Translate

الأحد، 11 يونيو 2023

مختصر كتاب البسملة لأبي شامة اختصار الذهبي مختصر


مختصر كتاب البسملة لأبي شامة اختصار الذهبي

مختصر

كتاب البسملة

للحافظ شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي

المعروف بأبي شامة المقدسي

المتوفى سنة 665 هـ

اختصره

شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

المتوفى سنة 748 هـ

وبذيله

مجلس الجهر للجوهري برواية الحافظ الذهبي

تحقيق

علي بن أحمد الكندي المرر

مؤسسة بينونة للنشر والتوزيع

أبو ظبي

الطبعة الأولى

1427 - 2006 م

(/)

وهذا من مصنف أبي شامة

1- في ((صحيح مسلم)) من حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، وعن أبي السائب مولى هشام بن زهرة: سمعا أبا هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: ((قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}.قال الله: حمدني عبدي..)) الحديث، تفرد به العلاء، وحديثه ما بين الحسن والصحة.

قال أبو شامة: ((سلمنا أن ظاهر هذا الحديث يعطي أن البسملة ليست من الفاتحة، إلا أن راوي الحديث -وهو أبو هريرة- فهم أنه ليس المراد منه هذا الظاهر؛ وذلك للدليل الراجح الذي أصاره إلى اعتقاد أن البسملة من الفاتحة حتى كان يجهر بها في الصلاة)).

2- وأخرج الدارقطني حديث منصور بن أبي مزاحم، عن أبي أويس، عن

العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح بـ {بسم الله الرحمن الرحيم})).

قال الدارقطني: ((كلهم ثقات)).

وقال ابن عدي: ((تفرد به أبو أويس)).

قال أبو شامة: ((هو من رجال صحيح مسلم)).

3- أخبرنا أحمد بن هبة الله سنة ثلاث وتسعين: أنا أبو النجيب إسماعيل بن عثمان كتابةً: أنا وجيه بن طاهر: أنا محمد بن محمد الشاماتي: أنا أبو عبد الرحمن السلمي: نا جدي إسماعيل بن نجيد: أنا علي بن الحسين بن الجنيد الرازي: ثنا عقبة بن مكرم: نا يونس بن بكير: ثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي الطفيل، عن علي وعمار قالا: ((سمعنا رسول الله يجهر في المكتوبات بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}.

قلت: جابر الجعفي ليس بثقة، وعمرو بن شمر متروك.

4- قال ابن جريج: عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}. قال: هي فاتحة الكتاب. قيل: فأين السابعة؟ قال:

(1/16)

{بسم الله الرحمن الرحيم} السابعة)).

5- وقال الطحاوي: ثنا أبو بكرة: ثنا أبو عاصم: أنا ابن جريج، عن أبيه، عن سعيد، عن ابن عباس: (({ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}. قال: فاتحة الكتاب. ثم قرأ ابن عباس: {بسم الله الرحمن الرحيم}. وقال: هي الآية السابعة. قال: وقرأ علي سعيد بن جبير كما قرأ عليه ابن عباس)).

(1/17)

6- خ: ثنا آدم: نا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الحمد لله أم القرآن، والسبع المثاني، والقرآن العظيم)).

7-د: ثنا قتيبة وغيره قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه: {بسم الله الرحمن الرحيم}. صححه الحاكم وغيره.

(1/18)

قلت: له علة؛ فإن أبا داود أخرجه أيضاً في ((المراسيل)) وقال: ((قد أسند هذا الحديث، وهذا أصح))، يعني: المرسل.

8- وقال أبو عبيد: ثنا حجاج: عن ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار: أنبا سعيد بن جبير: ((أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فإذا نزلت؛ علموا أن قد انقضت السورة، ونزلت أخرى)).

9- وقال أبو عبيد: ثنا حسان بن عبد الله: عن المفضل بن فضالة، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: فاتحة الكتاب سبع آيات بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}.

قال المفضل: ((وكان ابن شهاب يقول: من ترك: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فقد ترك آية من كتاب الله عز وجل)).

(1/19)

10- وحدثنا حجاج: عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر: ((أنه كان لا يدع: {بسم الله الرحمن الرحيم}. حين يستفتح السورة بعدها)).

11- وحدثنا معاذ: عن ابن عون قال: ((كان نافع يعظم ترك قراءة: {بسم الله الرحمن الرحيم})).

وقال أبو بكر الحميدي في كتاب ((الرد على أهل الأهواء)): ((ما دلنا على أن مرادهم الجهر بها)).

