Translate

السبت، 10 يونيو 2023

كتاب البر والصلة للحاكم بتعقيب الذهبي


 

كتاب البر والصلة من مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم

كتاب البر والصلة

904 - حديث رِفاعة بن رافع الزُّرَقي:

أنه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة ... الحديث بطوله.

قال: صحيح.

قلت: فيه يحيى الشَّجَري صاحب مناكير.

__________

904 - المستدرك (4/ 149 - 150): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد المدني، الشجري، حدثني أبي، عن عبد الله بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه رفاعة بن رافع، وكان قد شهد بدراً مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه خرج وابن خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة، فلما هبطا من الثنية رأيا رجلاً تحت شجرة، قال: وهذا قبل خروج الستة الأنصاريين، قال: فلما رأيناه كلمناه، فقلنا: نأتي هذا الرجل نستودعه حتى نطوف بالبيت، فسلمنا عليه تسليم الجاهلية، فرد علينا بسلام أهل الِإسلام، وقد سمعنا بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأنكرنا، فقلنا: من أنت؟ قال: "انزلوا"، فنزلنا، فقلنا: أين الرجل الذي يدعي ويقول ما يقول؟ فقال: "أنا"، فقلت: فأعرض علي، فعرض علينا الإسلام، وقال: "من خلق السموات والأرض والجبال؟ " قلنا: خلقهن الله، قال: "فمن خلقكم؟ " قلنا: الله، قال: فمن عمل هذه =

(6/2677)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= الأصنام التي تعبدونها؟ " قلنا: نحن، قال: "فالخالق أحق بالعبادة، أم المخلوق؟ فأنتم أحق أن تعبدكم وأنتم عملتموها، والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه. وأنا أدعو إلى عبادة الله، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وصلة الرحم، وترك العدوان، بغصب الناس"، قلنا: لا والله، لو كان الذي تدعو إليه باطلًا لكان من معالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتنا حتى نأتي البيت، فجلس عنده معاذ بن عفراء، قال: فجئت البيت، فطفت، وأخرجت سبعة أقداح، فجعلت منها قدحاً، فاستقبلت البيت، فقلت: الله إن كان ما يدعو إليه محمد حقاً فأخرج قدحه -سبع مرات-، فضربت بها، فخرج سبع مرات، فصحت أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فاجتمع الناس علي، وقالوا: مجنون، رجل صبا، قلت: بل رجل مؤمن، ثم جثت إلى أعلى مكة، فلما رآني معاذ قال: لقد جاء رفاعة بوجه ماذهب بمثله، فجئت، وآمنت، وعلمنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سورة يوسف واقرأ باسم ربك الذي خلق، ثم خرجنا راجعين إلى المدينة، فلما كنا بالعقيق قال معاذ، إني لم أطرق أهلي ليلاً قط، فبت بنا حتى نصبح، فقلت: أبيت ومعي ما معي من الخبر، ما كنت لأفعل، وكان رفاعة إذا خرج سفراً، ثم قدم عرض قومه.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "يحيى الشجري صاحب مناكير".

قلت: يحيى هذا هو ابن محمد بن عباد بن هانئ المدني الشجري، وتقدم في الحديث (646) أنه ضعيف.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لضعف يحيى بن محمد الشجري.

(6/2678)

905 - حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"عِفُّوا عن نساء الناس تَعِفُّ نساؤكم ... " الحديث.

قال: صحيح.

قلت: بل (1) فيه سويد أبو حاتم، ضعيف (2).

__________

(1) قوله: (بل) ليس في (ب).

(2) في (أ): (قلت: بل فيه سويد قال أبو حاتم: ضعيف)، والصواب أن: (قال) زائدة، لأن سويداً هو أبو حاتم، وما أثبته من (ب)، ويوافقه ما في التلخيص.

905 - المستدرك (4/ 154): حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا يحيى بن حكيم، وإسحاق بن إبراهيم الصراف، قالا: ثنا سويد أبو حاتم، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-:

"عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه، محقاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض". اهـ.

وقوله: (متنصلاً)، وفي الحديث الآتي: (تنصل) أي: انتفى من ذنبه، واعتذر إليه./ النهاية (5/ 67).

تخريجه:

الحديث أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 48) بنحو شطره الأول، ولم يذكر: "ومن أتاه ... " الخ.

لكن رواية أبي نعيم هذه سندها هكذا: " ... سويد بن إبراهيم أبو حاتم الهذلي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة". فذكره على أن الراوي عن أبي هريرة هو الحسن البصري، لا أبو رافع. =

(6/2679)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأخرجه أبو نعيم أيضاً في المرجع السابق (2/ 285) من طريق الوليد بن مسلم، ثنا صدقة بن يزيد، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عفوا تعف نساؤكم".

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "بل سويد ضعيف".

قلت: سويد هذا هو ابن إبراهيم الجَحْدَري، أبو حاتم الحنّاط، وهو صدوق، إلا أنه سيىء الحفظ، له أغلاط./ الكامل لابن عدي (3/ 1257 - 1259)، والتقريب (1/ 340 رقم 593)، والتهذيب (4/ 270 رقم 467).

وقتادة مدلس من الثالثة -كما تقدم في الحديث (729) -، وقد عنعن هنا.

وأما الطريق التي رواها أبو نعيم عن سويد، وفيها جعل الراوي عن أبي هريرة هو: الحسن البصري، فإن الراوي للحديث عن سويد هو: عمر بن الخطاب بن زكريا الراسبي، وهو مقبول -كما في التقريب (2/ 54 رقم 414) -، وانظر التهذيب (7/ 438 رقم 722). فلست أدري هل الخطأ منه، أو من سويد؟

وأما الطريق التي رواها أبو نعيم، عن الوليد بن مسلم، ففي سندها شيخ الوليد، وهو صدقة بن يزيد الخراساني، الشامي، ضعفه أحمد، وابن عدي، وأبو حاتم، وعده ابن الجارود، والساجي، والعقيلي في الضعفاء، وقال البخاري: منكر الحديث. ووثقه أبو زرعة الدمشقي، ودحيم، وفي رواية عن أبي حاتم قال عنه: صالح، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: ليس به بأس، وقال يعقوب بن سفيان: حسن الحديث، وتناقض فيه ابن حبان، فقال مرة: لا يجوز الاشتغال بحديثه، ولا الاحتجاج به، وذكره في الثقات./ الجرح والتعديل (4/ 431 رقم 1893) - والميزان (2/ 313 رقم 3882) واللسان (3/ 187 - 188 رقم 750). =

(6/2680)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قلت: ولعل الأرجح من حاله أنه: صدوق يخطيء.

وفي سنده شيخ أبي نعيم محمد بن معمر بن ناصح، أبو مسلم الذهلي، ولم أجد من تكلم عنه بجرح أو تعديل، وله ترجمة في أخبار أصبهان (2/ 284 - 285)، والعبر (2/ 309).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإسناد لضعف سويد أبي حاتم من قبل حفظه، ولعنعنة قتادة. والطريق الأخرى التي رواها أبو نعيم عن شيخه محمد بن معمر ضعيفة أيضاً لما تقدم في دراسة الِإسناد، ومتنها مختصر -كما سبق-.

