كتاب المغازي من مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد
اللهِ الحَاكم
المغازي
467 - حديث ابن عباس وعروة قالا: [رأت] (1) عاتكة فيما
يرى النائم ... القصة بطولها.
قلت: فيه حسين بن عبد الله وهو ضعيف.
__________
(1) في (أ) (رأيت) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه
وعليه يستقيم الكلام.
467 - المستدرك (3/ 19، 20): (حدثنا) أبو العباس محمد بن
يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني حسين بن
عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال ابن إسحاق: وحدثني يزد
بن رومان، عن عروة بن الزبير قالا: رأت عاتكة بنت عبد المطلب -رضي الله عنها- فيما
يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو الغفاري على قريش بمكة بثلاث ليال رؤيا، فأصبحت
عاتكة فأعظمتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب، فقالت له: يا أخي لقد رأيت
الليلة رؤيا أفزعتني، ليدخلن على قومك منها شر وبلا. فقال: وما هي؟ فقالت: رأيت
فيما يرى النائم أن رجلًا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل غدر
لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم أرى بعيره دخل به المسجد واجتمع
الناس إليه ثم مثل به بعيره فإذا هو على رأس الكعبة فقال: انفروا يا آل غدر
لمصارعكم في ثلاث =
(2/1102)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ثم أن بعيره مثل به على رأس أبي قبيس فقال: انفروا
لمصارعكم في ثلاث ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوي حتى إذا كانت في
أسفل الجبل أرفضت فما بقيت دار من دور قومك ولا بيت إلا دخل فيه بعضها، فقال
العباس: والله إن هذه لرؤيا فاكتميها. قالت: وأنت فاكتمها، لئن بلغت هذه قريشاً ليؤذوننا.
فخرج العباس من عندها ولقي الوليد بن عتبة وكان له صديقاً فذكرها له واستكتمه
إياها، فذكرها الوليد لأبيه فتحدث بها ففشى الحديث. قال العباس: والله إني لغاد
إلى الكعبة لأطوف بها إذ دخلت المسجد فإذا أبو جهل في نفر من قريش يتحدثون عن رؤيا
عاتكة. فقال أبو جهل: يا أبا الفضل متى حدثت هذه النبية فيكم.
قلت: وما ذاك؟ قال. رؤيا رأتها عاتكة بنت عبد المطلب، أما
رضيتم يا بني عبد المطلب أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نسائكم فسنتربص بكم هذه الثلاث
التي ذكرت عاتكة فإن كان حقاً فسيكون، وإلا كتبنا عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت
في العرب، فوالله ما كان إليه مني كبير إلا أني أنكرت ما قالت فقلت: ما رأت شيئاً
ولا سمعت بهذا، فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني. فقلنا:
أصبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم تناول النساء وأنت تسمع فلم يكن عندك
في ذلك غيرة.
فقلت: قد والله صدقتن وما كان عندي في ذلك من غيرة إلا
أني قد أنكرت ما قال فإن عاد لأكفينه فقعدت في اليوم الثالث أتعرضه ليقول شيئاً
فأشاتمه، فوالله إني لمقبل نحوه وكان رجلاً حديد الوجه، حديد المنظر، حديد اللسان،
إذ ولي نحو باب المسجد يشتد. فقلت في نفسي: اللهم العنه أكل هذا فرقاً من أن أشاتمه، وإذا
هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو وهو واقف على بعيره بالأبطح قد حول رحله
وشق قميصه وجدع بعيره يقول: يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان
وتجارتكم قد عرض لها محمد وأصحابه، فالغوث، فشغله ذلك عني فلم يكن إلا الجهاز حتى
خرجنا فأصاب قريشاً ما أصابها يوم بدر من قتل أشرافهم وأسر خيارهم. فقالت عاتكة
بنت عبد المطلب: =
(2/1103)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= ألم تكن الرؤيا بحق وعابكم ... بتصديقها قل من القوم
هارب
فقلتم ولم أكذب كذبت وإنما ... يكذبنا بالصدق من هو كاذب
وذكر قصة طويلة.
تخريجه:
1 - أورده ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 257، 258).
قال: قال ابن إسحاق. حدثني من لا أتهم عن عكرمة، عن ابن
عباس، ويزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير.
2 - وأورده الواقدي في المغازي "بنحوه" (1/
259).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه حسين بن عبد
الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي أبو عبد الله المدني، وقد سبق
بيان حاله عند حديث رقم (181) وأنه ضعيف فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً -والله أعلم-.
(2/1104)
468 - حديث عائشة قالت: قال (أبو بكر: لما جال الناس يوم
أحد كنت في أول من فاء إلى) (1) رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ... الحديث.
قال: صحيح. قلت: فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة (2) وهو
متروك.
__________
(1) ليست في أصل (ب) ومعلقة بهامشها.
(2) في سند الحاكم قال: محمد بن إسحاق بن طلحة، وفي سند
التلخيص قال: حدثنا ابن إسحاق بن يحيى بن طلحة والذي يظهر أن الصواب ما أثبته لأنه هو المذكور
في تعقب الذهبي حيث قال: إسحاق متروك، وكذا ورد باسم إسحاق بن طلحة عند أبي داود
الطيالسي كما سيأتي في التخريج. وكذا هو في (أ)، (ب).
468 - المستدرك (3/ 26، 27): حدثنا أبو بكر بن أبي دارم
الحافظ بالكوفة، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب بن الحارث، حدثني علي بن
أبي بكر الرازي، حدثنا محمد بن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن عائشة
-رضي الله عنها- قالت: قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لما جال الناس على رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد: كنت أول من فاء إلى رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-، فبصرت به من بعد، فإذا أنا برجل قد أعتقني من خلفي مثل الطير، يريد رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، وإذا أنا برجل يرفعه مرة
ويضعه أخرى. فقلت: أما أنا إذا أخطأني أن أكون أنا هو مع رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ويجيء طلحة فذاك أنا وأمر فانتهينا إليه، فإذا طلحة يرفعه مرة، ويضعه أخرى.
