌ فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ خَيْرًا, وَإِمَّا مُسِيئٌ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ».

[1759] (6430) خ نا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، نا وَكِيعٌ، نا إِسْمَاعِيلُ.

و (5672) نَا آدَمُ، نا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نَعُودُهُ وَقَدْ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ.

زَادَ وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ: يَوْمَئِذٍ فِي بَطْنِهِ.

فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمْ الدُّنْيَا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، وَلَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ فَقَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ. وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ زَهَرَةِ الدُّنْيَا وَالتَّنَافُسِ فِيهَا (6430).

بَاب دُعَاءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ

[1760] (5675) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ وَقَالَ: «أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ, واشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي, لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ, شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا».

_________

(1) زيادة من الصحيح.

(3/285)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

51 - كِتَاب الطِّبِّ

بَاب مَا أَنْزَلَ الله دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً

[1761] (5678) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبُوأَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أبِي حُسَيْنٍ, نا عَطَاءُ بْنُ أبِي رَبَاحٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً».

[1762] (5681) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُوالْحَارِثِ، نا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ، فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ (5683) , وفِي بَابِ مَنْ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غَيْرَهُ وَفَضْلِ مَنْ لَمْ يَكْتَوِ (5704).

(5702) وقَالَ فيه عليه السلام: «وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ».

وفِي بَابِ الْحِجَامَةِ مِنْ الشَّقِيقَةِ وَالصُّدَاعِ (5702) (1).

[1763] (5683) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ».

_________

(1) وهذه المواضع الثلاثة كلها من حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الآتي، تقدم التخريج قبل المتن.

(3/286)

بَاب الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}.

[1764] (5684) خ نا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا عَبْدُ الْأَعْلَى، نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ.

و (5716) نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ، فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا» , فَسَقَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ: «صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ».

زَادَ سَعِيدٌ: ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا» , فَسَقَاهُ فَبَرَأَ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب دَوَاءِ الْمَبْطُونِ (5716).

بَاب حَبَّةُ السَّوْدَاءِ

[1765] (5688) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ: «شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ».

وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ.

بَاب التَّلْبِينَةِ لِلْمَرِيضِ

[1766] (5690) خ نَا فَرْوَةُ بْنُ أبِي الْمَغْرَاءِ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، نا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينَةِ, وَتَقُولُ: هُوَ الْبَغِيضُ النَّافِعُ.

(3/287)

بَاب السَّعُوطِ

[1767] (5691) خ نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا وُهَيْبٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَاسْتَعَطَ.

بَاب أَيَّ سَاعَةٍ يَحْتَجِمُ

وَاحْتَجَمَ أَبُومُوسَى لَيْلًا.

[1768] (5694) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، نا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ.

بَاب الْحِجَامَةِ مِنْ الدَّاءِ

[1769] (5696) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، نا عَبْدُ الله، نا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُوطَيْبَةَ، فَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ، وَقَالَ: «إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ» , وَقَالَ: «لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ, وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ».

[1770] (5697) خ ونَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو وَغَيْرُهُ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله عَادَ الْمُقَنَّعَ ثُمَّ قَالَ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَحْتَجِمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فِيهِ شِفَاءً».

(3/288)

بَاب مَنْ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غَيْرَهُ وَفَضْلِ مَنْ لَمْ يَكْتَوِ

[1771] (3410) (5752) خ نَا مُسَدَّدٌ، نا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.

[1772] و (5705) نَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، نا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ.

فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: نا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ».

قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ».

قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: «وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ ومَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ» , زَادَ ابن نمير: «سَدَّ الْأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي».

قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: «قُلْتُ: مَا هَذَا, أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيلَ: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ: انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ (1) الْأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ».

قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «مَعَ» (2) , «هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ».

ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ، وَقَالَوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِالله وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ، فَنَحْنُ هُمْ، أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ: «هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ

_________

(1) هنازيادة في الأصل: زَادَ ابن نمير، وهو إقحام لا معنى له، فالسياق لابن فضيل مستمر، وليست هذه الجملة بزائدة فقد اتفقا عليها.

(2) هكذا قَالَ ابن نمير، وقَالَ ابن فضيل والسياق له: وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ.

(3/289)

وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» , فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» , فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.

قَالَ ابنُ فُضَيْلٍ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «اللهمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» , ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ من الأنصار فقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ لَمْ يَرْقِ (5752)، وفِي بَابِ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (6472) , وفِي بَابِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ (6541)، وفِي كِتَابِ اللباس بَاب الْبُرْدِ وَالْحِبَرَةِ وَالشَّمْلَةِ (5811) (1)، وفِي بَابِ وَفَاةِ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3410).

بَاب الْجُذَامِ

[1773] (5717) خ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله الأويسي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ.

(5707) خ: وَقَالَ عَفَّانُ (2): نا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، نا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا عَدْوَى, وَلَا طِيَرَةَ, وَلَا هَامَةَ, وَلَا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ».

_________

(1) هو حديث أبِي هريرة بمعنى حديث ابن عباس.

(2) هكذا في وقع في البخاري لم يصرح بالسماع مع أنه شيخه، وقد رواه البيهقي 7/ 135 ثم قَالَ: أخرجه البخاري في الصحيح، فقَالَ: وقَالَ عفان ثنا سليم فذكره أهـ.

(3/290)

زَادَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ: فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ الله، فَمَا بَالُ إِبِلِي تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَأْتِي الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا، فَقَالَ: «فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ».

[1774] (5770) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَني مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ (بَعْدُ) (1) يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» , وَأَنْكَرَ أَبُوهُرَيْرَةَ حَدِيثَ الْأَوَّلِ، قُلْنَا: أَلَمْ تُحَدِّثْ أَنَّهُ لَا عَدْوَى، فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ، قَالَ أَبُوسَلَمَةَ: فَمَا رَأَيْتُهُ نَسِيَ حَدِيثًا غَيْرَهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْفَأْلِ (5755) , وفِي بَابِ الطِّيَرَةِ (5754) , وبَاب لَا هَامَةَ ولا صفر (5717) , وبَاب لَا هَامَةَ (5757) (5770) , وبَاب لَا عَدْوَى (5733).

بَاب الْمَنُّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ

[1775] (5708) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا غُنْدَرٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرُو بْنَ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ».

وَخَرَّجَهُ في: التفسير باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} (4478) , وفِي بَابِ المنّ وَالسّلْوَى في سُورةِ الأعرافِ (4639).

_________

(1) ثابتة في الصحيح، ولا أدري أثبتت في الأصل لأنها آخر السطر وفيه طمس.

(3/291)

بَاب اللَّدُودِ

[1776] (5713) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ.

و (5718) نا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ (1)، نا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ هُوَ ابْنُ رَاشِدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ.

و (5715) نا أَبُوالْيَمَانِ، نا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله، أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّةَ، أَسَدَ خُزَيْمَةَ، وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ بن محصن أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ إِسْحَاقُ فِيهِ: «اتَّقُوا الله».

وقَالَ شُعَيْبٌ: «عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلَاقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ».

(قَالَ سُفْيَانُ:) (2) «يُسْعَطُ بها مِنْ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ».

قَالَ شُعَيْبٌ: يُرِيدُ الْكُسْتَ.

قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: بَيَّنَ لَنَا ثنتين وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا خَمْسًا.

قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فلَمْ يَحْفَظْ، إِنَّمَا قَالَ: أَعْلَقْتُ عَنْهُ، حَفِظْتُهُ مِنْ فِي الزُّهْرِيِّ، وَوَصَفَ سُفْيَانُ الْغُلَامَ يُحَنَّكُ بِالْإِصْبَعِ، وَيُدْخِلُ سُفْيَانُ فِي حَنَكِهِ، إِنَّمَا يَعْنِي يَرْفَعُ حَنَكَهُ بِإِصْبَعِهِ وَلَمْ يَقُلْ: أَعْلِقُوا عَلَيْهِ شَيْئًا.

_________

(1) هكذا نسبه في نسختنا وفي بعض النسخ من الصحيح مهمل غير منسوب.

(2) زيادة مني سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ، يصح بها اللفظ المنسوب ويشهد لها باقي الكلام.

(3/292)

خ: وَقَالَ يُونُسُ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ: عَلَّقَتْ عَلَيْهِ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب ذَاتِ الْجَنْبِ (5718) , وفِي بَابِ السَّعُوطِ بِالْقُسْطِ الْهِنْدِيِّ (5692).

بَاب ذَاتِ الْجَنْبِ

[1778] (5721) خ قَالَ (1): عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَذِنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنْ الْحُمَةِ وَالْأُذُنِ.

قَالَ أَنَسٌ: كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَشَهِدَنِي أَبُوطَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِي.

بَاب حَرْقِ الْحَصِيرِ لِيُسَدَّ بِهِ الدَّمُ

[1779] (2903) (5722) خ نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ (2) , نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي حَازِمٍ.

و (4075) نا قُتَيْبَةُ، عن سُفْيَانَ, عَنْ أبِي حَازِمٍ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ النبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَسَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَكَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ لِلنَّاسِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي.

_________

(1) في الأصل: خ نا عباد بن منصور، وهو تصحيف فالخبر معلق عن عباد، والبخاري لم يدرك عبادا، وليس لعباد في البخاري إلا هذا الموضع معلقا، والله أعلم.

(2) في الأصل: قتيبة، وهو تصحيف.

(3/293)

قَالَ يَعْقُوبُ: لَمَّا كُسِرَتْ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَيْضَةُ وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ، وفَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَلَمَّا رَأَتْ الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِ النبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَأَ الدَّمُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمِجَنِّ والترس وَمَنْ تتَرَّسَ بِتُرْسِ صَاحِبِهِ (2903) , وفِي بَابِ دَوَاءِ الْجُرْحِ بِإِحْرَاقِ الْحَصِيرِ في الجهاد (3037) , وفِي بَابِ مَا أَصَابَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ (4075) , وبَاب لُبْسِ الْبَيْضَةِ (2911) , وبَاب غَسْلِ الْمَرْأَةِ أَبَاهَا الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ (243).

بَاب الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ

[1780] (5723) خ نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ».

قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ عَبْدُ الله يَقُولُ: اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ.

[1781] (5724) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ عروة، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أبِي بَكْرٍ كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا أَخَذَتْ الْمَاءَ فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا (1).

وخرج الأول فِي بَابِ صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ (4264).

[1782] (3262) عَنْ رَافِعٍ وقَالَ: «مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ».

_________

(1) تكملته في الصحيح: قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ.

(3/294)

بَاب مَا يُذْكَرُ فِي الطَّاعُونِ

[1783] (5729) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ, حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بالشَّامِ.

وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ, فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي الْأَنْصَارَ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا باخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلَانِ، فَقَالَوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ, قَالَ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ الله، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ الله إِلَى قَدَرِ الله، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بإذن الله وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ الله، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ الله

(3/295)

صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» , قَالَ: فَحَمِدَ الله عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ.

[1784] (5732) خ وَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ، نا عَاصِمٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: يَحْيَى بِمَ مَاتَ؟ قُلْتُ: مِنْ الطَّاعُونِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».

[1785] (3473) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أبِي النَّضْرِ, (1) عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ.

و (6974) نا أَبُوالْيَمَانِ، أخبرنا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبرني عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْوَجَعَ فَقَالَ: «رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَمِ ثُمَّ بَقِيَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ، فَتَذْهَبُ الْمَرَّةَ وَتَأْتِي الْأُخْرَى، فَمَنْ سَمِعَ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا يُقْدِمَنَّ عَلَيْهِ وَمَنْ كَانَ بِأَرْضٍ وَقَعَ بِهَا فَلَا يَخْرُجْ فِرَارًا مِنْهُ».

قَالَ أَبُوالنَّضْرِ: لَا يُخْرِجْكُمْ إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ.

[1786] (3474) خ ونا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا دَاوُدُ بْنُ أبِي الْفُرَاتِ، نا عَبْدُ الله بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَنِي: «أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ الله عَلَى مَنْ يَشَاءُ من عباده وَأَنَّ الله جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ, لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ

_________

(1) في بعض نسخ الموطأ والصحيح خلل في هذا الحديث، شرحه القاضي في المشارق 2/ 159.

(3/296)

الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَيْتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ الله إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ».

وخرجه بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ الِاحْتِيَالِ والْفِرَارِ مِنْ الطَّاعُونِ (6973) (6974) , وبَاب قوله {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (6619) , وباب ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني إسرائيل (3473) (3474) , وبَاب أَجْرِ الصَّابِرِ فِي الطَّاعُونِ (5734).

[1787] (2829) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أبِي صَالِحٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ, وَالْمَبْطُونُ, وَالْغَرِقُ, وَصَاحِبُ الْهَدْمِ, وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ الله».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ (2829).

بَاب الرُّقَى بِالْقُرْآنِ وَالْمُعَوِّذَاتِ

[1788] (5017) خ قُتَيْبَةُ، نا الْمُفَضَّلُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ.

ح (5735) ونا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ.

و (5748) نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله الْأُوَيْسِيُّ، نا سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ.

زَادَ عُقَيْلٌ: يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ.

(3/297)

زَادَ مَعْمَرٌ: كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا، فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ كَيْفَ يَنْفِثُ: قَالَ كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ (5748) , وفِي بَابِ المرأة تَرقِي الرَّجُل (5751) , وفِي بَابِ المعَوَّذَات (5016) (5017)، وباب التّعوّذ والقِراءَة (6319).

بَاب الرُّقَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ

[1789] (5737) خ نا سِيدَانُ بْنُ مُضَارِبٍ أَبُومُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ، نا أَبُومَعْشَرٍ الْبَصْرِيُّ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ الْأَخْنَسِ أَبُومَالِكٍ، عَنْ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[1790] (2276) خ ونا أَبُوالنُّعْمَانِ, و (5749) مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ أبِي بِشْرٍ، عَنْ أبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، وَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا بِكُمْ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ وَقَالَوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَكم شَيْءٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَالله إِنِّي لَرَاقٍ، وَلَكِنْ وَالله لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَقْرَأُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} , حَتَّى كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالَ فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى:

(3/298)

لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ, أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ».

زَادَ أَبُوالنُّعْمَانِ: وَضَحِكَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله أَخَذَ عَلَى كِتَابِ الله أَجْرًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ الله».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الشَّرْطِ فِي الرُّقْيَةِ بِقَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ (5737) , وفِي بَابِ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ (5749) , وفِي بَابِ مَا يُعْطَى فِي الرُّقْيَةِ عَلَى أَحْيَاءِ الْعَرَبِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (2276) , وفِي بَابِ فَضْلِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ (5007).

بَاب رُقْيَةِ الْعَيْنِ

[1791] (5739) خ نا (مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ) (1)

, نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، نا الزُّهْرِيُّ، عَنْ

_________

(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مَا بِيْنَ القَوْسَيْنِ.

وَقَدْ زَعَمَ الذَّهَبِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ هَذَا هُوَ الذُّهْلِيُّ (السير 6/ 283).

وقَالَ الْحَافِظُ: عِنْد الْأَكْثَر فِي الطِّبّ: عَنْ مُحَمَّد بْن خَالِد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن وَهْب بْن عَطِيَّة، فَوَقَعَ فِي رِوَايَة الْأَصِيلِيِّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خَالِد الذُّهْلِيُّ، وَكَذَا هُوَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيِّ، وَأَخْرَجَ اِبْن الْجَارُود الْحَدِيث الْمَذْكُور عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْ مُحَمَّد بْن وَهْب الْمَذْكُور أهـ.

قُلتُ: وسَقَطَ أَوَّلُ الإسْنَادِ عَلَى النَّاسِخِ، فَالله أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

وَفِي هَذَا الحَدِيثِ مِنْ لَطَائِفِ الإسْنَادِ: أَنَّهُ نَازِلٌ لِلْبُخَارِيِّ بِالنِّسْبَةِ لِحَدِيث عُرْوَة بْن الزُّبَيْر ثَلَاث دَرَجَات، فَإِنَّهُ أَخْرَجَ فِي صَحِيحه ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ، أَحَدَهُما فِي الصَّلاَةِ بَاب الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ مُلْتَحِفًا بِهِ، وَالثَّانِي فِي الْعِتْق بَاب أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ، وَالثَّالِثَ في الدِّيَاتِ، بَاب جَنِينِ الْمَرْأَةِ، فَكَانَ بَيْنه وَبَيْن عُرْوَة رَجُلَانِ، وَها هُنَا بَيْنه وبين عروة خَمْسَة أَنْفُس.

وَقَدْ عَلَّقَ الْحَافِظُ عَلَى الْمَوْضِعَين اللَّذَينِ عَلا فِيهِمَا في حَدِيثِ عُرْوَةَ فقَالَ: هَذَا مِنْ أَعْلَى حَدِيث وَقَعَ فِي الْبُخَارِيّ، وَهُوَ فِي حُكْم الثُّلَاثِيَّات، لِأَنَّ هِشَام بْن عُرْوَة شَيْخ شَيْخه مِنْ التَّابِعِينَ.

وقَالَ في مَوْضِع ِكِتَابِ الدّيَاتِ: وَهَذَا فِي حُكْم الثُّلَاثِيَّات لِأَنَّ هِشَامًا تَابِعِيّ كَمَا سَبَقَ تَقْرِيره فِي رِوَايَة عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى أَيْضًا عَنْ الْأَعْمَش فِي أَوَّل الدِّيَات أهـ.

قُلتُ: وَفِي أَحَادِيثِ البُخَارِيِّ الَّتِي لَهَا حُكْمُ الثُّلاثِيَّاتِ وَلَيْسَتْ بِثُلاَثِية جُزْء لَطِيفٌ قَدْ جَمَعْتُهُ.

وَمِنْ لَطَائِفِ هَذَا الإسْنَادِ أَيْضا:

ما قَالَ الحافظُ: اِجْتَمَعَ فِي هَذَا السَّنَد مِنْ الْبُخَارِيّ إِلَى الزُّهْرِيِّ سِتَّة أَنْفُس فِي نَسَق كُلّ مِنْهُمْ اِسْمه مُحَمَّد، وَإِذَا رَوَيْنَا الصَّحِيح مِنْ طَرِيق الْفَرَاوِيّ عَنْ الْحَفْصي عَنْ الْكُشْمِيهَنِيِّ عَنْ الْفَرْبَرِيِّ كَانُوا عَشْرَة أهـ.

(3/299)

عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بنتِ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: «اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ».

بَاب الْعَيْنُ حَقٌّ

[1792] (5740) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ» وَنَهَى عَنْ الْوَشْمِ.

وَخَرَّجَهُ في: باب الواشمة (5944).

بَاب رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

[1793] (5741) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ، نا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الرُّقْيَةِ مِنْ الْحُمَةِ, فَقَالَتْ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ.

(3/300)

بَاب رُقْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

[1794] (5744) خ نا أَحْمَدُ ابْنُ أبِي رَجَاءٍ، نا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْقِي يَقُولُ.

ح و (5749) نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى، نا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: «اللهمَّ رَبَّ النَّاسِ, أَذْهِبْ الْبَاسَ, واشْفِهِ, فَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا».

زَادَ هِشَامٌ: «بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَسْحِ الرَّاقِي الْوَجَعَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى (5750).

[1795] (5745) خ ونا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, و (5746) صَدَقَةُ، نا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: «تُرْبَةُ أَرْضِنَا ورِيقَةِ (1) بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا».

زَادَ صدقة: «بِإِذْنِ رَبِّنَا» (2).

بَاب الطِّيَرَةِ والْفَأْلِ

[1796] (5754) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى

_________

(1) الذي ذكره القاضي والحافظ: بريقة أهـ.

(2) كذا قَالَ، وهذه اللفظة في الحديثين معا في الصحيح، وقد زَادَ علي في أوله: " بِسْمِ اللَّهِ ".

(3/301)

الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا طِيَرَةَ, وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ» , قَالَوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ».

[1797] (5756) خ ونَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا هِشَامٌ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ».

بَاب السِّحْرِ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} إلَى قَوْلِهِ {خَلَاقٍ} , وَقَوْلِهِ {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} وَقَوْلِهِ {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} وَقَوْلِهِ {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} وَقَوْلِهِ {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} النَّفَّاثَاتُ السَّوَاحِرُ، {تُسْحَرُونَ} تُعَمَّوْنَ.

[1798] (6391) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ.

و (5766) نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ.

و (5765) نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، و (6063) الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، سَأَلْتُ هِشَامًا، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ.

قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنْ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَالك.

زَادَ الْحُمَيْدِيُّ: مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلَا يَأْتِي.

قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: قَالَتْ: حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا الله وَدَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ الله قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ»، قُلْتُ: وَمَا ذَلكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ثُمَّ

(3/302)

قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ قَالَ: فِي مَاذَا؟ , قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ».

وقَالَ سُفْيَانُ: «وَمُشَاقَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ قَالَ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ».

قَالَ أَنَسٌ: وَبِئْرُ ذَرْوَانَ فِي بَنِي زُرَيْقٍ.

قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ.

قَالَ سُفْيَانُ: حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ فَقَالَ: «هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا».

قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: «وَالله لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: فَأَخْرَجْتَهُ، قَالَ: «لَا».

قَالَ سُفْيَانُ: فَاسْتُخْرِجَ.

وقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْرِجَ.

قَالَ سُفْيَانُ: قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلَا تَنَشَّرْتَ؟ فَقَالَ: «أَمَّا الله فَقَدْ شَفَانِي وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ» , قَالَ أَبُوأسامة: «مِنْهُ شَرًّا» وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ.

قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَتْ: وَلَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِلْيَهُودِ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالَ الْمُشَاطَةُ مَا يَخْرُجُ مِنْ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ، وَالْمُشَاقَةُ مِنْ مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ.

(3/303)

قَالَ الْمُهَلَّبُ:

مَعْنَاهُ أَنَّهُ أَخْرَجَ الْجُفَّ بِمَا كَانَ فِيهِ مِنْ الْمُشَاقَةِ، وَلَمْ يَنْشُرْ مَا فِيهِ لِئَلاَّ يَرَى النَّاسُ كَيْفِيَّةَ مَا صَنَعَهُ السَّاحِرُ فِيهَا، فَيَصْنَعُ النَّاسُ لِأَعْدَائِهِمْ مِثْلَهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ (1).

وَخَرَّجَهُ في: بَاب هَلْ يُعْفَى عَنْ الذِّمِّيِّ إِذَا سَحَرَ (3175) , وفِي بَابِ هَلْ يَسْتَخْرِجُ السِّحْرَ (5765) , وَصَدَّرَ فِيهِ:

وَقَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ، أَوْ يُؤَخَّذُ عَنْ امْرَأَتِهِ، أَيُحَلُّ عَنْهُ أَوْ يُنَشَّرُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الْإِصْلَاحَ فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنُ شِهَابٍ سُئِلَ أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ قَتْلٌ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُنِعَ به ذَلِكَ فَلَمْ يَقْتُلْ مَنْ صَنَعَهُ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب تَكْرِيرِ الدُّعَاءِ (6391) , وفِي بَابِ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} الآية، وَقَوْلِهِ {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} , {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} وَتَرْكِ إِثَارَةِ الشَّرِّ عَلَى المُسْلِم وَالكَافِرِ (6063) , وفِي بَابِ صِفة إِبلِيسَ وَجُنودِهِ (3268).

_________

(1) لا يخفى ما في هذا الوجه من التكلف، إذ غالبا لا يتم فك السحر إلا باستخراجه وفك ما فيه، وقد جاء ذلك في بعض الطرق، وينظر في شرح هذه القصة وأحكامها ما كتبته في جزء صغير بعنوان: طرق حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم وفقهه وبيان كيفية فك السحر عن المسحور، وهو مطبوع عن دار ابن حزم في لبنان.

(3/304)

بَاب الدَّوَاءِ بِالْعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ

[1799] (5767) خ ونا عَلِيٌّ، و (5445) جُمْعَةُ بْنُ عَبْدِ الله، قَالَا: نا مَرْوَانُ، نا هَاشِمُ بنُ هَاشِم، أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْم سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ».

زَادَ عَلِيٌّ: «إِلَى اللَّيْلِ».

(وَخَرَّجَهُ) فِي بَابِ الْعَجْوَةِ من كِتَابِ الأَطْعِمَة (5445) , وفِي بَابِ شُرْبِ السُّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ (5775).

بَاب أَلْبَانِ الْأُتُنِ

[1800] (5781) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وقَالَ الْلَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ هَلْ يَتَوَضَّأُ أَوْ يَشْرَبُ أَلْبَانَ الْأُتُنِ أَوْ مَرَارَةَ السَّبُعِ أَوْ أَبْوَالَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا فَلَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا، فَأَمَّا أَلْبَانُ الْأُتُنِ فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُحُومِهَا وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَلْبَانِهَا أَمْرٌ وَلَا نَهْيٌ، وَأَمَّا مَرَارَةُ السَّبُعِ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُوإِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ.

وَخَرَّجَهُ في: الصيد (5530).

(3/305)

بَاب إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي الْإِنَاءِ

[1801] (5782) خ نَا قُتَيْبَةُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي إحْدَى جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الأُخْرَى دَاءً».

وَخَرَّجَهُ في: باب {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} في بدء الخلق (3320).

(3/306)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

52 - كِتَاب الْوَصَايَا

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَصِيَّةُ الرَّجُلِ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ» وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} إلَى قَوْلِهِ {غَفُورٌ رَحِيمٌ} {جَنَفًا} مَيْلًا, مُتَجَانِفٌ مَائِلٌ.

[1802] (2738) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ».

[1803] (2739) خ ونَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ، نا يَحْيَى بْنُ أبِي بُكَيْرٍ، نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ، نا أَبُوإِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، خَتَنِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً وَلَا شَيْئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ.

(4461) زَادَ قُتَيْبَةُ، عن أبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ: الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا، وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا لِابْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4461) , وفِي بَابِ نفقة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3098) , وباب بغلة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2873).

(3/307)

[1804] (2740) خ نَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، نا طَلْحَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الله بْنَ أبِي أَوْفَى: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ أَوْ أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ الله.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4460) , وباب الوصية بكتاب الله في فضائل القرآن (5022).

[1805] (4459) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَزْهَرُ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَتْ: مَنْ قَالَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي فَدَعَا بِالطَّسْتِ فَانْخَنَثَ فَمَاتَ وَمَا شَعَرْتُ كَيْفَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ!.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4459).

بَاب مَنْ قَالَ لَمْ يَتْرُكْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ

[1806] (5019) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ: أَتَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.

قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.

خرج هذا فِي باب (1) فضائل القرآن (5019).

_________

(1) هكذا في الأصل: باب، وهكذا سيسميه في موضعه، وبعض الروايات: كتاب فضائل القرآن.

(3/308)

بَاب الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ

[1807] (5354) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، و (2742) نا أَبُونُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرٍ.

و (3936) نا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، و (6373) مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

و (1295) نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نا مَالِكٌ، نا الزهريُّ, و (6733) نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ قَالَ: مَرِضْتُ بِمَكَّةَ مَرَضًا أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ, فَأَتَانِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي.

زَادَ إِبْرَاهِيمُ: عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

قَالَ الْحُمَيْدِيُّ، عن سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي.

[1808] (5659) نا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَاهَا قَالَ: يَا نَبِيَّ الله إِنِّي لا أَتْرُكْ إِلَّا ابْنَةً وَاحِدَةً أفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي وَأَتْرُكُ الثُّلُثَ؟ فَقَالَ: «لَا» , قُلْتُ: فَأُوصِي بِالنِّصْفِ وَأَتْرُكُ النِّصْفَ؟ قَالَ: «لَا» , قُلْتُ: فَأُوصِي بِالثُّلُثِ وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ».

«إنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ, ومَهْمَا أَنْفَقْتَ فهو لك صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةُ تَرْفَعُهَا في فِي امْرَأَتِكَ».

وقَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّكَ إنْ (1) تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ الله إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا».

_________

(1) في الصحيح: لن، وهو أليق.

(3/309)

قَالَ الْجُعَيْدُ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ مَسَحَ وَجْهِي وَبَطْنِي ثُمَّ قَالَ: «اللهمَّ اشْفِ سَعْدًا وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ» , فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ حَتَّى السَّاعَةِ.

قَالَ أَبُونُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ سَعْدٍ: وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ في الْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ الزُّهْرِيِّ: قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي.

وقَالَ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ: عَنْ هِجْرَتِي.

(2744) قَالَ هَاشِمٌ (1): فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله ادْعُ الله أَنْ لَا يَرُدَّنِي عَلَى عَقِبِي.

قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: فَقَالَ: «لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ الله إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ أقوامٌ آخَرُونَ».

قَالَ مُوسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «اللهمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنْ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ» , قَالَ سَعْدٌ: يَرْثِي لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ.

قَالَ الْحُمَيْدِيُّ عن سُفْيَانَ: وَسَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِه: «اللهمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ» (3936) , وفِي بَابِ الدُّعَاءِ بِرَفْعِ الْوَبَاءِ وَالْوَجَعِ (6373) , وفِي بَابِ رِثَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ (1295) , وفِي بَابِ مِيرَاثِ الْبَنَاتِ (6733)، وفِي بَابِ قَوْلِ الْمَرِيضِ إِنِّي

_________

(1) لم يسق إسناد هاشم أول الحديث، وقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ.

(3/310)

وَجِعٌ أَوْ وَا رَأْسَاهْ (5668) , وفِي بَابِ وَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْمَرِيضِ (5659) , وفِي بَابِ النفقات وفَضْلِ النَّفَقَةِ عَلَى الْأَهْلِ (5354) , وفِي بَابِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ (4409).

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}

خ: وَيُذْكَرُ أَنَّ شُرَيْحًا وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَطَاوُسًا وَعَطَاءً وَابْنَ أُذَيْنَةَ أَجَازُوا إِقْرَارَ الْمَرِيضِ بِالدَّيْنِ، وَقَالَ الْحَسَنُ: أَحَقُّ مَا يُصَدَّقُ بِهِ الرَّجُلُ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَة.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ وَالْحَكَمُ: إِذَا أَبْرَأَ الْوَارِثَ مِنْ الدَّيْنِ بَرِئَ، وَأَوْصَى رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَنْ لَا تَكْشِفَ امْرَأَتُهُ الْفَزَارِيَّةُ عَمَّا أَغْلَقَتْ عَلَيْهِ بَابَهَا. وَقَالَ الْحَسَنُ: إِذَا قَالَ لِمَمْلُوكِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ كُنْتُ أَعْتَقْتُكَ جَازَ, وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِذَا قَالَتْ الْمَرْأَةُ عِنْدَ مَوْتِهَا إِنَّ زَوْجِي قَضَانِي وَقَضَيْتُ مِنْهُ جَازَ.

وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَا يَجُوزُ إِقْرَارُهُ لِسُوءِ الظَّنِّ بِهِ لِلْوَرَثَةِ، ثُمَّ اسْتَحْسَنَ فَقَالَ: يَجُوزُ إِقْرَارُهُ بِالْوَدِيعَةِ وَالْبِضَاعَةِ وَالْمُضَارَبَةِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» , وَلَا يَحِلُّ مَالُ الْمُسْلِمِينَ, لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» , وَقَالَ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (1) فَلَمْ يَخُصَّ وَارِثًا وَلَا غَيْرَهُ. قَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُهُ.

_________

(1) أقحم هنا: فَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ أَحَقُّ مِنْ تَطَوُّعِ الْوَصِيَّةِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم انتبه فوضعها ين حاصرتين، وهذه مما صدر به البخاري الباب التالي.

(3/311)

بَاب

قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}.

خ: وَيُذْكَرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ أَحَقُّ مِنْ تَطَوُّعِ الْوَصِيَّةِ, وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى» , وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا يُوصِي الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ أَهْلِهِ, وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِه».

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب هَلْ يَنْتَفِعُ الْوَاقِفُ بِوَقْفِهِ

وَقَدْ اشْتَرَطَ عُمَرُ: لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ, وَقَدْ يَلِي الْوَاقِفُ وَغَيْرُهُ, وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ جَعَلَ بَدَنَةً أَوْ شَيْئًا لِلَّهِ فَلَهُ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهَا كَمَا يَنْتَفِعُ غَيْرُهُ وَإِنْ لَمْ يَشْتَرِطْ.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب إِذَا وَقَفَ شَيْئًا فلم يَدْفَعْهُ إِلَى غَيْرِهِ فَهُوَ جَائِزٌ

لِأَنَّ عُمَرَ وَقَفَ وَقَالَ: لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ وَلَمْ يَخُصَّ إِنْ وَلِيَهُ عُمَرُ أَوْ غَيْرُهُ.

بَاب إِذَا قَالَ دَارِي صَدَقَةٌ لِلَّهِ وَلَمْ يُبَيِّنْ لِلْفُقَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ فَهُوَ جَائِزٌ

وَيَضَعُهَا فِي الْأَقْرَبِينَ وَحَيْثُ أَرَادَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَلْحَةَ حِينَ قَالَ: أَحَبُّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ.

(3/312)

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَجُوزُ حَتَّى يُبَيِّنَ لِمَنْ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.

قَدْ خُرِّجَ مَا فِيهِ.