وله شاهد من حديث عائشة، وأنس، وابن عباس، وجابر -رضي الله عنهم أجمعين-. أما حديث عائشة -رضي الله عنها- فذكر السيوطي في اللآليء (2/ 190) أن الطبراني رواه في الأوسط، فقال: حدثنا محمد بن علي، حدثنا خالد بن يزيد العمري، حدثنا عبد الملك بن يحيى بن الزبير، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه، فلم يقبل عذره، لم يرد عليّ الحوض".

قال الهيثمي في المجمع (8/ 81و 139): "فيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب".

وأما حديث أنس -رضي الله عنه- فقال السيوطي في الموضع السابق: قال ابن عساكر في سباعياته: أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي، الشروطي، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبد الله الماليني، سمعت أبا بكر المفيد، سمعت الحسن بن عبد الله العبدي، سمعت أبا هدبة يحدث عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن لم يقبل متنصلاً صادقاً أو كان كاذباً فلا يرد على الحوض". =

(6/2681)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قلت: والحديث بهذا الإسناد موضوع.

أبو هدبة الراوي للحديث عن أنس اسمه إبراهيم بن هدبة الفارسي، البصري، وهو كذاب خبيث، كذبه ابن معين، وعلي بن ثابت، وأبو حاتم، وقال ابن حبان: دجال من الدجاجلة. اهـ. من المجروحين (1/ 114 - 115)، واللسان (1/ 119 - 120 رقم 370). وأما حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- فأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 324) من طريق إسحاق بن نجيع الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عفوا تعف نساؤكم".

ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 106). وهذا أيضاً موضوع بهذا الإسناد في سنده إسحاق بن نجيح الملطي وقد كذبوه./ الكامل (1/ 323 - 325) والتقريب (1/ 62 رقم 440)، والتهذيب (1/ 252 - 253 رقم 476).

وأما حديث جابر -رضي الله عنه- فهو الآتي برقم (906)، وهو حديث ضعيف كما سيأتي.

وقد ذكر ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 106 - 108) حديث ابن عباس، وحديث جابر، وأعل حديث ابن عباس بإسحاق بن نجيح، وقال: "قال أحمد بن حنبل: هو أكذب الناس. وقال يحيى: معروف بالكذب ووضع الحديث. وقال ابن حبان: دجال يضع الحديث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صراحاً".

وسيأتي ذكر إعلاله لحديث جابر، ولم يذكر حديث أبي هريرة، وعائشة، وأنس -رضي الله عنهم-.

وعليه فالحديث من طريق أبي هريرة وجابر -رضي الله عنهما- يكون حسناً لغيره، أما بقية الطرق فلا يصلح شيء منها للاستشهاد به، والله أعلم.

(6/2682)

906 - حديث جابر مرفوعاً:

"بُرُّوا (آباءكم) (1) تبرُّكم أبناؤكم".

قلت: فيه علي بن قتيبة، قال ابن عدي/ يروي الأباطيل (2).

__________

(1) في (أ): (أولادكم).

(2) في الكامل (5/ 1850) قال عنه: "منكر الحديث"، وذكره له حديثين من روايته عن مالك، وقال: "هذه الأحاديث باطلة عن مالك".

906 - المستدرك (4/ 154): حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي الحافظ، وعبدان بن يزيد الدقاق الهمدانيان بهمدان، قالا: ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، ثنا علي بن قتيبة الرفاعي، ثنا مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، ومن تنصل إليه فلم يقبل لم يرد عليّ الحوض".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 21رقم 1033) من طريق علي بن قتيبة، به بلفظ: "من اعتذر إليه، فلم يقبل، لم يرد علي الحوض".

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 249).

وابن عدي في الكامل (5/ 1850).

والخطيب في تاريخه (6/ 311).

ثلاثتهم بنحوه كاملاً.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 335) بنحو شطره الأول، ولم يذكر قوله: "ومن تنصل ... ؟ ومثله. ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 106 - 107).

وأخرجه أيضاً الخطيب في الرواة عن مالك -كما في اللآليء (2/ 190) -.

جميعهم من طريق علي بن قتيبة، به. =

(6/2683)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وتابعه محمد بن خالد بن عثمة الحنفي، حدثنا مالك، فذكره بنحوه.

أخرجه الخطيب في التاريخ (6/ 311) من طريق محمد بن يونس الكديمي، حدثنا محمد بن خالد، فذكره، ثم قال الخطيب:

"هذا الحديث قد وهم فيه على محمد بن يونس الكديمي، لأنه إنما رواه عن علي بن قتيبة الرفاعي، عن مالك، ولم يكن عنده، ولا عند غيره عن ابن عثمة، وهو محفوظ أن علي بن قتيبة تفرد بروايته، وقد أخبرنا بصوابه عن محمد بن يونس: أبو الحسن محمد بن طلحة النعالي".

وقال العقيلي بعد أن روى هذا الحديث، وحديثاً آخر: "ليس لهما أصل من حديث مالك، ولا من وجه يثبت".

وقال الهيثمي في الموضع السابق: فيه علي بن قتيبة الرفاعي، وهو ضعيف".

وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 8رقم 1006)، فقال: حدثنا أحمد، حدثنا علي، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم".

قال الهيثمي في المجمع (8/ 138 - 139) بعد أن ذكر الحديث:

"رجاله رجال الصحيح، غير شيخ الطبراني أحمد غير منسوب، والظاهر أنه من المكثرين من شيوخه، فلذلك لم ينسبه، والله أعلم".

وقال المنذري في الترغيب (3/ 215): "رواه الطبراني بإسناد حسن"، وانظر (3/ 293) من الترغيب أيضاً.

قلت: وأظن أن إهمال نسبة الراوي عن مالك أشكلت على الهيثمي، والمنذري، فحكم أحدهما على الحديث بالحسن، وأعله الثاني بعدم نسبة شيخ الطبراني، مع أن الراوي للحديث عن مالك هو علي بن قتيبة نفسه، =

(6/2684)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وجاء عنه الحديث هنا على أنه من مسند ابن عمر، وقد يكون الخطأ من علي، أو من شيخ الطبراني الذين لم ينسب، والله أعلم.

قال ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 227) عن هذا الحديث متعقباً السيوطي في إيراده له- شاهداً، قال:

"هذا لا يصلح شاهداً، فإنه من طريق علي بن قتيبة أيضاً".

دراسة الإسناد:

الحديث في سنده علي بن قتيبة الرفاعي، وهو ضعيف، ضعفه الدارقطني، وقال مرة: لم يكن علي بالقوي، وكذا قال الخليلي. وقال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل، وبما لا أصل له. اهـ. من الضعفاء للعقيلي (3/ 249)، والميزان (3/ 151رقم 5911)، واللسان (4/ 250رقم 681). وفي المسند أيضاً أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، وهو مدلس من الثالثة كما تقدم في الحديث (784)، وقد عنعن هنا.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف علي بن قتيبة.

وذكره ابن الجوزي في الموضوعات -كما سبق-، ثم قال:

"وأما حديث جابر فإن محمد بن يونس هو الكديمي، وكان كذاباً. قال العقيلي: وعلي بن قتيبة يروي عن الثقات بالبواطيل".

ثم تعقبه السيوطي في الموضع السابق من اللآليء بقوله: "الكديمي لا مدخل له في الحديث"، ثم ساقه من طريق الطبراني التي ليس فيها الكديمي، وذكر الشواهد السابقة في الحديث قبله لتقوية الحديث، وتعقبه ابن عراق في بعضها كما سبق.

وبالجملة فالحديث حسن لغيره بمجموع طريقي أبي هريرة وجابر كما في الحديث السابق، والله أعلم.