(1/20)

12- حدثنا سفيان: ثنا أيوب: عن نافع: ((أن ابن عمر صلى المغرب فقرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}. {بسم الله الرحمن الرحيم} {بسم الله الرحمن الرحيم} فقلت: {إذا زلزلت}؟ فقال: {إذا زلزلت} هي معنى أنه ارتج عليه، فكرر البسملة، فلقنه: {إذا زلزلت} فقرأها.

13- وقال نعيم بن عبد الله المجمر: ((صليت وراء أبي هريرة فقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. ثم قرأ بأم القرآن حتى إذا بلغ: {ولا الضالين}. قال: آمين. وقال الناس: آمين. ويقول كلما سجد: الله أكبر. وإذا قام من الجلوس في الاثنين قال: الله أكبر، ثم يقول إذا سلم: والذي نفسي بيده، إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم )).

أخرجه النسائي في ((سننه الكبرى)) فقال: باب: الجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}.

أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: أنبأ شعيب بن الليث: أنبأ خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.

وأخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه))، فقال في ((مصنفه)) في البسملة: ((فأما الجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم} في الصلاة فقد ثبت وصح عن

(1/21)

النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد ثابت متصلٍ، لا شك ولا ارتياب عند أهل المعرفة بالأخبار في صحة سنده واتصاله، حدثنا به إمام أهل مصر وما والاها من بلاد المغرب: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أبي عين: أنبأ أبي وشعيب -وهو ابن الليث- قال: أنبأ الليث: ثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن نعيم المجمر .. .. فذكره.

قال: وثنا محمد بن يحيى: ثنا ابن أبي مريم: أنبأ ليث: حدثني خالد بن يزيد .. .. مثله سواء، غير أنه لم يقل: من الاثنين فقط.

وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: ثنا عمي: أخبرني حيوة: حدثني خالد بن يزيد بهذا الإسناد مثله إلى قوله: ((وقال الناس: آمين)). ثم ذكر باقي الحديث)).

وأخرجه أبو حاتم ابن حبان في ((صحيحه)) فقال: أنبأ قتيبة: ثنا حرملة: ثنا ابن وهب: أخبرني حيوة.

وأخرجه أيضاً عن ابن خزيمة.

وقال الطحاوي: ثنا صالح بن عبد الرحمن: ثنا سعيد بن أبي مريم: أنبأ الليث بن سعد.. فذكره.

وقال أبو العباس السراج في باب: الجهر بـ {بسم الله الرحمن

(1/22)

الرحيم}: ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم: ثنا ابن بكير: ثنا الليث. فذكره.

وأخرجه الدارقطني، عن أبي بكر النيسابوري: ثنا ابن عبد الحكم .. فذكره وصححه، ثم ساقه من وجه آخر عن الليث، وعن حيوة.

ورواه أبو عبد الله الحاكم في ((مستدركه)): عن الأصم، عن ابن عبد الحكم .. .. به،

(1/23)

وعن النجاد، عن محمد بن الهيثم، عن سعيد بن أبي مريم، عن الليث.

ثم قال الحاكم:

14- وشاهده ما حدثنا عبد الله بن إسحاق العدل ببغداد: ثنا إبراهيم بن إسحاق السراج: ثنا عقبة بن مكرم: ثنا يونس بن بكير: ثنا مسعر، عن محمد بن قيس، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}.

(1/24)

15- وقال الدارقطني في ((سننه)): ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد قالا: نا جعفر بن مكرم: نا أبو بكر الحنفي: نا عبد الحميد بن جعفر: أخبرني نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((إذا قرأتم: {الحمد لله}؛ فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}. إنها أم القرآن وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحدى آياتها)).

قال الدارقطني: ((وكلهم ثقات)).

قال: أبو بكر هو عبد الكبير بن عبد المجيد بصري.

وقال عبد الحق في ((أحكامه الكبرى)): ((رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر، وهو ثقة عند يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وكان سفيان الثوري يضعفه ويحمل عليه، ونوح ثقة مشهور)).

قال أبو شامة: ((أقل درجاته أن يكون موقوفاً، ولا يجزم أبو هريرة القول بأن

(1/25)

البسملة إحدى آيات الفاتحة إلا عن توقيف، أو عن دليلٍ قوي ظهر له، وعند ذلك يكون لها حكم سائر آيات الفاتحة من الجهر والإسرار)).

16- وقال أبو عبيد: ثنا يحيى بن سعيد الأموي: ثنا ابن جريج، عن ابن أبي ميلكة، عن أم سلمة قالت: ((كان رسول الله يقطع قراءته: {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين}.