بَاب إِذَا قَالَ أَرْضِي أَوْ بُسْتَانِي صَدَقَةٌ عَنْ أُمِّي فَهُوَ جَائِزٌ وَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ لِمَنْ ذَلِكَ

[1809] (2756) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ (1) , نا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» , قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْإِشْهَادِ فِي الْوَقْفِ وَالصَّدَقَةِ (2762) , وبَاب مَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ تُوُفِّيَ فُجَاءَةً أَنْ يَتَصَدَّقُوا عَنْها (2760) , وبَاب إِذَا وَقَفَ أَرْضًا وَلَمْ يُبَيِّنْ الْحُدُودَ وَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ فَهُوَ جَائِزٌ (2770) , وفي مَوْتِ الْفَجْأَةِ بَغْتَة (1388) (2).

بَاب

قَوْلِه {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}

[1810] (2759) خ نا أَبُوالنُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، نا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ أبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نُسِخَتْ، وَلَا وَالله مَا نُسِخَتْ، وَلَكِنَّهَا مِمَّا تَهَاوَنَ النَّاسُ، هُمَا وَلِيَّانِ وَالٍ يَرِثُ وَذَلكَ

_________

(1) في بعض نسخ البخاري: محمد مهمل بدون نسب، وقد نسبه في نسختنا كما رأيت.

(2) وهو وقبل سابقه من حديث عائشة رضي الله عنها.

(3/313)

الَّذِي يَرْزُقُ، وَوَالٍ لَا يَرِثُ فَذَاكَ الَّذِي يَقُولُ بِالْمَعْرُوفِ, يَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ أَنْ أُعْطِيَكَ.

وَخَرَّجَهُ في: التفسير بهذا التبويب (4576).

بَاب

قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ} الآية

لَأَحْرَجَكُمْ وَضَيَّقَ، {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} خَضَعَتْ.

[1811] (2767) خ: وَقَالَ لَنَا سُلَيْمَانُ (1): نا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا رَدَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَحَدٍ وَصِيَّةً.

وَكَانَ طَاوُسٌ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْيَتَامَى قَرَأَ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}.

وَقَالَ عَطَاءٌ فِي اليَتَامَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ: يُنْفِقُ الْوَلِيُّ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِهِ (2) مِنْ حِصَّتِهِ.

وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ فِي مَالِ الْيَتِيمِ أَنْ يَجْتَمِعَ نُصَحَاؤُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ فَيَنْظُرُوا الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهُ.

_________

(1) وقع في الأصل تصحيف لنا إلى انا، حيث فصل بين أول الحروف والنون، فصارت قريبة من أنا.

قَالَ الحافظ: هُوَ مَوْصُول، وَسُلَيْمَان مِنْ شُيُوخ الْبُخَارِيّ، وَجَرَتْ عَادَة الْبُخَارِيّ الْإِتْيَان بِهَذِهِ الصِّيغَة فِي الْمَوْقُوفَات غَالِبًا وَفِي الْمُتَابَعَات نَادِرًا، وَلَمْ يُصِبْ مَنْ قَالَ إِنَّهُ لَا يَأْتِي بِهَا إِلَّا فِي الْمُذَاكَرَة، وَأَبْعَدَ مَنْ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ لِلْإِجَازَةِ أهـ.

(2) سقطت الراء من الأصل فصارت: بقده.

(3/314)

بَاب اسْتِخْدَامِ الْيَتِيمِ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ إِذَا كَانَ صَلَاحًا لَهُ وَنَظَرِ الْأُمِّ وَزَوْجِهَا لِلْيَتِيمِ

[1812] (6911) خ نا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, و (2768) نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، نا ابْنُ عُلَيَّةَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَأَخَذَ أَبُوطَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ، قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ.

قَالَ عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: فَوَالله مَا قَالَ لِي النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ اسْتَعَانَ عَبْدًا أَوْ صَبِيًّا من القسامة (6911).

بَاب وَقْفِ الدَّوَابِّ وَالْكُرَاعِ وَالْعُرُوضِ وَالصَّامِتِ

خ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ مَنْ جَعَلَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ الله وَدَفَعَهَا إِلَى غُلَامٍ لَهُ تَاجِرٍ يَتْجِرُ بِهَا وَجَعَلَ رِبْحَهُ صَدَقَةً لِلْمَسَاكِينِ وَالْأَقْرَبِينَ هَلْ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ رِبْحِ ذَلِكَ الْأَلْفِ شَيْئًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جَعَلَ رِبْحَهَا صَدَقَةً فِي الْمَسَاكِينِ؟ قَالَ: لَيْسَ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.

قَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ عُمَرَ فِي الْفَرَسِ.

(3/315)

بَاب إِذَا وَقَفَ أَرْضًا أَوْ بِئْرًا وَاشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ مِثْلَ دِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ

وَأَوْقَفَ أَنَسٌ دَارًا فَكَانَ إِذَا قَدِمَهَا نَزَلَهَا (1)، وَتَصَدَّقَ الزُّبَيْرُ بِدُورِهِ، وَقَالَ: لِلْمَرْدُودَةِ مِنْ بَنَاتِهِ أَنْ تَسْكُنَ غَيْرَ مُضِرَّةٍ وَلَا مُضَرٍّ بِهَا، فَإِنْ اسْتَغْنَتْ بِزَوْجٍ فَلَيْسَ لَهَا حَقٌّ.

وَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ نَصِيبَهُ مِنْ دَارِ عُمَرَ سُكْنَى لِذَوِي الْحَاجَةِ مِنْ آلِ عَبْدِ الله.

[1813] (2778) خ: وَقَالَ عَبْدَانُ أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عُثْمَانَ حِينَ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ وَلَا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ» فَحَفَرْتُهَا, أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ» فَجَهَّزْتُهُمْ, قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ.

بَاب إِذَا قَالَ الْوَاقِفُ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى الله فَهُوَ جَائِزٌ

خَرَّجَهُ فِي مَقْدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ.

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} إلَى قَوْلِهِ {لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

_________

(1) هكذا ثبت في الأصل، وقَالَ عياض: كذا لكافتهم، وصوابه ما للأصيلي وابن السكن: إذا قدم نزلها أهـ (المشارق 2/ 293).

(3/316)

[1814] (2780) خ وقَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله (1): نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا ابْنُ أبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ مَعَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ فَمَاتَ السَّهْمِيُّ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مُسْلِمٌ، فَلَمَّا قَدِمَا بِتَرِكَتِهِ فَقَدُوا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَحْلَفَهُمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وُجِدَ الْجَامُ بِمَكَّةَ، فَقَالَوا: ابْتَعْنَاهُ مِنْ تَمِيمٍ وَعَدِيِّ بنِ بَدَّاءٍ، فَقَامَ رَجُلَانِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَحَلَفَا {لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} وَإِنَّ الْجَامَ لِصَاحِبِهِمْ.

قَالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}.

_________

(1) هكذا ثبت في الصحيح، وقَالَ البيهقي بعد أن رواه 10/ 165: اخرجه البخاري في الصحيح، فقَالَ: قَالَ لى على بن عبد الله هو ابن المدينى أهـ.

(3/317)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

53 - كِتَاب الْفَرَائِضِ

وقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} إلَى قَوْلِهِ {عَلِيمٌ حَلِيمٌ}.

[1815] (4577) خ نا إِبْرَاهِيمُ، نا هِشَامٌ، حدثني ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُنْكَدِرِ.

و (194) نا أَبُوالْوَلِيدِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.

و (6723) نا قُتَيْبَةُ نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُولُ: مَرِضْتُ فَعَادَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ.

قَالَ ابنُ جُرَيْجٍ: فِي بَنِي سَلِمَةَ.

قَالَ سُفْيَانُ: وَهُمَا مَاشِيَانِ فَأَتَانِي وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَوَجَدَنِي لَا أَعْقِلُ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثُمَّ رَشَّ عَلَيَّ.

وقَالَ سُفْيَانُ: فَصَبَّ عَلَيَّ وَضُوءَهُ فَأَفَقْتُ, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي، كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي.

وقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ: وإِنَّمَا يَرِثُنِي كَلَالَةٌ.

زَادَ سُفْيَانُ: فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الميراث.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} الآية.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَمَّا لَمْ يُنْزَلْ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَيَقُولُ: «لَا أَدْرِي»، ولَمْ يُجِبْ حَتَّى يُنْزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ (7309) , وفِي بَابِ وُضُوءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ (5676) , وفي تفسير سورة النساء {يُوصِيكُمُ اللَّهُ}

(3/318)

الآية (4577) , وفِي بَابِ عِيَادَةِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ (5651) , وفِي بَابِ [ميراث] الإخوة والأخوات (6743).

بَاب تَعْلِيمِ الْفَرَائِضِ

وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: تَعَلَّمُوا قَبْلَ الظَّانِّينَ يَعْنِي الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالظَّنِّ.

وَخَرَّجَ حَدِيثَ «الظَّنّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» وَقَدْ تَقَدَّمَ.

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»

[1816] (2776) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نا مَالِكٌ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا, مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ».

[1817] (6730) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ إِلَى أبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ».

بَاب مِيرَاثِ الْوَلَدِ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: إِذَا تَرَكَ رَجُلٌ أَوْ امْرَأَةٌ ابْنَةً فَلَهَا النِّصْفُ، وَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ فَلَهُنَّ الثُّلُثَانِ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُنَّ ذَكَرٌ بُدِئَ بِمَنْ شَرِكَهُمْ فيعطى فَرِيضَتَهُ فَمَا بَقِيَ فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ.

(3/319)

[1818] (6732) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا وُهَيْبٌ، نا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مِيرَاثِ ابْنِ الِابْنِ إِذَا لَمْ يَكُنْ ابْنٌ (6753) , وفِي بَابِ ابْنَيْ عَمٍّ أَحَدُهُمَا أَخٌ لِلْأُمِّ وَالْآخَرُ زوجٌ (6746).

بَاب مِيرَاثِ الْبَنَاتِ

[1819] (6734) خ نَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا أَبُوالنَّضْرِ، نا أَبُومُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَتَانَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ مُعَلِّمًا وَأَمِيرًا، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَجُلٍ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ ابْنَتَهُ وَأُخْتَهُ، فَأَعْطَى الِابْنَةَ النِّصْفَ وَالْأُخْتَ النِّصْفَ.

بَاب مِيرَاثِ ابْنِ الِابْنِ إِذَا لَمْ يَكُنْ ابْنٌ

وَقَالَ زَيْدُ بنُ ثابتٍ: وَلَدُ الْأَبْنَاءِ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ إِذَا لَمْ يَكُنْ دُونَهُمْ وَلَدٌ، ذَكَرُهُمْ كَذَكَرِهِمْ وَأُنْثَاهُمْ كَأُنْثَاهُمْ، يَرِثُونَ كَمَا يَرِثُونَ، وَيَحْجُبُونَ كَمَا يَحْجُبُونَ، وَلَا يَرِثُ وَلَدُ الِابْنِ مَعَ الِابْنِ.

قد تَقَدَّمَ حَدِيثُهُ.

بَاب مِيرَاثِ ابْنَةِ ابْنٍ مَعَ بِنْتٍ

[1820] (6736) خ نَا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، نا أَبُوقَيْسٍ، سَمِعْتُ هُزَيْلَ بْنَ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سُئِلَ أَبُومُوسَى عَنْ بِنْتٍ وَابْنَةِ ابْنٍ وَأُخْتٍ، فَقَالَ: لِلْبِنْتِ النِّصْفُ وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَأْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنِي، فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ

(3/320)

أبِي مُوسَى فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ، أَقْضِي فِيهَا بِمَا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلْابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ ابْنٍ السُّدُسُ تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ، فَأَتَيْنَا أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: لَا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مِيرَاثُ الْأَخَوَاتِ مَعَ الْبَنَاتِ عَصَبَةٌ (6742).

بَاب مِيرَاثِ الْجَدِّ مَعَ الْأَبِ وَالْإِخْوَةِ

وَقَالَ أَبُوبَكْرٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ: الْجَدُّ أَبٌ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ {يَابَنِي آدَمَ} {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}.

وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ أَحَدًا خَالَفَ أَبَا بَكْرٍ فِي زَمَانِهِ وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَرِثُنِي ابْنُ ابْنِي دُونَ إِخْوَتِي وَلَا أَرِثُ أَنَا ابْنَ ابْنِي.

وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ وَعُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَزَيْدٍ أَقَاوِيلُ مُخْتَلِفَةٌ.

[1821] (3658) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَتَبَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْجَدِّ فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ» فإنه أَنْزَلَهُ أَبًا، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ.

وَخَرَّجَهُ في: باب فضائل أبِي بكر (3658).

(3/321)

بَاب مِيرَاثُ الْأَخَوَاتِ مَعَ الْبَنَاتِ عَصَبَةٌ

[1822] (6741) خ نَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَضَى فِينَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّصْفُ للبنت وَالنِّصْفُ لِلْأُخْتِ، ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ: قَضَى فِينَا، وَلَمْ يَذْكُرْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

بَاب ابْنَيْ عَمٍّ أَحَدُهُمَا أَخٌ لِأُمٍّ وَالْآخَرُ زَوْجٌ

قَالَ عَلِيٌّ: لِلزَّوْجِ النِّصْفُ وَلِلْأَخِ مِنْ الْأُمِّ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ بَيْنَهُمَا نِصْفَانِ.

قد تَقَدَّمَ حَدِيثُهُ.

بَاب الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً

[1823] (2218) (6765) خ ونا قُتَيْبَةُ، نا اللَّيْثُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ.

و (6749) نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بنِ أبِي وقاصٍ أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ، فَلَمَّا كَانَ عَامَ الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ، قَالَ: ابْنُ أَخِي عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ.

زَادَ الْلَّيْثُ: انْظُرْ إِلَى شَبَهِهِ.

فَقَامَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ: ابْنُ وَلِيدَةِ أبِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَتَهَاوَنَا (1) إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_________

(1) في الصحيح: فَتَسَاوَقَا، وهو الذي شرحه الحافظ.

(3/322)

زَادَ الْلَّيْثُ: فَنَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَبَهِهِ فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» , ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: «احْتَجِبِي مِنْهُ» , لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ الله.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب دَعْوَى الْوَصِيِّ لِلْمَيِّتِ (2421)، وفِي بَابِ مِيرَاثِ الْعَبْدِ النَّصْرَانِيِّ وَمُكَاتَبته (6765) , وفِي بَابِ إِثْمِ مَنْ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهِ أو مَنْ ادَّعَى أَخًا أَوْ ابْنَ أَخٍ من الفرائض (6765)، وفِي بَابِ غزوة الفتح (4303) , وفِي بَابِ شِرَاءِ الْمَمْلُوكِ مِنْ الْحَرْبِيِّ وَهِبَتِهِ وَعِتْقِهِ (2218) , وفِي بَابِ مَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ فَلَا يَأْخُذْهُ فَإِنَّ قَضَاءَ الْحَاكِمِ لَا يُحِلُّ حَرَامًا وَلَا يُحَرِّمُ حَلَالًا (7182) , وباب تفْسِير المشَبَّهَات (2053)، وبَاب قَوْلِ الْمُوصِي لِوَصِيِّهِ تَعَاهَدْ وَلَدِي وَمَا يَجُوزُ لِلْوَصِيِّ مِنْ الدَّعْوَى (2745)، وفِي بَابِ أمِّ الوَلَدِ (2533).

بَاب مِيرَاثِ السَّائِبَةِ

[1824] (6753) خ نَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْإِسْلَامِ لَا يُسَيِّبُونَ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُسَيِّبُونَ.

بَاب إِذَا أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ الرَّجُلُ

وَكَانَ الْحَسَنُ لَا يَرَى لَهُ ولاءه، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» , وَيُذْكَرُ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَفَعَهُ قَالَ: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ» , وَاخْتَلَفُوا فِي صِحَّةِ هَذَا الْخَبَرِ.

(3/323)

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَابْنُ أُخْتِ القَوْمِ مِنْهُمْ

[1825] (6761) خ نَا آدَمُ, و (6762) أَبُوالْوَلِيدِ, نا شُعْبَةُ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» أَوْ كَمَا قَالَ.

وقَالَ أَبُوالْوَلِيدِ فيه: قَالَ: «وابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ».

وَخَرَّجَهُ في: كتاب المناقب (3528).

بَاب مِيرَاثِ الْأَسِيرِ

وَكَانَ شُرَيْحٌ يُوَرِّثُ الْأَسِيرَ فِي أَيْدِي الْعَدُوِّ، وَيَقُولُ: هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ, وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَجِزْ وَصِيَّةَ الْأَسِيرِ وَعَتَاقَتَهُ وَمَا صَنَعَ فِي مَالِهِ مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ دِينِهِ، فَإِنَّمَا هُوَ مَالُهُ يَصْنَعُ فِيهِ مَا شَاءَ.

بَاب لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ

وَإِذَا أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ الْمِيرَاثُ فَلَا مِيرَاثَ لَهُ.

[1826] (6764) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ, عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ».

(3/324)

بَاب مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ

[1827] (6766) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله نا خَالِدٌ, عَنْ أبِي عُثْمَانَ, عَنْ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ».

[1828] (6767) فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بَكْرَةَ فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَخَرَّجَهُ في: غَزْوَةِ الطَّائِفِ (4326) (4327).

وقَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: نا ابْنُ بَشَّارٍ نا غُنْدَرٌ نا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ أخبرنا أَبُوعُثْمَانَ، الحديثَ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ حَسْبُكَ بِهِمَا، قَالَ: (1) أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ الله، وَأَمَّا الْآخَرُ فَنَزَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ الطَّائِفِ.

[1829] (6768) خ نَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ, أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ, عَنْ عِرَاكِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ».

بَاب إِذَا ادَّعَتْ الْمَرْأَةُ ابْنًا

[1830] (6769) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، نا أَبُوالزِّنَادِ، عَنْ الأعرجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَتْ امْرَأَتَانِ

_________

(1) في الصحيح: قَالَ: أجل، أما أحدهما ...

(3/325)

مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالَتْ الْأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا، فَقَالَتْ الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ الله هُوَ ابْنُهَا، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى».

قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: وَالله إِنْ سَمِعْنَا السِّكِّينَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةَ.

بَاب الْقَائِفِ

[1831] (6770) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا اللَّيْثُ، وَ (6771) سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُحْرِزًا» (1).

زَادَ سُفْيَانُ: «الْمُدْلِجِيَّ».

«دَخَلَ فَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ قَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ».

وَخَرَّجَهُ في: صفة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3555) , وفِي بَابِ مناقب زيد بن حارثة (3731).

_________

(1) هكذا في الأصل: محرزا، وفي الصحيح: مجززا، وقد ذكره القاضي في المشارق لكن عن غير البخاري (1/ 645).

(3/326)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

54 - كِتَاب الْأَحْكَامِ

وقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}

بَاب الْأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ

[1832] (3500) (7139) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ أَخْبَرَنَا، شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ الله، وَلَا تُوثَرُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ الله (1) عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ».

[1833] (7140) خ ونَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبِي يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ اثْنَانِ».

وَخَرَّجَهُ في: مناقب قريش (3500) (3501).

بَاب السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْإِمَامِ مَا لَمْ تَكُنْ مَعْصِيَةً

[1834] (7257) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا غُنْدَرٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، هُوَ مَدَارُهُ.

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: فِي النَّارِ.

(3/327)

و (4340) نَا مُسَدَّدٌ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ، نا الْأَعْمَشُ، نا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي، قَالَوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا حَطَبًا، فَجَمَعُوا، قَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتْ النَّارُ وزال غَضَبُهُ.

قَالَ زُبَيْدٌ: فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: «لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» , وَقَالَ لِلْآخَرِينَ: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَة اللهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب خَبَرِ الْوَاحِدِ (7257) , وبَاب سَرِيَّةُ عَبْدِ الله بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ (4340).

بَاب مَنْ لَمْ يَسْأَلْ الْإِمَارَةَ أَعَانَهُ الله

[1835] (7146) خ نَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا».

وَخَرَّجَهُ في بَاب مَنْ سَأَلَ الْإِمَارَةَ وُكِلَ إِلَيْهَا (7147)، وفي الأيمان والنذور (6622).

(3/328)

بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ الْحِرْصِ عَلَى الْإِمَارَةِ

[1836] (7148) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ, فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ».

بَاب مَنْ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَلَمْ يَنْصَحْ

[1837] (7151) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ قَالَ: زَائِدَةُ ذَكَرَهُ عَنْ هِشَامٍ, عَنْ الْحَسَنِ.

و (7150) نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا أَبُوالْأَشْهَبِ هُوَ جَعْفَرُ بْنَ حَيَّانَ، عَنْ الْحَسَنِ: أَنَّ عُبَيْدَ الله بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ».

وقَالَ هِشَامٌ عَنْ الْحَسَنِ: أَتَيْنَا مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ نَعُودُهُ، وقَالَ فيه: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلَّا حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».

بَاب مَنْ شَاقَّ شَاقَّ الله عَلَيْهِ

[1838] (6499) خ نا أَبُونُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ, عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ الله بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي الله بِهِ».

(3/329)

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ (6499).

[1839] (7152) خ ونا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، نا خَالِدٌ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ طَرِيفٍ، أبِي تَمِيمَةَ قَالَ: شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَبًا وَأَصْحَابَهُ وَهُوَ يُوصِيهِمْ، فَقَالَوا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ الله بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، قَالَ: «وَمَنْ شَاقَّ يَشْقُقْ الله عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

فَقَالَوا: أَوْصِنَا، فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنْ الْإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، (وَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ) (1).

بَاب الْقَضَاءِ وَالْفُتْيَا فِي الطَّرِيقِ

وَقَضَى يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ فِي الطَّرِيقِ، وَقَضَى الشَّعْبِيُّ عَلَى بَابِ دَارِهِ.

[1840] (7153) خ نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أبِي الْجَعْدِ، نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجَانِ مِنْ الْمَسْجِدِ فَلَقِيَنَا رَجُلٌ عِنْدَ سُدَّةِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ, قَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».

(3688) خ ونا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».

_________

(1) سقط من الأصل مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ فيما يظهر.

(3/330)

قَالَ أَنَس: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب علامات الْحُبِّ فِي الله لقوله عَزَّ وَجَلَّ {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (6167) (6171)، وفي مَنَاقِبِ عُمَرَ (3688).

بَاب الْحَاكِمِ يَحْكُمُ بِالْقَتْلِ عَلَى مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ دُونَ الْإِمَامِ الَّذِي فَوْقَهُ

[1841] (7155) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، نا الْأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ (1)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ كَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرَطِ مِنْ الْأَمِيرِ.

قَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ مُعَاذٍ وَأَبِي مُوسَى فِي قَتْلِ الْيَهُودِيِّ الْمُرْتَدِّ.

بَاب هَلْ يَقْضِي الحاكم أَوْ يُفْتِي وَهُوَ غَضْبَانُ

[1842] (7158) خ نَا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبِي بَكْرَةَ قَالَ: كَتَبَ أَبُوبَكْرَةَ إِلَى ابْنِهِ وَكَانَ بِسِجِسْتَانَ: أَنْ لَا تَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَأَنْتَ غَضْبَانُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ».

بَاب الشَّهَادَةِ عَلَى الْخَطِّ الْمَخْتُومِ

وَمَا يَجُوزُ مِنْ ذَلِكَ وَمَا يَضِيقُ عَلَيْهِ، وَكِتَابِ الْحَاكِمِ إِلَى عَامِلِهِ وَالْقَاضِي إِلَى الْقَاضِي.

_________

(1) هكذا وقع في رواية أبِي زيد، والأكثرون قَالَوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ.

(3/331)

وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: كِتَابُ الْحَاكِمِ جَائِزٌ إِلَّا فِي الْحُدُودِ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ كَانَ الْقَتْلُ خَطًا فَهُوَ جَائِزٌ، لِأَنَّ هَذَا مَالٌ بِزَعْمِهِ، وَإِنَّمَا صَارَ مَالًا بَعْدَ أَنْ ثَبَتَ الْقَتْلُ فَالْخَطَأُ وَالْعَمْدُ وَاحِدٌ.

وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَامِلِهِ فِي الْجَارُودِ، وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سِنٍّ كُسِرَتْ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كِتَابُ الْقَاضِي إِلَى الْقَاضِي جَائِزٌ إِذَا عَرَفَ الْكِتَابَ وَالْخَاتَمَ، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُجِيزُ الْكِتَابَ الْمَخْتُومَ بِمَا فِيهِ مِنْ الْقَاضِي، وَيُرْوَى عَنْ ابْنِ عُمَرَ نَحْوُهُ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الثَّقَفِيُّ: شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَعْلَى قَاضِيَ الْبَصْرَةِ وَإِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَالْحَسَنَ وَثُمَامَةَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ أَنَسٍ وَبِلَالَ بْنَ أبِي بُرْدَةَ وَعَبْدَ الله بْنَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ وَعَامِرَ بْنَ عَبِيدَةَ وَعَبَّادَ بْنَ مَنْصُورٍ يُجِيزُونَ كُتُبَ الْقُضَاةِ بِغَيْرِ مَحْضَرٍ مِنْ الشُّهُودِ، فَإِنْ قَالَ الَّذِي جِيءَ عَلَيْهِ بِالْكِتَابِ: إِنَّهُ زُورٌ، قِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَالْتَمِسْ الْمَخْرَجَ مِنْ ذَلِكَ، وَأَوَّلُ مَنْ سَأَلَ عَلَى كِتَابِ الْقَاضِي الْبَيِّنَةَ ابْنُ أبِي لَيْلَى وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ الله.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب مَتَى يَسْتَوْجِبُ الرَّجُلُ الْقَضَاءَ

خ: وَقَالَ الْحَسَنُ: أَخَذَ الله عَلَى الْحُكَّامِ أَنْ لَا يَتَّبِعُوا الْهَوَى وَلَا يَخْشَوْا النَّاسَ وَلَا يَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا، ثُمَّ قَرَأَ {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} وَقَرَأَ {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا

(3/332)

اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} إلَى قَوْلِهِ {الْكَافِرُونَ} وَقَرَأَ {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} فَحَمِدَ سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَلُمْ دَاوُدَ، وَلَوْلَا مَا ذَكَرَ الله مِنْ أَمْرِ هَذَيْنِ لَرَأَيْتُ أَنَّ الْقُضَاةَ هَلَكُوا، فَإِنَّهُ أَثْنَى عَلَى هَذَا بِعِلْمِهِ وَعَذَرَ هَذَا بِاجْتِهَادِهِ.

وَقَالَ مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: خَمْسٌ إِذَا أَخْطَأَ الْقَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً كَانَتْ فِيهِ وَصْمَةٌ، أَنْ يَكُونَ فَهِمًا حَلِيمًا عَفِيفًا صَلِيبًا عَالِمًا سَئُولًا عَنْ الْعِلْمِ.

بَاب رِزْقِ الْحُكَّامِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا

وَكَانَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ أَجْرًا، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَأْكُلُ الْوَصِيُّ بِقَدْرِ عُمَالَتِهِ، وَأَكَلَ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ.

قَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب مَنْ قَضَى وَلَاعَنَ فِي الْمَسْجِدِ

وَلَاعَنَ عُمَرُ عِنْدَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَضَى شُرَيْحٌ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ وَالشَّعْبِيُّ فِي الْمَسْجِدِ، وَقَضَى مَرْوَانُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالْيَمِينِ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، وَكَانَ الْحَسَنُ وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى يَقْضِيَانِ فِي الرَّحَبَةِ خَارِجًا مِنْ الْمَسْجِدِ.

(3/333)

بَاب مَنْ حَكَمَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حَدٍّ أَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ مِنْ الْمَسْجِدِ فَيُقَامَ

وَقَالَ عُمَرُ: أَخْرِجَاهُ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاضْرِبَاهُ، وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ نَحْوُهُ.

بَاب الشَّهَادَةِ تَكُونُ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي وِلَايَتِهِ الْقَضَاءَ أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ لِلْخَصْمِ

وَقَالَ شُرَيْحٌ وَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ الشَّهَادَةَ فَقَالَ: ائْتِ الْأَمِيرَ حَتَّى أَشْهَدَ لَكَ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا عَلَى حَدٍّ زِنًا أَوْ سَرِقَةٍ وَأَنْتَ أَمِيرٌ، فَقَالَ: شَهَادَتُكَ شَهَادَةُ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ عُمَرُ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ الله لَكَتَبْتُ آيَةَ الرَّجْمِ بِيَدِي.

وَأَقَرَّ مَاعِزُ بنُ مالكٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًا فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْهَدَ مَنْ حَضَرَهُ.

وَقَالَ حَمَّادٌ: إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عِنْدَ الْحَاكِمِ رُجِمَ، وَقَالَ الْحَكَمُ: أَرْبَعًا.

وَقَالَ أَهْلُ الْحِجَازِ: الْحَاكِمُ لَا يَقْضِي بِعِلْمِهِ، شَهِدَ بِذَلِكَ فِي وِلَايَتِهِ أَوْ قَبْلَهَا، وَلَوْ أَقَرَّ خَصْمٌ عِنْدَهُ لِآخَرَ بِحَقٍّ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَقْضِي عَلَيْهِ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ حَتَّى يَدْعُوَ بِشَاهِدَيْنِ فَيُحْضِرَهُمَا إِقْرَارَهُ، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ: مَا سَمِعَه أَوْ رَآهُ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ قَضَى بِهِ، وَمَا كَانَ فِي غَيْرِهِ لَمْ يَقْضِ إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ.

وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ يَقْضِي بِهِ لِأَنَّهُ مُؤْتَمَنٌ، وَإِنَّمَا يُرَادُ مِنْ الشَّهَادَةِ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ، فَعِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ الشَّهَادَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَقْضِي بِعِلْمِهِ فِي الْأَمْوَالِ وَلَا يَقْضِي فِي غَيْرِهَا.

(3/334)

وَقَالَ الْقَاسِمُ: لَا يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يَقْضِيَ قَضَاءً بِعِلْمِهِ دُونَ عِلْمِ غَيْرِهِ مَعَ أَنَّ عِلْمَهُ أَكْثَرُ مِنْ شَهَادَةِ غَيْرِهِ، وَلَكِنْ فِيهِ تَعَرُّضٌ لِتُهَمَةِ نَفْسِهِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَإِيقَاعٌ لَهُمْ فِي الظُّنُونِ، وَقَدْ كَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظَّنَّ فَقَالَ: «إِنَّمَا هي صَفِيَّةُ».

وَخُرّجَ حَدِيثُهَا.

بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ ثَنَاءِ السُّلْطَانِ فَإِذَا خَرَجَ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ

[1843] (7178) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أُنَاسٌ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا فَنَقُولُ لَهُمْ بخِلَافِ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ هذا نِفَاقًا.

[1844] (3495) خ نَا قُتَيْبَةُ، نا الْمُغِيرَةُ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

خ, و (3493) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أبِي زُرْعَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً».

زَادَ الأَعْرَجُ: «حَتَّى يَقَعَ فِيهِ».

قَالَ أَبُوزُرْعَةَ: «وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ».

وَخَرَّجَهُ في: قِصّةِ إسْحَاق بْنِ إبْرَاهِيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما (3373)، وفِي بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} (3382) , وباب قَوله {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} (3494)، وفِي بَابِ مَا قِيلَ في ذِي الوَجْهَيْنِ (6058).

(3/335)

بَاب الْقَضَاءُ فِي قَلِيلِ الْمَالِ وَكَثِيرِهِ سَوَاءٌ

خ: وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ابْنِ شُبْرُمَةَ: الْقَضَاءُ فِي قَلِيلِ الْمَالِ وَكَثِيرِهِ سَوَاءٌ.

بَاب بَيْعِ السلطان عَلَى النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَضِيَاعَهُمْ

وَقَدْ بَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ابْنِ النَّحَّامِ مُدَبَّرًا.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب الْأَلَدِّ الْخِصَام

وَهُوَ الدَّائِمُ فِي الْخُصُومَةِ، (لُدًّا): عُوجًا.

[1845] (2457) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ الْأَلَدُّ الْخِصَام».

وَخَرَّجَهُ في: كتاب المظالم بالترجمة (2457).

بَاب تَرْجَمَةِ الْحُكَّامِ وَهَلْ يَجُوزُ تَرْجُمَانٌ وَاحِدٌ

وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ) (1): إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَتَعَلَّمَ كِتَابَ الْيَهُودِ، حَتَّى كَتَبَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُتُبَهُ، وَأَقْرَأَهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ.

وَقَالَ عُمَرُ وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانُ: ما تَقُولُ هَذِهِ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ: فَقُلْتُ: تُخْبِرُكَ بِصَاحِبِهَا الَّذِي صَنَعَ بِهَا.

وَقَالَ أَبُوجَمْرَةَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ.

_________

(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ.

(3/336)

وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَا بُدَّ لِلْحَاكِمِ مِنْ مُتَرْجِمَيْنِ.

بَاب كَيْفَ يُبَايِعُ النَّاسَ الْإِمَامُ

[1846] (7203) خ ونَا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، نا عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ حَيْثُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: كَتَبَ إِنِّي أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ الله عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ وسُنَّةِ الله مَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ.

وَخَرَّجَهُ في: باب الاعتصام بالكتاب والسنة (7272).

بَاب مَنْ نَكَثَ بَيْعَةً

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

قَدْ تَقَدَّمَ حَدِيث: أَقِلْنِي بَيْعَتِي.