(6/2685)

907 - حديث (أبي بكرة) (1) مرفوعاً:

"كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين (2)، فإن الله (يعجّله) (3) لصاحبه في الحياة قبل الممات".

قال: صحيح.

قلت: فيه بكّار بن عبد العزيز ضعيف.

__________

(1) في (أ): (أبي بكر).

(2) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله: (الخ) إشارة لاختصار متنه.

(3) في (أ): (سيجعله).

907 - المستدرك (4/ 156): حدثنا علي بن حشماذ العدل -رحمه الله تعالى-، وعبد الله بن الحسن القاضي، قالا: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد ابن عيسى بن الطباع، ثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، قال سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:

"كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني -كما في كنز العمال (16/ 480 رقم 45545) -.

والأصبهاني -كما في الترغيب للمنذري (3/ 222) -.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "بكار ضعيف".

قلت: بكار هذا هو ابن عبد العزيز بن أبي بكرة الثقفي، أبو بكرة =

(6/2686)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= البصري، وهو صدوق، إلا أنه يهم./ الجرح والتعديل (2/ 408رقم 1604)، والكامل لابن عدي (2/ 475)، والتهذيب (1/ 478 - 479 رقم 880)، والتقريب (1/ 105رقم 109).

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لضعف بكار من قبل حفظه.

(6/2687)

908 - حديث ابن عباس قلت:

يا رسول الله، أوصني، قال: "أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، واعتمر" (1) ... الخ (2).

قال: صحيح.

قلت: فيه محمد بن سليمان بن (مَسْمول) (3)، ولو صحّ، لكان حُجّة في وجوب العمرة.

__________

(1) من قوله: (وأد الزكاة) إلى هنا ليس في (ب).

(2) قوله: (الخ في (ب): (الحديث).

(3) في (أ): (مشمول).

908 - المستدرك (4/ 159): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، ثنا علي بن المبارك الصنعاني، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمد بن سليمان بن مسمول، ثنا القاسم بن مخول النهدي، عن علي بن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- سمع أباه يقول:

قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: "أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، واقر الضيف، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيث زال".

تخريجه:

الحديث في سياقه عند الحاكم خطأ، لأنه ليس من مسند ابن عباس، بل من مسند مخول البهزي، حيث أخرجه:

البخاري في تاريخه (8/ 30).

وأبو يعلى في مسنده (3/ 137 - 138 رقم 1568).

وفي المفاريد له (ص 77 - 78 رقم 80). =

(6/2688)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= والطبراني في الكبير (20/ 222 - 223 رقم 763).

وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 353) من طريق أبي يعلى.

وابن السكن -كما في الِإصابة (6/ 56 - 57) -.

جميعهم من طريق محمد بن سليمان بن مسمول، عن القاسم بن مخول البهزي، أنه سمع أباه يقول، فذكر الحديث، وهو عند البخاري بمثل لفظ الحاكم، إلا أنه في إسناده خطأ في اسم ابن مخوّل، لأن اسمه عند الجميع: القاسم بن مخول، وعند البخاري: يزيد بن مخول، وذكر الشيخ المعلمي -رحمه الله- في الحاشية: أن في هامش بعض نسخ التاريخ تنبيهاً على هذا الِإشكال.

وأما لفظ الباقين فنحو لفظ الحاكم، وفي أول الحديث عندهم قصة.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 164 - 165) وقال: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف".

ثم ذكره أيضا (7/ 304 - 305) وقال: "رواه أبو يعلى، والطبراني باختصار في الأوسط، وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف، وفي إسناد الطبراني سليمان بن داود الشاذكوني، وهو ضعيف".

قلت: وأما قوله عن الشاذكوني: "ضعيف"، فإنه في ص 304 من نفس الجزء، أي في الصفحة السابقة لكلامه هذا قال عن الشاذكوني هذا متروك.

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "ابن مسمول ضعيف، ولو صح، لكان حجة في وجوب العمرة".

قلت: ابن مسمول اسمه محمد بن سليمان بن مسمول، وتقدم في الحديث (858) أنه: ضعيف.

وفي سند الحاكم علي بن المبارك الصنعاني، ولم أجد من ترجم له، وأخشى أن يكون الخطأ في الحديث من قبله؛ لأن الذين رووا الحديث عن =

(6/2689)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= ابن مسمول جميعهم ذكروه من مسند مخول، عدا علي هذا فإنه رواه عن زيد بن المبارك، عن ابن مسمول، وزيد ابن المبارك الصنعاني صدوق عابد -كما في التقريب (1/ 277 رقم 205) -، وانظر التهذيب (3/ 424 - 425 رقم 776)، وفيه أن من الرواة عن زيد هذا: ابن اخته: علي بن محمد بن المبارك الصنعاني، ولم أجده بهذا الاسم أيضاً.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً من طريق الحاكم؛ لضعف ابن مسمول، وجهالة على الصنعاني، ومخالفة روايته في إسنادها لبقية الروايات كما سبق.

والحديث من بقية الطرق ضعيف فقط لضعف ابن مسمول، والله أعلم.

(6/2690)

909 - حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"لما فرغ الله من الخلق، قامت الرحم، فأخذت بِحقْو الرحمن".

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: ذا في البخاري.

__________

909 - المستدرك (4/ 162): أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان البزار ببغداد، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو بكر بن (عبد المجيد بن عبيد الله) الحنفي، حدثني معاوية بن أبي مُزَرِّد، حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إن الله عز وجل لما فرغ من الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن، فقال: منه؟ فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ اقرؤا -إن شئتم-:

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)} [محمد: 22] إلى قوله:

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} [محمد: 24]؟ الخ. (الآيات 22 و 23 و 24 من سورة محمد).

تخريجه:

الحديث استدركه الحاكم على الشيخين، وقال: "لم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "ذا في البخاري"، ولم يتعقبه ابن الملقن بشيء، مع أن مسلماً قد أخرج الحديث كذلك.

فالحديث أخرجه البخاري في صحيحه (8/ 579 - 580 رقم 4830 و4831و 4832) في التفسير باب: (وتقطعوا أرحامكم) من ثلاث طرق عن معاوية ابن أبي مُزَرِّد، به نحوه، وفيه قالت الرحم: بلى يا رب، قال فذاك، وفي الرواية الأولى: قال أبو هريرة:

اقرؤا -إن شئتم-، فذكر الآية. =

(6/2691)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وفي الروايتين الأخريتين القائل هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وأخرجه البخاري أيضاً (10/ 417 رقم 5987) في الأدب، باب من وصل وصله الله، ثم ساق الحديث من طريق معاوية، به نحوه.

وأخرجه أيضاً (13/ 465 - 466 رقم 7502) في التوحيد، باب قول الله تعالى:

{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ (15)} [الفتح: 15] (الآية 15 من سورة الفتح).

ثم ذكر الحديث بنحو الرواية الأولى عنده.

وأخرجه مسلم (4/ 1980 - 1981 رقم 16) في البر والصلة، باب صلة الرحم، من طريق حاتم بن إسماعيل، عن معاوية به نحوه.

وأخرجه ابن وهب في جامعه (ص 22): أخبرني سليمان بن بلال، عن معاوية بن أبي مزرد، به نحوه، وفيه قال أبوهريرة: فاقرؤا -إن شئتم- ... ) الحديث. وأخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 330) من طريق أبي بكر الحنفي، عن معاوية به نحوه.