وإذا بطلحة ست وستون جراحة، وقد قطعت إحداهن أكحله، فإذا رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قد ضرب على وجنتيه، فلزقت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه، فلما رأى أبو
عبيدة ما برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناشدني =
(2/1105)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فانتزع إحداهما بثنيته، فمدها فندرت، وندرت ثنيته، ثم نظر إلى الأخرى
فناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانتهزها
بالثنية الأخرى فمدها فندرت، وندرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أثرم الثنايا.
تخريجه:
1 - رواه أبو داود الطيالسي "بنحوه" (2/ 99)،
كتاب السير، باب: ما جاء في غزوة أحد.
من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله. قال أخبرني
موسى بن طلحة، عن عائشة وهو طريق الحاكم.
2 - وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 29، 30)،
ونسبه لأبي داود الطيالسي.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسحاق بن يحيى بن طلحة بن
عبيد الله التيمي، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (353) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث
بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.
(2/1106)
469 - حديث فاطمة أنها كانت تزور [قبر] (1) عمها حمزة في
الأيام فتصلي وتبكي عنده.
قال: صحيح. قلت: فيه سليمان بن داود مدني تكلم فيه (2).
__________
(1) في (أ) (قبه) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.
469 - المستدرك (3/ 28): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي، حدثني علي بن شعيب، ثنا ابن
أبي فديك، أخبرني سليمان بن داود، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن أباه علي
بن الحسين حدثه، عن أبيه، أن فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تزور قبر
عمها حمزة بن عبد المطلب في الأيام فتصلي وتبكي عنده.
(2) هذا الحديث مع التعقب عليه قد سبق ذكره وتخريجه
ودراسة إسناده ومن نفس طريقه هنا وهو حديث رقم (91) وقال الحاكم هناك: رواته ثقات.
وقال الذهبي: قلت: منكر جداً وفيه سليمان بن داود وقد
ضعف.
(2/1107)
470 - حديث عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن أبيه
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زار قبور الشهداء.
قال: صحيح. قلت: مرسل.
__________
470 - (3/ 29): حدثنا أبو بكر بن محمد بن إسماعيل الفقيه
بالري، ثنا محمد بن المغيرة السكري، ثنا عبد الرحمن بن علقمة المروزي، ثنا العطاف
بن خالد المخزومي، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبيه: أن النبي
-صلى الله عليه وسلم- زار قبور الشهداء بأُحُد فقال: "اللهم إن عبدك ونبيك
يشهد أن هؤلاء شهداء وأنه من زارهم وسلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه".
قال العطاف: وحدثتني خالتي أنها زارت قبور الشهداء قالت:
وليس معي إلا غلامان يحفظان على الدابة. قالت: فسلمت عليهم فسمعت رد السلام قالوا:
والله إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضاً.
قالت: فاقشعررت.
فقلت: يا غلام أدن بغلتي فركبت.
تخريجه:
أورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 388) وعزاه للحاكم
فقط كما أن لبعض الحديث شاهد سأذكره في مكانه.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث قال عنه الحاكم صحيح وقال الذهبي: مرسل.
قلت: بحثت عن عبد الله بن أبي فروة والد عبد الأعلى فلم
أجد من ترجمه، كما أن الألباني أورد حديثاً من روايته عند تخريجه لكتاب السنة لابن
أبي عاصم (2/ 407) وقال: لم أجد له ترجمة.
إلا أن شهادة الرسول -صلى الله عليه وسلَّم- للشهداء
والأمر بزيارتهم =
(2/1108)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= والأخبار أنهم يردون على من سلم عليهم قد ورد عن أبي
هريرة -رضي الله عنه-.
رواه الحاكم (2/ 248) وهو من الأحاديث التي تُعقب على
الحاكم بها وقد سبق دراسة إسناده وأنه حديث حسن وهو حديث رقم (272).
ونسبه السيوطي في الدر المنثور للبيهقي في الدلائل (5/
191).
وأورده ابن كثير أيضاً في البداية والنهاية ونسبه
للبيهقي (4/ 44، 45).
وكذا أورد ابن كثير قصة خالة العطاف بن خالد ونسبه لابن
أبي الدنيا (4/ 45).
(2/1109)
471 - حديث جابر لما حفر الخندق رأيت رسول الله -صلَّى
الله عليه وسلَّم- خمصاً شديداً فانكفأت إلى امرأتي فأعلمتها فأخرجت إليَّ جراباً [فيه صاع من] (1)
شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها ... الحديث.
[قال:] (2) على شرط البخاري وسلم.
__________
(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه،
وصحيح البخاري.
(2) في (أ)، (ب) (قلت) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه
فليس فيه تعقب من الذهبي بل فيه الموافقة من الذهبي للحاكم على أنه على شرط
البخاري ومسلم.
471 - المستدرك (3/ 30، 31): أخبرنا أبو العباس محمد بن
يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو عاصم، وأخبرنا أبو عمرو بن أبي جعفر المقرىء
-واللفظ له- ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو
عاصم، حدثنا حنظلة بن أبي سفيان، حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله
عنهما- يقول: لما حفر الخندق رأيت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمصاً شديداً
قال: فانكفأت إلى امرأتي فقلت: إني رأيت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمصاً
شديداً فأخرجت إليَّ جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن، قال: فذبحتها وطحنت
صاعاً فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشاورته، فقلت: يا رسول الله، قد ذبحنا
بهيمة لنا وطحنت صاعاً من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك. قال: فصاح رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع سوراً فحي هلا
بكم، فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم
حتى أجيء" قال: فجئت وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- فقدم الناس حتى
جئت امرأتي فأخرجت له عجيناً فبصق فيه
=
(2/1110)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وبارك ثم قال: "ادعوا لي خابزة فلتخبز معك
وأفرغوا من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف" فأقسم جابر بالله تعالى لأكلوا حتى
تركوا وانصرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجينتنا لتخبز كما هي.