بَاب الِاسْتِخْلَافِ

[1847] (7217) خ نَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَارَأْسَاهْ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَلكِ ولَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ» , فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَا ثُكْلِيَاهْ، وَالله إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَلكَ لَظَلَلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ، لَقَدْ

(3/337)

هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ، أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى الله وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ الله وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ».

قَالَ الْمُهَلَّبُ:

فِي رِوَايَةِ أبِي ذَرٍّ عَنْ شُيُوخِهِ وَرِوَايَةِ أبِي بَكْرٍ السَّرخَسِيِّ (1): «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أبِي بَكْرٍ أوْ آتِيهِ» (2).

وَخَرَّجَهُ في: باب قول المرِيضِ إِنِّي وَجِعٌ وَارَأْسَاهُ (5666).

[1848] (7220) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ، كَأَنَّهَا تُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ: «إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْأَحْكَامِ الَّتِي تُعْرَفُ بِالدَّلَائِلِ وَكَيْفَ مَعْنَى الدِّلَالَةِ وَتَفْسِيرُهَا (7360)، وفِي بَابِ بعد بَاب فَضْلِ أبِي بَكْرٍ (3659).

_________

(1) كذا في الأصل، وهو أَبُومحمد السرخسي، والله أعلم.

(2) لَمْ يُشِرْ الَحَافِظُ إِلَى هَذِهِ الرِّوَايَاتِ الْمَذْكُورَةِ هُنَا، وقَالَ:

" لَقَدْ هَمَمْت أَوْ أَرَدْت": شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أبِي نُعَيْم " أَوْ وَدِدْت " بَدَل " أَرَدْت ".

قَوْله: " أَنْ أُرْسِل إِلَى أبِي بَكْر وَابْنه" كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالْوَاوِ وَأَلِف الْوَصْل وَالْمُوَحَّدَة وَالنُّون، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُسْلِم " أَوْ اِبْنه "، بِلَفْظِ أَوْ الَّتِي لِلشَّكِّ أَوْ لِلتَّخْيِيرِ، وَفِي أُخْرَى " أَوْ آتِيه "، بِهَمْزَةٍ مَمْدُودَة بَعْدهَا مُثَنَّاة مَكْسُورَة ثُمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنَة مِنْ الْإِتْيَان بِمَعْنَى الْمَجِيء، وَالصَّوَاب الْأَوَّل أهـ.

قُلتُ: وَفِي المشارقِ 1/ 27: " لِأَبِي بَكْرٍ أَوْ آتِيَهُ" كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ، وَفِي نُسْخَةٍ عَنْهُ: وَآتِيَهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَعِنْدَ الأَصِيلِيِّ وَالقَابِسِي وَالنَّسَفِيّ: "إِلَى أبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ"، قِيلَ: وَهْوُ وَهْمٌ، وَالأَوَّلُ الصَّوَابُ، وَعِنْدِي أَنَّ الصَّوَابَ الرِّوَايَةُ الثَّانِيةُ أهـ.

(3/338)

[1849] (7221) (خ نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أبِي بَكْرٍ) (1) قَالَ لِوَفْدِ بُزَاخَةَ: تَتْبَعُونَ أَذْنَابَ الْإِبِلِ حَتَّى يُرِيَ (الله) (2) خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذِرُونَكُمْ بِهِ.

بَابٌ (3)

[1850] (7222) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حدثني غُنْدَرٌ، نا شُعْبَةُ, عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا» , فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقَالَ أَبِي: إِنَّهُ قَالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ».

_________

(1) سقط إسناد هذا الحديث على الناسخ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.

(2) سقط من الأصل، وباقي الحديث يدل عليه.

(3) هكذا ثبت في الأصل، باب بدون ترجمة، وهو في بعض النسخ تابع للباب السابق.

(3/339)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

55 - كِتَاب التَّمَنِّي

بَاب تَمَنِّي الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

[1851] (5026) خ نَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا رَوْحٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ عَلَّمَهُ الله الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ، فَقَالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ».

وَخَرَّجَهُ في: الزكاة (1409) , وفِي بَابِ الِاغْتِبَاطِ بالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ (73) (1).

وَصَدَّرَ فِيهِ:

قَالَ عُمَرُ: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا.

[1852] (73) خ ونا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي خَالِدٍ, سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ» وقَالَ فيه: «وَرَجُلٌ آتَاهُ الله الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا».

وَخَرَّجَهُ في: كتاب الأحكام (7141).

وَخَرَّجَهُ في: باب قول النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحدِيثَ بِنَصِّهِ (7528).

_________

(1) هذا تخريج حديث ابن مسعود الآتي، وأما حديث الباب فتخريجه بعد حديث ابن مسعود، وقع قلب في النسخة.

(3/340)

قَالَ الْبُخَارِيُّ: فَتَبَيَّنَ أَنَّ قِيَامَهُ بِالْكِتَابِ هُوَ فِعْلُهُ، وَقَالَ {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} , وَقَالَ {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب اغْتِبَاطِ صَاحِبِ الْقُرْآنِ (5026).

بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ التَّمَنِّي

(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا) الآية.

[1853] (7235) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، نا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ».

بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ اللَّوْ

وَقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً}

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ، وَنُخَرِّجُ بَاقِيهِ في مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ.

(3/341)

بَاب مَا جَاءَ فِي إِجَازَةِ خَبَرِ الْوَاحِدِ (1)

الصَّدُوقِ فِي الْأَذَانِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} وَيُسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً، لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} فَلَوْ اقْتَتَلَ رَجُلَانِ دَخَلَ فِي مَعْنَى الْآيَةِ, وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} وَكَيْفَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَرَاءَهُ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ فَإِنْ سَهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ.

وخرج إنه قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا وغيره، وقد خَرَّجْتُـ[ـها] كُلَّهَا في غَيْرِهِ.

بَاب مَا كَانَ يَبْعَثُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأُمَرَاءِ وَالرُّسُلِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ

[1854] (7264) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى

_________

(1) هذا الباب من كتاب أخبار الآحاد في النسخ المطبوعة، وأغلب الرواة لم يذكر اسم الكتاب، قَالَ الحافظ: هَكَذَا عِنْد الْجَمِيع بِلَفْظِ " بَاب "، إِلَّا فِي نُسْخَة الصَّغَانِيِّ فَوَقَعَ فِيهَا " كِتَاب أَخْبَار الْآحَاد "، ثُمَّ قَالَ " بَاب مَا جَاءَ " إِلَى آخِرهَا فَاقْتَضَى أَنَّهُ مِنْ جُمْلَة " كِتَاب الْأَحْكَام " وَهُوَ وَاضِح وَبِهِ يَظْهَر أَنَّ الْأَوْلَى فِي التَّمَنِّي أَنْ يُقَالَ بَاب لَا كِتَاب أَوْ يُؤَخَّر عَنْ هَذَا الْبَاب وَقَدْ سَقَطَتْ الْبَسْمَلَة لِأَبِي ذَرّ وَالْقَابِسِيّ وَالْجُرْجَانِيِّ، وَثَبَتَتْ هُنَا قَبْل الْبَاب فِي رِوَايَة كَرِيمَة وَالْأَصِيلِيِّ (لَيْسَتَ ثَابِتَةً فِي نُسْخَتِنَا)، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون هَذَا مِنْ جُمْلَة أَبْوَاب الِاعْتِصَام فَإِنَّهُ مِنْ جُمْلَة مُتَعَلَّقَاته فَلَعَلَّ بَعْض مَنْ بَيَّضَ الْكِتَاب قَدَّمَهُ عَلَيْهِ، وَوَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ قَبْل الْبَسْمَلَة " كِتَاب خَبَر الْوَاحِد " وَلَيْسَ بِعُمْدَةٍ.

قلت: والحافظ المزي يذكره في تحفة الأشراف باسم خبر الواحد، والله أعلم.

(3/342)

عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى مَزَّقَهُ، فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ».

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ» (1)

[1855] (4981) خ نَا عَبْدُالله بْنُ يُوسُفَ، وَ (7274) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله، نا اللَّيْثُ, عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ أَوْ أُومِنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وقَالَ ابْنُ يُوسُفَ: «آمَنَ» وَلَمْ يَشُكَّ.

وَخَرَّجَهُ في: فضائل القرآن (4981).

بَاب الِاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} قَالَ: أَيِمَّةً نَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَنَا وَيَقْتَدِي بِنَا مَنْ بَعْدَنَا، وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلِإِخْوَانِي, هَذِهِ السُّنَّةُ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا وَيَسْأَلُوا عَنْهَا، وَالْقُرْآنُ أَنْ يَتَفَهَّمُوهُ وَيَسْأَلُوا عَنْهُ، وَيَدَعُوا النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ.

_________

(1) هذا الباب ضمن كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، وتراجمه أشبه بكتاب الأحكام، وقد خرج منه المهلب مرارا فيما سبق فكان يقول: باب الإعتصام بالكتاب والسنة، إلا في موضع واحد زل قلم الناسخ فقَالَ: كتاب الاعتصام .. ، وهو هنا تبع لكتاب التمني، فقد اشتمل كتاب التمني في نسختنا هذه على ثلاثة كتب: التمني، وخبر الواحد، والاعتصام، ومدخل أحاديثها كلها في الأحكام، والله أعلم.

والحافظ جعل كتاب الأحكام وما يتبعه من التمني وإجازة خبر الواحد قسما واحدا، ولو ألحق بها ما في هذه الأبواب لكان مناسبا لترتيب الكتاب وتناسقه.

(3/343)

[1856] (7277) خ نَا آدَمُ بْنُ أبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الله: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ الله، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}.

وَخَرَّجَهُ في: الأدبِ بابِ الهَدْي الصَّالِح (6098).

[1857] (7280) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، نا فُلَيْحٌ، نا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى» قَالَوا: وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى».

[1858] (7281) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ, قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، نا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ, نا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، نا أَوْ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُولُ: «جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالَوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالَوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنْ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلْ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ الْمَأْدُبَةِ، فَقَالَوا: أَوِّلُوا لَهُ يَفْقَهْهَا، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالَوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ, فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا فَقَدْ عَصَى الله، وَمُحَمَّدٌ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ».

(3/344)

تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ, عَنْ لَيْثٍ, عَنْ خَالِدٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي هِلَالٍ, عَنْ جَابِرٍ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[1859] (7282) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا فَقَدْ سُبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا (1)، وَإِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا.

[1860] (7283) خ ونَا أَبُوكُرَيْبٍ، نا أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبِي مُوسَى، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَاءَ، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا، انْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ، وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي، وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنْ الْحَقِّ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الِانْتِهَاءِ عَنْ مَعَاصِي الله (6482).

[1861] (7286) خ نا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسِ, وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ

_________

(1) قال عياض رحمه الله تعالى: عند ابن السكن بفتح السين، ولغيره سبقتم بضم السين على ما لم يسم فاعله، والأول الصواب بدليل سياق الحديث (المشارق 2/ 348).

(3/345)

فَتَسْتَأْذِنَ لِي عَلَيْهِ، فقَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ لِعُيَيْنَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالله مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ، فَقَالَ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الله قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ, فَوَالله مَا تَجَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ الله.

وَخَرَّجَهُ في: تفسير سورة الأعراف، باب {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} (4642).

[1862] (7288) خ ونَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُؤَالُهُمْ وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِي

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}.

[1863] (7289) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ, قَالَ: نا سَعِيدُ بنُ أبِي أَيُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ».

[1864] (7293) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسِ بنِ مَالكٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ.

(3/346)

بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ التَّعَمُّقِ وَالتَّنَازُعِ فِي الْعِلْمِ وَالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ

لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}.

[1865] (6101) (7301) خ نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ, نا أَبِي, نا الْأَعْمَشُ, نا مُسْلِمٌ, عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا تَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ, فَوَالله إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِالله وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ لَمْ يُوَاجِهْ النَّاسَ بِالْعِتَابِ (6101).

بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ وَتَكَلُّفِ الْقِيَاسِ

وقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.

[1866] (7307) خ نَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ, نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ, عَنْ أبِي الْأَسْوَدِ, عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الله لَا يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ».

فَحَدَّثْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ الله بن عمرو فَاسْتَثْبِتْ لِي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْهُ، فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِي، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا، فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ: وَالله لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو.

(3/347)

[1867] (4189) خ نا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ, نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَصِينٍ قَالَ: قَالَ أَبُووَائِلٍ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ.

[(7308) خ نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا أَبُوعَوَانَةَ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ أبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ] (1): يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ.

[1868] (4844) خ ونا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ, نا يَعْلَى, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ, عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ أَسْأَلُهُ فَقَالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَدْعُوْنَ إِلَى كِتَابِ الله، فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ.

وقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ سَهْلٌ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا أسيافنا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هَذَا الْأَمْرِ.

قَالَ أَبُوحَصِينٍ عنهُ: مَا نَشُدُّ مِنْهَا خَصْمًا إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا خَصْمٌ (2) مَا نَدْرِي كَيْفَ نَأْتِي لَهُ.

قَالَ الأَعْمَشُ: وَقَالَ: شَهِدْتُ صِفِّينَ وَبِئْسَتْ الصِفُّونَ.

وَخَرَّجَهُ في: غزوة الحديبية (4189) , وفِي بَابٍ معناه صلة القرابة المشركين والإنعام عليهم من كتاب الجزية (3181) (3182).

_________

(1) سقط الإسناد على الناس، وقد ذكر متنه في الحديث، فاستظهرت إثباته.

(2) هكذا ثبت في الأصل مضبوطًا.

وقَالَ في الفتح: بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ (خُصْمًا) أَيْ جَانِب.

(3/348)

بَاب مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَمَّا لَمْ يُنْزَلْ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَيَقُولُ: «لَا أَدْرِي» أَوْ لَمْ يُجِبْ حَتَّى أنْزِلَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَقُلْ بِرَأْيٍ وَلَا بِقِيَاسٍ لِقَوْلِهِ {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}.

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّوحِ فَسَكَتَ حَتَّى نَزَلَتْ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} الْآيَةُ.

بَاب مَا جَاءَ فِي اجْتِهَادِ الْقُضَاةِ بِمَا أَنْزَلَ الله

لِقَوْلِهِ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وَمَدَحَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ الْحِكْمَةِ حِينَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا لَا يَتَكَلَّفُ مِنْ قِبَلِ نفسهِ، وَمُشَاوَرَةِ الْخُلَفَاءِ وَسُؤَالِهِمْ أَهْلَ الْعِلْمِ.

[1869] (7317) خ نَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَام (1) , نا أَبُومُعَاوِيَةَ, نا هِشَامٌ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ، هِيَ الَّتِي يُضْرَبُ بَطْنُهَا فَتُلْقِي جَنِينًا، فَقَالَ: أَيُّكُمْ سَمِعَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ رسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ» فَقَالَ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى تَجِيئَنِي بِالْمَخْرَجِ فِيمَا قُلْتَ.

[1870] (7318) فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ, فَجِئْتُ بِهِ فَشَهِدَ مَعِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ يَقُولُ: «غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ».

تَقَدَّمَ في الدِّيَاتِ مَعْنَاهُ.

_________

(1) لمهمل غير منسوب في بعض النسخ.

(3/349)

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»

[1871] (7319) خ نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ, عَنْ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ».

[1872] (7320) ونَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, نا أَبُوعُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ مِنْ الْيَمَنِ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وزَادَ: «حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» , قُلْنَا: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى, قَالَ: «فَمَنْ».

وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: «وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب ذِكْرِ بني إسرائيل (3456).

بَاب مَا ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَضَّ عَلَيهِ من اتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ الْحَرَمَانِ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، وَمَا كَانَ بِهَا مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَمُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ

[1873] (7327) نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ هِشَامِ بنِ عروةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ لِعَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ: ادْفِنِّي مَعَ صَوَاحِبِي وَلَا تَدْفِنِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَيْتِ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُزَكَّى.

بَاب أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فِيهِ أَوْ أَخْطَأَ

[1874] (7352) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ، نا حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الْهَادِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ, عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ أبِي قَيْسٍ

(3/350)

مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ, عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ, أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ».

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ

[1875] (7361) َقَالَ أَبُوالْيَمَانِ (1): أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ، وَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ الْكِتَابِ (2)، وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ.

بَاب نَهْيِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى التَّحْرِيمِ إِلَّا مَا تُعْرَفُ إِبَاحَتُهُ وَكَذَلِكَ أَمْرُهُ

كقَوْلِهِ حِينَ أَحَلُّوا: «أَصِيبُوا مِنْ النِّسَاءِ» قَالَ جَابِرٌ (3): وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لَهُمْ، وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: نُهِينَا عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا.

_________

(1) هكذا هو في النسخة، قَالَ الحافظ: كَذَا عِنْد الْجَمِيع وَلَمْ أَرَهُ بِصِيغَةِ حَدَّثَنَا، وَأَبُو الْيَمَان مِنْ شُيُوخه فَإِمَّا أَنْ يَكُون أَخَذَهُ عَنْهُ مُذَاكَرَة وَإِمَّا أَنْ يَكُون تَرَكَ التَّصْرِيح بِقَوْلِهِ حَدَّثَنَا لِكَوْنِهِ أَثَرًا مَوْقُوفًا، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِمَّا فَاتَهُ سَمَاعه، ثُمَّ وَجَدْت الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس الطَّيَالِسِيِّ عَنْ الْبُخَارِيّ قَالَ " حَدَّثَنَا أَبُوالْيَمَان " وَمِنْ هَذَا الْوَجْه أَخْرَجَهُ أَبُونُعَيْم فَذَكَرَهُ فَظَهَرَ أَنَّهُ مَسْمُوع لَهُ وَتَرَجَّحَ الِاحْتِمَال الثَّانِي، ثُمَّ وَجَدْته فِي التَّارِيخ الصَّغِير لِلْبُخَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْيَمَان أهـ.

(2) في الصحيح: أهل الكتاب.

(3) في الأصل: جرير وهو تصحيف.

(3/351)

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}

وَأَنَّ الْمُشَاوَرَةَ قَبْلَ الْعَزْمِ وَالتَّبَيُّنِ، لِقَوْلِهِ {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} فَإِذَا عَزَمَ الرَّسُولُ لَمْ يَكُنْ لِبَشَرٍ التَّقَدُّمُ عَلَى الله وَرَسُولِهِ، وَشَاوَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْمُقَامِ وَالْخُرُوجِ فَرَأَوْا لَهُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا لَبِسَ لَأْمَتَهُ وَعَزَمَ قَالَوا: أَقِمْ، فَلَمْ يَمِلْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْعَزْمِ، وَقَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ لَبِسَ لَأْمَتَهُ فَيَضَعُهَا حَتَّى يَحْكُمَ الله».

وَكَانَتْ الْأَئِمَّةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَشِيرُونَ الْأُمَنَاءَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ لِيَأْخُذُوا بِأَسْهَلِهَا، فَإِذَا وَضَحَ الْكِتَابُ أَوْ السُّنَّةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(3/352)

بَاب التَّوْحِيدِ ومَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَدَّهُ (1)

[1576] (7375) ونَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنُ خَالِدٍ (2)،

أَخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ

_________

(1) هذا أول باب فِي كِتَابِ التوحيد، لكنه وقع في النسخة في هذا الموضع، وخلت النسخة من كتاب التوحيد، فقد قسم أبوابه إلى كتاب الأسماء، وكتاب الصفات، وهذا ما لم أجده في النسخ والشروح التي بين يدي، ووقع في نسخة ابن بطال: كِتَاب التَّوْحِيدِ والرد على الجهمية وغيرهم، وهو من أقرب الناس للمهلب، فالله أعلم.

(2) هكذا ثبت في الأصل، بين البخاري وأحمد بن صالح واسطة، وفي بعض النسخ بدون واسطة.

وقَالَ ابن خلفون: هكذا - يعني محمدا غير منسوب - في نسخة أبِي ذر، وكذلك في نسخة الأصيلي عن أبِي أحمد، قَالَ: وسقط من نسخة ابن السكن ذكر محمد قبل أحمد بن صالح أهـ (المعلم: ص295).

قَالَ الحافظ: (حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح) كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَبِهِ جَزَمَ أَبُونُعَيْم فِي الْمُسْتَخْرَج وَأَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف، وَوَقَعَ فِي الْأَطْرَاف لِلْمِزِّيِّ أَنَّ فِي بَعْض النُّسَخ " حَدَّثَنَا مُحَمَّد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح ".

قُلْت: وَبِذَلِكَ جَزَمَ الْبَيْهَقِيُّ تَبَعًا لِخَلَفٍ فِي الْأَطْرَاف، قَالَ خَلَف: وَمُحَمَّد هَذَا أَحْسَبهُ مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذُّهْلِيَّ، وَوَقَعَ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ بَعْد أَنْ سَاقَ الْحَدِيث مِنْ رِوَايَة حَرْمَلَة عَنْ اِبْن وَهْب ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ: عَنْ مُحَمَّد، بِلَا خَبَر عَنْ أَحْمَد بْن صَالِح، فَكَأَنَّهُ وَقَعَ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ بِلَفْظِ: قَالَ مُحَمَّد، وَعَلَى رِوَايَة الْأَكْثَر فَمُحَمَّد هُوَ الْبُخَارِيّ الْمُصَنِّف، وَالْقَائِل: قَالَ مُحَمَّد، هُوَ مُحَمَّد الْفَرَبْرِيّ، وَذَكَرَ الْكَرْمَانِيُّ هَذَا اِحْتِمَالًا.

قُلْت أي ابن حجر: وَيَحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى إِبْدَاء النُّكْتَة فِي إِفْصَاح الْفَرَبْرِيّ بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيث دُون غَيْره مِنْ الْأَحَادِيث الْمَاضِيَة وَالْآتِيَة اهـ.

قلت: أما البيهقي فقَالَ في الشعب ح2436: أخرجه البخاري عن أحمد بن صالح عن ابن وهب، وفي بعض النسخ عن محمد غير منسوب عن أحمد بن صالح عن ابن وهب أهـ.

وأما رواية أبِي ذر كما نقل منها ابن خلفون، وكما خرجها الباجي عن مشايخه الثلاثة فقد ثبت فيها أيضا محمد غير منسوب، قَالَ الباجي (التعديل والتجريح 1/ 303): وروى في أول كتاب التوحيد عن محمد غير منسوب عنه، قَالَ الكلاباذي: أرى أنه محمد بن يحيى الذهلي.

فأخبرني أَبُوذر الهروي الحافظ عن أبِي عبد الله بن البيع النيسابوري الحافظ بمثل ذلك أهـ.

قلت: يستفاد من مجموع هذه الروايات أنه ليس بإفصاح من الفربري بالبخاري قطعا، وإنما تحمله البخاري عن ابن صالح بواسطة والله أعلم.

والعجب كيف خلت نسخ ابن حجر من ذلك حتى احتاج أن ينقل عن بعض نسخ المزي مع أنه اعتمد على رواية أبِي ذر.

ومحمد بن عبد الله بن خالد يحتمل أن يكون الذهلي كما قَالَوا، نسبه إلى جده، ويحتمل أن يكون غيره.

وممن اسمه محمد بن عبد الله بن خالد وله رواية عن أحمد بن صالح أَبُولقمان الخراساني نزيل مصر، له رواية عن الشافعي أيضا، لم يذكره المزي في تهذيبه، وإنما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب مستدركا إياه على المزي لأن ابن ماجه روى عنه خبرا عن الشافعي، فصحف فيه، إلا أنه لم تثبت رواية البخاري عنه.

وأما محمد بن يحيى الذهلي فعادة ابن البيع والكلاباذي وابن منده في كل شيخ للبخاري اسمه محمد غير منسوب في الصحيح أن يقولوا ذلك، ولمحل الحاكم انتشر هذا القول وتلقفه الناس، ويحتاج إلى تمحيص وتحقيق.

ويحتمل أن البخاري استفاده منه أولا، ثم سمعه من أحمد بن صالح في رحلته، ولذلك خلت منه بعض النسخ حتى إن الحافظ لم يكد يعرفه، وهذا الاحتمال قائم في كل شيخ له روى عنه بواسطة محمد أو غيره، والله أعلم.

كما فِي حَدِيثِهِ الذي في الأحكام (7155) وقَالَ فيه: نا محمد بن خالد عن الأنصاري محمد، الحديث، فالأنصاري من شيوخه في الصحيح، ومحمد بن خالد قد يكون الذهلي وقد يكون مُحَمَّد بْن خَالِد بْن جَبَلَةَ الرَّافِقِيّ كما قَالَ خلف في الأطراف، والأنصاري من شيوخ البخاري، وسقط في نسخ الحافظ خلف الواسطي صاحب الأطراف محمد بن خالد، وصار الحديث عن الأنصاري بدون واسطة، فوقوع مثل هذا عن مشايخه الذين يروي عنهم بواسطة يقوي ما ذكرته احتمالا من كونه استفاده أولا بواسطة ثم سمعه بدون واسطة، فاختلفت النسخ لذلك، ولما تطاولت مدة تصنيف الكتاب بقي في بعض النسخ بواسطة وحذف الواسطة من النسخ الأخيرة، والله أعلم.

(3/353)

صَالِحٍ, نا ابْنُ وَهْبٍ, أخبرنا عَمْرٌو, عَنْ ابْنِ أبِي هِلَالٍ, أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ, عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَتْ فِي حَجْرِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ» , فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ الله يُحِبُّهُ».

(3/354)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

56 - كِتَاب التَّعْبِيرِ

أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب رُؤْيَا الصَّالِحِينَ

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} إلَى قَوْلِهِ {فَتْحًا قَرِيبًا}.

[1877] (6983) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنْ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ».

[1878] (7017) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ الصَبَّاحِ, نا مُعْتَمِرٌ, قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ، وَمَا كَانَ مِنْ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ».

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالَ الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ، حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِنْ الله عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ.

قَالَ: وَكَانَ يُكْرَهُ الْغُلُّ فِي النَّوْمِ ويُعْجِبُهُمْ الْقَيْدُ، وَيُقَالَ: الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ.

(3/355)

وَرَواهُ قَتَادَةُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَأَبُو هِلَالٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدْرَجَهُ بَعْضُهُمْ كُلَّهُ فِي الْحَدِيثِ.

وَقَالَ يُونُسُ: لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَيْدِ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَا تَكُونُ الْأَغْلَالُ إِلَّا فِي الْأَعْنَاقِ.

وَخَرَّجَهُ في: باب الرّؤيَا الصَّالِحَة مُخْتَصَرًا (6987 6989) , وفِي بَابِ الْقَيْدِ فِي الْمَنَامِ (7017).

بَاب الرُّؤْيَا مِنْ الله عَزَّ وَجَلَّ

[1879] (7005) خ نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أبِي جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ بنُ عَبْدِالرَّحْمَن بْنِ عَوْفٍ, عَنْ أبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[1880] (6985) ونا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ خَبَّابٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ الله فَلْيَحْمَدْ الله عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ الشَّيْطَانِ».

وقَالَ أَبُوقَتَادَة فِيهِ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ الله وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ, فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثًا, وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَرَاءَى بِي».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ (6986) , وبَاب الْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ (7005) , وباب صفة إِبْليسَ وَجنُودِهِ (3292) , وفِي بَابِ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلَا يُخْبِرْ بِهَا وَلَا يَذْكُرْهَا (7044).

(3/356)

بَاب الْمُبَشِّرَاتِ

[1881] (6990) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ» قَالَوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ».

بَاب رُؤْيَا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} إلَى قَوْلِهِ {عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، وَقَوْلِهِ {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}.

فَاطِرٌ وَالْبَدِيعُ وَالْمُبْتَدِعُ وَالْبَارِئُ وَالْخَالِقُ وَاحِدٌ.

{مِنَ الْبَدْوِ} بَادِيَةٍ.

وقول اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} إلَى قَوْلِهِ {الْمُحْسِنِينَ}.

[1882] (138) خ نا عَلِيٌّ نا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْنَا لِعَمْرٍو: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ (1) يَقُولُ: رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ, ثُمَّ قَرَأَ {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}.

_________

(1) في الأصل: سمعت عميرًا، وهو تصحيف.

(3/357)

بَاب مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ

[1883] (6994) خ نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ, نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ, عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي».

[1884] (6993) خ نَا عَبْدَانُ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله, أنا يُونُسُ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ, وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي».

[1885] (6997) ونَا عَبْدُ الله بنُ يُوسُفَ, نا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ خَبَّابٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَكَوَّنُنِي».

بَاب رُؤْيَا النَّهَارِ

وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ: رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ اللَّيْلِ.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب إِذَا جَرَى اللَّبَنُ فِي أَطْرَافِهِ أَوْ أَظَافِيرِهِ

[1886] (7007) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا أَبِي, عَنْ صَالِحٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ (أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ) (1) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ

_________

(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.

(3/358)

لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِي، فَأَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ»، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «الْعِلْمَ».

(82) وقَالَ ابْنُ عُفَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عن عُقَيْلٍ، وقَالَ: «أَظَافِرِي».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب فَضْلِ الْعِلْمِ (82) , وفي مَنَاقِبِ عُمَرَ (3681) , وفِي بَابِ من شرب وأَعْطَى فَضْلَهُ غَيْرَهُ فِي النَّوْمِ (7027)، وفِي بَابِ الْقَدَحِ (7032).

بَاب الْقَمِيصِ فِي الْمَنَامِ

[1887] (7009) خ نَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوأُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجْتَرُّهُ»، قَالَوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «الدِّينَ».

(7008) وَقَالَ صَالِحٌ: «يَجُرُّهُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْقَمِيصِ فِي النوم (7009) , وفي مناقب عمر (3691).

بَاب الْخُضْرَةِ فِي الْمَنَامِ وَالرَّوْضَةِ الْخَضْرَاءِ

[1888] (7010) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ, نا الحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ, نا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ قَيْسٌ.

و (3813) نا الْجُعْفِيُّ, نا أَزْهَرُ السَّمَّانُ, عَنْ ابْنِ عَوْنٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ خُشُوعٍ،

(3/359)

فَقَالَوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ، وَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالَوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَالله مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَلكَ، رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا، وَسْطَهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ، أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَه، قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَأَتَانِي مِنْصَفٌ.

قَالَ قُرَّةُ: وَالْمِنْصَفُ الْوَصِيفُ.

قَالَ ابْنُ عَوْنٌ: فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي، فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهَا فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لي: اسْتَمْسِكْ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ, وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ».

وَذَاكَ الرَّجُلُ عَبْدُ الله بْنُ سَلَامٍ.

وقَالَ قُرَّةُ: فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1): «يَمُوتُ عَبْدُ الله وَهُوَ آخِذٌ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى».

وَخَرَّجَهُ في: باب مناقب عَبْدِ الله بْنُ سَلَامٍ (3813).

بَاب نَزْعِ الْمَاءِ مِنْ الْبِئْرِ حَتَّى يَرْوَى النَّاسُ

[1889] (7022) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامِ بنِ مُنَبِّه, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_________

(1) في الأصل زَادَ هنا: عليه.

(3/360)

[1890] و (7020) نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنا سَعِيدٌ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ عَلَيْهَا دَلْوٌ».

وقَالَ هُمَّامٌ: «عَلَى حَوْضٍ أَسْقِي النَّاسَ».

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أبِي قُحَافَةَ».

وقَالَ هَمَّامٌ: «فَأَتَانِي أَبُوبَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي يُرِيحُنِي، فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَالله يَغْفِرُ لَهُ، فَأَتَى ابْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَذَ مِنْهُ».

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «فاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنْ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ ابْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».

وقَالَ هَمَّامٌ: «فَلَمْ يَزَلْ يَنْزِعُ حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب نَزْعِ الذَّنُوبِ وَالذَّنُوبَيْنِ مِنْ الْبِئْرِ بِضَعْفٍ (7020) (7021)، وفِي بَابِ الْاسْتِرَاحَةِ فِي الْمَنَامِ (7022) , وفِي بَابِ المشيئة والإرادة (7475) , وفِي بَابِ مناقب عمر (3682) , وفِي بَابِ علامات النبوة (3633) , وفِي بَابِ من فضائل أبِي بكر (3664).

بَاب الْقَصْرِ فِي الْمَنَامِ

[1891] (7024) خ نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, نا مُعْتَمِرٌ, نا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. (3679) ونا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُون, عن مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ, عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أبِي طَلْحَةَ».

(3/361)

زَادَ عُبَيْدُاللهِ: «فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ».

[1892] (7023) خ ونا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ (1) , نا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، قُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالَوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا».

قَالَ أَبُوهُرَيْرَةُ: فَبَكَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ, ثم قَالَ: أَعَلَيْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَغَارُ يَا رَسُولَ الله.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْوُضُوءِ فِي الْمَنَامِ (7025) , وفِي بَابِ الْغَيْرَةِ في النكاح (5226) (5227) , وفِي بَابِ مناقب عمر (3679).

بَاب إِذَا رَأَى بَقَرًا تُنْحَرُ

[1893] (3622) (3987) (4081) (7035) (7041) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ بُرَيْدٍ, عَنْ أبِي بُرْدَةَ, عَنْ أبِي مُوسَى, أُرَاهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَالله خَيْرًا (2) فَإِذَا هُمْ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ الله مِنْ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا الله بِهِ يَوْمِ بَدْرٍ».

_________

(1) قد رواه البخاري عن السعيدين، ابن عفير، وابن أبِي مريم (3680) عن الليث به.