والنسائي في التفسير من الكبرى -كما في تحفة الأشراف (10/ 76 - 77 رقم 3382) -، من ثلاث طرق، عن معاوية، به.

دراسة الإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم والشيخان، ثلاثتهم من طريق معاوية بن أبي مزرد.

وبيان حال رجال إسناد الحاكم إلى معاوية هذا كالتالي:

عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله، أبو بكر الحنفي، البصري ثقة روى له الجماعة، وتقدمت ترجمته في الحديث (531).

وقد حصل تصحيف في اسم أبي بكر الحنفي هذا في المستدرك.

أما المطبوع فاسمه فيه هكذا: (أبو بكر بن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي). =

(6/2692)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأما المخطوط فهكذا: (أبو بكر عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي).

والعباس بن محمد الدوري تقدم في الحديث (592) أنه ثقة حافظ.

وشيخ الحاكم أبو الحسين أحمد بن عثمان البزار، العطشي، الأدمي ثقة. / تاريخ بغداد (4/ 299 رقم 2073)، وسير أعلام النبلاء (15/ 568 رقم 341).

الحكم على الحديث:

الحديث أخرجه الشيخان كما سبق، وإسناد الحاكم إلى من أخرجا الحديث من طريقه صحيح، ولذا فلم يصب الحاكم في استدراك الحديث على الشيخين، وقد قصر الذهبي، وابن الملقن -رحمهما الله- في التنبيه على إخراج مسلم للحديث، والله أعلم.

(6/2693)

910 - حديث أبي هريرة، قال:

قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: من سيدكم يا بني عبيد؟ " (1) قالوا: الجد بن قيس، على أن فيه بخلًا، قال: "وأيُّ داء أَدوى من البخل؟ بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور".

قال: فيه سعيد الورّاق، وهو ثقة مأمون.

قلت: بل قال الدارقطني (2) وغيره: متروك.

__________

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله: (الحديث) إشارة لاختصار متنه.

(2) سؤالات البرقاني للدارقطني (ص 32 رقم 178).

910 - المستدرك (4/ 163): أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بنساء، ثنا جدي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا سعيد بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "من سيدكم يا بني عبيد؟ " قالوا: الجد بن قيس، على أن فيه بخلاً، قال: "وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم، وابن سيدكم؛ بشر بن البراء بن معرور".

تخريجه:

الحديث أعاده الحاكم هنا، وكان قد رواه (3/ 219) من طريق سهل بن عمار العتكي، ثنا محمد بن يعلى، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: الجد بن قيس، إلا أن فيه بخلًا، قال: "وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور". =

(6/2694)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قال الحاكم عقبه: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

وأما الطريق التي أخرجها الحاكم هنا عن سعيد بن محمد الوراق، فقد أخرجها:

البزار في مسنده (3/ 258 رقم 2704).

والطبراني في الكبير (2/ 21 رقم 1203).

وابن عدي في الكامل (3/ 1238).

ثلاثتهم من طريق سعيد الوراق، به نحوه.

وكذا أخرجه أبو عروبة في الأمثال -كما في الِإصابة (1/ 295) -.

وتابع سعيداً عليه النضر بن شميل.

أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 58 رقم 94).

وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 250 - 251).

كلاهما من طريق ابن أبي رزمة، ثنا النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو به نحوه. ومن طريق النضر أخرجه أيضاً الوليد بن أبان في كتاب الجود -كما في الموضع السابق من الِإصابة-.

فهذه ثلاث طرق للحديث، عن محمد بن عمرو.

وخالفه عمرو بن دينار، فقال: "سيدكم عمرو بن الجموح".

أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 56 - 57 رقم 90) من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن ابن دينار، عن أبي سلمة، به نحوه، وذكر المخالفة السابقة.

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي بقوله عن سعيد الوراق: "بل قال الدارقطني وغيره: متروك". =

(6/2695)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قلت: سعيد بن محمد الوراق هذا تقدم في الحديث (565) أنه: ضعيف.

وأما سنده السابق في المجلد الثالث (ص 219)، فإنه صححه على شرط مسلم، وأقره الذهبي عليه، مع أن مدار الحديث هناك على سهل بن عمار العتكي، وتقدم في الحديث (648) أنه: متهم بالكذب، ولم يخرج له مسلم، ولا أحد من أصحاب الكتب الستة، بل أن الحاكم في تاريخه قد كذبه، ويصحح له هناك، وأعجب من ذلك إقرار الذهبي له على ذلك، مع أنه قبله بأربع صفحات فقط يتعقب الحاكم بعبارة قاسية لِإخراجه الحديث من طريق سهل هذا، فيقول:

"قال -يعني الحاكم-: صحيح، قلت: فيه سهل بن عمار العتكي، قال الحاكم في تاريخه: إنه كذاب، وهنا يصحح له، فأين الدين!! ".

قلت: وقد سبق تفصيل الكلام في ذلك عند الحديث (648) فليراجع.

وأما الطريق الثالثة التي أخرجها أبو الشيخ، وأبو نعيم من طريق ابن أبي رزمة، عن النضر بن شميل، فسندها إلى محمد بن عمرو صحيح.

النضر بن شميل المازني، أبو الحسن النحوي ثقة ثبت روى له الجماعة. / الجرح والتعديل (8/ 477 رقم 2188)، والتقريب (2/ 301رقم 87)، والتهذيب (10/ 437 رقم 795) وابن أبي رزمة اسمه عبد العزيز بن أبي رزمة اليشكري، مولاهم، أبو محمد المروزي، وهو ثقة./ طبقات ابن سعد (7/ 376)، والتقريب (1/ 509 رقم 1219)، والتهذيب (6/ 336 - 337 رقم 648).

وأما بقية رجال الإسناد.

فمحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص تقدم في الحديث (641) أنه صدوق.

والواسطة بينه وبين أبي هريرة هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وتقدم في الحديث (693) أنه ثقة مكثر. =

(6/2696)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأما مخالفة عمرو بن دينار لمحمد بن عمرو التي سبق ذكرها فلا يعتد بها، لأن الراوي عن عمرو بن دينار هو إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك الحديث كما في الحديث المتقدم برقم (834).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم هذا لضعف سعيد بن محمد الوراق.

وإسناده الآخر في (3/ 219) موضوع لنسبة سهل بن عمار العتكي إلى الكذب.

لكن الحديث حسن لغيره بالطريق التي رواها أبو الشيخ، وأبو نعيم، لأنها حسنة لذاتها كما يتضح من دراسة الإسناد.

وله شاهد من حديث كعب بن مالك، وجابر، وابن عمر، وأنس -رضي الله عنهم-. أما حديث كعب بن مالك فيرويه الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه فذكر الحديث بنحو ما هنا.

أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 81 رقم 163) والصغير (1/ 115).

في كليهما من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به وأخرجه أيضاً في الموضع السابق من الكبير برقم (164) من طريق أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال، فذكره هكذا مرسلاً، وهو الصواب، لأن يونس تابعه عليه معمر، وصالح بن كيسان.

فالحديث أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 337 - 338 رقم20705)، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره أيضاً مرسلاً.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 59).

وإسناد عبد الرزاق صحيح إلى عبد الرحمن بن كعب. =

(6/2697)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= فالزهري تقدم في الحديث (509) أنه: فقيه حافظ متفق على جلالته وإتقانه.