تخريجه:
1 - رواه البخاري هكذا.
قال: حدثني عمرو بن علي. حدثنا أبو عاصم، أخبرنا حنظلة
بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-
قال: لما
حفر الخندق رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- خمصاً شديداً فانكفيت إلى امرأتي
فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمصاً شديداً
فأخرجت إليَّ جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت
إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: لا تفضحني
برسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وبمن معه فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله ذبحنا بهيمة
لنا وطحنا صاعاً من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي -صلى الله عليه
وسلم-: "يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع سوراً فحي هلا بكم" فقال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنزلين برمتكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى
أجيء"، فجئت وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقدم الناس حتى جئت امرأتي
فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجيناً فبصق فيه وبارك، ثم
عمد إلى برمتنا فبصق وبارك. ثم قال: "ادع خابزة فلتخبز معك. واقدحي من برمتكم
ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط،
وإن عجيننا ليخبز كما هو.
صحيح البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب المغازي- 19 باب:
غزوة الخندق (7/ 395، 396، ح4102).
2 - ورواه مسلم هكذا.
قال: حدثني حجاج بن الشاعر، حدثني الضحاك بن مخلد، من
رقعة =
(2/1111)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= عارض لي بها ثم قرأه عليّ قال: أخبرناه حنظلة بن أبي
سفيان. حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما حفر الخندق رأيت
برسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمصاً فانكفأت إلى امرأتي. فقلت لها: هل عندك شيء؟
فإني رأيت برسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- خمصاً شديداً فأخرجت إليَّ جراباً
فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن. قال: فذبحتها وطحنت.
ففرغت إلي فراغي فقطعتها في برمتها. ثم وليت إلى رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-. فقالت: لا تفضحني برسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-
ومن معه. قال: فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت
صاعاً من شعير كان عندنا فتعال أنت في نفر معك فصاح رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-
وقال: "يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم سوراً فحي هلا بكم" وقال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى
أجيء" فجئت وجاء رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقدم الناس. حتى جئت امرأتي
فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت لي. فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم
عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال: لا ادعي لي خابزة فتخبز معك واقدحي من
برمتكم ولا تنزلوها" وهم ألف. فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن
برمتنا لتغط كما هي، وإن عجينتنا -أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هي.
كتاب الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق
برضاه ... إلخ (3/ 1611،1610)، (ح141).
قلت: فعليه يتبين أن البخاري ومسلماً قد أخرجا الحديث
ومن نفس الطريق الذي رواه منه الحاكم.
(2/1112)
472 - حديث حذيفة أن الناس تفرقوا عن رسول الله -صلى
الله عليه وسلَّم- ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فأتاني رسول الله
-صلَّى الله عليه وسلَّم- وأنا جاث من البرد فقال: "انطلق إلى عسكرهم ...
الحديث.
[قال:] (1) صحيح.
__________
(1) في (أ)، (ب) (قلت) وما أثبته من التلخيص والظاهر أن
الحديث ليس فيه تعقب من الذهبي بل فيه موافقة الحاكم على التصحيح، لأن الحاكم قد
صحح الحديث كما في المستدرك.
472 - المستدرك (3/ 31): أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل
القاضي، ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا يوسف بن
عبد الله بن أبي بردة، عن موسى بن المختار، عن بلال العبسي، عن حذيفة بن اليمان
-رضي الله عنهما-: أن الناس تفرقوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة
الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، فأتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وأنا جاث من البرد، فقال: "يا ابن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب، فانظر
إلى حالهم" قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياء منك من
البرد.
قال: "فابرز الحرة، وبرد الصبح. انطلق يا ابن
اليمان، ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليّ". قال: فانطلقت إلى عسكرهم
فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله قد تفرق الأحزاب عنه قال: ليأخذ على رجل
منكم بيد جليسه قال: فضربت بيدي على الذي عن يميني وأخذت بيده، ثم ضربت بيدي على
الذي عن يساري فأخذت بيده فلبثت فيهم هنية ثم قمت فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وهو قائم يصلي فأومأ إلي بيده أن ادن فدنوت ثم أومأ إلي أيضاً أن أدن فدنوت حتى
أسبل علي من الثوب الذي كان عليه وهو يصلي فلما فرغ من صلاته قال: "ابن
اليمان اقعد ما الخبر" قلت: يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان =
(2/1113)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= فلم يبق إلا عصبة توقد النار قد صب الله عليه من البرد
مثل الذي صب علينا، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجو.
تخريجه:
1 - رواه مسلم "بمعناه" كتاب الجهاد والسير-
36 باب: غزوة الأحزاب (3/ 1414، 1415)، (ح99).
قال: حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعاً عن
جرير. قال زهير: حدثنا جرير عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كنا
عند حذيفة. فذكره.
2 - ونسبه ابن كثير في البداية والنهاية للحاكم وأبي
نعيم في الدلائل من حديث عكرمة بن عمار عن محمد بن عبد الله الدؤلي عن عبد العزيز
بن أخي حذيفة قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره (4/
114، 115).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث صححه الحاكم وأقره الذهبي وابن الملقن أيضاً
على تصحيحه.
كما أن مسلماً روى الحديث بمعناه.
(2/1114)
473 - حديث بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده مرفوعاً:
"لَمُبارزة علي
لِعمرو بن عبد ود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة".
قلت: قبح الله رافضياً افتراه.
__________
473 - المستدرك (3/ 32): حدثنا لؤلؤ بن عبد الله
المقندري -في قصر الخليفة ببغداد-، ثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب
المصري بدمشق، ثنا أحمد بن عيسى الخشاب بتنيس، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا سفيان
الثوري، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلَّم-: "لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال
أمتي إلى يوم القيامة".