(2) هكذا في الأصل، والمعنى: رأيتُ بقرًا، ورأيتُ والله خيرًا، وفي بعض النسخ: خيرٌ.

(3/362)

وقَالَ: «رَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ, فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ بِهِ الله مِنْ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ».

وَخَرَّجَهُ في: عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ (3622) , وفي عدة مَنْ قُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ (4081) (1).

بَاب إِذَا رَأَى أَنَّهُ أَخْرَجَ الشَّيْءَ مِنْ كُورَةٍ فَأَسْكَنَهُ مَوْضِعًا آخَرَ

[1894] (7039) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مُوسَى، نا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَدِينَةِ، قَالَ: «رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ، خَرَجَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَتْ مَهْيَعَةَ، فَتَأَوَّلْتُهَا أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى مَهْيَعَةَ، وَهِيَ الْجُحْفَةُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمَرْأَةِ السَّوْدَاءِ (7039)، وبَاب الْمَرْأَةِ الثَّائِرَةِ الرَّأْسِ (7040).

_________

(1) لم يقع الحديث للبخاري بغير هذا الإسناد الواحد، رواه في المواضع المذكورة.

قَالَ الْمُهَلَّبُ: هَذِهِ الرُّؤْيَا مِنْ ضَرْب الْمَثَل، وَلَمَّا كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُول بِالصَّحَابَةِ عَبَّرَ عَنْ السَّيْف بِهِمْ وَبِهَزِّهِ عَنْ أَمْره لَهُمْ بِالْحَرْبِ وَعَنْ الْقَطْع فِيهِ بِالْقَتْلِ فِيهِمْ وَفِي الْهَزَّة الْأُخْرَى لَمَّا عَادَ إِلَى حَالَته مِنْ الِاسْتِوَاء عَبَّرَ بِهِ عَنْ اِجْتِمَاعهمْ وَالْفَتْح عَلَيْهِمْ، وَلِأَهْلِ التَّعْبِير فِي السَّيْف تَصَرُّف عَلَى أَوْجُه مِنْهَا أَنَّ مَنْ نَالَ سَيْفًا فَإِنَّهُ يَنَال سُلْطَانًا إِمَّا وِلَايَة وَإِمَّا وَدِيعَة وَإِمَّا زَوْجَة وَإِمَّا وَلَدًا فَإِنْ سَلَّهُ مِنْ غِمْده فَانْثَلَمَ سَلِمَتْ زَوْجَته وَأُصِيبَ وَلَده، فَإِنْ اِنْكَسَرَ الْغِمْد وَسَلِمَ السَّيْف فَبِالْعَكْسِ، وَإِنْ سَلِمَا أَوْ عَطِبَا فَكَذَلِكَ، وَقَائِم السَّيْف يَتَعَلَّق بِالْأَبِ وَالْعَصَبَات وَنَصْله بِالْأُمِّ وَذَوِي الرَّحِم، وَإِنْ جَرَّدَ السَّيْف وَأَرَادَ قَتْل شَخْص فَهُوَ لِسَانه يُجَرِّدهُ فِي خُصُومه، وَرُبَّمَا عُبِّرَ السَّيْف بِسُلْطَانٍ جَائِر أهـ.

(3/363)

بَاب مَنْ كَذَبَ فِي حُلُمِهِ

[1895] (7042) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

[1896] (3509) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ, نا حَرِيزٌ, حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الله النَّصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ يَرَ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ».

وَخَرَّجَهُ في: باب نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ (3509).

بَاب مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا لَمْ يُصِبْ

[1897] (7046) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ يُونُسَ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ, أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنْ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ فَانْقَطَعَ, ثُمَّ وُصِلَ، فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْبُرْ» , فقَالَ: أَمَّا

(3/364)

الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا الَّذِي تَنْطُفُ مِنْ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ (1) , فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ الله، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَر (2) , ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا»، قَالَ: فَوَالله يَا رَسُولَ الله لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ, قَالَ: «لَا تُقْسِمْ» (3).

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: تَنْطِفُ.

(2) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: فَيَعْلُو بِهِ.

(3) قَالَ الْمُهَلَّبُ: تَوْجِيه تَعْبِير أبِي بَكْر أَنَّ الظُّلَّة نِعْمَة مِنْ نِعَم اللَّه عَلَى أَهْل الْجَنَّة وَكَذَلِكَ كَانَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل، وَكَذَلِكَ الْإِسْلَام يَقِي الْأَذَى وَيَنْعَم بِهِ الْمُؤْمِن فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَأَمَّا الْعَسَل فَإِنَّ اللَّه جَعَلَهُ شِفَاء لِلنَّاسِ وَقَالَ تَعَالَى إِنَّ الْقُرْآن (شِفَاء لِمَا فِي الصُّدُور) وَقَالَ إِنَّهُ (شِفَاء وَرَحْمَة لِلْمُؤْمِنِينَ) وَهُوَ حُلْو عَلَى الْأَسْمَاع كَحَلَاوَةِ الْعَسَل فِي الْمَذَاق، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي الْحَدِيث " أَنَّ فِي السَّمْن شِفَاء".

وقَالَ الْمُهَلَّبُ: وَمَوْضِع الْخَطَأ فِي قَوْله " ثُمَّ وَصَلَ لَهُ " لِأَنَّ فِي الْحَدِيث ثُمَّ وَصَلَ وَلَمْ يَذْكُر " لَهُ ".

قَالَ: كَانَ يَنْبَغِي لِأَبِي بَكْر أَنْ يَقِف حَيْثُ وَقَفَتْ الرُّؤْيَا وَلَا يَذْكُر الْمَوْصُول لَهُ فَإِنَّ الْمَعْنَى أَنَّ عُثْمَان اِنْقَطَعَ بِهِ الْحَبْل ثُمَّ وُصِلَ لِغَيْرِهِ أَيْ وُصِلَتْ الْخِلَافَة لِغَيْرِهِ أهـ.

قُلْتُ: وَهَذَا أَحْسَنُ مِمَّا نُقِلَ عَنْ الأَصِيلِيِّ وَغَيْرِهِ فِي مَوْضِعِ الْخَطَأِ، فقد َنَقَلَ اِبْن التِّين عَنْ أبِي مُحَمَّد بْن أبِي زَيْد وَأَبِي مُحَمَّد الْأَصِيلِيِّ وَالدَّاوُدِيّ قولهم: أَخْطَأَ فِي سُؤَاله أَنْ يَعْبُرَهَا، وَفِي تَعْبِيره لَهَا بِحَضْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهـ.

(3/365)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

57 - كِتَاب اللِّبَاسِ

وقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ».

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ.

بَاب مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنْ غَيْرِ خُيَلَاءَ

[1898] (5784) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا زُهَيْرٌ, نا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ, عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ الله إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» , فقَالَ أَبُوبَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ إِزَارِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ أَثْنَى عَلَى أَخِيهِ بِمَا يَعْلَمُ (6062) , وباب من فضل أبِي بكر (3665).

بَاب مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ

[1899] (5787) خ نَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فِي النَّارِ».

بَاب مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ

[1900] (5789) خ نَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(3/366)

«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ الله بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وَخَرَّجَهُ في: ذكر بني إسرائيل (3485) (1).

بَاب الْإِزَارِ الْمُهَدَّبِ

وَيُذْكَرُ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَحَمْزَةَ بْنِ أبِي أُسَيْدٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُمْ لَبِسُوا ثِيَابًا مُهَدَّبَةً.

قَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ في النِّكَاحِ.

بَاب الْبُرُدِ وَالْحِبَرَةِ وَالشَّمْلَة

[1901] (5809) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ الله الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.

وَخَرَّجَهُ في: باب الضحك (6088)، وفِي بَابِ ما كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطي المؤلفة قلوبهم من الخمس ونحوه (3149).

_________

(1) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

(3/367)

[1902] (5813) خ نا عَبْدُ الله بْنُ أبِي الْأَسْوَدِ, نا مُعَاذٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَانَ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَهَا الْحِبَرَةَ.

بَاب الْأَكْسِيَةِ وَالْخَمَائِصِ

[1903] (3108) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ نا عَبْدُ الْوَهَّابِ.

ح، (5818) نَا مُسَدَّدٌ, نا إِسْمَاعِيلُ, نا أَيُّوبُ, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ, عَنْ أبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً.

زَادَ عَبْدُالْوَهَّابِ: مُلَبَّدًا.

وَإِزَارًا غَلِيظًا, فَقَالَتْ: قُبِضَ رُوحُ رسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَيْنِ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ وآنيته في فرض الخمس (3108).

بَاب الثِّيَابِ الْبِيضِ

[1904] (5826) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ, نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ, نا مِسْعَرٌ, عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ بِشِمَالِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَمِينِهِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يَوْمَ أُحُدٍ مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ.

وَخَرَّجَهُ في غزوة أحد باب قوله {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} (4054).

[1905] (5827) خ ونَا أَبُومَعْمَرٍ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ, عَنْ الْحُسَيْنِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَة, َ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ، قَالَ:

(3/368)

أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وَهُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ.

بَاب لُبْسِ الْحَرِيرِ وَافْتِرَاشِهِ لِلرِّجَالِ وَقَدْرِ مَا يَجُوزُ مِنْهُ

[1906] (5829) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا زُهَيْرٌ, نا عَاصِمٌ, عَنْ أبِي عُثْمَانَ.

و (5828) نَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, نا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ بِأَذْرَبِيجَانَ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا.

وزَادَ عَاصِمٌ فقَالَ فيه: ووَصَفَّ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَيْهِ، وَرَفَعَ زُهَيْرٌ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ.

(5830) خ ونَا مُسَدَّدٌ, نا يَحْيَى, عَنْ التَّيْمِيِّ, عَنْ النهدي, وزَادَ فيه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُلْبَسُ الْحَرِيرُ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لَمْ يُلْبَسْ فِي الْآخِرَةِ مِنْهُ».

بَاب من مَسِّ الْحَرِيرِ مِنْ غَيْرِ لُبْسٍ

[1907] (3802) خ نا ابْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ.

خ، و (5836) نَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى, عَنْ إِسْرَائِيلَ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبُ حَرِيرٍ فَجَعَلْنَا نَلْمُسُهُ وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا» , قُلْنَا: نَعَمْ, قَالَ: «مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا».

وزَادَ شُعْبَةُ: «وَأَلْيَنُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَبُولِ الْهَدِيَّةِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (6640) وقَالَ فِيهِ:

(3/369)

شَيْبَانُ وسَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةُ سُنْدُسٍ (1).

وَخَرَّجَهُ في: باب صفة الجنة وأنها مخلوقة (3249) , وفي مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ (3802).

بَاب لُبْسِ الْقَسِّيِّ

وَقَالَ جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ فِي حَدِيثِهِ: الْقَسِّيَّةُ ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ يُجَاءُ بِهَا مِنْ مِصْرَ فِيهَا الْحَرِيرُ، وَالْمِيثَرَةُ جُلُودُ السِّبَاعِ.

[1908] (5838) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله, نا سُفْيَانُ, عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أبِي الشَّعْثَاءِ, نا مُعَاوِيَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ, عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ وَالْقَسِّيِّ.

وَقَالَ عَاصِمٌ عَنْ أبِي بُرْدَةَ: قُلْنا لِعَلِيٍّ: مَا الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ أَتَتْنَا مِنْ الشَّامِ أَوْ مِنْ مِصْرَ، مُضَلَّعَةٌ فِيهَا حَرِيرٌ، وَفِيهَا أَمْثَالُ الْأُتْرُجِّ.

قَالَ عَلِيٌّ: وَالْمِيثَرَةُ كَانَتْ النِّسَاءُ يَصْنَعْنَهُ لِبُعُولَتِهِنَّ مِثْلَ الْقَطَائِفِ يُضَفِّرْنَهَا.

بَاب الْحَرِيرِ لِلنِّسَاءِ

[1909] (5842) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ.

_________

(1) انظر سنن البيهقي 9/ 215.

(3/370)

[1910] (5840) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ, نا شُعْبَةُ, عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ, عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ, عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَسَانِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً سِيَرَاءَ فَخَرَجْتُ فِيهَا فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَّقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي.

وَخَرَّجَهُ في: باب كسوة المرأة بالمعروف (5366)، وفي الهبات باب هدية ما يكره لبسه (2614).

بَاب مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَجَوَّزُ مِنْ اللِّبَاسِ وَالْبُسْطِ

[1911] (115) خ نا صَدَقَةُ, نا ابْنُ عُيَيْنَةَ ومَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ (1).

و (3599) نا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, عن هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ الفراسية, أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, زَادَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ذَاتَ, لَيْلَة فَزِعًا يَقُولُ: «سُبْحَانَ الله مَاذَا» , قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «فتَحَ» , «الله مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ, مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ».

(5844) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ نا هِشَامٌ نا مَعْمَرٌ، وقَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ هِنْدٌ لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا.

وَخَرَّجَهُ في: علامات النبوة (3599) , وفِي بَابِ لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ (7069) , وفِي بَابِ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلَاةِ اللَّيْلِ (1126) , وفِي بَابِ مُكْثِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَ السَّلَامِ كي

_________

(1) هكذا في الأصل، وفي الصحيح: (ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ).

ولم يشر في تحفة الأشراف إلى ما وقع هنا وهو تصحيف، أو خطأ في الرواية، فإنَّ الْحُمَيْدِيّ روى هَذَا الْحَدِيث فِي مُسْنَده عَنْ اِبْن عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ، وابن عيينة وإن كان من أثبت الناس في الزهري، إلا أنه لم يسمع هذا الحديث منه وسمعه بواسطة، والله أعلم.

(3/371)

ينصرف النساء (849) , وفِي بَابِ الرَّجُلِ يَنْكُتُ بِيَدِهِ الْأَرْضَ (6218) , وفِي بَابِ الْعِلْمِ وَالْعِظَةِ بِاللَّيْلِ (115).

بَاب التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ

[1912] (5846) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ, عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ.

بَاب الثَّوْبِ الْأَحْمَرِ

[1913] (5848) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ.

بَاب النِّعَالِ السِّبْتِيَّةِ

[1914] (5851) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ: رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا، قَالَ: مَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنْ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْهِلَالَ وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ: أَمَّا الْأَرْكَانُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي

(3/372)

رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِهَا فأُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا، وَأَمَّا الْإِهْلَالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ.

بَاب يَنْزِعُ نَعْلَ الْيُسْرَى

[1915] (5855) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، لِتَكُنْ (1) الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ».

بَاب لَا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ

[1916] (5856) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا».

بَاب قِبَالَانِ فِي نَعْلٍ وَمَنْ رَأَى قِبَالًا وَاحِدًا وَاسِعًا

[1917] (3107) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الْأَسَدِيُّ, نا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ لَهُمَا قِبَالَانِ، فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّهُمَا نَعْلَا رسولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ وَمَا اسْتَعْمَلَ الْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ قِسْمَتُهُ, الباب (3107).

_________

(1) في الأصل: لتكون.

(3/373)

بَاب خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ وفَصِّ الْخَاتَمِ ونَقْشِه والْخَاتَمِ فِي الْخِنْصَرِ

[1918] (5875) خ نَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَنْ يَقْرَءُوا كِتَابَكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا.

[1919] (5876) ونَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا جُوَيْرِيَةُ, عَنْ نَافِعٍ.

و (6651) نا قُتَيْبَةُ, عن اللَّيْثِ, عَنْ نَافِعٍ.

ح, و (5866) نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى, نا أَبُوأُسَامَةَ, نا عُبَيْدُ الله, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ.

قَالَ قُتَيْبَةُ عن اللَّيْثِ: فَكَانَ يَلْبَسُهُ.

وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ، وَنَقَشَ فِيهِ: «مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله» , فَاتَّخَذَ النَّاسُ مِثْلَهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ اتَّخَذُوهَا رَمَى بِهِ وَقَالَ: «لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا» , ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ.

[1920] (5870) ونَا إِسْحَاقُ, نا مُعْتَمِرٌ, سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ.

[1921] (5878) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الْأَنْصَارِيُّ, نا أَبِي, عَنْ ثُمَامَةَ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ أَبَا بَكْرٍ, لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ لَهُ، وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ, وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَالله سَطْرٌ.

(5879) وَزَادَنِي أَحْمَدُ, نا الْأَنْصَارِيُّ, حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ ثُمَامَةَ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ.

زَادَ جُوَيْرِيَةُ عن نافع: وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ فِي يَدِهِ (الْيُمْنَى).

(3/374)

وَفِي يَدِ أبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَفِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ، فَأَخْرَجَ الْخَاتَمَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ، فَسَقَطَ، قَالَ: فَاخْتَلَفْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ عُثْمَانَ فَنَزَحَ الْبِئْرَ فَلَمْ نَجِدْهُ.

[1922] (5874) ونَا أَبُومَعْمَرٍ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ, عَنْ أَنَسٍ, أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّا اتَّخَذْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا فَلَا يَنْقُشْ عَلَيْهِ أَحَدٌ» , قَالَ: فَإِنِّي لَأَرَى بَرِيقَهُ فِي خِنْصَرِهِ.

[1923] (4391) خ نا عَبْدَانُ, عَنْ أبِي حَمْزَةَ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَجَاءَ خَبَّابٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ أَنْ يَقْرَءُوا كَمَا تَقْرَأُ، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ أَمَرْتُ بَعْضَهُمْ فَقْرَأَ عَلَيْكَ، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: اقْرَأْ يَا عَلْقَمَةُ، قَالَ زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ أَخُو زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ: أَتَأْمُرُ عَلْقَمَةَ أَنْ يَقْرَأَ وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ، فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ، فَقَالَ عَبْدُ الله: كَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ، قَالَ عَبْدُ الله: مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ يَقْرَؤُهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَبَّابٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: أَلَمْ يَأْنِ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَأَلْقَاهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب اتِّخَاذِ الْخَاتَمِ لِيُخْتَمَ بِهِ الشَّيْءُ أَوْ لِيُكْتَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ أوْ غَيْرِهِمْ (5875) , وفِي بَابِ مَنْ جَعَلَ فَصَّ الْخَاتَمِ فِي بَطْنِ كَفِّهِ (5876) , وفِي بَابِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْقُشُ عَلَى نَقْشِ خَاتَمِهِ» (5877) , وفِي بَابِ هَلْ يُجْعَلُ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ (5878) (5879) , وفِي بَابِ مَنْ حَلَفَ

(3/375)

عَلَى الشَّيْءِ وَإِنْ لَمْ يُحَلَّفْ (6651) , وفِي بَابِ قُدُومِ الْأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ الْيَمَنِ (4391).

بَاب السِّخَابِ لِلصِّبْيَانِ

[1924] (5884) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ, نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ, نا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ, عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أبِي يَزِيدَ, عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ، فَقَالَ: «أَيْنَ لُكَعُ؟» ثَلَاثًا «ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ» , فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَقَالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا فَالْتَزَمَهُ فَقَالَ: «اللهمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ».

قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ.

وَخَرَّجَهُ في: باب ما ذكر في الأسواق (2122).

بَاب قَصِّ الشَّارِبِ

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى يُنْظَرَ إِلَى بَيَاضِ الْجِلْدِ، وَيَأْخُذُ هَذَيْنِ يَعْنِي بَيْنَ الشَّارِبِ وَاللِّحْيَةِ.

[1925] (5891) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, نا ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ؛ الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْآبَاطِ».

(3/376)

وَخَرَّجَهُ في: بَاب تَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ (5891) , وفِي بَابِ الختان بعد الكبر ونتف الآباط (6297).

بَاب إِعْفَاءِ اللِّحَى

(عَفَوْا): كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ.

[1926] (5893) خ نا مُحَمَّدٌ, نا عَبْدَةُ, نا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ, عَنْ نَافِعٍ.

و (5892) نا مُحَمَّدُ بْنُ المِنْهَالٍ, نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ, نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ».

وقَالَ عُبَيْدُاللهِ: «انْهَكُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى».

قَالَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ عَنْ نَافِعٍ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ أَوْ اعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ.

بَاب الْخِضَابِ

[1927] (5899) خ نَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا الزُّهْرِيُّ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ».

وَخَرَّجَهُ في: باب ذكر بني إسرائيل (3462).

[1928] (3920) خ ونا دُحَيْمُ بن إبراهيم (1) , نا الْوَلِيدُ, نا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُوعُبَيْدٍ, عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ.

_________

(1) هكذا ثبت في النسخة، وفي الصحيح: وقَالَ دحيم، وهو ما ذكره المزي وابن حجر.

(3/377)

و (3919) نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, نا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ (1) , نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أبِي عَبْلَةَ, أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ حَدَّثَهُ, عَنْ أَنَسٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

زَادَ الأَوْزَاعِيُّ: الْمَدِينَةَ، وَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أبِي بَكْرٍ، فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.

زَادَ الأَوْزَاعِيُّ: حَتَّى قَوِيَ (2) لَوْنُهَا.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ (3919) (3920).

_________

(1) قد حصل للقابسي تصحيف في ضبط ابن حمير ذكره القاضي في المشارق (1/ 349).

(2) هكذا ثبت في الأصل، ويحتمل الصحة من حيث المعنى، ولكن المعروف في الصحيح: قَنَأَ.

(3/378)

بَاب الْفَرْقِ

[1929] (3558) خ نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ يُونُسَ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3558) , وفِي بَابِ إِتْيَانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ (3944).

بَاب الْقَزَعِ

[1930] (5920) نا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْلَدٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ, أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ حَفْصٍ, أَنَّ عُمَرَ بْنَ نَافِعٍ, أَخْبَرَهُ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ الله, أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ الْقَزَعِ. قَالَ عُبَيْدُ الله: قُلْتُ: وَمَا الْقَزَعُ؟ فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ الله قَالَ: إِذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ تَرَكَ هَا هُنَا شَعْرًا, وَتَرَكَ هَا هُنَا شَعْرًا وَهَا هُنَا وَهَا هُنَا، فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ الله إِلَى نَاصِيَتِهِ وَجَانِبَيْ رَأْسِهِ.

قِيلَ لِعُبَيْدِالله: فَالْجَارِيَةُ وَالْغُلَامُ قَالَ: لَا أَدْرِي، هَكَذَا قَالَ: الصَّبِيُّ.

قَالَ عُبَيْدُ الله: وَعَاوَدْتُهُ فَقَالَ: أَمَّا الْقُصَّةُ وَالْقَفَا لِلْغُلَامِ فَلَا بَأْسَ بِهِمَا، وَلَكِنَّ الْقَزَعَ أَنْ يُتْرَكَ بِنَاصِيَتِهِ شَعَرٌ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ غَيْرُهُ وَكَذَلِكَ شَقُّ رَأْسِهِ هَذَا أوْ هَذَا.

بَاب الْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ

[1931] (4886) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ.

[1932] (5937) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله, أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ.

و (5931) نَا عُثْمَانُ قَالَ: نا جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ.

و (5939) نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عَلْقَمَةَ, عن عَبْدِ الله قَالَ: لَعَنَ الله الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ.

قَالَا: وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ الله (1).

_________

(1) إنما قَالَ ابن عمر فِي حَدِيثِهِ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وأراد بقوله: قَالَا، أي سفيان وجرير عن منصور في حديث ابن مسعود.

(3/379)

فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالَ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قلت كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ عبد الله: وَمَا لِي لا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ الله، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: لَئِنْ قَرَأْتِهِ لَقَدْ وَجَدْتِهِ، أَمَا قَرَأْتِ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعَتْنَا.

قَالَ نَافِعٌ: والْوَشْمُ فِي اللِّثَةِ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمُتَنَمِّصَاتِ (5939) , وبَاب الْمُسْتَوْشِمَةِ (5947) (5948)، وفي تفسير سورة الحشر {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (4886).

بَاب الْوَصْلِ فِي الشَّعَرِ

[1933] (5941) خ نَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا هِشَامٌ أَنَّهُ سَمِعَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْمُنْذِرِ تَقُولُ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ: سَأَلَتْ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[1934] (5205) ونا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ, عَنْ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ, عَنْ صَفِيَّةَ, عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ، امْرَأَةً.

(5935) ونا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ, نا الفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ, نا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, حَدَّثَتْنِي أُمِّي, عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ, أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أَنْكَحْتُ ابْنَتِي ثُمَّ أَصَابَهَا شَكْوَى.

وقَالَت فَاطِمَةُ: أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَامَّرَقَ شَعَرُهَا.

وَزَوْجُهَا يَسْتَحِثُّنِي بِهَا.

(3/380)

وقَالَتْ صَفِيَّةُ: وإِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا فَقَالَ: «لَا، إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ الْمُوصِلَاتُ».

وقَالَت أُمُّ مَنْصُورٍ: فَسَبَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.

وقَالَت فاطمة: فَقَالَ: «لَعَنَ الله الْوَاصِلَةَ والْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمَوْصُولَةِ (5941) , وبَاب لَا تُطِيعُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي مَعْصِيَةٍ (5205).

[1935] (5932) خ نَا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ, أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ وَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ: «إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ».

[1936] (3488) خ ونَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, نا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ, سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بن أبِي سفيان الْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا فَخَطَبَنَا، فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ فقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ زُورًا، يَعْنِي الْوِصالَ فِي الشَّعَرِ.

وَخَرَّجَهُ في: ذكر بني إسرائيل (3468) (3488).

(3/381)

بَاب التَّصَاوِيرِ

[1937] (3218) خ نا يَحْيَى, نا وَكِيعٌ, عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ ابْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: «أَلَا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا» , فَنَزَلَتْ {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} الْآيَةَ.

[1938] (4002) خ ونا إِسْمَاعِيلُ, نا أَخِي, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي عَتِيقٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ, أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوطَلْحَةَ صَاحِبُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةُ التَّمَاثِيل الَّتِي فِيهَا الْأَرْوَاحُ».

وَخَرَّجَهُ في: من شهد بدرًا (4002).

[1939] (3227) (5960) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ (1) , عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَعَدَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ فَرَاثَ عَلَيْهِ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (2) فَلَقِيَهُ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا وَجَدَ, فَقَالَ لَهُ: «إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ».

[1940] (3226) خ نا أَحْمَدُ (3) , نا ابْنُ وَهْبٍ, نا عَمْرٌو, أن بُكَيْرًا.

_________

(1) هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، يروي عن عم أبيه سالم بن عبد الله بن عمر، وما وقع في بعض النسخ المطبوعة: عمرو، فهو تصحيف.

(2) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ فيما يظهر.

(3) كان في الأصل: الحميدي وهو تصحيف شنيع، والحديث مشهور من رواية أحمد دون نسبة.

(3/382)

و (5959) نَا قُتَيْبَةُ, نا اللَّيْثُ, عَنْ بُكَيْرٍ, عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ فَعُدْنَاهُ فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورٌ، فَقُلْتُ لِعُبَيْدِالله رَبِيبِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنْ الصُّوَرِ يَوْمَ الْأَوَّلِ، فَقَالَ عُبَيْدُ الله: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قَالَ: «إِلَّا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ».

زَادَ عَمْروٌ: أَلَا سَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: لَا, قَالَ: بَلَى قَدْ ذَكَرَهُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ (5960) , وبَاب ذِكْرِ الْجِنِّ (؟) , وبَاب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ (3227) , وبَاب مَنْ لَمْ يَدْخُلْ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ (5961) , وبَاب مَنْ كَرِهَ الْقُعُودَ عَلَى الصُّورِ (5958).

بَاب عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

[1941] (5951) خ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ, نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ, عَنْ عُبَيْدِ الله, عَنْ نَافِعٍ, أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ, أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالَ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ».

[1942] (5950) خ ونَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا الْأَعْمَشُ, عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ مَسْرُوقٍ فِي دَارِ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ فَرَأَى فِي صُفَّتِهِ تَمَاثِيلَ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ الله الْمُصَوِّرُونَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (7558).

(3/383)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

58 - كِتَاب الْأَدَبِ

وقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}.

بَاب مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ

[1943] (5971) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا جَرِيرٌ, عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ, عَنْ أبِي زُرْعَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» , قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمُّكَ» , قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أُمُّكَ» , قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «أَبُوكَ».

بَاب لَا يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ

[1944] (5973) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: «يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ».

بَاب عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ مِنْ الْكَبَائِرِ

[1945] (5976) خ نا إِسْحَاقُ, نا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ, عَنْ الْجُرَيْرِيِّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي بَكْرَةَ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ الله, قَالَ: «الْإِشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» , وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ, أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ» , فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ: لَا يَسْكُتُ.

(3/384)

(2654) (6274) (6919) وقَالَ: نا مُسَدَّدٌ نا بِشْرٌ (نا الْجُرَيْرِيُّ) عَنْ ابْنِ أبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ وقَالَ: حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.

وَخَرَّجَهُ في: باب اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ (6919)، وفِي بَابِ مَا قِيلَ فِي شَهَادَةِ الزُّورِ (2654)، وفِي بَابِ قوله {وَمَنْ أَحْيَاهَا} (؟)، وفِي بَابِ لا يشهد على جور (؟).

بَاب صِلَةِ الْمَرْأَةِ أُمَّهَا وَلَهَا زَوْجٌ

[1946] (5978) خ نا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي, أَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ أبِي بَكْرٍ قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ».

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ} الآية.

بَاب إِثْمِ الْقَاطِعِ

[1947] (5984) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ, أنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ, أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ».

بَاب مَنْ بُسِطَ لَهُ فِي الرِّزْقِ لِصِلَةِ الرَّحِمِ

[1948] (5986) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

(3/385)

بَاب مَنْ وَصَلَ وَصَلَهُ الله

[1949] (4832) (5987) خ نا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ, نا عَبْدُ الله, نا مُعَاوِيَةُ بْنُ أبِي مُزَرِّدٍ, سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الله خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ».

قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}».

وَخَرَّجَهُ في: باب قول الله {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (7502)، وفي تفسير سورة محمد عليه السلام، قوله {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (4830).

[1950] (5988) خ نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ, نا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرَّحِمُ شَجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».

بَاب تُبَلُّ الرَّحِمُ بِبَلَالِهَا

[1951] (5990) خ نَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ, نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبِي خَالِدٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ, أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: «إِنَّ آلَ أَبِي» , قَالَ عَمْرٌو: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بَيَاضٌ, «لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الله وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ».

(3/386)

زَادَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا (1)».

قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَبَلَالُهَا أَصَحُّ، وَبَلَاهَا لَا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا.

بَاب لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ

[1952] (5991) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, نا سُفْيَانُ, عَنْ الْأَعْمَشِ وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو وَفِطْرٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ, وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا».

بَاب رَحْمَةِ الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ

وَقَالَ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ.

[1953] (5994) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا مَهْدِيٌّ, نا ابْنُ أبِي يَعْقُوبَ, عَنْ ابْنِ أبِي نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ , فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا».

وَخَرَّجَهُ في: مناقبهما (3753).

[1954] (5998) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا سُفْيَانُ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ

_________

(1) هَكَذَا وَقَعَ فِي الأَصْلِ، وفي الصحيح:

" أَبُلُّهَا بِبَلَاهَا " يَعْنِي أَصِلُهَا بِصِلَتِهَا، قَالَ أَبُوعَبْد اللَّهِ: بِبَلَاهَا كَذَا وَقَعَ، وَبِبَلَالِهَا أَجْوَدُ وَأَصَحُّ، وَبِبَلَاهَا لَا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا أهـ.

(3/387)

الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ أَمْلِكُ أَنْ نَزَعَ الله مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ».

[1955] (5997) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, نا أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ بنُ حَابِسٍ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ (6013) (1).

[1956] (5999) خ ونَا ابْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا أَبُوغَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» , قُلْنَا: لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: «اللهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».

بَاب وَضْعِ الصَّبِيِّ عَلَى الْفَخِذِ

[1957] (6003) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا عَارِمٌ, نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ, يُحَدِّثُ عَنْ أبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ, يُحَدِّثُهُ أَبُوعُثْمَانَ, عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ, كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي

_________

(1) وهو حديث جرير: " من لا يَرْحَم لا يُرْحم ".

(3/388)

عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّهُمَا ثُمَّ يَقُولُ: «اللهمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا».

وَخَرَّجَهُ في: مناقب الحسن والحسين (3747).

بَاب فَضْلِ مَنْ يَعُولُ يَتِيمًا

[1958] (5304) خ نَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ, نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبِي حَازِمٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ سَهْلِ بنِ سعْدٍ, قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» , وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب اللِّعَانِ والإشارة بالطلاق (5304).

بَاب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ

[1959] (6011) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا زَكَرِيَّاءُ, عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا شَكَى عُضْوًا تَدَاعَى سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

بَاب الْوَصَاةِ بِالْجَارِ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} إلَى قَوْلِهِ {مُخْتَالًا فَخُورًا}.

[1960] (6014) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوبَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ عَمْرَةَ, عَنْ عَائِشَةَ,

(3/389)

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».

بَاب إِثْمِ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ

يُوبِقْهُنَّ: يُهْلِكْهُنَّ، مَوْبِقًا: مَهْلِكًا.

[1961] (6016) خ نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ, نا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ, عَنْ سَعِيدٍ, عَنْ أبِي شُرَيْحٍ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالله لَا يُؤْمِنُ، وَالله لَا يُؤْمِنُ، وَالله لَا يُؤْمِنُ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَمَنْ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ».

بَاب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ

[1962] (6135) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا مَالِكٌ، و (6019) اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ, عَنْ أبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ» , قَالَ: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ».

زَادَ مَالِكٌ: «وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ».

«وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب حِفْظِ اللِّسَانِ (6476)، وفِي بَابِ إِكْرَامِ الضَّيْفِ (6135).

(3/390)

بَاب لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا

[1963] (6029) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا جَرِيرٌ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ, عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْكُوفَةِ فَذَكَرَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا.

وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب حُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ الْبُخْلِ (6035)، وفِي بَابِ صفة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3559).

[1964] (6031) خ ونَا أَصْبَغُ, أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ, قَالَ: أَخْبَرَني أَبُويَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا، وكَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ».

وَخَرَّجَهُ في: باب ما يُنهى مِن السّبابِ واللَّعْنِ (6046).

[1965] (6054) خ نا صَدَقَةُ, نا ابْنُ عُيَيْنَةَ, سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ.

خ, و (6032) نَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى, نا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ, نا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ» فَلَمَّا جَلَسَ.

قَالَ سُفْيَانُ: أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ.

تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا.

(3/391)

قَالَ سُفْيَانُ: أَلَنْتَ لَهُ الْكَلَامَ.

ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ اغْتِيَابِ أَهْلِ الْفَسَادِ وَالرِّيَبِ (6054).

وقَالَ فِيهِ سُفْيَانُ: «اتِّقَاءَ فُحْشِهِ».

وفِي بَابِ الْمُدَارَاةِ عَلَى النَّاسِ (6131).

بَاب حُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ الْبُخْلِ

[1966] (6034) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ, عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ: لَا.

بَاب الْمِقَةِ مِنْ الله

[1967] (7485) خ ونا إِسْحَاقُ, نا عَبْدُ الصَّمَدِ, نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَحَبَّ الله العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ الله أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبِبْهُ جِبْرِيلُ, فيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ الله قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثم يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ (3209) , وفي الصفات بَاب كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ وَنِدَاءِ الله الْمَلَائِكَةَ (7485).

(3/392)

بَاب

قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} الآية

[1968] (4942) خ نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا وُهَيْبٌ, نا هِشَامٌ.

خ و (6042) نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ, عَنْ هِشَامِ بن عروة, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَمْعَةَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَضْحَكَ الرَّجُلُ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ الْأَنْفُسِ.

وقَالَ وُهَيْبٌ: «لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ».

بَاب مَا يُنْهَى مِنْ السِّبَابِ وَاللَّعْنِ

[1969] (6048) خ نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَني أَبِي, نا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ, سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ، رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى انْتَفَخَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (1): «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ» , فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: تَعَوَّذْ بِالله مِنْ الشَّيْطَانِ, فَقَالَ: أَتَرَى بِي بَأْسًا، أَمَجْنُونٌ أَنَا اذْهَبْ.

وَخَرَّجَهُ في باب ما يحذر من الغضب (6115)، وباب صفة إبليس وجنوده (3282).

_________

(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مابين القوسين مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.

(3/393)

بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ النَّمِيمَةِ

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} وقوله {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} , يَلْمِزُ وَيَهْمِزُ: يَعِيبُ.

[1970] (6056) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نا سُفْيَانُ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ».

بَاب مَا يُنْهَى عَنْ التَّحَاسُدِ وَالتَّدَابُرِ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.

[1971] (6077) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, أَخْبَرَنَا مَالِكٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ أبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ.

[1972] (6065) خ ونا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أخبرني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.

[1973] (6064) ونَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله, أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا ولا تَدَابَرُوا, وَكُونُوا عِبَادَ الله إِخْوَانًا».

زَادَ أَنَسٌ: «وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».

زَادَ أَبُوأَيُّوبُ: «فيَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ».

(3/394)

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قوله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} (6066) , وفِي بَابِ الْهِجْرَةِ (6076) (6077) , وبَاب السَّلَامِ لِلْمَعْرِفَةِ وَغَيْرِ الْمَعْرِفَةِ (6237).

بَاب مَا يُكْرَهُ (1) مِنْ الظَّنِّ

[1974] (6068) خ نَا ابْنُ بُكَيْرٍ، و (6067) سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، نا اللَّيْثُ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَظُنُّ فُلَانًا وَفُلَانًا يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئًا».

زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: «الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ».

بَاب سَتْرِ الْمُؤْمِنِ عَلَى نَفْسِهِ

[1975] (6069) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ ابْنِ أَخِي ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرُونَ (2) , وَإِنَّ مِنْ المُجانةِ (3) أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ الله عَلَيْهِ (4)، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ الله عَنْهُ».

_________

(1) هكذا ترجم في النسخة، وقد اختلفت فيه النسخ، حتى عن الأصيلي، والرواية الأخرى: مَا يَجُوز مِنْ الظَّنّ، وَفِي رِوَايَة: مَا يَكُون، انظر المشارق 1/ 261.

(2) كذا وقع في الأصل وفي بعض الروايات، وهو جائز على مذهب أهل الكوفة، والباقون رووا: إلا المجاهرين، انظر توجيه ذلك في الفتح.

(3) في هذا الحرف روايات أخرى ذكرها القاضي في المشارق (1/ 255)، والحافظ في الفتح.

(4) في الأصل: عنه، وضبب عليها، والمثبت من الصحيح.

(3/395)

بَاب الْكِبْرِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} مُسْتَكْبِرٌ فِي نَفْسِهِ، قَالَ: عِطْفُهُ رَقَبَتُهُ.

[1976] (6071) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ, نا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ, عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ لَوْ يٌقْسِمُ عَلَى الله لَأَبَرَّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ، كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ».

[1977] (6072) خ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى (1): نا هُشَيْمٌ, نا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ, نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ.

خرج الأول فِي بَابِ الكبر من كتاب الأدب (6071)، وفي تفسير قوله {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (4918).

بَاب الْهِجْرَةِ

[1978] (3505) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوالْأَسْوَدِ, عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَ عَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ, أَحَبَّ الْبَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، وَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ الله إِلَّا تَصَدَّقَتْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيَّ، عَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ كَلَّمْتُهُ.

_________

(1) هو أَبُوجعفر ابن الطباع، وَهُوَ ثِقَة مشهور، عَارف بِحَدِيثِ هُشَيْمٍ، حَتَّى قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ: سَمِعْت يَحْيَى الْقَطَّان وَابْن مَهْدِيّ يَسْأَلَانِهِ عَنْ حَدِيث هُشَيْمٍ.

(3/396)

[1979] (6073) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنِ الطُّفَيْلِ (1) وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّهَا، أَنَّ عَائِشَةَ حُدِّثَتْ: أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ الزُّبَيْرِ, قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَالله لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لَأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا؟ قَالَوا: نَعَمْ، قَالَتْ: هُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا. فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا حِينَ طَالَتْ الْهِجْرَةُ.

زَادَ الْلَّيْثُ: بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَبِأَخْوَالِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقَالَتْ: لَا وَالله لَا أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا، وَلَا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي.

فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِالله لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي.

[زَادَ الْلَّيْثُ] (2): فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: إِذَا اسْتَأْذَنَّا فَاقْتَحِمْ الْحِجَابَ.

قَالَ: وَكَانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ عَلَيْهِمْ لِقَرَابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3).

_________

(1) كذا ثبت في النسخة، وهو عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الطُّفَيْلِ.

(2) زيادة مني لأصحح مساق الحديثين.

(3) هكذا ذكره الناسخ في المتن ولم يسق إسناده، فأخشى أن في هذا الموضع سقط، وهذا السطر رواه البخاري في مناقب قريش فقَالَ: نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ نا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ.

وَقَالَ الْلَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُوالْأَسْوَدِ مُحَمَّدٌ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ إِلَى عَائِشَةَ، وَكَانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ عَلَيْهِمْ لِقَرَابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(3/397)

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالَوا: كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَم ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ, فَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ بن مخرمة وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلَّا مَا كَلَّمَتْ وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولَانِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَمَّا قَدْ عَمِلْتِ (1) مِنْ الْهِجْرَةِ، وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ.

فَلَمَّا كَثَّرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنْ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ، فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ الزُّبَيْرِ.

زَادَ الْلَّيْثُ: وَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَشْرِ رِقَابٍ فَأَعْتَقَتْهُمْ، فلَمْ تَزَلْ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ.

وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.

زَادَ الْلَّيْثُ: وَقَالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُه حِينَ جَعَلْتُ (2) عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغُ مِنْهُ.

وَخَرَّجَهُ في: مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ (3503).

_________

(1) كذا كتب في الأصل، وكتب في هامشها: علمت، وهما روايتان عنده.

(2) في بعض نسخ الصحيح: حَلَفْتُ.

(3/398)

بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ الْهِجْرَانِ لِمَنْ عَصَى

وَقَالَ كَعْبٌ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ونُهِيَ الْمُسْلِمُونَ (1) عَنْ كَلَامِنَا وَذَكَرَ خَمْسِينَ لَيْلَةً.

[1980] (6078) خ نَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ (2) , أنا عَبْدَةُ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَعْرِفُ غَضَبَكِ وَرِضَاكِ» , قَالَتْ: قُلْتُ: وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَاكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «إِنَّكِ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ: بَلَى وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ» , قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ، لَسْتُ أُهَاجِرُ إِلَّا اسْمَكَ.

بَاب الْإِخَاءِ وَالْحِلْفِ

[1981] (6083) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَبَّاحٍ, نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ, نا عَاصِمٌ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَبَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ؟» , فَقَالَ: قَدْ حَالَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِي.

بَاب (3)

[1982] (6027) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا سُفْيَانُ, عَنْ أبِي بُرْدَةَ, أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُوبُرْدَةَ, عَنْ أَبِيهِ أبِي مُوسَى, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» , ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.

_________

(1) كذا في النسخة، وفي الصحيح: وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ.

(2) في بعض النسخ غير منسوب، وهو منسوب في هذه النسخة.

(3) هكذا ثبت في النسخة، وهو في بعض نسخ الصحيح: بَاب تَعَاوُن الْمُؤْمِنِينَ بَعْضهمْ بَعْضًا.

(3/399)

وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب المشيئة والإرادة (7476).

بَاب التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ

[1983] (6092) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, نا ابْنُ وَهْبٍ, نا عَمْرٌو, أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَجَمِّعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ.

بَاب

قَوْلِه {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وَمَا يُنْهَى عَنْ الْكَذِبِ

[1984] (6094) خ نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ, نا جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ أبِي وَائِلٍ, عَنْ عَبْدِ الله, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا».

بَاب الْهَدْيِ الصَّالِحِ

[1985] (3762) خ نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَأْخُذَ عَنْهُ.

(3/400)

ح, و (6097) نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ دَلًّا وَسَمْتًا وَهَدْيًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ، لَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ إِذَا خَلَا.

وَخَرَّجَهُ في: مَنَاقِبِ ابْنِ مَسْعُودٍ (3762).

بَاب الصَّبْرِ والْأَذَى (1)

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

[1986] (6099) خ نَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ, عَنْ أبِي مُوسَى, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ، أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ الله، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا، وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ».

وَخَرَّجَهُ في: الأسماء باب قوله {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (7378).

بَاب الْحَذَرِ مِنْ الْغَضَبِ

لِقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} وَقَوْلِهِ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}.

[1987] (6114) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا مَالِكٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ».

_________

(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح: بَاب الصَّبْرِ عَلَى الْأَذَى.

(3/401)

بَاب الْحَيَاءِ

[1988] (6117) خ نَا آدَمُ نا شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ».

فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: إِنَّ مِنْ الْحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنْ الْحَيَاءِ سَكِينَةً، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ.

[1989] (6119) خ نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ, أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ مَوْلَى أَنَسٍ هو عَبْدُ الرحمن بْنُ أبِي عُتْبَةَ (1) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخدريّ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا.

وَخَرَّجَهُ في: باب صفة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3562).

بَاب إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ

[1990] (6120) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا زُهَيْرٌ, نا مَنْصُورٌ, عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ, نا أَبُومَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْييِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب بني إسرائيل (3483).

_________

(1) هكذا سماه في النسخة، وفي بعض النسخ: قَالَ أَبُوعَبْد اللَّهِ يعني البخاري: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي عُتْبَةَ، وقد اختلفت فيه النسخ، والأرجح أن اسمه عبد الله، والله أعلم.

(3/402)

بَاب الِانْبِسَاطِ إِلَى النَّاسِ

[1991] (6130) خ ونا مُحَمَّدٌ. نا أَبُومُعَاوِيَةَ, نا هِشَامٌ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي.

بَاب الْمُدَارَاةِ مَعَ النَّاسِ

وَيُذْكَرُ عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ.

قَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ

وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا حُلمَ إِلَّا لِذِي تَجْرِبَةٍ (1). [1992] (6133) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا اللَّيْثُ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».

بَاب إِكْرَامِ الضَّيْفِ

[1993] (6137) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا اللَّيْثُ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي حَبِيبٍ, عَنْ أبِي الْخَيْرِ, عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلَا يَقْرُونَا، فَمَاذا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ».

_________

(1) هكذا ثبت في نسختنا، وفي بعض نسخ الصحيح: لَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ أهـ.

(3/403)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

الْأَدَبُ الثَّانِي

بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ وَالْحُدَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْهُ

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} الآية.

وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي كُلِّ لَغْوٍ يَخُوضُونَ.

[1994] (6209) خ نا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, عَنْ ثَابِتٍ.

ح، و (6210) نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا حَمَّادٌ عَنْهُ.

ح، و (6149) نَا مُسَدَّدٌ, (نا إِسْمَاعِيلُ) (1) , عن أَيُّوب.

ح، و (6202) نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا وُهَيْبٌ, نا أَيُّوبُ, عَنْ أبِي قِلَابَةَ.

ح، و (6211) نَا إِسْحَاقُ, أَخْبَرَنَا حَبَّانُ, نا هَمَّامٌ, عن قَتَادَةَ, كُلُّهُمْ عَنْ أَنَسٍ.

قَالَ أَيَّوبُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ، وكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فِي الثَّقَلِ، وَأَنْجَشَةُ غُلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسُوقُ بِهِنَّ، يَحْدُو بهنَّ.

زَادَ قَتَادَةُ: وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ.

فَقَالَ: «رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ».

زَادَ ثَابِتٌ: «ارْفُقْ» , قَالَ قَتَادَةُ: «لَا تَكْسِرْ الْقَوَارِيرَ» يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمَعَارِيضُ مَنْدُوحَةٌ عَنْ الْكَذِبِ (6209) (6211).

[1995] (6145) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوبَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ

_________

(1) زيادة من الصحيح لتصحيح السند.

(3/404)

الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أبِي بْنَ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً».

(6161) خ ونا مُسَدَّدٌ, نا حَمَّادٌ, عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ (1) أَسْوَدُ.

(6149) زَادَ مُسَدَّدٌ قَالَ أَبُوقِلَابَةَ: فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُهُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ, قَوْلُهُ: «سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ وَيْلَكَ (6161)، وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنْ اسْمِهِ حَرْفًا (6202).

بَاب هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ

[1996] (6153) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ, عَنْ الْبَرَاءِ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَسَّانَ: «اهْجُهُمْ» , أَوْ قَالَ: «هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ».

(4124) خ: وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ, عَنْ الشَّيْبَانِيِّ, عَنْ عَدِيٍّ, عَنْ الْبَرَاءِ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: «اهْجُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ (3212)، وفِي بَابِ مَرْجِعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ الْأَحْزَابِ وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ (4123) (4124).

_________

(1) غير واضحة في الأصل فقد علاها شيء من الطمس، وأثبتها من الصحيح.

(3/405)

بَاب مَا يُكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْغَالِبَ عَلَى الْإِنْسَانِ الشِّعْرُ حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَالْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ

[1997] (6155) خ نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ, نا أَبِي, نا الْأَعْمَشُ, سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا يَرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» (1).

بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: وَيْلَكَ

[1998] (6155) خ نا صَدَقَةُ, نا عَبْدَةُ, عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ.

[1999] (6171) خ ونَا عَبْدَانُ, أَخْبَرَني أَبِي, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ, عَنْ سَالِمِ بْنِ أبِي الْجَعْدِ, عَنْ أَنَسٍ.

ح، و (6167) نَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ, نا هَمَّامٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ؟ قَالَ: «وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» , قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا.

زَادَ سَالِمٌ: قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ.

قَالَ قَتَادَةُ: إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ, قَالَ: «إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».

_________

(1) قد أخرج البخاري هذا المتن من حديث ابن عمر أيضا، وعادة المهلب في مثل هذا أن يسوق الإسنادين أعني حديث ابن عمر وأبي هريرة ويذكر أتمهما لفظا.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الحديث.

(3/406)

قَالَ: وَنَحْنُ كَذَلِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» , فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا, فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي، فَقَالَ: «إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ: «إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ السَّاعَةُ» , أي سَاعَتُكُمْ، قَالَ هِشَامٌ: يَعْنِي مَوْتَهُمْ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب سَكَرَاتِ الْمَوْتِ (6511) , وفِي بَابِ علامات الحب في الله (1) (6171).

بَاب عَلَامَات الحُبِّ في الله

لِقَوْلِهِ (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ الله).

[2000] (6169) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا جَرِيرٌ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ أبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ».

بَاب لَا يَقُولُ خَبُثَتْ نَفْسِي

[2001] (6179) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا سُفْيَانُ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي».

_________

(1) سبق قلم الناسخ فكتب: علامات النبوة، وليس فيه بل في الباب الذي أثبته.

(3/407)

بَاب: «لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ»

[2002] (6183) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ, نا الزُّهْرِيُّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ) (1).

و (6181) نا ابْنُ بُكَيْرٍ, نا ليْثٌ, عَنْ يُونُسَ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ.

و (6182) نَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ, نا عَبْدُ الْأَعْلَى, نا مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, (عَنْ أبِي سَلَمَةَ) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ».

زَادَ سُفْيَانُ، قَالَ: «إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ».

قَالَ مَعْمَرٌ: «وَلَا تَقُولُوا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ الله هُوَ الدَّهْرُ».

زَادَ يُونُسَ عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «(قَالَ الله) (2) يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ» (6183).

بَاب قَوْلِ الرَّجُلِ: جَعَلَنِي الله فِدَاكَ

وَقَالَ أَبُوبَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا.

[2003] (6185) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ, نا يَحْيَى بْنُ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ أَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

_________

(1) ما بين القوسين زيادة مني لأميز لك حديث ابْنُ شِهَابٍ عن سعيد من حديثه عن أبِي سلمة.

(2) زيادة ثابتة في الصحيح لا بد منها لأن الحديث قدسي.

(3/408)

وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةُ مُرْدِفُهَا عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتْ النَّاقَةُ فَصُرِعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَرْأَةُ، وَأَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: أَحْسِبُ قَالَ: اقْتَحَمَ عَنْ بَعِيرِهِ فَأَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، جَعَلَنِي الله فِدَاكَ، هَلْ أَصَابَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: «لَا, وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ» , فَأَلْقَى أَبُوطَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، فَقَامَتْ الْمَرْأَةُ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ، أَوْ قَالَ: أَشْرَفُوا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» , فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ.

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي»

[2004] (7120) خ نَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا ذُكِرَ فِي الْأَسْوَاقِ (7120) (7121) , وفي المناقب (3537).

[2005] (3114) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ الأعمشِ.

خ, و (6189) نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا سُفْيَانُ, سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ, سَمِعْتُ جَابِرًا.

خ, و (115) نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا سُفْيَانُ, لفظه, عَنْ سليمان الْأَعْمَشِ, عَنْ سَالِمِ بْنِ أبِي الْجَعْدِ, عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله الْأَنْصَارِيِّ (قَالَ): وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ

(3/409)

فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحْسَنَتْ الْأَنْصَارُ، سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ».

وقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ: «إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ».

زَادَ ابْنُ الْمُنْكَدِر: فَقَالَ: «أَسْمِ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} يَعْنِي لِلرَّسُولِ قَسْمَ ذَلِكَ، قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ وقَاسِمٌ وَالله يُعْطِي» (3114) (3115) , وفِي بَابِ مَنْ سَمَّى بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ (6196) , وفِي بَابِ (قول الرجل لصاحبه يا أبا) (1) وأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَى الله (6186) , وباب كنية النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المناقب (3538).

بَاب اسْمِ الْحَزْنِ

[2006] (6190) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: حَزْنٌ, قَالَ: «أَنْتَ سَهْلٌ» , قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي.

قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب تَحْوِيلِ الِاسْمِ إِلَى اسْمٍ أَحْسَنَ مِنْهُ (6193).

_________

(1) هكذا ثبت في النسخة، وهو غير موجود في النسخة المطبوعة.

(3/410)

بَاب تَحْوِيلِ الِاسْمِ إِلَى اسْمٍ أَحْسَنَ مِنْهُ

[2007] (6191) خ نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا أَبُوغَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوحَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بنِ سعدٍ قَالَ: أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أبِي أُسَيْدٍ حِينَ وُلِدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ، فَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُوأُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيْنَ الصَّبِيُّ؟» , فَقَالَ أَبُوأُسَيْدٍ: قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «مَا اسْمُهُ؟» , قَالَ: فُلَانٌ، قَالَ: «لَكِنْ أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ» , فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ.

[2008] (6192) خ ونَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ, أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ أبِي مَيْمُونَةَ, عَنْ أبِي رَافِعٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ.

بَاب مَنْ سَمَّى بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ

[2009] (6194) خ نَا ابْنُ نُمَيْرٍ, نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ, نا إِسْمَاعِيلُ قُلْتُ: لِابْنِ أبِي أَوْفَى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَاتَ صَغِيرًا، وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ، وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ.

[2010] (6198) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي بُرْدَةَ, عَنْ أبِي بُرْدَةَ, عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أبِي مُوسَى.

(3/411)

بَاب مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنْ اسْمِهِ حَرْفًا

وَقَالَ أَبُوحَازِمٍ: قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هِرٍّ».

[2011] (3217) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا هِشَامٌ, نا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ.

و (6201) نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ» , قُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله، قَالَتْ: وَهُوَ يَرَى مَا لَا أرَى.

زَادَ مَعْمَرٌ: تُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَخَرَّجَهُ في: باب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ (3217)، وفِي بَابِ فضل عائشة (3768)، وفِي بَابِ تَسْلِيمِ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ وَالنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ (6249)، وبَاب إِذَا قَالَ فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ (6253).

بَاب الْكُنْيَةِ لِلصَّبِيِّ وَقَبْلَ أَنْ يُولَدَ لِلرَّجُلِ

[2012] (6203) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا عَبْدُ الْوَارِثِ, عَنْ أبِي التَّيَّاحِ, عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالَ لَهُ أَبُوعُمَيْرٍ، فقَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» , نُغَيْرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَت الصَّلَاةُ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُنْكَسُ (1) وَيُنْضَحُ, ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا.

_________

(1) كذا وقع في الأصل، وله وجه صحيح، بمعنى يقلب الحصير كي يزول ما عليه من أذى، وفي الروية المشهورة: فَيُكْنَسُ.

(3/412)

بَاب أَبْغَضِ الْأَسْمَاءِ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ

[2013] (6205) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْنَى الْأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الله عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ».

(6206) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, رِوَايَةً قَالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ: «أَخْنَعُ الْأَسْمَاءِ عِنْدَ الله رَجُلٌ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْأَمْلَاكِ» , قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ غَيْرُهُ: شَاهَانْ شَاهْ.

بَاب الْحَمْدِ لِلْعَاطِسِ

[2014] (6225) خ نَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, عن أَنَسِ بنِ مالكٍ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتْ الْآخَرَ، فَقَالَ لهُ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ الله شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي، فقَالَ: «إِنَّ هَذَا حَمِدَ الله وَلَمْ تَحْمَدْ الله».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب لَا يُشَمَّتُ الْعَاطِسُ إِذَا لَمْ يَحْمَدْ (6225).

بَاب مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ الْعُطَاسِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ التَّثَاؤُبِ

[2015] (6223) خ نَا آدَمُ بْنُ أبِي إِيَاسٍ, نا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ, نا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الله يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ الله فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ».

(3/413)

وَخَرَّجَهُ في: باب صفة إبليس وجنوده (3289) , وبَاب إِذَا تَثَاءَبَ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ (6226).

بَاب إِذَا عَطَسَ كَيْفَ يُشَمَّتُ

[2016] (6224) خ نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبِي سَلَمَةَ, نا عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ الله، فَإِذَا قَالَ يَرْحَمُكَ الله فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ الله وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ».

(3/414)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

59 - كِتَاب الِاسْتِئْذَانِ

بَاب بَدْءِ السَّلَامِ

[2017] (3326) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، و (6227) يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَلَقَ الله آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ, نفَرٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٍ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله، فَزَادَوهُ رَحْمَة الله، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ - يَعْنِي الْجَنَّةَ - عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ».

لَمْ يَقُلْ عَبْدُاللهِ: «عَلَى صُورَتِهِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب الأنبياء باب خلق آدم وذريته (3326).

بَاب

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} إلَى قَوْلِهِ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أبِي الْحَسَنِ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نِسَاءَ الْعَجَمِ يَكْشِفْنَ صُدُورَهُنَّ وَرُءُوسَهُنَّ، قَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ.

بَاب

قَوْل الله عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}

قَالَ قَتَادَةُ: عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُمْ.

(3/415)

{خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} النَّظَر إِلَى مَا نُهِيَ عَنْهُ.

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي النَّظَرِ إِلَى الَّتِي لَمْ تَحِضْ مِنْ النِّسَاءِ: لَا يَصْلُحُ النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُنَّ وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً.

وَكَرِهَ عَطَاءٌ النَّظَرَ إِلَى الْجَوَارِي يُبَعْنَ بِمَكَّةَ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ أَنْ يَشْتَرِيَ.

[2018] (6229) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا أَبُوعَامِرٍ, نا زُهَيْرٌ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ»، فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ: «فإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا» , قَالَوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ».

بَاب تَسْلِيمِ الْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ والرَّاكِبِ عَلَى الْمَاشِي والْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ والصَّغِيرِ عَلَى الْكَبِيرِ

[2019] (6232) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ (1) , نا مَخْلَدٌ, نا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ, أَنَّهُ سَمِعَ ثَابِتًا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ».

_________

(1) منسوب في نسختنا، غير منسوب في بعض النسخ، والقاعدة أن محمدًا شيخ البخاري الذي يحدثه عن مخلد هو ابن سلام، والله أعلم.

(3/416)

[2020] (6234) وقَالَ (1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ».

بَاب التَّسْلِيمِ عَلَى الصِّبْيَانِ

[2021] (6247) خ نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ (2) , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ, عَنْ سَيَّارٍ, عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ.

بَاب التَّسْلِيمِ وَالِاسْتِئْذَانِ ثَلَاثًا

[2022] (6245) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ, نا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ, عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.

[2023] (7353) ونا مُسَدَّدٌ, نا يَحْيَى, نا ابْنُ جُرَيْجٍ.

_________

(1) في الأصل: ونا إبراهيم، وهو تصحيف، فإن البخاري لم يدرك إبراهيم، بينهما في هذا الحديث رجلان.

قَالَ ابن حجر: وَصَلَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبِي عَمْرو حَدَّثَنِي أبِي حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ بِهِ سَوَاء، وَأَبُو عَمْرو هُوَ حَفْص بْن عَبْد اللَّه بْن رَاشِد السُّلَمِيُّ قَاضِي نَيْسَابُور، وَوَصَلَهُ أَيْضًا أَبُونُعَيْم مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق أبِي حَامِد بْن الشَّرَفِيّ كِلَاهُمَا عَنْ أَحْمَد بْن حَفْص بِهِ. وَأَمَّا قَوْل الْكَرْمَانِيّ: عَبَّرَ الْبُخَارِيّ بِقَوْلِهِ (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ) لِأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ فِي مَقَام الْمُذَاكَرَة فَغَلَط عَجِيب، فَإِنَّ الْبُخَارِيّ لَمْ يُدْرِك إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَسْمَع مِنْهُ، فَإِنَّهُ مَاتَ قَبْل مَوْلِد الْبُخَارِيّ بِسِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَة، وَقَدْ ظَهَرَ بِرِوَايَتِهِ فِي الْأَدَب أَنَّ بَيْنَهمَا فِي هَذَا الْحَدِيث رَجُلَيْنِ أهـ.

وقد رواه البيهقي في السنن (9/ 203) ثم قَالَ: اخرجه البخاري في الصحيح، فقَالَ: وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بن طهمان أهـ

(2) في الأصل: خ نا محمد بن علي بن الجعد أخبرنا شعبة، وهو تصحيف.

(3/417)

و (2062) نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ, أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ, لفظه, حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حدثني عَطَاءٌ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُومُوسَى عَلَى عُمَرَ فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولًا فَرَجَعَ أَبُومُوسَى، فَفَزِع (1) عُمَرُ فَقَالَ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ الله بْنِ قَيْسٍ، ائْذَنُوا لَهُ، قِيلَ: قَدْ رَجَعَ.

قَالَ يَحْيَى فِيهِ: فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا، قَالَ: فَأْتِنِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ.

قَالَ أَبُوسَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ إِذْ جَاءَ أَبُومُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ، فَقَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ؟ قُلْتُ: اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ، وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ» , فَقَالَ: وَالله لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بَيِّنَةً، أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ أبِي بْنُ كَعْبٍ: وَالله لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ.

زَادَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَقَالَ عُمَرُ: أخَفِيَ عَلَيَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ رسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، يَعْنِي الْخُرُوجَ إِلَى تِجَارَةٍ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْخُرُوجِ فِي التِّجَارَةِ، وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} (2062) , وفِي بَابِ الْحُجَّةِ عَلَى مَنْ قَالَ إِنَّ أَحْكَامَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ ظَاهِرَةً, الباب، (7353).

_________

(1) كذا في الأصل، وهو صحيح بمعنى: انتبه وانتهى عما كان يصنع، والرواية الأخرى: ففرغ.

(3/418)

بَاب إِذَا قَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقَالَ: أَنَا

[2024] (6250) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ, سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أبِي فَدَقَقْتُ الْبَابَ، فَقَالَ: «مَنْ ذَا؟» فَقُلْتُ: أَنَا, فَقَالَ: «أَنَا أَنَا» , كَأَنَّهُ كَرِهَهَا.

بَاب الِاحْتِبَاءِ بِالْيَدِ وَهُوَ الْقُرْفُصَاءُ

[2025] (6273) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي غَالِبٍ, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ, نا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ مُحْتَبِيًا بِيَدِهِ هَكَذَا.

بَاب مَنْ زَارَ قَوْمًا فَقَالَ عِنْدَهُمْ

[2026] (6281) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ ثُمَامَةَ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ, كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِطَعًا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ، قَالَ: فَإِذَا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ، قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ، قَالَ: فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ.

بَاب مَنْ نَاجَى بَيْنَ يَدَيْ النَّاسِ وَمَنْ لَمْ يُخْبِرْ بِسِرِّ صَاحِبِهِ فَإِذَا مَاتَ أَخْبَرَ بِهِ

[2027] (3625) خ نا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ، و (3626) نا أَبُونُعَيْمٍ, نا زَكَرِيَّاءُ, عَنْ فِرَاسٍ، و (6285) نَا

(3/419)

مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ أبِي عَوَانَةَ, نا فِرَاسٌ, عَنْ عَامِرٍ, عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِيِنَ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، لَا وَالله مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بها، وقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» , ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ إِذَا هِيَ تَضْحَكُ.

فقَالَ زَكَرِيَّاءُ: قَالَت: فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ.

قَالَ أَبُوعَوَانَةَ: قَالَت: فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ سَأَلْتُهَا عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنْ الْحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أَمَّا الْآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الْأَمْرِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى الْأَجَلَ إِلَّا قَدْ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي الله وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ, قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ».

زَادَ عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَت: ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ.

وَخَرَّجَهُ في: علامات النبوة (3623 3626) , وفِي بَابِ مرض النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، الباب (4433).

(3/420)

بَاب لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ ثَالِثٍ

وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} الآيتين إِلَى {خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

[2028] (6290) خ نَا عُثْمَانُ, نا جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ أبِي وَائِلٍ, عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى رَجُلَانِ دُونَ الْآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ, أَجْلَ أَنْ يُحْزِنَهُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةٍ فَلَا بَأْسَ بِالْمُسَارَّةِ وَالْمُنَاجَاةِ (6290).

بَاب السِّرِّ

[2029] (6289) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ صَبَّاحٍ, نا مُعْتَمِرٌ, سَمِعْتُ أبِي سَمِعْتُ, أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَسَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ سِرًّا فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَهُ، وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ.

بَاب لَا تُتْرَكُ النَّارُ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ النَّوْمِ

[2030] (6294) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله, عَنْ أبِي بُرْدَةَ, عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ».

[2031] (3304) (5623) خ نا إِسْحَاقُ, نا رَوْحٌ, نا ابْنُ جُرَيْجٍ, أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ.

خ، و (6295) نَا قُتَيْبَةُ, نا حَمَّادٌ, عَنْ كَثِيرٍ, عَنْ عَطَاءٍ.

(3/421)

و (6296) نَا حَسَّانُ بْنُ أبِي عَبَّادٍ, نا هَمَّامٌ, نا عَطَاءٌ, عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ».

زَادَ كَثِيرٌ: «فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ».

قَالَ ابنْ جُرَيْجٍ: «وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا، وإِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ».