ومعمر بن راشد الأزدي، مولاهم تقدم في الحديث (538) أنه ثقة ثبت فاضل.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 571).

ويعقوب بن سفيان في تاريخه (3/ 358)، وانظر الإصابة (1/ 294).

كلاهما عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن كعب بن مالك، به مرسلاً أيضاً.

وعليه فالحديث بهذا المرسل يرتقي لدرجة الصحيح لغيره.

وأما حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- فأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 60 رقم 96) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، به نحوه.

وسنده ضعيف جداً، لأن فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري وهو متروك. / الكامل لابن عدي (4/ 1506 - 1508)، والتقريب (1/ 400 رقم 171)، والتهذيب (5/ 137 - 138رقم 238).

وأما حديث جابر فله عنه ثلاث طرق.

1 - يرويها عمرو بن دينار، عنه، فذكر الحديث بنحوه، إلا أنه قال: "بل سيدكم الأبيض عمرو بن الجموح".

أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 217) هكذا.

وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 57 رقم 91) بنحوه، ولم يذكر آخره: "بل سيدكم ... " إلخ.

2 - يرويها أبو الزبير، حدثنا جابر، فذكره بنحو سابقه.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/ 395رقم 296). =

(6/2698)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأبو الشيخ في الأمثال (ص 57 و 58 رقم 92 و 93).

3 - يرويها محمد بن المنكدر، عن جابر، به نحو سابقه.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 317).

وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 192رقم 286 و) ل287كن مختصراً، ولفظه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أي داء أدوأ من البخل؟ ".

وأما حديث أنس -رضي الله عنه- فأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 56 رقم 89)، من طريق رشيد أبي عبد الله الزريري، ثنا ثابت البناني، عن أنس، به بنحو لفظ حديث جابر، وسنده ضعيف لجهالة رشيد الزريري -كما في الميزان (2/ 51رقم 2783). قلت: وأما الاختلاف بين متن حديث أبي هريرة، وحديث جابر في كون سيد القوم المخاطبين بشر بن البراء، أو عمرو بن الجموح فقد وجهه الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (5/ 179)، حيث قال: "ويمكن الجمع بأن تحمل قصة بشر على أنها كانت بعد قتل عمرو بن الجموح، جمعاً بين الحديثين". اهـ، والله أعلم.

(6/2699)

911 - حديث عمر مرفوعاً (1):

"لا يشبع الرجل دون جاره".

قلت: سنده جيد.

__________

(1) في (ب): (مرفوعاً قال).

911 - المستدرك (4/ 167): (أخبرنا) أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة قال: بلغ عمر أن سعداً لما بنى القصر قال: انقطع الصوت، فبعث إليه محمد بن مسلمة ... ، الحديث، وقال في آخره: قال عمر -رضي الله عنه-: إني كرهت أن آمر لك فيكون لك البارد، ولي الحار، وحولي أهل المدينة قد قتلهم الجوع، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:

"لا يشبع الرجل دون جاره".

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق الإمام أحمد الذي رواه في المسند (1/ 54 - 55)، ولفظه:

بلغ عمر -رضي الله عنه- أن سعداً لما بنى القصر قال: انقطع الصويت، فبعث إليه محمد بن مسلمة، فلما قدم أخرج زنده، وأورى ناره، وابتاع حطباً بدرهم، وقيل لسعد: إن رجلًا فعل كذا وكذا، فقال: ذاك محمد بن مسلمة، فخرج إليه، فحلف بالله ما قاله، فقال: نؤدّي عنك الذي تقوله، ونفعل ما أُمرنا به، فأحرق الباب، ثم أقبل يعرض عليه أن يزوده، فأبى، فخرج، فقدم على عمر -رضي الله عنه-، فهجّر إليه، فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة، فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تؤدّ عنا، قال: بلى، أرسل يقرأ السلام، ويعتذر، ويحلف بالله ما قاله، قال: فهل زودك شيئاً؟ قال: لا، فما منعك أن تزودني أنت؟ قال: إني كرهت أن آمر =

(6/2700)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= لك، فيكون لك البارد، ويكون لي الحار، وحولي أهل المدينة قد قتلهم الجوع، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يشبع الرجل دون جاره".

وأخرجه أبو يعلى في مسنده -كما في المجمع (8/ 167) -، وقد بحثت عنه في مسند عمر بن المطبوع من مسند أبي يعلى، ولم أجده، فلعله في مسند- أو آخر، وقد ساقه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية المسندة (ل 92 ب) فقال:

قال أبو يعلى: حدثنا- ثم ذكر أحد شيوخ أبي يعلى، ولم أستطع تمييز اسمه لسوء تصوير المخطوط، ثم قال: -والقواريري .. فرقهما-، قالا: ثنا ابن مهدي، ثنا سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

"لا يشبع الرجل دون جاره".

وانظر المطبوع من المطالب (3/ 7رقم 2721).

وأخرجه يحيى بن صاعد في زيادته على الزهد لابن المبارك (ص 181 رقم 515) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به، وذلك تعقيباً منه على رواية ابن المبارك للحديث التي فيها مخالفة لرواية ابن مهدي هنا في الِإسناد.

فإن ابن المبارك -رحمه الله- أخرج الحديث في الزهد (ص 179 - 181 رقم 513) فقال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعية بن نافع قال: بلغ عمر، ثم ذكر الحديث بنحو ما هنا، وفي القصة زيادة، والمرفوع منه مثل لفظ أحمد والحاكم.

أقول: هكذا ساق ابن المبارك الحديث بزيادة عمر بن سعيد في إسناده، ويترتب عليه كون الراوي عن عباية هو والد عمر بن سعيد، لا والد سفيان بن عيينة. =

(6/2701)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= ولم ينفرد به ابن المبارك، بل تابعه عليه محمد بن منصور الجواز، وذكر الحديث بنحو رواية ابن المبارك.

ورواه أبو حيان التيمي، أخبرني عباية بن رفاعة، عن عمر، بنحوه ولم يرفعه. ورواه مرة أخرى، عن عباية بن رفاعة بنحوه ولم يرفعه.

أخرج الروايتين يحيى بن صاعد في الموضع السابق برقم (516، 517، 518)، الأول يرويها يحيى بن سعيد، والثانية إسماعيل بن إبراهيم بن علية، كلاهما عن أبي حيان، على النحو السابق.

وأخرج الحديث أبو نعيم في الحلية (9/ 27) من طريق محمد بن أبي يعقوب، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن محمد بن مسلمة عن عمر بن الخطاب، وذكر المرفوع بلفظه، هكذا بزيادة محمد بن مسلمة في الإِسناد بين عمر، وعباية.

والحديث ذكره الذهبي في "حق الجار" (ص 40 رقم 54) من طريق قيس بن الربيع، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن جده رافع بن خديج، أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، فذكر المرفوع بلفظه، ثم قال الذهبي عقبه: "سنده ضعيف".

ولم أجد من أخرج هذه الرواية، وفيها مخالفة لما سبق من الروايات بزيادة رافع في الإسناد، وجعل الحديث من مسند ابن عمر.

دراسة الإسناد:

الحديث أورده الحاكم شاهداً لحديث ابن عباس الذي قبله، وسيأتي ذكره، ولم يصححه. وقال الذهبي: "سنده جيد" ولم يتنبه إلى أن عباية بن رفاعة لم يسمع من عمر -رضي الله عنه-.

قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 151): "عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، قال أبو زرعة: "ابن رفاعة بن رافع بن خديج عن عمر، مرسل". =

(6/2702)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= قلت: وبالِإضافة لِإرساله فإن في الحديث اضطراباً في إسناده يتضح من سياق الروايات في التخريج.

فرواه ابن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن عباية كما هنا.

ورواه ابن المبارك، ومحمد بن منصور الجواز عن سفيان، عن عمر بن سعيد، عن أبيه عن عباية.

ورواه يحيى بن سعيد عن أبي حيان التيمي، عن عباية، عن عمر موقوفاً، ولم يرفعه.

ورواه إسماعيل بن علية عن أبي حيان، عن عباية، ولم يرفعه، وظاهر السياق أنه يعنى من قول عباية.

وجميع هؤلاء الذين رووا هذه الروايات ثقات، وبعضهم من كبار الأئمة.

فعبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري، مولاهم، أبو سعيد البصري: ثقة ثبت، حافظ عارف بالرجال والحديث، تقدمت ترجمته في الحديث (657).

وعبد الله بن المبارك تقدم في الحديث (792) أنه: ثقة ثبت فقيه، عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير.

ومحمد بن منصور بن ثابت الجواز ثقة؟. ثقات ابن حبان (9/ 116)، والتقريب (2/ 210رقم 734)، والتهذيب (9/ 471 - 472 رقم 765).

ويحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، أبو سعيد القطان، البصري: ثقة متقن حافظ، إمام، قدوة، روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (9/ 150 - 151 رقم 624)، والتقريب (2/ 348رقم 72)، والتهذيب (11/ 216 - 220 رقم 358).

وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن حيان، وهو ثقة عابد روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (9/ 149رقم 622).

والتقريب (2/ 348 رقم 70)، التهذيب (11/ 214 - 215 رقم 356). =

(6/2703)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأما الرواية التي أخرجها أبو نعيم في الحلية فلا يعتد بها لمخالفة راويها محمد بن أبي يعقوب للأئمة الذين رووا الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي ولم يذكروا ما ذكره من زيادة محمد بن مسلمة في الِإسناد.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لِإرساله، والاضطراب الذي تقدم بيانه.

وله شاهد من حديث ابن عباس، وأنس -رضي الله عنهما-.

أما حديث ابن عباس -رضي الله عنه- فهو الذي أخرجه الحاكم قبل حديث عمر هذا وساق بعده حديث عمر شاهداً له، وهو من طريق عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد الله بن مساور، قال: سمعت ابن عباس وهو يبخل ابن الزبير، ويقول:

سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:

"ليس المؤمن الذي يبيت وجاره إلى جنبه جائع".

قال الحاكم: "هذا الحديث صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/ 201 رقم 112) ولفظه:

"ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع".

وابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (ص 23 رقم 100).

والطبراني في الكبير (2/ 154 رقم 12741).

والخطيب في تاريخه (10/ 392).

جميعهم من طريق عبد الملك، ولفظ الباقين نحو لفظ البخاري، عدا الطبراني فمثله.

وعلته عبد الله بن مساور، قال عنه الحافظ في التقريب (1/ 450رقم 629): مقبول. وانظر التهذيب (6/ 27 رقم 41).

وقال المنذري في الترغيب (3/ 237) عن هذا الحديث: "رواته ثقات"، =

(6/2704)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وكذا قال الهيثمي في المجمع (8/ 167)، والظاهر أنهما اعتمدا على توثيق ابن حبان لابن المساور فإنه ذكره في ثقاته (5/ 44).

ولحديث ابن عباس هذا طريق أخرى، أخرجها ابن عدي في الكامل (2/ 637) من طريق حكيم بن جبير، عن ابن عباس رفعه، بنحوه.

وحكيم بن جبير تقدم في الحديث (853) أنه ضعيف.

وعليه فيكون حديث ابن عباس حسناً لغيره بمجموع هذين الطريقين.

وأما حديث أنس -رضي الله عنه- فله عنه طريقان:

1 - يرويها علي بن زيد بن جدعان، عنه -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره طاوٍ".

2 - يرويها محمد بن سعيد الأثرم، حدثنا همام، ثنا ثابت البناني، ثنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"ما آمن بي من بات شبعاناً، وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم".

أخرج الطريق الأولى البزار في مسنده (1/ 76رقم 119).

وأخرج الثانية الطبراني في الكبير (1/ 232رقم 751).

وقال المنذري في الترغيب (3/ 236): "رواه الطبراني والبزار، وإسناده حسن".

وقال الهيثمي في المجمع (8/ 167): "رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن"، قلت: أما إسناد البزار، ففيه علي بن زيد بن جدعان، وتقدم في الحديث (492) أنه ضعيف.

وأما إسناد الطبراني ففيه محمد بن سعيد الأثرم وتقدم في الحديث (655) أنه: متروك. وعليه: فالحديث بمجموع طريقي ابن عباس، والطريق الأولى لحديث أنس -رضى الله عنهما- أقل أحواله أنه: حسن لغيره بلفظه المرفوع: والله أعلم.

(6/2705)

912 - حديث أبي هريرة:

جاءت امرأة إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقالت:

أنا فلانة بنت فلان، قال: "ما حاجتك؟ " قالت: حاجتي أن ابن عمي فلان العابد قال: "قد عرفته" (قالت) (1): يخطبني، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة (2) ... الحديث (3).

قال: صحيح.

قلت: فيه سليمان بن أبي سليمان (اليمامي) (4) ضعفوه.

__________

(1) ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2) من قوله: (قالت: حاجتي ... ) إلى هنا في (ب).

(3) قوله: (الحديث) في (ب): الخ.

(4) في (أ) و (ب) والتلخيص المطبوع: (اليماني)، وما أثبته من التلخيص المخطوط، ومصادر التخريج والترجمة.

912 - المستدرك (4/ 171 - 172): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن المغيرة السكري، ثنا القاسم بن الحكم العرني، ثنا سليمان بن أبي سليمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:

جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: يا رسول الله، أنا فلانة بنت فلان، قال: "قد عرفتك، فما حاجتك؟ " قالت:

حاجتي: أن ابن عمي فلان العابد، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد عرفته"، قالت: يخطبني، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة، فإن كان شيء أطيقه تزوجته، وإن لم أطقه لا أتزوج "قال: من حق الزوج على الزوجة إن سال دماً، وقيحاً وصديداً فلحسته لسانها ما أدت =

(6/2706)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= حقه، ولو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها وإذا دخل عليها، لما فضله الله تعالى عليها"، قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت في الدنيا.

تخريجه:

الحديث أخرجه البزار في مسنده (2/ 178رقم1466) من طريق القاسم بن الحكم، عن سليمان، به نحوه.

قال البزار: "سليمان بن داود لين، ولم يتابع على هذا".

وقال الهيثمي في المجمع (4/ 307): "فيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف".

وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1126) من طريق سليمان اليمامي، به بنحوه.

والحديث ذكره المنذري في الترغيب (3/ 75) وعزاه للبزار والحاكم، وقال: "سليمان واه".

ولحديث أبي هريرة هذا طريق أخرى.

أخرجها الترمذي في سننه (4/ 323 - 324 رقم1169) في الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة.

وابن حبان (ص 314 رقم 1291).

والبزار (3/ 150 رقم 2451).