تخريجه:
1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط
(1/ 659) قال: وتعقب وقد ذكر الذهبي هذا الحديث في كتاب الفضائل له. من رسالة
صغيرة خرجت بها الأحاديث الموضوعة من الفضائل (ص4) وقال: قلت: قبح الله من وضعه.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم أحمد بن عيسى التنيسي
الخشاب.
قال ابن عدي: له مناكير. منها ثم أورد له حديثاً عن جابر
مرفوعاً: "دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله". قال الذهبي: فهذا
باطل بهذا المسند.
وأورد الذهبي له حديثاً آخر عن واثلة مرفوعاً:
"الأمناء عند الله ثلاثة جبريل، وأنا ومعاوية" وهذا كذب.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال ابن طاهر: كذاب يضع
الحديث.
وقال مسلمة: كذاب حدث بأحاديث موضوعة.
وقال ابن يونس: كان مضطرب الحديث جداً. الميزان (1/
126)، اللسان (1/ 240، 241). =
(2/1115)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وقال ابن حبان: يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير،
وعن المشاهير الأشياء المقلوبة لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار.
ثم ذكر له حديثين وقال: "جميعاً موضوعان"
الضعفاء (1/ 146).
الحكم علي الحديث:
قلت: مما مضى يتبين أن أحمد بن عيسى كذاب كما هو قول بعض
العلماء وكما أن الأحاديث التي رواها كلها موضوعة. كما ذكره ابن حبان والذهبي
فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً.
(2/1116)
474 - حديث جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دفع
الراية يوم خيبر إلى عمر فانطلق فرجع يجبن [أصحابه] (1) ويجبنونه.
قال: على شرط مسلم. قلت: فيه القاسم بن أبي شيبة وهو واه.
__________
(1) ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.
474 - المستدرك (3/ 38): حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان
الفقيه ببغداد، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا القاسم بن أبي شيبة، حدثنا
يحيى بن يعلى، حدثنا معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي -صلى
الله عليه وسلم- دفع الراية يوم خيبر إلى عمر، فانطلق، فرجع يجبن أصحابه، ويجبنونه.
تخريجه:
لم أجد من أخرجه.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم القاسم بن محمد بن أبي
شيبة العبسي أخو الحافِظَين أبو بكر وعثمان روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم ثم تركا
حديثه. وقال يحيى: ضعيف. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء ويخالف. وقال العجلي:
ضعيف. وقال الساجي: متروك يحدث بمناكير.
وقال ابن عدي: ضعيف. وقال الخليلي: ضعفوه وتركوا حديثه.
الميز ان (3/ 379)، اللسان (4/ 465، 466).
وقال الذهبي في الضعفاء: قال أبو حاتم: تركت حديثه
(ت3426).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن القاسم ضعيف وهو قول أكثر
العلماء، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.
(2/1117)
475 - حديث البراء: لما أتى رسول الله -صلَّى الله عليه
وسلَّم- قتل جعفر داخله من ذلك فأتاه جبريل فقال: إن الله جعل لجعفر جناحين
مسرَّجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.
قال: له طريق عن البراء. قلت: كلها ضعيفة.
__________
475 - المستدرك (3/ 40): حدثني زيد بن علي بن يونس
الخزاعي بالكوفة، ثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي، ثنا أحمد بن داود، ثنا عمر
بن عبد الغفار، ثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لما أتى رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- قتل جعفر داخله من ذلك، فأتاه جبريل، فقال: إن الله تعالى
جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.
تخريجه:
1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 165) ونسبه
للحاكم فقط.
2 - وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة عمرو بن عبد
الغفار (3/ 272).
3 - وكذا أورده الحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 369).
كما أن الحديث له شواهد سأذكرها في مكان الشواهد.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث عند الحاكم في سنده عمرو بن عبد الغفار
الفقيمي.
قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال ابن عدي اتهم بوضع
الحديث. وقال ابن المديني: تركته لأجل الرفض. وقال العقيلي وغيره: منكر الحديث.
وقال البزار: متهم. وذكره ابن حبان في الثقات. وأخرج له
الحاكم في المستدرك. وذكره العقيلي، والساجي، والعجلي في الضعفاء. وقال ابن عدي:
هو متهم إذا روى شيئاً في الفضائل. وكان السلف يتهمونه بأنه يضع في فضائل أهل البيت
وفي مناقب غيرهم.
الميزان (3/ 272) اللسان (4/ 369، 370). = = وقال الذهبي
في الضعفاء: قال ابن عدي: اتهم بالوضع رقم (3193).
الحكم على الحديث:
قلت: مما مضى يتبين أن عمرو أقل أحواله أن يكون متروكاً
لأنه لم يوثقه إلا ابن حبان والحاكم وهما معروفان بالتساهل. وقد اتهمه بعض العلماء
وخاصة فيما يتعلق بفضائل أهل البيت. وهذا الحديث منها.
فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.
لكن للحديث شواهد. منها: حديث أبي هريرة.
رواه الحاكم (3/ 212). بلفظ: "مر جعفر الليلة في
ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد" وقال: صحيح على شرط
مسلم. ووافقه الذهبي.
وجاء أيضاً من طريق آخر عن أبي هريرة. بلفظ "رأيت
جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين".
1 - رواه الحاكم. (3/ 209). وقال: صحيح الِإسناد. وتعقبه
الذهبي بقوله: عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني واه.
2 - والترمذي. كتاب المناقب- 30 باب: مناقب جعفر (5/
654)، رقم (3763). وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من حديث
عبد الله بن جعفر وعبد الله ضعفه ابن معين وغيره.
وجاء أيضاً عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-: "هنيئاً لك يا عبد الله بن جعفر أبوك يطير مع الملائكة في
السماء" أورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني وقال: إسناده حسن (10/ 273).
ونسبه الحافظ ابن حجر في الفتح أيضاً للطبراني وقال:
إسناده حسن، فتح الباري (7/ 76) كتاب فضائل الصحابة، مناقب جعفر.