وقال أبو داود: ثنا سعيد بن يحيى الأموي: نا أبي: نا ابن جريج، عن عبد الله

(1/26)

ابن أبي ميلكة، عن أم سلمة: ((ذكرت -أو كلمة غيرها- قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم : {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين}. يقطع قراءته آيةً آية)).

17- وقال ابن سعد في ((الطبقات)): نا عفان: نا همام: نا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة قالت: ((كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم : {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين} قال: فوصفت حرفاً حرفاً)).

(1/27)

18- وقال الحاكم: ثنا محمد بن محمد بن الحسين الشيباني: نا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي بمصر: نا أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين}. يقطعها حرفاً حرفاً)).

قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)).

19- حدثنا ابن الأصم: نا الصغاني: نا خالد بن خداش: نا عمر بن هارون، عن ابن جريج، عن ابن أبي ميلكة، عن أم سلمة: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة: {بسم الله الرحمن الرحيم} فعدها آية، {الحمد لله رب العالمين} آيتين، {الرحمن الرحيم} ثلاث آيات، {مالك يوم الدين} أربع آيات، وقال هكذا: {إياك نعبد وإياك نستعين} وجمع خمس أصابعه)).

(1/28)

قال الحاكم: ((عمر بن هارون أصل في السنة ولم يخرجاه، وإنما أخرجته شاهداً)).

عمر بن هارون: متروك.

وأخرج الدارقطني حديث يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، وقال: ((كلهم ثقات، وإسناده صحيح)).

20- وأخرج الحاكم في ((المستدرك)): ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ببغداد: ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان: ثنا عبد الله بن عمرو بن حسان: ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم})).

عبد الله بن عمرو: كذاب، سالم بن أفطس هذا احتج به البخاري، واحتج مسلم بشريك.

(1/29)

قال الحاكم: ((وهذا إسناد صحيح، وليس له علة)).

21-وهذا رواه ابن راهويه في ((مسنده)) فقال: أنبأ يحيى بن آدم: أنا شريك، عن سالم بن أفطس، عن سعيد بن جبير قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. يمد بها صوته، وكان المشركون يهزءون .. .. )) فذكر الحديث.

قلت: هذا المرسل أصح.

ثم ذكر الحاكم ثلاثة أحاديث كلها عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

(1/30)

22- أولها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه جبريل، فقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} علم أنها سورة)).

ثم قال: ((هذا حديث صحيح ولم يخرجاه)).

وثانيها: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى تنزل: {بسم الله الرحمن الرحيم})). وهذا على شرط الصحيحين، ولم يخرجاه.

وثالثها: ((كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل: {بسم الله الرحمن الرحيم})). وهذا على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

23- وأخرج الدارقطني في ((سننه)) حديث يحيى بن حمزة قال: (( صلى بنا

(1/31)

المهدي أمير المؤمنين المغرب، فجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فقلت: يا أمير المؤمنين، ما هذا؟ قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. قلت: نؤثره عنك؟ قال: نعم)).

قال الدارقطني: ((إسناده صحيح، ليس في رواته مجروح)).

قلت: له إسنادان عن يحيى بن حمزة.

24- وقال الترمذي: ثنا أحمد بن عبدة: نا المعتمر بن سليمان: حدثني إسماعيل بن حماد، عن أبي خالد، عن ابن عباس قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم})).

(1/32)

قال أبو عيسى: ((وليس إسناده بذاك)).

قال: ((وقد قال بهذا عدة من أهل العلم منهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن الزبير، ومن بعدهم من التابعين رأوا الجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. وبه يقول الشافعي. وإسماعيل بن حماد هو: ابن أبي سليمان. وأبو خالد هو: الوالبي الكوفي، اسمه: هرمز)).

قال أبو شامة: ((وقد سمع أبو خالد من جابر بن سمرة، وروى عنه الأعمش، وفطر، ومات سنة مائة)).

وأخرج ابن عبد البر في ((الاستذكار)) عن أبي الأشعث وغيره، عن المعتمر بن سليمان، وفيه يجهر بدل يفتتح.

25- وأخرج الحاكم في ((المستدرك)): عن الأصم، عن الربيع: أنا الشافعي:

(1/33)

أنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم: أن أبا بكر

(1/34)

ابن حفص بن عمر أخبره: أن أنس بن مالك قال: ((صلى معاوية بالمدينة صلاة، فجهر فيها بالقراءة، فقرأ فيها: {بسم الله الرحمن الرحيم}. لأم القرآن، ولم يقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار من كل مكان: يا معاوية، أسرقت الصلاة أم نسيت؟! فلما صلى بعد ذلك قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. للسورة التي بعد أم القرآن، وكبر حتى يهوي ساجداً)).