والبيهقي (7/ 291) في القسم والنشوز، باب ما جاء في عظم حق الزوج على المرأة، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال:

"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

هذا لفظ الترمذي، وبمثله البيهقي، وزاد: "لما عظم الله من حقه عليها". =

(6/2707)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأما لفظ البزار، وابن حبان، ففي أوله قصة، قال أبو هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً من حوائط الأنصار، فإذا فيه جملان يضربان، ويرعدان، فاقترب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهما، فوضعا جرانهما بالأرض، فقال من معه: يسجد لك؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

"ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، ولو كان أحد ينبغي له أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظم الله عليها من حقه"، والسياق لابن حبان.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "بل سليمان هو اليمامي ضعفوه". قلت: سليمان بن داود اليمامي أبو الجمل هذا ضعيف. قال عنه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وتقدم في التخريج أن البزار قال عنه: لين، وقال ابن حبان: ضعيف، وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد"./ الكامل لابن عدي (3/ 1125)، والميزان (2/ 202رقم 3449)، واللسان (3/ 83 - 84 رقم 297).

وأما الطريق الأخرى التي أخرجها الترمذي، وابن حبان، والبيهقي، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فسندها حسن.

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص تقدم في الحديث (641) أنه صدوق، وأبو سلمة بن عبد الرحمن تقدم في الحديث (693) أنه: ثقة.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف سليمان بن داود اليمامي، وأما المرفوع منه فهو حسن لغيره بالطريق التي رواها الترمذي وغيره، وانظر الحديث الآتي برقم (913).

(6/2708)

913 - حديث بريدة مرفوعاً:

"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

قال: صحيح.

قلت: بل واه، وفي (1) إسناده صالح بن حيّان، متروك.

__________

(1) قوله: (وفي)، في (ب): (وممن في).

913 - المستدرك (4/ 172): حدثني محمد بن صالح بن هانيء، ثنا السري بن خزيمة، ثنا عبد العزيز بن الخطاب، ثنا حبان بن علي، عن صالح بن حبان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: يا رسول الله، علمني شيئاً ازداد به يقيناً، قال: فقال:

"ادع تلك الشجرة" فدعا بها، فجاءت حتى سلمت على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ثم قال لها: ارجعي، فرجعت، قال: ثم أذن له، فقبل رأسه، ورجليه، وقال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1372) من طريق عبد العزيز بن الخطاب به مختصراً، ولفظه:

جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ائذن لي أقبل رأسك، قال: فأذن له، فقبل رأسه ورجليه.

وأخرجه بعده أيضاً من طريق أبي بكر بن عياش،، عن صالح بن حيان، به نحوه.

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "بل واه، وفي إسناده =

(6/2709)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= صالح بن حيان متروك".

قلت: صالح بن حيان القرشي، الكوفي هذا ضعيف./ الكامل لابن عدي (4/ 1371 - 1373)، والتقريب (1/ 358 رقم 10)، والتهذيب (4/ 387 رقم 647).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإسناد لضعف صالح بن حيان، وقوله -صلَّى الله عليه وسلم-: "لو كنت آمراً أحد ... " (الحديث) حسن لغيره كما في الحديث السابق والله أعلم.

(6/2710)

914 - حديث (محمد بن طلحة) (1)، عن أبيه:

أن رجلاً من العرب كان يغشى أبا بكر، يقال له: عُفَير (2)، فقال له أبو بكر: يا عفير، ما سمعت من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الوُدِّ؟ قال: سمعته يقول: "الوُدُّ يتوارث، والبغض يُتوارث".

قال: صحيح.

قلت: فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيْكي، وهو رواه، وفي الخبر انقطاع.

__________

(1) في (أ): (طلحة بن محمد)، وفي (ب): (طلحة بن عبيد الله)، ثم صوبت على ما في (أ)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(2) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله: (الحديث) إشارة لاختصار متنه.

914 - المستدرك (4/ 176): أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني العدل، ثنا أحمد بن عبيد النحوي، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي، قال: عن محمد بن طلحة، عن أبيه، أن رجلاً من العرب كان يغشى أبا بكر يقال له: عفير، فقال له أبو بكر: يا عفير، ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول في الود؟

قال: سمعته يقول: "الود يتوارث، والبغض يتوارث".

تخريجه:

الحديث أخرجه البخاري في تاريخه (1/ 121).

وأبو نعيم في المعرفة (2/ ل 138 أ).

والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 156 - 157 رقم 218). =

(6/2711)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= والخطيب في الموضح (1/ 24 - 25).

جميعهم من طريق أبي عامر العقدي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، به نحوه.

وأخرجه البخاري في الموضع نفسه مقروناً بالرواية السابقة، من طريق شبابة، عن عبد الرحمن، به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 189رقم 507).

ومن طريقه أبو نعيم في الموضع السابق.

وأخرجه الخطيب في الموضع السابق.

كلاهما من طريق موسى بن داود الضبي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، به نحوه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ل 305 أ) من طريق يزيد بن هارون عن عبد الرحمن، به نحوه.

هكذا رواه كل من أبي عامر، وشبابة، وموسى بن داود، ويزيد بن هارون، عن عبد الرحمن، به على أنه من مسند عفير.

وخالفهم المسيب بن شريك، وآدم بن أبي أياس، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، فرووه عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .... ، الحديث بنحوه هكذا على أنه من مسند أبي بكر.

أما رواية المسيب بن شريك، فأخرجها أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (1/ 254 - 255 رقم 110)، فقال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأحمر، حدثنا المسيب بن شريك، فذكره.

ومن طريق الشافعي أخرجه الخطيب في الموضع السابق. =

(6/2712)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأما رواية آدم بن أبي إياس، فأخرجها الخطيب في الموضع السابق أيضاً، من طريق إبراهيم بن هانيء، عنه.

وأما رواية محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، فأخرجها أبو الشيخ في الأمثال (ص 133 رقم 216).

والخطيب في الموضع السابق.

كلاهما من طريق ضرار بن صُرَد، عنه.

والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/ 118رقم 43).

وفي التاريخ الكبير (1/ 121).

وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ل 305 أ).

كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، عن محمد بن عبد الرحمن، عن محمد بن فلان بن طلحة، عن أبي بكر بن حزم، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: كَفيتُك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الود يتوارث".

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "المليكي واه، وفي الخبر انقطاع" قلت: أما المليكي فهو عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وتقدم في الحديث (579) أنه ضعيف.

وأما الانقطاع فهو بين طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وبين أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، قال أبو زرعة: "طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق، عن أبي بكر الصديق، مرسل". / المراسيل لابن أبي حاتم (ص 101 رقم 157).

وطلحة هذا مقبول./ ثقات ابن حبان (4/ 392)، والتهذيب (5/ 17 - 18 رقم 31)، والتقريب (1/ 378رقم 30). =

(6/2713)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وأما مخالفة المسيب بن شريك، وآدم بن أبي إياس، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بجعل الحديث من مسند الصديق -رضي الله عنه-، فلا يستبعد أن يكون الخطأ من المليكي نفسه، فإنه ضعيف كما سبق، لكن رواية المسيب، وابن أبي فديك لم تثبت عنهما.

أما رواية المسيب، فهي من طريق محمد بن يونس الكديمي وتقدم في الحديث (570) أنه متهم بالوضع.

وأما رواية ابن أبي فديك، فهي من طريق ضرار بن صُرَد، وتقدم في الحديث (543) أنه متروك.