وحديث ابن عمر موقوفاً أنه كان إذا سلم على عبد الله بن
جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذا الجناحين. رواه البخاري، فتح الباري، كتاب فضائل الصحابة-10باب:
مناقب جعفر (7/ 75) رقم (3709).
= = - وروى الطبراني في الأوسط كما نسبه له الهيثمي (10/
272، 273) حديثاً عن ابن عباس.
وقال الهيثمي: فيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية
رجاله ثقات.
وأورد حديثاً آخر عن ابن عباس ونسبه للطبراني في الأوسط
وقال: رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين وأحدهما حسن (10/ 272، 273).
فعليه يكون الحديث صحيحاً. لكنه بطريق الحاكم شديد الضعف
فلا يقبل الانجبار.
(2/1120)
476 - حديث جبير قال: لما اشتد جزع أصحاب رسول الله
-صلَّى الله عليه وسلَّم- على من قتل يوم مؤتة قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلَّم-: "ليدركن الدجال قوماً مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات ولن يخزي
الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها".
قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: ذا مرسل، وهو خبر منكر.
__________
476 - المستدرك (3/ 41): حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ
محمد بن شاذان الجوهري، ثنا زكريا بن عدي، ثنا عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو، عن
عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه قال: لما اشتد جزع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
على من قتل يوم مؤتة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليدركن الرجال
قوماً مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات، ولن يخزي الله أمة أنا أولها، وعيسى بن مريم
آخرها".
تخريجه:
أورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم، والحكيم
الترمذي في نوادر الأصول (2/ 449) ورمز له بالصحة.
وكذا أورده المناوي في الفيض وقال: من رواية جبير بن
نفير وهو الحضرمي الحمصي ثقة جليل. قال في التقريب من الثانية مخضرم ولأبيه صحبة
فكأنه هو ما وفد إلا في عهد عمر.
قال المناوي: فالحديث مرسل.
ونسبه المناوي لابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير
بن نفير أحد التابعين قال ابن حجر: وإسناده حسن. فيض القدير (5/ 353).
لكن قال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف. (5/ 56).
قلت. ولم أجده في المصنف لابن أبي شيبة -فالله أعلم-. =
=
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث قال عنه الحاكم: على شرط البخاري ومسلم. وقال
الذهبي: مرسل، وهو خبر منكر.
قلت: أما قوله: أن الحديث مرسل فهو في محله حيث أن الذي
رفع الحديث هو جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي.
قال الحافظ في التقريب: ثقة جليل من الثانية، مخضرم،
ولأبيه صحبة فكأنه هو ما وفد إلا في زمن عمر مات سنة ثمانين (1/ 126).
وأما قوله: منكر فلم يتبين لي ذلك فإن رواته ثقات كما في
التقريب (1/ 126)، (1/ 475، ت894)، (1/ 368).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث مرسل ورواته ثقات كما
تقدم فهو صحيح مرسل وقد حسنه ابن حجر كما سبق -والله أعلم-.
(2/1122)
477 - حديث أبي نجيح السلمي. حاصرنا مع رسول الله -صلَّى
الله عليه وسلَّم- قصر الطائف فسمعته يقول: "من بلغ بسهمه فله درجة في الجنة ... ".
[قال] (1): صحيح.
__________
(1) في (أ)، (ب) (قلت) وما أثبته من التلخيص والظاهر أن
الحديث ليس عليه تعقب من الذهبي، بل فيه الموافقة للحاكم على التصحيح، لأن الحاكم
قد صحح الحديث كما في المستدرك.
477 - المستدرك (3/ 49، 50): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الزاهد ببغداد، ثنا
عبد الرحمن بن محمد بن منصور، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن سالم بن
أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي -رضي الله عنه- قال: حاصرنا
مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قصر الطائف، فسمعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يقول: "من بلغ بسهم فله درجة في الجنة" فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً، وسمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
"من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر، ومن شاب
شيبة في الِإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، وأيما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً
فإن الله جاعل على عظم من عظامه وفاء على عظم بعظم منه من النار، وأيما امرأة
مسلمة أعتقت امرأة مسلمة، فإن الله جاعل كل عظم من عظامها وفاء كل عظم من عظام
محررها من النار".
تخريجه:
1 - رواه أبو داود "بنحوه" كتاب العتق، باب:
أي الرقاب أفضل (4/ 29، 30)، (ح3965).
2 - ورواه أبو داود الطيالسي "بنحوه" كتاب
السيرة، باب: غزوة الطائف (2/ 109، 110)، (ح2377).
3 - ورواه النسائي "بنحوه مختصراً" كتاب
الجهاد- 26 باب: ثواب من رمى بسهم في سبيل الله (6/ 26). =
(2/1123)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 4 - ورواه النسائي في الكبرى نسبه له المزي في تحفة
الأشراف (8/ 163، ح10768).
وروى الترمذي طرفاً منه وهو قوله: "من رمى بسهم في
سبيل الله فهو كعدل محرر". وقال: صحيح.
كتاب فضائل الجهاد- 11 باب: ما جاء في فضل الرمي في سبيل
الله (4/ 174)، (ح1638).
رووه من طريق هشام، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن
معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي، به مرفوعاً وهو طريق الحاكم.
الحكم على الحديث:
قلت: هذا الحديث قد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وابن
الملقن وكذا صححه الترمذي فالحديث صحيح. إن شاء الله.
(2/1124)
478 - حديث ابن مسعود مرفوعاً "يرحم الله أبا ذر
(يمشي وحده) (1) ويموت وحده، ويبعث وحده".
قال: صحيح. قلت: فيه إرسال.
__________
(1) ليست في أصل (ب) ومعلقة بهامشها.