قال الحاكم: ((هذا الحديث على شرط مسلم، فقد احتج بـ (عبد المجيد بن عبد العزيز) وسائر الرواة متفق على عدالتهم، وهو علة لحديث قتادة -عن أنس: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم يجهروا بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}-)).

26- وقال عمرو بن عاصم الكلابي: ثنا همام وجرير بن حازم قالا: ثنا قتادة قال: سئل أنس: ((كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: كانت مداً، يمد {بسم الله الرحمن الرحيم})). أخرجه البخاري وغيره عن عمرو بن عاصم.

(1/35)

27- وقال الحاكم: ثنا أبو علي الحافظ: ثنا علي بن أحمد بن سليمان: ثنا سليمان بن داود المهدي: ثنا أصبغ بن الفرج: نا حاتم بن إسماعيل، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم})).

قال الحاكم: ((رواته ثقات)).

(1/36)

28- وقال: حدثنا عبد الرحمن بن حمدان بهمذان: ثنا عثمان بن خرزاد الأنطاكي: ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني قال: ((صليت خلف المعتمر بن سليمان ما لا أحصي صلاة الصبح والمغرب، فكان يجهر بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم} قبل فاتحة الكتاب وبعدها، وسمعت المعتمر يقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك، وقال أنس: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم )).

قال: ((ورواته عن آخرهم ثقات)).

وأخرجه الدارقطني، وقال: ((كلهم ثقات)).

29- وقال: ثنا إبراهيم بن حماد: ثنا جعفر بن محمد بن شاكر: ثنا عفان: ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن سمرة قال: ((كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتان: سكتة إذا قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. وسكتة إذا فرغ من القراءة.

فأنكر ذلك عمران بن الحصين، فكتبوا إلى أبي بن كعب، فكتب: أن صدق سمرة)).

(1/37)

قال الدارقطني: ((كلهم ثقات)).

وهو بلفظ آخر في سنن أبي داود وهو: ((كان يسكت سكتتين: إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلها)).

وفي رواية: ((سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من الفاتحة)).

(1/38)

قال الترمذي: ((وهو قول غير واحد من أهل العلم يستحبون للإمام أن يسكت بعدما يفتتح الصلاة وبعد الفراغ من القراءة، وبه يقول أحمد وإسحاق وأصحابنا)).

وأما الخطيب فوفق بين الرواية الأولى المحتج بها، وباقي الروايات، فإن قال: قوله: ((إذا قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم})). يعني به: إذا أراد أن يقرأ؛ لأن السكتة إنما هي قبل قراءة التسمية لا بعدها، وقال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله}. يعني فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله)).

30- وأخرج الدارقطني في ((سننه)) من حديث عبد الله بن موسى بن عبد الله بن

(1/39)

حسن، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن علي بن أبي طالب قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم} في صلاته)).

قال الدارقطني: ((هذا إسنادٌ علوي لا بأس به)). ثم ساق الروايات في ذلك عن غير علي من الصحابة.

31- ثم ختمها برواية عبد خير قال: ((سئل عليٌ عن السبع المثاني؟ فقال: {الحمد لله رب العالمين}. فقيل: إنها هي ست آيات. فقال: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية)).

وقال الدارقطني: كلهم ثقات. يعني: رواته.

(1/40)

$فصل$

32- أما حديث عائشة قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ: {الحمد لله رب العالمين}.

أخرجه مسلم من حديث بديل بن ميسرة، وقد تفرد به عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي ربيعة الأزدي البصري -وهما ثقتان-، عن عائشة.

(1/41)

قال ابن عبد البر: ((إلا أنهم يقولون: إن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة، وحديثه عنها إرسال)).

قال أبو شامة: ترددنا في ذلك هل المراد بذلك: السورة أو الآية من السورة،

(1/42)

فيقال: بأية آية من الفاتحة كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته؟ فيقال: بالبسملة أو بالحمدلة، فإذا لم يعرف كيف وقع السؤال؛ فيبطل الاستدلال باللفظ المتردد فيه.