زَادَ كَثِيرٌ: «فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً».

قَالَ ابنُ جُرَيْجٍ: «فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَوْكِ سقاءَك، وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَخَمِّرْ إناءكَ وَاذْكُرْ اسْمَ الله، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ شَيْئًا».

وَخَرَّجَهُ في: باب غلق الآنية بالليل (6296) , وفِي بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} (3304).

بَاب الْخِتَانِ بَعْدَ الْكِبَرِ وَنَتْفِ الْإِبْطِ

[2032] (3356) (6298) خ نا قُتَيْبَةُ, نا مُغِيرَةُ بنُ عَبْدِالرَّحَمْنِ.

و (6298) نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أبِي حَمْزَةَ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالْقَدُومِ - مُخَفَّفَةً -».

وقَالَ مُغِيرَةُ عَنْهُ (1): «وهو ابن ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُّومِ» وَهُوَ مَوْضِعٌ.

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (3356).

_________

(1) أي عن أبِي الزناد.

وفي صحيح البخاري: قَالَ أَبُوعَبْد اللَّهِ: وَقَالَ مُشَدَّدٌ، يعني حديث قتيبة.

(3/422)

[2033] (6299) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، هو الختلي، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ، قَالَ: وَكَانُوا لَا يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ.

(6300) خ: وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, السَّنَدَ، قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا خَتِينٌ.

بَاب مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ

[2034] (6302) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَيْتُ بِيَدِي بَيْتًا يُكِنُّنِي مِنْ الْمَطَرِ، وَيُظِلُّنِي مِنْ الشَّمْسِ، مَا أَعَانَنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله.

[2035] (6303) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: فقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَالله مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً، مُنْذُ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُهُ لِبَعْضِ أَهْلِهِ، فقَالَ: وَالله لَقَدْ بَنَى، قلت: قَالَ سُفْيَانُ: فَلَعَلَّهُ (1) قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ.

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: قَالَ.

(3/423)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

60 - كِتَاب الدُّعَاء

باب

قَوْلِه جل ثناؤه {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الآية

[2036] (6304) خ نَا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ (1) يَدْعُو بِهَا فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ (7474).

وقَالَ الزُّهْرِيُّ فِيهِ عَنْهُ (2): «أُرِيدُ إِنْ شَاءَ الله أَنْ أَخْتَبِئَ».

بَاب أَفْضَلِ الِاسْتِغْفَارِ

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} إلَى قَوْلِهِ {أَنْهَارًا}، وقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

[2037] (6306) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، نا الْحُسَيْنُ، نا عَبْدُ الله بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: " مُسْتَجَابَةٌ".

(2) قَالَ الْبُخَارِيُّ: نَا أَبُوالْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ، فذكره.

(3/424)

شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».

قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ دخل الجنة, أي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب ما يقول إذا أصبح (6323).

بَاب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ

[2038] (6307) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَالله إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».

بَاب التَّوْبَةِ

قَالَ قَتَادَةُ: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} الصَّادِقَةُ النَّاصِحَةُ.

[2039] (6308) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا أَبُوشِهَابٍ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ, عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: نا عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ.

قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا.

قَالَ أَبُوشِهَابٍ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ.

(3/425)

[2040] ثُمَّ قَالَ: «لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ الله قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ».

بَاب إِذَا بَاتَ طَاهِرًا

[2041] (247) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله, أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ, عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللهمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللهمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».

قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللهمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: «وَرَسُولِكَ» قَالَ: «وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب فَضْلِ مَنْ بَاتَ عَلَى الْوُضُوءِ (247) , وبَاب مَا يَقُولُ إِذَا نَامَ (6313) , وبَاب النَّوْمِ عَلَى الشِّقِّ الْأَيْمَنِ (6315) , وبَاب قَوْلِه {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ} (7488) , وباب السؤال بأسماء الله عَزَّ وَجَلَّ والاستعاذة بها (؟) (1).

_________

(1) أقحمه الناسخ هنا، وهو من تخريج الحديث السابق.

(3/426)

بَاب مَا يَقُولُ إِذَا نَامَ

[2042] (6314) خ نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا أَبُوعَوَانَةَ, عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ, عَنْ رِبْعِيٍّ, عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: «اللهمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا» , وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب وَضْعِ الْيَدِ الْيُمْنَى تَحْتَ الْخَدِّ الْأَيْمَنِ (6314) , وبَاب مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ (6324) , وباب السؤال بأسماء الله والاستعاذة بها (7394).

بَاب الدُّعَاءِ إِذَا انْتَبَهَ بِاللَّيْلِ

[2043] (6316) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا ابْنُ مَهْدِيٍّ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ سَلَمَةَ, عَنْ كُرَيْبٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان فِي دُعَائِهِ: «اللهمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا».

قَالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ، فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، فَذَكَرَ: عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ.

بَاب التَّعَوُّذِ وَالْقِرَاءَةِ عِنْدَ الْمَنَامِ

[2044] (7393) خَ وَنَا الأُوَيْسِيُّ, حَدَّثَنِي مالكٌ, عن سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ.

(3/427)

و (6320) نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا زُهَيْرٌ, نا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ»، زَادَ مَالِكٌ: «ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».

«فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ» , زَادَ مَالِكٌ: «عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب السؤال بأسماء الله والاستعاذة بها (7393).

بَاب الدُّعَاءِ عِنْدَ الْخَلَاءِ

[2045] (6322) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ, نا شُعْبَةُ, عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: «اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ».

بَاب يَعْزِمُ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ

[2046] (7477) خ نَا يَحْيَى, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامِ بنِ مُنَبهٍ, سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ اللهمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَليَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ لَا مُكْرِهُ لَهُ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ في الصفات (7477).

(3/428)

بَاب يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَعْجَلْ

[2047] (6340) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, أَخْبَرَنَا مَالِكٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ أبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي».

بَاب الدُّعَاءِ عِنْدَ الْكَرْبِ

[2048] (7426) خ نا مُعَلَّى, نا وُهَيْبٌ, عَنْ سَعِيدٍ, عَنْ قَتَادَةَ.

خ, و (6343) نَا مُسَدَّدٌ, نا يَحْيَى, عَنْ هِشَامِ بْنِ أبِي عَبْدِ الله, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي الْعَالِيَةِ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا الله الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا الله رَبُّ السَّمَوَاتِ والْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (7426).

وقَالَ فيه مُعَلَّى: «الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ» وقَالَ: «وَرَبُّ الْأَرْضِ».

وفِي بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} (7431).

بَاب التَّعَوُّذِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ

[2049] (6347) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، و (6616) مُسَدَّدٌ, نا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي سُمَيٌّ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ فِيهِ مُسَدَّدٌ: عن النبي, كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ.

قَالَ سُفْيَانُ: الْحَدِيثُ ثَلَاثٌ, زِدْتُ أَنَا وَاحِدَةً, لَا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ هِيَ.

(3/429)

وَخَرَّجَهُ في: كتاب القدر ترجم بنصه، وقوله {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} (6616).

بَاب الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

[2050] (6360) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عن مَالِكٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أبِي بَكْرِ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوحُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُمْ قَالَوا.

[2051] و (6358) نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَني ابْنُ أبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ, عَنْ يَزِيدَ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ خَبَّابٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.

[2052] (3370) خ وَنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ, نا أَبُوفَرْوَةَ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عِيسَى: سَمِعتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً, إن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ»، زَادَ الْخُدْرِيُّ: «عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ».

وزَادَ أَبُوحُمَيْدٍ: «وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ».

قَالَ كَعْبٌ: «وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ».

زَادَ أَبُوحُمَيْدٍ: «وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ».

قَالَ كَعْبٌ: «وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

(3/430)

وَخَرَّجَهُ في: الأنبياء (3369) (3370)، وفِي بَابِ بَاب هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْرِه (6360)، وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (3369)، وفي تفسير قوله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} (4797) (4798).

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ آذَيْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً»

[2053] (6361) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ, نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللهمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

بَاب التَّعَوُّذِ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ

[2054] (6363) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ, عَنْ عَمْرِو بْنِ أبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّهُ, سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَلْحَةَ: «الْتَمِسْ لي غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي» , فَخَرَجَ أَبُوطَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ, وَالْحَزَنِ, وَالْعَجْزِ, وَالْكَسَلِ, وَالْبُخْلِ, وَالْجُبْنِ, وَضَلَعِ الدَّيْنِ, وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ».

[2055] (6367) خ ونَا مُسَدَّدٌ, نا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ, وزَادَ: «وَالْهَرَمِ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ (1)».

_________

(1) في الصحيح: " وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ".

(3/431)

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ الْجُبْنِ وَالْكَسَلِ (6369)، وبَاب التَّعَوُّذِ مِنْ الْبُخْلِ (6370) , وقَالَ فيه: الْبُخْلُ وَالْبَخَلُ وَاحِدٌ مِثْلُ الْحُزْنِ وَالْحَزَنِ.

بَاب التَّعَوُّذِ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ

[2056] (6365) خ نا آدَمُ نا شُعْبَةُ نا عَبْدُ الْمَلِكِ (1).

خ، و (2822) نَا مُوسَى, نا أَبُوعَوَانَةَ, نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ، وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ بِهِنَّ دُبُرَ كلِّ صَلَاةٍ، الْحَدِيثَ وزَادَ: «وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ».

زَادَ شُعْبَةُ: يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ.

[2057] (2823) (6367) خ ونَا مُسَدَّدٌ, نا الْمُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ قَالَ: سَمِعْتُ أبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وزَادَ: «وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب الاستعاذة مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا (6374) , وبَاب قَوْلِهِ {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} (4707).

بَاب التَّعَوُّذِ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ

[2058] (6368) خ نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ, نا وُهَيْبٌ, عَنْ هِشَامِ, و (6375) نَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى, نا وَكِيعٌ, نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «اللهمَّ إِنِّي

_________

(1) في حديث شعبة لم يذكر عبد الملك عمرو بن ميمون بل عن مصعب عن أبيه.

(3/432)

أَعُوذُ بِكَ مِنْ (1) الْهَرَمِ وَالْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ، اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ».

وقَالَ وُهَيْبٌ: «اللهمَّ اغْسِلْ عني خَطَايَايَ بِالمَاءِ والثَّلْجِ وَالْبَرَدِ».

وقَالَ وَكِيعٌ: «بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ».

«وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب التعوذ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ (6375) لِقَوْلِهِ: «وَالْهَرَم».

وفِي بَابِ بَاب الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى والفقر (6376).

بَاب الدُّعَاءِ عِنْدَ الِاسْتِخَارَةِ

[2059] (6482) خ نا مُطَرِّفٌ، و (1162) قُتَيْبَةُ, لَفْظُهُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي الْمَوَالِي, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ, عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ فِي: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ».

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: الْكَسَلِ و.

(3/433)

زَادَ مُطَرِّفٌ فِيهِ: قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» (1).

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِ الله {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} (7390).

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ»

[2060] (6398) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَبَّاحِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ ابْنِ أبِي مُوسَى, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللهمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللهمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

بَاب فَضْلِ التَّهْلِيلِ

[2061] (6403) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, نا مَالِكٌ, عَنْ سُمَيٍّ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ».

_________

(1) قد ذكر هذه الزيادة قتيبة كما في الصحيح، وإنما الذي لم يذكرها هو إبراهيم بن المنذر شيخ البخاري، فِي بَابِ قوله (قل هو القادر)، والله أعلم.

(3/434)

[2062] (6405) «ومَنْ قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ عَنهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب صفة إبليس وجنوده (3293)، وخرج الآخر فِي بَابِ فَضْلِ التَّسْبِيحِ (6405).

بَاب فَضْلِ ذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ

[2063] (6407) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله, عَنْ أبِي بُرْدَةَ, عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ اللهَ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ (1) مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».

[2064] (6408) خ ونَا قُتَيْبَةُ, نا جَرِيرٌ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ الله تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ جل ثناؤه وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالَ: تقول: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا، وَالله مَا رَأَوْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا (2) وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا, قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَالله يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا

_________

(1) في بعض نسخ الصحيح زيادة: رَبَّهُ.

(2) في بعض نسخ الصحيح زيادة: وَتَحْمِيدًا.

(3/435)

حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِنْ النَّارِ، قَالَ: يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَالله يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى (1) جَلِيسُهُمْ».

_________

(1) في بعض نسخ الصحيح زيادة: بِهِمْ.

(3/436)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

61 - كِتَاب الرَّقَائِقِ

[2065] (6412) خ نَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا عَبْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أبِي هِنْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ»

[2066] (6416) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُوالمُنْذِرِ الطُّفَاوِيُّ, عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ».

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.

بَاب فِي الْأَمَلِ وَطُولِهِ

وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} وَقَوْلِهِ تعالى {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ: ارْتَحَلَتْ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتْ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ.

(3/437)

[2067] (6418) خ نَا مُسْلِمُ بنُ إبراهيم, نا هَمَّامٌ, عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ, عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ.

[2068] و (6417) نا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ, نا يَحْيَى, عَنْ سُفْيَانَ, حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ مُنْذِرٍ, عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ, عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، فَقَالَ: «هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَ هَذَا نَهَسَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَ هَذَا نَهَسَهُ هَذَا».

زَادَ أَنَسٌ: قَالَ: «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الْأَقْرَبُ».

بَاب مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ الله إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ

لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} يَعْنِي الشَّيْبَ.

[2069] (6419) خ نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ, نا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ, عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيِّ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْذَرَ الله إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَ سِتِّينَ سَنَةً».

[2070] (6420) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا عَبْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ أَبُوصَفْوَانَ, نا يُونُسُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ فِي حُبِّ الدُّنْيَا وَطُولِ الْأَمَلِ».

(3/438)

[2071] (6421) خ ونَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا هِشَامٌ, نا قَتَادَةُ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمُرِ».

بَاب الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله

[2072] (6424) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَمْرٍو مولى الْمُطَّلِبِ, عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ».

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ زَهَرَةِ الدُّنْيَا وَالتَّنَافُسِ فِيهَا

[2073] (6427) خ نَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ الله لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ».

بَاب ذَهَابِ الصَّالِحِينَ

[2074] (4156) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى, نا عِيسَى, عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ قَيْسٍ.

و (6434) نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ, نا أَبُوعَوَانَةَ, عَنْ بَيَانٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ, عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ، لَا يُبَالِيهِمْ الله بَالَةً».

وقَالَ إِسْمَاعِيلُ: «لَا يَعْبَأُ الله بِهِمْ».

(3/439)

وَخَرَّجَهُ في: المغازي في عمرة الحديبية (4156).

بَاب مَا يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ

وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}.

[2075] (6436) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ, عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ, عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ الله عَلَى مَنْ تَابَ».

[2076] (6437) زَادَ مُحَمَّدُ بن سَلَامٍ, نا مَخْلَدُ بنُ يزيد, نا ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَطَاءً، وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَا أَدْرِي مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا؟.

قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ.

(6438) وقَالَ فِيهِ: «مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ».

[2077] (6440) خ: وَقَالَ لَنَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ, عَنْ أبِي قَالَ: كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ.

بَاب مَا قَدَّمَ مِنْ مَالِهِ فَهُوَ لَهُ

[2078] (6442) خ نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ, نا أَبِي, نا الْأَعْمَشُ, حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ, عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ, قَالَ عَبْدُ الله: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟» , قَالَوا: يَا رَسُولَ الله، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ, قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ (1) مَا أَخَّرَ».

_________

(1) زل الناسخ فكتب هنا: وماله ما أخر.

(3/440)

بَاب الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ

وَقَوْلُ الله عَزَّ وَجَلَّ {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} الآيات إِلَى {هُمْ لَهَا عَامِلُونَ}.

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَعْمَلُوهَا ولَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهَا.

[2079] (6446) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا أَبُوبَكْرٍ, نا أَبُوحُصَينٍ (1) , عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، لَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ».

بَاب فَضْلِ الْفَقْرِ

[2080] (6449) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ, نا أَبُورَجَاءٍ, عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ».

وَخَرَّجَهُ في: بدء الخلق (3241)، وفي عيش النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتبويب (6449) , وفِي بَابِ صفة الجنة وأنها مخلوقة (6546).

بَاب كَيْفَ كَانَ عَيْشُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَتَخَلِّيهِمْ مِنْ الدُّنْيَا

[2081] (7324) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أبِي هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ، فَتَمَخَّطَ فَقَالَ: بَخْ بَخْ أَبُوهُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ الله صَلَّى

_________

(1) هَكَذَا ضَبَطَهُ فِي الأَصْلِ، والأشهر فتح أوله.

(3/441)

الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ مَغْشِيًّا عَلَيهِ (1)، فَيَجِيءُ الْجَائِي فَيَضَعْ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِه، وَيُرَى أَنِّي مَجْنُونٌ وَمَا بِي (مِنْ جُنُونٍ مَا بِي) (2) إِلَّا الْجُوعُ.

[2082] (5375) خ نا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى, نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

[2083] (6452) ونا أَبُونُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هَذَا الْحَدِيثِ نا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ, نا مُجَاهِدٌ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ.

وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُوبَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ.

وقَالَ أَبُوحَازِمٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَصَابَنِي جَهْدٌ شَدِيدٌ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ الله، فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ، فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنْ الْجَهْدِ فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ: «يَا أَبَا هِرّ» , فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ الله وَسَعْدَيْكَ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ.

وقَالَ مُجَاهِدٌ: مَرَّ أَبُوالْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا هِرٍّ» , قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ الله، قَالَ: «الْحَقْ» , وَمَضَى فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ

_________

(1) كذا أعاد الحديث إلى الغائب، وعادة الرواة إرجاع الحديث للغائب في الضمائر المستكرهة، ونحوها.

(2) زيادة من الصحيح قد تكون سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.

(3/442)

هَذَا اللَّبَنُ؟» فَقَالَوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ، قَالَ: «أَبَا هِرٍّ» , قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي».

قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ علَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا.

فَسَاءَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ، كُنْتُ أَحَقُّ أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَوا أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ، وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ الله وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ، قَالَ: «يَا أَبَا هِرٍّ» , قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «خُذْ فَأَعْطِهِمْ» , قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ: «يا أَبَا هِرٍّ» , قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ» , قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «اقْعُدْ فَاشْرَبْ» , فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ: «اشْرَبْ» , فَشَرِبْتُ فَمَا زَالَ يَقُولُ: «اشْرَبْ» , حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا.

وقَالَ أَبُوحَازِمٍ: فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْحِ.

قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَرِنِي» , فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ الله وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ.

(3/443)

قَالَ أَبُوحَازِمٍ: قَالَ: فَلَقِيتُ عُمَرَ وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي، وَقُلْتُ لَهُ: تَوَلَّى ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ، وَالله لَقَدْ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ، قَالَ عُمَرُ: وَالله لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ فَجَاءَ هَلْ يَسْتَأْذِنُ (6246)، وفي باب الأطعمة وقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} {مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} و {مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (5375).

[2084] (6455) خ ونا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, نا إِسْحَاقُ هُوَ الْأَزْرَقُ, عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ, عَنْ هِلَالٍ هو الْوَزَّانُ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلَّا إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ.

[2085] (6456) خ ونا أَحْمَدُ ابْنُ أبِي رَجَاءٍ (1) , نا النَّضْرُ, عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ لِيفٌ.

[2086] (6460) ونَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عُمَارَةَ, عَنْ أبِي زُرْعَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا».

بَاب الْقَصْدِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

[2087] (6462) نَا قُتَيْبَةُ, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.

_________

(1) في بعض نسخ الصحيح: أحمد بن رجاء، وهو تصحيف.

(3/444)

بَاب الصَّبْرِ عَنْ مَحَارِمِ الله

وقَالَ اللهُ سبحانه {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا الصَّبْرَ.

بَاب الرَّجَاءِ والْخَوْفِ

وَقَالَ سُفْيَانُ (1): مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ قوله {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}.

[2088] (6469) خ نَا قُتَيْبَةُ, نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَمْرِو بْنِ أبِي عَمْرٍو, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

[2089] و (6000) نا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «جَعَلَ الله الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ».

زَادَ الْمَقْبُرِيُّ: «فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ الله مِنْ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنْ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ الله مِنْ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ النَّارَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب رحمة الولد وتقبيله (6000) (2).

_________

(1) سقط اسم سفيان من النسخة.

(2) وهو في الباب الذي يلي ما ترجم به.

(3/445)

بَاب حِفْظِ اللِّسَانِ

وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.

[2090] (6477) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ, نا ابْنُ أبِي حَازِمٍ, عَنْ يَزِيدَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والمغرب».

[2091] (6478) خ ونا عَبْدُ الله بْنُ مُنِيرٍ, سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ, نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي صَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ الله بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».

بَاب الْخَوْفِ مِنْ الله عَزَّ وَجَلَّ

[2092] (3481) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا هِشَامٌ, نا مَعْمَرٌ (1) , عَنْ الزُّهْرِيِّ, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

و (7506) نَا إِسْمَاعِيلُ, نا مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي, هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام.

[2093] (3478) خ ونا أَبُوالْوَلِيدِ, نا أَبُوعَوَانَةَ, عَنْ قَتَادَةَ.

ح, و (7508) نا عَبْدُ الله بْنُ أبِي الْأَسْوَدِ, نا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أبِي قَالَ: نا قَتَادَةُ, عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_________

(1) في الأصل: معتمر، وهو تصحيف.

(3/446)

أنه ذَكَرَ «رَجُلًا فِيمَنْ سَلَفَ أَوْ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَالَ كَلِمَةً: يَعْنِي أَعْطَاهُ الله مَالًا وَوَلَدًا».

قَالَ مَالِكٌ في حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ: «لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ».

وقَالَ هِشَامٌ: «كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ».

زَادَ أَبُوعَوَانَةَ فِي حَدِيثِ أبِي سَعِيدٍ: «قَالَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالَوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ أذْرُونِي فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ».

قَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِ أبِي هُرَيرَةَ: «فِي الرِّيحِ».

وقَالَ مَالِكٌ: «نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَالله لَئِنْ قَدَرَ الله عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ».

قَالَ مُعْتَمِرٌ فِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِ: فَقَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي».

قَالَ مَالِكٌ: «فَأَمَرَ الله تعالى يعني الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ».

قَالَ هِشَامٌ: «فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ».

قَالَ مَالِكٌ: «قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ».

[2094] (3452) قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَكَانَ نَبَّاشًا.

(3/447)

وَخَرَّجَهُ في: باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3452) (3478) (3479) (3481)، وفِي بَابِ قوله عزو جل {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (7506) (7508).

بَاب الِانْتِهَاءِ عَنْ الْمَعَاصِي

[2095] (6483) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ، وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا».

بَاب حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ

[2096] (6487) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بن أبِي أويس, حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ وَحُجِبَتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ».

بَاب الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

[2097] (6488) خ نا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ, نا سُفْيَانُ, عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ, عَنْ أبِي وَائِلٍ, عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ».

(3/448)

[2098] (6489) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, نا غُنْدَرٌ, نا شُعْبَةُ, عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الله بَاطِلُ وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ»

بَاب لِيَنْظُرْ أحدكم إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُ وَلَا يَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ

[2099] (6490) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بنُ أبِي أُوَيْسٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ».

بَاب مَا يُتَّقَى مِنْ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ

[2100] (6492) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نا مَهْدِيٌّ, عَنْ غَيْلَانَ, عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُوبِقَاتِ.

قَالَ أَبُوعَبْد الله: يَعْنِي الْمُهْلِكَاتِ.

بَاب رَفْعِ الْأَمَانَةِ

[2101] (6497) (7086) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, نا سُفْيَانُ, نا الْأَعْمَشُ, عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ, نا حُذَيْفَةُ بنُ الْيَمَانِ قَالَ: نا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا «أَنَّ الْأَمَانَةَ أُنْزِلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ السُّنَّةِ» وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ

(3/449)

فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، فَيُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَيُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ».

وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَلَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامُ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا.

وَخَرَّجَهُ في: باب إذا بَقِي في حُثَالة مِن النَّاس (7086) , وباب الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ النَّبي مختصرا (7276).

[2102] (6498) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا النَّاسُ (1) كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً».

بَاب التَّوَاضُعِ

[2103] (6502) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ, نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ, نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ, حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أبِي نَمِرٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الله جل ثناؤه قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ (2) كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، فَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،

_________

(1) هاهنا في الأصل أقحم كلمة: على.

(2) هذا الموضع مضطرب في الأصل، فقومته من الصحيح.

(3/450)

وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (1)».

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ»

وقول الله عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} الآية.

[2104] (6503) نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا أَبُوغَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَني أَبُوحَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ هَكَذَا» , وَيُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ فَيَمُدُّهُمَا.

وَخَرَّجَهُ في: تَفْسِير والنَّازِعَات (4936)، وفِي بَابِ الإشَارةِ بِالطَّلاقِ وَغَيْره (5301).

بَاب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ

[2105] (6507) خ نَا حَجَّاجٌ, نا هَمَّامٌ, نا قَتَادَةُ, عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ, عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ الله لِقَاءَهُ».

_________

(1) هذا حديث غريب صحيح، تفرد به البخاري دون مسلم وأصحاب السنن، وهو من أعظم الأحاديث القدسية، ومن لطائف إسناده أن خالد بن مخلد شيخ للبخاري، وقد روى عنه هنا بواسطة، فإن البخاري لم يسمعه من خالد، إذ تفرد به عن خالد محمد بن عثمان بن كرامة.

ومن لطائفه أن البخاري لم يخرج لخالد إلا حديثه عن سليمان فحسب، كأنه كان ضابطا له، ولذلك اعتمده في الصحيح، والله أعلم.

وقد رواه ابن حبان في صحيحه (ح 348) ثم عقبه بقوله: لا يعرف لهذا الحديث إلا طريقان اثنان: هشام الكناني عن أنس، وعبد الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة، وكلا الطريقين لا يصح، وإنما الصحيح ما ذكرناه.

(3/451)

فقَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: «لَيْسَ ذَلكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ الله وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ الله وَأَحَبَّ الله لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ يُبَشرُ بِعَذَابِ الله وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ الله وَكَرِهَ الله لِقَاءَهُ».

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (7504) (1).

[2106] (6512) خ ونَا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ, عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ أبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» قَالَوا: يَا رَسُولَ الله، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ الله، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ».

[2107] (6514) خ وَنَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا عَبْدُ الله بْنُ أبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ, سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتْبَعُ الْمُؤْمِنَ (2) ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ».

بَاب النَفْخِ في الصُّورِ

وقَالَ مُجَاهِدٌ: كَهَيْئَةِ الْبُوقِ، {زَجْرَةٌ} صَيْحَةٌ.

_________

(1) من حديث أبِي هريرة، بمعنى حديث عائشة رضي الله عنهما.

(2) هكذا ثبت في الأصل، وهي رواية، وفي بعض الروايات: يتبع الميت.

(3/452)

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {النَّاقُورِ} الصُّورِ، {الرَّاجِفَةُ} النَّفْخَةُ الْأُولَى وَ {الرَّادِفَةُ} النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب يَقْبِضُ الله الْأَرْضَ

[2108] (7382) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ, نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ سَعِيدٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[2109] (7412) خ ونا مُقَدَّمُ بْنُ مُحَمَّدِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى, عَنْ عُبَيْدِ الله, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «يَقْبِضُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَرْضَين وَتَكُونُ السَّمَوَاتُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ».

وزَادَ أَبُوهُرَيْرَةَ: «أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِ الله {مَلِكِ النَّاسِ} (7382) , وبَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (7412).

[2110] (6520) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ خَالِدٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي هِلَالٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا تَكفّ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ» , فَأَتَى رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «بَلَى» , قَالَ: تَكُونُ الْأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ

(3/453)

قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالَامٌ وَنُونٌ, قَالَوا: مَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَنُونٌ، يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا.

بَاب كَيْفَ الْحَشْرُ

[2111] (6521) خ نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ, نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوحَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَقِيِّ»، قَالَ سَهْلٌ أَوْ غَيْرُهُ: لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لِأَحَدٍ (1).

[2112] (6522) خ نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ, نا وُهَيْبٌ, عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ, رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ، وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّار، ُ تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالَوا وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا».

[2113] (4760) (6523) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ, نا شَيْبَانُ, عَنْ قَتَادَةَ, نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا نَبِيَّ الله، يُحْشَرُ (2) الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قَالَ قَتَادَةُ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا.

_________

(1) هذا الحديث في بعض النسخ ضمن أحاديث الباب السابق، وهو في هذه النسخة فِي بَابِ الحشر، وهو به أليق.

(2) في بعض نسخ الصحيح: كيف يحشر ..

(3/454)

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ} الآية (4760).

[2114] (6527) خ نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ, نا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ, نا حَاتِمُ بْنُ أبِي صَغِيرَةَ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أبِي مُلَيْكَةَ, نا الْقَاسِمُ أَنَّ عَائِشَةَ.

[2115] و (6526) نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ, نا شُعْبَةُ, نا الْمُغِيرَةُ, عَنْ سَعِيدٍ.

و (6524) نَا عَلِيٌّ, نا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ, سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ, سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مُلَاقُو الله حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً غُرْلًا».

زَادَ شُعْبَةُ: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ, الْحَدِيثَ، «{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} الْآيَةَ, وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: «الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَالكِ».

وَخَرَّجَهُ في: الفتن (؟) , وفي التفسير قوله {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} الآية (4625) , وفي باب قوله {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} الآية في التفسير (4626)، وفِي كِتَابِ ذكر الأنبياء (3349).

(3447) وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: هَذَا مِمَّا نَعُدُّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(3/455)

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله تعالى {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (3349)، وفي تفسير قوله تعالى {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} الآية (4740).

[2116] (6528) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا غُنْدَرٌ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ.

ح و (6642) نا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ (1) , نا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ, نا إِبْرَاهِيمُ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ يَمَانٍ إِذْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

[2117] (6530) ونا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى, نا جَرِيرٌ, عَنْ الْأَعْمَشِ.

و (3348) نا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ الْأَعْمَشِ, نا أَبُوصَالِحٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[2118] (6529) (ونا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي أَخِي, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ ثَوْرٍ, عَنْ أبِي الْغَيْثِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (2)

قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ, فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ, فَيُقَالَ: هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ».

قَالَ أَبُوسَعِيدٍ: «يَقُولُ الله تبارك وتَعَالَى: يَا آدَمُ, فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ, وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ, فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ».

_________

(1) في الأصل: بن عيسى، وهو تصحيف.

(2) في الأصل هنا بدل ما بين القوسين: وقَالَ شُعْبَةُ في حديث عبد الله، ثم ذكر ما هو لحديث أبِي هريرة فعلمت من ذلك وجود اختلال في هذا الموضع وقد جهدت في إقامة سقطه على ما أثبت.

وقد دخل على الناسخ الحديث الثاني في الحديث الأول وسقط عليه من نسخته إسناد الحديث الثاني فساق حديث ابن مسعود وأبي هريرة بإسناد ابن مسعود وسيكرر عبارته الدالة على ذلك، وهي قوله: وقَالَ شُعْبَةُ في حديث عبد الله، ثم يسوق متن حديث أبِي هريرة الذي خرجه البخاري بعد حديث ابن مسعود.

(3/456)

قَالَ أَبُوالْغَيْثِ (1): «بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ كَمْ أُخْرِجُ؟ فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ».

وقَالَ الْخُدْرِيُّ: «مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ, فَعِنْدَ ذلك يَشِيبُ الصَّغِيرُ {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}».

قَالَوا: يَا رَسُولَ الله، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟.

قَالَ أَبُوالْغَيْثِ: فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله، إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا؟.

قَالَ الْخُدْرِيُّ: قَالَ: «أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلًا وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا».

ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» , فَكَبَّرْنَا.

قَالَ جَرِيرٌ: «إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» , فَحَمِدْنَا الله وَكَبَّرْنَا.

وقَالَ أَبُوأُسَامَةَ: فَقَالَ: «أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا فَقَالَ: «مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ»، قَالَ شُعْبَةُ: «فِي أَهْلِ الشِّرْكِ».

«إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ»، زَادَ جَرِيرٌ: «أَوْ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب كيف كانت يمين النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (6642) , وفِي بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} بسبب ذكر ياجوج وماجوج (3348) , وفِي بَابِ قوله {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (6530)، وفي الصفات باب قوله {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ} الآية (7483) , وفي تفسير

_________

(1) في الأصل: شعبة، كما نبهت آنفا وهو تصحيف.

(3/457)

قوله {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} الآية سورة الحج (4741) , وفِي بَابِ المشيئة والإرادة (؟).

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} الْوُصُلَاتُ فِي الدُّنْيَا.

[2119] (6531) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ, نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ, نا ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: «يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».

[2120] (6532) ونا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُلَيْمَانُ, عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ أبِي الْغَيْثِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ».

وخرج الأول في سورةِ وَيلٌ لِلمُطَفِّفِينَ (4938).

بَاب الْقِصَاصِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَهِيَ الْحَاقَّةُ لِأَنَّ فِيهَا الثَّوَابَ، وَحَوَاقَّ الْأُمُورِ الْحَقَّةُ، وَالْحَاقَّةُ وَاحِدٌ، وَالْقَارِعَةُ وَالْغَاشِيَةُ وَالصَّاخَّةُ وَالتَّغَابُنُ غَبْنُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ

تَقَدَّمَ حَدِيثُ عَائِشَةَ، وَفِي الْبَابِ:

(3/458)

[2121] (3334) خ نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ, نا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ, نا شُعْبَةُ, عَنْ أبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ, عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ يَرْفَعُهُ: «إِنَّ الله تبارك وتعالى يَقُولُ لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ أَنَّ لَكَ (مَا) فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فيقول: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب خَلْقِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ (3334) , وبَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ:

(6557) قَالَ: نا ابْنُ بَشَّارٍ نا غُنْدَرٌ نا شُعْبَةُ، وقَالَ: «إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي».

بَاب يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ

[2122] (6542) خ نَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله, أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ عَنْ ابْنِ عُمَر. (1)

[2123] (6554) خ ونا قُتَيْبَةُ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ» لَا يَدْرِي أَبُوحَازِمٍ أَيُّهُمَا قَالَ «مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا, لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ, وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».

وَخَرَّجَهُ في: بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ (6554) , وفِي بَاب (2) (3247).

[2124] (3245) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ, نا عَبْدُ الله, أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

_________

(1) قد ساف المهلب إسناد ابن عمر ولم يسق متنه، وسيعيده إسنادا ومتنا في الباب اللاحق.

(2) لم يسمه الناسخ، وهو باب صفة الجنة من بدء الخلق.

(3/459)

خ, و (3245) نا ابْنُ الْمُنْذِرِ, نا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ, نا أَبِي, عَنْ هِلَالٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

و (3246) نا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ.

و (3327) نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا جَرِيرٌ, عَنْ عُمَارَةَ بنِ القَعْقَاعِ, عَنْ أبِي زُرْعَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ».

وقَالَ هَمَّامٌ: «آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ, وأَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ, وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ».

زَادَ أَبُوزُرْعَةَ: «الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ».

«وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ»

وقَالَ الأَعْرَجُ: «قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ».

زَادَ أَبُوزُرْعَةَ: «وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ».

قَالَ الأَعْرَجُ: «كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ سَاقَيْهَا مِنْ وَرَاءِ لَحْمِهَا».

قَالَ هِلاَلٌ: «مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ».

قَالَ الأَعْرَجُ (1): «مِنْ الْحُسْنِ يُسَبِّحُونَ الله بُكْرَةً وَعَشِيًّا»

زَادَ أَبُوزُرْعَةَ: «عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ».

_________

(1) في الأصل أَبُوزرعة، وهو خطأ.

(3/460)

وَخَرَّجَهُ في: بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ (3245) (3246) (3254) , وفِي خَلْقِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ (3327).

(3246) وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْإِبْكَارُ أَوَّلُ الْفَجْرِ، وَالْعَشِيُّ مَيْلُ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ أُرَاهُ تَغْرُبَ.

بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

[2125] (6544) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا أَبِي, عَنْ صَالِحٍ, نا نَافِعٌ.

و (6548) نَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ, نا عَبْدُ الله, أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ حدثه عَنْ ابْنِ عُمَر قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ»، زَادَ نَافِعٌ عَنْهُ: «خُلُودٌ».

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} في تفسير سُورةِ مَرْيَم (4730) (1).

[2126] (7518) خ ونَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الله يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ

_________

(1) من حديث أبِي سعيد الخدري.

(3/461)

ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا».

وَخَرَّجَهُ في: باب صفة الجنة والنار (6549).

[2127] (6552) خ نَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ, نا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى, أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ».

[2128] (6551) قَالَ أَبُوحَازِمٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا» (1).

[2129] (4881) خ نَا عَلِيٌّ, نا سُفْيَانُ, عَنْ أَبِي, الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

[2130] خ و (6552) نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ, نا وُهَيْبٌ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا».

[2131] (6553) قَالَ أَبُوحَازِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ النُّعْمَانَ بْنَ أبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسَعِيدٍ الخدري, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ الْمُضَمَّرَ السَّرِيعَ مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا».

زَادَ أَبُوهُرَيْرَةَ: «وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}».

وَخَرَّجَهُ في: بدء الخلق في هذا التبويب صفة الجنة (3250 3253)، وفي تفسير قوله {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} سورة الواقعة (4881).

_________

(1) أبدل بالنسخة متن هذا الحديث مع الذي قبله، إلا إنه نبه على ذلك بعلامتين فوق اسم أبِي حازم.

(3/462)

[2132] (3256) خ وَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ ليَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْغَرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ» قَالَوا: يَا رَسُولَ الله تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِالله وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ».

[2133] (6562) خ ونَا عَبْدُ الله, نا إِسْرَائِيلُ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ, عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ بالْقُمْقُمِ».

[2134] (6563) خ ونَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ عَمْرٍو, عَنْ خَيْثَمَةَ, عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».

[2135] (6569) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ (1) الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً».

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: أَحَدٌ.

(3/463)

[2136] (5196) (6547) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا إِسْمَاعِيلُ, نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, عَنْ أبِي عُثْمَانَ, عَنْ أُسَامَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينَ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ أُدْخِلَهَا النِّسَاءُ».

وَخَرَّجَهُ في: باب كفران العشير (5196).

بَاب الْحَوْضِ

[2137] (6581) خ نَا هُدْبَةُ, نا هَمَّامٌ, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ, نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ» شَكَّ هُدْبَةُ.

[2138] (6578) خ ونا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ, نا هُشَيْمٌ, أَخْبَرَنَا أَبُوبِشْرٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ الله إِيَّاهُ.

قَالَ أَبُوبِشْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بنِ جبيرٍ: إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنْ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ الله إِيَّاهُ.

وخرجهما في تفسير سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (4966) (4964).

[2139] (6588) خ ونَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ, نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ, عَنْ عُبَيْدِ الله, عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي».

(3/464)

[2140] (6591) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ, نا شُعْبَةُ, عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ, سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الْحَوْضَ فَقَالَ: «كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ».

[2141] (6592) وَزَادَ ابْنُ أبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ, السَّنَدّ، فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ قَالَ: والْأَوَانِي؟ قَالَ: لَا، قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ: «تُرَى فِيهِ الْآنِيَةُ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ».

(3/465)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

62 - كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ

بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ

{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}

وقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَالْحَسَنُ: كُلٌّ عَلَيْهِ هَيِّنٌ, وهَيْنٌ وَهَيِّنٌ مِثْلُ لَيْنٍ وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ، وَضَيْقٍ وَضَيِّقٍ.

{أَفَعَيِينَا} أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا، {أَنْشَأَكُمْ} خَلْقَكُمْ، الْلُّغُوبُ: النَّصَبُ, {أَطْوَارًا} طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا، عَدَا طَوْرَهُ أَيْ قَدْرَهُ.

[2142] (7418) خ نَا عَبْدَانُ, نا أَبُوحَمْزَةَ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ, عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ, عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

خ, و (3191) نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ, نا أَبِي, عن الْأَعْمَشِ وزَادَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ.

قَالَ أَبُوحمزة: إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ» , فقَالَوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ»، قَالَوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: «كَانَ الله وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ».

ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ الله لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ.

(4/5)

وَخَرَّجَهُ في: باب وَفدِ بَني تَمِيم (4365) , وباب قُدوم الأَشْعَرِيِّينَ (4386) , وباب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (7418).

[2143] (3192) قَالَ الْبُخَارِيُّ: رَوَاه عِيسَى عَنْ رَقَبَةَ (1) عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ أوْ نَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ.

بَاب مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ

وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} إلَى قَوْلِهِ {بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} السَّمَاءُ، {سَمْكَهَا} بِنَاءَهَا، و {الْحُبُكِ} اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا، {وَأَذِنَتْ} سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ، {وَأَلْقَتْ} أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنْ الْمَوْتَى وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ، {طَحَاهَا} أي دَحَاهَا، {بِالسَّاهِرَةِ} وَجْهُ الْأَرْضِ كَانَ فِيهَا الْحَيَوَانُ نَوْمُهُمْ وَسَهَرُهُمْ.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

_________

(1) قَالَ الحافظ في الفتح: كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَسَقَطَ مِنْهُ رَجُل، فَقَالَ اِبْن الْفَلَكِيّ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُون بَيْن عِيسَى وَرَقَبَة أَبُوحَمْزَة، وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُومَسْعُود، وَقَالَ الطَّرْقِيّ: سَقَطَ أَبُوحَمْزَة مِنْ كِتَاب الْفَرَبْرِيِّ، وَثَبَتَ فِي رِوَايَة حَمَّاد بْن شَاكِر فَعِنْده عَنْ الْبُخَارِيّ: رَوَى عِيسَى عَنْ أبِي حَمْزَة عَنْ رَقَبَة، قَالَ: وَكَذَا قَالَ اِبْن رُمَيْح عَنْ الْفَرَبْرِيِّ.

قُلْت: وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُونُعَيْم فِي الْمُسْتَخْرَج، وَهُوَ يَرْوِي الصَّحِيح عَنْ الْجُرْجَانِيِّ عَنْ الْفَرَبْرِيِّ، فَالِاخْتِلَاف فِيهِ حِينَئِذٍ عَنْ الْفَرَبْرِيِّ، ثُمَّ رَأَيْته أَسْقَطَ أَيْضًا مِنْ رِوَايَة النَّسَفِيِّ، لَكِنْ جَعَلَ بَيْن عِيسَى وَرَقَبَة ضَبَّة، وَيَغْلِب عَلَى الظَّنّ أَنَّ أَبَا حَمْزَة أَلْحَقَ فِي رِوَايَة الْجُرْجَانِيِّ وَقَدْ وَصَفُوهُ بِقِلَّةِ الْإِتْقَان أهـ.

(4/6)

بَاب صِفَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَشِيمًا} مُتَغَيِّرًا، وَالْأَبُّ مَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ, وَالْأَنَامُ الْخَلْقُ.

{بَرْزَخٌ} حَاجِزٌ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَلْفَافًا مُلْتَفَّةً، وَالْغُلْبُ الْمُلْتَفَّةُ، فِرَاشًا مِهَادًا، كَقَوْلِهِ {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} , {نَكِدًا} قَلِيلًا.

وَقَالَ قَتَادَةُ: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ؛ جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا، فَمَنْ تَأَوَّلَ منها غَيْرَ ذَلِكَ أَخْطَأَ وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ.

{بِحُسْبَانٍ} قَالَ مُجَاهِدٌ: كَحُسْبَانِ الرَّحَى، وَقَالَ غَيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لَا يَعْدُوَانِهَا.

حُسْبَانٌ جَمَاعَةُ حِسَابٍ، مِثْلُ شِهَابٍ وَشُهْبَانٍ.

{ضُحَاهَا} ضَحْوُهَا (1)، {أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} لَا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الْآخَرِ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ، {سَابِقُ النَّهَارِ} يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَيْنِ، {نَسْلَخُ} (2) يخْرُجُ أَحَدَهُمَا مِنْ الْآخَرِ وَيَجْرِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، {وَاهِيَةٌ} وَهْيُهَا تَشَقُّقُهَا، {أَرْجَائِهَا} مَا لَمْ يَنْشَقَّ مِنْهَا فَهُمْ (3) عَلَى حَافَتَيْه كَقَوْلِكَ: عَلَى أَرْجَاءِ الْبِئْرِ، أَغْطَشَ وَجَنَّ: أَظْلَمَ.

_________

(1) في الصحيح: ضَوْءُهَا.

(2) سقطت من الأصل.

(3) في هامش الأصل كتب: فهو، إشارة إلى أنه كذلك في نسخة.

(4/7)

قَالَ الْحَسَنُ: كُوِّرَتْ تُكَوَّرُ حَتَّى يَذْهَبَ ضَوْءُهَا، يقَالَ {وَسَقَ} جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ، {اتَّسَقَ} اسْتَوَى، {بُرُوجًا} مَنَازِلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، {الْحَرُورُ} بِالنَّهَارِ بالشَّمْسِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَرُؤْبَةُ: الْحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ, يُقَالَ: يُولِجُ يُكَوِّرُ، {وَلِيجَةً} كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ.

[2144] (3199) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نا سُفْيَانُ, عَنْ الْأَعْمَشِ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ: «أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟» قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، فيُقَالَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا, فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}».

(4803) زَادَ الْحُمَيْدِيُّ، نا وَكِيعٌ، نا الْأَعْمَشُ، الحديثَ قَالَ: «مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ».

وخرجهما في التفسير (4802) (4803) , وفِي بَابِ {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} في الأسماء والصفات (7424) (7433).

(4/8)

[2145] (3200) خ نَا مُسَدَّدٌ, نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ, نا عَبْدُ الله الدَّانَاجُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1).

بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}

{قَاصِفًا} تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ، {لَوَاقِحَ} مَلَاقِحَ مُلْقِحَةً، إِعْصَارٌ: رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنْ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ، {صِرٌّ} بَرْدٌ، (نُشُرًا) مُتَفَرِّقَةً.

بَاب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ

[2146] (3231) (7389) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ, عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَتْ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ عليك مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ

_________

(1) في هامش الأصل:

أورد الإسماعيلي رحمه الله في صحيحه هذا الحديث وزَادَ بسند ... صحيح: " الشمس والقمر ثوران مكوران في نار جهنم يوم القيامة " وقد أورده حماد بن سلمة عن أنس بن مالك رحمه الله.

قلت: أورده الطحاوي في مشكله، وتكلم عليه، وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ: لَا يَلْزَم مِنْ جَعْلهمَا فِي النَّار تَعْذِيبهمَا، فَإِنَّ لِلَّهِ فِي النَّار مَلَائِكَة وَحِجَارَة وَغَيْرهَا لِتَكُونَ لِأَهْلِ النَّار عَذَابًا وَآلَة مِنْ آلَات الْعَذَاب وَمَا شَاءَ اللَّه مِنْ ذَلِكَ، فَلَا تَكُون هِيَ مُعَذَّبَة.

(4/9)

فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ذَلِكَ لك فمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ».

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنا أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ الله وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

وَخَرَّجَهُ في: كتاب الأسماء باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (7389).

بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ

وقَالَ أَبُوالْعَالِيَةِ: {مُطَهَّرَةٌ} مِنْ الْبَوْلِ والْحَيْضِ وَالْبُزَاقِ، {كُلَّمَا رُزِقُوا} أُتُوا بِشَيْءٍ ثُمَّ أُتُوا بِآخَرَ {قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا} أُتِينَا {مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَخْتَلِفُ فِي الطُّعمِ، {قُطُوفُهَا} يَقْطِفُونَ كَيْفَ شَاءُوا، {دَانِيَةٌ} قَرِيبَةٌ، الْأَرَائِكُ: السُّرُرُ، وَقَالَ الْحَسَنُ: النَّضْرَةُ فِي الْوَجْهِ وَالسُّرُورُ فِي الْقَلْبِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {سَلْسَبِيلًا} حَدِيدَةُ الْجِرْيَةِ، {غَوْلٌ} وَجَعُ بَطْنٍ، {يُنْزَفُونَ} لَا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {دِهَاقًا} مُمْتَلِئًا، كَوَاعِبَ: نَوَاهِدَ، الرَّحِيقُ: الْخَمْرُ، التَّسْنِيمُ: أعلى شَرَاب أَهْلِ الْجَنَّةِ، {خِتَامُهُ} طِينُهُ مِسْكٌ، {نَضَّاخَتَانِ} فَيَّاضَتَانِ، مَوْضُونَةٌ مَنْسُوجَةٌ مِنْهُ وَضِينُ النَّاقَةِ, وَالْكُوبُ مَا لَا أُذْنَ لَهُ وَلَا عُرْوَةَ، وَالْأَبَارِيقُ ذَوَاتُ الْآذَانِ وَالْعُرَى، {عُرُبًا} مُثَقَّلَةً وَاحِدُهَا عَرُوبٌ مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ يُسَمِّيهَا أَهْلُ مَكَّةِ الْعَرِبَةَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ الْغَنِجَةَ، والْعِرَاقِ الشَّكِلَةَ.

(4/10)

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: رَوْحٌ جَنَّةٌ وَرَخَاءٌ، وَالرَّيْحَانُ الرِّزْقُ، وَالْمَنْضُودُ الْمَوْزُ، وَالْمَخْضُودُ الْمُوقَرُ جَملًا (1) يُقَالَ أَيْضًا: لَا شَوْكَ لَهُ، وَالْعُرُبُ الْمُتَحَبِّبَاتُ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ، يُقَالَ مَسْكُوبٌ جَارٍ، {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، {لَغْوًا} بَاطِلًا، {تَأْثِيمًا} كَذِبًا، أَفْنَانٌ أَغْصَانٌ، {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} مَا يُجْتَنَى قَرِيبٌ، {مُدْهَامَّتَانِ} سَوْدَاوَانِ مِنْ الرِّيِّ.

[2147] (3240) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نا اللَّيْثُ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَإِنَّهُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كان من أَهْلِ الْجَنَّةِ, وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ».

[2148] (3243) خ نَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ, نا هَمَّامٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ, عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ، طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا يَرَاهُمْ الْآخَرُونَ».

خ: وقَالَ أَبُوعَبْدِ الصَّمَدِ - يَعْنِي العَمِّيَّ - وَالْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أبِي عِمْرَانَ: «سِتُّونَ مِيلًا».

[2149] (3244) خ ونَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ الله تبارك وتعالى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ, وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ, وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».

_________

(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح بحاء مهملة.

(4/11)

(4790) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ الْأَعْمَشِ, نا أَبُوصَالِحٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وزَادَ: فقَالَ: «ذُخْرًا مِنْ (1)

بَلْهَ مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ».

ثُمَّ قَرَأَ: «({فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ}» الآية.

خ: واقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.

وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} بِاللَّعِبِ (7498) , وفي تفسير سورة السجدة, قوله عَزَّ وَجَلَّ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (4779) (4780) وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ (2).

بَاب صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ

غَسَّاقًا: يُقَالَ غَسَقَتْ عَيْنُهُ وَتَغْسِقُ الْجُرْحُ، كَأَنَّ الْغَسَاقَ وَالْغَسِّيقَ وَاحِدٌ (3)، غِسْلِينُ: كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ غِسْلِينُ فِعْلِينُ مِنْ الْغَسْلِ مِنْ الْخَرَاجِ (4) وَالدَّبَرِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَصَبُ حَطَبُ بِالْحَبَشِيَّةِ وَقَالَ غَيْرهُ (حَاصِبًا): الرِّيحُ الْعَاصِفُ، وَالْحَاصِبُ مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ما تَرْمَي بِهِ جَهَنَّمَ، هُمْ حَصَبُهَا، وَيُقَالَ: حَصَبَ فِي الْأَرْضِ ذَهَبَ، وَالْحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنْ الحَصْبَاءِ الْحِجَارَةِ, وصَدِيدٌ قَيْحٌ وَدَمٌ، (خَبَتْ) طَفِئَتْ، (تُورُونَ) تَسْتَخْرِجُونَ

_________

(1) هكذا في النسخة، وسقط من بعض النسخ المطبوعة.

قَالَ الصَّغَانِيُّ: اِتَّفَقَتْ نُسَخ الصَّحِيح عَلَى " مِنْ بَلْهَ " وَالصَّوَاب إِسْقَاط كَلِمَة " مِنْ ".

قَالَ الحافظ: وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَتَعَيَّن إِسْقَاطهَا إِلَّا إِذَا فُسِّرَتْ بِمَعْنَى دَعْ، وَأَمَّا إِذَا فُسِّرَتْ بِمَعْنَى مِنْ أَجْلِ أَوْ مِنْ غَيْر أَوْ سِوَى فَلَا، وَقَدْ ثَبَتَ فِي عِدَّة مُصَنَّفَات خَارِجَ الصَّحِيح بِإِثْبَاتِ مِنْ أهـ.

(2) كذا في الأصل.

(3) في بعض النسخ المطبوعة: الغسق، وهو تصحيف، انظر المشارق 2/ 231.

(4) في الصحيح: الْجُرْحِ.

(4/12)

أَوْرَيْتُ أَوْقَدْتُ، (لِلْمُقْوِينَ) لِلْمُسَافِرِينَ وَالْقِيُّ الْقَفْرُ, وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صِرَاطُ الْجَحِيمِ سَوَاءُ الْجَحِيمِ وَوَسَطُ الْجَحِيمِ، (لَشَوْبًا) يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُشَاطُ بِالْحَمِيمِ.

{زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} صَوْتٌ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ، {وِرْدًا} عِطَاشًا، {غَيًّا} خُسْرَانًا، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {يُسْجَرُونَ} تُوقَدُ بِهِمْ النَّارُ، {وَنُحَاسٌ} الصُّفْرُ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ، يُقَالَ: {ذُوقُوا} بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ، مَارِجٌ خَالِصٌ مِنْ النَّارِ، مَرَجَ الْأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذَا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، {مَرِيجٍ} مُلْتَبِسٍ، مَرِجَ أَمْرُ النَّاسِ اخْتَلَطَ، {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} مَرَجْتَ دَابَّتَكَ أرسلتها أي تَرَكْتَهَا.

[2150] (3265) خ نَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: «فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا».

[2151] (4819) خ نَا حجاج بن منهال و (3266) قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرٍو, سَمِعَ عَطَاءً يُخْبِرُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «{وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}».

وَخَرَّجَهُ في: تفسير سورة الزخرف بمثله (4819).

بَاب صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ {وَيُقْذَفُونَ} يُرْمَوْنَ، {دُحُورًا} مَطْرُودِينَ، {وَاصِبٌ} دَائِمٌ.

(4/13)

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مَدْحُورًا} مَطْرُودًا, قَالَ: {مَرِيدًا} مُتَمَرِّدًا, بَتَّكَهُ قَطَّعَهُ.

{وَاسْتَفْزِزْ} اسْتَخِفَّ، {بِخَيْلِكَ} الْفُرْسَانُ، وَالرَّجْلُ الرَّجَّالَةُ وَاحِدُهَا رَاجِلٌ، مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ، {لَأَحْتَنِكَنَّ} لَأَسْتَأْصِلَنَّ، {قَرِينٌ} شَيْطَانٌ.

[2152] (7296) خ نَا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ, نا شَبَابَةُ (نا وَرْقَاءُ) (1) عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يزال النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ هَذَا الله خَلَقَ كُلِّ شَيْءٍ فَمَنْ».

[2153] (3276) ونَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ, قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ، فَإِذَا أتاه فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلْيَنْتَهِ (2)».

وخرج الأول فِي بَابِ تَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِي وكراهية كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} الآية (7296).

[2154] (3283) خ ونَا آدَمُ, نا شُعْبَةُ, نا مَنْصُورٌ, عَنْ سَالِمِ بْنِ أبِي الْجَعْدِ, عَنْ كُرَيْبٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: اللهم جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ».

_________

(1) سقط من النسخة وأثبته من الصحيح والتحفة.

(2) هكذا في الصحيح: ولينته، وفي الأصل لم يجود هذا الحرف، وأقرب ما تكون قراءته: ولينتبه.

(4/14)

بَاب ذِكْرِ الْجِنِّ وَثَوَابِهِمْ وَعِقَابِهِمْ

لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا} إلَى قَوْلِهِ {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.

{بَخْسًا} نَقْصًا، قَالَ مُجَاهِدٌ: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ الله وَأُمَّهَاتُهُنَّ بَنَاتُ سَرَوَاتِ الْجِنِّ, وقَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} أي سَتُحْضَرُ لِلْحِسَابِ، {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} عِنْدَ الْحِسَابِ.

بَاب

قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} إلَى قَوْلِهِ {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} {مَصْرِفًا} مَعْدِلًا، {صَرَفْنَا} وَجَّهْنَا.

بَاب

قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الثُّعْبَانُ الْحَيَّةُ الذَّكَرُ مِنْهَا، يُقَالَ الجُنَّانُ أَجْنَاسٌ الْجَانُّ وَالْأَفَاعِي وَالْأَسَاوِدُ.

{آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ يُقَالَ {صَافَّاتٍ} بُسُطٌ أَجْنِحَتَهُنَّ، (يَقْبِضْنَ) يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَّ.

[2155] (3297) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, عَنْ سَالِمٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ

(4/15)

عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ».

[2156] (3298) قَالَ عَبْدُ الله: فَبَيْنَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لِأَقْتُلَهَا فَنَادَانِي أَبُولُبَابَةَ: لَا تَقْتُلْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، قَالَ: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ وَهُنَّ الْعَوَامِرُ.

وَقَالَ صَالِحٌ وَابْنُ أبِي حَفْصَةَ وَابْنُ مُجَمِّعٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: رَآنِي أَبُولُبَابَةَ وَزَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ.

[2157] (3303) (1) خ ونَا قُتَيْبَةُ, نا اللَّيْثُ, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِالله مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّها رَأَت شَيْطَانًا».

[2158] (3305) خ ونَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا وُهَيْبٌ, عَنْ خَالِدٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ

_________

(1) هنا في النسخ المطبوعة: " بَاب خَيْر مَال الْمُسْلِم غَنَم يَتْبَع بِهَا شَعَف الْجِبَال ".

قَالَ الحافظ: إن هذا وَقَعَ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَات، وَسَقَطَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَة مِنْ رِوَايَة النَّسَفِيِّ وَلَمْ يَذْكُرْهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ أَيْضًا، وَهُوَ اللَّائِق بِالْحَالِ، لِأَنَّ الْأَحَادِيث الَّتِي تَلِي حَدِيث أبِي سَعِيد لَيْسَ فِيهَا مَا يَتَعَلَّق بِالْغَنَمِ إِلَّا حَدِيث أبِي هُرَيْرَة الْمَذْكُور بَعْده.

قلت: وكذلك وقع ضمن هذا الباب تبويبان آخران خلت منهما نسختنا، وأكثر النسخ التي اطلع عليها الحافظ، وهما: بَاب خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ، وإِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ .. الباب.

وهذان البابان ثبتا فِي رِوَايَة السَّرَخْسِيّ، قَالَ الحافظ: وَقَعَ فِي رِوَايَة السَّرَخْسِيّ هُنَا " بَاب إِذَا وَقَعَ الذُّبَاب فِي شَرَاب أَحَدكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ " وَلَا مَعْنًى لِذِكْرِهِ هُنَا، وَوَقَعَ عِنْده أَيْضًا " بَاب خَمْس مِنْ الدَّوَابّ فَوَاسِق " وَسَقَطَ مِنْ رِوَايَة غَيْره وَهُوَ أَوْلَى أهـ.

فالعجب كيف أن النسخ المطبوعة عامتها اتبعت ما تفرد به السرخسي، وتركت رواية العامة.

(4/16)

لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لَا أُرَاهَا إِلَّا الْفَارَ، إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْ».

فَحَدَّثْتُ كَعْبًا فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وقَالَ لِي مِرَارًا, فَقُلْتُ: أَقْرَأُ التَّوْرَاةَ!؟.

[2159] (3323) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, أَخْبَرَنَا مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ.

(4/17)

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

63 - كِتَاب الْأَنْبِيَاءِ خَلْقِ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ

باب

قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِحَمْدِكَ} أَيْ نُعَظِّمُكَ، {فَأَزَلَّهُمَا} فَاسْتَزَلَّهُمَا.

خُرِّجَ مَا فِيهِ.

بَاب الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ

[2160] خ قَالَ: قَالَ الْلَّيْثُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ عَمْرَةَ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ».

[2161] (3399) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْتَنِزْ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ».

وَخَرَّجَهُ في: قصة موسى مع أخيه هارون وقوله {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} الآية (3399).

بَاب

قَوْلِه تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}

وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بَادِيَ الرَّأْيِ} مَا ظَهَرَ لَنَا، {أَقْلِعِي} أَمْسِكِي، {وَفَارَ التَّنُّورُ} نَبَعَ الْمَاءُ.

(4/18)

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الْأَرْضِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْجُودِيُّ جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ ذات جبال.

قَدْ خَرَّجَ التَّفْسِيرَ.

باب

قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}

طَريقًا {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} إلَى قَوْلِهِ {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ الْقِطَعُ، {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} يُقَالَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ الْجَبَلَيْنِ, وَالسُّدَّيْنِ الْجَبَلَيْنِ، (خَرْجًا) أَجْرًا، {قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ} أصب {عَلَيْهِ قِطْرًا} رَصَاصًا، وَيُقَالَ الْحَدِيدُ وَيُقَالَ الصُّفْرُ, وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النُّحَاسُ، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} يَعْلُوهُ، اسْتَطَاعَ اسْتَفْعَلَ مِنْ طَعْتُ لَهُ, فَلِذَلِكَ فُتِحَ، أَسْطَاعَ يَسْتطِيعُ (1) , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَسْتَطِيعُ، {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ} أَلْزَقَهُ بِالْأَرْضِ، وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا، وَالدَّكْدَاكُ مِنْ الْأَرْضِ مِثْلُهُ حَتَّى صَلُبَ وَتَلَبَّدَ {وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قَالَ قَتَادَةُ: حَدَبٌ أَكَمَةٌ.

قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: «رَأَيْتَهُ».

_________

(1) كذا في الأصل، وهو تصحيف بدلالة ما بعده، وفي الصحيح: يسطيع.

(4/19)

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}

وَقَوْلِهِ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا}، وَقَوْلِهِ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} قَالَ أَبُومَيْسَرَةَ: الرَّحِيمُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ.

[2162] (3351) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو, أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ, عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ، وَجَدَ فِيهِ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ: «أَما هُمْ فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ فَمَا لَهُ يَسْتَقْسِمُ».

[2163] (3359) خ ونَا عُبَيْدُاللهِ بْنُ مُوسَى (1) أَوْ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ, عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَقَالَ: «كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} (3307).

[2164] (3365) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا أَبُوعَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ, عَنْ كَثِيرٍ.

و (3364) نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أبِي وَدَاعَةَ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ, عَنْ

_________

(1) في الأصل عبيد بن موسى، وهو تصحيف.

(4/20)

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بنُ نَافِعٍ عَنْ كَثِيرٍ فِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَهْلِهِ مَا كَانَ خَرَجَ بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّ إِسْمَاعِيلَ مَعَهُمْ شَنَّةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَشْرَبُ مِنْ الشَّنَّةِ فَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَوَضَعَهَا تَحْتَ دَوْحَةٍ.

(3363) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وقَالَ الْأَنْصَارِيُّ, نا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَمَّا كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ فَحَدَّثَنِي، السَّنَدَ، [قَالَ: أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّهِ عَلَيْهِمْ السَّلَام وَهِيَ تُرْضِعُهُ مَعَهَا شَنَّةٌ لَمْ يَرْفَعْهُ ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ] (1).

قَالَ: حَتَّى وَضَعَهُمَا (2) عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ.

زَادَ إِبْراهِيمُ عَنْ كَثيرٍ: حَتَّى بَلَغُوا كَدَاءً نَادَتْهُ مِنْ وَرَائِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَنْ تَتْرُكُنَا؟ قَالَ: إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَتْ: رَضِيتُ بِالله.

وَقَالَ ابنُ جُرَيجٍ فِيهِ (3): فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا،

_________

(1) ما بين الحاصرتين زدته أنا من الصحيح لأنه رواية الأنصاري كما في الصحيح، وقد سقط من الأصل، وأتى بما هو من حديث عبد الرزاق.

(2) في الأصل: وضعها، والمثبت من الصحيح لدلالة الباقي عليه ولأنه أليق بالمقام، وقد خشيت أن يكون ما في الأصل تصحيف.

(3) كذا قَالَ ابن جريج فيه، وإنما هو حديث عبد الرزاق.

(4/21)

فَقَالَتْ لَهُ: أَالله الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَتْ: إِذَنْ لَا (يُضَيِّعُنَا) (1) ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ بِوَجْهِهِ ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الدعوات فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: رَبِّ {إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} حَتَّى بَلَغَ {يَشْكُرُونَ}.

وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى، أَوْ قَالَ: يَتَلَبَّطُ، فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتْ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ الْوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنْ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتْ الْوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتْ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا فَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ فِيهِ عَنْ كَثِيرٍ: ثُمَّ قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ، تَعْنِي الصَّبِيَّ، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هُوَ عَلَى حَالِهِ كَأَنَّهُ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ.

قَالَ ابْنُ جُرَيجٍ فِيهِ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلذَلِكَ سَعَى النَّاسُ بَيْنَهُمَا».

فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا فَقَالَتْ: صَهٍ، تُرِيدُ نَفْسَهَا، ثُمَّ تَسَمَّعَتْ فَسَمِعَتْ أَيْضًا فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ، فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ أَوْ قَالَ: بِجَنَاحِهِ حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنْ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهِيَ تَفُورُ بِقَدَرِ مَا تَغْرِفُ.

_________

(1) سقطت الكلمة من الأصل.

(4/22)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُ الله أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا».

فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ: لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَا هُنَا بَيْتَ الله يَبْنِيه هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ الله لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وَكَانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنْ الْأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَدَاءٍ، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا، فَقَالَوا: إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا بِهَذَا الْوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ، فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْمَاءِ، فَأَقْبَلُوا، قَالَ: وَأُمُّ إِسْمَاعِيلَ عِنْدَ الْمَاءِ، فَقَالَوا: أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ، قَالَتْ: نَعَمْ وَلَكِنْ لَا حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ، قَالَوا: نَعَمْ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الْإِنْسَ».