478 - المستدرك (3/ 50، 51): حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد
بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: لما سار رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون: يا رسول
الله تخلف فلان. فيقول: "دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير
ذلك فقد أراحكم الله منه" حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبو ذر وأبطأ به
بعيره، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه
الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه" فتلوم أبو ذر -رضي الله عنه-
على بعيره فأبطأ عليه، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ماشياً، ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض منازله،
ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق، فقال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: "كن أبا ذر" فلما تأمله القوم، قالوا: يا
رسول الله، هو والله أبو ذر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله
أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده" فضرب الدهر من ضربته. وسير أبو ذر
إلى الربذة، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه: إذا مت فاغسلاني وكفناني ثم
احملاني فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر، فلما مات
فعلوا به كذلك، فأطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره، فإذا ابن
مسعود في رهط من أهل الكوفة، فقالوا: ما هذا فقيل: جنازة أبي ذر، فاستهل ابن مسعود
-رضي الله عنه- يبكي فقال: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يرحم الله
أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث
=
(2/1125)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= وحده"، فنزل فوليه بنفسه حتى أجنه، فلما قدموا
المدينة ذكر لعثمان قول عبد الله وما ولى منه.
تخريجه:
1 - أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم، وابن
عساكر عن ابن مسعود (1/ 1000).
2 - وأورده ابن حجر في الِإصابة (11/ 221، 123) ونسبه
لابن إسحاق في السيرة النبوية. قال ابن حجر: ويقال: إنه صلى عليه عبد الله بن
مسعود في قصة رويت بسند لا بأس به.
وقال المدائني: إنه صلى عليه ابن مسعود بالربذة ثم قدم
المدينة فمات بعده بقليل.
3 - وقد روى وفاة أبي ذر وصلاة ابن مسعود عليه إسحاق في
مسنده كما في المطالب العالية (4/ 116).
4 - وكذا أورد وفاة أبي ذر وصلاة ابن مسعود عليه الهيثمي
في المجمع (9/ 332) ونسبه للطبراني وقال: محمد بن كعب لم يدرك أبا ذر -والظاهر أن
الصواب ابن مسعود- وابن إسحاق مدلس.
دراسة الِإسناد.
هذا الحديث من رواية محمد بن كعب القرظي، عن ابن مسعود.
قال في التهذيب: روى عن العباس، وعلي، وابن مسعود ...
يقال: إن الجميع مرسل (9/ 420، 421).
كما أنه أرخ وفاته في سنة مائة وثمان عشرة وهو ابن ثمان
وسبعين سنة فتكون ولادته سنة أربعين. التهذيب (9/ 420، 421، 422).
وقد أرخ وفاة ابن مسعود سنة اثنتين وثلاثين على الراجح.
فعلى هذا يكون محمد بن كعب لم يدرك ابن مسعود. التهذيب
(6/ 28).
وقال المعلق على المطالب: قال البوصيري: القرظي ما عرفته
فإن كان هو محمد بن كعب فالحديث منقطع. وهذا الحديث يبين أنه محمد بن كعب.
الحكم على الحديث:
قلت: مما مضى يتبين أن محمد بن كعب لم يدرك ابن مسعود
فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لانقطاعه.
(2/1126)
479 - حديث جميع بن [عمير] (1) الليثي. قال: أتيت ابن
عمر فسألته عن علي ... الحديث.
قال (2): هذا حديث شاذ والحمل فيه على جميع، وبعده على
إسحاق بن بشر الكاهلي. قلت: فلم تورد الوضوع هنا؟.
__________
(1) في (أ) (عمر) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.
(2) في التلخيص (قلت:) وما أثبته من (أ)، (ب)، والمستدرك
فالقول للحاكم.
479 - المستدرك (3/ 51): حدثنا أحمد بن كامل القاضي، ثنا
أحمد بن محمد بن عيسى البرقي، ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا محمد بن فضيل، عن
سالم بن أبي حفصة، عن جميع بن عمير الليثي قال: أتيت عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
فسألته عن علي -رضي الله عنه- فانتهزني، ثم قال: ألا أحدثك عن علي، هذا بيت رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، وهذا بيت علي -رضي الله عنه. إن رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- بعث أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- ببراءة إلى أهل مكة
فانطلقا فإذا هما براكب فقالا: من هذا؟ قال: أنا علي يا أبا بكر. هات الكتاب الذي
معك، قال: وما لي؟ قال: والله ما علمت إلا خيراً، فأخذ علي الكتاب فذهب به ورجع
أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- إلى المدينة، فقالا: ما لنا يا رسول الله؟ قال: "ما لكما
إلا خير، ولكن قيل لي إنه لا يُبَلِّغ عنك إلا أنت، أو رجل منك".
تخريجه:
لم أجد من أخرجه.
وقد أورده الذهبي في كتاب الفضائل وقال: قال الحاكم: هذا
حديث شاذ والحمل فيه على جميع بن عمير، وبعده على إسحاق بن بشر. قلت: قد كفانا الحاكم
المؤنة لكن لم يذكره ها هنا.
من رسالة صغيرة خرجت بها الموضوعات في مستدرك الحاكم. =
(2/1127)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم إسحاق بن بشر الكاهلي،
وجميع بن عمير.
أولًا: جميع بن عمير التيمي أبو الأسود الكوفي من بني
تيم الله بن ثعلبة.
وقد سبق بيان حاله وأنه ضعيف، وقد كذبه ابن نمير، وقال
ابن حبان: يضع. عند حديث رقم (456).
ثانياً: إسحاق بن بشر الكاهلي بن مقاتل أبو أيوب الكاهلي
الكوفي.
وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (456) وأنه كذاب.
وقد قال الذهبي عند حديث رقم (456) جميع متهم، وإسحاق
هالك.
الحكم على الحديث:
قلت: مما مضى يتبين أن جُميْعاً ضعيف وقد اتهم وأن إسحاق
كذاب فيكون الحديث بهذا الإسناد موضوعاً -والله أعلم-.
(2/1128)
480 - حديث عائشة: أن رسول الله -صلَّى الله عليه
وسلَّم- بدأ به مرضه في بيت ميمونة ... الحديث.