فإن قلت: من أين لكم أن أم الكتاب كان يعبر عنها بـ: {الحمد لله رب العالمين}؟

قلت: الفاتحة مشهورة بهذه التسمية، وفي تسميتها بذلك سنة وأحاديث معروفة، وبدليل أن مثل ذلك اللفظ قد وقع أيضاً فيما رواه ابن عمر وأبو هريرة -يعني: الافتتاح بـ {الحمد لله رب العالمين}- وهما ممن صح عنه أنه كان يرى الجهر بالبسملة، قد دل على أن مرادهم بما رووه اسم السورة من غير تعرض لما تقع به البداءة من سورة الحمد، فاستفدنا بيان السنة في ترتيب قراءة القرآن في الصلاة، وهو أنه تبدأ بالفاتحة، ثم يقرأ بعدها ما تيسر، ولا يعكس ذلك.

وفيه بيان فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي استمر عليه، وهو أنه لم يكن يخلي صلاته من قراءة الفاتحة، فيستدل به على وجوب قراءتها بما صح عنه أنه قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)). وينضم ذلك إلى قوله: ((لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب)). فيجمع

(1/43)

به على من يجوز الصلاة بدونها.

وأما حديث أنس فلفظه المتفق عليه في الصحيحين فكلفظ حديث عائشة، وتأويله ذلك التأويل، ويحمل ما انفرد به مسلم عليه بأدلة ستأتي.

33- قال مسلم: ثنا ابن مثنى وبندار، عن غندر: ثنا شعبة: سمعت قتادة يحدث عن أنس قال: ((صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم})).

34- حدثنا ابن مثنى: ثنا أبو داود: نا شعبة نحوه، وزاد: ((فقلت لقتادة: أسمعته من أنس؟ قال: نعم، نحن سألناه عنه)).

35- حدثنا محمد بن مهران الرازي: ثنا الوليد بن مسلم: نا الأوزاعي، عن عبدة: ((أن عمر كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)).

وعن قتادة: أنه كتب إليه -يعني إلى الأوزاعي- يخبره عن أنس بن مالك أنه

(1/44)

حدثه، قال: ((صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ: {الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة، ولا آخرها)).

37- وبه، عن الأوزاعي: أخبرني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك يذكر ذلك.

قال أبو شامة: وهذا أقصى ما يتعلق به المخالف، وأنه للفظ هائل لم يروم الانفصال عنه، ولكنا -بحول الله وقوته- انفصلنا عنه أحسن انفصال.

وقد رواه جماعة عن شعبة باللفظ المذكور، وبما في معناه، نحو: أن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا لا يستفتحون القرآن بـ: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فلم يكونوا يقرءون: {بسم الله الرحمن الرحيم} فلم أسمع أحداً منهم يقولها.

ورواه أيضاً جماعة، عن شعبة بلفظ: ((كانوا لا يجهرون، فلم أسمع أحداً منهم

(1/45)

يجهر بـ: {بسم الله})). وبهذا اللفظ رواه محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة.

وعبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن إسحاق.

فرجع حاصل ما في طرق مسلم إلى عدم الجهر بالبسملة دون قراءتها جملة؛ خلافاً لما يقوله المالكية.

قال أبو شامة: وكذلك رواه سعيد بن بشير، ومسعر، وحجاج بن أرطأة، ومحمد العرزمي، عن قتادة، عن أنس. وفي بعضها سقوط ذكر عثمان منها.

38- ورواه عمران القصير، عن الحسن، عن أنس: ((أن النبي، وأبا بكر،

(1/46)

وعمر، كانوا يسرون: {بسم الله الرحمن الرحيم})).

ورواه سالم الخياط عن الحسن بلفظ: ((لا يجهرون)).

39- ورواه العلاء بن حصين، عن عائذ بن شريح، عن ثمامة بن عبد الله،

(1/47)

عن أنس بلفظ: ((ولم يسمعه يجهر)).

40- ورواه أبو قلابة، عن أنس بلفظ: ((كانوا لا يقرءون)).

41- ولفظ أبي نعامة، عن أنس: ((كانوا لا يجهرون)).

(1/48)

42- ورواه وكيع، عن أبيه، عن منصور بن زاذان، عن أنس: ((فلم يسمعهم يذكرون)).

43- ورواه شعبة، عن ثابت، عن أنس: ((فلم يجهروا)).

(1/49)

44- وأما لفظه في ((الموطأ)) رواية يحيى بن يحيى الليثي، وأبي مصعب وغيرهما، عن مالك، عن حميد، عن أنس قال: ((قمت وراء أبي بكر، وعمر، وعثمان، وكلهم كانوا لا يقرءون: {بسم الله الرحمن الرحيم} إذا افتتح الصلاة)). موقوف.

والحمد لله وحده

آخر ما علقته من كتاب البسملة للشيخ شهاب الدين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم

ج8.كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي الشهير بابن رجبِ   ...