أما الطريق الأخرى التي أخرجها ابن أبي عاصم، والبخاري في الأدب والتاريخ ففي سندها: محمد بن فلان بن طلحة، ولم أعرفه، وقال الشيخ فضل الله الجيلاني في كتابه "فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد" (1/ 119):

"محمد بن فلان بن طلحة مجهول، وإن كان محمد بن عبد الرحمن بن طلحة العبدي فهو ضعيف يسرق الحديث ... ".

قلت: العبدي لم يذكر أبو بكر بن حزم من شيوخه، ولا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب من الرواة عنه، فالله أعلم./ انظر تهذيب الكمال للمزي (3/ 1231).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بإسناد الحاكم ومن وافقه للعلل المذكورة في دراسة الإِسناد.

وأما الطريق الأخرى التي رواها البخاري وابن أبي عاصم، فيتوقف الحكم عليها على معرفة محمد بن فلان بن طلحة، ولا يستقيم ضعف الحديث بالطريق الآتية لشدة ضعفها، والله أعلم.

(6/2714)

915 - حديث عبد الرحمن بن أبي بكر قال:

لقي أبو بكر الصديق رجلاً من العرب يقال له: عُفَيْر (1)، فقال له أبو بكر: ما سمعت من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول (في الوُدِّ) (2)؟

قال: سمعته يقول: "إن الود، والعداوة يتوارثان".

قلت: فيه يوسف بن عطية، وهو هالك.

__________

(1) إلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب)، وبعده قوله: (الحديث) إشارة لاختصار متنه.

(2) ليست في (أ) و (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

915 - المستدرك (4/ 176): حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي، ثنا جعفر ابن محمد الحسين، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا يوسف بن عطية، عن أبي بكر المليكي، عن محمد بن طلحة بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: لقي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- رجلاً من العرب يقال له: عفير، فقال له أبو بكر -رضي الله عنه-: ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول في الود؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إن الود والعداوة يتوارثان".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 190 رقم 508) من طريق يوسف بن عطية، به نحوه، وقد سقط من إسناده محمد بن طلحة.

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده يوسف بن عطية بن ثابت الصفار، وتقدم في الحديث (878) أنه: متروك.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لشدة ضعف يوسف بن عطية، ولا يستقيم ضعفه بشيء من الطرق السابقة في الحديث قبله، لما تقدم، والله أعلم.

(6/2715)

916 - حديث ابن عباس مرفوعاً:

"ما من مسلم يدرك ابنتين (1) فيحسن إليهما (ما صحبتاه، أو صحبهما) (2) إلا أدخلتاه الجنة".

قال: صحيح.

قلت: فيه (شرحبيل بن سعد) (3)، وهو واه (4).

__________

(1) في (ب)، (ابنتان)، وما أثبته من (أ)، لأن السياق يقتضيه، وسيأتي سياق لفظ المستدرك، وإلى هنا ينتهي متن الحديث في (ب).

(2) في (أ): (ما صحبته أو صحبتهما): وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

(3) في (أ) و (ب): (مسلم بن شرحبيل بن سعد)، والصواب حذف قوله: (مسلم بن) كما في المستدرك وتلخيصه.

(4) من هذا الموضع حصل اختلاف في نسخة (أ) في الترتيب، وفي التعقيب على بعض الأحاديث.

أما التعقب، فإن المثبت في هذا الحديث إنما هو من نسخة (ب)، ويؤيده ما في التلخيص، ولفظه: "شرحبيل واه".

وأما في (أ) فقال: "قال: صحيح على شرط البخاري ومسلم. قلت: أخرجه البخاري سوى قوله: لتعقل عنه"، وهذا التعقب إنما هو على الحديث الآتي برقم (977) في كتاب الأدب، نقله الناسخ لنسخة (أ) هنا، والذي هنا نقله إلى الحديث رقم (1065) في كتاب الحدود ونقل تعقب الحديث (1065) الذي في الحدود إلى الحديث رقم (977)، وسيأتي مزيد من التوضيح عند على حديث من الأحاديث المشار إليها.

وأما الترتيب، فإن حديث ابن عباس هذا هو آخر حديث من الأحاديث المتعقبة في كتاب البر والصلة -كما في نسخة (ب)، والتلخيص، ويليه كتاب اللباس، وهذا الترتيب موافق لترتيب المستدرك. =

(6/2716)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= أما في نسخة (أ) فإنه اتبع هذا الحديث بأحاديث من كتاب الأدب، وأولهما الحديث رقم (978)، وآخرها الحديث رقم (985)، ثم اتبعه بالكتب الآتية:

كتاب الإيمان والنذور، والرقاق، والفرائض، والحدود، ثم أتى بكتاب اللباس واتبعه بكتاب الطب، والأضاحي، والذبائح، والتوبة والإنابة، والأدب، ثم كتاب تعبير الرؤيا حيث اتفق مع الترتيب الصحيح، وسيأتي التنبيه على هذا الاختلاف في موضعه.

916 - المستدرك (4/ 178): أخبرنا أبو الطيب محمد بن علي بن الحسين الحيري، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب، ثنا يعلي بن عبيد، ثنا فطر بن خليفة، قال: كنت جالساً عند زيد بن علي -رضي الله عنه- بالمدينة، فمر عليه شيخ يقال له: "شرحبيل أبو سعد، فقال له زيد: من أين جئت يا أبا سعد؟ قال: من عند أمير المدينة حدثته بحديث، قال: فحدث به القوم، قال: سمعت ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "ما من مسلم تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما ما صحبتاه، أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة" ثم ساقه الحاكم من طريق أخرى، عن فطر، فقال:

"وقد حدثناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار، وأبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد، قالا: ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا أبو نعيم، ثنا فطر، عن شرحبيل بن مسلم، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، نحوه.

قال الحاكم: "هذا وهم، فإن شرحبيل هذا هو أبو سعد شرحبيل بن سعد، شيخ من أهل المدينة".

تخريجه:

الحديث أخرجه الِإمام أحمد في المسند (1/ 235 - 236) والبخاري في الأدب المفرد (1/ 160 رقم 77). =

(6/2717)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

__________

= وابن ماجه (2/ 1210 رقم 3670) في الأدب، باب بر الولد والِإحسان إلى البنات.

وابن حبان في صحيحه (ص 500 رقم 2043). وأبو يعلي في مسنده (4/ 445 رقم 2571) و (5/ 128 رقم 2742).

والطبراني في الكبير (10/ 410 رقم 10836).

جميعهم من طريق فطر، به وذكروا المرفوع فقط بنحوه، وأما القصة فلم يذكروها وأخرجه الِإمام أحمد أيضاً (1/ 363) من طريق عكرمة قال: كنت جالساً عند زيد بن علي، فذكر نحو القصة التي ذكرها فطر، والمرفوع بلفظه.

دراسة الِإسناد:

الحديث مداره على شرحبيل بن سعد، أبو سعد المدني مولي الأنصار، وهو صدوق إلا أنه اختلط بآخره، الكامل لابن عدي (4/ 1358 - 1359)، والتهذيب (4/ 320 - 322 رقم 552)، والتقريب (1/ 348 رقم 39).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لاختلاط شرحبيل بن سعد، وكذا حكم عليه الألباني في ضعيف الجامع (5/ 125رقم 5220).

والحديث صححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (3/ 353و5/ 142) وهذا تساهل منه رحمه الله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي الشهير بابن رجبِ   ...