[قال:] (1) صحيح.
__________
(1) في (أ)، (ب) (قلت) وما أثبته من التلخيص والظاهر أن
الحديث ليس عليه تعقب من الذهبي بل فيه الموافقة على التصحيح، لأن التصحيح في
المستدرك فقد صحح الحاكم الحديث.
480 - المستدرك (3/ 56): حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب
الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن النضر بن مسلمة بن الجارود، حدثني الزبير بن بكار،
حدثني يحيى بن المقدام عن عمه موسى بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري،
أن عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
بن هشام، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، كلهم يخبره، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه
وسلم-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدأه مرضه الذي مات به في بيت ميمونة
-رضي الله عنها- فخرج عاصباً رأسه فدخل عليَّ بين رجلين تخط رجلاه الأرض، عن يمينه
العباس، وعن يساره رجل، قال عبيد الله:
أخبرني ابن عباس أن الذي عن يساره علي.
تخريجه:
1 - رواه ابن سعد في الطبقات (2/ 205)، باب: ذكر أول ما
بدأ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعه الذي توفي فيه.
من طريق ابن شهاب قال: قالت عائشة فذكره "بنحوه".
2 - كما أن البخاري روى طرفاً من الحديث وهو إتيان
الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بيت أحد أزواجه بين العباس وعلي إلى بيت عائشة
ليمرَّضَ فيه.
صحيح البخاري بشرحه فتح الباري، كتاب المغازي، باب: مرض
النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفاته (8/ 141)، (ح4442).
الحكم على الحديث:
قلت: هذا الحديث قد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وذكره ابن
الملقن على أنه من تعقب الذهبي على الحاكم، وليس كذلك كما سبق.
كما أن طرفه الأخير رواه البخاري كما سبق ذكره.
(2/1129)
481 - حديث أنس كان آخر وصية رسول الله -صلَّى الله عليه
وسلَّم- حين حضره الموت "الصلاة الصلاة مرتين وما ملكت أيمانكم ... الحديث".
قال: أخرجاه. قلت: (فلماذا) (1) أوردته.
__________
(1) في (ب) (فلم)، وما أثبته من (أ) والتلخيص.
481 - المستدرك (3/ 57): (حدثنا) أبو الحسن أحمد بن محمد
العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا النفيلي، ثنا زهير وغيره، عن سليمان
التيمي، عن أنس بن مالك قال: كان آخر وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين حضره
الموت "الصلاة الصلاة مرتين، وما ملكت أيمانكم" وما زال يغرغر بها في
صدره وما يفيض بها لسانه.
تخريجه:
قال الحاكم: قد اتفقا على إخراج هذا الحديث وعلى إخراج
حديث عائشة آخر كلمة تكلم بها الرفيق الأعلى ووافقه الذهبي وتعقبه في إيراده هنا.
قلت: أما حديث أنس فلم أجده لا عند البخاري ولا مسلم.
كما أن المزي في تحفة الأشراف أورده ولم ينسبه لهما (1/
319، 320، ح1229).
وكذا أورده صاحب المعجم المفهرس ولم ينسبه لهما (3/ 409).
وأورد الحديث السيوطي في الجامع الصغير ولم ينسبه لهما
(2/ 118).
كما روى الحديث أيضاً البغوي في شرح السنة (9/ 349،
350)، ولم ينسبه المخرج لهما والحديث أخرجه.
1 - ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد. كتاب
الوصايا، باب: فيما أوصى به سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- (ح1220).
2 - ورواه النسائي في الكبرى له المزي في تحفة الأشراف
(1/ 319، 320، ح1229).
3 - ورواه أحمد "بنحوه" (3/ 117).
4 - ورواه ابن ماجه "بنحوه" كتاب الوصايا،
باب: هل أوصى رسول الله =
(2/1130)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= -صلى الله عليه وسلَّم- (2/ 900)، (ح2697).
5 - ورواه ابن سعد في الطبقات "بنحوه" (2/ 252).
رووه من طريق سليمان التيمي، عن أنس به وهو طريق الحاكم.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث ذكر الحاكم أخرجاه وتعقبه الذهبي في إيراده
له هنا وقد سبق بيان أن الشيخين لم يخرجا هذا الحديث إلا أن الحديث رجاله رجال
البخاري كما في التقريب (1/ 326، ت454)، (1/ 265، ت82)، (1/ 448، ت609).
فهو صحيح على شرطه.
أما حديث عائشة "آخر كلمة تكلم بها الرفيق
الأعلى" فقد اتفق الشيخان على إخراجه فقد أخرجه البخاري بشرحه فتح الباري.
كتاب المغازي- 84 باب: آخر ما تكلم به النبي -صلَّى الله
عليه وسلَّم- (8/ 150)، (ح4463).
وأخرجه مسلم. كتاب الصحابة، باب: فضل عائشة -رضي الله
عنها- (4/ 1894، ح87).
روياه من طريق ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب في رجال
من أهل العلم أن عائشة قالت: به.
(2/1131)
482 - حديث ابن مسعود قال: لما ثقل رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-. قلنا: من [يصلي] (1) عليك يا رسول الله؟ فبكى وبكينا ... الحديث.
قال: فيه عبد الملك بن عبد الرحمن وهو مجهول. قلت: بل
كذبه الفلاس.
قال: والباقون ثقات. قلت: وهذا شأن الموضوع يكون كل
رواته ثقات سوى واحد، فلو استحيى لما أورد مثل هذا الحديث.
__________
(1) في (أ) (يدخل) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.