فَنَزَلُوا فَأَرْسَلُوا إِلَى أَهَالِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ وَشَبَّ الْغُلَامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حَتَّى (1) شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ فَقَالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ فَشَكَتْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ وَقُولِي لَهُ: يُغَيِّرْ عَتَبَةَ داره أي بَابِهِ, فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا

_________

(1) كذا في الأصل، وفي الصحيح: حِينَ، وهو أليق، وحتى تصحف عن حين كثيرا.

(4/23)

وَكَذَا فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ، قَالَ: فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ, قَالَ: ذَلكِ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْهُ، فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا.

زَادَ إِبرَاهِيمُ عَنْ كَثِيرٍ: فَقَالَتْ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، فَقَالَتْ: أَلَا تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ, فَقَالَ: وَمَا طَعَامُكُمْ، الحَدِيث.

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ فَقَالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ, فَقَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ قَالَتْ: اللَّحْمُ, قَالَ: فَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتْ: الْمَاءُ قَالَ: اللهمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ.

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ وَلَوْ كَانَ لَهُمْ لدَعَا لَهُمْ فِيهِ» , قَالَ: «فَهُمَا لَا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ».

قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ قَالَ: فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ أبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ ثُمَّ قَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ قَالَ: فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ، قَالَ: وَتُعِينُنِي قَالَ: وَأُعِينُكَ قَالَ: فَإِنَّ الله أَمَرَنِي أَنْ

(4/24)

أَبْنِيَ بَيْتًا هَا هُنَا وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي حَتَّى ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ.

زَادَ إِبْرَاهِيمُ: فَقَامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقَامِ.

وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَهُمَا يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} قَالَ: فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُمَا يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

وَخَرَّجَهُ في: باب من قَالَ صاحب الحوض والقربة أحق بمائه مختصرا (2368).

[2165] (3366) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا عَبْدُ الْوَاحِدِ (1) , نا الْأَعْمَشُ, نا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» , فقُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» , قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ».

وَخَرَّجَهُ في: باب {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ} لقوله تعالى {تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} كَمَا جُعِلَتْ لِمحَمَّد عَلَيْهِ السَّلامُ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا لِيُصَلِّي حَيْثُ شَاءَ وَأَصَابَ (3425).

[2166] (3371) خ نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ, نا جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ الْمِنْهَالِ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ

_________

(1) في الأصل: عبد الرحمن، وهو تصحيف.

(4/25)

وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ: «إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهما إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّات مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ».

باب

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}

[2167] (3372) (4537) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ, نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} , وَيَرْحَمُ الله لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ».

وَخَرَّجَهُ في: قِصة لُوط (3375)، وفِي بَابِ قوله {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} (4694)، وَخَرَّجَهُ في: تفسير الآية (4537)، وفي قصة يوسف وإخوته (3387)، وباب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك (6992).

بَاب

{فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}

نَكِرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ، {يُهْرَعُونَ} يُسْرِعُونَ, دَابِرٌ آخِرٌ، صَيْحَةٌ هَلَكَةٌ، {لِلْمُتَوَسِّمِينَ} لِلنَّاظِرِينَ، {لَبِسَبِيلٍ} بِطَرِيقٍ، {بِرُكْنِهِ} بِمَنْ مَعَهُ لِأَنَّهُمْ قُوَّتُهُ، {تَرْكَنُوا} تَمِيلُوا.

(4/26)

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ} مَوْضِعُ ثَمُودَ, وَأَمَّا (حَرْثٌ حِجْرٌ) فحَرَامٌ وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهُوَ حِجْرٌ مَحْجُورٌ وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ وَمَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ فَهُوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَيُقَالَ لِلْأُنْثَى مِنْ الْخَيْلِ حِجْرٌ، وَيُقَالَ لِلْعَقْلِ حِجْرٌ وَحِجًى، وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ فَهُوَ مَنْزِلٌ، كُلُّهُ بِالْكَسْرِ إِلَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ.

[2168] (3377) خ نَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ, نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ فقَالَ: «انْتَدَبَ لَهَا رَجُلٌ ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ فِي قَوْمِهِ كَأَبِي زَمْعَةَ».

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ}

[2169] (4689) خ [ .. ] نا عَبْدَةُ [عَنْ عبيد الله عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ] (1)،

لفظه.

_________

(1) زيادة مني ليست في الأصل، لأقوم الإسناد.

تنبيه:

هكذا وقع في النسخة، قَالَ الْبُخَارِيُّ: نا عبدة، وفيه شيء، فإن هذا الحديث رواه البخاري عن عبدة بن عبد الله الصفار بدون واسطة، لكن من حديث ابن عمر رضي الله عنه، وهو في الصحيح في الباب نفسه (3390)، ورواه عن عبدة بن سليمان أيضا من حديث أبِي هريرة، وهو المقصود هنا، لأنه ساق لفظه فإذا هو ليس كلفظ حديث ابن عمر، فمن هنا قلت: أراد المهلب حديث أبِي هريرة.

لكن وقع في النسخ: حدثني محمد نا عبدة، أي ان البخاري رواه بواسطة عن عبدة، وهو ما أثبته المزي والحافظ حيث قَالَ: حَدَيثُ أبِي هُرَيْرَةَ فِي " أَكْرَمِ النَّاسِ " أَيْ أَصْلًا، ذَكَرَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ، قَالَ: ثَانِيهِمَا: قَالَ فِيهِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ " وَهُوَ اِبْنُ سُلَيْمَانَ أهـ

وقد ساق البخاري حديث عبدة مرتين، مرة عقب حديث عبيد بن إسماعيل على هيئة المتابعة في الإسناد، ومرة في سورة يوسف، ووقع في كلا الموضعين: حدثني محمد نا عبدة.

وذكر الباجي في ترجمة عبدة في التعديل والتجريح: رواية البخاري لحديث عبدة بواسط ابن سلام وابن أبِي شيبة وإسحق.

ثم وقع في بعض النسخ المطبوعة: عن عبدة عن عبد الله، وهو تصحيف، صوابه: عبيد الله، وهو العمري الحافظ الثقة المشهور، فليتنبه لهذا الخطأ، والله أعلم.

(4/27)

و (3383) عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ أبِي أُسَامَةَ, عَنْ عُبَيْدِ الله, أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أبِي سَعِيدٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ» , قَالَوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ, قَالَ: «أَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ الله ابْنُ نَبِيِّ الله ابْنِ نَبِيِّ الله ابْنِ خَلِيلِ الله» , قَالَوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ, قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَنِي، النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا».

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} (3490)، وفي باب قوله {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (3353) , وباب ما قيل في ذي الوجهين (؟) , وباب {فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} (4689).

[2170] (3386) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أبِي رَبِيعَةَ، اللهمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».

(4/28)

بَاب

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} كَلَّمَهُ، تقول لِلْوَاحِدِ وَللْاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ نَجِيٌّ, يُقَالَ {خَلَصُوا نَجِيًّا} وَالْجَمِيعُ أَنْجِيَةٌ, تَلْقَفُ: تَلْقُمُ.

تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ} أَبْصَرْتُ {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طُوًى اسْمُ الْوَادِي، {سِيرَتَهَا} حَالَتَهَا وَ {النُّهَى} التُّقَى، {بِمَلْكِنَا} بِأَمْرِنَا، (هَوَى) شَقِيَ، فَارِغًا إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى، {رِدْءًا} كَيْ يُصَدِّقَنِي، وَيُقَالَ مُعِينًا، يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ، {يَأْتَمِرُونَ} يَتَشَاوَرُونَ, وَالْجِذْوَةُ القِطْعَةُ غَلِيظَةٌ مِنْ الْخَشَبِ فِيهَا لَهَبٌ، (سَنَشُدُّ) سَنُعِينُكَ كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا.

وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أَوْ فِيهِ تهمة أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهِيَ عُقْدَةٌ، {أَزْرِي} ظَهْرِي، {فَيُسْحِتَكُمْ} فَيُهْلِكَكُمْ، {الْمُثْلَى} تَأْنِيثُ الْأَمْثَلِ، يَقُولُ بِدِينِكُمْ، يُقَالَ خُذْ الْمُثْلَى خُذْ الْأَمْثَلَ، {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} يُقَالَ هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ يَعْنِي الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ، {فَأَوْجَسَ} أَضْمَرَ خَوْفًا فَذَهَبَتْ الْوَاوُ مِنْ {خِيفَةً} لِكَسْرَةِ الْخَاءِ، {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ, {خَطْبُكَ} بَالُكَ، {لَا مِسَاسَ} مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا، {لَنَنْسِفَنَّهُ} لَنُذْرِيَنَّهُ, الضحى الْحَرُّ،

(4/29)

{قُصِّيهِ} اتَّبِعِي أَثَرَهُ وَقَدْ يَكُونُ أَنْ نَقُصَّ الْكَلَامَ، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} {عَنْ جُنُبٍ} أي عَنْ بُعْدٍ وَعَنْ جَنَابَةٍ وَعَنْ اجْتِنَابٍ وَاحِدٌ.

وقَالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى قَدَرٍ} مَوْعِدٌ، (لَا تَنِيَا) لَا تَضْعُفَا، {مَكَانًا سُوًى} مُنْصِفٌ بَيْنَهُمْ، {يَبَسًا} يَابِسَا، {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} الْحُلِيِّ الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ {فَقَذَفْنَاهَا} أَلْقَيْتَهَا، {أَلْقَى} صَنَعَ، {فَنَسِيَ} مُوسَى هُمْ يَقُولُونَهُ أَخْطَأَ الرَّبَّ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ قَوْلًا الْعِجْل.

[2171] (1555) خ نَا ابْنُ الْمُثَنَّى, نا ابْنُ أبِي عَدِيٍّ, عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، و (3355) نا بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو, نا النَّضْرُ, نا ابْنُ عَوْنٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ, أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ.

(3239) وقَالَ لِي خَلِيفَةُ: نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ, نا سَعِيدٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي الْعَالِيَةِ, عن ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ».

وقَالَ النَّضْرُ: «على جَمَلٍ (1) مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ انْحَدَرَ فِي الْوَادِي»، زَادَ ابْنُ أبِي عَدِيٍّ: «يُلَبِّي».

وَخَرَّجَهُ في: ذكر إبراهيم وذكر موسى وعيسى (3355).

بَاب

قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} إلَى قَوْلِهِ {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: " أَحْمَرَ ".

(4/30)

يُقَالَ: دَكَّهُ زَلْزَلَهُ، {فَدُكَّتَا} فَدُكِكْنَ, جَعَلَ الْجِبَالَ كَالْوَاحِدَةِ, كَمَا قَالَ {السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} وَلَمْ يَقُلْ كُنَّ رَتْقًا، مُلْتَصِقَتَيْنِ، (أُشْرِبُوا) ثَوْبٌ مُشَرَّبٌ مَصْبُوغٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: انْبَجَسَتْ انْفَجَرَتْ، (نَتَقْنَا) رَفَعْنَا، (طُوفَان) مِنْ السَّيْلِ، ويُقَالَ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ الطُوفَانُ، الْقُمَّلُ الْحُمْنَانُ (1) يُشْبِهُ صِغَارَ الْحَلَمِ، (حَقِيقٌ) حَقٌّ، (سُقِطَ) كُلُّ مَنْ نَدِمَ قيل سُقِطَ فِي يَدِهِ.

بَاب

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} الْآيَةَ

قَالَ أَبُوالْعَالِيَةِ: عَوَانٌ النَّصَفُ بَيْنَ الْبِكْرِ وَالْهَرِمَةِ، {فَاقِعٌ} صَافٍ، {لَا ذَلُولٌ} لَمْ يُذِلَّهَا الْعَمَلُ، {تُثِيرُ الْأَرْضَ} لَيْسَتْ بِذَلُولٍ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَعْمَلُ فِي الْحَرْثِ، {مُسَلَّمَةٌ} مِنْ الْعُيُوبِ، {لَا شِيَةَ} بَيَاضٌ، صَفْرَاءُ إِنْ شِئْتَ أو سَوْدَاءُ، يُقَالَ صَفْرَاءُ كَقَوْلِهِ {جِمَالَتٌ صُفْرٌ} , {فَادَّارَأْتُمْ} اخْتَلَفْتُمْ.

بَاب

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} لَتُثْقِلُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُولِي الْقُوَّةِ} لَا يَرْفَعُهَا الْعُصْبَةُ مِنْ الرِّجَالِ، يُقَالَ {الْفَرِحِينَ} الْمَرِحِينَ، {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} مِثْلُ {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} يُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ.

_________

(1) في الأصل: الحسنان، وهو تصحيف.

(4/31)

بَاب

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ، لِأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (وَاسْأَلْ الْعِيرَ) يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ وَأَهْلَ الْعِيرِ، {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، يُقَالَ إِذَا لَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ ظَهَرْتَ حَاجَتِي وَجَعَلَنِي ظِهْرِيًّا، والظِّهْرِيُّ أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ، مَكَانَتُهُمْ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ، {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} يَعِيشُوا، (تَأْسَ) تَحْزَنْ، (أن آسَى) أَحْزَنُ، وَقَالَ الْحَسَنُ: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَيْكَةُ الْأَيْكَةُ، {يَوْمِ الظُّلَّةِ} إِظْلَالُ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ.

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} الْمُوقَرُ، الآيَات، {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} قَالَ مُجَاهِدٌ: مُذْنِبٌ، {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} وَجْهِ الْأَرْضِ {وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} مِنْ غَيْرِ ذَاتِ أَصْلٍ الدُّبَّاءِ وَنَحْوِهِ، {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} مَغْمُومٌ.

[2172] (3413) خ نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ, نا شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي الْعَالِيَةِ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ.

(4/32)

[2173] (4604) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ, نا فُلَيْحٌ نا هِلَالٌ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ».

وَخَرَّجَهُ في: باب قوله تعالى {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} إلَى قَوْلِهِ {وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ} الأنعام (4604)، [وفي] {وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (4630) (4630) , وفي تفسير الصافات بترجمة الآية {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (4805).

بَاب

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} يَجُوزُونَ، {شُرَّعًا} شَوَارِعَ، الآيات.

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} الزُّبُرُ الْكُتُبُ وَاحِدُهَا زَبُورٌ زَبَرْتُ كَتَبْتُ، {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} قَالَ مُجَاهِدٌ: سَبِّحِي مَعَهُ، {وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} الدُّرُوعَ، {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} الْمَسَامِيرِ وَالْحَلَقِ, وَلَا تُدِقَّ الْمِسْمَارَ فَيَتَسَلْسَلَ (1) وَلَا تُعَظِّمْ فَيَنْقَسِمْ، (أَفْرِغْ) أَنْزِلْ، (بَسْطَةً) زِيَادَةً وَفَضْلًا.

_________

(1) هكذا ثبت في النسخة، وقوله: لا تدق، هو إلى الدال أقرب منه إلى الراء في رسم المخطوط، وهي رواية مشهورة، والرواية الثانية: ترق، بالراء، فالقاضي عياض قَالَ: رواية الأصيلي بالراء، والحافظ قَالَ: بالدال، والله أعلم.

وأما فيتسلسل، ففي الأصل كان: فيتسلل، تصحيف، انظر المشارق 2/ 371.

(4/33)

[2174] (3417) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام الْقُرْآنُ فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».

وَخَرَّجَهُ في: التفسير بمثله (4713).

بَاب

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} إلَى قَوْلِهِ {وَأَنَابَ} قَالَ مُجَاهِدٌ: فصل الخطاب الْفَهْمُ فِي الْقَضَاءِ، {وَلَا تُشْطِطْ} لَا تُسْرِفْ، يُقَالَ لِلْمَرْأَةِ نَعْجَةٌ وَيُقَالَ لَهَا أَيْضًا شَاةٌ، {أَكْفِلْنِيهَا} مِثْلُ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} أي ضَمَّهَا، {وَعَزَّنِي} غَلَبَنِي صَارَ أَعَزَّ مِنِّي عززته أي جَعَلْتُهُ عَزِيزًا، {فِي الْخِطَابِ} يُقَالَ الْمُحَاوَرَةُ، {الْخُلَطَاءِ} الشُّرَكَاءِ، {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اخْتَبَرْنَاهُ وَقَرَأَ عُمَرُ فَتَّنَّاهُ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ.

بَاب

قَوْلِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} الرَّاجِعُ الْمُنِيبُ, وَقَوْلِهِ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} وَقَوْلِهِ {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ} أَذَبْنَا لَهُ {عَيْنَ الْقِطْرِ} الْحَدِيدِ، {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} كَحِيَاضِ اِلْإِبِلِ.

(4/34)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَالْجَوْبَةِ مِنْ الْأَرْضِ، {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} {إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} الْأَرَضَةُ، {تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} عَصَاهُ (1) {حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} مِنْ ذِكْرِ رَبِّي، {فَطَفِقَ مَسْحًا} يَمْسَحُ أَعْرَافَ الْخَيْلِ وَعَرَاقِيبَهَا {الْأَصْفَادِ} الْوَثَاقُ.

قَالَ مُجَاهِدٌ: {الصَّافِنَاتُ} صَفَنَ الْفَرَسُ رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ الْحَافِرِ، {الْجِيَادُ} السِّرَاعُ، {جَسَدًا} شَيْطَانًا، {رُخَاءً} طَيِّبَةً، {حَيْثُ أَصَابَ} حَيْثُ شَاءَ، {فَامْنُنْ} أَعْطِ، {بِغَيْرِ حِسَابٍ} بِغَيْرِ خراجٍ.

بَاب

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} إلَى قَوْلِهِ {مُخْتَالٍ فَخُورٍ} {وَلَا تُصَعِّرْ} تعرض، التصاعر الْإِعْرَاضُ بِالْوَجْهِ.

خَرَّجَ فِيهِ حَدِيثَ: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ.

بَاب

قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ} إلى {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} قَالَ مُجَاهِدٌ: شَدَّدْنَا, وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَائِرُكُمْ} مَصَائِبُكُمْ.

بَاب

قَوْلِه عز وجهه {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} إِلَى {سَمِيًّا} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلًا, يُقَالَ {رَضِيًّا} مَرْضِيًّا، وعُتِيًّا عسيا عَتَا يَعْتُو، حَفِيًّا لَطِيفًا، عَاقِرًا, الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى سَوَاءٌ، فَأَوْحَى فَأَشَارَ، سَوِيًّا صَحِيحًا.

_________

(1) سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ وزدتها من الصحيح.

(4/35)

بَاب

قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} وَ {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ}، {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} إلَى قَوْلِهِ {بِغَيْرِ حِسَابٍ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: آلُ عِمْرَانَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ وَآلِ عِمْرَانَ وَآلِ يَاسِينَ وَآلِ مُحَمَّدٍ, يَقُولُ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ، وَيُقَالَ آلُ يَعْقُوبَ أَهْلُ يَعْقُوبَ, إِذَا صَغَّرُوا آلَ رَدُّوهُ إِلَى الْأَصْلِ فقَالَوا في آل أُهَيْلٌ.

[2175] (3286) (3431) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبِهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ».

[2176] (4548) وعَنْ الزُّهْرِيِّ, قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, قَالَ: قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا».

زَادَ الأَعْرَجُ: «ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ».

زَادَ سَعِيدٌ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُوهُرَيْرَةَ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.

(4/36)

وَخَرَّجَهُ في: باب صفة إبليس وجنوده (3286)، وفي تفسير قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (4548).

بَاب

قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} إلَى قَوْلِهِ {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} يَكْفُلُ يَضُمُّ، (كَفَلَهَا) مُخَفَّفَةً ضَمَّهَا.

بَاب

قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} إِلَى {كُنْ فَيَكُونُ}، يُبَشِّرُكِ ويَبْشُرُكِ وَاحِدٌ، (وَجِيهًا) شَرِيفًا, وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: المَسِيحُ الصِّدِّيقُ, وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْكَهْلُ الْحَلِيمُ وَالْأَكْمَهُ يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ وَلَا يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ, وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنْ يُولَدُ أَعْمَى.

{إِذِ انْتَبَذَتْ} نَبَذْنَاهُ أَلْقَيْنَاهُ واعْتَزَلَتْ، {شَرْقِيًّا} مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ، {فَأَجَاءَهَا} أَفْعَلْتُ مِنْ جِئْتُ وَيُقَالَ أَلْجَأَهَا اضْطَرَّهَا، (تَسَّاقَطْ) تَسْقُطْ، (قَصِيًّا) قَاصِيًا، (فَرِيًّا) عَظِيمًا, وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (نِسْيًا) لَمْ أَكُنْ شَيْئًا, وَقَالَ غَيْرُهُ: النِّسْيُ الْحَقِيرُ, وَقَالَ أَبُووَائِلٍ: عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حِينَ قَالَتْ {إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} , وقَالَ الْبَرَاءِ: (سَرِيًّا) نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ.

_________

(1) وقع هنا في بعض النسخ زيادة واو أول الآية، وهو من تغاليط الرواة.

(4/37)

[2177] (1206) قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ الْلَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ, قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

خ، و (3466) نَا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الأعرج, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ.

خ، و (3436) نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ، عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ, وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ جُرَيْجٌ، يُصَلِّي إذ جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ: أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي».

وقَالَ الْلَّيْثُ: «وقَالَ: اللهمَّ أُمِّي أوْ صَلَاتِي, قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ, قَالَ: اللهمَّ أُمِّي أو صَلَاتِي, قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ, قَالَ: اللهمَّ أُمِّي أو صَلَاتِي, قَالَتْ: اللهمَّ لَا يَمُوتُ جُرَيْجٌ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمَيَامِيسِ».

وقَالَ جَرِيرٌ: «قَالَتْ: اللهمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ, وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ, فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: لَأَفْتِنَنَّ جُرَيْجًا فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى».

زَادَ الْلَّيْثُ: «كَانَتْ تَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ رَاعِيَةٌ تَرْعَى الْغَنَمَ».

قَالَ جَرِيرٌ: «فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا, فَقِيلَ لَهَا: مِمَّنْ؟ فقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ, فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ فَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى».

قَالَ الْلَّيْثُ: «قَالَ جُرَيْجٌ: أَيْنَ هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا لِي؟ قَالَ: يَا بَابُوسُ مَنْ أَبُوكَ؟».

وقَالَ جَرِيرٌ: «ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ فقَالَ: فلان الرَّاعِي, قَالَوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ, قَالَ: لَا إِلَّا مِنْ طِينٍ, وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا

(4/38)

مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ, فَقَالَتْ: اللهمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ, فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللهمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ, ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ».

قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ, «ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ».

زَادَ الأَعْرَجُ: «تُجَرُّ وَيُلْعَبُ بِهَا».

قَالَ جَرِيرٌ: «فَقَالَتْ: اللهمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ, فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ: اللهمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا, فَقَالَتْ له ذلك (1)، فَقَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ».

زَادَ الأَعْرَجُ: «كَافِرٌ».

«وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا تَزْنِي, وَتَقُولُ: حَسْبِيَ الله, وَيَقُولُونَ: تَسْرِقُ وَتَقُولُ حَسْبِيَ الله».

وقَالَ جَرِيرٌ: «يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ».

وَخَرَّجَهُ في: باب بني إسرائيل (3466)، وفِي بَابِ إذا هدم حائطا يبني مثله فِي كِتَابِ المظالم (2482).

[2178] (3437) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى, نا هِشَامٌ, عَنْ مَعْمَرٍ, ونا مَحْمُودٌ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حدثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي لَقِيتُ عِيسَى» , فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ - يَعْنِي الْحَمَّامَ - وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ».

  ___

(1) في الصحيح: لم ذاك

[2179] (3239) خ وقَالَ لِي خَلِيفَةُ: نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ, نا سَعِيدٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي الْعَالِيَةِ, عن ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ عِيسَى مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ الشعر».

[2180] (5902) خ ونَا ابْنُ يُوسُف, عَنْ مَالِكٍ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ.

و (3441) نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ, قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ, عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَا وَالله مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِيسَى أَحْمَرُ, وَلَكِنْ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ آدَمُ».

«كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا».

«سَبْطُ الشَّعَرِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَوا: ابْنُ مَرْيَمَ».

وخرجه مع صفة موسى فِي بَابِ ذِكْر مُوسى (3396)، وباب ذِكر عِيسَى وباب ذِكْر إبراهيم (3355)، وباب ذِكْر مَريم (3438) (3439) (3441)، وباب الطواف بالكعبة في المنام (7026).

[2181] (3442) خ ونَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوسَلَمَةَ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ.

و (3443) نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ, نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ, نا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي عَمْرَةَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».

زَادَ أَبُوسَلَمَةَ: «لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ».

(4/40)

«الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَأَبُوهُمْ (1) وَاحِدٌ».

[2182] (3444) خ وحَدَّثَني عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, نا مَعْمَرٌ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ, فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِالله وَكَذَّبْتُ عَيْنِي».

[2183] (3445) خ ونَا الْحُمَيْدِيُّ, نا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, سَمِعَ عُمَرَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، وَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ».

بَاب نُزُولِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام

[2184] (3449) خ نا ابْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ, عَنْ يُونُسَ (2).

خ, و (3448) نَا إِسْحَاقُ, نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا أبِي عَنْ صَالِحٍ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ, سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ، حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».

ثُمَّ يَقُولُ أَبُوهُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}.

_________

(1) هكذا في الأصل، والرواية المشهورة: ودينهم واحد.

(2) وتتمة إسناده: عَنْ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ.

(4/41)

زَادَ الْلَّيْثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ».

وَخَرَّجَهُ في: باب قتل الخنزير وكسر الصليب (2222) في البيوع، وَقَالَ جَابِرٌ: حَرَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَ الْخِنْزِيرِ.

بَاب مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ

[2185] (3455) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ, نا شُعْبَةُ, عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ» قَالَوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ, أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ, فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ».

[2186] (3464) خ نا مُحَمَّدٌ, نا عَبْدُ الله بْنُ رَجَاءٍ, نا هَمَّامٌ, عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبِي عَمْرَةَ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَأَ (1) لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ, فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا, فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ, قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ, فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا, فَقَالَ: أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فقَالَ: الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الْإِبِلُ وَقَالَ

_________

(1) هكذا ثبت في الأصل مهموزا، ويقع في كثير من النسخ المطبوعة: بدا، وقد خطأ القاضي عياض هذا، وصحح الهمز، (المشارق1/ 127).

(4/42)

الْآخَرُ الْبَقَرُ, فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ, فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا, وَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا فقَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ, قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ فَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا, قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ, قَالَ: الْبَقَرُ, فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا, وَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا, فَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: يَرُدُّ الله إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ, قَالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ بَصَرَهُ, قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ, فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا, فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَمٍ, ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ, فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ, أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي, فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ, فَقَالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ الله, فَقَالَ: لَقَدْ وَرِثْتُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ, فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ, وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا, وَرَدُّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ, وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ الله بَصَرِي وَفَقِيرًا (1)

فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَالله لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ الله عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ».

_________

(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: فَقَدْ أَغْنَانِي ..

(4/43)

[2187] (3461) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ, نا الْأَوْزَاعِيُّ, نا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ, عَنْ أبِي كَبْشَةَ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ».

بَاب

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ}

والْكَهْفُ الْفَتْحُ فِي الْجَبَلِ {وَالرَّقِيمِ} الْكِتَابُ، {مَرْقُومٌ} مَكْتُوبٌ مِنْ الرَّقْمِ، (رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ) أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا، {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} (شَطَطًا) إِفْرَاطًا، الْوَصِيدُ الْفِنَاءُ وَجَمْعُهُ وَصَائِدُ وَوُصُدٌ وَيُقَالَ الْوَصِيدُ الْبَابُ، (مُؤْصَدَةٌ) مُطْبَقَةٌ, آصَدَ الْبَابَ وَأَوْصَدَ، (بَعَثْنَاهُمْ) أَحْيَيْنَاهُمْ، (أَزْكَى) أَكْثَرُ رَيْعًا فَضَرَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى آذَانِهِمْ فَنَامُوا، {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} لَمْ يَسْتَبِنْ, وَقَالَ مُجَاهِدٌ: (تَقْرِضُهُمْ) تَتْرُكُهُمْ.

[2188] (3470) خ ونَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا ابْنُ أبِي عَدِيٍّ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ, فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ, وَجَعَلَ يَسْأَلُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا, فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ, فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي وَأَوْحَى الله إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي, وَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا, فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ».

[2189] (3321) خ نَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ, نا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ, نا عَوْفٌ, عَنْ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.

(4/44)

و (3467) نَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ, نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ».

[2190] (3472) خ نَا إِسْحَاقِ بْن نَصْرٍ (1)

, نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي العَقَارِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ, فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَبْتَعْ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الْأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا».

[2191] (3477) خ نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ, نا أَبِي, نا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ قَالَ عَبْدُ الله: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: «(اللهمَّ) (2) اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ».

_________

(1) في الأصل: نا علي بن إسحاق بن نصر، وأظنه تصحيفا، صوابه: نا علي نا إسحاق بن نصر ..

لكن لم أجد في تحفة الأشراف ولا في شروح البخاري ما يجعلني أطمئن إلى ما في النسخة وأنه سليم من التصحيف، فليتأمل.

(2) ليست في الأصل، واستدركتها من الصحيح.

(4/45)

بَاب (1)

قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وَقَوْلِهِ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} وَمَا يُنْهَى عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ, الشُّعُوبُ النَّسَبُ الْبَعِيدُ وَالْقَبَائِلُ دُونَ ذَلِكَ.

[2192] (3489) خ نَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ, نا أَبُوبَكْرٍ, عَنْ أبِي حَصِينٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} قَالَ: الشُّعُوبُ الْقَبَائِلُ الْعِظَامُ وَالْقَبَائِلُ الْبُطُونُ.

[2193] (3491) خ نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ, نا عَبْدُ الْوَاحِدِ, نا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبُ بِنْتُ أبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لَهَا: رَأَيْتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَكَانَ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.

_________

(1) هكا ثبت هذا الباب في هذا الكتاب، وهو في نسخ الصحيح المطبوعة أول باب فِي كِتَابِ المناقب.

وفي هذا الموضع اختلاف في النسخ، فقَالَ الحافظ: (بسم الله الرحمن الرحيم، بَاب الْمَنَاقِب) كَذَا فِي الْأُصُول الَّتِي وَقَفْت عَلَيْهَا مِنْ كِتَاب الْبُخَارِيّ، وَذَكَرَ صَاحِب الْأَطْرَاف وَكَذَا فِي بَعْض الشُّرُوح أَنَّهُ قَالَ: كِتَاب الْمَنَاقِب، فَعَلَى الْأَوَّل هُوَ مِنْ جُمْلَة كِتَاب أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء، وَعَلَى الثَّانِي هُوَ كِتَاب مُسْتَقِلّ، وَالْأَوَّل أَوْلَى، فَإِنَّهُ يَظْهَر مِنْ تَصَرُّفه أَنَّهُ قَصَدَ بِهِ سِيَاق التَّرْجَمَة النَّبَوِيَّة، بِأَنْ يَجْمَع فِيهِ أُمُور النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَبْدَأ إِلَى الْمُنْتَهَى، فَبَدَأَ بِمُقَدِّمَاتِهَا مِنْ ذِكْر مَا يَتَعَلَّق بِالنَّسَبِ الشَّرِيف، فَذَكَرَ أَشْيَاء تَتَعَلَّق بِالْأَنْسَابِ، وَمِنْ ثَمَّ ذَكَرَ أُمُورًا تَتَعَلَّق بِالْقَبَائِلِ، ثُمَّ النَّهْي عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة، لِأَنَّ مُعْظَم فَخْرهمْ كَانَ بِالْأَنْسَابِ، ثُمَّ ذَكَرَ صِفَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَمَائِله وَمُعْجِزَاته، وَاسْتَطْرَدَ مِنْهَا لِفَضَائِل أَصْحَابه؛ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأَحْوَالِهِ قَبْل الْهِجْرَة، وَمَا جَرَى لَهُ بِمَكَّة، فَذَكَرَ الْمَبْعَث، ثُمَّ إِسْلَام الصَّحَابَة، وَهِجْرَة الْحَبَشَة، وَالْمِعْرَاج، وَوُفُود الْأَنْصَار، وَالْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة، ثُمَّ سَاقَ الْمَغَازِي عَلَى تَرْتِيبهَا عِنْده، ثُمَّ الْوَفَاة، فَهَذَا آخِر هَذَا الْبَاب، وَهُوَ مِنْ جُمْلَة تَرَاجِم الْأَنْبِيَاء، وَخَتَمَهَا بِخَاتَمِ الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهـ

[2194] (4390) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الْأَعْرَجِ.

ح, و (4388) نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نا ابْنُ أبِي عَدِيٍّ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ سُلَيْمَانَ, عَنْ ذَكْوَانَ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.

[2195] (4387) خ نا عَبْدُ الله, نا وَهْبُ, نا شُعْبَةُ, (عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبِي خَالِدٍ) عَنْ, قيسٍ.

و (3498) نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ قَيْس بن أبِي حازمٍ, عَنْ أبِي مَسْعُودٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ هَا هُنَا جَاءَتْ الْفِتَنُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ, وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ, عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ».

زَادَ شُعْبَةُ: «مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ».

زَادَ ذَكْوَانُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: «أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ».

وقَالَ الأَعْرَجُ عَنْهُ: «أَضْعَفُ قُلُوبًا الْفِقْهُ يَمَانٍ».

قَالَ ذَكْوَانُ عَنْهُ: «وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَصْحَابِ الْإِبِلِ, وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ».

وَخَرَّجَهُ في: كتاب بدء الخلق (3301) (3302).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي الشهير بابن رجبِ   ...