482 - المستدرك (3/ 60): حدثنا حمزة بن محمد بن العباس
العقبي ببغداد، حدثنا عبد الله بن روح المدائني، حدثنا سلام بن سليمان المدائني،
حدثنا سليمان بن سليم الطويل، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن الحسن العرني، عن الأشعث
بن طليق، عن مرة بن شراحيل، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: لما ثقل
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قلنا: من يصلي عليك يا رسول الله؟ فبكى وبكينا،
وقال: "مهلاً غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيراً، إذا غسلتموني وحنطتموني
وكفنتموني، فضعوني على شفير قبري، ثم أخرجوا عني ساعة. فإن أول من يصلي علي خليلي وجليسي
جبريل، وميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت، مع جنود من الملائكة، ثم ليبدأ
بالصلاة على رجال أهل بيتي، ثم نساؤهم، ثم ادخلوا أفواجاً أفواجاً وفرادى، ولا
تؤذوني بباكية ولا برنة ولا بصيحة ومن كان غائباً من أصحابي، فأبلغوه مني السلام
فإني أشهدكم على أني قد سلمت على من دخل في الِإسلام ومن تابعني على ديني هذا منذ
اليوم إلى يوم القيامة".
تخريجه:
1 - رواه ابن سعد في الطبقات (2/ 256، 257) مطولًا. =
(2/1132)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= قال أخبرني محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن جعفر، عن
ابن أبي عون، عن ابن مسعود.
2 - وأورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 850) ونسبه
لابن سعد، والحاكم قال: وتعقب.
وقد أورد الحديث الذهبي في كتاب الفضائل وقال: قلت: بل
كذبه الفلاس والحمل فيه عليه. من رسالة صغيرة خرجت بها الأحاديث الموضوعة في
مستدرك الحاكم (ص 6).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث روي من طريق عن ابن مسعود.
* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم وفيه عبد الملك بن عبد
الرحمن أبو العباس المعلم ويقال: ابن عبد العزيز ويقال: ابن عبد الله.
قال ابن حبان: كان ممن يسرق الحديث ويقلب الأسانيد لا
يحل ذكر حديثه إلا عند أهل الصناعة فكيف الاحتجاج به. الضعفاء (2/ 133، 134).
وقال الفلاس: كذاب. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن
عدي: عن البخاري: ضعفه عمر بن علي جداً منكر الحديث. لسان الميزان (4/ 66).
أما الذهبي فإنه خلط بينه وبين عبد الملك الذماري وهذا
وثقه الفلاس كما ذكره ابن حجر في اللسان فقد ذكره الذهبي في الميزان وسماه عبد
الملك بن عبد العزيز ولم يذكر كلام الفلاس عنه، لكنه أورد عبد الملك بن عبد العزيز
وذكر عن الفلاس أنه قال مرة: ضعيف جداً وقيل: إنه كذبه، ثم قال: والظاهر أنه عبد
الملك بن عبد الرحمن الصنعاني وثقه الفلاس. الميزان (2/ 657، 658).
* الطريق الثاني: وهو طريق ابن سعد وفيه محمد بن عمر
الواقدي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (31) وأنه متروك.
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الملك بن عبد الرحمن ضعيف
جداً، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً كما أن الطريق الثاني فيه
متروك فهو ضعيف جداً أيضاً. فكلا الطريقين شديد الضعف فلا ينجبر أحدهما بالآخر
-والله أعلم-.
(2/1133)
483 - حديث أنس مرفوعاً في تعبيره عليه السلام الأقمار.
قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: هو من رواية عمر بن
حماد بن سعيد الأبح أحد الضعفاء تفرد به عن موسى بن عبد الله السلمي لا أدري من هو.
__________
483 - المستدرك (3/ 61): حدثنا علي بن حمشاذ، ثنا جنيد
بن حكيم الدقاق، ثنا موسى بن عبد الله السلمي، حدثنا عمر بن حماد بن سعيد الأبح،
عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه
وسلم- يعجبه الرؤيا قال: "هل رأى أحد منكم رؤيا اليوم" قالت عائشة -رضي الله
عنها-: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي. فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة، هم أفضل -أو خير- أهل الأرض" فلما
توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفن في بيتها. قال لها أبو بكر -رضي الله
عنه-: هذا أحد أقمارك وهو خيرها، ثم توفي أبو بكر وعمر فدفنا في بيتها.
تخريجه:
1 - رواه الطبراني في الكبير "بنحوه" (23/
48)، (ح128).
من طريق موسى بن عبد الله السلمي، حدثنا عمر بن سعيد
الأبح، عم سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بكر. أن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال: "هل رأى أحد منكم رؤيا" فقالت عائشة: به.
2 - وأورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للطبراني في
الكبير (1/ 319).
3 - ورواه الحاكم موقوفاً على أبي بكر (3/ 60).
4 - ورواه مالك في الموطأ موقوفاً على أبي بكر.
روياه عن يحيى بن سعيد أن عائشة سألت أبا بكر عن رؤياها.
فذكره. =
(2/1134)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
= 5 - وأورد الحديث الهيثمي ونسبه للطبراني (5/ 185)
وقال: فيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم والطبراني عمر بن حماد بن
سعيد الأبح، وموسى بن عبد الله السلمي.
أولًا: عبد الله بن سعيد الأبح.
قال ابن حبان: كان ممن يخطيء، ولم يكثر خطؤه حتى استحق
الترك ولا اقتصر منه على ما لم ينفك منه البشر حتى لا يعدل به عن العدالة، فهو
عندي ساقط الاحتجاج فيما انفرد به. وقد روي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن أنس
نسخة لم يتابع عليها. الضعفاء (2/
87).
وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث.
الميزان (3/ 191)، اللسان (4/ 301).
ثانياً: موسى بن عبد الله السلمي.
قال الذهبي: لا أدري من هو. وقال الحافظ ابن حجر في
اللسان: قال الذهبي في تلخيص المستدرك: لا أدري حاله (6/ 123).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن عمر بن حماد متروك وأن موسى بن
عبد الله مجهول فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً.
لكن الحديث جاء موقوفاً على أبي بكر كما سبق وقد صححه
الحاكم على شرطهما ووافقه الذهبي. إلا أن طريق الحاكم والطبراني شديد الضعف فلا
يقبل الانجبار -والله أعلم-.
__________
انتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث
وأوّله: كتاب معرفة الصحابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق